باب 2- آخر في آداب الصدقة أيضا زائدا على ما تقدم في الباب السابق

 الآيات البقرة يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ وَ ما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ و قال تعالى وَ يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ و قال سبحانه الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَ لا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَ مَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَ اللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْ‏ءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ وَ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ تَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ أَ يَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَ أَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَ أَصابَهُ الْكِبَرُ وَ لَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَ مِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ   الْأَرْضِ وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَ لَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَ يَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَ اللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلًا وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ و قال تعالى إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَ إِنْ تُخْفُوها وَ تُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ يُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَ ما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَ أَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ آل عمران لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْ‏ءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ النساء الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ وَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ مَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً و قال إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً التوبة قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ لا يَأْتُونَ الصَّلاةَ   إِلَّا وَ هُمْ كُسالى وَ لا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَ هُمْ كارِهُونَ المدثر وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ الدهر وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً

1-  ل، ]الخصال[ الأربعمائة قال أمير المؤمنين ع إذا ناولتم السائل الشي‏ء فاسألوه أن يدعو لكم فإنه يجاب فيكم و لا يجاب في نفسه لأنهم يكذبون و ليرد الذي يناوله يده إلى فيه فيقبلها فإن الله عز و جل يأخذها قبل أن تقع في يد السائل كما قال الله عز و جل أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَأْخُذُ الصَّدَقاتِ

2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن الحسين بن موسى عن غياث بن إبراهيم عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن الله تبارك و تعالى كره لي ست خصال و كرهتهن للأوصياء من ولدي و أتباعهم من بعدي العبث في الصلاة و الرفث في الصوم و المن بعد الصدقة و إتيان المساجد جنبا و التطلع في الدور و الضحك بين القبور

 سن، ]المحاسن[ أبي عن محمد بن سليمان عن أبيه عن الصادق ع مثله. أقول قد مضى بأسانيد

3-  ل، ]الخصال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ في بعض أخبار المناهي عن النبي ص قال إن الله كره   المن بعد الصدقة و نهى عنه

4-  لي، ]الأمالي للصدوق[ في خبر المناهي قال قال رسول الله ص من اصطنع إلى أخيه معروفا فامتن به أحبط الله عمله و ثبت وزره و لم يشكر له سعيه ثم قال ص يقول الله عز و جل حرمت الجنة على المنان و البخيل و القتات و هو النمام

5-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن زياد عن الصادق ع قال لا يدخل الجنة العاق لوالديه و المدمن الخمر و المنان بالفعال للخير إذا عمله

6-  ل، ]الخصال[ الخليل عن ابن خزيمة عن أبي موسى عن عبد الرحمن عن سفيان عن الأعمش عن سليمان بن مسهر عن خرشة بن الحر عن أبي ذر عن النبي ص قال ثلاثة لا يكلمهم الله عز و جل المنان الذي لا يعطي شيئا إلا بمنه و المسبل إزاره و المنفق سلعته بالحلف الفاجر

7-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن طريف عن ابن علوان عن الصادق ع عن أبيه ع أن عليا ع كان يقول من تصدق بصدقة فردت عليه فلا يجوز له أكلها و لا يجوز له إلا إنفاذها إنما منزلتها بمنزلة العتق لله فلو أن رجلا أعتق عبدا لله فرد ذلك العبد لم يرجع في الأمر الذي جعله لله فكذلك لا يرجع في الصدقة

8-  فس، ]تفسير القمي[ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَ لا أَذىً الآية فإنه قال الصادق ع قال رسول الله ص من أسدى إلى   مؤمن معروفا ثم آذاه بالكلام أو من عليه فقد أبطل الله صدقته ثم ضرب مثلا فقال كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْ‏ءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ و قال من كثر امتنانه و أذاه لمن تصدق عليه بطلت صدقته كما يبطل التراب الذي يكون على الصفوان و الصفوان الصخرة الكبيرة التي تكون في المفازة فيجي‏ء المطر فيغسل التراب منها و يذهب به فضرب الله هذا المثل لمن اصطنع معروفا ثم أتبعه بالمن و الأذى

 و قال الصادق ع ما شي‏ء أحب إلي من رجل سبقت مني إليه يد أتبعها أختها و أحسنت ربها لأني رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل

 ثم ضرب مثل المؤمنين الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله و تثبيتا من أنفسهم عن المن و الأذى قال وَ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ تَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ   فَطَلٌّ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ قال مثلهم كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أي بستان في موضع مرتفع أَصابَها وابِلٌ أي مطر فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ و يتضاعف ثمرها كما يتضاعف أجر من أنفق ماله ابتغاء مرضاة الله و الطل ما يقع بالليل على الشجر و النبات

 و قال أبو عبد الله ع و الله يضاعف لمن يشاء لمن أنفق ماله ابتغاء مرضاة الله قال فمن أنفق ماله ابتغاء مرضاة الله ثم امتن على من تصدق عليه كان كمن قال الله أَ يَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَ أَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَ أَصابَهُ الْكِبَرُ وَ لَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ قال الإعصار الرياح فمن امتن على من تصدق عليه كانت كمن كان له جنة كثير الثمار و هو شيخ ضعيف له أولاد ضعفاء فيجي‏ء ريح و نار فتحرق ماله كله

9-  فس، ]تفسير القمي[ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَ مِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَ لَسْتُمْ بِآخِذِيهِ فإنه كان سبب نزولها أن قوما كانوا إذا صرموا النخل عمدوا إلى أرذل تمورهم فيتصدقون بها فنهاهم الله عن ذلك فقال وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَ لَسْتُمْ بِآخِذِيهِ أي أنتم لو دفع ذلك إليكم لم تأخذوه

10-  ج، ]الإحتجاج[ كتب الحميري إلى القائم ع يسأله عن الرجل ينوي إخراج شي‏ء من ماله و أن يدفعه إلى رجل من إخوانه ثم يجد في أقربائه محتاجا أ يصرف ذلك عمن نواه له في قرابته فأجابه ع يصرفه إلى أدناهما و أقربهما من مذهبه فإن ذهب إلى قول العالم ع لا يقبل الله الصدقة و ذو رحم محتاج فليقسم بين القرابة و بين الذي نوى حتى يكون قد أخذ بالفضل كله

    -11  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ فيما أوصى به أمير المؤمنين ع عند وفاته لا تأكلن طعاما حتى تصدق منه قبل أكله

12-  ل، ]الخصال[ ابن بندار عن جعفر بن محمد بن نوح عن محمد بن عمرو عن يزيد بن زريع عن بشر بن نمير عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال قال رسول الله ص أربعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة عاق و منان و مكذب بالقدر و مدمن خمر

13-  فس، ]تفسير القمي[ وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ

 في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع يقول لا تعطي العطية تلتمس أكثر منها

14-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن مثنى الحناط عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال علي بن الحسين ع ما من رجل تصدق على مسكين مستضعف فدعا له المسكين بشي‏ء تلك الساعة إلا استجيب له

15-  ثو، ]ثواب الأعمال[ عن أحمد بن إدريس عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي ع قال تحرم الجنة على ثلاثة على المنان و على القتات و على مدمن الخمر

16-  سن، ]المحاسن[ عبد الله بن المغيرة و محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال من تصدق بصدقة ثم ردت عليه فليعدها و لا يأكلها لأنه لا شريك لله في شي‏ء مما يجعل له إنما هي بمنزلة العتاق لا يصلح ردها بعد ما يعتق

    -17  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي جعفر ع إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ قال ريح

18-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع في قول الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَ مِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ قال كنا في أناس على عهد رسول الله ص يتصدقون بأشر ما عندهم من التمر الرقيق القشر الكبير النوى يقال له المعافأرة ففي ذلك أنزل الله وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ

19-  شي، ]تفسير العياشي[ عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله ع قال لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون هكذا أقرأها

20-  جا، ]المجالس للمفيد[ الحسن بن حمزة العلوي عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن بكر بن صالح عن الحسن بن علي عن عبد الله بن إبراهيم عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده ع قال قال رسول الله ص أربعة من كنوز البر كتمان الحاجة و كتمان الصدقة و كتمان المرض و كتمان المصيبة

21-  مكا، ]مكارم الأخلاق[ قال رجل من أصحاب أبي عبد الله ع إني لأجد آيتين في كتاب الله أطلبهما فلا أجدهما قال فقال ع و ما هما قلت ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فندعوه فلا نرى إجابة قال أ فترى الله أخلف وعده قلت لا قال فمه قلت لا أدري قال لكني أخبرك من أطاع الله فيما أمر به ثم دعاه من جهة الدعاء إجابة قلت و ما جهة الدعاء قال تبدأ فتحمد الله و تمجده و تذكر نعمه عليك فتشكره ثم تصلي على النبي و آله ثم تذكر ذنوبك فتقر بها ثم تستغفر منها فهذه جهة الدعاء   ثم قال و ما الآية الأخرى قلت قوله وَ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ و أراني أنفق و لا أرى خلفا قال ع أ فترى الله أخلف وعده قلت لا قال فمه قلت لا أدري قال لو أن أحدكم اكتسب المال من حله و أنفق في حقه لم ينفق درهما إلا أخلف الله عليه

 تم، ]فلاح السائل[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن موسى بن القاسم عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع مثله

22-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي البلاد عن عبيد الله بن الوليد الوصافي عن أبي جعفر ع قال البر يزيد في العمر و صدقة السر تطفئ غضب الرب

23-  من كتاب قضاء الحقوق، للصوري عن إسحاق بن أبي إبراهيم بن يعقوب قال كنت عند أبي عبد الله ع و عنده المعلى بن خنيس إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان فقال يا ابن رسول الله ص تعرف موالاتي إياكم أهل البيت و بيني و بينكم شقة بعيدة و قد قل ذات يدي و لا أقدر أتوجه إلى أهلي إلا أن تعينني قال فنظر أبو عبد الله ع يمينا و شمالا و قال أ لا تسمعون ما يقول أخوكم إنما المعروف ابتداء فأما ما أعطيت بعد ما سأل فإنما هو مكافاة لما بذل لك من ماء وجهه ثم قال فيبيت ليلته متأرقا متململا بين اليأس و الرجاء لا يدري أين يتوجه بحاجته فيعزم على القصد إليك فأتاك و قلبه يجب و فرائصه ترتعد و قد نزل دمه في وجهه و بعد هذا فلا يدري أ ينصرف من عندك بكآبة الرد أم بسرور النجح فإن أعطيته رأيت أنك قد وصلته و قد قال رسول الله ص و الذي   فلق الحبة و برأ النسمة و بعثني بالحق نبيا لما يتجشم من مسألته إياك أعظم مما ناله من معروفك قال فجمعوا للخراساني خمسة آلاف درهم و دفعوها إليه

24-  ختص، ]الإختصاص[ ابن أبي نجران عن هشام بن سالم عن الحسن بن علي الحلال عن جده قال سمعت الحسين بن علي صلوات الله عليهما يقول سمعت رسول الله ص يقول ابدأ بمن تعول أمك و أباك و أختك و أخاك ثم أدناك فأدناك و قال لا صدقة و ذو رحم محتاج

25-  مصباح الأنوار، روي عن أبي سعيد الخدري قال أصبح علي ذات يوم فقال يا فاطمة عندك شي‏ء تغديناه قالت لا و الذي أكرم أبي بالنبوة و أكرمك بالوصية ما أصبح الغداة عندي شي‏ء أغديكاه و ما كان عندي شي‏ء منذ يومين إلا شيئا كنت أوثرك به على نفسي و على ابني هذين الحسن و الحسين ع فقال علي ع يا فاطمة أ لا كنت أعلمتيني فأبغيكم شيئا فقالت يا أبا الحسن إني لأستحيي من إلهي أن تكلف نفسك ما لا تقدر فخرج ع من عند فاطمة واثقا بالله حسن الظن به عز و جل فاستقرض دينارا فأخذه ليشتري لعياله ما يصلحهم فعرض له المقداد بن الأسود الكندي رضوان الله عليه و كان يوما شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه و آذته من تحته فلما رآه أمير المؤمنين ع أنكر شأنه فقال يا مقداد ما أزعجك الساعة من رحلك فقال يا أبا الحسن خل سبيلي و لا تسألني عن حالي قال يا أخي لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك فقال يا أبا الحسن رغبت إلى الله تعالى و إليك أن تخلي سبيلي و لا تكشفني عن حالي فقال يا أخي إنه لا يسعك أن تكتمني حالك فقال يا أبا الحسن أما إذ أبيت فو الذي أكرم محمدا بالنبوة و أكرمك بالوصية ما أزعجني من رحلي   إلا الجهد و قد تركت عيالي جياعا فلما سمعت بكاءهم لم تحملني الأرض فخرجت مهموما راكبا رأسي هذه حالي و قصتي فانهملت عينا أمير المؤمنين ع بالبكاء حتى بلت دموعه كريمته و قال أحلف بالذي حلف به ما أزعجني إلا الذي أزعجك و قد اقترضت دينارا فهاكه فقد آثرتك على نفسي فدفع الدينار إليه و رجع حتى دخل المسجد فصلى الظهر و العصر و المغرب فلما قضى رسول الله ص صلاة المغرب مر بعلي و هو في الصف الآخر فلكزه رسول الله برجله فقام علي ع فلحقه في باب المسجد فسلم عليه فرد رسول الله ص و قال يا با الحسن هل عندك شي‏ء تعشيناه فنميل معك فمكث مطرقا لا يحير جوابا حياء من رسول الله ص و قد عرف ما كان من أمر الدينار و من أين أخذه و أين وجهه بوحي من الله تعالى إلى نبيه ص و أمر أن يتعشى عند علي ع تلك الليلة فلما نظر إلى سكوته قال يا با الحسن ما لك لا تقول لا فأنصرف أو نعم فأمضي معك فقال حياء و كرما فاذهب بنا فأخذ رسول الله ص بيد علي ع فانطلقا حتى دخلا على فاطمة و هي في مصلاها قد قضت صلاتها و خلفها جفنة تفور دخانا فلما سمعت كلام رسول الله ص خرجت من مصلاها فسلمت عليه و كانت أعز الناس عليه فرد السلام و مسح بيده على كريمتها و قال لها يا بنتاه كيف أمسيت رحمك الله قالت بخير قال عشينا رحمك الله و قد فعل فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول الله ص و علي ع فلما نظر علي إلى الطعام و شم ريحه رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا قالت له فاطمة سبحان الله ما أشح نظرك و أشده هل أذنبت فيما بيني و بينك ذنبا استوجبت به السخط منك فقال أي ذنب أعظم من ذنب أصبتيه أ ليس عهدي بك اليوم الماضي و أنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما منذ يومين قال فنظرت إلى السماء و قالت إلهي يعلم في سمائه و أرضه أني لم أقل إلا حقا فقال لها يا فاطمة أنى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه و لم أشم مثل رائحته   قط و لم آكل أطيب منه قال فوضع رسول الله ص كفه الطيبة المباركة بين كتفي أمير المؤمنين ع فغمزها ثم قال يا علي هذا بدل دينارك هذا جزاء دينارك من عند الله إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ثم استعبر باكيا ص ثم قال الحمد لله الذي أبى لكما أن تخرجا من الدنيا حتى يجريك يا علي مجرى زكريا و يجري فاطمة مجرى مريم بنت عمران عند قوله تعالى كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ