باب 1- فضل سورة الفاتحة و تفسيرها و فضل البسملة و تفسيرها و كونها جزءا من الفاتحة و من كل سورة و فيه فضل المعوذتين أيضا

أقول و سيجي‏ء في مطاوي بعض الأبواب الآتية ما يناسب هذا الباب

1-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبين إحدى يدي هشام بن عدي الهمداني في حرب صفين فأخذ على يده و قرأ شيئا و ألصقها فقال يا أمير المؤمنين ما قرأت قال فاتحة الكتاب كأنه استقلها فانفصلت يده نصفين فتركه علي و مضى

    -2  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ع، ]علل الشرائع[ المفسر بإسناده إلى أبي محمد العسكري عن آبائه ع قال جاء رجل إلى الرضا ع فقال يا ابن رسول الله أخبرني عن قول الله عز و جل الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ما تفسيره فقال لقد حدثني أبي عن جدي عن الباقر عن زين العابدين عن أبيه ع أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين ع فقال أخبرني عن قول الله عز و جل الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ما تفسيره فقال الْحَمْدُ لِلَّهِ هو أن عرف عباده بعض نعمه جملا إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف فقال لهم قولوا الْحَمْدُ لِلَّهِ على ما أنعم به علينا رَبِّ الْعالَمِينَ و هم الجماعات من كل مخلوق من الجمادات و الحيوانات فأما الحيوانات فهو يقلبها في قدرته و يغذوها من رزقه و يحفظها بكنفه و يدبر كلا منها بمصلحته و أما الجمادات فهو يمسكها بقدرته يمسك المتصل منها أن يتهافت و يمسك المتهافت منها أن يتلاصق و يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ و يمسك الأرض أن تنخسف إلا بأمره إنه بعباده لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ قال ع رَبِّ الْعالَمِينَ مالكهم و خالقهم و سائق أرزاقهم إليهم من حيث هم يعلمون و من حيث لا يعلمون و الرزق مقسوم و هو يأتي ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا ليس تقوى متق بزائدة و لا فجور فاجر بناقصة و بيننا و بينه ستر و هو طالبه و لو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت فقال جل جلاله قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا و ذكرنا به من خير في كتب الأولين قبل أن نكون ففي هذا إيجاب على محمد و آل محمد و على شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم و ذلك أن رسول الله ص قال لما بعث الله عز و جل موسى بن عمران ع   و اصطفاه نجيا و فلق له البحر و نجى بني إسرائيل و أعطاه التوراة و الألواح رأى مكانه من ربه فقال يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي فقال الله جل جلاله يا موسى أ ما علمت أن محمدا أفضل عندي من جميع ملائكتي و جميع خلقي قال موسى يا رب إن كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي قال الله جل جلاله يا موسى أ ما علمت أن فضل آل محمد على جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين فقال موسى يا رب فإن كان آل محمد كذلك فهل في أمم الأنبياء أفضل عندك من أمتي ظللت عليهم الغمام و أنزلت عليهم المن و السلوى و فلقت لهم البحر فقال الله جل جلاله يا موسى أ ما علمت أن فضل أمة محمد على جميع الأمم كفضلي على جميع خلقي فقال موسى يا رب ليتني كنت أراهم فأوحى الله عز و جل إليه يا موسى إنك لن تراهم و ليس هذا أوان ظهورهم و لكن سوف تراهم في الجنان جنة عدن و الفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون و في خيراتها يتبجحون أ فتحب أن أسمعك كلامهم قال نعم يا إلهي قال الله جل جلاله قم بين يدي و اشدد مئزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ففعل ذلك موسى ع فنادى ربنا عز و جل يا أمة محمد فأجابوه كلهم في أصلاب آبائهم و أرحام أمهاتهم لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك لبيك قال فجعل الله عز و جل تلك الإجابة شعار الحج ثم نادى ربنا عز و جل يا أمة محمد إن قضائي عليكم إن رحمتي سبقت غضبي و عفوي قبل عقابي فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني و أعطيتكم من قبل أن تسألوني من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله صادق في أقواله محق في أفعاله و أن علي بن أبي طالب ع أخوه و وصيه من بعده و وليه يلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد فإن أولياءه

   المصطفين المطهرين المبانين بعجائب آيات الله و دلائل حجج الله من بعده أولياءه أدخله جنتي و إن كانت ذنوبه مثل زبد البحر قال فلما بعث الله عز و جل نبينا محمدا ص قال يا محمد و ما كنت بجانب الطور إذ نادينا أمتك بهذه الكرامة ثم قال عز و جل لمحمد ص قل الحمد لله رب العالمين على ما اختصصتني به من هذه الفضيلة و قال لأمته قولوا أنتم الحمد لله رب العالمين على ما اختصصتنا به من هذه الفضائل

3-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص قال الله عز و جل قسمت فاتحة الكتاب بيني و بين عبدي فنصفها لي و نصفها لعبدي و لعبدي ما سأل إذا قال العبد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال الله عز و جل بدأ عبدي باسمي و حق علي أن أتمم له أموره و أبارك له في أحواله فإذا قال الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قال الله جل جلاله حمدني عبدي و علم أن النعم التي له من عندي و أن البلايا التي دفعت عنه فبتطولي أشهدكم أني أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة و أدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا فإذا قال الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال الله عز و جل شهد لي بأني الرحمن الرحيم أشهدكم لأوفرن من رحمتي حظه و لأجزلن من عطائي نصيبه فإذا قال مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال الله جل جلاله أشهدكم كما اعترف عبدي أني مالك يوم الدين لأسهلن يوم الحساب حسابه و لأتقبلن حسناته و لأتجاوزن عن سيئاته فإذا قال إِيَّاكَ نَعْبُدُ قال الله عز و جل صدق عبدي إياي يعبد أشهدكم لأثيبنه على عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي فإذا قال وَ إِيَّاكَ   نَسْتَعِينُ قال الله عز و جل بي استعان و إلي التجأ أشهدكم لأعيننه على أمره و لأغيثنه في شدائده و لآخذن بيده يوم نوائبه فإذا قال اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ إلى آخر السورة قال الله عز و جل هذا لعبدي و لعبدي ما سأل فقد استجبت لعبدي و أعطيته ما أمل و أمنته عما منه وجل قال و قيل لأمير المؤمنين ع يا أمير المؤمنين أخبرنا عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أ هي من فاتحة الكتاب فقال نعم كان رسول الله ص يقرؤها و يعدها آية منها و يقول فاتحة الكتاب هي السبع المثاني

4-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ فضلت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و هي الآية السابعة منها

5-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد عن أمير المؤمنين ع قال إن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية من فاتحة الكتاب و هي سبع آيات تمامها ببسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله ص يقول إن الله عز و جل قال لي يا محمد وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب و جعلها بإزاء القرآن العظيم و إن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش و إن الله عز و جل خص محمدا و شرفه بها و لم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان ع فإنه أعطاه منها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أ لا تراه يحكي عن بلقيس حين قالت إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد و آله الطيبين منقادا لأمرهما مؤمنا بظاهرهما و باطنهما أعطاه الله بكل حرف منها حسنة كل واحدة منها أفضل له   من الدنيا بما فيها من أصناف أموالها و خيراتها و من استمع إلى قارئ يقرؤها كان له قدر ثلث ما للقاري فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم فإنه غنيمة لا يذهبن أوانه فتبقى في قلوبكم الحسرة

6-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد عن الصادق ع في قوله عز و جل اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ قال يقول أرشدنا إلى الطريق المستقيم أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك و المبلغ دينك و المانع من أن نتبع أهواءنا فنتعطب أو نأخذ بآرائنا فنهلك

7-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن علي بن الحسين البرقي عن ابن جبلة عن معاوية بن عمار عن الحسين بن عبد الله عن أبيه عن جده الحسن بن علي قال جاء نفر من اليهود إلى النبي ص فكان فيما سألوه أخبرنا عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيين و أعطى أمتك من بين الأمم فقال النبي ص أعطاني الله عز و جل فاتحة الكتاب و الأذان و الجماعة في المسجد و يوم الجمعة و الإجهار في ثلاث صلوات و الرخص لأمتي عند الأمراض و السفر و الصلاة على الجنائز و الشفاعة لأصحاب الكبائر من أمتي قال اليهودي صدقت يا محمد فما جزاء من قرأ فاتحة الكتاب قال رسول الله ص من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله بعدد كل آية أنزلت من السماء فيجزي بها ثوابها

8-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله ع و أبي عن حماد عن ابن أبي نجران و ابن فضال عن علي بن عقبة و أبي عن النضر و البزنطي معا عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع و أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي و هشام بن سالم   و عن كلثوم بن الهدم عن عبد الله بن سنان و عبد الله بن مسكان و عن صفوان و ابن عميرة و الثمالي و عن عبد الله بن جندب و الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا ع و أبي عن حنان و القداح و أبان بن عثمان عن عبد الله بن شريك و عن المفضل و أبي بصير عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و أبي عن عمرو بن إبراهيم الراشدي و صالح بن سعيد و يحيى بن أبي عمران و إسماعيل بن مرار و أبو طالب عبد الله بن الصلت عن علي بن يحيى عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سألته عن تفسير بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقال الباء بهاء الله و السين سناء الله و الميم ملك الله و الله إله كل شي‏ء و الرحمن بجميع خلقه و الرحيم بالمؤمنين خاصة و عن ابن أذينة قال قال أبو عبد الله ع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أحق ما أجهر به و هي الآية التي قال الله عز و جل وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً

5-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن النضر عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قوله الْحَمْدُ لِلَّهِ قال الشكر لله و في قوله رَبِّ الْعالَمِينَ قال خلق المخلوقين الرَّحْمنِ بجميع خلقه الرَّحِيمِ بالمؤمنين خاصة مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال يوم الحساب و الدليل على ذلك قوله وَ قالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ يعني يوم الحساب إِيَّاكَ نَعْبُدُ مخاطبة الله عز و جل وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ مثله اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ قال هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه و معرفته و الدليل على أنه أمير المؤمنين و قوله وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ و هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه في أم الكتاب في قوله الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ

    -6  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله ع أنه قرأ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و غير الضالين قال المغضوب عليهم النصاب و الضالين اليهود و النصارى

7-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد الله ع في قوله غير المغضوب عليهم و غير الضالين قال المغضوب عليهم النصاب و الضالين الشكاك الذين لا يعرفون الإمام

8-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبي عبد الله ع قال إن إبليس رن رنينا لما بعث الله نبيه ص على حين فترة من الرسل و حين أنزلت أم القرآن

9-  يد، ]التوحيد[ مع، ]معاني الأخبار[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الطالقاني عن أحمد الهمداني عن علي بن حسن بن فضال عن أبيه قال سألت الرضا ع عن بسم الله قال معنى قول القائل بسم الله أي أسم نفسي بسمة من سمات الله عز و جل و هو العبودية قال فقلت له ما السمة قال العلامة

10-  مع، ]معاني الأخبار[ ع، ]علل الشرائع[ محمد بن علي بن الشاه عن محمد بن جعفر البغدادي عن أبيه عن أحمد بن السخت عن محمد بن أسود الوراق عن أيوب بن سليمان عن حفص بن البختري عن محمد بن حميد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله ص من علي ربي و قال لي يا محمد أرسلتك إلى كل أحمر و أسود و نصرتك بالرعب و أحللت لك الغنيمة و أعطيتك لك و لأمتك كنزا من كنوز عرشي فاتحة الكتاب و خاتمة سورة البقرة الخبر

    و قد مضى في باب أسماء النبي ص

11-  يد، ]التوحيد[ مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن القاسم عن جده عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال سألته عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقال الباء بهاء الله و السين سناء الله و الميم مجد الله و روى بعضهم ملك الله و الله إله كل شي‏ء الرحمن بجميع العالم و الرحيم بالمؤمنين خاصة

 سن، ]المحاسن[ القاسم عن جده مثله شي، ]تفسير العياشي[ عن ابن سنان مثله

12-  يد، ]التوحيد[ مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن صفوان بن يحيى عمن حدثه عن أبي عبد الله ع أنه سئل عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقال الباء بهاء الله و السين سناء الله و الميم ملك الله قال قلت الله فقال الألف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا و اللام إلزام الله خلقه ولايتنا قلت فالهاء فقال هوان لمن خالف محمدا و آل محمد صلوات الله عليهم قلت الرحمن قال بجميع العالم قلت الرحيم قال بالمؤمنين خاصة

13-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن المنصوري عن عم أبيه عن أبي الحسن العسكري عن آبائه عن الصادق ع قال من نالته علة فليقرأ في جيبه الحمد سبع مرات فإن ذهبت العلة و إلا فليقرأها سبعين مرة و أنا الضامن له   العافية

 دعوات الراوندي، عن الصادق ع مثله

14-  يد، ]التوحيد[ المفسر بإسناده إلى أبي محمد العسكري ع في قول الله عز و جل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقال الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج و الشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من دونه و تقطع الأسباب من جميع من سواه يقول بِسْمِ اللَّهِ أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلا له المغيث إذا استغيث و المجيب إذا دعي و هو ما قال رجل للصادق ع يا ابن رسول الله دلني على الله ما هو فقد أكثر علي المجادلون و حيروني فقال له يا عبد الله هل ركبت سفينة قط قال نعم قال فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك و لا سباحة تغنيك قال نعم قال فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك قال نعم قال الصادق ع فذلك الشي‏ء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجى و على الإغاثة حيث لا مغيث ثم قال الصادق ع و ربما ترك بعض شيعتنا في افتتاح أمره بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فيمتحنه الله عز و جل بمكروه لينبهه على شكر الله تبارك و تعالى و الثناء عليه و يمحق عنه وصمة تقصيره عند تركه قول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال و قام رجل إلى علي بن الحسين ع فقال أخبرني ما معنى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقال علي بن الحسين ع حدثني أبي عن أخيه الحسن عن أبيه أمير المؤمنين ع أن رجلا قام إليه فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ما معناه فقال إن قولك الله أعظم اسم من أسماء الله عز و جل و هو الاسم الذي لا ينبغي أن يسمى به غير الله و لن يسم به مخلوق فقال الرجل فما تفسير قول الله قال هو الذي يتأله إليه عند الحوائج و الشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من دونه و تقطع الأسباب   من كل من سواه و ذلك أن كل مترئس في هذه الدنيا و متعظم فيها و إن عظم غناؤه و طغيانه و كثرت حوائج من دونه إليه فإنهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم و كذلك هذا المتعاظم يحتاج إلى حوائج لا يقدر عليها فينقطع إلى الله عند ضرورته و فاقته حتى إذا كفى همه عاد إلى شركه أ ما تسمع الله عز و جل يقول قُلْ أَ رَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَ غَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَ تَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ فقال الله جل جلاله لعباده أيها الفقراء إلى رحمتي إني قد ألزمتكم الحاجة إلي في كل حال و ذلة العبودية في كل وقت فإلى فافزعوا في كل أمر تأخذون فيه و ترجون تمامه و بلوغ غايته فإني إن أردت أن أعطيكم لم يقدر غيري على منعكم و إن أردت أن أمنعكم لم يقدر غيري على إعطائكم فأنا أحق من سئل و أولى من تضرع إليه فقولوا عند افتتاح كل أمر صغير أو عظيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أي أستعين على هذا الأمر بالله الذي لا تحق العبادة لغيره المغيث إذا استغيث و المجيب إذا دعي الرحمن الذي يرحم ببسط الرزق علينا الرحيم بنا في أدياننا و دنيانا و آخرتنا خفف علينا الدين و جعله سهلا خفيفا و هو يرحمنا بتميزنا عن أعاديه ثم قال قال رسول الله ص من حزنه أمر تعاطاه فقال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و هو مخلص لله و يقبل بقلبه لم ينفك من إحدى اثنتين إما بلوغ حاجته في الدنيا و إما يعد له عند ربه و يدخر لديه و ما عند الله خير و أبقى للمؤمنين

15-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ابن الوليد عن محمد العطار عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن الرضا ع قال إن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها

    ف، ]تحف العقول[ عن أبي محمد ع مثله شي، ]تفسير العياشي[ عن إسماعيل بن مهران عن الرضا ع مثله

16-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن محمد العطار عن الأشعري عن محمد بن حسان عن إسماعيل بن مهران عن ابن البطائني عن أبيه قال قال أبو عبد الله ع اسم الله الأعظم مقطع في أم الكتاب

 شي، ]تفسير العياشي[ عن ابن البطائني مثله

17-  سن، ]المحاسن[ بعض أصحابنا عن الحسن بن علي بن يوسف عن هارون بن الخطاب عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع قال ما نزل كتاب من السماء إلا و أوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

18-  مكا، ]مكارم الأخلاق[ ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ أروي عن العالم ع من نالته علة فليقرأ في جيبه أم الكتاب سبع مرات فإن سكنت و إلا فليقرأ سبعين مرة فإنها تسكن

19-  طب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ أحمد بن زياد عن فضالة عن إسماعيل بن أبي زياد عن الصادق ع قال كان رسول الله ص إذا كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يديه فقرأ فاتحة الكتاب و المعوذتين ثم يمسح بها وجهه فيذهب عنه ما كان يجد

20-  طب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ محمد بن جعفر البرسي عن محمد بن يحيى الأرمني عن محمد بن سنان عن سلمة بن محرز قال سمعت أبا جعفر ع يقول من لم يبرأه سورة الحمد و قل هو الله أحد لم يبرأه شي‏ء و كل علة تبرئها هاتين السورتين

    -21  طب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ محمد بن جعفر البرسي عن محمد بن يحيى عن محمد بن سنان عن يونس بن ظبيان عن المفضل بن عمر عن جعفر بن محمد الصادق ع أنه دخل عليه رجل من مواليه و قد وعك و قال له ما لي أراك متغير اللون فقلت جعلت فداك وعكت وعكا شديدا منذ شهر ثم لم تنقلع الحمى عني و قد عالجت نفس نفسي بكل ما وصفه إلي المترفعون فلم أنتفع بشي‏ء من ذلك فقال له الصادق ع حل أزرار قميصك و أدخل رأسك في قميصك و أذن و أقم و اقرأ سورة الحمد سبع مرات قال ففعلت ذلك فكأنما نشطت من عقال

22-  طب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ الخضر بن محمد عن الخزازيني عن محمد بن العباس عن عبد الله بن الفضل النوفلي عن أحدهم ع قال ما قرأت الحمد سبعين مرة إلا سكن و إن شئتم فجربوا و لا تشكوا

23-  شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن سنان عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال قال لأبي حنيفة ما سورة أولها تحميد و أوسطها إخلاص و آخرها دعا فبقي متحيرا ثم قال لا أدري فقال أبو عبد الله ع السورة التي أولها تحميد و أوسطها إخلاص و آخرها دعاء سورة الحمد

24-  شي، ]تفسير العياشي[ عن يونس عمن رفعه قال سألت أبا عبد الله ع وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ قال هي سورة الحمد و هي سبع آيات منها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و إنما سميت لأنها يثنى في الركعتين

25-  شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن مسلم عن أحدهما ع قال سألته عن قوله تعالى    آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي قال فاتحة الكتاب يثنى فيها القول

26-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله ع قال إذا كانت لك حاجة فاقرأ المثاني و سورة أخرى و صل ركعتين و ادع الله قلت أصلحك الله و ما المثاني قال فاتحة الكتاب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

27-  شي، ]تفسير العياشي[ عن يونس بن عبد الرحمن عمن رفعه قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ قال إن ظاهرها الحمد و باطنها ولد الولد و السابع منها القائم ع

28-  شي، ]تفسير العياشي[ عن السدي عمن سمع عليا ع يقول سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي فاتحة الكتاب

29-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال سرقوا أكرم آية في كتاب الله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

30-  شي، ]تفسير العياشي[ عن صفوان الجمال قال قال أبو عبد الله ع ما أنزل الله من السماء كتابا إلا و فاتحته بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و إنما كان يعرف انقضاء السورة بنزول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ابتداء للأخرى

31-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و يرفع صوته بها فإذا سمعها المشركون ولوا مدبرين فأنزل الله وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً

32-  شي، ]تفسير العياشي[ قال الحسن بن خرزاد و روي عن أبي عبد الله ع قال إذا أم   الرجل القوم جاء شيطان إلى الشيطان الذي هو قرين الإمام فيقول هل ذكر الله يعني هل قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإن قال نعم هرب منه و إن قال لا ركب عنق الإمام و دلى رجليه في صدره فلم يزل الشيطان إمام القوم حتى يفرغوا من صلاتهم

33-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الملك بن عمر عن أبي عبد الله ع قال إن إبليس رن أربع رنات أولهن يوم لعن و حين هبط إلى الأرض و حين بعث محمد ص على فترة من الرسل و حين أنزلت أم الكتاب الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و نخر نخرتين حين أكل آدم ع من الشجرة و حين أهبط آدم إلى الأرض قال و لعن من فعل ذلك

34-  شي، ]تفسير العياشي[ عن إسماعيل بن أبان يرفعه إلى النبي ص قال رسول الله ص لجابر بن عبد الله يا جابر أ لا أعلمك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه قال فقال جابر بلى بأبي أنت و أمي يا رسول الله علمنيها قال فعلمه الحمد لله أم الكتاب قال ثم قال له يا جابر أ لا أخبرك عنها قال بلى بأبي أنت و أمي فأخبرني قال هي شفاء من كل داء إلا السام يعني الموت

35-  شي، ]تفسير العياشي[ عن سلمة بن محرز قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من لم تبرأه الحمد لم تبرأه شي‏ء

36-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بكر الحضرمي قال قال أبو عبد الله ع إذا كانت لك حاجة فاقرأ المثاني و سورة أخرى و صل ركعتين و ادع الله قلت أصلحك الله و ما المثاني قال فاتحة الكتاب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

37-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي ع قال بلغه أن أناسا ينزعون بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقال هي آية من كتاب الله أنساهم   إياها الشيطان

38-  شي، ]تفسير العياشي[ عن سليمان الجعفري قال سمعت أبا الحسن ع يقول إذا أتى أحدكم أهله فليكن قبل ذلك ملاطفة فإنه أبر لقلبها و أسل لسخيمتها فإذا أفضى إلى حاجته قال بسم الله ثلاثا فإن قدر أن يقرأ أي آية حضرته من القرآن فعل و إلا قد كفته التسمية فقال له رجل في المجلس فإن قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أوجر به فقال و أي آية أعظم في كتاب الله فقال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

39-  شي، ]تفسير العياشي[ عن الحسن بن خرزاد قال كتبت إلى الصادق ع أسأل عن معنى الله فقال استولى على ما دق و جل

40-  شي، ]تفسير العياشي[ عن خالد بن المختار قال سمعت جعفر بن محمد ع يقول ما لهم قاتلهم الله و عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها و هي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

41-  شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ فقال فاتحة الكتاب يثنى فيها القول قال و قال رسول الله ص إن الله من علي بفاتحة الكتاب من كنز الجنة فيها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الآية التي يقول فيها وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً و الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ دعوى أهل الجنة حين شكروا الله حسن الثواب و مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال جبرئيل ما قالها مسلم قط إلا صدقه الله و أهل سماواته إِيَّاكَ نَعْبُدُ إخلاص العبادة وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ   أفضل ما طلب به العباد حوائجهم اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صراط الأنبياء و هم الذين أنعم الله عليهم غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ اليهود و غير الضالين النصارى

42-  شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله ع أنه كان يقرأ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ

43-  شي، ]تفسير العياشي[ عن داود بن فرقد قال سمعت أبا عبد الله ع يقرأ ما لا أحصي ملك يوم الدين

44-  شي، ]تفسير العياشي[ عن الزهري قال قال علي بن الحسين ع لو مات ما بين المشرق و المغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي و كان إذا قرأ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يكررها و يكاد أن يموت

45-  شي، ]تفسير العياشي[ عن الحسن بن محمد الجمال عن بعض أصحابنا قال بعث عبد الملك بن مروان إلى عامل المدينة إن وجه إلى محمد بن علي بن الحسين و لا تهيجه و لا تروعه و اقض له حوائجه و قد كان ورد على عبد الملك رجل من القدرية فحضر جميع من كان بالشام فأعياهم جميعا فقال ما لهذا إلا محمد بن علي فكتب إلى صاحب المدينة أن يحمل محمد بن علي إليه فأتاه صاحب المدينة بكتابه فقال له أبو جعفر ع إني شيخ كبير لا أقوى على الخروج و هذا جعفر ابني يقوم مقامي فوجهه إليه فلما قدم على الأموي أزراه لصغره و كره أن يجمع بينه و بين القدري مخافة أن يغلبه و تسامع الناس بالشام بقدوم جعفر لمخاصمة القدري فلما كان من الغد اجتمع الناس لخصومتهما فقال الأموي لأبي عبد الله ع إنه قد أعيانا أمر هذا القدري و إنما كتبت إليك لأجمع بينك و بينه فإنه لم يدع عندنا أحدا إلا خصمه فقال إن الله يكفيناه قال فلما اجتمعوا قال القدري لأبي عبد الله ع سل عما شئت فقال له اقرأ سورة الحمد قال فقرأها و قال الأموي و أنا معه ما في سورة الحمد   علينا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ قال فجعل القدري يقرأ سورة الحمد حتى بلغ قول الله تبارك و تعالى إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فقال له جعفر ع قف من تستعين و ما حاجتك إلى المعونة إن كان الأمر إليك فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

46-  شي، ]تفسير العياشي[ عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله ع قال اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ يعني أمير المؤمنين ع قال محمد بن علي الحلبي سمعته ما لا أحصي و أنا أصلي خلفه يقرأ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ

47-  شي، ]تفسير العياشي[ عن معاوية بن وهب قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ قال هم اليهود و النصارى

48-  شي، ]تفسير العياشي[ عن رجل عن ابن أبي عمير رفعه في قوله غير المغضوب عليهم و غير الضالين هكذا نزلت و قال المغضوب عليهم فلان و فلان و فلان و النصاب و الضالين الشكاك الذين لا يعرفون الإمام

49-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هو الذي يتأله إليه عند الحوائج و الشدائد كل مخلوق أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلا له المغيث إذا استغيث و المجيب إذا دعي قال الإمام ع و هو ما قال رجل للصادق ع يا ابن رسول الله دلني على الله ما هو فقد أكثر علي المجادلون و حيروني فقال يا عبد الله هل ركبت سفينة قال بلى قال فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك و لا سباحة تغنيك قال بلى قال فهل تعلق قلبك هناك أن شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك قال بلى قال الصادق ع فذلك الشي‏ء هو الله القادر على الإنجاء حين لا منجى و على الإغاثة حيث لا مغيث و قال الصادق ع و لربما ترك في افتتاح أمر بعض شيعتنا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فيمتحنه الله بمكروه لينبهه على شكر الله تعالى و الثناء عليه و يمحو فيه   عنه وصمة تقصيره عند تركه قول بِسْمِ اللَّهِ لقد دخل عبد الله بن يحيى على أمير المؤمنين ع و بين يديه كرسي فأمره بالجلوس عليه فجلس عليه فمال به حتى سقط على رأسه فأوضح عن عظم رأسه و سال الدم فأمر أمير المؤمنين ع بماء فغسل عنه ذلك الدم ثم قال ادن مني فوضع يده على موضحته و قد كان يجد من ألمها ما لا صبر له معه و مسح يده عليها و تفل فيها فما هو إن فعل ذلك حتى اندمل فصار كأنه لم يصبه شي‏ء قط ثم قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه يا عبد الله الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنهم لتسلم لهم طاعاتهم و يستحقوا عليها ثوابها فقال عبد الله بن يحيى يا أمير المؤمنين و إنا لا نجازي بذنوبنا إلا في الدنيا قال نعم أ ما سمعت قول رسول الله ص الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر إن الله يطهر شيعتنا من ذنوبهم في الدنيا بما تبليهم به من المحن و بما يغفره لهم فإن الله يقول وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ حتى إذا أوردوا القيامة توفرت عليهم طاعتهم و عباداتهم و إن أعداء آل محمد يجازيهم عن طاعة تكون منهم في الدنيا و إن كان لا وزن لها لأنه لا إخلاص معها إذا وافوا القيامة حملت عليهم ذنوبهم و بغضهم لمحمد و آله و خيار أصحابه فقذفوا في النار و لقد سمعت محمدا رسول الله ص يقول إنه كان فيما مضى قبلكم رجلان أحدهما مطيع لله مؤمن و الآخر كافر به مجاهر بعداوة أوليائه و موالاة أعدائه و كل واحد منهما ملك عظيم في قطر من الأرض فمرض الكافر و اشتهى سمكة في غير أوانها لأن ذلك الصنف من السمك كان في ذلك الوقت في اللجج بحيث لا يقدر عليه فآيسته الأطباء من نفسه و قالوا له استخلف على ملكك من يقوم به فلست بأخلد من أصحاب القبور فإن شفاءك في هذه السمكة التي اشتهيتها و لا سبيل إليها فبعث الله ملكا و أمره أن يزعج تلك السمكة إلى حيث يسهل أخذها

   فأخذت له تلك السمكة فأكلها و برأ من مرضه و بقي في ملكه سنين بعدها ثم إن ذلك الملك المؤمن مرض في وقت كان جنس ذلك السمك بعينه لا يفارق الشطوط التي يسهل أخذه منها مثل علة الكافر فاشتهى تلك السمكة و وصفها له الأطباء و قالوا طب نفسا فهذا أوانه تؤخذ لك فتأكل منها و تبرأ فبعث الله ذلك الملك و أمره أن يزعج جنس تلك السمكة عن الشطوط إلى اللجج لئلا يقدر عليها فلم يوجد حتى مات المؤمن من شهوته و بعد دوائه فعجب من ذلك ملائكة السماء و أهل ذلك البلد في الأرض حتى كادوا يفتنون لأن الله تعالى سهل على الكافر ما لا سبيل إليه و عسر على المؤمن ما كان السبيل إليه سهلا فأوحى الله إلى ملائكة السماء و إلى نبي ذلك الزمان في الأرض إني أنا الله الكريم المتفضل القادر لا يضرني ما أعطي و لا ينقصني ما أمنع و لا أظلم أحدا مثقال ذرة فأما الكافر فإنما سهلت له أخذ السمكة في غير أوانها ليكون جزاء على حسنة كان عملها إذ كان حقا علي ألا أبطل لأحد حسنة حتى يرد القيامة و لا حسنة في صحيفته و يدخل النار بكفره و منعت العابد تلك السمكة بعينها لخطيئة كانت منه فأردت تمحيصها عنه بمنع تلك الشهوة و إعدام ذلك الدواء و ليأتيني و لا ذنب عليه فيدخل الجنة فقال عبد الله بن يحيى يا أمير المؤمنين قد أفدتني و علمتني فإن أردت أن تعرفني ذنبي الذي امتحنت به في هذا المجلس حتى لا أعود إلى مثله قال تركك حين جلست أن تقول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فجعل ذلك لسهوك عما ندبت إليه تمحيصا بما أصابك أ ما علمت أن رسول الله ص حدثني عن الله جل و عز كل أمر ذي بال لم يذكر فيه بِسْمِ اللَّهِ فهو أبتر فقلت بلى بأبي أنت و أمي لا أتركها بعدها قال إذا تحظى بذلك و تسعد ثم قال عبد الله بن يحيى يا أمير المؤمنين و ما تفسير بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال إن العبد إذا أراد أن يقرأ أو يعمل عملا فيقول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإنه تبارك له فيه

 قال محمد بن علي الباقر ع دخل محمد بن علي بن مسلم بن شهاب   الزهري على علي بن الحسين زين العابدين ع و هو كئيب حزين فقال له زين العابدين ع ما بالك مهموما مغموما قال يا ابن رسول الله هموم و غموم تتوالى علي لما امتحنت به من جهة حساد نعمتي و الطامعين في و ممن أرجوه و ممن أحسنت إليه فيخلف ظني فقال له علي بن الحسين زين العابدين ع احفظ لسانك تملك به إخوانك قال الزهري يا ابن رسول الله إني أحسن إليهم بما يبدر من كلامي قال علي بن الحسين ع هيهات هيهات إياك و أن تعجب من نفسك بذلك و إياك أن تتكلم بما يسبق إلى القلوب إنكاره و إن كان عندك اعتذاره فليس كل من تسمعه نكرا يمكنك لأن توسعه عذرا ثم قال يا زهري من لم يكن عقله أكمل ما فيه كان هلاكه من أيسر ما فيه ثم قال يا زهري و ما عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك فتجعل كبيرهم بمنزلة والدك و تجعل صغيرهم بمنزلة ولدك و تجعل تربك منهم بمنزلة أخيك فأي هؤلاء تحب أن تظلم و أي هؤلاء تحب أن تدعو عليه و أي هؤلاء تحب أن تهتك ستره و إن عرض لك إبليس لعنه الله بأن لك فضلا على أحد من أهل القبلة فانظر إن كان أكبر منك فقل قد سبقني بالإيمان و العمل الصالح و هو خير مني و إن كان أصغر منك فقل سبقته بالمعاصي و الذنوب فهو خير مني و إن كان تربك فقل أنا على يقين من ذنبي في شك من أمره فما لي أدع يقيني بشكي و إن رأيت المسلمين يعظمونك و يوقرونك و يبجلونك فقل هذا فضل أخذوا به و إن رأيت منهم جفاء و انقباضا عنك فقل هذا لذنب أحدثته فإنك إن فعلت ذلك سهل الله عليك عيشك و كثر أصدقاؤك و قل أعداؤك و فرحت بما يكون من برهم و لم تأسف على ما يكون من جفائك و اعلم أن أكرم الناس على الناس من كان خيره فائضا عليهم و كان عنهم مستغنيا متعففا و أكرم الناس بعده عليهم من كان عنهم متعففا و إن كان إليهم

   محتاجا فإنما أهل الدنيا يعشقون الأموال فمن لم يزاحمهم فيما يعشقونه كرم عليهم و من لم يزاحمهم فيها و مكنهم من بعضها كان أعز و أكرم قال ع ثم قام إليه رجل و قال يا ابن رسول الله أخبرني ما معنى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقال علي بن الحسين ع حدثني أبي عن أخيه عن أمير المؤمنين ع أن رجلا قام إليه فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ما معناه فقال إن قولك الله أعظم الأسماء من أسماء الله تعالى و هو الاسم الذي لا ينبغي أن يتسمى به غير الله و لم يتسم به مخلوق فقال الرجل فما تفسير قوله الله قال هو الذي إليه يتأله عند الحوائج و الشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من دونه و يقطع الأسباب من كل من سواه و ذلك أن كل مترئس في الدنيا أو متعظم فيها و إن عظم غناه و طغيانه و كثرت حوائج من دونه إليه فإنهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعظم كذلك هذا المتعظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها فينقطع إلى الله عند ضرورته و فاقته حتى إذا كفى همه عاد إلى شركه أ ما تسمع الله عز و جل يقول قُلْ أَ رَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَ غَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَ تَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ فقال الله تعالى لعباده أيها الفقراء إلى رحمتي إني قد ألزمتكم الحاجة إلي في كل حال و ذلة العبودية في كل وقت إلي فافزعوا في كل أمر تأخذون فيه و ترجون تمامه و بلوغ غايته فإني إذا أردت أن أعطيكم لم يقدر غيري على منعكم و إن أردت منعكم لم يقدر غيري على إعطائكم فأنا أحق من سئل و أولى من تضرع إليه فقولوا عند افتتاح كل أمر صغير أو عظيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أي أستعين على هذا الأمر بالله الذي لا تحق العبادة لغيره المغيث إذا استغيث و المجيب إذا دعي الرحمن الذي يرحم ببسط الرزق علينا الرحيم بنا في أدياننا و دنيانا   و آخرتنا خفف علينا الدين و جعله سهلا خفيفا و هو يرحمنا بتميزنا عن أعدائه ثم قال قال رسول الله ص من حزنه أمر تعاطاه فقال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و هو يخلص لله و يقبل عليه بقلبه إليه لم ينفك عن إحدى اثنتين إما بلوغ حاجته الدنياوية و أما ما يعد له و يدخر لديه و ما عند الله خير و أبقى للمؤمنين و قال الحسن ع قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه و إن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية من فاتحة الكتاب و هي سبع آيات تمامها ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال سمعت رسول الله ص يقول إن الله عز و جل قال لي يا محمد وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب و جعلها بإزاء القرآن العظيم و إن فاتحة الكتاب أشرف كنوز العرش و إن الله خص بها محمدا و شرفه و لم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان فإنه أعطاه منها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد و آله الطيبين منقادا لأمرهم مؤمنا بظاهرهم و باطنهم أعطاه الله عز و جل بكل حرف منها حسنة كل حسنة منها أفضل من الدنيا و ما فيها من أصناف أموالها و خيراتها و من استمع قارئا يقرأها كان له قدر ثلث ما للقاري فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم فإنه غنيمة فلا تذهبن أوانه فتبقى في قلوبكم الحسرة قوله عز و جل الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قال الإمام ع جاء رجل إلى الرضا ع فقال يا ابن رسول الله أخبرني عن قول الله عز و جل الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ما تفسيره قال ع لقد حدثني أبي عن جدي عن الباقر عن أبيه زين العابدين ع أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين ع و قال يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله عز و جل الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ما تفسيرها فقال

    الْحَمْدُ لِلَّهِ هو أن عرف الله عباده بعض نعمه جملا إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف فقال لهم قولوا الْحَمْدُ لِلَّهِ على ما أنعم به علينا رَبِّ الْعالَمِينَ يعني مالك العالمين و هم الجماعات من كل مخلوق من الجمادات و الحيوانات فأما الحيوانات فهو يقلبها في قدرته و يغذوها من رزقه و يحيطها بكنفه و يدبر كلا منها بمصلحته و أما الجمادات فهو يمسكها بقدرته يمسك ما اتصل المتصل منها أن يتهافت و يمسك المتهافت منها أن يتلاصق و يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ و يمسك الأرض أن تنخسف إلا بأمره إنه بعباده لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ قال و رَبِّ الْعالَمِينَ مالكهم و خالقهم و سائق أرزاقهم إليهم من حيث هم يعلمون و من حيث لا يعلمون فالرزق مقسوم و هو يأتي ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا ليس تقوى متق بزائدة و لا فجور فاجر بناقصة و بينه و بينه ستر و هو طالبه و لو أن أحدكم يتربص رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت قال فقال الله تعالى لهم قولوا الْحَمْدُ لِلَّهِ على ما أنعم به علينا و ذكرنا به من خير في كتب الأولين قبل أن نكون ففي هذا إيجاب على محمد و آل محمد لما فضله و فضلهم و على شيعته أن يشكروه بما فضلهم و ذلك أن رسول الله ص قال لما بعث الله موسى بن عمران و اصطفاه نجيا و فلق البحر فنجى بني إسرائيل و أعطاه التوراة و الألواح رأى مكانه من ربه عز و جل فقال رب لقد كرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبل فقال الله عز و جل يا موسى أ ما علمت أن محمدا أفضل عندي جميع خلقي قال موسى يا رب فإن كان محمد أكرم من جميع خلقك فهل في آل الأنبياء عندك أكرم من آلي قال الله تعالى يا موسى أ ما علمت أن فضل آل محمد على جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين فقال يا رب فإن كان فضل آل محمد عندك كذلك فهل في أصحاب الأنبياء أكرم عندك من صحابتي قال الله   يا موسى أ ما علمت أن فضل صحابة محمد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمد على جميع صحابة المرسلين فقال موسى يا رب فإن كان محمد و آله و أصحابه كما وصفت فهل في أمم الأنبياء أفضل عندك من أمتي ظللت عليهم الغمام و أنزلت عليهم المن و السلوى و فلقت لهم البحر فقال الله تعالى يا موسى أ ما علمت أن فضل أمة محمد على جميع الأمم كفضلي على جميع خلقي قال موسى يا رب ليتني كنت أراهم فأوحى الله عز و جل إليه يا موسى إنك لن تراهم فليس هذا أوان ظهورهم و لكن سوف تراهم في الجنة جنات عدن و الفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون في خيراتها يتبجحون أ فتحب أن أسمعك كلامهم قال نعم يا رب قال قم بين يدي و اشدد مئزرك قيام العبد الذليل بين يدي السيد المالك الجليل ففعل ذلك فنادى ربنا عز و جل يا أمة محمد فأجابوه كلهم و هم في أصلاب آبائهم و أرحام أمهاتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة و الملك لك لا شريك لك لبيك قال فجعل الله تعالى الإجابة منهم شعار الحج ثم نادى ربنا عز و جل يا أمة محمد إن قضائي عليكم إن رحمتي سبقت غضبي و عفوي قبل عقابي فقد استجبت لكم قبل أن تدعوني و أعطيتكم قبل أن تسألوني من لقيني منكم يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله صادق في أقواله محق في أفعاله و أن علي بن أبي طالب أخوه و وصيه من بعده و وليه يلتزم طاعته كما يلتزم طاعته محمد و أن أولياءه المصطفين المطهرين الميامين بعجائب آيات الله و دلايل حجج الله من بعدهما أولياءه أدخله جنتي و إن كانت ذنوبه مثل زبد البحر قال فلما بعث نبينا محمد ص قال الله تعالى يا محمد و ما كنت بجانب الطور إذ نادينا أمتك بهذه الكرامة و لكن رحمة من ربك ثم قال الله عز و جل لمحمد صلى الله عليه و آله قل الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ على ما اختصنا به من هذه الفضيلة

   و قال لأمته و قولوا أنتم الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ على ما اختصنا به من هذا الفضل قوله عز و جل الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال الإمام ع الرَّحْمنِ العاطف على خلقه بالرزق لا يقطع عنهم مواد رزقه و إن انقطعوا عن طاعته الرَّحِيمِ بعباده المؤمنين في تخفيفه عليهم طاعاته و بعباده الكافرين في الرفق بهم في دعائهم إلى موافقته قال الإمام ع في معنى الرحمن و من رحمته أنه لما سلب الطفل قوة النهوض و التغذي جعل تلك القوة في أمة و رققها عليه لتقوم بتربيته و حضانته فإن قسا قلب أم من الأمهات لوجب تربية هذا و حضانته على سائر المؤمنين و لما سلب بعض الحيوان قوة التربية لأولادها و القيام بمصالحها جعل تلك القوة في الأولاد لتنهض حين تولد و تسير إلى رزقها المسبب لها قال ع و في تفسير قوله عز و جل الرَّحْمنِ أن قوله الرحمن مشتق من الرحيم سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول قال الله عز و جل أنا الرحمن و هي الرحم شققت لها اسما من اسمي من وصلها وصلته و من قطعها قطعته ثم قال علي ع أ و تدري ما هذه الرحم التي من وصلها وصله الرحمن و من قطعها قطعه الرحمن فقيل يا أمير المؤمنين حث بهذا كل قوم أن يكرموا آباءهم و يوصلوا أرحامهم فقال لهم أ يحثهم على أن يوصلوا أرحامهم الكافرين و أن يعظموا من حقره الله و أوجب احتقاره من الكافرين قالوا لا و لكنه يحثهم على صلة أرحامهم المؤمنين قال فقال أوجب حقوق أرحامهم لاتصالهم بآبائهم و أمهاتهم قلت بلى يا أخا رسول الله ص قال فهم إذا إنما يقضون فيهم حقوق الآباء و الأمهات قلت بلى يا أخا رسول الله قال و آباؤهم و أمهاتهم إنما غذوهم في الدنيا و وقوهم مكارهها و هي نعمة زائلة و مكروه ينقضي و رسول ربهم ساقهم إلى نعمة دائمة لا ينقضي و وقاهم مكروها مؤبدا لا يبيد فأي النعمتين أعظم قلت

   نعمة رسول الله ص أجل و أعظم و أكبر قال فكيف يجوز أن يحث على قضاء حق من صغر الله حقه و لا يحث على قضاء حق من كبر الله حقه قلت لا يجوز ذلك قال فإذا حق رسول الله ص أعظم من حق الوالدين و حق رحمه أيضا أعظم من حق رحمهما فرحم رسول الله ص أيضا أعظم و أحق من رحمهما فرحم رسول الله ص أولى بالصلة و أعظم في القطيعة فالويل كل الويل لمن قطعها فالويل كل الويل لمن لم يعظم حرمتها أ و ما علمت أن حرمة رحم رسول الله ص حرمة رسول الله ص و أن حرمة رسول الله ص حرمة الله و أن الله أعظم حقا من كل منعم سواه فإن كل منعم سواه إنما أنعم حيث قيضه له ذلك ربه و وفقه له أ ما علمت ما قال الله لموسى بن عمران قلت بأبي أنت و أمي ما الذي قال له قال قال الله تعالى أ و تدري ما بلغت رحمتي إياك فقال موسى أنت أرحم بي من أبي و أمي قال الله يا موسى و إنما رحمتك أمك لفضل رحمتي أنا الذي رققتها عليك و طيبت قلبها لتترك طيب وسنها لتربيتك و لو لم أفعل ذلك بها لكانت و سائر النساء سواء يا موسى أ تدري أن عبدا من عبادي تكون له ذنوب و خطايا تبلغ أعنان السماء فأغفرها له و لا أبالي قال يا رب و كيف لا تبالي قال تعالى لخصلة شريفة تكون في عبدي أحبها و هو أن يحب إخوانه المؤمنين و يتعاهدهم و يساوي نفسه بهم و لا يتكبر عليهم فإذا فعل ذلك غفرت له ذنوبه و لا أبالي يا موسى إن الفخر ردائي و الكبرياء إزاري من نازعني في شي‏ء منهما عذبته بناري يا موسى إن من إعظام جلالي إكرام عبدي الذي أنلته حظا من حطام الدنيا عبدا من عبادي مؤمنا قصرت يده في الدنيا فإن تكبر عليه فقد استخف بعظيم جلالي ثم قال أمير المؤمنين ع إن الرحم التي اشتقها الله عز و جل من قوله الرَّحْمنِ هي رحم محمد ص و إن من إعظام الله إعظام محمد و إن من إعظام   محمد إعظام رحم محمد و إن كل مؤمن و مؤمنة من شيعتنا هو رحم محمد و إن إعظامهم من إعظام محمد ص فالويل لمن استخف بحرمة محمد و طوبى لمن عظم حرمته و أكرم رحمه و وصلها قوله عز و جل الرَّحِيمِ قال الإمام ع و أما قوله الرَّحِيمِ معناه أنه رحيم بعباده و من رحمته أنه خلق مائة رحمة جعل منها رحمة واحدة في الخلق كلهم فبها يتراحم الناس و ترحم الوالدة ولدها و تحنن الأمهات من الحيوانات على أولادها فإذا كان يوم القيامة أضاف هذه الرحمة إلى تسع و تسعين رحمة فيرحم بها أمة محمد ثم يشفعهم فيمن يحبون له الشفاعة من أهل الملة حتى أن الواحد ليجي‏ء إلى مؤمن من الشيعة فيقول اشفع لي فيقول و أي حق لك علي فيقول سقيتك يوما فيذكر ذلك فيشفع له فيشفع فيه و يجيئه آخر فيقول إن لي عليك حقا فاشفع لي فيقول و ما حقك علي فيقول استظلت بظل جداري ساعة في يوم حار فيشفع له فيشفع فيه و لا يزال يشفع حتى يشفع في جيرانه و خلطائه و معارفه فإن المؤمن أكرم على الله مما يظنون قوله عز و جل مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال الإمام ع قادر على إقامة يوم الدين و هو يوم الحساب قادر على تقديمه على وقته و تأخيره بعد وقته و هو المالك أيضا في يوم الدين فهو يقضي بالحق لا يملك الحق و القضاء في ذلك اليوم من يظلم و يجور كما يجور في الدنيا من يملك الأحكام و قال هو يوم الحساب سمعت رسول الله ص يقول أ لا أخبركم بأكيس الكيسين و أحمق الحمقى قالوا بلى يا رسول الله قال أكيس الكيسين من حاسب نفسه و عمل لما بعد الموت و أحمق الحمقى من اتبع نفسه هواها و تمنى على الله الأماني فقال الرجل يا أمير المؤمنين و كيف يحاسب الرجل نفسه قال إذا أصبح ثم أمسى رجع إلى نفسه و قال يا نفس إن هذا يوم مضى عليك لا يعود إليك أبدا و الله يسألك عنه فيما أفنيته فما الذي عملت فيه أ ذكرت الله أم حمدتيه أ قضيت حق

   أخ مؤمن أ نفست عنه كربته أ حفظتيه بظهر الغيب في أهله و ولده أ حفظتيه بعد الموت في مخلفيه أ كففت عن غيبة أخ مؤمن بفضل جاهك أ أعنت مسلما ما الذي صنعت فيه فيذكر ما كان منه فإن ذكر أنه جرى منه خير حمد الله عز و جل و كبره على توفيقه و إن ذكر معصية أو تقصيرا استغفر الله عز و جل على ترك معاودته و محا ذلك عن نفسه بتجديد الصلاة على محمد و آله الطيبين و عرض بيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه على نفسه و قبولها و إعادة لعن شانئيه و أعدائه و دافعيه عن حقوقه فإذا فعل ذلك قال الله عز و جل لست أناقشك في شي‏ء من الذنوب مع موالاتك أوليائي و معاداتك أعدائي قوله عز و جل إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال الإمام ع قال الله تعالى قولوا يا أيها الخلق المنعم عليهم إِيَّاكَ نَعْبُدُ أيها المنعم علينا نطيعك مخلصين مع التذلل و الخشوع بلا رياء و لا سمعة وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ منك نسأل المعونة على طاعتك لنؤديها كما أمرت و نتقي من دنيانا ما عنه نهيت و نعتصم من الشيطان الرجيم و من سائر مردة الإنس من المضلين و من المؤذين الضالين بعصمتك و سئل أمير المؤمنين من العظيم الشقاء قال رجل ترك الدنيا للدنيا ففاتته الدنيا و خسر الآخرة و رجل تعبد و اجتهد و صام رئاء الناس فذلك الذي حرم لذات الدنيا و لحقه التعب الذي لو كان به مخلصا لاستحق ثوابه فورد الآخرة و هو يظن أنه قد عمل ما يثقل به ميزانه فيجده هباء منثورا قيل فمن أعظم الناس حسرة قال من رأى ماله في ميزان غيره و أدخله الله به النار و أدخل وارثه به الجنة

    قال الصادق ع و أعظم من هذا حسرة رجل جمع مالا عظيما بكد شديد و مباشرة الأهوال و تعرض الأخطار ثم أفنى ماله صدقات و مبرات و أفنى شبابه و قوته في عبادات و صلوات و هو مع ذلك لا يرى لعلي بن أبي طالب ع حقه و لا يعرفه له في الإسلام محله و يرى أن من لا يعشره و لا يعشر عشير معشاره أفضل منه ع يوقف على الحجج فلا يتأملها و يحتج عليه بالآيات و الأخبار فيأبى إلا تماديا في غيه فذاك أعظم من كل حسرة يأتي يوم القيامة و صدقاته ممثلة له في مثال الأفاعي تنهشه و صلواته و عباداته ممثلة له في مثل الزبانية تتبعه حتى تدعه إلى جهنم دعا يقول يا ويلي أ لم أك من المصلين أ لم أك من المزكين أ لم أك عن أموال الناس من المتعففين فلما ذا دهيت بما دهيت فيقال له يا شقي ما نفعك ما عملت و قد ضيعت أعظم الفروض بعد توحيد الله و الإيمان بنبوة محمد رسول الله ص ضيعت ما لزمك من معرفة حق علي ولي الله و التزمت ما حرم الله عليك من الايتمام بعدو الله فلو كان بدل أعمالك هذه عبادة الدهر من أوله إلى آخره و بدل صدقاتك الصدقة بكل أموال الدنيا بل بمل‏ء الأرض ذهبا لما زادك ذلك من رحمة الله إلا بعدا و من سخط الله إلا قربا

 قال الإمام الحسن ع قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال رسول الله ص قال الله تعالى قولوا إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ على طاعتك و عبادتك و على رفع شرور أعدائك و رد مكايدهم و المقام على ما أمرت به و قال ص عن جبرئيل عن الله عز و جل يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاسألوني الهدى أهدكم و كلكم   فقير إلا من أغنيت فاسألوني الغنى أرزقكم و كلكم مذنب إلا من عافيته فاسألوني المغفرة أغفر لكم و من علم أني ذو قدرة على المغفرة فاستغفرني بقدرتي غفرت له و لا أبالي و لو أن أولكم و آخركم و حيكم و ميتكم و رطبكم و يابسكم اجتمعوا على إنقاء قلب عبد من عبادي لم يزيدوا في ملكي جناح بعوضة و لو أن أولكم و آخركم و حيكم و ميتكم و رطبكم و يابسكم اجتمعوا على إشقاء قلب عبد من عبادي لم ينقصوا من ملكي جناح بعوضة و لو أن أولكم و آخركم و حيكم و ميتكم و رطبكم و يابسكم اجتمعوا فتمنى كل واحد ما بلغت أمنيته فأعطيته لم يتبين ذلك في ملكي كما لو أن أحدكم مر على شفير البحر فغمس فيه إبرة ثم انتزعها ذلك بأني جواد ماجد واجد عطائي كلام و عداتي كلام فإذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون يا عبادي اعملوا أفضل الطاعات و أعظمها لأسامحكم و إن قصرتم فيما سواها و اتركوا أعظم المعاصي و أقبحها لئلا أناقشكم في ركوب ما عداها إن أعظم الطاعات توحيدي و تصديق نبيي و التسليم لمن ينصبه بعده و هو علي بن أبي طالب و الأئمة الطاهرين من نسله صلوات الله عليهم و إن أعظم المعاصي عندي الكفر بي و بنبيي و منابذة ولي محمد بعده علي بن أبي طالب و أولياؤه بعده فإن أردتم أن تكونوا عندي في المنظر الأعلى و الشرف الأشرف فلا يكونن أحد من عبادي آثر عندكم من محمد و بعده من أخيه علي و بعدهما من أبنائهما القائمين بأمور عبادي بعدهما فإن من كان ذلك عقيدته جعلته من أشرف ملوك جناني و اعلموا أن أبغض الخلق إلي من تمثل بي و ادعى ربوبيتي و أبغضهم إلي بعده من تمثل بمحمد و نازعه نبوته و ادعاها و أبغضهم إلي بعده من تمثل بوصي محمد و نازعه محله و شرفه و ادعاهما و أبغضهم إلي بعد هؤلاء المدعين لما هم به لسخطي متعرضون من كان لهم على ذلك من المعاونين و أبغض الخلق إلي بعد   هؤلاء من كان من الراضين بفعلهم و إن لم يكن لهم من المعاونين كذلك أحب الخلق إلي القوامون بحقي و أفضلهم لدي و أكرمهم على محمد سيد الورى و أكرمهم و أفضلهم بعده علي أخو المصطفى المرتضى ثم من بعده من القوامين بالقسط من أئمة الحق و أفضل الناس بعدهم من أعانهم على حقهم و أحب الخلق إلي بعدهم من أحبهم و أبغض أعداءهم و إن لم يمكنه معونتهم قوله عز و جل اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ قال الإمام ع اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ نقول أدم لنا توفيقك الذي أطعناك في ماضي أيامنا حتى نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا و الصراط المستقيم هو صراطان صراط في الدنيا و صراط في الآخرة فأما الطريق المستقيم في الدنيا فهو ما قصر عن الغلو و ارتفع عن التقصير و استقام فلم يعدل إلى شي‏ء من الباطل و الطريق الآخر طريق المؤمنين إلى الجنة الذي هو مستقيم لا يعدلون عن الجنة إلى النار و لا إلى غير النار سوى الجنة و قال جعفر بن محمد الصادق ع قوله عز و جل اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ نقول أرشدنا للصراط المستقيم أي للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك و المبلغ إلى جنتك و المانع أن نتبع أهواءنا فنعطب و نأخذ بآرائنا فنهلك ثم قال الصادق ع طوبى للذين هم كما قال رسول الله ص يحمل هذا العلم من كل خلف عدول ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين فقال رجل يا ابن رسول الله إني عاجز ببدني عن نصرتكم و لست أملك إلا البراءة من أعدائكم و اللعن لهم فكيف حالي فقال له الصادق ع حدثني أبي عن أبيه عن جده ع عن رسول الله ص أنه قال من ضعف عن نصرتنا أهل البيت فلعن في خلواته أعداءنا بلغ الله صوته جميع الأملاك من الثرى إلى العرش فكلما لعن هذا الرجل أعداءنا لعنا ساعدوه و لعنوا من يلعنه ثم ثنوا فقالوا اللهم صل على عبدك هذا الذي قد بذل ما في وسعه و لو قدر على أكثر

   منه لفعل فإذا النداء من قبل الله عز و جل قد أجبت دعاءكم و سمعت نداءكم و صليت على روحه في الأرواح و جعلته عندي من المصطفين الأخيار قوله عز و جل صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ قال الإمام ع صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ أي قولوا اهدنا الصراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك و طاعتك و هم الذين قال الله تعالى وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ثم قال ليس هؤلاء المنعم عليهم بالمال و صحة البدن و إن كان كل هذا نعمة من الله ظاهرة أ لا ترون أن هؤلاء قد يكونون كفارا أو فساقا فما ندبتم بأن تدعوا بأن ترشدوا إلى صراطهم و إنما أمرتم بالدعاء لأن ترشدوا إلى صراط الذين أنعم عليهم بالإيمان بالله و تصديق رسول الله ص و بالولاية لمحمد و آله الطيبين و بالتقية الحسنة التي بها يسلم من شر عباد الله و من الزيادة في آثام أعداء الله و كفرهم بأن تداريهم و لا تغريهم بأذاك و أذى المؤمنين و بالمعرفة بحقوق الإخوان من المؤمنين فإنه ما من عبد و لا أمة والى محمدا و آل محمد و عادى من عاداهم إلا كان قد اتخذ من عذاب الله حصنا منيعا و جنة حصينة و ما من عبد و لا أمة دارى عباد الله بأحسن المداراة و لم يدخل بها في باطل و لم يخرج بها من حق إلا جعل الله نفسه تسبيحا و زكى عمله و أعطاه لصبره على كتمان سرنا و احتمال الغيظ لما يسمعه من أعدائنا ثواب المتشحط بدمه في سبيل الله و ما من عبد أخذ نفسه بحقوق إخوانه فوفاهم حقوقهم جهده و أعطاهم ممكنه و رضي منهم بعفوهم و ترك الاستقصاء عليهم فما يكون من زللهم غفرها لهم إلا قال الله عز و جل له يوم القيامة يا عبدي قضيت حقوق إخوانك و لم تستقص عليهم فيما لك عليهم فأنا أجود و أكرم و أولى بمثل ما فعلته من المسامحة   و التكرم فأنا أقضيك اليوم على حق وعدتك به و أزيدك من فضلي الواسع و لا أستقصي عليك في تقصيرك في بعض حقوقي قال فيلحقه محمدا و آله و أصحابه و يجعله من خيار شيعتهم ثم قال قال رسول الله ص لبعض أصحابه ذات يوم يا عبد الله أحب في الله و أبغض في الله و عاد في الله فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك و لا يجد أحد طعم الإيمان و إن كثرت صلاته و صيامه حتى يكون كذلك و قد صارت مواخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا عليها يتوادون و عليها يتباغضون و ذلك لا يغني عنهم من الله شيئا فقال الرجل يا رسول الله و كيف لي أعلم أني قد واليت و عاديت في الله و من ولي الله حتى أواليه و من عدو الله حتى أعاديه فأشار له رسول الله ص إلى علي بن أبي طالب ع فقال أ ترى هذا قال بلى قال ولي هذا ولي الله فواله و عدو هذا عدو الله فعاده و وال ولي هذا و لو أنه قاتل أبيك و ولدك و عاد عدو هذا و لو أنه أبوك و ولدك قوله عز و جل غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ قال أمير المؤمنين ع أمر الله عباده أن يسألوه طريق المنعم عليهم و هم النبيون و الصديقون و الشهداء و الصالحون و أن يستعيذوا من طريق المغضوب عليهم و هم اليهود الذين قال الله تعالى فيهم هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ و أن يستعيذوا به عن طريق الضالين و هم الذين قال الله فيهم قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا كَثِيراً وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ و هم النصارى ثم قال أمير المؤمنين علي ع كل من كفر بالله فهو مغضوب عليه و ضال عن سبيل الله و قال الرضا ع كذلك و زاد فيه و من تجاوز بأمير المؤمنين العبودية   فهو من المغضوب عليهم و من الضالين

50-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ إن الله عز و جل قد فضل محمدا بفاتحة الكتاب على جميع النبيين ما أعطاها أحد قبله إلا ما أعطي سليمان بن داود ع من بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فرآها أشرف من جميع ممالكه التي أعطاها فقال يا رب ما أشرفها من كلمات إنها لآثر عندي من جميع ممالكي التي وهبتها لي قال الله تعالى يا سليمان و كيف لا يكون كذلك و ما من عبد و لا أمة سماني بها إلا أوجبت له من الثواب ألف ضعف ما أوجب لمن تصدق بألف ضعف ممالكك يا سليمان هذا سبع ما أهبه إلا لمحمد سيد المرسلين تمام فاتحة الكتاب إلى آخرها

51-  مكا، ]مكارم الأخلاق[ روي عن النبي ص أنه قال في الحمد سبع مرات شفاء من كل داء فإن عوذ بها صاحبها مائة مرة و كان الروح قد خرج من الجسد رد الله عليه الروح

 روي عن أبي عبد الله ع أنه قال لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ثم ردت فيه الروح ما كان عجبا

 دعوات الراوندي، عن النبي ص مثله

52-  كشف، ]كشف الغمة[ من دلائل الحميري عن أبي هاشم الجعفري قال سمعت أبا محمد ع يقول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها

53-  جع، ]جامع الأخبار[ عن النبي ص أنه إذا قال المعلم للصبي قل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقال الصبي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتب الله براءة للصبي و براءة لأبويه و براءة للمعلم

 و عن ابن مسعود عن النبي ص من أراد أن ينجيه الله من الزبانية فليقرأ    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تسعة عشر حرفا ليجعل الله كل حرف منها جنة من واحد منهم

 روى عبد الله بن مسعود عن النبي ص قال من قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتب الله له بكل حرف أربعة آلاف حسنة و محا عنه أربعة آلاف سيئة و رفع له أربعة آلاف درجة

 و روي عن النبي ص من قال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بنى الله له في الجنة سبعين ألف قصر من ياقوتة حمراء في كل قصر سبعون ألف بيت من لؤلؤة بيضاء في كل بيت سبعون ألف سرير من زبرجدة خضراء فوق كل سرير سبعون ألف فراش من سندس و إستبرق و عليه زوجة من الحور العين و لها سبعون ألف ذؤابة مكللة بالدر و اليواقيت مكتوب على خدها الأيمن محمد رسول الله و على خدها الأيسر علي ولي الله و على جبينها الحسن و على ذقنها الحسين و على شفتيها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قلت يا رسول الله لمن هذه الكرامة قال لمن يقول بالحرمة و التعظيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

 و قال النبي ص إذا قال العبد عند منامه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يقول الله ملائكتي اكتبوا نفسه إلى الصباح

 و قال النبي ص إذا مر المؤمن على الصراط طفئت لهب النيران و يقول جز يا مؤمن فإن نورك قد أطفأ لهبي و سئل النبي ص هل يأكل الشيطان مع الإنسان فقال نعم كل مائدة لم يذكر بسم الله عليها يأكل الشيطان معهم و يرفع الله البركة عنها و نهى عن أكل ما لم يذكر عليه بسم الله كما قال الله تعالى في سورة الأنعام وَ لا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ

 و قال رسول الله ص من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله بعدد كل آية أنزلت   من السماء فيجزي بها ثوابها

 و ذكر الشيخ أبو الحسين المقري في كتابه في القراءات عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم و عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن شريك عن أحمد بن يونس عن سلامة بن سليمان عن هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله ص أيما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنما قرأ ثلثي القرآن و أعطي من الأجر كأنما تصدق على كل مؤمن و مؤمنة و روي من طريق آخر هذا الخبر بعينه إلا أنه قال كأنما قرأ القرآن

 و روى غيره عن أبي بن كعب أنه قال قرأت على رسول الله ص فاتحة الكتاب فقال و الذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة و الإنجيل و لا في الزبور و لا في القرآن مثلها هي أم القرآن و هي السبع المثاني و هي مقسومة بين الله و بين عبده و لعبده ما سأل

54-  من كتاب إرشاد القلوب، فيما كتب أمير المؤمنين ع إلى ملك الروم حين سأله عن تفسير فاتحة الكتاب كتب إليه أما بعد فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو عالم الخفيات و منزل البركات من يهد الله فلا مضل له و مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ ورد كتابك و أقرأنيه عمر بن الخطاب فأما سؤالك عن اسم الله تعالى فإنه اسم فيه شفاء من كل داء و عون على كل دواء و أما الرَّحْمنِ فهو عوذة لكل من آمن به و هو اسم لم يسم به غير الرحمن تبارك و تعالى و أما الرَّحِيمِ فرحم من عصى و تاب و آمن و عمل صالحا و أما قوله الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فذلك ثناء منا على ربنا تبارك و تعالى بما أنعم علينا و أما قوله مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ فإنه يملك نواصي الخلق يوم القيامة و كل من كان في الدنيا شاكا أو جبارا أدخله النار و لا يمتنع من عذاب الله عز و جل شاك و لا جبار و كل من كان في الدنيا طائعا مديما محافظا إياه   أدخله الجنة برحمته و أما قوله إِيَّاكَ نَعْبُدُ فإنا نعبد الله و لا نشرك به شيئا و أما قوله إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فإنا نستعين بالله عز و جل على الشيطان الرجيم لا يضلنا كما أضلكم و أما قوله اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ فذلك الطريق الواضح من عمل في الدنيا عملا صالحا فإنه يسلك على الصراط إلى الجنة و أما قوله صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ فتلك النعمة التي أنعمها الله عز و جل على من كان قبلنا من النبيين و الصديقين فنسأل الله ربنا أن ينعم علينا كما أنعم عليهم و أما قوله غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ فأولئك اليهود بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً فغضب عليهم ف جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ فنسأل الله تعالى أن لا يغضب علينا كما غضب عليهم و أما قوله وَ لَا الضَّالِّينَ فأنت و أمثالك يا عابد الصليب الخبيث ضللتم من بعد عيسى ابن مريم فنسأل الله ربنا أن لا يضلنا كما ضللتم

55-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد و محمد بن يحيى عن علي بن محمد بن سعد عن محمد بن سالم عن موسى بن عبد الله بن موسى عن محمد بن علي بن جعفر عن الرضا ع قال إنما شفاء العين قراءة الحمد و المعوذتين و آية الكرسي و البخور بالقسط و المر و اللبان

56-  إرشاد القلوب، عن موسى بن جعفر عن آبائه ع عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه في خبر اليهودي الذي سأله عن فضائل نبينا ص و أمته قال و منها أن الله عز و جل جعل فاتحة الكتاب نصفها لنفسه و نصفها لعبده قال الله تعالى قسمت بيني و بين عبدي هذه السورة فإذا قال أحدهم الْحَمْدُ لِلَّهِ فقد حمدني و إذا قال رَبِّ الْعالَمِينَ فقد عرفني و إذا قال الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقد مدحني و إذا قال مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ فقد أثنى علي و إذا قال إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فقد صدق عبدي في عبادتي بعد ما سألني و بقية هذه السورة له تمام الخبر

    -57  دعوات الراوندي، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع قال سمع بعض آبائي ع رجلا يقرأ أم القرآن فقال شكر و أجر ثم سمعه يقرأ قل هو الله أحد فقال آمن و أمن ثم سمعه يقرأ إنا أنزلناه فقال صدق و غفر له ثم سمعه يقرأ آية الكرسي فقال بخ بخ نزلت براءة هذا من النار

 و منه قال أمير المؤمنين ع اعتل الحسين ع فاحتملته فاطمة صلوات الله عليها فأتت النبي ص فقال يا رسول الله ادع الله لابنك أن يشفيه فقال يا بنية إن الله هو الذي وهبه لك و هو قادر على أن يشفيه فهبط جبرئيل ع فقال يا محمد إن الله تعالى لم ينزل عليك من سورة من القرآن إلا فيها فاء و كل فاء من آفة ما خلا الحمد فإنه ليس فيها فاء فادع بقدح من ماء فاقرأ عليه الحمد أربعين مرة ثم صب عليه فإن الله يشفيه ففعل ذلك فعوفي بإذن الله

 و قال أبو عبد الله ع قراءة الحمد شفاء من كل داء إلا السام

58-  عدة الداعي، عن الباقر ع قال من لم يبرأه الحمد لم يبرأه شي‏ء

 و عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع عن النبي ص قال لما أراد الله عز و جل أن ينزل فاتحة الكتاب و آية الكرسي و شهد الله و قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ إلى قوله بِغَيْرِ حِسابٍ تعلقن بالعرش ليس بينهن و بين الله حجاب فقلن يا رب تهبطنا إلى دار الذنوب و إلى من يعصيك و نحن متعلقات بالطهور و القدس فقال سبحانه و عزتي و جلالي ما من عبد قرأكن في دبر كل صلاة إلا أسكنته حظيرة القدس على ما كان فيه و إلا نظرت إليه بعيني المكنونة في كل يوم سبعين نظرة و إلا قضيت له في كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة و إلا أعذته من كل عدو و نصرته عليه و لا يمنعه من دخول الجنة إلا الموت