باب 8- أحوال أهل زمانه من الخلفاء و غيرهم و ما جرى بينه ع و بينهم و أحوال أصحابه و خدمه و مواليه و مداحيه صلوات الله عليه

1-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن أبي علي صاحب الأنماط عن أبان بن تغلب قال لما هدم الحجاج الكعبة فرق الناس ترابها فلما صاروا إلى بنائها فأرادوا أن يبنوها خرجت عليهم حية فمنعت الناس البناء حتى هربوا فأتوا الحجاج فخاف أن يكون قد منع بناها فصعد المنبر ثم نشد الناس و قال رحم الله عبدا عنده مما ابتلينا به علم لما أخبرنا به قال فقام إليه شيخ فقال إن يكن عند أحد علم فعند رجل رأيته جاء إلى الكعبة فأخذ مقدارها ثم مضى فقال الحجاج من هو فقال علي بن الحسين ع فقال معدن ذلك فبعث إلى علي بن الحسين ع فأتاه فأخبره بما كان من منع الله إياه البناء فقال له علي بن الحسين ع يا حجاج عمدت إلى بناء إبراهيم و إسماعيل فألقيته في الطريق و انتهبته كأنك ترى أنه تراث لك اصعد المنبر و أنشد الناس أن لا يبقى أحد منهم أخذ منه شيئا إلا رده قال ففعل و أنشد الناس أن لا يبقى منهم أحد عنده شي‏ء إلا رده قال فردوه فلما رأى جمع التراب أتى علي بن الحسين صلوات الله عليه فوضع الأساس و أمرهم أن يحفروا قال فتغيبت عنهم الحية فحفروا حتى انتهوا إلى موضع القواعد قال لهم علي بن الحسين ع تنحوا فتنحوا فدنا منها فغطاها بثوبه ثم بكى ثم غطاها بالتراب بيد نفسه ثم دعا الفعلة فقال ضعوا بناءكم قال فوضعوا البناء فلما ارتفعت حيطانها أمر بالتراب فألقي في جوفه فلذلك صار البيت مرتفعا يصعد إليه بالدرج

2-  ج، ]الإحتجاج[ روي أن زين العابدين ع مر بالحسن البصري و هو يعظ الناس بمنى فوقف عليه ثم قال أمسك أسألك عن الحال التي أنت عليها مقيم أ ترضاها لنفسك فيما بينك و بين الله للموت إذا نزل بك غدا قال لا قال أ فتحدث نفسك بالتحول و الانتقال عن الحال التي لا ترضاها لنفسك إلى الحال التي ترضاها قال فأطرق مليا ثم قال إني أقول ذلك بلا حقيقة قال أ فترجو نبيا بعد محمد ص يكون لك معه سابقة قال لا قال أ فترجو دارا غير الدار التي أنت فيها ترد إليها فتعمل فيها قال لا قال أ فرأيت أحدا به مسكة عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا إنك على حال لا ترضاها و لا تحدث نفسك بالانتقال إلى حال ترضاها على حقيقة و لا ترجو نبيا بعد محمد ص و لا دارا غير الدار التي أنت فيها فترد إليها فتعمل فيها و أنت تعظ الناس قال فلما ولى ع قال الحسن البصري من هذا قالوا علي بن الحسين قال أهل بيت علم فما رؤي الحسن البصري بعد ذلك يعظ الناس

3-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ج، ]الإحتجاج[ لقي عباد البصري علي بن الحسين ع في طريق مكة فقال له يا علي بن الحسين تركت الجهاد و صعوبته و أقبلت على الحج و لينه و إن الله عز و جل يقول إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ إلى قوله وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ فقال علي بن الحسين إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج

  أقول قد مر في باب استجابة دعائه ع حال كثير من صوفية زمانه

4-  ختص، ]الإختصاص[ روى محمد بن جعفر المؤدب أن أبا إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي صلى أربعين سنة صلاة الغداة بوضوء العتمة و كان يختم القرآن في كل ليلة و لم يكن في زمانه أعبد منه و لا أوثق في الحديث عند الخاص و العام و كان من ثقات علي بن الحسين ع ولد في الليلة التي قتل فيها أمير المؤمنين ع و قبض و له تسعون سنة و هو من همدان اسمه عمرو بن عبد الله بن علي بن ذي حمير بن السبيع بن يبلع الهمداني و نسب إلى السبيع لأنه نزل فيهم

5-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن عيسى عن البزنطي قال ذكر عند الرضا ع القاسم بن محمد خال أبيه و سعيد بن المسيب فقال كانا على هذا الأمر و قال خطب أبي إلى القاسم بن محمد يعني أبا جعفر ع فقال القاسم لأبي جعفر ع إنما كان ينبغي لك أن تذهب إلى أبيك حتى يزوجك

6-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن الحسين البصير عن العباس بن السري عن شداد بن عبد المخزومي عن عامر بن حفص قال قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك و معه محمد بن عروة فدخل محمد دار الدواب فضربته دابة فخر ميتا و وقعت في رجل عروة الآكلة و لم تدع وركه تلك الليلة فقال له الوليد اقطعها فقال لا فترقت إلى ساقه فقال له اقطعها و إلا أفسدت عليك جسدك فقطعها بالمنشار و هو شيخ كبير لم يمسكه أحد و قال لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً و قدم على الوليد تلك السنة قوم من بني عبس فيهم رجل ضرير فسأله عن عينيه و سبب ذهابهما فقال يا أمير المؤمنين بت ليلة من بطن واد و لا أعلم عبسيا يزيد حاله على حالي فطرقنا سيل فذهب ما كان لي من أهل و ولد و مال غير بعير و صبي مولود و كان البعير صعبا فند فوضعت الصبي و اتبعت البعير فلم أجاوز إلا قليلا حتى سمعت صيحة ابني فرجعت إليه و رأس الذئب في بطنه يأكله و لحقت البعير لأحتبسه فنفحني برجله في وجهي فحطمه و ذهب بعيني فأصبحت لا مال و لا أهل و لا ولد و لا بصر فقال الوليد انطلقوا إلى عروة ليعلم أن في الناس من هو أعظم منه بلاء و شخص عروة إلى المدينة فأتته قريش و الأنصار فقال له عيسى بن طلحة بن عبيد الله أبشر يا أبا عبد الله فقد صنع الله بك خيرا و الله ما بك حاجة إلى المشي فقال ما أحسن ما صنع الله بي وهب لي سبعة بنين فمتعني بهم ما شاء ثم أخذ واحدا و ترك ستة و وهب لي ستة جوارح متعني بهن ما شاء ثم أخذ واحدة و ترك خمسا يدين و رجلا و سمعا و بصرا ثم قال إلهي لئن كنت أخذت لقد أبقيت و إن كنت ابتليت لقد عافيت

7-  نبه، ]تنبيه الخاطر[ روي أنه لما نزع معاوية بن يزيد بن معاوية نفسه من الخلافة قام خطيبا فقال أيها الناس ما أنا بالراغب في التأمر عليكم و لا بالآمن لكراهتكم بل بلينا بكم و بليتم بنا إلا أن جدي معاوية نازع الأمر من كان أولى بالأمر منه في قدمه و سابقته علي بن أبي طالب فركب جدي منه ما تعلمون و ركبتم معه ما لا تجهلون حتى صار رهين عمله و ضجيع حفرته تجاوز الله عنه ثم صار الأمر إلى أبي و لقد كان خليقا أن لا يركب سننه إذ كان غير خليق بالخلافة فركب ردعه و استحسن خطأه فقلت مدته و انقطعت آثاره و خمدت ناره و لقد أنسانا الحزن به الحزن عليه ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ثم أخفت يترحم على أبيه ثم قال و صرت أنا الثالث من القوم الزاهد فيما لدي أكثر من الراغب و ما كنت لأتحمل آثامكم شأنكم و أمركم خذوه من شئتم ولايته فولوه قال فقام إليه مروان بن الحكم فقال يا أبا ليلى سنة عمرية فقال له يا مروان تخدعني عن ديني ائتني برجال كرجال عمر أجعلها بينهم شورى ثم قال و الله إن كانت الخلافة مغنما فقد أصبنا منها حظا و لئن كانت شرا فحسب آل أبي سفيان ما أصابوا منها ثم نزل فقالت له أمه ليتك كنت حيضة فقال و أنا وددت ذلك و لم أعلم أن لله نارا يعذب بها من عصاه و أخذ غير حقه

8-  ختص، ]الإختصاص[ هلك يزيد لعنه الله و هو ابن ثلاث و ستين سنة و ولي الأمر أربع سنين و هلك معاوية بن يزيد و هو ابن إحدى و عشرين سنة و ولي الأمر أربعين ليلة

9-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن معبد عن علي بن الحسين عن علي بن عبد العزيز عن أبيه قال قال أبو عبد الله ع لما ولي عبد الملك بن مروان و استقامت له الأشياء كتب إلى الحجاج كتابا و خطه بيده بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من عبد الله عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف أما بعد فجنبني دماء بني عبد المطلب فإني رأيت آل أبي سفيان لما ولغوا فيها لم يلبثوا بعدها إلا قليلا و السلام و كتب الكتاب سرا لم يعلم به أحد و بعث به مع البريد إلى الحجاج و ورد خبر ذلك من ساعته على علي بن الحسين ع و أخبر أن عبد الملك قد زيد في ملكه برهة من دهره لكفه عن بني هاشم و أمر أن يكتب ذلك إلى عبد الملك و يخبره بأن رسول الله ص أتاه في منامه و أخبره بذلك فكتب علي بن الحسين ع بذلك إلى عبد الملك بن مروان

10-  حة، ]فرحة الغري[ روى هشام بن الكلبي عن أبيه قال أدركت بني أود و هم يعلمون أبناءهم و حرمهم سب علي بن أبي طالب ع و فيهم رجل من رهط عبد الله بن إدريس بن هانئ فدخل على الحجاج بن يوسف يوما فكلمه بكلام فأغلظ له الحجاج في الجواب فقال له لا تقل هذا أيها الأمير فلا لقريش و لا لثقيف منقبة يعتدون بها إلا و نحن نعتد بمثلها قال له و ما مناقبكم قال ما ينقص عثمان و لا يذكر بسوء في نادينا قط قال هذه منقبة قال و ما رؤي منا خارجي قط قال و منقبة قال و ما شهد منا مع أبي تراب مشاهده إلا رجل واحد فأسقطه ذلك عندنا و أخمله فما له عندنا قدر و لا قيمة قال و منقبة قال و ما أراد منا رجل قط أن يتزوج امرأة إلا سأل عنها هل تحب أبا تراب أو تذكره بخير فإن قيل إنها تفعل ذلك اجتنبها فلم يتزوجها قال و منقبة قال و ما ولد فينا ذكر فسمي عليا و لا حسنا و حسينا و لا ولدت فينا جارية فسميت فاطمة قال و منقبة قال و نذرت امرأة منا حين أقبل الحسين إلى العراق إن قتله الله أن تنحر عشر جزر فلما قتل وفت بنذرها قال و منقبة قال و دعي رجل منا إلى البراءة من علي و لعنه فقال نعم و أزيدكم حسنا و حسينا قال و منقبة و الله قال و قال لنا أمير المؤمنين عبد الملك أنتم الشعار دون الدثار و أنتم الأنصار بعد الأنصار قال و منقبة قال و ما بالكوفة ملاحة إلا ملاحة بني أود فضحك الحجاج قال هشام بن الكلبي قال لي أبي فسلبهم الله ملاحتهم آخر الحكاية

11-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن الباقر ع أنه قال كان عبد الملك يطوف بالبيت و علي بن الحسين يطوف بين يديه و لا يلتفت إليه و لم يكن عبد الملك يعرفه بوجهه فقال من هذا الذي يطوف بين أيدينا و لا يلتفت إلينا فقيل هذا علي بن الحسين ع فجلس مكانه و قال ردوه إلي فردوه فقال له يا علي بن الحسين إني لست قاتل أبيك فما يمنعك من المصير إلي فقال علي بن الحسين ع إن قاتل أبي أفسد بما فعله دنياه عليه و أفسد أبي عليه بذلك آخرته فإن أحببت أن تكون كهو فكن فقال كلا و لكن صر إلينا لتنال من دنيانا فجلس زين العابدين و بسط رداه و قال اللهم أره حرمة أوليائك عندك فإذا إزاره مملوة دررا يكاد شعاعها يخطف الأبصار فقال له من يكون هذا حرمته عند ربه يحتاج إلى دنياك ثم قال اللهم خذها فلا حاجة لي فيها

12-  شا، ]الإرشاد[ هارون بن موسى عن عبد الملك بن عبد العزيز قال لما ولي عبد الملك بن مروان الخلافة رد إلى علي بن الحسين ع صدقات رسول الله ص و صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و كانتا مضمومتين فخرج عمر بن علي إلى عبد الملك يتظلم إليه من ابن أخيه فقال عبد الملك أقول كما قال ابن أبي الحقيق

إنا إذا مالت دواعي الهوى و أنصت السامع للقائل‏و اصطرع الناس بألبابهم نقضي بحكم عادل فاصل‏لا نجعل الباطل حقا و لا نلط دون الحق بالباطل‏نخاف أن تسفه أحلامنا فنخمل الدهر مع الخامل

13-  شا، ]الإرشاد[ أبو محمد الحسن بن محمد عن جده عن أبي جعفر محمد بن إسماعيل قال حج علي بن الحسين ع فاستجهر الناس من جماله و تشوقوا له و جعلوا يقولون من هذا تعظيما له و إجلالا لمرتبته و كان الفرزدق هناك فأنشأ يقول

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته و البيت يعرفه و الحل و الحرم

 هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم‏يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم‏يغضي حياء و يغضى من مهابته فما يكلم إلا حين يبتسم‏أي القبائل ليست في رقابهم لأولية هذا أوله نعم‏من يعرف الله يعرف أولية ذا فالدين من بيت هذا ناله الأمم‏إذا رأته قريش قال قائلها إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

14-  شا، ]الإرشاد[ أبو محمد الحسن بن محمد عن جده عن داود بن القاسم عن الحسين بن زيد عن عمه عمر بن علي عن أبيه علي بن الحسين ع أنه كان يقول لم أر مثل التقدم في الدعاء فإن العبد ليس تحضره الإجابة في كل وقت و كان مما حفظ عنه ع من الدعاء حين بلغه توجه مسرف بن عقبة إلى المدينة رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري و كم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني و قل عند بلائه صبري فلم يخذلني يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا و يا ذا النعماء التي لا تحصى عددا صل على محمد و آل محمد و ادفع عني شره فإني أدرأ بك في نحره و أستعيذ بك من شره فقدم مسرف بن عقبة المدينة و كان يقال لا يريد غير علي بن الحسين ع فسلم منه و أكرمه و حباه و وصله و جاء الحديث من غير وجه أن مسرف بن عقبة لما قدم المدينة أرسل إلى علي بن الحسين ع فأتاه فلما صار إليه قربه و أكرمه و قال له أوصاني أمير المؤمنين ببرك و تمييزك من غيرك فجزاه خيرا ثم قال أسرجوا له بغلتي و قال له انصرف إلى أهلك فإني أرى أن قد أفزعناهم و أتعبناك بمشيك إلينا و لو كان بأيدينا ما نقوى به على صلتك بقدر حقك لوصلناك فقال له علي بن الحسين ع ما أعذرني للأمير و ركب فقال مسرف بن عقبة لجلسائه هذا الخير الذي لا شر فيه مع موضعه من رسول الله ص و مكانه منه

  بيان مسرف هو مسلم بن عقبة الذي بعثه يزيد لعنه الله لوقعة الحرة فسمي بعدها مسرفا لإسرافه في إهراق الدماء و قوله ما أعذرني للأمير الظاهر أن كلمة ما للتعجب أي ما أظهر عذره في و يحتمل أن تكون نافية من قولهم أعذر إذا قصر أي ما قصر الأمير في حقي و الأول أظهر

15-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ حلية الأولياء، و وسيلة الملا، و فضائل أبي السعادات، بالإسناد عن ابن شهاب الزهري قال شهدت علي بن الحسين ع يوم حمله عبد الملك بن مروان من المدينة إلى الشام فأثقله حديدا و وكل به حفاظا في عدة و جمع فاستأذنتهم في التسليم و التوديع له فأذنوا فدخلت عليه و الأقياد في رجليه و الغل في يديه فبكيت و قلت وددت أني مكانك و أنت سالم فقال يا زهري أ و تظن هذا بما ترى علي و في عنقي يكربني أما لو شئت ما كان فإنه و إن بلغ بك و من أمثالك ليذكرني عذاب الله ثم أخرج يديه من الغل و رجليه من القيد ثم قال يا زهري لأجزت معهم على ذا منزلتين من المدينة قال فما لبثنا إلا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه فكنت فيمن سألهم عنه فقال لي بعضهم إنا نراه متبوعا إنه لنازل و نحن حوله لا ننام نرصده إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلا حديدة فقدمت بعد ذاك على عبد الملك فسألني عن علي بن الحسين فأخبرته فقال إنه قد جاءني في يوم فقده الأعوان فدخل علي فقال ما أنا و أنت فقلت أقم عندي فقال لا أحب ثم خرج فو الله لقد امتلأ ثوبي منه خيفة قال الزهري فقلت ليس علي بن الحسين ع حيث تظن إنه مشغول بنفسه فقال حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به

16-  كشف، ]كشف الغمة[ عن الزهري مثله

 بيان قوله ع و إن بلغ بك أي لو شئت أن لا يكون بي ما ترى لم يكن و إنه و إن بلغ و بك و بأمثالك كل مبلغ من الغم و الحزن لكنه و الله ليذكرني عذاب الله و إني لأحبه لذلك. و في كشف الغمة و إن بلغ بك و بأمثالك غمر أي شدة و قوله إنا نراه متبوعا أي يتبعه الجن و يخدمه و يطيعه قال الفيروزآبادي التابعة الجني و الجنية يكونان مع الإنسان يتبعانه حيث ذهب

17-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الحلية، و الأغاني و غيرهما، حج هشام بن عبد الملك فلم يقدر على الاستلام من الزحام فنصب له منبر فجلس عليه و أطاف به أهل الشام فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين ع و عليه إزار و رداء من أحسن الناس وجها و أطيبهم رائحة بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز فجعل يطوف فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحى الناس حتى يستلمه هيبة له فقال شامي من هذا يا أمير المؤمنين فقال لا أعرفه لئلا يرغب فيه أهل الشام فقال الفرزدق و كان حاضرا لكني أنا أعرفه فقال الشامي من هو يا أبا فراس فأنشأ قصيدة ذكر بعضها في الأغاني و الحلية و الحماسة و القصيدة بتمامها هذه

يا سائلي أين حل الجود و الكرم عندي بيان إذا طلا به قدمواهذا الذي تعرف البطحاء وطأته و البيت يعرفه و الحل و الحرم‏هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم‏هذا الذي أحمد المختار والده صلى عليه إلهي ما جرى القلم‏لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه لخر يلثم منه ما وطئ القدم‏هذا علي رسول الله والده أمست بنور هداه تهتدي الأمم‏هذا الذي عمه الطيار جعفر و المقتول حمزة ليث حبه قسم‏هذا ابن سيدة النسوان فاطمة و ابن الوصي الذي في سيفه نقم‏إذا رأته قريش قال قائلها إلى مكارم هذا ينتهي الكرم‏يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم‏و ليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من أنكرت و العجم‏ينمي إلى ذروة العز التي قصرت عن نيلها عرب الإسلام و العجم

 يغضي حياء و يغضى من مهابته فما يكلم إلا حين يبتسم‏ينجاب نور الدجى عن نور غرته كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم‏بكفه خيزران ريحه عبق من كف أروع في عرنينه شمم‏ما قال لا قط إلا في تشهده لو لا التشهد كانت لاؤه نعم‏مشتقة من رسول الله نبعته طابت عناصره و الخيم و الشيم‏حمال أثقال أقوام إذا فدحوا حلو الشمائل تحلو عنده نعم‏إن قال قال بما يهوى جميعهم و إن تكلم يوما زانه الكلم‏هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله بجده أنبياء الله قد ختمواالله فضله قدما و شرفه جرى بذاك له في لوحه القلم‏من جده دان فضل الأنبياء له و فضل أمته دانت لها الأمم‏عم البرية بالإحسان و انقشعت عنها العماية و الإملاق و الظلم‏كلتا يديه غياث عم نفعهما يستوكفان و لا يعروهما عدم‏سهل الخليفة لا تخشى بوادره يزينه خصلتان الحلم و الكرم‏لا يخلف الوعد ميمونا نقيبته رحب الفناء أريب حين يعترم‏من معشر حبهم دين و بغضهم كفر و قربهم منجى و معتصم‏يستدفع السوء و البلوى بحبهم و يستزاد به الإحسان و النعم‏مقدم بعد ذكر الله ذكرهم في كل فرض و مختوم به الكلم‏إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم‏لا يستطيع جواد بعد غايتهم و لا يدانيهم قوم و إن كرمواهم الغيوث إذا ما أزمة أزمت و الأسد أسد الشرى و البأس محتدم‏يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم خيم كريم و أيد بالندى هضم‏لا يقبض العسر بسطا من أكفهم سيان ذلك إن أثروا و إن عدمواأي القبائل ليست في رقابهم لأولية هذا أوله نعم‏من يعرف الله يعرف أولية ذا فالدين من بيت هذا ناله الأمم

 بيوتهم في قريش يستضاء بها في النائبات و عند الحكم إن حكموافجده من قريش في أرومتها محمد و علي بعده علم‏بدر له شاهد و الشعب من أحد و الخندقان و يوم الفتح قد علمواو خيبر و حنين يشهدان له و في قريظة يوم صيلم قتم‏مواطن قد علت في كل نائبة على الصحابة لم أكتم كما كتموا

فغضب هشام و منع جائزته و قال أ لا قلت فينا مثلها قال هات جدا كجده و أبا كأبيه و أما كأمه حتى أقول فيكم مثلها فحبسوه بعسفان بين مكة و المدينة فبلغ ذلك علي بن الحسين ع فبعث إليه باثني عشر ألف درهم و قال أعذرنا يا أبا فراس فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به فردها و قال يا ابن رسول الله ما قلت الذي قلت إلا غضبا لله و لرسوله و ما كنت لأرزأ عليه شيئا فردها إليه و قال بحقي عليك لما قبلتها فقد رأى الله مكانك و علم نيتك فقبلها فجعل الفرزدق يهجو هشاما و هو في الحبس فكان مما هجاه به قوله

أ يحبسني بين المدينة و التي إليها قلوب الناس يهوى منيبهايقلب رأسا لم يكن رأس سيد و عينا له حولاء باد عيوبها

 فأخبر هشام بذلك فأطلقه و في رواية أبي بكر العلاف أنه أخرجه إلى البصرة

18-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن محمد بن جعفر عن محمد بن أحمد بن مجاهد عن الغلابي محمد بن زكريا عن عبيد الله بن محمد بن عائشة عن أبيه مثله

 بيان قوله عرفان مفعول لأجله و الإغضاء إدناء الجفون و أغضى على الشي‏ء سكت و انجابت السحابة انكشفت و الخيزران بضم الزاء شجر هندي و هو عروق ممتدة في الأرض و القصب و عبق به الطيب بالكسر عبقا بالتحريك أي لزق به و رجل عبق إذا تطيب بأدنى طيب لم يذهب عنه أياما و الأروع من يعجبك بحسنه و جهارة منظره و العرنين بالكسر الأنف و الشمم محركة ارتفاع قصبة الأنف و حسنها و استواء أعلاها و انتصاب الأرنبة أو ورود الأرنبة و حسن استواء القصبة و ارتفاعها أشد من ارتفاع الذلف أو أن يطول الأنف و يدق و تسيل روثته. و قوله من كف فيه تجريد مضاف إلى الأروع و الخيم بالكسر السجية و الطبيعة و الشيم بكسر الشين و فتح الياء جمع الشيمة بالكسر و هي الطبيعة و فدحه الدين أثقله و استوكف استقطر و البوادر جمع البادرة و هي ما يبدو من حدتك في الغضب من قول أو فعل و النقيبة النفس و العقل و المشورة و نفاذ الرأي و الطبيعة و الأريب العاقل. و قوله يعترم على المجهول من العرام بمعنى الشدة أي عاقل إذا أصابته شدة و قوله بعد غايتهم بضم الباء و الأزمة الشدة و أزمت أي لزمت و الشرى كعلى طريق في سلمى كثيرة الأسد و احتدم عليه غيظا تحرق و النار التهبت و الدم اشتدت حمرته حتى تسود و في بعض النسخ البأس بالباء الموحدة و في بعضها بالنون و على الأول المراد أن شدتهم و غيظهم ملتهب في الحرب و على الثاني المراد أن الناس محتدمون عليهم حسدا قوله خيم أي لهم خيم و الندى المطر و يستعار للعطاء الكثير. و هضم ككتب جمع هضوم يقال يد هضوم أي تجود بما لديها و أثرى أي كثر ماله و الأرومة كالأكولة الأصل. و قوله و الخندقان إشارة إلى غزوة الخندق إما لكون الخندق محيطا بطرفي المدينة أو لانقسامه في الحفر بين المهاجرين و الأنصار و الصيلم الأمر الشديد و الداهية و القتام الغبار و الأقتم الأسود كالقاتم و قتم الغبار قتوما ارتفع و أورده حياض قتيم كزبير الموت ذكرها الفيروزآبادي و قوله مواطن أي له أو هذه مواطن. و قال الفيروزآبادي رزأه ماله كجعله و عمله رزءا بالضم أصاب منه شيئا و رزأه رزءا و مرزئة أصاب منه خيرا. نقل كلام يناسب المقام فيه غرابة قال الزمخشري في الفائق علي بن الحسين ع مدحه الفرزدق فقال.

في كفه جنهي ريحه عبق من كف أروع في عرنينه شمم

. قال القتيبي الجنهي الخيزران و معرفتي هذه الكلمة عجيبة و ذلك أن رجلا من أصحاب الغريب سألني عنه فلم أعرفه فلما أخذت من الليل مضجعي أتاني آت في المنام أ لا أخبرته عن الجنهي قلت لم أعرفه قال هو الخيزران فسألته شاهدا فقال هدية طرقنه في طبق مجنة فهببت و أنا أكثر التعجب فلم ألبث إلا يسيرا حتى سمعت من ينشد في كفه جنهي و كنت أعرفه في كفه خيزران

19-  ختص، ]الإختصاص[ جعفر بن الحسين المؤمن عن حيدر بن محمد بن نعيم و يعرف بأبي أحمد السمرقندي تلميذ أبي النصر محمد بن مسعود عن محمد بن جعفر عن محمد بن أحمد بن مجاهد عن الغلابي محمد بن زكريا عن عبيد الله بن محمد بن عائشة مثل ما مر

20-  ختص، ]الإختصاص[ علي بن الحسن بن يوسف عن محمد بن جعفر العلوي عن الحسن بن محمد بن جمهور عن أبي عثمان المازني عن كيسان عن جويرية بن أسماء عن هشام بن عبد الأعلى عن فرعان و كان من رواة الفرزدق قال حججت سنة مع عبد الملك بن مروان فنظر إلى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع فأراد أن يصغر منه فقال من هو فقال الفرزدق فقلت على البديهة القصيدة المعروفة

هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم

حتى أتمها و كان عبد الملك يصله في كل سنة بألف دينار فحرمه تلك السنة فشكا ذلك إلى علي بن الحسين ع و سأله أن يكلمه فقال أنا أصلك من مالي بمثل الذي كان يصلك به عبد الملك و صن عن كلامه فقال و الله يا ابن رسول الله لأرزأتك شيئا و ثواب الله عز و جل في الآجل أحب إلي من ثواب الدنيا في العاجل فاتصل ذلك بمعاوية بن عبد الله بن جعفر الطيار و كان أحد سمحاء بني هاشم لفضل عنصره و أحد أدبائها و ظرفائها فقال له يا أبا فراس كم تقدر الذي بقي من عمرك قال قدر عشرين سنة قال فهذه عشرون ألف دينار أعطيتكها من مالي و أعف أبا محمد أعزه الله عن المسألة في أمرك فقال لقد لقيت أبا محمد و بذل لي ماله فأعلمته أني أخرت ثواب ذلك لأجر الآخرة

21-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الروضة، سأل ليث الخزاعي سعيد بن المسيب عن إنهاب المدينة قال نعم شدوا الخيل إلى أساطين مسجد رسول الله ص و رأيت الخيل حول القبر و انتهب المدينة ثلاثا فكنت أنا و علي بن الحسين نأتي قبر النبي ص فيتكلم علي بن الحسين ع بكلام لم أقف عليه فيحال ما بيننا و بين القوم و نصلي و نرى القوم و هم لا يروننا و قام رجل عليه حلل خضر على فرس محذوف أشهب بيده حربة مع علي بن الحسين ع فكان إذا أومأ الرجل إلى حرم رسول الله ص يشير ذلك الفارس بالحربة نحوه فيموت من غير أن يصيبه فلما أن كفوا عن النهب دخل علي بن الحسين على النساء فلم يترك قرطا في أذن صبي و لا حليا على امرأة و لا ثوبا إلا أخرجه إلى الفارس فقال له الفارس يا ابن رسول الله إني ملك من الملائكة من شيعتك و شيعة أبيك لما أن ظهر القوم بالمدينة استأذنت ربي في نصرتكم آل محمد فأذن لي لأن أدخرها يدا عند الله تبارك و تعالى و عند رسوله ص و عندكم أهل البيت إلى يوم القيامة

 بيان قوله محذوف لعل المراد محذوف الذنب

  -22  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ رأى علي بن الحسين ع الحسن البصري عند الحجر الأسود يقص فقال يا هناه أ ترضى نفسك للموت قال لا قال فعملك للحساب قال لا قال فثم دار العمل قال لا قال فلله في الأرض معاذ غير هذا البيت قال لا قال فلم تشغل الناس عن الطواف ثم مضى قال الحسن ما دخل مسامعي مثل هذه الكلمات من أحد قط أ تعرفون هذا الرجل قالوا هذا زين العابدين فقال الحسن ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ و كان الزهري عاملا لبني أمية فعاقب رجلا فمات الرجل في العقوبة فخرج هائما و توحش و دخل إلى غار فطال مقامه تسع سنين قال و حج علي بن الحسين ع فأتاه الزهري فقال له علي بن الحسين ع إني أخاف عليك من قنوطك ما لا أخاف عليك من ذنبك فابعث بدية مسلمة إلى أهله و اخرج إلى أهلك و معالم دينك فقال له فرجت عني يا سيدي الله أعلم حيث يجعل رسالاته و رجع إلى بيته و لزم علي بن الحسين و كان يعد من أصحابه و لذلك قال له بعض بني مروان يا زهري ما فعل نبيك يعني علي بن الحسين ع

 العقد، كتب ملك الروم إلى عبد الملك أكلت لحم الجمل الذي هرب عليه أبوك من المدينة لأغزونك بجنود مائة ألف و مائة ألف و مائة ألف فكتب عبد الملك إلى الحجاج أن يبعث إلى زين العابدين ع و يتوعده و يكتب إليه ما يقول ففعل فقال علي بن الحسين ع إن لله لوحا محفوظا يلحظه في كل يوم ثلاثمائة لحظة ليس منها لحظة إلا يحيي فيها و يميت و يعز و يذل و يَفْعَلُ ما يَشاءُ و إني لأرجو أن يكفيك منها لحظة واحدة فكتب بها الحجاج إلى عبد الملك فكتب عبد الملك بذلك إلى ملك الروم فلما قرأه قال ما خرج هذا إلا من كلام النبوة

23-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كان بابه يحيى ابن أم الطويل المطعمي و من رجاله من الصحابة جابر بن عبد الله الأنصاري و عامر بن واثلة الكناني و سعيد بن المسيب بن حزن و كان رباه أمير المؤمنين قال زين العابدين ع سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدم من الآثار أي في زمانه و سعيد بن جبهان الكناني مولى أم هانئ و من التابعين أبو محمد سعيد بن جبير مولى بني أسد نزيل مكة و كان يسمى جهيد العلماء و يقرأ القرآن في ركعتين قيل و ما على الأرض أحد إلا و هو محتاج إلى علمه و محمد بن جبير بن مطعم و أبو خالد الكابلي و القاسم بن عوف و إسماعيل بن عبد الله بن جعفر و إبراهيم و الحسن ابنا محمد بن الحنفية و حبيب بن أبي ثابت و أبو يحيى الأسدي و أبو حازم الأعرج و سلمة بن دينار المدني الأقرن القاص و من أصحابه أبو حمزة الثمالي بقي إلى أيام موسى ع و فرات بن أحنف بقي إلى أيام أبي عبد الله ع و جابر بن محمد بن أبي بكر و أيوب بن الحسن و علي بن رافع و أبو محمد القرشي السدي الكوفي و الضحاك بن مزاحم الخراساني أصله من الكوفة و طاوس بن كيسان أبو عبد الرحمن و حميد بن موسى الكوفي و أبان بن تغلب بن رباح و أبو الفضل سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي و قيس بن رمانة و عبد الله البرقي و الفرزدق الشاعر و من مواليه شعيب

24-  جا، ]المجالس للمفيد[ المرزباني عن حنظلة أبي غسان عن هشام بن محمد عن محرز بن جعفر مولى أبي هريرة قال دخل أرطأة بن سمينة على عبد الملك بن مروان و قد أتت عليه مائة و ثلاثون سنة فقال له عبد الملك ما بقي من شعرك يا أرطأة قال و الله يا أمير المؤمنين ما أطرب و لا أغضب و لا أشرب و لا يجيئني الشعر إلا على هذا غير أني الذي أقول 

رأيت المرء تأكله الليالي كأكل الأرض ساقطة الحديدو ما تبقي المنية حين تأتي على نفس ابن آدم من مزيدو أعلم أنها ستكر حتى توفي نذرها بأبي الوليد

قال فارتاع عبد الملك و كان يكنى أبا الوليد فقال له أرطأة إنما عنيت نفسي يا أمير المؤمنين و كان يكنى أرطأة بأبي الوليد فقال عبد الملك و أنا و الله سيمر بي الذي يمر بك

25-  يل، ]الفضائل لابن شاذان[ فض، ]كتاب الروضة[ مما روي عن جماعة ثقات أنه لما وردت حرة بنت حليمة السعدية على الحجاج بن يوسف الثقفي فمثلت بين يديه قال لها أنت حرة بنت حليمة السعدية قالت له فراسة من غير مؤمن فقال لها الله جاء بك فقد قيل عنك إنك تفضلين عليا على أبي بكر و عمر و عثمان فقالت لقد كذب الذي قال إني أفضله على هؤلاء خاصة قال و على من غير هؤلاء قالت أفضله على آدم و نوح و لوط و إبراهيم و داود و سليمان و عيسى ابن مريم ع فقال لها ويلك إنك تفضلينه على الصحابة و تزيدين عليهم سبعة من الأنبياء من أولي العزم من الرسل إن لم تأتيني ببيان ما قلت ضربت عنقك فقالت ما أنا مفضلته على هؤلاء الأنبياء و لكن الله عز و جل فضله عليهم في القرآن بقوله عز و جل في حق آدم وَ عَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى و قال في حق علي وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً فقال أحسنت يا حرة فبما تفضلينه على نوح و لوط فقالت الله عز و جل فضله عليهما بقوله ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ قِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ و علي بن أبي طالب كان ملاكه تحت سدرة المنتهى زوجته بنت محمد فاطمة الزهراء التي يرضى الله تعالى لرضاها و يسخط لسخطها فقال الحجاج أحسنت يا حرة فبما تفضلينه على أبي الأنبياء إبراهيم خليل الله فقالت الله عز و جل فضله بقوله وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي و مولاي أمير المؤمنين قال قولا لا يختلف فيه أحد من المسلمين لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا و هذه كلمة ما قالها أحد قبله و لا بعده فقال أحسنت يا حرة فبما تفضلينه على موسى كليم الله قالت يقول الله عز و جل فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ و علي بن أبي طالب ع بات على فراش رسول الله ص لم يخف حتى أنزل الله تعالى في حقه وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ قال الحجاج أحسنت يا حرة فبما تفضلينه على داود و سليمان ع قالت الله تعالى فضله عليهما بقوله عز و جل يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قال لها في أي شي‏ء كانت حكومته قالت في رجلين رجل كان له كرم و الآخر له غنم فنفشت الغنم بالكرم فرعته فاحتكما إلى داود ع فقال تباع الغنم و ينفق ثمنها على الكرم حتى يعود إلى ما كان عليه فقال له ولده لا يا أبة بل يؤخذ من لبنها و صوفها قال الله تعالى فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ و إن مولانا أمير المؤمنين عليا ع قال سلوني عما فوق العرش سلوني عما تحت العرش سلوني قبل أن تفقدوني و إنه ع دخل على رسول الله ص يوم فتح خيبر فقال النبي ص للحاضرين أفضلكم و أعلمكم و أقضاكم علي فقال لها أحسنت فبما تفضلينه على سليمان فقالت الله تعالى فضله عليه بقوله تعالى رَبِّ... هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي و مولانا أمير المؤمنين علي ع قال طلقتك يا دنيا ثلاثا لا حاجة لي فيك فعند ذلك أنزل الله تعالى فيه تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً فقال أحسنت يا حرة فبما تفضلينه على عيسى ابن مريم ع قالت الله تعالى عز و جل فضله بقوله تعالى إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَ لا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ الآية فأخر الحكومة إلى يوم القيامة و علي بن أبي طالب لما ادعوا النصيرية فيه ما ادعوه قتلهم و لم يؤخر حكومتهم فهذه كانت فضائله لم تعد بفضائل غيره قال أحسنت يا حرة خرجت من جوابك و لو لا ذلك لكان ذلك ثم أجازها و أعطاها و سرحها سراحا حسنا رحمة الله عليها

26-  ضه، ]روضة الواعظين[ قال أبو عبد الله ع إن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسين ع فكان علي يثني عليه و ما كان سبب قتل الحجاج له إلا على هذا الأمر و كان مستقيما و ذكر أنه لما دخل على الحجاج بن يوسف قال أنت شقي بن كسير قال أمي كانت أعرف بي سمتني سعيد بن جبير قال ما تقول في أبي بكر و عمر هما في الجنة أو في النار قال لو دخلت الجنة فنظرت إلى أهلها لعلمت من فيها و لو دخلت النار و رأيت أهلها لعلمت من فيها قال فما قولك في الخلفاء قال لست عليهم بوكيل قال أيهم أحب إليك قال أرضاهم لخالقي قال فأيهم أرضى للخالق قال علم ذلك عند الذي يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ قال أبيت أن تصدقني قال بل لم أحب أن أكذبك

27-  ختص، ]الإختصاص[ جعفر بن الحسين عن أحمد بن شاذان عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله مثله

28-  كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن عبيد الله الدهقان عن علي بن الحسن الطاطري عن محمد بن زياد بياع السابري عن أبان عن فضيل و عبيد عن أبي عبد الله ع قال لما حضر محمد بن أسامة الموت دخلت عليه بنو هاشم فقال لهم قد عرفتم قرابتي و منزلتي منكم و علي دين فأحب أن تضمنوه عني فقال علي بن الحسين ع أما و الله ثلث دينك علي ثم سكت و سكتوا فقال علي بن الحسين ع علي دينك كله ثم قال علي بن الحسين ع أما إنه لم يمنعني أن أضمنه أولا إلا كراهة أن تقولوا سبقنا

29-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن بريد بن معاوية قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن يزيد بن معاوية دخل المدينة و هو يريد الحج فبعث إلى رجل من قريش فأتاه فقال له يزيد أ تقر لي أنك عبد لي إن شئت بعتك و إن شئت استرققتك فقال له الرجل و الله يا يزيد ما أنت بأكرم مني في قريش حسبا و لا كان أبوك أفضل من أبي في الجاهلية و الإسلام و ما أنت بأفضل مني في الدين و لا بخير مني فكيف أقر لك بما سألت فقال له يزيد إن لم تقر لي و الله قتلتك فقال له الرجل ليس قتلك إياي بأعظم من قتلك الحسين بن علي بن رسول الله ص فأمر به فقتل ثم أرسل إلى علي بن الحسين ع فقال له مثل مقالته للقرشي فقال له علي بن الحسين ع أ رأيت إن لم أقر لك أ ليس تقتلني كما قتلت الرجل بالأمس فقال له يزيد لعنه الله بلى فقال له علي بن الحسين ع قد أقررت لك بما سألت أنا عبد مكره فإن شئت فأمسك و إن شئت فبع فقال له يزيد لعنه الله أولى لك حقنت دمك و لم ينقصك ذلك من شرفك

 بيان قال الجوهري قولهم أولى لك تهدد و وعيد و قال الأصمعي معناه قاربه ما يهلكه أي نزل به انتهى أقول هذا المعنى لا يناسب المقام و إن احتمل أن يكون الملعون بعد في مقام التهديد و لم يرض بذلك عنه صلوات الله عليه و يمكن أن يكون المراد أن هذا أولى لك و أحرى مما صنعه القرشي. ثم اعلم أن في هذا الخبر إشكالا و هو أن المعروف في السير أن هذا الملعون لم يأت المدينة بعد الخلافة بل لم يخرج من الشام حتى مات و دخل النار فنقول مع عدم الاعتماد على السير لا سيما مع معارضة الخبر يمكن أن يكون اشتبه على بعض الرواة و كان في الخبر أنه جرى ذلك بينه ع و بين من أرسله الملعون لأخذ البيعة و هو مسلم بن عقبة كما مر. قال ابن الأثير في الكامل لما سير يزيد مسلم بن عقبة قال فإذا ظهرت عليهم فأبحها ثلاثا بما فيها من مال أو دابة أو سلاح فهو للجند فإذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس و انظر علي بن الحسين فاكفف عنه و استوص به خيرا فإنه لم يدخل مع الناس و قد أتاني كتابه و قد كان مروان بن الحكم كلم ابن عمر لما أخرج أهل المدينة عامل يزيد و بني أمية في أن يغيب أهله عنده فلم يفعل فكلم علي بن الحسين و قال إن لي رحما و حرمي تكون مع حرمك فقال افعل فبعث بامرأته و هي عائشة ابنة عثمان بن عفان و حرمه إلى علي بن الحسين فخرج علي بحرمه و حرم مروان إلى ينبع و قيل بل أرسل حرم مروان و أرسل معهم ابنه عبد الله إلى الطائف و لما ظفر مسلم بن عقبة على المدينة و استباحهم دعا الناس إلى البيعة ليزيد على أنهم خول له يحكم في دمائهم و أموالهم و أهليهم ما شاء فمن امتنع من ذلك قتله فقتل لذلك جماعة ثم أتى مروان بعلي بن الحسين فجاء يمشي بين مروان و ابنه عبد الملك حتى جلس بينهما عنده فدعا مروان بشراب ليتحرم بذلك فشرب منه يسيرا ثم ناوله علي بن الحسين فلما وقع في يده قال مسلم لا تشرب من شرابنا فأرعد كفه و لم يأمنه على نفسه و أمسك القدح فقال جئت تمشي بين هؤلاء لتأمن عندي و الله لو كان إليهما لقتلتك و لكن أمير المؤمنين أوصاني بك و أخبرني أنك كاتبته فإن شئت فاشرب فشرب ثم أجلسه معه على السرير ثم قال لعل أهلك فزعوا قال إي و الله فأمر بدابته فأسرجت له ثم حمله عليها فرده و لم يلزمه البيعة ليزيد على ما شرط على أهل المدينة

30-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ النضر عن حسن بن موسى عن زرارة عن أحدهما ع قال إن علي بن الحسين ع تزوج أم ولد عمه الحسن ع و زوج أمه مولاه فلما بلغ ذلك عبد الملك بن مروان كتب إليه يا علي بن الحسين كأنك لا تعرف موضعك من قومك و قدرك عند الناس و تزوجت مولاة و زوجت مولاك بأمك فكتب إليه علي بن الحسين ع فهمت كتابك و لنا أسوة برسول الله ص فقد زوج زينب بنت عمه زيدا مولاه و تزوج مولاته صفية بنت حيي بن أخطب

31-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن المفضل بن محمد بن حارث عن أبيه عن عبد الجبار بن سعيد عن أبيه عن صالح بن كيسان قال سمع عامر بن عبد الله بن الزبير و كان من عقلاء قريش ابنا له ينتقص علي بن أبي طالب ع فقال له يا بني لا تنتقص عليا فإن الدين لم يبن شيئا فاستطاعت الدنيا أن تهدمه و إن الدنيا لم تبن شيئا إلا هدمه الدين يا بني إن بني أمية لهجوا بسب علي بن أبي طالب ع في مجالسهم و لعنوه على منابرهم فكأنما يأخذون و الله بضبعيه إلى السماء مدا و إنهم لهجوا بتقريظ ذويهم و أوائلهم من قومهم فكأنما يكشفون منهم عن أنتن من بطون الجيف فأنهاك عن سبه

32-  لي، ]الأمالي للصدوق[ العطار عن أبيه عن الأشعري عن ابن يزيد عن عبد الله بن محمد المزخرف عن علي بن عقبة عن ابن بكير قال أخذ الحجاج موليين لعلي فقال لأحدهما ابرأ من علي فقال ما جزاي إن لم أبرأ منه فقال قتلني الله إن لم أقتلك فاختر لنفسك قطع يديك أو رجليك قال فقال له الرجل هو القصاص فاختر لنفسك قال تالله إني لأرى لك لسانا و ما أظنك تدري من خلقك أين ربك قال هو بالمرصاد لكل ظالم فأمر بقطع يديه و رجليه و صلبه قال ثم قدم صاحبه الآخر فقال ما تقول فقال أنا على رأي صاحبي قال فأمر أن يضرب عنقه و يصلب

 أقول قد مر بعض أخبار الباب في أبواب أحوال أصحاب أمير المؤمنين ع

  -22  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن علي بن الحسين ع حج في السنة التي حج فيها هشام بن عبد الملك و هو خليفة فاستجهر الناس منه ع و تشوفوا و قالوا لهشام من هو قال هشام لا أعرفه لئلا يرغب الناس فيه فقال الفرزدق و كان حاضرا أنا أعرفه

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

إلى آخر القصيدة فبعثه هشام و حبسه و محا اسمه من الديوان فبعث إليه علي بن الحسين ع بدنانير فردها و قال ما قلت ذلك إلا ديانة فبعث بها إليه أيضا و قال قد شكر الله لك ذلك فلما طال الحبس عليه و كان يوعده بالقتل شكا إلى علي بن الحسين ع فدعا له فخلصه الله فجاء إليه و قال يا ابن رسول الله إنه محا اسمي من الديوان فقال كم كان عطاؤك قال كذا فأعطاه لأربعين سنة و قال ع لو علمت أنك تحتاج إلى أكثر من هذا لأعطيتك فمات الفرزدق بعد أن مضى أربعون سنة

 بيان قال الفيروزآبادي جهر الرجل نظر إليه و عظم في عينه و راعه جماله و هيئته كاجتهره و جهر و جهير بين الجهورة و الجهارة ذو منظر حسن و الجهر بالضم هيئة الرجل و حسن منظره و قال تشوف إلى الخبر تطلع و من السطح تطاول و نظر و أشرف

23-  الفصول المهمة، شاعره الفرزدق و كثير عزة بوابه أبو جبلة معاصره مروان و عبد الملك و الوليد ابنه

24-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن بزيع جميعا عن حنان بن سدير عن أبيه قال دخلت أنا و أبي و جدي و عمي حماما بالمدينة فإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا ممن القوم فقلنا من أهل العراق فقال و أي العراق فقلنا كوفيون فقال مرحبا بكم يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار ثم قال ما يمنعكم من الأزر فإن رسول الله ص قال عورة المؤمن على المؤمن حرام قال ثم بعث إلى أبي كرباسة فشقها بأربعة ثم أعطى كل واحد منا واحدا فدخلنا فيها فلما كنا في البيت الحار صمد لجدي فقال يا كهل ما يمنعك من الخضاب فقال له جدي أدركت من هو خير مني و منك لا يختضب قال فغضب لذلك حتى عرفنا غضبه في الحمام قال و من ذاك الذي هو خير مني فقال أدركت علي بن أبي طالب ع و هو لا يختضب قال فنكس رأسه و تصاب عرقا فقال صدقت و بررت ثم قال يا كهل إن تختضب فإن رسول الله ص قد خضب و هو خير من علي و إن تترك فلك بعلي سنة قال فلما خرجنا من الحمام سألنا عن الرجل فإذا هو علي بن الحسين و معه ابنه محمد بن علي صلوات الله عليهم

25-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عمرو بن شمر عن جابر قال قال علي بن الحسين ع ما ندري كيف نصنع بالناس إن حدثناهم بما سمعنا من رسول الله ص ضحكوا و إن سكتنا لم يسعنا قال فقال ضمرة بن معبد حدثنا فقال هل تدرون ما يقول عدو الله إذا حمل على سريره قال فقلنا لا فقال إنه يقول لحملته أ لا تسمعون أني أشكو إليكم عدو الله خدعني و أوردني ثم لم يصدرني و أشكو إليكم إخوانا واخيتهم فخذلوني و أشكو إليكم أولادا حاميت عنهم فخذلوني و أشكو إليكم دارا أنفقت فيها حريبتي فصار سكانها غيري فارفقوا بي و لا تستعجلوا قال فقال ضمرة يا أبا الحسن إن كان هذا يتكلم بهذا الكلام يوشك أن يثب على أعناق الذين يحملونه قال فقال علي بن الحسين ع اللهم إن كان ضمرة هزأ من حديث رسولك فخذه أخذ أسف قال فمكث أربعين يوما ثم مات فحضره مولى له قال فلما دفن أتى علي بن الحسين ع فجلس إليه فقال له من أين جئت يا فلان قال من جنازة ضمرة فوضعت وجهي عليه حين سوي عليه فسمعت صوته و الله أعرفه كما كنت أعرفه و هو حي يقول ويلك يا ضمرة بن معبد اليوم خذلك كل خليل و صار مصيرك إلى الجحيم فيها مسكنك و مبيتك و المقيل قال فقال علي بن الحسين ع أسأل الله العافية هذا جزاء من يهزأ من حديث رسول الله ص

 أقول قال عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة كان سعيد بن المسيب منحرفا عن أمير المؤمنين و جبهه محمد بن علي في وجهه بكلام شديد روى عبد الرحمن بن الأسود عن أبي داود الهمداني قال شهدت سعيد بن المسيب و أقبل عمر بن علي بن أبي طالب فقال له سعيد يا ابن أخي ما أراك تكثر غشيان مسجد رسول الله ص كما تفعل إخوتك و بنو عمك فقال عمر يا ابن المسيب أ كلما دخلت المسجد أجي‏ء فأشهدك فقال سعيد ما أحب أن تغضب سمعت أباك يقول إن لي من الله مقاما لهو خير لبني عبد المطلب مما على الأرض من شي‏ء فقال عمر و أنا سمعت أبي يقول ما كلمة حكمة في قلب منافق فيخرج من الدنيا حتى يتكلم بها فقال سعيد يا ابن أخي جعلتني منافقا فقال هو ما أقول ثم انصرف. و كان الزهري من المنحرفين عنه

 و روى جرير بن عبد الحميد عن محمد بن شيبة قال شهدت مسجد المدينة فإذا الزهري و عروة بن الزبير جالسان يذكران عليا فنالا منه فبلغ ذلك علي بن الحسين ع فجاء حتى وقف عليهما فقال أما أنت يا عروة فإن أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي على أبيك و أما أنت يا زهري فلو كنت بمكة لأريتك كرامتك

 أقول ثم ذكر أحوال كثير من أهل زمانه ع

 ثم قال روى أبو عمر النهدي قال سمعت علي بن الحسين ع يقول ما بمكة و المدينة عشرون رجلا يحبنا

26-  ختص، ]الإختصاص[ أصحاب علي بن الحسين ع أبو خالد الكابلي كنكر و يقال اسمه وردان يحيى ابن أم الطويل سعيد بن المسيب المخزومي حكيم بن جبير

27-  د، ]العدد القوية[ قال رجل لسعيد بن المسيب ما رأيت رجلا أورع من فلان قال فهل رأيت علي بن الحسين قال لا قال ما رأيت رجلا أورع منه

28-  ختص، ]الإختصاص[ ابن الوليد عن الصفار عن علي بن سليمان و حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى عن سعد عن محمد بن علي بن سليمان عن علي بن أسباط عن أبيه عن أبي الحسن موسى ع قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري علي بن الحسين فيقوم جبير بن مطعم و يحيى ابن أم الطويل و أبو خالد الكابلي و سعيد بن المسيب

 أقول تمامه في كتاب الفتن في باب أحوال أصحاب أمير المؤمنين ع

29-  ختص، ]الإختصاص[ جعفر بن الحسين عن ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن عيسى عن يونس عن جميل عن أبي عبد الله ع قال ارتد الناس بعد الحسين ع إلا ثلاثة أبو خالد الكابلي يحيى ابن أم الطويل و جبير بن مطعم ثم إن الناس لحقوا و كثروا و كان يحيى ابن أم الطويل يدخل مسجد رسول الله ص و يقول كَفَرْنا بِكُمْ وَ بَدا بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ