باب 1- فضل الوصية و آدابها و قبول الوصية و لزومها

 الآيات البقرة وَ وَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ

1-  تم، ]فلاح السائل[ بإسنادنا إلى التلعكبري عن الجلودي عن أحمد بن عمار بن خالد عن زكريا بن يحيى الساجي عن مالك بن خالد الأسدي عن الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع عن آبائه قال قال رسول الله ص من لم يحسن الوصية عند موته كان نقصا في عقله و مروته قالوا يا رسول الله و كيف الوصية قال إذا حضرته الوفاة و اجتمع الناس إليه قال اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إني أعهد إليك أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن  محمدا عبدك و رسولك وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها و أنك تبعث من في القبور و أن الحساب حق و أن الجنة حق و ما وعد الله فيها من النعيم و من المأكل و المشرب و النكاح حق و أن النار حق و أن الإيمان حق و أن الدين كما وصفت و أن الإسلام كما شرعت و أن القول كما قلت و أن القرآن كما أنزلت و أنك أنت الله الحق المبين و إني أعهد إليك في دار الدنيا أني رضيت بك ربا و بالإسلام دينا و بمحمد ص نبيا و بعلي ع إماما و بالقرآن كتابا و أن أهل بيت نبيك عليه و عليهم السلام أئمتي اللهم أنت ثقتي عند شدتي و رجائي عند كربتي و عدتي عند الأمور التي تنزل بي و أنت وليي في نعمتي و إلهي و إله آبائي صل على محمد و آله و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا و آنس في قبري وحشتي و اجعل لي عندك عهدا يوم ألقاك منشورا فهذا عهد الميت يوم يوصي بحاجته و الوصية حق على كل مسلم قال أبو عبد الله ع و تصديق هذا في سورة مريم قول الله تبارك و تعالى لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً و هذا هو العهد

2-  و قال النبي ص لعلي ع تعلمها أنت و علمها أهل بيتك و شيعتك قال و قال ع علمنيها جبرئيل

3-  أقول وجدت منقولا من خط الشهيد نقلا من كتاب الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد الله ع مثله ضه، ]روضة الواعظين[ قال رسول الله ص ما ينبغي لامرئ مسلم أن يبيت ليلة إلا و وصيته تحت رأسه

4-  و قال ص الوصية تمام ما نقص من الزكاة

5-  و قال من لم يحسن وصيته عند الموت كان نقصا في مروته و عقله

   -6  و قال أمير المؤمنين ع من أوصى و لم يحف و لم يضار كان كمن تصدق به في حياته

7-  و قال ع ما أبالي أضررت بورثتي أو سرقتهم ذلك المال

8-  و قال الصادق ع الوصية حق على كل مسلم

9-  و قال ع ما من ميت تحضره الوفاة إلا رد الله عليه من سمعه و بصره و عقله للوصية أخذ الوصية أو ترك و هي الراحة التي يقال لها راحة الموت فهي حق على كل مسلم

10-  جع، ]جامع الأخبار[ قال رسول الله ص من ضمن وصية الميت في أمر الحج ثم فرط في ذلك من غير عذر لا يقبل الله صلاته و صيامه و لا يستجاب دعاؤه و كتب عليه كل يوم و ليلة مائة خطيئة أصغرها كمن زنى بأمه أو بابنته و إن قام بها من عامه كتب له بكل درهم ثواب حجة و عمرة فإن مات ما بينه و بين  القابل مات شهيدا و كتب له ما بينه و بين القابل كل يوم و ليلة ثواب شهيد و قضى له حوائج الدنيا و الآخرة

11-  و قال ع من ضمن وصية الميت ثم عجز عنها من غير عذر لا يقبل منه صرف و لا عدل و لعنه كل ملك بين السماء و الأرض و يصبح و يمسي في سخط الله و كلما قال يا رب نزلت عليه اللعنة و كتب الله ثواب حسناته كله لذلك الميت فإن مات على حاله دخل النار فإن قام به كتب له كل يوم و ليلة عتق رقبة و له عند الله بكل درهم مدينة و ستون حوراء و يمسي و يصبح و له بابان مفتوحان إلى الجنة فإن مات ما بينه و بين القابل مات مغفورا له و أعطاه الله يوم القيامة مثل ثواب من حج و اعتمر و يكون في الجنة رفيق يحيى بن زكريا

12-  و قال ع من ضمن وصية الميت من أمر الحج فلا يعجزن فيها فإن عقوبتها شديدة و ندامتها طويلة لا يعجز عن وصية الميت إلا شقي و لا يقوم بها إلا سعيد فمن أقام بها سريعا حرم الله جسده على النار و أدخله الجنة مع الصديقين و الشهداء و أكرمه كرامة سبعين شهيدا و كتب له ما دام حيا كل يوم ألف حسنة و رفع له ألف درجة الويل لمن عجز عنها كتب عليه كل يوم ألف خطيئة و يبنى له بكل قدم بيت في النار و لا ينظر الله إليه حيا و لا ميتا فإن مات على حاله قام من قبره مكتوب بين عينيه آيس من رحمته

13-  نقل من خط الشهيد رحمه الله نقلا من خط الشيخ أبي جعفر الطوسي قال روى الحسين بن سعيد في كتابه عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال قال أبو عبد الله ع الوصية حق على كل مسلم

14-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع يا ابن آدم كن وصي نفسك و اعمل في مالك ما تؤثر أن يعمل فيه من بعدك

15-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن الصادق عن أبيه ع يرفعه قال الحيف  في الوصية من الكبائر يعني الظلم فيها

16-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن الحميري مثله

17-  ب، ]قرب الإسناد[ بهذا الإسناد عن الصادق عن أبيه ع قال من عدل في وصيته كان بمنزلة من تصدق بها في حياته و من جار في وصيته لقي الله يوم القيامة و هو عنه معرض

18-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن الحميري مثله

19-  ب، ]قرب الإسناد[ بهذا الإسناد قال إن رسول الله ص بلغه أن رجلا من الأنصار توفي و له صبية صغار و ليس له مبيت ليلة تركهم يتكففون الناس و قد كان له ستة من الرقيق ليس له غيرهم و إنه أعتقهم عند موته فقال لقومه ما صنعتم به قالوا دفناه فقال أما إني لو علمته ما تركتكم تدفنونه مع أهل الإسلام ترك ولده صغارا يتكففون الناس

20-  ب، ]قرب الإسناد[ بهذا الإسناد قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه لأن أوصي بالخمس أحب إلي من أن أوصي بالربع و لأن أوصي بالربع أحب إلي من أن أوصى بالثلث من أوصى بالثلث فلم يترك شيئا

21-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن الحميري مثله

22-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة قال قال الصادق ع إن أقلت في عمرك يومين فاجعل أحدهما لآخرتك تستعين به على يوم موتك فقيل و ما  تلك الاستعانة قال ليحسن تدبير ما يخلف و يحكمه به

23-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن اليقطيني عن زكريا المؤمن عن علي بن أبي نعيم عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال إن الله تبارك و تعالى يقول ابن آدم تطولت عليك بثلاث سترت عليك ما لو يعلم به أهلك ما واروك و أوسعت عليك فاستقرضت منك فلم تقدم خيرا و جعلت لك نظرة عند موتك في ثلثك فلم تقدم خيرا

24-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال كان البراء بن معرور الأنصاري بالمدينة و كان رسول الله ص بمكة و أنه حضره الموت فأوصى بثلث ماله فجرت به السنة

25-  ل، ]الخصال[ الهمداني عن علي عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن الحسين بن مصعب عن أبي عبد الله ع مثله

26-  ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن عبد الله بن الصلت عن يونس رفعه إلى أبي عبد الله ع في قوله عز و جل فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ قال يعني إذا اعتدى في الوصية إذا زاد على الثلث

27-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن الحميري عن هارون عن ابن صدقة عن الصادق عن أبيه ع أن رجلا من الأنصار توفي و له صبية صغار و له ستة من الرقيق فأعتقهم عند موته و ليس له مال غيرهم فأتى النبي ص فأخبر فقال ما صنعتم بصاحبكم  قالوا دفناه قال لو علمت ما دفنته مع أهل الإسلام ترك ولده يتكففون الناس

28-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ اعلم أن الوصية حق واجب على كل مسلم و يستحب أن يوصي الرجل لقرابته ممن لا يرث شيئا من ماله قل أو كثر و إن لم يفعل فقد ختم عمله بالمعصية و من أوصى بماله أو ببعضه في سبيل الله من حج أو عتق أو صدقة أو ما كان من أبواب الخير فإن الوصية جائزة لا يحل تبديلها لأن الله يقول فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فإن أوصى في غير حق أو في غير سنة فلا حرج أن يرده إلى حق و سنة فإن أوصى بربع ماله فهو أحب إلي من أن يوصي بالثلث فإن أوصى بالثلث فهو الغاية في الوصية فإن أوصى بماله كله فهو أعلم بما فعله و يلزم الوصي إنفاذ وصيته على ما أوصى به

29-  شي، ]تفسير العياشي[ السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي ع قال السكر من الكبائر و الحيف في الوصية من الكبائر

30-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عمار بن مروان عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قول الله إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ قال حق جعله الله في أموال الناس لصاحب هذا الأمر قال قلت لذلك حد محدود قال نعم قلت كم قال أدناه السدس و أكثره الثلث

31-  شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال سألته عن الوصية تجوز للوارث قال نعم ثم تلا هذه الآية إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ

   -32  شي، ]تفسير العياشي[ عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي ع قال من لم يوص عند موته لذي قرابته ممن لا يرث فقد ختم عمله بمعصية

33-  شي، ]تفسير العياشي[ عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أحدهما ع قال كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ قال هي منسوخة نسختها آية الفرائض التي هي المواريث فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ يعني بذلك الوصي

34-  شي، ]تفسير العياشي[ عن سماعة عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ قال شيئا جعل الله لصاحب هذا الأمر قال قلت فهل لذلك حد قال نعم قلت و ما هو قال أدنى ما يكون ثلث الثلث

35-  نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال علي عليه الصلاة و السلام ما أبالي أضررت بوارثي أو سرقت ذلك المال فتصدقت

36-  دعوات الراوندي، قال النبي ص من مات على وصية حسنة مات شهيدا و قال من لم يحسن الوصية عند موته كان ذلك نقصا في عقله و مروته و الوصية حق على كل مسلم

37-  و قال إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة سبعين سنة فيحيف في وصيته فيختم له بعمل أهل النار و إن الرجل ليعمل بعمل أهل النار سبعين سنة فيعدل في وصيته فيختم له بعمل أهل الجنة ثم قرأ وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ و قال تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ