باب 6- مدح الذرية الطيبة و ثواب صلتهم

 الآيات هود وَ نادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ المؤمنون فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن محمد العطار عن الأشعري عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن سعيد الأزدي عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الله بن صباح عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق ع قال إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين و الآخرين في صعيد واحد فتغشاهم ظلمة فيضجون إلى ربهم و يقولون يا رب اكشف عنا هذه الظلمة قال فيقبل قوم يمشي النور بين أيديهم قد أضاء أرض القيامة فيقول أهل الجمع هؤلاء أنبياء الله فيجيئهم النداء من عند الله ما هؤلاء بأنبياء فيقول أهل الجمع فهؤلاء ملائكة فيجيئهم النداء من عند الله ما هؤلاء بملائكة فيقول أهل الجمع هؤلاء شهداء فيجيئهم النداء من عند الله ما هؤلاء بشهداء فيقولون من هم فيجيئهم النداء يا أهل الجمع سلوهم من أنتم فيقول أهل الجمع من أنتم فيقولون نحن العلويون نحن ذرية محمد رسول الله ص نحن أولاد علي   ولي الله نحن المخصوصون بكرامة الله نحن الآمنون المطمئنون فيجيئهم النداء من عند الله عز و جل اشفعوا في محبيكم و أهل مودتكم و شيعتكم فيشفعون فيشفعون

2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن هاشم عن ابن معبد عن ابن خالد عن الرضا ع قال النظر إلى ذريتنا عبادة فقيل له يا ابن رسول الله النظر إلى الأئمة منكم عبادة أم النظر إلى جميع ذرية النبي ص فقال بل النظر إلى جميع ذرية النبي ص عبادة

3-  أقول روي في ن مثله و زاد في آخره ما لم يفارقوا منهاجه و لم يتلوثوا بالمعاصي

4-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن محمد العطار عن ابن أبي الخطاب عن النضر بن شعيب عن القلانسي عن الصادق ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إذا قمت المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من أمتي فيشفعني الله فيهم و الله لا تشفعت فيمن آذى ذريتي

5-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن موسى عن الأسدي عن البرمكي عن جعفر بن أحمد التميمي عن أبيه عن عبد الملك بن عمير الشيباني عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال قال رسول الله ص أنا سيد الأنبياء و المرسلين و أفضل من الملائكة المقربين و أوصيائي سادة أوصياء النبيين و المرسلين و ذريتي أفضل ذريات النبيين و المرسلين الخبر

    -6  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ أحمد بن محمد بن رزمة عن أحمد بن عيسى العلوي عن عباد بن يعقوب عن حبيب بن أرطاة عن محمد بن ذكوان عن عمرو بن خالد قال حدثني زيد بن علي و هو آخذ بشعره قال حدثني أبي علي بن الحسين ع و هو آخذ بشعره قال حدثني الحسين بن علي ع و هو آخذ بشعره قال حدثني علي بن أبي طالب ع و هو آخذ بشعره عن رسول الله ص و هو آخذ بشعره قال من آذى شعرة مني فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله عز و جل و من آذى الله جل و عز لعنه الله مل‏ء السماء و مل‏ء الأرض

7-  كتاب الغايات، حدثنا محمد بن الحسين بن أحمد العلوي و محمد بن علي بن الحسين قالا حدثنا أحمد بن محمد بن رزمة القزويني مثله إلا أن فيه فعليه لعنة الله موضع لعنه الله

 و قال في آخره إن الصحيح عندي هو أرطاة بن حبيب الأسدي و عبيد بن ذكوان كما ذكرتهما في بعض أسانيد هذا الحديث لا غيره لكني ذكرته كما رويته و نقل إلي و لا قوة إلا بالله

8-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن الحسين بن حفص عن عباد بن يعقوب عن أرطاة بن حبيب عن عبيد بن ذكوان عن عمرو بن خالد مثله و زاد في آخره و تلا إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً

9-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع أن صفية   بنت عبد المطلب مات ابن لها فأقبلت فقال لها عمر غطي قرطك فإن قرابتك من رسول الله لا ينفعك شيئا فقالت له هل رأيت لي قرطا يا ابن اللخناء ثم دخلت على رسول الله ص فأخبرته بذلك و بكت فخرج رسول الله ص فنادى الصلاة جامعة فاجتمع الناس فقال ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع لو قمت المقام المحمود لشفعت في حار و حكم لا يسألني اليوم أحد من أبواه إلا أخبرته فقام إليه رجل فقال من أبي يا رسول الله فقال أبوك غير الذي تدعى له أبوك فلان بن فلان فقام آخر فقال من أبي يا رسول الله قال أبوك الذي تدعى له ثم قال رسول الله ص ما بال الذي يزعم أن قرابتي لا تنفع لا يسألني عن أبيه فقام إليه عمر فقال أعوذ بالله يا رسول الله من غضب الله و غضب رسوله اعف عني عفا الله عنك فأنزل الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ إلى قوله ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ

10-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ علي بن عيسى عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن دعبل بن علي عن الرضا عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة المكرم لذريتي من بعدي و القاضي لهم حوائجهم و الساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم و المحب لهم بقلبه و لسانه

 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بالإسناد إلى أخي دعبل عن الرضا ع مثله ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع عن النبي   ص مثله

11-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه ع قال قال النبي ص بغض علي كفر و بغض بني هاشم نفاق

12-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ جعفر بن نعيم الشاذاني عن أحمد بن إدريس عن ابن هاشم عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال سمعت الرضا ع يقول من أحب عاصيا فهو عاص و من أحب مطيعا فهو مطيع و من أعان ظالما فهو ظالم و من خذل ظالما فهو عادل إنه ليس بين الله و بين أحد قرابة و لا ينال أحد ولاية الله إلا بالطاعة و لقد قال رسول الله ص لبني عبد المطلب ائتوني بأعمالكم لا بأحسابكم و أنسابكم قال الله تبارك و تعالى فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ

13-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ تميم القرشي عن أبيه عن الأنصاري عن الهروي عن الرضا عن أبيه ع قال إن إسماعيل قال للصادق ع يا أبتاه ما تقول في المذنب منا و من غيرنا فقال ع لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَ لا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ

14-  مع، ]معاني الأخبار[ الحسين بن أحمد العلوي و محمد بن علي بن بشار معا عن المظفر ابن أحمد القزويني عن صالح بن أحمد عن الحسن بن زياد عن صالح بن أبي حماد عن الحسن بن موسى الوشاء البغدادي قال كنت بخراسان مع علي بن موسى الرضا ع في مجلسه و زيد بن موسى حاضر قد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم و يقول نحن و نحن و أبو الحسن ع مقبل على قوم   يحدثهم فسمع مقالة زيد فالتفت إليه فقال يا زيد أ غرك قول بقالي الكوفة إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار و الله ما ذلك إلا للحسن و الحسين و ولد بطنها خاصة فأما أن يكون موسى بن جعفر ع يطيع الله و يصوم نهاره و يقوم ليله و تعصيه أنت ثم تجيئان يوم القيامة سواء لأنت أعز على الله عز و جل منه إن علي بن الحسين ع كان يقول لمحسننا كفلان من الأجر و لمسيئنا ضعفان من العذاب و قال الحسن الوشاء ثم التفت إلي فقال يا حسن كيف تقرءون هذه الآية قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فقلت من الناس من يقرأ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ و منهم من يقرأ إنه عمل غير صالح فمن قرأ أنه عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فقد نفاه عن أبيه فقال ع كلا لقد كان ابنه و لكن لما عصى الله عز و جل نفاه الله عن أبيه كذا من كان منا لم يطع الله فليس منا و أنت إذا أطعت الله فأنت منا أهل البيت

 ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ السناني عن الأسدي عن صالح بن أحمد مثله

15-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عن محمد بن مروان قال قلت لأبي عبد الله ع هل قال رسول الله ص إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار قال نعم عنى بذلك الحسن و الحسين و زينب و أم كلثوم ع

    -16  مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن الوشاء عن محمد بن القاسم بن المفضل عن حماد بن عثمان قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك ما معنى قول رسول الله ص إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار فقال المعتقون من النار هم ولد بطنها الحسن و الحسين و أم كلثوم

17-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه ع قال قال النبي ص إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار

18-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ماجيلويه و ابن المتوكل و الهمداني عن علي عن أبيه عن ياسر قال خرج زيد بن موسى أخو أبي الحسن ع بالمدينة و أحرق و قتل و كان يسمى زيد النار فبعث إليه المأمون فأسر و حمل إلى المأمون فقال المأمون اذهبوا به إلى أبي الحسن ع قال ياسر فلما دخل إليه قال له أبو الحسن يا زيد أ غرك قول سفلة أهل الكوفة إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ذاك للحسن و الحسين خاصة إن كنت ترى أنك تعصي الله و تدخل الجنة و موسى بن جعفر ع أطاع الله و دخل الجنة فأنت إذا أكرم على الله عز و جل من موسى بن جعفر و الله ما ينال أحد ما عند الله عز و جل إلا بطاعته و زعمت أنك تناله بمعصيته فبئس ما زعمت فقال له زيد أنا أخوك و ابن أبيك فقال له أبو الحسن ع أنت أخي ما أطعت الله عز و جل إن نوحا ع قال رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ فقال الله عز و جل يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ   إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فأخرجه الله عز و جل من أن يكون من أهله بمعصيته

19-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الدقاق عن الأسدي عن صالح بن أبي حماد عن الحسن بن الجهم قال كنت عند الرضا ع و عنده زيد بن موسى أخوه و هو يقول يا زيد اتق الله فإنا بلغنا ما بلغنا بالتقوى فمن لم يتق الله و لم يراقبه فليس منا و لسنا منه يا زيد إياك أن تهين من به تصول من شيعتنا فيذهب نورك يا زيد إن شيعتنا إنما أبغضهم الناس و عادوهم و استحلوا دماءهم و أموالهم لمحبتهم لنا و اعتقادهم لولايتنا فإن أنت أسأت إليهم ظلمت نفسك و أبطلت حقك قال الحسن بن الجهم ثم التفت ع إلي فقال يا ابن الجهم من خالف دين الله فابرأ منه كائنا من كان من أي قبيلة كان و من عادى الله فلا تواله كائنا من كان من أي قبيلة كان فقلت يا ابن رسول الله و من الذي يعادي الله قال من يعصيه

20-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الوراق عن سعد عن الحسن بن أبي قتادة عن محمد بن سنان قال قال أبو الحسن الرضا ع إنا أهل بيت وجب حقنا برسول الله ص فمن أخذ برسول الله ص حقا لم يعط الناس من نفسه مثله فلا حق له

21-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ البيهقي عن الصولي عن محمد بن موسى بن نصر عن أبيه قال قال رجل للرضا ع و الله ما على وجه الأرض أشرف منك آباء فقال التقوى شرفهم و طاعة الله أحظتهم فقال له آخر أنت و الله خير الناس فقال له لا تحلف يا هذا خير مني من كان أتقى لله عز و جل و أطوع له و الله ما نسخت هذه الآية آية وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ

    -22  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى عن إسماعيل بن أبان عن نصير بن زياد عن جابر عن أبي جعفر ع أنه قال إننا ولد فاطمة مغفور لنا

23-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحفار عن محمد بن أحمد الصواف عن إسحاق بن عبد الله عن زيدان بن عبد الغفار عن حسين بن موسى بن جعفر عن آبائه ع عن فاطمة عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهما قال قال رسول الله ص أيما رجل صنع إلى رجل من ولدي صنيعة فلم يكافئه عليها فأنا المكافئ له عليها

24-  صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة و لو أتوا بذنوب أهل الأرض المكرم لذريتي و القاضي لهم حوائجهم و الساعي لهم في أمورهم عند ما اضطروا إليه و المحب لهم بقلبه و لسانه

25-  صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه ع قال قال علي بن أبي طالب ع من اصطنع صنيعة إلى واحد من ولد عبد المطلب و لم يجازه عليها في الدنيا فأنا أجازيه غدا إذا لقيني يوم القيامة

 26-  غو، ]غوالي اللئالي[ ذكر العلامة قدس سره في كتابه المسمى بمنهاج اليقين بسنده عمن رواه قال وقعت في بعض السنين ملحمة بقم و كان بها جماعة من العلويين فتفرق أهلها في البلاد و كان فيها امرأة علوية صالحة كثيرة الصلاة و الصيام و كان زوجها من أبناء عمها أصيب في تلك الملحمة و كان لها أربع بنات صغار من ابن عمها ذلك فخرجت مع بناتها من قم لما خرجت   الناس منها فلم تزل ترمي بها الغربة من بلد إلى بلد حتى أتت بلخ و كان قدومها إليها إبان الشتاء فقدمت بلخ في يوم شديد البرد ذي غيم و ثلج فحين قدمت بلخ بقيت متحيرة لا تدري أين تذهب و لا تعرف موضعا تأوي إليه يحفظها و بناتها من البرد و الثلج فقيل لها أن بالبلد رجلا من أكابرها معروفا بالإيمان و الصلاح يأوي إليه الغرباء و أهل المسكنة فقصدت إليه العلوية و حولها بناتها فلقيته جالسا على باب داره و حوله جلساؤه و غلمانه فسلمت عليه و قالت أيها الملك إني امرأة علوية و معي بنات علويات و نحن غرباء و قدمنا إلى هذا البلد في هذا الوقت و ليس لنا من نأوي إليه و لا بها من يعرفنا فنلجأ إليه و الثلج و البرد قد أضرنا دللنا إليك فقصدناك لتأوينا فقال و من يعرف أنك علوية ائتيني على ذلك بشهود فلما سمعت كلامه خرجت من عنده حزينة تبكي و دموعها تنتثر واقفة في الطريق متحيرة لا تدري أين تذهب فمر بها سوقي فقال ما لك أيتها المرأة واقفة و الثلج يقع عليك و على هذه الأطفال معك فقالت إني امرأة غريبة لا أعرف موضعا آوي إليه فقال لها امضي خلفي حتى أدلك على الخان الذي يأوي إليه الغرباء فمضت خلفه قال الراوي و كان بمجلس ذلك الملك رجل مجوسي فلما رأى العلوية و قد ردها الملك و تعلل عليها بطلب الشهود وقعت لها الرحمة في قلبه فقام في طلبها مسرعا فلحقها عن قريب فقال إلى أين تذهبين أيتها العلوية قالت خلف رجل يدلني إلى الخان لآوي إليه فقال لها المجوسي لا بل ارجعي معي إلى منزلي فأوي إليه فإنه خير لك قالت نعم فرجعت معه إلى منزله فأدخلها منزله و أفرد لها بيتا من خيار بيوته و أفرشه لها بأحسن الفرش و أسكنها فيه و جاء بها بالنار و الحطب و أشعل لها التنور و أعد لها جميع ما

    تحتاج إليه من المأكل و المشرب و حدث امرأته و بناته بقصتها مع الملك و فرح أهله بها و جاءت إليها مع بناتها و جواريها و لم تزل تخدمها و بناتها و تأنسها حتى ذهب عنهن البرد و التعب و الجوع فلما دخل وقت الصلاة فقالت للمرأة أ لا تقوم إلى قضاء الفرض قالت لها امرأة المجوسي و ما الفرض إنا أناس لسنا على مذهبكم أنا على دين المجوسي و لكن زوجي لما سمع خطابك مع الملك و قولك إني امرأة علوية وقعت محبتك في قلبه لأجل اسم جدك و رد الملك لك مع أنه على دين جدك فقالت العلوية اللهم بحق جدي و حرمته عند الله أسأله أن يوفق زوجك لدين جدي ثم قامت العلوية إلى الصلاة و الدعاء طول ليلها بأن يهدي الله ذلك المجوسي لدين الإسلام قال الراوي فلما أخذ المجوسي مضجعه و نام مع أهله تلك الليلة رأى في منامه أن القيامة قد قامت و الناس في المحشر و قد كضهم العطش و أجهدهم الحر و المجوسي في أعظم ما يكون من ذلك فطلب الماء فقال له قائل لا يوجد الماء إلا عند النبي محمد ص و أهل بيته فهم يسقون أولياءهم من حوض الكوثر فقال المجوسي لأقصدنهم فلعلهم يسقوني جزاء لما فعلت مع ابنتهم و إيوائي إياها فقصدهم فلما وصلهم وجدهم يسقون من يرد إليهم من أوليائهم و يردون من ليس من أوليائهم و علي ع واقف على شفير الحوض و بيده الكأس و النبي ص جالس و حوله الحسن و الحسين ع و أبناؤهم فجاء المجوسي حتى وقف عليهم و طلب الماء و هو لما به من العطش فقال له علي ع إنك لست على ديننا فنسقيك فقال له النبي ص يا علي اسقه فقال يا رسول الله ص إنه على دين المجوسي فقال يا علي إن له عليك يدا بينة قد آوى ابنتك فلانة و بناتها فكنهم عن البرد و أطعمهم من الجوع و ها هي الآن في منزله مكرمة فقال علي ع ادن مني ادن مني فدنوت منه فناولني الكأس بيده فشربت شربة وجدت بردها على قلبي و لم أر شيئا ألذ   و لا أطيب منها قال الراوي و انتبه المجوسي من نومته و هو يجد بردها على قلبه و رطوبتها على شفتيه و لحيته فانتبه مرتاعا و جلس فزعا فقالت زوجته ما شأنك فحدثها بما رآه من أوله إلى آخره و أراها رطوبة الماء على لحيته و شفتيه فقالت له يا هذا قد ساق إليك خيرا بما فعلت مع هذه المرأة و الأطفال العلويين فقال نعم و الله لا أطلب أثرا بعد عين قال الراوي و قام الرجل من ساعته و أسرج الشمع و خرج هو و زوجته حتى دخل على البيت الذي تسكنه العلوية و حدثها بما رآه فقامت و سجدت لله شكرا و قالت و الله إني لم أزل طول ليلتي أطلب إلى الله هدايتك للإسلام و الحمد لله على استجابة دعائي فيك فقال لها اعرضي علي الإسلام فعرضته عليه فأسلم و حسن إسلامه و أسلمت زوجته و جميع بناته و جواره و غلمانه و أحضرهم مع العلوية حتى أسلموا جميعهم قال الراوي و أما ما كان من الملك فإنه في تلك الليلة لما أوى إلى فراشه رأى في منامه ما رآه المجوسي و أنه قد أقبل إلى الكوثر فقال يا أمير المؤمنين اسقني فإني ولي من أوليائك فقال له علي ع اطلب من رسول الله ص فإني لا أسقي أحدا إلا بأمره فأقبل على رسول الله ص فقال يا رسول الله ص مر لي بشربة من الماء فإني ولي من أوليائكم فقال رسول الله ص ائتني على ذلك بشهود فقال يا رسول الله ص و كيف تطلب مني الشهود دون غيري من أوليائكم فقال ص و كيف طلبت الشهود من ابنتنا العلوية لما أتتك و بناتها تطلب منك أن تؤويها في منزلك فقال ثم انتبه و هو حيران القلب شديد الظماء فوقع في الحسرة و الندامة على ما فرط منه في حق العلوية و تأسف على ردها فبقي ساهرا بقية ليلته حتى أصبح و ركب وقت الصبح يطلب العلوية و يسأل عنها فلم يزل يسأل و لم يجد من يخبره عنها حتى وقع على السوقي الذي أراد أن يدلها على الخان

    فأدله أن الرجل المجوسي الذي كان معه في مجلسه أخذها إلى بيته فعجب من ذلك ثم إنه قصد إلى منزل المجوسي و طرق الباب فقيل من بالباب فقيل له الملك واقف ببابك يطلبك فعجب الرجل من مجي‏ء الملك إلى منزله إذ لم يكن من عادته فخرج إليه مسرعا فلما رآه الملك وجد عليه الإسلام و نوره فقال الرجل للملك ما سبب مجيئك إلى منزلي و لم يكن لك ذلك عادة فقال من أجل هذه المرأة العلوية و قد قيل لي إنها في منزلك و قد جئت في طلبها و لكن أخبرني على حال هذه الحلية عليك فإني أراك قد صرت مسلما فقال نعم و الحمد لله و قد من علي ببركة هذه العلوية و دخولها منزلي بالإسلام فصرت أنا و أهلي و بناتي و جميع أهل بيتي مسلمين على دين محمد و أهل بيته فقال له و ما السبب في إسلامك فحدثه بحديثه و دعاء العلوية له و رؤياه و قص القصة بتمامها ثم قال و أنت أيها الملك و ما السبب في حرصك على التفتيش عنها بعد إعراضك أولا عنها و طردك إياها فحدثه الملك بما رآه و ما وقع له مع النبي ص فحمد الله تعالى ذلك الرجل على توفيق الله تعالى إياه لذلك الأمر الذي نال به الشرف و الإسلام و زادت بصيرته ثم دخل الرجل على العلوية فأخبرها بحال الملك فبكت و خرت ساجدة لله شكرا على ما عرفه من حقها فاستأذنها في إدخاله عليها فأذنت له فدخل عليها و اعتذر إليها و حدثها بما جرى له مع جدها صلوات الله عليه و سألها الانتقال إلى منزله فأبت و قالت هيهات لا و الله و لو أن الذي أنا في منزله كره مقامي فيه لما انتقلت إليك و علم صاحب المنزل بذلك فقال لا و الله لا تبرحي منزلي و إني قد وهبتك هذا المنزل و ما عددت فيه من الأهبة و أنا و أهلي و بناتي و أخدامي كلنا في خدمتك و نرى ذلك قليلا في جنب ما أنعم الله تعالى به علينا بقدومك   قال الراوي و خرج الملك و أتى منزله و أرسل إليها ثيابا و هدايا و كيسا فيه جملة من المال فردت ذلك و لم تقبل منه شيئا.

 27-  يقول الفقير إلى الله سبحانه ذكر العلامة رحمه الله في كتابه المسمى بجواهر المطالب في فضائل مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع أيضا حكاية قريبة من تلك الحكاية قال نقل ابن الجوزي و كان حنبلي المذهب في كتابه تذكرة الخواص قال قرأت في كتاب الملتقط و هو كتاب لجده أبي الفرج بن الجوزي كان ببلخ رجل من العلويين و له زوجة و بنات فتوفي أبوهن قالت المرأة فخرجت بالبنات إلى سمرقند خوفا من شماتة الأعداء و اتفق وصولي في شدة البرد فأدخلت البنات مسجدا و مضيت لأحتال في القوت فرأيت الناس مجتمعين على شيخ فسألت عنه فقالوا هذا شيخ البلد فشرحت له حالي فقال أقيمي عندي البينة عندك أنك علوية و لم يلتفت إلي فيئست منه و عدت إلى المسجد فرأيت في طريقي شيخا جالسا على دكة و حوله جماعة فقلت من هذا قالوا ضامن البلد و هو مجوسي فقلت عسى أن يكون على يده فرجي فحدثته بحديثي و ما جرى لي مع شيخ البلد فصاح بخادم له فخرج فقال له قل لسيدتك تلبس ثيابها فدخل و خرجت امرأته و معها جواري فقال لها اذهبي مع هذه المرأة إلى المسجد الفلاني و احملي بناتها إلى الدار فجاءت معي و حملت البنات و قد أفرد لنا بيتا في داره و أدخلنا الحمام و كسانا ثيابا فاخرة و جاءنا بألوان الأطعمة و بتنا بأطيب ليلة فلما كان نصف الليلة رأى شيخ البلد المسلم في منامه كان القيامة قد قامت و اللواء على رأس محمد ص و إذا بقصر من الزمرد الأخضر فقال لمن هذا   القصر فقيل لرجل مسلم موحد فتقدم إلى رسول الله ص فأعرض عنه فقال يا رسول الله تعرض عني و أنا رجل مسلم فقال له رسول الله ص أقم البينة عندي أنك مسلم فتحير الرجل فقال له رسول الله ص نسيت ما قلت للعلوية و هذا القصر للشيخ الذي هي في داره فانتبه الرجل و هو يلطم و يبكي و بث غلمانه في البلد و خرج بنفسه يدور على العلوية فأخبر أنها في دار المجوسي فجاء إليه فقال أين العلوية فقال عندي فقال أريدها فقال ما لك إلى هذا سبيل قال هذه ألف دينار خذها و سلمهن إلي قال لا و الله و لا مائة ألف دينار فلما ألح عليه قال له المنام الذي رأيته أنت رأيته أيضا أنا و القصر الذي رأيته لي خلق و أنت تدل علي بإسلامك و الله ما نمت و لا أحد في داري إلا و أسلمنا كلنا على يد العلوية و عادت بركاتها علينا و رأيت رسول الله ص و قال لي القصر لك و لأهلك بما فعلت مع العلوية. قوله و أنت تدل من الدلال بمعنى الغنج أي تفتخر علي بإسلامك

28-  جا، ]المجالس للمفيد[ علي بن محمد القرشي عن علي بن الحسن بن فضال عن الحسن بن نصير عن أبيه عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن محمد بن الحنفية قال قال رسول الله ص ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا و يعرف حقنا

29-  أقول روى ابن الجوزي في كتابه عن جده أبي الفرج بإسناده إلى ابن الخصيب قال كنت كاتبا للسيدة أم المتوكل فبينا أنا في الديوان إذا بخادم صغير قد خرج من عندها و معه كيس فيه ألف دينار فقال تقول لك   السيدة فرق هذا على أهل الاستحقاق فهو من أطيب مالي و اكتب لي أسماء الذين تفرقه عليهم حتى إذا جاءني من هذا الوجه شي‏ء صرفته إليهم قال فمضيت إلى منزلي و جمعت أصحابي و سألتهم عن المستحقين فسموا لي أشخاصا ففرقت عليهم ثلاث مائة دينار و بقي الباقي بين يدي إلى نصف الليل و إذا أنا بطارق يطرق الباب فسألته من أنت فقال فلان العلوي و كان جاري فأذنت له فدخل فقلت له ما الذي جاء بك في هذه الساعة قال طرقني طارق من ولد رسول الله ص و لم يكن عندي ما أطعمه فأعطيته دينارا فأخذه و شكر لي و انصرف فخرجت زوجتي و هي تبكي و تقول أ ما تستحيي يقصدك مثل هذا الرجل فتعطيه دينارا و قد عرفت استحقاقه فأعطه الجميع فوقع كلامها في قلبي فقمت خلفه و ناولته الكيس فأخذه و انصرف فلما عدت إلى الدار ندمت و قلت الساعة يصل الخبر إلى المتوكل و هو يمقت العلويين فيقتلني فقالت لي زوجتي لا تخف و توكل على الله و على جدهم فبينا نحن كذلك إذ طرق الباب و المشاعيل بأيدي الخدم و هم يقولون أجب السيدة فقمت مرعوبا و كلما مشيت قليلا تواترت الرسل فوقفت عند ستر السيدة فسمعت قائلا يقول يا أحمد جزاك الله خيرا و جزى زوجتك كنت الساعة نائمة فجاءني رسول الله ص و قال جزاك الله خيرا و جزى زوجة ابن الخصيب خيرا فما معنى هذا فحدثتها الحديث و هي تبكي فأخرجت دنانير و كسوة و قالت هذا للعلوي و هذا لزوجتك و هذا لك و كان ذلك يساوي مائة ألف درهم فأخذت المال و جعلت طريقي على باب العلوي و طرقت الباب فقال من داخل المنزل هات ما عندك يا أحمد و خرج و هو يبكي فسألت عن بكائه فقال لما دخلت منزلي قالت لي زوجتي ما هذا الذي معك فعرفتها فقالت لي قم بنا نصلي و ندعو للسيدة و أحمد و زوجته فصلينا و دعونا ثم نمت فرأيت رسول الله ص في المنام و هو   يقول قد شكرتهم على ما فعلوا معك الساعة يأتونك بشي‏ء فاقبله منهم

30-  كتاب صفات الشيعة، للصدوق رحمه الله عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن الحذاء قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لما فتح رسول الله ص مكة قام على الصفا فقال يا بني هاشم يا بني عبد المطلب إني رسول الله إليكم و إني شقيق عليكم لا تقولوا إن محمدا منا فو الله ما أوليائي منكم و لا من غيركم إلا المتقون فلا أعرفكم تأتوني يوم القيامة تحملون الدنيا على رقابكم و يأتي الناس و يحملون الآخرة ألا و إني قد أعذرت فيما بيني و بينكم و فيما بين الله عز و جل و بينكم و إن لي عملي و لكم عملكم

31-  كتاب المسلسلات، للشيخ جعفر بن أحمد القمي رحمه الله حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن الفرج القاضي و هو آخذ بشعره قال حدثني إسماعيل بن علي بن رزين و هو آخذ بشعره قال حدثني محمد بن الحسين الخثعمي و هو آخذ بشعره قال قال عباد بن يعقوب الأسدي و هو آخذ بشعره قال حدثني الحسين بن زيد و هو آخذ بشعره قال حدثني جعفر بن محمد ع و هو آخذ بشعره قال حدثني أبي محمد بن علي و هو آخذ بشعره قال حدثني علي بن الحسين ع و هو آخذ بشعره قال حدثني أبي الحسين بن علي ع و هو آخذ بشعره قال حدثني أبي علي بن أبي طالب ع و هو آخذ بشعره قال سمعت رسول الله ص يقول و هو آخذ بشعره من آذى شعري فالجنة عليه حرام

 قال و حدثنا هارون بن موسى و محمد بن عبد الله الكوفي قالا حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي بإسناده و سلسل إلى آخره

32-  و منه، حدثنا الحسين بن أحمد و هو آخذ بشعره قال حدثني عبد الرحمن بن محمد البلخي و هو آخذ بشعره قال حدثني منصور بن عبد الله   بن خالد و هو آخذ بشعره قال حدثني محمد بن أحمد التميمي و هو آخذ بشعره قال حدثني الحسين بن علي بن عمر بن علي بن أبي طالب ع و هو آخذ بشعره عن عبيد بن ذكوان و هو آخذ بشعره عن أبي خالد عمرو بن خالد و هو آخذ بشعره قال قال زيد بن علي ع و هو آخذ بشعره قال حدثني علي بن الحسين ع و هو آخذ بشعره عن أبيه الحسين بن علي ع و هو آخذ بشعره عن أبيه علي بن أبي طالب ع و هو آخذ بشعره قال سمعت رسول الله ص و هو آخذ بشعره قال من آذى شعرة مني فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله و من آذى الله فعليه لعنة الله مل‏ء السماء و الأرض قال قلنا لزيد بن علي من يعني قال يعنينا ولد فاطمة ع لا تدخلوا بيننا فتكفروا

 قال و حدثنا عبد الله بن إبراهيم الطلقي قال حدثني عبد الله بن عدي الحافظ قال حدثني الحسين بن علي العلوي بمصر عن صالح بن يحيى عن أرطاة بن حبيب عن عبيد بن ذكوان بإسناده مثله و سلسل من بعد هذا و حدثنا هارون بن موسى و محمد بن عبد الله قالا حدثنا محمد بن الحسين الأشناني قال قال عباد بن يعقوب عن أرطاة بن حبيب عن عبيد بن ذكوان بإسناده مثله و سلسل من بعد هذا

33-  كتاب الإمامة و التبصرة، عن سهل بن أحمد عن محمد بن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص عيادة بني هاشم فريضة و زيارتهم سنة

 34-  ذكر العلامة رحمه الله في جواهر المطالب، أن ابن الجوزي نقل في كتاب تذكرة الخواص أن عبد الله بن المبارك كان يحج سنة و يغزو سنة و داوم على ذلك خمسين سنة فخرج في بعض السنين لقصد الحج و أخذ معه خمسمائة دينار و ذهب إلى موقف الجمال بالكوفة ليشتري جمالا للحج   فرأى امرأة علوية على بعض المزابل تنتف ريش بطة ميتة قال فتقدمت إليها و قلت لم تفعلين هذا فقالت يا عبد الله لا تسأل عما لا يعنيك قال فوقع في خاطري من كلامها شي‏ء فألححت عليها فقالت يا عبد الله قد ألجأتني إلى كشف سري إليك أنا امرأة علوية و لي أربع بنات يتامى مات أبوهن من قريب و هذا اليوم الرابع ما أكلنا شيئا و قد حلت لنا الميتة فأخذت هذه البطة أصلحها و أحملها إلى بناتي فيأكلنها قال فقلت في نفسي ويحك يا ابن المبارك أين أنت عن هذه فقلت افتحي حجرك ففتحته فصببت الدنانير في طرف إزارها و هي مطرقة لا تلتفت إلي قال و مضيت إلى المنزل و نزع الله من قلبي شهوة الحج في ذلك العام ثم تجهزت إلى بلادي و أقمت حتى حج الناس و عادوا فخرجت أتلقى جيراني و أصحابي فجعلت كل من أقول له قبل الله حجك و شكر سعيك يقول و أنت شكر الله سعيك و قبل حجك أ ما قد اجتمعنا بك في مكان كذا و كذا و أكثر على الناس في القول فبت متفكرا في ذلك فرأيت رسول الله ص في المنام و هو يقول لي يا عبد الله لا تعجب فإنك أغثت ملهوفة من ولدي فسألت الله تعالى أن يخلق على صورتك ملكا يحج عنك كل عام إلى يوم القيامة فإن شئت تحج و إن شئت لا تحج و نقل أيضا في كتابه عن ابن أبي الدنيا أن رجلا رأى رسول الله ص في منامه و هو يقول امض إلى فلان المجوسي و قل له قد أجيبت الدعوة فامتنع الرجل من أداء الرسالة لئلا يظن المجوسي أنه يتعرض له و كان الرجل في دنيا وسيعة فرأى الرجل رسول الله ص ثانيا و ثالثا فأصبح فأتى المجوسي و قال له في خلوة من الناس أنا رسول رسول الله ص إليك و هو يقول لك قد أجيبت الدعوة فقال له أ تعرفني قال نعم قال إني أنكر دين الإسلام و نبوة محمد   قال أنا أعرف هذا و هو الذي أرسلني إليك مرة و مرة و مرة فقال أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص و دعا أهله و أصحابه فقال لهم كنت على ضلال و قد رجعت إلى الحق فأسلموا فمن أسلم فما في يده فهو له و من أبى فلينتزع عما لي عنده فأسلم القوم و أهله و كانت له ابنة مزوجة من ابنه ففرق بينهما ثم قال أ تدري ما الدعوة فقلت له لا و الله و أنا أريد أن أسألك الساعة عنها فقال لما زوجت ابنتي صنعت طعاما و دعوت الناس فأجابوا و كان إلى جانبنا قوم أشراف فقراء لا مال لهم فأمرت غلماني أن يبسطوا لي حصيرا في وسط الدار فسمعت صبية تقول لأمها يا أماه قد آذانا هذا المجوسي برائحة طعامه فأرسلت إليهن بطعام كثير و كسوة و دنانير للجميع فلما نظرن إلى ذلك قالت الصبية للباقيات و الله ما نأكل حتى ندعو له فرفعن أيديهن و قلن حشرك الله مع جدنا رسول الله ص و أمن بعضهن فتلك الدعوة التي أجيبت