باب 1- مقدمات السفر و آدابه

 أقول قد قدمنا في كتاب الآداب جل الأخبار المتعلقة بهذا الباب و بعضها في كتاب الحج لكن نذكر هاهنا ما أورده السيد النقيب الفاضل علي بن طاوس قدس الله روحه في مفتتح كتاب مصباح الزائر لأنه جمع مضامين أكثر الأخبار الواردة في ذلك و نضيف إليه ما وجدته في المزار الكبير تأليف محمد بن المشهدي أو السيد فخار   أو بعض معاصريهما من الأفاضل الكبار لئلا يخلو هذا المجلد عما يحتاج إليه زائر الأئمة الأطهار. قال السيد رحمه الله إذا أردت الخروج إلى السفر فينبغي أن تصوم الأربعاء و الخميس و الجمعة و تختار من أيام الأسبوع يوم السبت

1-  فقد روي عن الصادق ع أنه قال من أراد سفرا فليسافر يوم السبت فلو أن حجرا زال عن جبل في يوم سبت لرده الله إلى مكانه

أو يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي ألان الله فيه الحديد لداود ع أو يوم الخميس

 فإن النبي ص كان يسافر يوم الخميس

 2-  و قال يوم الخميس يوم يحبه الله و رسوله و ملائكته

و اجتنب السفر في يوم الإثنين و الأربعاء و قبل الظهر من يوم الجمعة و يكره أن تسافر اليوم الثالث من الشهر و الرابع و الخامس منه و السادس منه و الثالث عشر منه و السادس عشر منه و الحادي و العشرين و الرابع و العشرين و الخامس و العشرين و السادس و العشرين

3-  و روي من طريق أخرى إن اليوم الرابع و السادس من الشهر و اليوم   الحادي و العشرين منه صالحة للأسفار و لغيرها

 و في هذه الرواية أن الثامن من الشهر و الثالث و العشرين منه مكروهان في السفر و لا تسافر و القمر في برج العقرب

4-  فقد جاء عن الصادق ع أنه كره السفر في ذلك الوقت

و إن دعت ضرورة إلى الخروج في هذه الأحوال و الأوقات المكروهة فليعمل المسافر ما سيأتي وصفه في هذا الفصل عند ذكر وداع منزله إن شاء الله تعالى و يفتتح سفره بالصدقة و دعائها على ما سيجي‏ء ذكره أيضا و يخرج متى شاء

5-  فقد روي عن الصادق ع أنه قال افتتح سفرك بالصدقة و اخرج إذا بدا لك فإنك تشتري سلامة سفرك

6-  و روي عن الباقر ع أنه قال كان علي بن الحسين ع إذا أراد الخروج إلى بعض أمواله اشترى السلامة من الله عز و جل بما تيسر له

 و ذكر صاحب كتاب عوارف المعارف حديثا أسنده أن النبي ص كان إذا سافر حمل معه خمسة أشياء المرآة و المكحلة و المدرى و السواك و المشط

7-  و في رواية أخرى و المقراض

 و في المزار الكبير، إذا عزمت على الخروج فاختر يوما له و ليكن أحد ثلاثة أيام السبت و الثلاثاء أو الخميس

8-  فقد روي عن الصادق ع أنه قال من أراد سفرا فليسافر يوم السبت   فلو أن حجرا زال من مكانه يوم السبت لرده الله إلى مكانه

9-  و أما يوم الثلاثاء فإنه روي عنه ع أنه قال سافروا في يوم الثلاثاء و اطلبوا الحوائج فيه فإنه اليوم الذي ألان الله عز و جل فيه الحديد لداود ع

10-  و أما يوم الخميس فإنه روي عنه ع أنه قال كان رسول الله ص يغزو بأصحابه في يوم الخميس فيظفر فمن أراد سفرا فليسافر يوم الخميس

و اتق الخروج في يوم الإثنين فإنه اليوم الذي قبض فيه رسول الله ص و انقطع الوحي و ابتز أهل بيته الأمر و قتل الحسين ع و هو يوم نحس و اتق الخروج يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي خلقت فيه أركان النار و أهلك فيه الأمم الطاغية و اتق الخروج يوم الجمعة قبل الصلاة فإنه

 11-  روي عن الرضا ع أنه قال ما يؤمن من سافر يوم الجمعة قبل الصلاة أن لا يحفظه الله في سفره و لا يخلفه في أهله و لا يرزقه من فضله

و اتق الخروج يوم الثالث من الشهر فإنه يوم نحس و هو اليوم الذي سلب فيه آدم و حواء لباسهما و اتق يوم الرابع منه فإنه يخاف على المسافر فيه نزول البلاء و اتق يوم الحادي و العشرين منه فإنه يوم نحس أيضا و هو اليوم الذي ضرب الله تعالى فيه أهل مصر مع فرعون بالآيات فإن اضطررت إلى الخروج في واحد مما عددناه فاستخر الله تعالى كثيرا و اسأله العافية و السلامة و تصدق بشي‏ء و اخرج على اسم الله تعالى. ثم قال السيد رحمه الله ذكر ما يعتمده الإنسان من حين خروجه و ما يتبع ذلك يستحب أن يغتسل قبل التوجه و يقول عند الغسل بسم الله و بالله و لا حول و لا قوة إلا بالله و على ملة رسول الله و الصادقين عن الله صلوات الله عليهم   أجمعين اللهم طهر به قلبي و اشرح به صدري و نور به قلبي اللهم اجعله لي نورا و طهورا و حرزا و شفاء من كل داء و آفة و عاهة و سوء و مما أخاف و أحذر و طهر قلبي و جوارحي و عظامي و دمي و شعري و مخي و عصبي و ما أقلت الأرض مني اللهم اجعله لي شاهدا يوم حاجتي و فقري و فاقتي إليك يا رب العالمين إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ثم تجمع أهلك بين يديك و تصلي ركعتين و تسأل الله الخيرة و تقرأ آية الكرسي و تحمد الله و تثني عليه و تصلي على النبي ص و تقول اللهم إني أستودعك اليوم نفسي و أهلي و مالي و ولدي و من كان مني بسبيل الشاهد منهم و الغائب اللهم احفظنا بحفظ الإيمان و احفظ علينا اللهم اجعلنا في رحمتك و لا تسلبنا فضلك إنا إليك راغبون اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر و كآبة المنقلب و سوء المنظر في الأهل و المال و الولد في الدنيا و الآخرة اللهم إني أتوجه إليك هذا التوجه طلبا لمرضاتك و تقربا إليك اللهم فبلغني ما أؤمله و أرجوه فيك و في أوليائك يا أرحم الراحمين. و إن شئت قلت اللهم إني خرجت في وجهي هذا بلا ثقة مني لغيرك و لا رجاء يأوي بي إلا إليك و لا قوة أتكل عليها و لا حيلة أرجع إليها إلا طلب رضاك و ابتغاء رحمتك و تعرضا لثوابك و سكونا إلى حسن عائدتك و أنت أعلم بما سبق لي في علمك في وجهي مما أحب و أكره اللهم اصرف عني مقادير كل بلاء و مقضي كل لأواء و ابسط علي كنفا من رحمتك و لطفا من عفوك و حرزا من حفظك و سعة من رزقك و تماما من نعمتك و جماعا من معافاتك و وفق لي يا رب فيه جميع قضائك على موافقة هواي و حقيقة أملي و ادفع عني ما أحذر و ما لا أحذر على نفسي مما أنت أعلم به مني و اجعل ذلك خيرا لي لآخرتي و دنياي مع ما أسألك أن تخلفني في من خلفت ورائي من أهل و مال و إخوان و جميع حزانتي بأفضل ما تخلف غائبا من المؤمنين في تحصين كل عورة و حفظ كل مضيعة و تمام كل نعمة و دفاع كل سيئة و كفاية كل محذور و صرف   كل مكروه و كمال ما تجمع لي به الرضا و السرور في الدنيا و الآخرة ثم ارزقني ذكرك و شكرك و طاعتك و عبادتك حتى ترضى و بعد الرضا اللهم إني أستودعك اليوم ديني و نفسي و مالي و أهلي و ذريتي و جميع إخواني اللهم احفظ الشاهد منا و الغائب اللهم احفظنا و احفظ علينا اللهم اجعلنا في جوارك و لا تسلبنا نعمتك و لا تغير ما بنا من نعمة و عافية و فضل

12-  و روي أنك إذا أردت التوجه في وقت يكره فيه السفر أو تخاف فيه شيئا من الأمور فقدم أمام توجهك قراءة الحمد و المعوذتين و آية الكرسي و القدر و آل عمران من قوله تعالى إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إلى آخرها ثم قل اللهم بك يصول الصائل و بقدرتك يطول الطائل و لا حول لكل ذي حول إلا بك و لا قوة يمتارها ذو قوة إلا منك بصفوتك من خلقك و خيرتك من بريتك محمد نبيك و عترته و سلالته عليه و عليهم السلام صل على محمد و عليهم و اكفني شر هذا اليوم و ضره و ارزقني خيره و يمنه و اقض لي في متصرفاتي بحسن العاقبة و بلوغ المحبة و الظفر بالأمنية و كفاية الطاغية الغوية و كل ذي قدرة لي على أذية حتى أكون في جنة و عصمة و نعمة من كل بلاء و نقمة و أبدلني فيه من المخاوف أمنا و من العوائق فيه برا حتى لا يصدني صاد عن المراد و لا يحل بي طارق من أذى العباد إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

ثم ودع أهلك و انهض و قف بالباب فسبح الله تعالى بتسبيح الزهراء ع و اقرأ سورة الحمد أمامك و عن يمينك و عن شمالك و آية الكرسي كذلك و قل اللهم إليك وجهت وجهي و عليك خلفت أهلي و مالي و ما خولتني و قد وثقت بك فلا تخيبني يا من لا يخيب من أراده و لا يضيع من حفظه اللهم صل على محمد و آله و احفظني فيما غبت عنه و لا تكلني إلى نفسي يا أرحم الراحمين اللهم بلغني   ما توجهت له و سبب إلي المزار و سخر لي عبادك و بلادك و ارزقني زيارة نبيك و وليك أمير المؤمنين و الأئمة من ولده و جميع أهل بيته عليه و عليهم السلام و املأني منك بالمعونة في جميع أحوالي و لا تكلني إلى نفسي و لا إلى غيري فأكل و أعطب و زودني التقوى و اغفر لي في الآخرة و الأولى اللهم اجعلني أوجه من توجه إليك و تقول أيضا بسم الله و بالله توكلت على الله و استعنت بالله و ألجأت ظهري إلى الله و فوضت أمري إلى الله رهبة من الله و رغبة إلى الله و لا ملجأ و لا منجى و لا مفر من الله إلا إلى الله رب آمنت بكتابك الذي أنزلت و بنبيك الذي أرسلت لأنه لا يأتي بالخير إلهي إلا أنت و لا يصرف السوء إلا أنت عز جارك و جل ثناؤك و تقدست أسماؤك و عظمت آلاؤك و لا إله غيرك

13-  فقد روي أن من خرج من منزله مصبحا و دعا بهذا الدعاء لم يطرقه بلاء حتى يمسي أو يئوب و كذلك إن خرج في المساء و دعا به لم يطرقه بلاء حتى يصبح أو يئوب إلى منزله

ثم اقرأ قل هو الله أحد عشر مرات و إنا أنزلنا و آية الكرسي و المعوذتين و أمرها على جميع جسدك و تصدق بما يسهل عليك و قل اللهم إني اشتريت بهذه الصدقة سلامتي و سلامة سفري و ما معي اللهم احفظني و احفظ ما معي و سلمني و سلم ما معي و بلغني و بلغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل ثم تقول لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و رب العرش العظيم وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و صلى الله على محمد و آله الطيبين اللهم كن لي جارا من كل جبار عنيد و من كل شيطان مريد بسم الله دخلت و بسم الله خرجت اللهم إني أقدم بين يدي نسياني و   عجلتي بسم الله و ما شاء الله في سفري هذا ذكرته أم نسيته اللهم أنت المستعان على الأمور كلها و أنت الصاحب في السفر و الخليفة في الأهل اللهم هون علينا سفرنا و اطو لنا الأرض و سيرنا فيها بطاعتك و طاعة رسولك اللهم أصلح لنا ظهرنا و بارك لنا فيما رزقتنا وَ قِنا عَذابَ النَّارِ اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر و كآبة المنقلب و سوء المنظر في الأهل و المال و الولد اللهم أنت عضدي و ناصري اللهم اقطع عني بعده و مشقته و اصحبني فيه و اخلفني في أهلي بخير و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و تأخذ معك عصا من شجر اللوز المر

 14-  فقد روي عن النبي ص أنه قال من خرج إلى السفر و معه عصا لوز مر و تلا قوله تعالى وَ لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ إلى قوله وَ اللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ آمنه الله تعالى من كل سبع ضار و من كل لص عاد و من كل ذات حمة حتى يرجع إلى منزله و كان معه سبع و سبعون من المعقبات يستغفرون له حتى يرجع و يضعها

15-  و روي عنه صلوات الله عليه أنه قال مرض آدم ع مرضا شديدا أصابته فيه وحشة فشكا ذلك إلى جبرئيل ع فقال له اقطع منها واحدة و ضمها إلى صدرك ففعل ذلك فأذهب الله عنه الوحشة

16-  و قال ع من أراد أن تطوى له الأرض فليتخذ النقد من العصا

و النقد عصا اللوز المر على ما ذكره ابن بابويه رحمه الله عليه

17-  و روي عن الأئمة ع أيضا أنهم قالوا إذا أراد أحدكم أن يسافر فليصحب معه عصا من شجر اللوز المر و ليكتب هذه الأحرف في رق و يحفر العصا و يجعل الرق فيها و هي سلمحلس وه به يهو ه يا هابيه ه باوبه ضاف ه مصينا به ه   و لا تخرج وحدك في سفر فإن فعلت فقل ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله اللهم آنس وحشتي و أعني على وحدتي و أد غيبتي

و يستحب أن يخرج معتما محنكا

18-  فقد روي عن الكاظم ع أنه قال أنا ضامن لمن يخرج يريد سفرا معتما تحت حنكه أن لا يصيبه السرق و لا الغرق و لا الحرق

و تأخذ معك شيئا من تربة الحسين ع و قل إذا أخذتها

 اللهم هذه طينة قبر الحسين ع وليك و ابن وليك اتخذتها حرزا لما أخاف و ما لا أخاف

19-  و روي في صفة هذا الدعاء من طريق أخرى أنك تقول اللهم إني أخذته من قبر وليك و ابن وليك فاجعله لي أمنا و حرزا مما أخاف و مما لا أخاف

20-  فقد روي أن من خاف سلطانا أو غيره و خرج من منزله و استعمل ذلك كان حرزا له

و إذا أردت السير نهارا فليكن طرفي النهار و انزل وسطه. و إن كان ليلا فليكن سيرك في آخره فإن الأرض تطوى من آخر الليل كما روي فإذا أردت الركوب فقل بسم الله و الله أكبر فإذا استويت فقل الحمد لله الذي هدانا للإسلام و علمنا القرآن و من علينا بمحمد ص سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ اللهم أنت الحامل على الظهر و المستعان على الأمر اللهم بلغنا بلاغا يبلغ إلى خير بلاغا يبلغ إلى رحمتك و رضوانك و مغفرتك اللهم لا ضير لنا إلا ضيرك و لا خير لنا إلا خيرك و لا حافظ غيرك و تسبح الله سبعا و تحمده سبعا و تهلله سبعا و تقرأ آية السخرة ثم تقول أستغفر الله الذي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ و أتوب إليه اللهم اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. و إن كان ركوبك في سفينة فسيجي‏ء ذلك في آخر هذا الفصل إن شاء الله تعالى.   ثم تسير و تقول في مسيرك اللهم خل سبيلنا و أحسن تسييرنا و أعظم عاقبتنا و تقول اللهم اجعل مسيري عبرا و صمتي تفكرا و كلامي ذكرا و تقول أيضا في طريقك خرجت بحول الله و قوته بغير حول مني و لا قوة لكن بحول الله و قوته برئت إليك يا رب من الحول و القوة اللهم إني أسألك بركة سفري هذا و بركة أهله اللهم إني أسألك من فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا تسوقه إلي و أنا خافض في عافية بقوتك و قدرتك اللهم إني سرت في سفري هذا بلا ثقة مني لغيرك و لا رجاء لسواك فارزقني في ذلك شكرك و عافيتك و وفقني لطاعتك و عبادتك حتى ترضى و بعد الرضا. و كان رسول الله ص إذا هبط سبح و إذا صعد كبر و تقول إذا علوت تلعة أو أكمة أو قنطرة الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ اللهم لك الشرف على كل شرف. فإذا بلغت جسرا فقل حين تضع قدمك عليه بسم الله اللهم ادحر عني الشيطان. و إذا أشرفت على منزل أو قرية أو بلد فقل اللهم رب السماوات السبع و ما أظلت و رب الأرضين السبع و ما أقلت و رب الشياطين و ما أضلت و رب الرياح و ما ذرت و رب البحار و ما جرت إني أسألك خير هذه القرية و خير ما فيها و أعوذ بك من شرها و شر ما فيها اللهم يسر لي ما كان فيها من يسر و أعني على قضاء حاجتي يا قاضي الحاجات و يا مجيب الدعوات أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً. فإذا نزلت منزلا فقل اللهم أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ و صل

    ركعتين قبل أن تجلس فقل اللهم ارزقنا خير هذه البقعة و أعذنا من شرها اللهم أطعمنا من جناها و أعذنا من وباها و حببنا إلى أهلها و حبب صالحي أهلها إلينا و قل أيضا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و أن عليا أمير المؤمنين و الأئمة من ولده أئمة أتولاهم و أبرأ من أعدائهم اللهم إني أسألك خير هذه البقعة و أعوذ بك من شرها اللهم و اجعل أول دخولنا هذا صلاحا و أوسطه فلاحا و آخره نجاحا. و إذا نزلت منزلا تتخوف منه السبع فقل أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ بيده الخير وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ اللهم إني أعوذ بك من كل سبع. فإذا خفت شيئا من هوام الأرض فقل في المكان الذي يخاف ذلك فيه يا ذارئ ما في الأرض كلها لعلمك بما يكون مما ذرأت لك السلطان على كل من دونك اللهم إني أعوذ بك و بقدرتك على كل شي‏ء من الضر في بدني من سبع أو هامة أو عارض من سائر الدواب يا خالقها بقدرته ادرأها عني و احجزها و لا تسلطها علي و عافني من شرها و بأسها يا الله يا ذا العالم العظيم حطني بحفظك و أجنني بسترك الواقي في مخاوفي يا رحيم. و إذا خفت شيئا من الأعداء و اللصوص فقل في المكان الذي تخاف ذلك فيه يا آخذا بنواصي خلقه و السابق بها إلى قدرته و المنفذ فيها حكمه و خالقها و جاعل قضائه لها غالبا إني مكيد لضعفي و لقوتك على من كادني تعرضت لك فإن حلت بيني و بينهم فذلك ما أرجو و إن أسلمتني إليهم غيروا ما بي من نعمتك يا خير المنعمين لا تجعل أحدا مغيرا نعمك التي أنعمت بها علي سواك و لا تغيرها أنت ربي قد ترى الذي نزل بي فحل بيني و بين شرهم بحق ما به تستجيب الدعاء يا الله يا رب العالمين و تقول أيضا بسم الله و بالله و من الله و إلى الله و في سبيل الله اللهم عليك أسلمت نفسي و إليك وجهت وجهي و إليك فوضت أمري فاحفظني بحفظ الإيمان من بين يدي و من خلفي و عن يميني و عن شمالي و من فوقي و من

    تحتي و ادفع عني بحولك و قوتك فإنه لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

21-  فقد روي عن زين العابدين ع أنه قال ما أبالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي الجن و الإنس

و إذا خفت جنا أو شيطانا فقل يا الله الإله الأكبر القاهر بقدرته جميع عباده المطاع لعظمته عند كل خليقته و الممضى مشيته لسابق قدرته أنت الذي تكلأ ما خلقت بالليل و النهار لا يمتنع من أردت به سوءا بشي‏ء دونك من ذلك السوء و لا يحول أحد دونك بين أحد و بين ما تريده من الخير كل ما يرى و ما لا يرى في قبضتك و جعلت قبائل الجن و الشياطين يرونا و لا نراهم و أنا لكيدهم خائف فآمني من شرهم و بأسهم بحق سلطانك العزيز يا عزيز و تقول في جميع أحوالك هذه الدعاء لحفظ نفسك و ردك إلى وطنك سالما يا جامعا بين أهل الجنة على تألف من القلوب و شدة تواصل لهم في المحبة و يا جامعا بين أهل طاعته من خلقه و يا مفرج حزن كل محزون و يا مسهل كل غربة و يا أرحم الراحمين ارحمني في غربتي بحسن الحفظ و الكلاءة و المعونة و فرج ما بي من الضيق و الحزن بالجمع بيني و بين أحبائي و لا تفجعني بانقطاع رؤية أهلي عني و لا تفجع أهلي بانقطاع رؤيتي عنهم بكل مسائلك أسألك و أدعوك فاستجب لي و إذا أردت الرحيل من منزل فصل ركعتين و ادع الله بالحفظ و ودع الموضع و أهله فإن لكل موضع أهلا من الملائكة و قل السلام على ملائكة الله الحافظين السلام علينا و على عباد الله الصالحين و رحمة الله و بركاته و قل اللهم قد ارتحلنا من منزلنا هذا و نحن عنك راضون فارض عنا برحمتك و إذا ضللت عن الطريق فناد يا صالح و يا أبا صالح أرشدونا إلى الطريق يرحمكم الله

22-  فقد روي عن الصادق ع أن البر موكل به صالح و البحر موكل به   حمزة

 و روي إذا ضللتم فتيامنوا

و إذا استصعبت عليك دابتك في الطريق فاقرأ في أذنها اليمنى وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ فإذا ركبت في سفينة فكبر الله تعالى مائة تكبيرة و صل على محمد و آل محمد مائة مرة و العن ظالمي آل محمد مائة مرة و قل بسم الله و بالله و الصلاة على رسول الله ص و على الصادقين اللهم أحسن مسيرنا و عظم أجورنا اللهم بك انتشرنا و إليك توجهنا و بك آمنا و بحبلك اعتصمنا و عليك توكلنا اللهم أنت ثقتنا و رجاؤنا و ناصرنا لا تحل بنا ما لا نحب اللهم بك نحل و بك نسير اللهم خل سبيلنا و أعظم عافيتنا أنت الخليفة في الأهل و المال و أنت الحامل في الماء و على الظهر وَ قالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال و شدت إليه الرحال و أنت سيدي أكرم مزور و مقصود و قد جعلت لكل زائر كرامة و لكل وافد تحفة فأسألك أن تجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار و اشكر سعيي و ارحم مسيري من أهلي بغير من مني عليك بل لك المنة علي أن جعلت لي سبيلا إلى زيارة وليك و عرفتني فضله و حفظتني في ليلي و نهاري حتى بلغتني هذا المكان و قد رجوتك فلا تقطع رجائي و قد أملتك فلا تخيب أملي و اجعل مسيري هذا كفارة لذنوبي يا أرحم الراحمين. بيان قال الجزري المدرى و المدراة شي‏ء يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط و أطول منه يسرح به الشعر المتلبد و يستعمله من لا مشط له انتهى قوله ع و ما أقلت الأرض أي ما تحمله و يقع ثقله عليها من جوارحي و الغرض التعميم.   و قال الجزري فيه اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر أي شدته و مشقته و قال فيه أعوذ بك من كآبة المنقلب الكآبة تغير النفس بالانكسار من شدة الهم و الحزن و المعنى أنه يرجع من سفره بأمر يحزنه إما أصابه في سفره و إما قدم عليه مثل أن يعود غير مقضي الحاجة أو أصابت ماله آفة أو يقدم على أهله فيجدهم مرضى أو قد فقد بعضهم انتهى. قوله و سوء المنظر المنظر مصدر ميمي أو اسم مكان و حاصله الاستعاذة من أن ينظر في سفره أو بعد رجوعه في أهله و ماله و ولده إلى شي‏ء يسوؤه و اللأواء الشدة و ضيق المعيشة و جماع الشي‏ء بالكسر مجمعه و حزانة الرجل بالضم عياله الذين يتحزن لأمرهم و قال الجزري فيه و لم يجعلك الله بدار هوان و لا مضيعة المضيعة بكسر الضاد المفعلة من الضياع الإطراح و الهوان كأنه فيه ضائع فلما كانت فيه عين الكلمة ياء و هي مكسورة نقلت حركتها إلى العين فسكنت الياء فصارت بوزن معيشة. و قال في حديث الدعاء بك أصول أي أسطو و أقهر و الصولة الحملة و الوثبة انتهى. و أما قوله ع و بقدرتك يطول الطائل فيحتمل أن يكون من الطول بمعنى الفضل و الإنعام أو من المطاولة بمعنى المغالبة على العدو. و الامتيار جلب الطعام و يقال امتار السيف أي استله و على التقديرين الكلام مبني على التجوز قوله و أمرها الضمير راجع إلى الآيات و السور المتقدمة و المراد بإمرارها على الجسد إمرار اليد بعد تلاوتها عليه مجازا أو راجع إلى اليد تعويلا على قرينة المقام.

    قوله ع اللهم إني أقدم بين يدي نسياني و عجلتي أي أقول بسم الله و ما شاء الله في أول سفري هذا ليكون تداركا لما يفوت مني بعد ذلك بسبب النسيان و العجلة فإن كل فعل من الأفعال ينبغي أن يكون مقرونا بهذين القولين فقوله ذكرته أو نسيته نشر على خلاف ترتيب اللف و يحتمل أن يكون المراد بالذكر أعم مما يكون بسبب العجلة. قوله و اطو لنا الأرض لعله كناية عن سهولة السير فيها. قوله ع من كل سبع ضار هو بالتخفيف من الضراوة بمعنى الجرأة و الحرص على الصيد و الحمة بضم الحاء و فتح الميم المخففة السم. و قال الفيروزآبادي المعقبات ملائكة الليل و النهار انتهى أقول المعقبات هنا إشارة إلى قوله تعالى لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ. و قال الفيروزآبادي النقد بالتحريك ضرب من الشجر. قوله ع و أد غيبتي الإسناد مجازي أي أدني إلى أهلي من غيبتي. قوله وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ أي مطيقين و الظهر مستعار لما يركب و الضير الضرر. قوله ع و ما جرت على بناء المجرد أي ما جرت فيها من السفن و الحيوانات أو ما جرى منها كالأنهار فالتأنيث باعتبار معنى الموصول أو على بناء التفعيل أي ما أجرته البحار من السفن و غيرها و الجنى اسم ما يجتنى من الثمر

23-  يب، ]تهذيب الأحكام[ محمد بن أحمد بن داود القمي عن محمد بن الحسين بن أحمد عن عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الفضل البغدادي قال كتبت إلى أبي الحسن العسكري ع جعلت فداك يدخل شهر رمضان على الرجل فيقع بقلبه زيارة الحسين ع و زيارة أبيك ببغداد فيقيم في منزله حتى يخرج عنه شهر رمضان ثم   يزورهم أو يخرج في شهر رمضان و يفطر فكتب لشهر رمضان من الفضل و الأجر ما ليس لغيره من الشهور فإذا دخل فهو المأثور

24-  يب، ]تهذيب الأحكام[ محمد بن علي بن محبوب عن هارون بن الحسن بن جبلة عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قلت له جعلت فداك يدخل علي شهر رمضان فأصوم بعضه فيحضرني نية زيارة قبر أبي عبد الله ع فأزوره و أفطر ذاهبا و جائيا أو أقيم حتى أفطر و أزوره بعد ما أفطر بيوم أو يومين فقال أقم حتى تفطر قلت له جعلت فداك فهو أفضل قال نعم أ ما تقرأ في كتاب الله فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ

 بيان هذان الخبران يدلان على مرجوحية إفطار الصوم لزيارتهم ع و قد وردت الأخبار في الترغيب على الإفطار لما هو أقل فضلا منها كتشييع المؤمن و استقباله. و قد ورد الحث على زيادة الحسين ع في ليالي القدر و غيرها من ليالي الشهر و لا يتأتى لأكثر الناس بدون الإفطار و لا يبعد حملهما على التقية و الله يعلم