باب 1- فعل الخبز و إكرامه و آداب خبزه و أكله

1-  قرب الإسناد، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه ع أن عليا ع كان يعاتب خدمه في تخمير الخمير فيقول هو أكثر للخبز

 بيان في تخمير الخمير أي تغطيته بثوب عند الخبز أو قبله أيضا فإن وقوع الأعين عليه مما يذهب ببركته و لا استبعاد في أن يكثر الله الخمير بذلك أو المراد به تركه زمانا طويلا حتى يجود و كونه سببا للزيادة و البركة و النفع ظاهر مجرب قال في القاموس الخمر ترك العجين و الطين و نحوه حتى يجود كالتخمير و الفعل كضرب و نصر و هو خمير و قال التخمير التغطية

2-  مجالس ابن الشيخ، عن أبيه بإسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه ع عن الباقر ع قال إن الأترج لثقيل فإذا أكل فإن الخبز اليابس يهضمه من المعدة

3-  المحاسن، عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمرو بن شمر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إني لألعق أصابعي من المأدم حتى أخاف أن يرى خادمي أن ذلك من جشع و ليس ذلك كذلك إن قوما أفرغت عليهم النعمة و هم أهل   الثرثار فعمدوا إلى مخ الحنطة فجعلوه خبزا هجاء فجعلوا ينجون به صبيانهم حتى اجتمع من ذلك جبل فمر رجل صالح على امرأة و هي تفعل ذلك بصبي لها فقال ويحكم اتقوا الله لا يغير ما بكم من نعمة فقالت كأنك تخوفنا بالجوع أما ما دام ثرثارنا يجري فإنا لا نخاف الجوع قال فأسف الله عز و جل و ضعف لهم الثرثار و حبس عنهم قطر السماء و نبت الأرض قال فاحتاجوا إلى ما في أيديهم فأكلوه ثم احتاجوا إلى ذلك الجبل فإن كان ليقسم بينهم بالميزان

 و منه عن محمد بن علي عن الحكم بن مسكين عن عمرو بن شمر مثله بيان من المأدم في الكافي من المأدوم و في بعض نسخه من الأدم و هما أصوب و في القاموس الثرثار نهر أو واد كبير بين سنجار و تكريت و الهجاء بالتشديد من هجأ جوعه كمنع هجئا و هجوءا سكن و ذهب فهو صفة للخبز أي صالحا لرفع الجوع أو مصدر بمعنى الحمق أي فعلوا ذلك لحمقهم و الهجأة كهمزة الأحمق كما في القاموس و لا يبعد أن يكون تصحيف هجانا أي خيارا جيادا كما روي عن أمير المؤمنين ع هذا جناي و هجانه فيه و الأسف السخط قال تعالى فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ و الإضعاف و التضعيف جعل الشي‏ء ضعيفا أو مضاعفا و الثاني أنسب بكلام المرأة و بقوله ع لهم دون عليهم و بقوله في الرواية الأخيرة فأجرى الله الثرثار أضعف ما كان عليه و حبس عنهم بركة السماء و ذلك لأنهم لما اعتمدوا على النهر ضاعفه الله لهم و حبس عنهم القطر و الزرع ليعلموا أن النهر لا يغنيهم من الله و أنه لا بد أن يكون الاعتماد على الله و ستأتي الأخبار في كتاب الطهارة مشروحة إن شاء الله

    -3  المحاسن، عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله ع قال إنما بني الجسد على الخبز

4-  و منه، عن أبيه عن بعض الكوفيين رفعه قال قال رسول الله ص أكرموا الخبز و عظموه فإن الله تبارك و تعالى أنزل له بركات من السماء و أخرج بركات الأرض من كرامته أن لا يقطع و لا يوطأ

5-  و منه، عن هارون بن مسلم عن مسعدة عن جعفر عن أبيه عن آبائه عن علي ع قال أكرموا الخبز فإنه قد عمل فيه ما بين العرش إلى الأرض و ما بينهما

 المكارم، عن الصادق ع مثله

6-  المحاسن، عن أبيه عن أبي البختري رفعه قال قال رسول الله ص اللهم بارك لنا في الخبز و لا تفرق بيننا و بينه فلو لا الخبز ما صمنا و لا صلينا و لا أدينا فرائض ربنا

7-  و منه، عن أبيه عن عبد الله بن الفضل النوفلي عن الفضل بن يونس قال تغدى عندي أبو الحسن ع فجي‏ء بقصعة و تحتها خبز فقال أكرموا الخبز أن يكون تحتها و قال لي مر الغلام أن يخرج الرغيف من تحت القصعة

8-  و منه، عن الوشاء عن المثنى عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله ع إنه كره أن يوضع الرغيف تحت القصعة

9-  و منه، عن ابن فضال عن مثنى عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع أنه كره أن يوضع الرغيف تحت القصعة و نهى عنه

10-  و منه، عن أبي يوسف عن محمد بن جمهور العمي عن إدريس بن يوسف   عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ع لا تقطعوا الخبز بالسكين و لكن اكسروه باليد و ليكسر لكم خالفوا العجم

 بيان الظاهر أن أبا يوسف يعقوب بن زيد كما صرح به في مواضع و الواو في قوله و ليكسر كأنه بمعنى أو و الأمر بمخالفة العجم لأنهم كانوا يومئذ كفارا

11-  المحاسن، عن الحسن بن علي بن بشير رفعه قال لا بأس بقطع الخبز بالسكين

12-  و منه، عن السياري عن أبي علي بن راشد رفعه إلى أبي عبد الله ع قال كان أمير المؤمنين ع إذا لم يكن له إدام قطع الخبز بالسكين

13-  و منه، عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد الله ع قال من أدنى الإدام قطع الخبز بالسكين

 بيان جعل القطع مقام الإدام إما لأنه يصير ألذ فيفعل فعل الإدام أو يصير شبيها بالإدام فكأنه يخدع الطبيعة به و على أي حال يدل على جواز قطع الخبز بالسكين مع فقد الإدام و في غيره كأن المنع محمول على الكراهة و إن كان الأحوط الترك قال في الدروس و يكره قطع الخبز بالسكين و لم يستثن هذه الصورة و كأنه حملها على تخفيف الكراهة

14-  المكارم، من كتاب طب الأئمة عن أمير المؤمنين ع قال أكرموا الخبز فإن الله عز و جل أنزل له بركات السماء و أخرج بركات الأرض قيل و ما إكرامه قال لا يقطع و لا يوطأ

 و عنه ع قال أكرموا الخبز فإن الله تعالى أنزل له بركات السماء قيل و ما إكرامه قال إذا حضر لم ينتظر به غيره

    -15  دعوات الراوندي، قال النبي ص صغروا رغافكم فإن مع كل رغيف بركة

16-  الدعائم، عن رسول الله ص أنه نهى أن يشم الخبز كما تشم السباع و نهى أن يقطع بالسكين

17-  الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إياكم أن تشموا الخبز كما تشمه السباع فإن الخبز مبارك أرسل الله عز و جل له السماء مدرارا و له أنبت الله المرعى و به صليتم و به صمتم و به حججتم بيت ربكم

 المحاسن، عن يعقوب بن يزيد عن محمد العمي عن إدريس بن يوسف عن أبي عبد الله ع قال إياكم أن تشموا إلى قوله مدرارا

بيان أن تشموا الخبز أي لاختبار جودته أرسل الله إلى آخره إشارة إلى قوله تعالى في سورة نوح نقلا عنه ع فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً و قال البيضاوي السماء يحتمل المظلة و السحاب و المدرار كثير الدر يستوي في هذا البناء المذكر و المؤنث

18-  الكافي، بالإسناد المتقدم قال قال رسول الله ص إذا أتيتم بالخبز و اللحم فابدءوا بالخبز فسدوا به خلال الجوع ثم كلوا اللحم

19-  و منه، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال قال النبي ص أكرموا الخبز فإنه قد عمل فيه ما بين العرش إلى الأرض و الأرض و ما فيها من كثير خلقه ثم قال لمن حوله   أ لا أحدثكم قالوا بلى يا رسول الله فداك الآباء و الأمهات فقال إنه كان نبي فيمن كان قبلكم يقال له دانيال و إنه أعطى صاحب معبر رغيفا لكي يعبر به فرمى صاحب المعبر بالرغيف و قال ما أصنع بالخبز هذا الخبز عندنا قد يداس بالأرجل فلما رأى دانيال ذلك منه رفع يده إلى السماء ثم قال اللهم أكرم الخبز فقد رأيت يا رب ما صنع هذا العبد و ما قال قال فأوحى الله عز و جل إلى السماء أن يحبس الغيث و أوحي إلى الأرض أن كوني طبقا كالفخار قال فلم يمطروا حتى أنه بلغ من أمرهم أن بعضهم أكل بعضا فلما بلغ منهم ما أراد عز و جل من ذلك قالت امرأة لأخرى و لهما ولدان يا فلانة تعالي حتى نأكل أنا و أنت اليوم ولدي فإذا جعنا غدا أكلنا ولدك قالت لها نعم فأكلتاه فلما أن جاعتا من بعد راودت الأخرى على أكل ولدها فامتنعت عليها فقالت بيني و بينك نبي الله فاختصما إلى دانيال فقال لهما و قد بلغ إلى ما أرى قالتا له نعم يا نبي الله و أشد فرفع يده إلى السماء فقال اللهم عد علينا بفضلك و فضل رحمتك و لا تعاقب الأطفال و من فيه خير بذنب صاحب المعبر و أضرابه لنعمتك قال فأمر الله تبارك و تعالى إلى السماء أن أمطري على الأرض و أمر الأرض أن انبتي لخلقي ما قد فاتهم من خيرك فإني قد رحمتهم بالطفل الصغير

 بيان الدياس و الدياسة الوطء بالرجل و كون الأرض طبقا كناية عن صلابتها و اندماج أجزائها تشبيها بالطبق المعروف من أمتعة البيت و في القاموس الطبق محركة غطاء كل شي‏ء و الطبق أيضا من كل شي‏ء ما ساواه و الطابق كهاجر و صاحب الأجر الكبير و قال الفخارة كجبانة الجرة و الجمع الفخار أو هو الخزف

20-  الكافي، عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يعقوب بن يقطين قال قال أبو الحسن الرضا ع قال رسول الله ص صغروا رغفانكم فإن مع كل رغيف بركة و قال يعقوب بن يقطين رأيت أبا الحسن يعني الرضا ع يكسر   الرغيف إلى فوق

 بيان كسره إلى فوق يحتمل وجهين الأول و هو الأظهر أن يكون المعنى كسر اليابس بعطف اليدين إلى جانب التحت لينكسر الخبز من جهة الفوق و الثاني أن يكون المراد كسر الرطب بابتدائه من الجانب الأسفل و خرقه إلى الأعلى

21-  الكافي، عن علي بن إبراهيم عن يونس عن أبي الحسن الرضا ع قال لا تقطعوا الخبز بالسكين و لكن اكسروه باليد خالفوا العجم