باب 16- أن الشيعة هم أهل دين الله و هم على دين أنبيائه و هم على الحق و لا يغفر إلا لهم و لا يقبل إلا منهم

 الآيات آل عمران إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ إبراهيم فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي تفسير إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ في المجمع أي أحق الناس بنصرة إبراهيم بالحجة أو بالمعونة لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ في وقته و زمانه و تولوه بالنصرة على عدوه وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا يتولون نصرته بالحجة لما كان عليه من الحق وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ لأنه يتولى نصرتهم و المؤمن ولي الله لهذا المعنى بعينه و قيل إنه يتولى نصرة ما أمر الله به من الدين. و في هذه الآية دلالة على أن الولاية ثبتت بالدين لا بالنسب و يعضد ذلك قول أمير المؤمنين ع إن أولى الناس بالأنبياء أعملهم بما جاءوا به ثم تلا   هذه الآية فقال إن ولي محمد من أطاع الله و إن بعدت لحمته و إن عدو محمد من عصى الله و إن قربت قرابته ثم روى رواية علي بن إبراهيم الآتية. فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي خصه أكثر المفسرين بذريته و ظاهر الأخبار أنه أعم منهم

1-  فس، ]تفسير القمي[ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن عمر بن يزيد قال قال أبو عبد الله ع أنتم و الله من آل محمد فقلت من أنفسهم جعلت فداك قال نعم و الله من أنفسهم ثلاثا ثم نظر إلي و نظرت إليه فقال يا عمر إن الله تبارك و تعالى يقول في كتابه إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ

 شي، ]تفسير العياشي[ عن عمر بن يزيد مثله مجمع البيان، عن علي بن إبراهيم مثله

2-  شي، ]تفسير العياشي[ عن علي بن النعمان عن أبي عبد الله ع في قوله إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ قال هم الأئمة و أتباعهم

3-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي الصباح قال سمعت أبا عبد الله ع يقول في قول الله إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ إلى قوله وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ثم قال علي و الله على دين إبراهيم و منهاجه و أنتم أولى الناس به

 بيان الضمير في به راجع إلى علي أو إبراهيم ع

4-  شي، ]تفسير العياشي[ عن حبابة الوالبية قالت سمعت الحسين بن علي ع يقول ما أعلم   أحدا على ملة إبراهيم إلا نحن و شيعتنا

5-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر الجعفي عن محمد بن علي ع قال ما من أحد من هذه الأمة يدين بدين إبراهيم غيرنا و شيعتنا

6-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عمران بن ميثم قال سمعت الحسين بن علي صلوات الله عليه يقول ما أحد على ملة إبراهيم إلا نحن و شيعتنا و سائر الناس منها براء

7-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي ذر قال قال و الله ما صدق أحد ممن أخذ الله ميثاقه فوفى بعهد الله غير أهل بيت نبيهم و عصابة قليلة من شيعتهم و ذلك قول الله وَ ما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَ إِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ و قوله وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ

8-  شي، ]تفسير العياشي[ عن علي بن عقبة عن أبيه قال دخلت أنا و المعلى على أبي عبد الله ع فقال أبشروا إنكم على إحدى الحسنيين من الله أما إنكم إن بقيتم حتى تروا ما تمدون إليه رقابكم شفى الله صدوركم و أذهب غيظ قلوبكم و أدالكم على عدوكم و هو قول الله وَ يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَ يُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ و إن مضيتم قبل أن تروا ذلك مضيتم على دين الله الذي رضيه لنبيه عليه و آله السلام و لعلي ع

9-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي جعفر ع في قوله تعالى فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ أما إنه لم يعن الناس كلهم أنتم أولئك و نظراؤكم إنما مثلكم في   الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود أو مثل الشعرة السوداء في الثور الأبيض ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت و يعظموه لتعظيم الله إياه و أن يلقونا حيث كنا نحن الأدلاء على الله

10-  شي، ]تفسير العياشي[ عن ثعلبة بن ميمون عن ميسرة عن أبي جعفر ع قال إن أبانا إبراهيم كان مما اشترط على ربه فقال فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ

11-  و في رواية أخرى عنه قال كنا في الفسطاط عند أبي جعفر ع نحو من خمسين رجلا قال فجلس بعد سكوت كان منا طويلا فقال ما لكم لا تنطقون لعلكم ترون أني نبي لا و الله ما أنا كذلك و لكن لي قرابة من رسول الله ص قريبة و ولادة من وصلها وصله الله و من أحبها أحبه الله و من أكرمها أكرمه الله أ تدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة فلم يتكلم أحد فكان هو الراد على نفسه فقال تلك مكة الحرام التي رضيها لنفسه حرما و جعل بيته فيها ثم قال أ تدري أي بقعة أفضل من مكة فلم يتكلم أحد و كان هو الراد على نفسه فقال ما بين حجر الأسود إلى باب الكعبة ذلك حطيم إبراهيم نفسه الذي كان يزود فيه غنمه و يصلي فيه فو الله لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان قام النهار مصليا حتى يجنه الليل و قام الليل مصليا حتى يجنه النهار ثم لم يعرف لنا حقنا أهل البيت و حرمتنا لم يقبل الله منه شيئا أبدا إن أبانا إبراهيم صلوات الله عليه كان فيما اشترط على ربه أن قال فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ أما إنه لم يقل الناس كلهم أنتم أولئك رحمكم الله و نظراؤكم إنما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود أو الشعرة السوداء في الثور الأبيض ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت و أن يعظموه لتعظيم الله إياه و أن يلقونا أينما كنا نحن الأدلاء على الله

    و في خبر آخر أ تدرون أي بقعة أعظم حرمة عند الله فلم يتكلم أحد و كان هو الراد على نفسه فقال ذلك ما بين الركن الأسود و المقام إلى باب الكعبة ذلك حطيم إسماعيل الذي كان يذود فيه غنيمته ثم ذكرت الحديث

 بيان في القاموس الزود تأسيس الزاد و كمنبر وعاؤه و أزدته زودته فتزود

12-  شي، ]تفسير العياشي[ عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة فقال هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية إنما أمروا أن يطوفوا ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم و يعرضون علينا نصرهم ثم قرأ هذه الآية فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ فقال آل محمد آل محمد ثم قال إلينا إلينا

13-  كش، ]رجال الكشي[ عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن كليب بن معاوية الأسدي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و الله إنكم لعلى دين الله و دين ملائكته فأعينوني بورع و اجتهاد فو الله ما يقبل الله إلا منكم فاتقوا الله و كفوا ألسنتكم صلوا في مساجدهم فإذا تميز القوم فتميزوا

14-  بشا، ]بشارة المصطفى[ عن الحسن بن الحسين بن بابويه عن شيخ الطائفة عن المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن أبي عيسى عن يونس عن كليب الأسدي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أما و الله إنكم لعلى دين الله و ملائكته فأعينونا على ذلك بورع و اجتهاد عليكم بالصلاة و العبادة عليكم بالورع

 و عنه عن عمه محمد عن أبيه الحسن عن عمه الصدوق عن ابن المتوكل عن الحميري عن ابن هاشم عن ابن مرار عن يونس مثله

15-  سن، ]المحاسن[ عن أبيه عن حمزة بن عبد الله عن جميل بن دراج عن حسان   أبي علي العجلي عن عمران بن ميثم عن حبابة الوالبية قال دخلنا على امرأة قد صفرتها العبادة أنا و عباية بن ربعي فقالت من الذي معك قلت ابن أخيك ميثم قالت ابن أخي و الله حقا أما إني سمعت أبا عبد الله الحسين بن علي ع يقول ما أجد على ملة إبراهيم إلا نحن و شيعتنا و سائر الناس منها براء

16-  سن، ]المحاسن[ عن أبيه و ابن أبي نجران عن حماد بن عيسى عن حسين بن المختار عن عبد الرحمن بن سيابة عن عمران بن ميثم عن حبابة الوالبية قال دخلت عليها فقالت من أنت قلت ابن أخيك ميثم فقالت أخي و الله لأحدثنك بحديث سمعته من مولاك الحسين بن علي ع إني سمعته يقول و الذي جعل أحمس خير بجيلة و عبد القيس خير ربيعة و همدان خير اليمن   إنكم خير الفرق ثم قال ما على ملة إبراهيم إلا نحن و شيعتنا و سائر الناس منها براء

 توضيح قال الجوهري الأحمس الشجاع و إنما سميت قريش و كنانة حمسا لتشددهم في دينهم و قال بجيلة حي من اليمن و يقال إنهم من معد و قال عبد القيس أبو قبيلة من أسد و هو عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة و قال ربيعة الفرس أبو قبيلة و هو ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان و قال همدان قبيلة من اليمن

17-  سن، ]المحاسن[ عن أبيه و محمد بن عيسى عن صفوان عن إسحاق بن عمار عن عباد بن زياد قال قال لي أبو عبد الله ع يا عباد ما على ملة إبراهيم أحد غيركم و ما يقبل الله إلا منكم و لا يغفر الذنوب إلا لكم

18-  سن، ]المحاسن[ عن ابن فضال عن حماد بن عثمان عن عبد الله بن سليمان الصيرفي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا ثم قال أنتم و الله على دين إبراهيم و منهاجه و أنتم أولى الناس به

19-  سن، ]المحاسن[ عن الوشاء عن مثنى الحناط عن أحمد عن رجل عن أبي المغيرة قال سمعت عليا ع يقول اتقوا الله و لا يخدعنكم إنسان و لا يكذبنكم إنسان فإنما ديني دين واحد دين آدم الذي ارتضاه الله و إنما أنا عبد مخلوق و لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَ لا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ و ما أشاء إلا ما شاء الله

20-  سن، ]المحاسن[ عن أبيه عن النضر عن يحيى الحلبي عن أبي المغراء عن يزيد بن خليفة عن أبي عبد الله ع قال قال لنا و نحن عنده نظرتم و الله حيث نظر الله و اخترتم من اختار الله و أخذ الناس يمينا و شمالا و قصدتم قصد محمد ص   أما و الله إنكم لعلى المحجة البيضاء

21-  سن، ]المحاسن[ عن أبيه عن النضر عن يحيى الحلبي عن أيوب بن حر عن أبي عبد الله ع قال أنتم و الله على دين الله و دين رسوله و دين علي بن أبي طالب ع و ما هي إلا آثار عندنا من رسول الله ص فكنزها

22-  سن، ]المحاسن[ عن أبيه عن حمزة بن عبد الله عن جميل بن دراج عن سعيد بن يسار قال دخلت على أبي عبد الله ع و هو على السرير فقال يا سعيد إن طائفة سميت مرجئة و طائفة سميت الخوارج و سميتم الترابية

23-  سن، ]المحاسن[ عن أبيه عن القاسم بن محمد عن حبيب الخثعمي و النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن حبيب قال قال لنا أبو عبد الله ع ما أحد أحب إلي منكم إن الناس سلكوا سبلا شتى منهم آخذ بهواه و منهم آخذ برأيه و إنكم أخذتم بأمر له أصل

24-  سن، ]المحاسن[ في حديث آخر لحبيب عن أبي عبد الله ع قال إن الناس أخذوا هكذا و هكذا فطائفة أخذوا بأهوائهم و طائفة قالوا بالرواية و إن الله لهداكم لحبه و حب من ينفعكم حبه عنده

25-  سن، ]المحاسن[ عن ابن فضال عن ثعلبة عن بشير الدهان قال قال لي أبو عبد الله ع إن هذه المرجئة و هذه القدرية و هذه الخوارج ليس منهم أحد إلا و هو يرى أنه على الحق و إنكم إنما أجبتمونا في الله ثم تلا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ و ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي   يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ثم قال و الله لقد نسب الله عيسى ابن مريم في القرآن إلى إبراهيم من قبل النساء قال وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ إلى قوله وَ يَحْيى وَ عِيسى

 بيان و الله لقد نسب الله أقول استدل ع بذلك على أنهم من ذرية رسول الله ص

26-  سن، ]المحاسن[ عن أبيه عن النضر عن يحيى الحلبي عن بشير في حديث سليمان مولى طربال قال ذكرت هذه الأهواء عند أبي عبد الله ع قال لا و الله ما هم على شي‏ء مما جاء به رسول الله ص إلا استقبال الكعبة فقط

27-  سن، ]المحاسن[ عن أبيه و حسين بن حسن عن ابن سنان عن أبي الجارود قال خرج أبو جعفر ع على أصحابه يوما و هم ينتظرون خروجه و قال لهم تحروا البشرى من الله ما أحد يتحرى البشرى من الله غيركم

28-  سن، ]المحاسن[ عن ابن فضال عن أبي كهمس قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أخذ الناس يمينا و شمالا و لزمتم أهل بيت نبيكم فأبشروا قال جعلت فداك أرجو أن لا يجعلنا الله و إياهم سواء فقال لا و الله لا و الله ثلاثا

29-  سن، ]المحاسن[ عن ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن بريد العجلي و زرارة بن أعين و محمد بن مسلم قالوا قال لنا أبو جعفر ع ما الذي تبغون أما لو كانت فزعة من السماء لفزع كل قوم إلى مأمنهم و لفزعنا نحن إلى نبينا و فزعتم إلينا فأبشروا ثم أبشروا ثم أبشروا لا و الله لا يسويكم الله و غيركم و لا كرامة لهم

    -30  سن، ]المحاسن[ عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبي كهمس عن أبي عبد الله ع قال عرفتمونا و أنكرنا الناس و أحببتمونا و أبغضنا الناس و وصلتمونا و قطعنا الناس رزقكم الله مرافقة محمد ص و سقاكم من حوضه

31-  سن، ]المحاسن[ عن أبيه عن النضر عن يحيى الحلبي عن بشير الكناسي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول وصلتم و قطع الناس و أحببتم و أبغض الناس و عرفتم و أنكر الناس و هو الحق

32-  سن، ]المحاسن[ عن ابن فضال عن ثعلبة عن بشير الدهان قال قال أبو عبد الله ع عرفتم في منكرين كثيرا و أحببتم في مبغضين كثيرا و قد يكون حب في الله و رسوله و حب في الدنيا فما كان في الله و رسوله فثوابه على الله و ما كان في الدنيا فليس بشي‏ء ثم نفض يده

33-  سن، ]المحاسن[ عن أبيه عمن ذكره عن حنان أبي علي عن ضريس الكناسي قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله وَ هُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَ هُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ فقال هو و الله هذا الأمر الذي أنتم عليه

 بيان وَ هُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ في المجمع أي أرشدوا في الجنة إلى التحيات الحسنة يحيي بعضهم بعضا و يحييهم الله و ملائكته بها و قيل معناه أرشدوا إلى شهادة أن لا إله إلا الله و الحمد لله عن ابن عباس و زاد ابن زيد و الله أكبر و قيل معناه أرشدوا إلى القرآن عن السدي و قيل إلى القول الذي يلتذونه و يشتهونه و تطيب به نفوسهم و قيل إلى ذكر الله فهم به يتنعمون وَ هُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ و الحميد هو الله المستحق للحمد المستحمد إلى عباده بنعمه أي الطالب منهم أن يحمدوه

 و روي عن النبي ص أنه قال ما أحد أحب إليه الحمد من الله عز   ذكره و صراط الحميد طريق الإسلام و طريق الجنة انتهى

و ظاهر الخبر أن المراد به الهداية في الدنيا و يحتمل الآخرة أيضا أي يثبتون على العقائد الحقة و يظهرونها و يلتذون بها

34-  سن، ]المحاسن[ عن ابن أبي نصر عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع في قول الله كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قال من أتى الله بما أمر به من طاعته و طاعة محمد ص فهو الوجه الذي لا يهلك و لذلك مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ

35-  سن، ]المحاسن[ عن ابن فضال عن علي بن عقبة بن خالد عن أبيه قال دخلت أنا و معلى بن خنيس على أبي عبد الله ع و ليس هو في مجلسه فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه و ليس عليه جلباب فلما نظر إلينا رحب فقال مرحبا بكما و أهلا ثم جلس و قال أنتم أولو الألباب في كتاب الله قال الله تبارك و تعالى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ فأبشروا أنتم على إحدى الحسنيين من الله أما إنكم إن بقيتم حتى تروا ما تمدون إليه رقابكم شفى الله صدوركم و أذهب غيظ قلوبكم و أدالكم على عدوكم و هو قول الله تبارك و تعالى وَ يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَ يُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ و إن مضيتم قبل أن تروا ذلك مضيتم على دين الله الذي رضيه لنبيه ص و بعث عليه

    -36  سن، ]المحاسن[ عن أبيه عن علي بن النعمان عمن ذكره عن أبي عبد الله ع في قول الله إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ فقال ليس على هذه العصابة خاصة سلطان قلت و كيف و فيهم ما فيهم فقال ليس حيث تذهب إنما هو ليس لك سلطان أن يحبب إليهم الكفر و يبغض إليهم الإيمان

37-  سن، ]المحاسن[ عن ابن محبوب عن حنان بن سدير و ابن رئاب عن زرارة قال قلت لأبي جعفر ع قوله لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ فقال أبو جعفر ع يا زرارة إنما صمد لك و لأصحابك فأما الآخرين فقد فرغ منهم

 بيان لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ أي أرصد لهم كما يقعد قاطع الطريق للسائل صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ أي طريق الإيمان و نصبه على الظرف ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ إلى آخره قيل أي من جميع الجهات مثل قصده إياهم بالتسويل و الإضلال من أي وجه يمكنه بإتيان العدو من الجهات الأربع. و روي عن ابن عباس مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ من قبل الآخرة وَ مِنْ خَلْفِهِمْ من قبل الدنيا وَ عَنْ أَيْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ من جهة حسناتهم و سيئاتهم و قيل مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ من حيث يعلمون و يقدرون التحرز عنه وَ مِنْ خَلْفِهِمْ من حيث لا يعلمون و لا يقدرون عَنْ أَيْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ من حيث يتيسر لهم أن يعلموا و يتحرزوا و لكن لم يفعلوا لعدم تيقظهم و احتياطهم وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ أي مطيعين و الصمد القصد

38-  سن، ]المحاسن[ عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن أبان بن تغلب   قال قال أبو جعفر ع إذا قدمت الكوفة إن شاء الله فارو عني هذا الحديث من شهد أن لا إله إلا الله وجبت له الجنة فقلت جعلت فداك يجيئني كل صنف من الأصناف فأروي لهم هذا الحديث قال نعم يا أبان بن تغلب إنه إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك و تعالى الأولين و الآخرين في روضة واحدة فيسلب لا إله إلا الله إلا ممن كان على هذا الأمر

39-  سن، ]المحاسن[ عن أبيه عن صفوان عن أبي سعيد المكاري عن أبي بصير عن الحارث بن المغيرة النضري قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ فقال كل شي‏ء هالك إلا من أخذ الطريق الذي أنتم عليه

 بيان على هذا التأويل المراد بالوجه الجهة التي أمر الله أن يؤتى منه

40-  سن، ]المحاسن[ عن محمد بن علي عن عبيس بن هشام الناشري عن الحسن بن الحسين عن مالك بن عطية عن أبي حمزة عن أبي الطفيل قال قام أمير المؤمنين علي ع على المنبر فقال إن الله بعث محمدا بالنبوة و اصطفاه بالرسالة فأنال في الناس و أنال و عندنا أهل البيت مفاتيح العلم و أبواب الحكمة و ضياء الأمر و فصل الخطاب و من يحبنا أهل البيت ينفعه إيمانه و يتقبل منه عمله و من لا يحبنا أهل البيت لا ينفعه إيمانه و لا يتقبل منه عمله و إن أدأب الليل و النهار لم يزل

 بيان فأنال في الناس و أنال أي أعطى الناس و نشر فيهم العلوم الكثيرة فمنهم من غير و منهم من نسي و منهم من لم يفهم المراد فأخطأ فنصب أوصياءه المعصومين عن الخطاء و الزلل ليميزوا بين الحق و   الباطل و جعل عندهم مفاتيح العلم و أبواب الحكمة و ضياء الأمر و وضوحه و الخطاب الفاصل بين الحق و الباطل فيجب الرجوع إليهم فيما اختلفوا و قد مرت الأخبار الكثيرة في ذلك في كتاب العلم و في القاموس دأب في عمله كمنع دأبا و يحرك و دءوبا بالضم جد و تعب و أدأبه

41-  سن، ]المحاسن[ عن ابن بزيع عن منصور بن يونس عن جليس لأبي حمزة الثمالي عن أبي حمزة قال قلت لأبي جعفر ع قول الله كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ فقال فيهلك كل شي‏ء و يبقى الوجه ثم قال إن الله أعظم من أن يوصف و لكن معناها كل شي‏ء هالك إلا دينه و الوجه الذي يؤتى منه

42-  سن، ]المحاسن[ عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن أبي سعيد عن أبي بصير عن الحارث بن المغيرة النضري قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إلا من أخذ طريق الحق