باب 9- علة الإبطاء في الإجابة و النهي عن الفتور في الدعاء و الأمر بالتثبت و الإلحاح فيه

 الآيات يونس وَ لَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ

1-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن أبي الخطاب عن البزنطي قال قلت للرضا ع جعلت فداك إني قد سألت الله تبارك و تعالى حاجة منذ كذا و كذا سنة و قد دخل قلبي من إبطائها شي‏ء فقال يا أحمد إياك و الشيطان أن يكون له عليك سبيلا حتى يعرضك إن أبا جعفر صلوات الله عليه كان يقول إن المؤمن يسأل الله الحاجة فيؤخر عنه تعجيل حاجته حبا لصوته و استماع نحيبه ثم قال و الله لما أخر الله عن المؤمنين مما يطلبون في هذه الدنيا خير لهم مما عجل لهم منها و أي شي‏ء الدنيا إن أبا جعفر كان يقول ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحوا من دعائه في الشدة ليس إذا ابتلي فتر فلا تمل الدعاء فإنه من الله تبارك و تعالى بمكان و عليك بالصدق و طلب الحلال و صلة الرحم و إياك و مكاشفة الرجال إنا أهل بيت نصل من قطعنا و نحسن إلى من أساء إلينا فنرى و الله في الدنيا في ذلك العاقبة الحسنة إن صاحب النعمة في الدنيا إذا سأل فأعطي طلب غير الذي سأل و صغرت النعمة في عينه فلا يمتنع من شي‏ء أعطي و إذا كثرت النعم كان المسلم من ذلك على خطر للحقوق و الذي يجب عليه و ما يخاف من الفتنة فقال لي أخبرني عنك لو أني قلت قولا كنت تثق به مني قلت له جعلت فداك و إذا لم أثق بقولك فبمن أثق و أنت حجة الله تبارك و تعالى على خلقه قال فكن بالله أوثق فإنك على موعد من الله أ ليس الله تبارك و تعالى يقول وَ إِذا سَأَلَكَ   عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ و قال لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ و قال وَ اللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلًا فكن بالله عز و جل أوثق منك بغيره و لا تجعلوا في أنفسكم إلا خيرا فإنكم مغفور لكم

2-  كتاب فضائل الشيعة، للصدوق رحمه الله بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إن الله عز و جل يعطي الدنيا من يحب و يبغض و لا يعطي الآخرة إلا من أحب و إن المؤمن ليسأل ربه موضع سوط من الدنيا فلا يعطيه و يسأله الآخرة فيعطيه ما شاء و يعطي الكافر في الدنيا قبل أن يسأله ما يشاء و يسأله موضع سوط في الآخرة فلا يعطيه إياه

3-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله ع قال قال له رجل جعلت فداك إن الله يقول ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فإنا ندعو فلا يستجاب لنا قال لأنكم لا تفون لله بعهده و إن الله يقول أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ و الله لو وفيتم لله لوفى الله لكم

4-  يد، ]التوحيد[ أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المروزي عن محمد بن جعفر المقري عن محمد بن الحسن الموصلي عن عياش بن يزيد بن الحسن عن أبيه عن موسى بن جعفر ع قال قال قوم للصادق ع ندعو فلا يستجاب لنا قال لأنكم تدعون من لا تعرفونه

    -5  لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن محمد العطار عن الأشعري عن محمد بن عمران عن أبيه عمران بن إسماعيل عن أبي علي الأنصاري عن محمد بن جعفر التميمي قال قال الصادق ع بينا إبراهيم خليل الرحمن ع في جبل بيت المقدس يطلب مرعى لغنمه إذ سمع صوتا فإذا هو رجل قائم يصلي طوله اثني عشر شبرا فقال له يا أبا عبد الله لمن تصلي قال لإله السماء فقال له إبراهيم ع هل بقي أحد من قومك غيرك قال لا قال فمن أين تأكل قال أجتني من هذا الشجر في الصيف و آكله في الشتاء قال له فأين منزلك قال فأومأ بيده إلى جبل فقال له إبراهيم ع هل لك أن تذهب بي معك فأبيت عندك الليلة فقال إن قدامي ماء لا يخاض قال كيف تصنع قال أمشي عليه قال فاذهب بي معك فلعل الله أن يرزقني ما رزقك قال فأخذ العابد بيده فمضيا جميعا حتى انتهيا إلى الماء فمشى و مشى إبراهيم ع معه حتى انتهيا إلى منزله فقال له إبراهيم أي الأيام أعظم فقال له العابد يوم الدين يوم يدان الناس بعضهم من بعض قال فهل لك أن ترفع يدك و أرفع يدي فندعو الله عز و جل أن يؤمننا من شر ذلك اليوم فقال و ما تصنع بدعوتي فو الله إن لي لدعوة منذ ثلاث سنين ما أجبت فيها بشي‏ء فقال له إبراهيم ع أ و لا أخبرك لأي شي‏ء احتبست دعوتك قال بلى قال له إن الله عز و جل إذا أحب عبدا احتبس دعوته ليناجيه و يسأله و يطلب إليه و إذا أبغض عبدا عجل له دعوته أو ألقى في قلبه اليأس منها ثم قال له و ما كانت دعوتك قال مر بي غنم و معه غلام له ذؤابة فقلت يا غلام لمن هذا الغنم فقال لإبراهيم خليل الرحمن فقلت اللهم إن كان لك في الأرض خليل فأرنيه فقال له إبراهيم ع فقد استجاب الله لك أنا إبراهيم خليل الرحمن فعانقه فلما بعث الله محمدا ص جاءت المصافحة

 دعوات الراوندي، مرسلا مثله   أقول قد مضى بعض الأخبار في باب من دعا استجيب له

6-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله عليه الصلاة و السلام قال إن رجلا كان في بني إسرائيل قد دعا الله أن يرزقه غلاما يدعو ثلاثا و ثلاثين سنة فلما رأى أن الله تعالى لا يجيبه قال يا رب أ بعيد أنا منك فلا تسمع مني أم قريب أنت فلا تجيبني فأتاه آت في منامه فقال له إنك تدعو الله بلسان بذي و قلب غلق عات غير نقي و بنية غير صادقة فاقلع من بذائك و ليتق الله قلبك و لتحسن نيتك قال ففعل الرجل ذلك فدعا الله عز و جل فولد له غلام

7-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ إن الله يؤخر إجابة المؤمن شوقا إلى دعائه و يقول صوت أحب أن أسمعه و يعجل إجابة دعاء المنافق و يقول صوت أكره سماعه

8-  مكا، ]مكارم الأخلاق[ عن أبي عبد الله ع قال إن الله كره إلحاح الناس بعضهم لبعض في المسألة و أحب لنفسه إن الله يحب أن يسأل و يطلب ما عنده

 و قال ع لا يلح عبد مؤمن على الله تعالى في حاجة إلا قضى له

 و قال النبي ص رحم الله عبدا طلب من الله حاجته و ألح في الدعاء استجيب له أم لم يستجب و تلا هذه الآية أَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا

9-  مكا، ]مكارم الأخلاق[ يستحب للداعي عزيمة المسألة لقول النبي ص لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت و ليعزم المسألة فإنه لا يكره له و إذا استجاب الله دعاء الداعي فليقل الحمد لله الذي بعزته تتم الصالحات و إذا أبطأ عليه الإجابة فليقل الحمد لله على كل حال و يكره للداعي استبطاء الإجابة و ليكن مواظبا على الدعاء و المسألة لا يسأم الإنسان منهما لقول النبي ص   يستجاب للعبد ما لم يعجل يقول قد دعوت فلم يستجب لي

10-  محص، ]التمحيص[ عن أبي الحسن الأحمسي عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إن الله ليتعهد عبده المؤمن بأنواع البلاء كما يتعهد أهل البيت سيدهم بطرف الطعام قال الله تعالى و عزتي و جلالي و عظمتي و بهائي إني لأحمي وليي أن أعطيه في دار الدنيا شيئا يشغله عن ذكري حتى يدعوني فأسمع صوته و إني لأعطي الكافر منيته حتى لا يدعوني فأسمع صوته بغضا له

11-  محص، ]التمحيص[ عن عمار بن مروان عن بعض ولد أبي عبد الله ع قال إن الله إذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا و ثجه به ثجا فإذا دعاه قال لبيك عبدي لبيك لئن عجلت ما سألت إني على ذلك لقادر و لئن أخرت فما ذخرت لك عبدي خير لك

12-  محص، ]التمحيص[ عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله ع إن الرب ليلي حساب المؤمن فيقول تعرف هذا الحساب فيقول لا يا رب فيقول دعوتني في ليلة كذا و كذا في كذا و كذا فذخرتها لك قال فمما يرى من عظمة ثواب الله يقول يا رب ليت أنك لم تكن عجلت لي شيئا و ادخرته لي

13-  محص، ]التمحيص[ عن سفيان بن السمط عن أبي عبد الله ع قال إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه و تعهده بالبلاء كما يتعهد المريض أهله بالطرف و وكل به ملكين فقال لهما أسقما بدنه و ضيقا معيشته و عوقا عليه مطلبه حتى يدعوني فإني أحب صوته فإذا دعا قال اكتبا لعبدي ثواب ما سألني و ضاعفا له حتى يأتيني و ما عندي خير له فإذا أبغض عبدا وكل به ملكين فقال أصحا بدنه و وسعا عليه في رزقه و سهلا له مطلبه و أنسياه ذكري فإني أبغض صوته حتى يأتيني و ما عندي شر له

14-  الدعوات للراوندي، روي أن رجلا أتى النبي ص فقال ادع الله   أن يستجيب دعائي فقال ص إذا أردت ذلك فأطب كسبك

 و روي أن موسى ع رأى رجلا يتضرع تضرعا عظيما و يدعو رافعا يديه و يبتهل فأوحى الله إلى موسى لو فعل كذا و كذا لما استجبت دعاءه لأن في بطنه حراما و على ظهره حراما و في بيته حراما

 و قال الصادق ع يقول الله و عزتي و جلالي لا أجيب دعوة مظلوم دعاني في مظلمة و لأحد من خلقي عنده مظلمة مثلها

 و قال أمير المؤمنين ع ربما أخرت من العبد إجابة الدعاء ليكون أعظم لأجر السائل و أجزل لعطاء الآمل

15-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع الداعي بلا عملي كالرامي بلا وتر

16-  عدة الداعي، عن أبي محمد العسكري ع قال ادفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك فإن لكل يوم رزقا جديدا و اعلم أن الإلحاح في المطالب يسلب البهاء و يورث التعب و العناء فاصبر حتى يفتح الله لك بابا يسهل الدخول فيه فما أقرب الصنع من الملهوف و الأمن من الهارب المخوف فربما كانت الغير نوعا من أدب الله و للحظوظ مراتب فلا تعجل على ثمرة لم تدرك فإنما تنالها في أوانها و اعلم أن المدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك و لا تعجل بحوائجك قبل وقتها فيضيق قلبك و صدرك و يغشاك القنوط و اعلم أن للحياء مقدارا فإن زاد عليه فهو سرف و أن للحزم مقدارا فإن زاد عليه فهو تهور و احذر كل ذكي ساكن الطرف و لو عقل أهل الدنيا خربت

 قال ابن فهد رحمه الله دل الحديث على أن العقل السليم يقتضي تخريب الدنيا و عدم الاعتناء بها فمن عنى بها أو عمرها دل ذلك على أنه لا عقل له

 و عن النبي ص من أحب أن يستجاب دعاؤه فليطيب مطعمه و مكسبه   و قال ص لمن قال له أحب أن يستجاب دعائي طهر مأكلك و لا تدخل بطنك الحرام و في الحديث القدسي فمنك الدعاء و على الإجابة فلا تحجب عني دعوة إلا دعوة آكل الحرام

 و روى علي بن أسباط عن أبي عبد الله ع قال من سره أن يستجاب دعاؤه فليطيب كسبه

 و قال ع ترك لقمة حرام أحب إلى الله تعالى من صلاة ألفي ركعة تطوعا

 و عنه ع رد دانق حرام يعدل عند الله سبعين حجة مبرورة

 و عنهم ع فيما وعظ الله به عيسى ع يا عيسى قل لظلمة بني إسرائيل غسلتم وجوهكم و دنستم قلوبكم أ بي تغترون أم علي تجترءون تتطيبون الطيب لأهل الدنيا و أجوافكم عندي بمنزلة الجيف المنتنة كأنكم أقوام ميتون يا عيسى قل لهم قلموا أظفاركم من كسب الحرام و أصموا أسماعكم عن ذكر الخنا و أقبلوا علي بقلوبكم فإني لست أريد صوركم يا عيسى قل لظلمة بني إسرائيل لا تدعوني و السحت تحت أقدامكم و الأصنام في بيوتكم فإني آليت أن أجيب من دعاني و إن إجابتي إياهم لعن لهم حتى يتفرقوا

 و عن أمير المؤمنين ع قال أوحى الله إلى عيسى ع قل لبني إسرائيل لا تدخلوا بيتا من بيوتي إلا بأبصار خاشعة و قلوب طاهرة و أيد نقية و أخبرهم أني لا أستجيب لأحد منهم دعوة و لأحد من خلقي عليه مظلمة و في الوحي القديم لا تمل من الدعاء فإني لا أمل من الإجابة

 و روى عبد العزيز الطويل عن أبي عبد الله ع قال إن العبد إذا دعا لم يزل الله في حاجته ما لم يستعجل

    و عنه ع إن العبد إذا عجل فقام لحاجته يقول الله تعالى استعجل عبدي أ تراه يظن أن حوائجه بيد غيري

 و قال رسول الله ص إن الله يحب السائل اللحوح

 و روى الوليد بن عقبة الهجري قال سمعت أبا جعفر ع يقول و الله لا يلح عبد مؤمن على الله في حاجة إلا قضاها له

 و روى أبو الصباح عن أبي عبد الله ع أن الله كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة و أحب ذلك لنفسه إن الله يحب أن يسأل و يطلب ما عنده

 و عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال قلت لأبي الحسن ع جعلت فداك إني قد سألت الله تعالى حاجة منذ كذا و كذا سنة و قد دخل قلبي من إبطائها شي‏ء فقال له يا أحمد إياك و الشيطان أن يكون له عليك سبيل حتى يقنطك إن أبا جعفر ع كان يقول إن المؤمن ليسأل الله حاجة فيؤخر عنه تعجيل إجابته حبا لصوته و استماع نحيبه ثم قال و الله ما أخر الله عن المؤمنين ما يطلبون في هذه الدنيا خير لهم مما عجل لهم فيها و أي شي‏ء الدنيا

 و عن الصادق ع أن العبد الولي لله يدعو الله في الأمر ينوبه فيقال للملك الموكل به اقض لعبدي حاجته و لا تعجلها فإني أشتهي أن أسمع نداءه و صوته و إن العبد العدو لله ليدعو الله في الأمر ينوبه فيقال للملك الموكل به اقض لعبدي حاجته و عجلها فإني أكره أن أسمع نداءه و صوته قال فيقول الناس ما أعطي هذا إلا لكرامته و ما منع هذا إلا لهوانه

 و عنه ع لا يزال المؤمن بخير و رخاء و رحمة من الله ما لم يستعجل فيقنط فيترك الدعاء قلت له كيف يستعجل قال يقول قد دعوت منذ كذا و كذا و لا أرى الإجابة

 و عنه ع إن المؤمن ليدعو الله في حاجته فيقول عز و جل أخروا إجابته شوقا إلى صوته و دعائه فإذا كان يوم القيامة قال الله عبدي دعوتني و أخرت إجابتك و ثوابك كذا و كذا و دعوتني في كذا و كذا فأخرت إجابتك و ثوابك كذا قال   فيتمنى المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من حسن الثواب

 و عنه ع قال قال رسول الله ص رحم الله عبدا طلب من الله حاجة فألح في الدعاء استجيب له أو لم يستجب له و تلا هذه الآية وَ أَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا

 و قال كعب الأحبار في التوراة يا موسى من أحبني لم ينسني و من رجا معروفي ألح في مسألتي يا موسى إني لست بغافل عن خلقي و لكن أحب أن تسمع ملائكتي ضجيج الدعاء من عبادي و ترى حفظتي تقرب بني آدم إلي بما أنا مقويهم عليه و مسببه لهم يا موسى قل لبني إسرائيل لا تبطرنكم النعمة فيعاجلكم السلب و لا تغفلوا عن الشكر فيقارعكم الذل و ألحوا في الدعاء تشملكم الرحمة بالإجابة و تهنئكم العافية

 و عن الباقر ع لا يلح عبد مؤمن على الله في حاجته إلا قضاها له

 و عن منصور الصيقل قال قلت لأبي عبد الله ع ربما دعا الرجل فاستجيب له ثم أخر ذلك إلى حين قال فقال نعم قلت و لم ذلك ليزداد من الدعاء قال نعم

 و عن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع يستجاب للرجل الدعاء ثم يؤخر قال نعم عشرون سنة

 و عن هشام بن سالم عنه ع قال كان بين قول الله عز و جل قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما و بين أخذ فرعون أربعون عاما

 و عن أبي بصير عنه ع إن المؤمن ليدعو فيؤخر بإجابته إلى يوم الجمعة

 و عن النبي ص إن العبد ليقول اللهم اغفر لي و هو معرض عنه ثم يقول اللهم اغفر لي و هو معرض عنه ثم يقول اللهم اغفر لي فيقول سبحانه للملائكة أ لا ترون عبدي سألني المغفرة و أنا معرض عنه ثم سألني المغفرة و أنا معرض عنه ثم سألني المغفرة علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنا أشهدكم أني   قد غفرت له

 و عن أبي جعفر ع قال إن العبد ليسأل الله حاجة من حوائج الدنيا فيكون من شأن الله تعالى قضاؤها إلى أجل قريب أو بطي‏ء فيذنب العبد عند ذلك الوقت ذنبا فيقول للملك الموكل بحاجته لا تنجزها له فإنه قد تعرض لسخطي استوجب الحرمان مني و في الحديث القدسي يا ابن آدم أنا غني لا أفتقر أطعني فيما أمرتك أجعلك غنيا لا تفتقر يا ابن آدم أنا حي لا أموت أطعني فيما أمرتك أجعلك حيا لا تموت يا ابن آدم أنا أقول للشي‏ء كن فيكون أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشي‏ء كن فيكون

 و عن أبي حمزة قال إن الله أوحى إلى داود ع يا داود إنه ليس عبد من عبادي يطيعني فيما آمره إلا أعطيته قبل أن يسألني و أستجيب له قبل أن يدعوني

 و عنه عن أبي جعفر ع قال إن الله تعالى أوحى إلى داود ع أن أبلغ قومك أنه ليس من عبد منهم آمره بطاعتي فيطيعني إلا كان حقا علي أن أطيعه و أعينه على طاعتي و إن سألني أعطيته و إن دعاني أجبته و إن اعتصم بي عصمته و إن استكفاني كفيته و إن توكل على حفظته من وراء عورته و إن كاده جميع خلقي كنت دونه

17-  دعائم الدين، روي في كتاب التنبيه عن أمير المؤمنين ع أنه خطب في يوم جمعة خطبة بليغة فقال في آخرها أيها الناس سبع مصائب عظام نعوذ بالله منها عالم زل و عابد مل و مؤمن خل و مؤتمن غل و غني أقل و عزيز ذل و فقير اعتل فقام إليه رجل فقال صدقت يا أمير المؤمنين أنت القبلة إذا ما ضللنا و النور إذا ما أظلمنا و لكن نسألك عن قول الله تعالى ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فما بالنا ندعو فلا يجاب قال إن قلوبكم خانت بثمان خصال   أولها أنكم عرفتم الله فلم تؤدوا حقه كما أوجب عليكم فما أغنت عنكم معرفتكم شيئا و الثانية أنكم آمنتم برسوله ثم خالفتم سنته و أمتم شريعته فأين ثمرة إيمانكم و الثالثة أنكم قرأتم كتابه المنزل عليكم فلم تعملوا به و قلتم سمعنا و أطعنا ثم خالفتم و الرابعة أنكم قلتم إنكم تخافون من النار و أنتم في كل وقت تقدمون إليها بمعاصيكم فأين خوفكم و الخامسة أنكم قلتم إنكم ترغبون في الجنة و أنتم في كل وقت تفعلون ما يباعدكم منها فأين رغبتكم فيها و السادسة أنكم أكلتم نعمة المولى و لم تشكروا عليها و السابعة أن الله أمركم بعداوة الشيطان و قال إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا فعاديتموه بلا قول و واليتموه بلا مخالفة و الثامنة أنكم جعلتم عيوب الناس نصب عيونكم و عيوبكم وراء ظهوركم تلومون من أنتم أحق باللوم منه فأي دعاء يستجاب لكم مع هذا و قد سددتم أبوابه و طرقه فاتقوا الله و أصلحوا أعمالكم و أخلصوا سرائركم و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر فيستجيب الله لكم دعاءكم

18-  تم، ]فلاح السائل[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن رجلا كان في بني إسرائيل فدعا الله أن يرزقه غلاما يدعو ثلاث سنين فلما رأى أن الله لا يجيبه قال يا رب أ بعيد أنا منك فلا تسمعني أم قريب أنت مني فلم لا تجيبني قال فأتاه آت في منامه فقال له إنك تدعو الله منذ ثلاث سنين بلسان بذي و قلب عات غير نقي و نية غير صادقة فاقلع عن بذائك و ليتق الله قلبك و لتحسن نيتك قال ففعل الرجل ذلك ثم دعا الله فولد له غلام

19-  تم، ]فلاح السائل[ بهذا الإسناد عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إن العبد يسأل الله تبارك و تعالى الحاجة من حوائج   الدنيا فيكون من شأن الله قضاؤها إلى أجل قريب أو وقت بطي‏ء قال فيذنب العبد عند ذلك الوقت ذنبا قال فيقول للملك الموكل بحاجته لا تنجز له حاجته و أحرمه إياها فإنه قد تعرض لسخطي و استوجب الحرمان مني

20-  تم، ]فلاح السائل[ الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن الحسين بن عثمان و غير واحد من أصحابه عن أبي عبد الله و أبي جعفر ع أنهما قالا و الله لا يلح عبد مؤمن على الله إلا استجاب له

21-  تم، ]فلاح السائل[ روي عن النبي ص أنه قال لتأمرن بالمعروف و لتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله شراركم على خياركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم

 و من تاريخ الخطيب، بإسناده قال قال رسول الله ص سألت الله أن لا يستجيب دعاء حبيب على حبيبه

 و روي في خبر ليلة النصف من شعبان و غيره أنه يستجاب الدعاء فيها إلا لقاطع رحم أو في قطيعة رحم

22-  جع، ]جامع الأخبار[ قال النبي ص إن الله يحب الملحين في الدعاء

 و قال ص ما من مسلم يدعو الله بدعاء إلا يستجيب له فإما أن يعجل في الدنيا و إما أن يدخر للآخرة و إما أن يكفر من ذنوبه

 عن أبي عبد الله ع قال إن المؤمن ليدعو في حاجته فيقول الله أخروا حاجته شوقا إلى دعائه فإذا كان يوم القيامة يقول الله عبدي دعوتني في كذا فأخرت إجابتك في ثوابك كذا و دعوتني في كذا فأخرت إجابتك في ثوابك قال فيتمنى المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا لما يرى من حسن ثوابه

 و روي عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله ص إن العبد ليدعو الله   و هو يحبه فيقول يا جبرئيل اقض لعبدي هذا حاجته و أخرها فإني أحب أن لا أزال أسمع صوته

23-  ختص، ]الإختصاص[ الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم قال قلت للصادق ع يا ابن رسول الله ما بال المؤمن إذا دعا ربما استجيب له و ربما لم يستجب له و قد قال الله عز و جل وَ قالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فقال ع إن العبد إذا دعا الله تبارك و تعالى بنية صادقة و قلب مخلص استجيب له بعد وفائه بعهد الله عز و جل و إذا دعا الله بغير نية و إخلاص لم يستجب له أ ليس الله يقول أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ فمن وفى وفي له