باب 17- جوامع آداب الأكل

1-  المحاسن، عن أبيه عن عبد الله بن الفضل النوفلي عن الفضل بن يونس الكاتب قال أتاني أبو الحسن موسى بن جعفر ع في حاجة للحسين بن يزيد فقلت إن طعامنا قد حضر فأحب أن تتغدى عندي قال نحن نأكل طعام الفجأة ثم نزل فجئته بغداء و وضعت منديلا على فخذيه فأخذه فنحاه ناحية ثم أكل ثم قال يا فضل كل مما في اللهوات و الأشداق و لا تأكل ما بين أضعاف الأسنان

 قال و روى الفضل بن يونس في حديث أن أبا الحسن ع جلس في صدر المجلس و قال صاحب المجلس أحق بهذا المجلس إلا لرجل واحد و كانت لفضل دعوة يومئذ فقال أبو الحسن ع هات طعامك فإنهم يزعمون أنا لا نأكل طعام الفجأة فأتي بالطست فبدأ ثم قال أدرها عن يسارك و لا تحملها إلا مترعة ثم أتي بالمنديل ليلقي على ركبتيه فقال لا هذا فعل العجم ثم اتكأ على يساره بيده على الأرض و أكل بيمينه حتى إذا فرغ أتي بالخلال فقال يا فضل أدر لسانك في فيك فما تبع لسانك فكله إن شئت و ما استكرهته بالخلال فالفظه

 بيان قوله و لا تأكل ظاهره النهي عن أكل ما بين الأسنان مطلقا و إن أخرج باللسان و هو مخالف لسائر الأخبار و يمكن أن يحمل على ما يبقى بعد   إمرار اللسان ثم الظاهر من كلام من تعرض لهذا الحكم من الأصحاب أنه يكره أكل ما أخرج بالخلال و ربما يتوهم فيه التحريم للخباثة و هو في محل المنع مع أنك قد عرفت عدم قيام الدليل على تحريم الخبيث مطلقا بالمعنى الذي فهمه الأصحاب رضي الله عنهم قال الشهيد رحمه الله في الدروس و يستحب التخلل و قذف ما أخرجه الخلال بالكسر و ابتلاع ما أخرجه اللسان انتهى.

 و قد روى الكليني رحمه الله في الموثق عن إسحاق بن جرير قال سألت أبا عبد الله ع عن اللحم الذي يكون في الأسنان فقال أما ما كان في مقدم الفم فكله و أما ما كان في الأضراس فاطرحه

 و في الصحيح عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال أما ما يكون على اللثة فكله و ازدرده و ما كان بين الأسنان فارم به

 و في الموثق عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن ع قال يا فضل كل ما بقي في فيك مما أدرت عليه لسانك فكله و ما استكن فأخرجته بالخلال فأنت فيه بالخيار إن شئت أكلته و إن شئت طرحته

 و في المرفوع عن أبي عبد الله ع قال لا يزدردن أحدكم ما يتخلل به فإنه تكون منه الدبيلة

فمقتضى الجمع بين الأخبار الكراهة و إن كان الأحوط عدم أكل ما يخرج بالخلال لا سيما إذا تغير ريحه فإن شائبة الخباثة فيه أكثر و ستأتي أخبار فيه في باب الخلال. و في المصباح اللهاة اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى الفم و الجمع لهي و لهيات مثل حصى و حصيات و لهوات أيضا على الأصل و قال الشدق جانب الفم بالفتح و الكسر قاله الأزهري و جمع المفتوح شدوق مثل فلس و فلوس و جمع المكسور أشداق مثل حمل و أحمال قوله ع إلا لرجل واحد الظاهر أن المراد به الإمام و سيأتي مكانه رجل من بني هاشم و يدل الخبر على أن الاتكاء باليد ليس من الاتكاء المكروه كما مر

    -2  المحاسن، عن محمد بن علي عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع قال لا تدعوا آنيتكم بغير غطاء فإن الشيطان إذا لم تغط آنية بزق فيها و أخذ مما فيها ما شاء

3-  و منه، عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي عيينة عن أبي عبد الله ع قال دخلت على أبي العباس و قد أخذ القوم المجلس فمد يده إلي و السفرة بين يديه موضوعة فأخذ بيدي فذهبت لأخطو إليه فوقعت رجلي على طرف السفرة فدخلني من ذلك ما شاء الله أن يدخلني إن الله تعالى يقول فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ قوما و الله يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و يذكرون الله كثيرا

 بيان يظهر من الخبر أن الضمير في قوله بها راجع إلى النعمة و المراد بالكفر ترك الشكر و الاستخفاف بالنعمة و يأبى عنهما ظاهر سياق الآية حيث قال أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها الآية و قال الطبرسي فإن يكفر بها أي بالكتاب و النبوة و الحكم هؤُلاءِ يعني الكفار الذين جحدوا نبوة النبي ص في ذلك الوقت فَقَدْ وَكَّلْنا بِها أي بمراعاة أمر النبوة و تعظيمها و الأخذ بهدى الأنبياء و اختلف في القوم فقيل هم الأنبياء الذين جرى ذكرهم آمنوا به ص قبل مبعثه و قيل الملائكة و قيل من آمن به من أصحابه و قيل هؤلاء كفار قريش و القوم أهل المدينة انتهى. و قد ورد في الأخبار أنهم العجم و الموالي فاستشهاده ع يمكن أن يكون على سبيل التنظير و أن كفران النعمة المعنوية كما أنه سبب لزوالها فكذا كفران النعم الظاهرة يصير سببا له أو يكون المراد بالآية أعم منهما و يحتمل أن يكون في مصحفهم ع متصلا بآيات مناسبة لذلك.   قوله ع قوما هو بيان لقوما المذكور في الآية أو لهؤلاء أي مع هذه الصفات صاروا مستحقين للإبدال بسبب كفران النعمة و الأول أظهر

4-  فقه الرضا، نروي من كفران النعم أن يقول الرجل أكلت الطعام فضرني

5-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن محمد بن يحيى عن محمد بن سنان عن ابن ظبيان عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع من أراد أن لا يضره طعام فلا يأكل حتى يجوع و تنقي المعدة فإذا أكل فليسم الله و ليحسن المضغ و ليمسك عن الطعام و هو يشتهيه و يحتاج إليه

6-  المكارم، كان النبي ص كثيرا إذا جلس يأكل ما بين يديه و يجمع ركبتيه و قدميه كما يجلس المصلي في اثنتين إلا أن الركبة فوق الركبة و القدم على القدم و يقول ص أنا عبد آكل كما يأكل العبد و أجلس كما يجلس العبد

 و عن أبي عبد الله ع قال ما أكل رسول الله ص متكئا منذ بعثه الله عز و جل نبيا حتى قبضه الله تواضعا

7-  و منه، كان النبي ص لا يأكل الحار حتى يبرد يقول إن الله لم يطعمنا نارا إن الطعام الحار غير ذي بركة فأبردوه و كان ص إذا أكل سمى و أكل بثلاث أصابع و مما يليه و لا يتناول من بين يدي غيره و يؤتى بالطعام فيشرع قبل القوم ثم يشرعون و يأكل بأصابعه الثلاث الإبهام و التي تليها و الوسطى و ربما استعان بالرابعة و كان ص يأكل بكفه كلها و لم يأكل بإصبعين يقول إن الأكل بإصبعين هو أكلة الشيطان

 و روي أنه ص لم يأكل على خوان قط حتى مات و لا أكل خبزا مرققا حتى مات

 و كان ص لا يأكل وحده مما يمكنه و قال أ لا أنبئكم بشراركم قالوا   بلى قال من أكل وحده و ضرب عبده و منع رفده

 و من طب الأئمة، عن أمير المؤمنين ع قال اذكروا الله عز و جل عند الطعام و لا تلغوا فيه فإنه نعمة من نعم الله يجب عليكم فيها شكره و حمده و أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها فإنها تزول و تشهد على صاحبها بما عمل فيها

 و قال ع إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد و ليأكل على الأرض و لا يضع إحدى رجليه على الأخرى يتربع فإنها جلسة يبغضها الله و يمقت صاحبها

 و عن الصادق ع أطيلوا الجلوس على الموائد فإنها ساعة لا تحسب من أعماركم

 توضيح خبزا مرققا كأن المراد به الخبز الذي يتكلف فيه و يجعل رقيقا و يدخل فيه السمن و اللبن و غيرهما قال في النهاية فيه ما أكل مرققا حتى لقي الله هو الأرغفة الواسعة الرقيقة يقال رقيق و رقاق كطويل و طوال و قال صاحب فتح الباري أما الخبز المرقق قال عياض قوله مرققا أي ملينا محسنا كخبز الحواري و شبهه و الترقيق التليين و لم يكن عندهم مناخل و قد يكون المرقق الرقيق الموسع و أغرب ابن التين فقال هو السميد ما يصنع منه من كعك و غيره و قال ابن الجوزي هو الخفيف و كأنه مأخوذ من الرقاق و هي الخشبة التي يرقق بها و الرفد بالكسر الصلة و العطية و الإعانة من أعماركم لعل المعنى من أعماركم التي تحاسبون عليها فإن الإنسان قد يموت في أثناء الأكل أو يكون مشروطا بشرائط لم تتحقق في ذلك الرجل

8-  المكارم، عن عمر بن قيس قال دخلت على أبي جعفر ع و بين يديه خوان و هو يأكل فقلت له ما حد هذا الخوان فقال إذا وضعته فسم الله و إذا رفعته فاحمد الله و قم ما حول الخوان فهذا حده

    بيان القم الكنس و قم الرجل أكل ما على الخوان و تقمم تتبع الكناسات ذكرها الفيروزآبادي و المراد هنا تتبع ما سقط من الخوان

9-  دعوات الراوندي، قال النبي ص أذيبوا طعامكم بذكر الله و الصلاة و لا تناموا عليها فتقسو قلوبكم

 و قال ص إذا اجتمع للطعام أربع كمل أن يكون حلالا و أن تكثر عليه الأيدي و أن يفتتح ببسم الله و يختتم بحمد الله

 و قال أمير المؤمنين ع ما اتخمت قط قيل له و لم قال ما رفعت لقمة إلى فمي إلا ذكرت اسم الله عليها

 و قال الصادق ع الاستلقاء بعد الشبع يسمن البدن و يمرئ الطعام و يسل الداء

 و روي أن الداء الدوي إدخال الطعام على الطعام و أكل أمير المؤمنين ع من تمر دقل ثم شرب عليه الماء و ضرب يده على بطنه و قال من أدخل بطنه النار فأبعده الله ثم تمثل

و إنك مهما تعط بطنك سؤله و فرجك نالا منتهى الذم أجمعا

 و قال النبي ص الأكل في السوق دناءة

 توضيح إذابة الطعام هضمه بعض الهضم و كسر سورته قوله ع الاستلقاء يدل على استحباب الاستلقاء مطلقا و إن كان على الهيئة الآتية أفضل و الداء الدوي على المبالغة من قولهم أرض دوية بالتخفيف أي ذات أدواء و قال أمير المؤمنين ع قد أعيت أطباء هذا الداء الدوي و في النهاية و في حديث علي ع إلى مرعى وبي و مشرب دوي أي فيه داء انتهى فهو بالتشديد

10-  الدعائم، عن جعفر بن محمد ع أنه كان يأكل بالخمس الأصابع و يقول هكذا كان يأكل رسول الله ص ليس كما يأكل الجبارون

 و عن رسول الله ص أنه نهى أن يأكل أحد من ذروة الثريد و أمر أن يأكل   كل أحد مما يليه و رخص في الأكل من جوانب الطبق من التمر و الرطب

 و عنه ص أنه قال إذا أتيتم بالخبز و اللحم فابدءوا بالخبز فسدوا به الجوع ثم كلوا اللحم

 و عن جعفر بن محمد ع أنه كره القيام عن الطعام و كان ربما دعا بعض عبيده فيقال هم يأكلون فيقول دعوهم حتى يفرغوا

11-  مجالس الصدوق، عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن عبد الله بن الصلت عن يونس بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص خمس لا أدعهن حتى الممات الأكل على الحضيض مع العبيد الخبر

12-  العلل، و العيون، عن المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن الوليد عن العباس بن هلال عن الرضا عن آبائه ع عن النبي ص مثله

 بيان على الحضيض أي على الأرض من غير خوان و يحتمل أن يكون أكابر العرب يرفعون موائدهم ليسهل عليهم الأكل قال في النهاية فيه أنه جاءته هدية فلم يجد لها موضعا يضعها عليه فقال ضعه بالحضيض فإنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد الحضيض قرار الأرض و أسفل الجبل

13-  الخصال، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن إبراهيم الكرخي عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه ع قال قال الحسن بن علي ع في المائدة اثنتا عشرة خصلة يجب على كل مسلم أن يعرفها أربع منها فرض و أربع منها سنة و أربع منها تأديب فأما الفرض فالمعرفة و الرضا و التسمية و الشكر و أما السنة فالوضوء قبل   الطعام و الجلوس على الجانب الأيسر و الأكل بثلاث أصابع و لعق الأصابع و أما التأديب فالأكل مما يليك و تصغير اللقمة و المضغ الشديد و قلة النظر في وجوه الناس

 الإقبال، و المكارم، و رسالة الآداب الدينية، للفضل بن الحسن الطبرسي بإسنادهم إلى الحسن ع مثله بيان الظاهر أن المراد بالمعرفة معرفة أنه من حلال كما في الخبر الآتي و يحتمل معرفة المنعم و أن هذه نعمة من الله أو الإيمان لأن نعم الدنيا على غير المؤمن حرام كما دلت عليه أخبار كثيرة و الرضا أي بما قسم الله له من الرزق و الشكر في أثناء الأكل و بعده و الوضوء غسل اليدين كما مر و الجلوس على جانب الأيسر كما في حال التشهد ليكون كجلسة العبد أو بنصب الرجل اليمنى كما يستفاد من بعض الأخبار و الأكل بثلاث أصابع كأنه أقل مراتب الفضل بأن لا يكون بإصبعين لما مر فالزائد أيضا مستحب أو أفضل و يدل عليه ما رواه

 الكليني رحمه الله بإسناده عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع أنه كان يجلس جلسة العبد و يضع يده على الأرض و يأكل بثلاث أصابع و أن رسول الله ص كان يأكل هكذا

ليس كما يفعل الجبارون أحدهم يأكل بإصبعيه

 و عن علي بن محمد رفعه قال كان أمير المؤمنين ع يستاك عرضا و يأكل هرتا

و قال الهرت أن يأكل بأصابعه جميعا و يحتمل أن يكون الأكل بالثلاث سنة و الأقل مكروها و الأكثر مستحبا لا يبلغ حد السنة و يكون اختيار أمير المؤمنين ع ذلك لبيان الجواز و الأول أظهر. قال في الدروس يستحب الأكل بجميع الأصابع و روي أن رسول الله ص كان يأكل بثلاث أصابع و يكره الأكل بإصبعين و يستحب مص الأصابع و الأكل مما يليه و أن لا يتناول من قدام غيره شيئا انتهى و العامة اقتصروا على الثلاث و جوزوا   ضم الرابعة و الخامسة لعذر بأن يكون طعاما لا يمكن أكله بثلاث ثم الظاهر أن المراد بالفريضة ما هو أعم من الواجب و السنة الأكيدة و بالسنة المستحب الذي واظب عليه الرسول ص و بالتأديب المستحب الذي ليس بتلك المنزلة و يحتمل أن يكون أمرا إرشاديا للفوائد الدنيوية كالأمر بأكل بعض الأغذية و الأدوية لبعض المنافع و الأول أظهر و على التقادير المراد بالوجوب ما هو أعم من المصطلح

14-  الخصال، في وصايا النبي ص لعلي ع يا علي اثنتا عشرة خصلة ينبغي للرجل المسلم أن يتعلمها في المائدة أربع منها فريضة و أربع منها سنة و أربع منها أدب فأما الفريضة فالمعرفة بما يأكل و التسمية و الشكر و الرضا و أما السنة فالجلوس على الرجل اليسرى و الأكل بثلاث أصابع و أن يأكل ما يليه و مص الأصابع و أما الأدب فتصغير اللقمة و المضغ الشديد و قلة النظر في وجوه الناس و غسل اليدين

15-  و منه، عن علي بن أحمد بن موسى عن أحمد بن يحيى بن زكريا القطان عن بكر بن عبد الله بن حبيب عن عثمان بن عبيد عن هدبة بن خالد القيسي عن مبارك بن فضالة عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع للحسن ابنه ع يا بني أ لا أعلمك أربع خصال تستغني بها عن الطب فقال بلى يا أمير المؤمنين قال لا تجلس على الطعام إلا و أنت جائع و لا تقم عن الطعام إلا و أنت تشتهيه و جود المضغ و إذا نمت فأعرض نفسك على الخلاء فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب

16-  العيون، بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إذا أكلتم الثريد فكلوا من جوانبه فإن الذروة فيها البركة

17-  مجالس ابن الشيخ، عن والده عن محمد بن علي بن حشيش عن إبراهيم   بن أحمد الدينوري عن عبد الله بن حمدان عن أبي سعيد الأشج عن عقبة بن خالد عن موسى بن محمد بن إبراهيم التميمي عن أبيه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم فإنه أروح لأقدامكم

 الفردوس، عنه ص مثله و زاد في آخره و إنها سنة جميلة

18-  مجالس ابن الشيخ، عن والده عن جماعة عن أبي المفضل عن علي بن محمد بن الحسن النخعي عن جده سليم بن إبراهيم بن عبيد عن نصر بن مزاحم المنقري عن إبراهيم بن الزبرقان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه ع في قوله تعالى وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ يقول فضلنا بني آدم على سائر الخلق وَ حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ يقول على الرطب و اليابس وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ يقول من طيبات الثمار كلها وَ فَضَّلْناهُمْ يقول ليس من دابة و لا طائر إلا هي تأكل و تشرب بفيها لا ترفع بيدها إلى فيها طعاما و لا شرابا غير ابن آدم فإنه يرفع إلى فيه بيده طعامه فهذا من التفضيل

 بيان كأن مراده بالرطب و اليابس الحيوان و السفينة و قد مر تفسير الآية

19-  مجالس ابن الشيخ، عن والده عن جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن الحسن بن هارون عن يحيى بن السري الضرير عن محمد بن حازم أبي معاوية الضرير قال دخلت على هارون الرشيد قيل لي و كانت بين يديه المائدة فسألني عن تفسير هذه الآية وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ الآية فقلت يا أمير المؤمنين قد تأولها جدك عبد الله بن العباس أخبرني الحجاج بن إبراهيم الخوزي عن ميمون بن مهران عن ابن عباس في هذه الآية وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ قال كل دابة تأكل بفيها إلا ابن آدم فإنه يأكل بالأصابع قال أبو معاوية فبلغني أنه رمى بملعقة كانت بيده من فضة و تناول من الطعام بإصبعه

    -20  و منه، عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضل عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي عن يحيى بن عبد الحميد الحماني عن حجاج بن تميم بن ميمون بن مهران عن ابن عباس في قوله عز و جل وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ إلى قوله تَفْضِيلًا قال ليس من دابة إلا و هي تأكل بفيها إلا ابن آدم فإنه يأكل بيده

21-  الخصال، في الأربعمائة قال قال أمير المؤمنين ع إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد و لا يضعن أحدكم إحدى رجليه على الأخرى و يربع فإنها جلسة يبغضها الله و يمقت صاحبها

 و قال ع ليجلس أحدكم على طعامه جلسة العبد و ليأكل على الأرض

22-  المحاسن، عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع مثله

 بيان جلسة العبد الجثو على الركبتين و قال بعض علماء العامة بعد بيان كراهة الاتكاء فالمستحب في صفة الجلوس للأكل أن يكون جاثيا على ركبتيه و ظهور قدميه أو ينصب الرجل اليمنى و يجلس على اليسرى انتهى قوله ع و ليأكل على الأرض أي حال كونه جالسا على الأرض من غير بساط و وسادة أو حال كون الطعام على الأرض من غير خوان أو هما معا

23-  و منه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي إسماعيل السراج عن خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي قال حدثني أبو لبيد البحراني عن أبي جعفر ع أنه أتاه رجل بمكة فقال له يا محمد بن علي أنت الذي تزعم أنه ليس شي‏ء إلا و له حد فقال أبو جعفر نعم أنا أقول ليس شي‏ء مما خلق الله صغيرا و كبيرا إلا و قد جعل الله له حدا إذا جوز به ذلك الحد فقد تعدى حد الله فيه فقال فما حد مائدتك هذه قال تذكر اسم الله حين توضع و تحمد الله حين ترفع و تقم ما تحتها قال   فما حد كوزك هذا قال لا تشرب من موضع أذنه و لا من موضع كسره فإنه مقعد الشيطان و إذا وضعته على فيك فاذكر اسم الله و إذا رفعته عن فيك فاحمد الله و تنفس فيه ثلاثة أنفاس فإن النفس الواحد يكره

24-  و منه، عن أبيه عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص الطعام إذا جمع أربعا فقد تم إذا كان من حلال و كثرت الأيدي عليه و بسم الله في أوله و الحمد لله في آخره

 و رواه النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه ع عن رسول الله ص

25-  و منه، عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع أنه سأله عمرو بن عبيد و واصل و بشير الرحال عن حد الطعام فقال يأكل الإنسان مما بين يديه و لا يتناول من قدام الآخر شيئا

26-  و منه، عن جعفر عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال قال رسول الله ص إذا أكل أحدكم فليأكل مما يليه

27-  و منه، عن ابن فضال عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال كان رسول الله ص إذا أكل مع قوم طعاما كان أول من يضع يده و آخر من يرفعها ليأكل القوم

28-  و منه، عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي سلمة عن أبي عبد الله ع قال إن أبي أتاه عبد الله بن علي بن الحسين يستأذن لعمرو بن عبيد و واصل مولى هبيرة و بشير الرحال فأذن لهم فدخلوا عليه فجلسوا فقالوا يا با جعفر إن لكل شي‏ء حدا ينتهي إليه فقال أبو جعفر ع نعم إن لكل شي‏ء حدا ينتهي إليه ما من شي‏ء إلا و له حد قال فأتي بالخوان فوضع فقالوا فيما بينهم قد و الله استمكنا من أبي جعفر فقالوا يا با جعفر هذا الخوان من الشي‏ء قال   نعم قالوا فما حده قال حده إذا وضع الرجل يده قال بسم الله و إذا رفعها قال الحمد لله و يأكل كل إنسان من بين يديه و لا يتناول من قدام الآخر قال و دعا أبو جعفر ع بماء يشربون فقالوا يا با جعفر هذا الكوز من الشي‏ء قال نعم قالوا فما حده قال أن يشرب من شفته الوسطى و يذكر اسم الله عليه و لا يشرب من أذن الكوز فإنه مشرب الشيطان و يقول الحمد لله الذي سقاني عذبا فراتا و لم يجعله ملحا أجاجا بذنوبي

29-  و منه، عن النوفلي بإسناده قال قال رسول الله ص اخلعوا نعالكم عند الطعام فإنه سنة جميلة و أروح للقدمين

30-  و منه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عمن ذكره قال رأيت أبا الحسن الرضا ع إذا تغدى استلقى على قفاه و ألقى رجله اليمنى على اليسرى

 بيان قال في الدروس يستحب الاستلقاء بعد الطعام على قفاه و وضع رجله اليمنى على اليسرى و ما رواه العامة بخلاف ذلك من الخلاف

31-  المحاسن، عن علي بن الحكم عن أبي المغراء عن ابن خارجة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يأكل أكل العبد و يجلس جلوس العبد و يعلم أنه عبد

 بيان و يعلم أنه عبد أي يعمل بمقتضى العبودية و هذه مرتبة عظيمة من مراتب الكمال و لذا وصف الله تعالى خلص أنبيائه و أصفيائه بالعبودية كما قال سبحانه سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ عَبْداً مِنْ عِبادِنا و أمثاله كثيرة

32-  المحاسن، عن أبيه عن البزنطي عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله يأكل أكل العبد و يجلس جلسة العبد و كان يأكل على الحضيض و ينام على الحضيض

 بيان قد عرفت أن الأكل على الحضيض الأكل على الأرض بلا خوان أو   بلا بساط تحته أيضا و النوم على الحضيض النوم على الأرض بلا فرش بل بلا بساط أيضا

33-  المحاسن، عن صفوان عن ابن مسكان عن الحسن الصيقل قال سمعت أبا عبد الله ع يقول مرت امرأة بذية برسول الله و هو يأكل و هو جالس على الحضيض فقالت يا محمد و الله إنك لتأكل أكل العبد و تجلس جلوسه فقال لها رسول الله ص ويحك أي عبد أعبد مني قالت فناولني لقمة من طعامك فناولها فقالت لا و الله إلا التي في فمك فأخرج رسول الله ص اللقمة من فمه فناولها فأكلتها قال أبو عبد الله ع فما أصابها داء حتى فارقت الدنيا روحها

34-  كتاب الزهد، للحسين بن سعيد عن ابن سنان عن ابن مسكان مثله

 بيان البذاء بالمد الفحش في القول و فلان بذي اللسان ذكره في النهاية و قد يستدل بهذا الحديث على جواز أكل ما خرج من فم الغير و يشكل بأن احتمال الاختصاص هنا قوي و قد كانوا يستعجلون أكل دمه و بوله ص تبركا مع أنه لا شائبة من الخباثة هاهنا و هي العمدة في حكمهم بالتحريم

35-  المحاسن، عن بعض أصحابنا رفعه إلى الحسن بن علي ع قال اثنتا عشرة خصلة ينبغي للرجل أن يتعلمها على الطعام أربعة منها فريضة و أربعة منها سنة و أربعة منها أدب فأما الفريضة فالمعرفة و التسمية و الشكر و الرضا و أما السنة فالجلوس على الرجل اليسرى و الأكل بثلاث أصابع و أن يأكل مما يليه و مص الأصابع و أما الأدب فغسل اليدين و تصغير اللقمة و المضغ الشديد و قلة النظر في وجوه القوم

 بيان الجلوس على الرجل اليسرى يحتمل ثلاثة أوجه الأول كهيئة التشهد و الثاني نصب الرجل اليمنى و بسط اليسرى كما فهمه بعض العامة الثالث بسط اليسرى و جعل الركبة و الفخذ اليسريين على اليمنى كما اختاره بعضهم أيضا في الصلاة   و الأكل و الأول أظهر و يحتمل الثاني كما عرفت

36-  المكارم، من كتاب البصائر عن محمد بن جعفر العاصمي عن أبيه عن جده قال حججت و معي جماعة من أصحابنا فأتيت المدينة فقصدنا مكانا ننزله فاستقبلنا غلام لأبي الحسن موسى بن جعفر ع على حمار له أخضر يتبعه الطعام فنزلنا بين النخل و جاء هو فنزل فأتي بالطشت و الماء فبدأ و غسل يديه و أدير الطشت عن يمينه حتى بلغ آخرنا ثم أعيد من يساره حتى أتي على آخرنا ثم قدم الطعام فبدأ بالملح ثم قال كلوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ثم ثنى بالخل ثم أتي بكتف مشوي فقال كلوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإن هذا طعام كان يعجب النبي ص ثم أتي بالخل و الزيت فقال كلوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإن هذا طعام كان يعجب فاطمة ع ثم أتي بالسكباج فقال كلوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإن هذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين ع ثم أتي بلحم مقلو فيه باذنجان فقال كلوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإن هذا طعام كان يعجب الحسن بن علي ع ثم أتي بلبن حامض قد ثرد فيه فقال كلوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإن هذا طعام كان يعجب الحسين بن علي ع ثم أتي بأضلاع باردة فقال كلوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإن هذا طعام كان يعجب علي بن الحسين ع ثم أتي بجبن مبرز فقال كلوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإن هذا طعام كان يعجب محمد بن علي ع ثم أتي بتور فيه بيض كالعجة فقال كلوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإن هذا طعام كان يعجب أبي جعفر ع ثم أتي بحلواء فقال كلوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإن هذا طعام يعجبني و رفعت المائدة فذهب أحدنا ليلقط ما كان تحتها فقال مه إنما ذلك في المنازل تحت السقوف فأما في مثل هذا الموضع فهو لعافية الطير و البهائم ثم أتي بالخلال فقال من حق الخلال أن تدير لسانك في فمك فما أجابك ابتلعته و ما امتنع تحركه بالخلال ثم تخرجه فتلفظه و أتي بالطست و الماء فابتدأ بأول من على يساره حتى انتهى إليه فغسل ثم غسل من على يمينه حتى أتي على آخرهم ثم قال يا عاصم كيف أنتم في التواصل و التبار فقال على أفضل ما كان عليه أحد فقال أ يأتي أحدكم   عن الضيقة منزل أخيه فلا يجده فيأمر بإخراج كيسه فيخرج فيفض ختمه فيأخذ من ذلك حاجته فلا ينكر عليه قال لا قال لستم على ما أحب عليه من التواصل

 و الضيقة الفقر بيان و جاء هو أي موسى ع بجبن مبرز بكسر الراء المشددة ثم الزاي أي فائق في النفاسة و اللذة من قولهم برز تبريزا أي فائق أصحابه فضلا و شجاعة و في بعض النسخ بتقديم الزاي على الراء فهو بفتح الزاي المشددة أي جعل فيه الأبازير و في بعض النسخ بجنب أي بجنب الشاة فهو على الأول يحتمل الكسر و الفتح أي نفيس أو سمين و على الثاني بالمعنى السابق أيضا و التور إناء من صفر أو حجارة كالإجانة. و في القاموس العجة بالضم طعام من البيض مولد و في بحر الجواهر خاگينه و في النهاية فيه ما أكلت العافية منها فهو له صدقة العافية و العافي كل طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو طائر و جمعها العوافي و قد تقع العافية على الجماعة انتهى. قوله بأول من على يساره أي الغاسل حين دخول البيت أو عند الاستقبال إليهم فهو بمنزلة يمين الباب أو يسار الإمام ع لكن الأولية بالنسبة إلى داخل المجلس و مآلهما واحد و يئول إلى أحد الوجهين المتقدمين في باب الغسل على ما أحب عليه كان عليه زيد من النساخ أو المعنى على ما أحبكم و قوله و الضيقة كلام الطبرسي رحمه الله

37-  المكارم، قال أمير المؤمنين ع من أكل الطعام على النقاء و أجاد الطعام تمضغا و ترك الطعام و هو يشتهيه و لم يحبس الغائط إذا أتاه لم يمرض إلا مرض الموت

 من مجموع في الآداب لمولاي أبي طول الله عمره روى عن المفضل بن يونس قال إني في منزلي يوما فدخل على الخادم فقال إن في الباب رجلا يكنى بأبي الحسن يسمى موسى بن جعفر فقلت يا غلام إن كان الذي أتوهم فأنت حر لوجه   الله قال فبادرت إليه فإذا أنا به ع فقلت انزل يا سيدي فنزل و دخل المجلس فذهبت لأرفعه في صدر البيت فقال لي يا فضل صاحب المنزل أحق بصدر البيت إلا أن يكون في القوم رجل من بني هاشم فقلت فأنت إذا جعلت فداك ثم قلت جعلني الله فداك إنه قد حضر طعام لأصحابنا فإن رأيت فقال يا فضل إن الناس يقولون إن هذا طعام الفجأة و هم يكرهونه أما إني لا أرى به بأسا فأمرت الغلام فأتى بالطست فدنا منه فقال الحمد لله الذي جعل لكل شي‏ء حدا فقلت جعلت فداك فما حد هذا فقال أن يبدأ رب البيت لكي ينشط الأضياف فإذا وضع الطست سمى و إذا رفع حمد الله ثم أتى بالمائدة فقلت ما حد هذا قال أن تسمي إذا وضع و تحمد الله إذا رفع ثم أتى بالخلال فقلت فما حد هذا قال أن تكسر رأسه لأن لا يدمي اللثة فأتى بالإناء فقلت فما حده قال أن لا تشرب من موضع العروة و لا من موضع كسر إن كان به فإنه مجلس الشيطان فإذا شربت سميت و إذا فرغت حمدت الله و ليكن صاحب البيت يا فضل إذا فرغ من الطعام و وضأ القوم آخر من يتوضأ ثم قال إن أمير المؤمنين أمرك لبني فلان بعشرة آلاف درهم فأنا أحب أن تنفذ إليهم فقلت جعلت فداك إن خرج عني لم يعد إلي درهم أبدا فقال أنفذ إليهم فلا يصل إليهم أو يعود إليك إن شاء الله قال فلا و الله إن وصل إليهم حتى عاد إلي العشرة آلاف

 بيان فأنت إذا أي فأنت هو و كان تعميم بني هاشم هنا للتقية لأصحابنا أي هيأته لهم فإن رأيت أي أن تأكل منه فكل و يقال نشط كسمع أي طابت نفسه للعمل و غيره سمى أي رب البيت أو حامل الطست و كذا قوله حمد الله يحتمل الوجهين و يمكن قراءة الفعلين على المجهول و قوله تسمي و تحمد يؤيدان كون المراد رب البيت في الموضعين و اللثة بالكسر و التخفيف لحم الأسنان و قوله آخر من يتوضأ خبر و ليكن.   ثم قال أي الإمام ع إن أمير المؤمنين أي الخليفة الفاسق أن تنفذ إليهم أي ترسل لم يعد إلي أي منهم إن كان قرضا أو من الخليفة إن كان عطية أو يعود أي إلى أن يعود و إن في قوله إن وصل نافية حتى عاد إلي أي من جهة الخليفة

38-  المكارم، قال رسول الله ص الأكل في السوق دناءة و سأل رجل رسول الله فقال يا رسول الله إنا نأكل و لا نشبع قال لعلكم تفترقون عن طعامكم فاجتمعوا عليه و اذكروا اسم الله عليه يبارك لكم

 و عن ابن عمر قال قال رسول الله ص إذا وضعت المائدة بين يدي الرجل فليأكل مما يليه و لا يتناول مما بين يدي جليسه و لا يأكل من ذروة القصعة فإن من أعلاها تأتي البركة و لا يرفع يده و إن شبع فإنه إذا فعل ذلك خجل جليسه و عسى أن يكون له في الطعام حاجة

 و عن أنس قال ما أكل رسول الله ص على خوان و لا في سكرجة و لا من خبز مرقق فقيل لأنس على ما إذا كانوا يأكلون قال على السفرة

 بيان قال في النهاية لا آكل في سكرجة هي بضم السين و الكاف و الراء و التشديد إناء صغير يؤكل فيه الشي‏ء القليل من الأدم و هي فارسية و أكثر ما يوضع فيه الكواميخ و نحوها و قال السفرة طعام يتخذه المسافر و أكثر ما يحمل في جلد مستدير فنقل اسم الطعام إلى الجلد و سمي به انتهى و كأن الخوان كان أكبر أو معمولا من خشب كما عندنا أو سعف فكان الأكابر و الأشراف يأكلون عليه و لذا كان ص يكتفي بالسفرة تواضعا و تشبها بالفقراء

39-  حياة الحيوان، ذكر بعض العلماء أن من أكل كثيرا و خاف على نفسه من التخمة فليمسح يده على بطنه و ليقل الليلة ليلة عيدي و رضي الله عن سيدي أبي عبد الله القرشي يفعل ذلك ثلاثا فإنه لا يضره الأكل و هو عجيب مجرب

40-  بشارة المصطفى، بإسناده عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين ع في وصية   له قال يا كميل إذا أكلت فطول أكلك يستوف من معك و ترزق منه غيرك يا كميل إذا استويت على طعامك فاحمد الله على ما رزقك و ارفع بذلك صوتك ليحمد سواك فيعظم بذلك أجرك يا كميل لا توقر معدتك طعاما و دع فيها للماء موضعا و للريح مجالا

41-  تحف العقول، قال أمير المؤمنين ع يا كميل إذا أكلت الطعام فسم باسم الذي لا يضر مع اسمه داء و فيه شفاء من كل الأسواء يا كميل و آكل بالطعام و لا تبخل عليه فإنك لن ترزق الناس شيئا و الله يجزل لك من الثواب بذلك و أحسن عليه خلقك و أبسط جليسك و لا تنهر خادمك يا كميل إذا أكلت فطول أكلك ليستوفي من معك و يرزق منه غيرك يا كميل إذا استوفيت طعامك فاحمد الله على ما رزقك و ارفع بذلك صوتك يحمده سواك فيعظم بذلك أجرك يا كميل لا توقرن معدتك طعاما و دع فيها للماء موضعا و للريح مجالا و لا ترفع يدك من الطعام إلا و أنت تشتهيه فإن فعلت ذلك فأنت تستمرئه فإن صحة الجسم من قلة الطعام و قلة الماء

42-  العيون، عن المظفر بن جعفر العلوي عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن الوليد عن العباس بن هلال عن الرضا عن آبائه عن النبي ص قال خمس لا أدعهن حتى الممات الأكل على الحضيض مع العبيد و ركوبي الحمار مؤكفا و حلبي العنز بيدي و لبسي الصوف و التسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي

43-  المحاسن، عن عثمان بن عيسى عن أبي أيوب عن أبي عبد الله ع قال شيئان يؤكلان باليدين جميعا العنب و الرمان

44-  الكافي، عن العدة عن سهل عن أحمد بن هارون عن موفق المديني عن أبيه عن جده قال بعث إلي الماضي يوما و حبسني للغداء فلما جاءوا بالمائدة لم   يكن عليها بقل فأمسك يده ثم قال للغلام أ ما علمت أني لا آكل على مائدة ليس فيها خضرة فأتني بالخضرة قال فذهب الغلام فجاء بالبقل فألقاه على المائدة فمد يده فأكل