باب 1- وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و فضلهما

 الآيات آل عمران وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ   و قال تعالى كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ و قال سبحانه يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَ أُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ النساء فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ عِظْهُمْ وَ قُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغاً المائدة لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَ الْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَ أَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ و قال تعالى كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ الأنعام وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَ إِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَ ما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ وَ لكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ وَ ذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَ لَهْواً وَ غَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَ ذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَ لا شَفِيعٌ و قال تعالى ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ و قال فَذَرْهُمْ وَ ما يَفْتَرُونَ الأعراف يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ و قال تعالى في قصة أصحاب السبت وَ إِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَ أَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ   و قال تعالى وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ التوبة الْمُنافِقُونَ وَ الْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ إلى قوله تعالى وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ هود فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ وَ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ وَ كانُوا مُجْرِمِينَ طه اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَرى و قال وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ الحج الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ لقمان يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ التحريم يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ

1-  المجازات النبوية، قال ص المعروف و المنكر خليفتان ينصبان للناس فيقول المنكر لأهله إليكم إليكم و يقول المعروف لأهله عليكم عليكم و ما يستطيعون له إلا لزوما

    و هذا القول مجاز و المراد أن الله تعالى جعل للفعل المعروف علامات و على الفعل المنكر أمارات و وعد على فعل المعروف حلول دار النعيم و أوعد على فعل المنكر خلود دار الجحيم فكان بين الأمرين الحجاز البين و الفرقان النير فكان المعروف يدعو إلى فعله لما وعد عليه من الثواب و كذلك المنكر ينهى عن فعله لما وعد عليه من العقاب فلذلك قال ع فيقول المنكر لأهله إليكم إليكم على طريق الاتساع و المجاز و قوله ع من بعد و ما يستطيعون له إلا لزوما المراد به أنهم مع قوارع النذر و صوادع الغير و زواجر التحذير و بوالغ الوعيد ليتنازعون إلى فعله و يتسارعون إلى ورده و ليس المراد أنهم لا يستطيعون له إلا لزوما على الحقيقة و إنما قيل ذلك على طريق المبالغة في صفتهم بالنزوع إليه و الإصرار عليه كما يقول القائل ما أستطيع النظر إلى فلان أو لا أستطيع الاجتماع مع فلان إذا أراد المبالغة في نفسه لشدة الإبغاض لذلك الإنسان و الاستثقال لرؤيته و النفور من مقاعدته و إن كان على الحقيقة مستطيعا لذلك بصحة أدواته و التمكن من تصريف إراداته و لو لم يكن هؤلاء المذكورون في الخبر قادرين على الانفصال من فعل المنكر لما كانوا على مواقعته مذمومين و بجريرته مطالبين و ذلك أوضح من أن نستقصي الكلام فيه و نستكثر من الحجاج عليه

2-  الهداية، الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فريضتان واجبتان من الله عز و جل على الإمكان على العبد أن يغير المنكر بقلبه و لسانه و يده فإن لم يقدر عليه فبقلبه و لسانه فإن لم يقدر فبقلبه

3-  و قال الصادق ع إنما يؤمر بالمعروف و ينهى عن المنكر مؤمن فيتعظ أو جاهل فيتعلم فأما صاحب سيف و سوط فلا

4-  المجازات النبوية، قال ع لأصحابه لتأمرن بالمعروف و لتنهن عن المنكر أو ليلحينكم الله كما لحيت عصاي هذه لعود في يده

 و في هذا الكلام موضع استعارة و هو قوله ع أو ليلحينكم الله و المراد ليتنقصنكم الله في النفوس و الأموال و ليصيبنكم بالمصائب العظام فتكونون كالأغصان التي جردت من أوراقها   و عريت من ألحيتها و أليافها فصارت قضبانا مجردة و عيدانا مفردة و هم يقولون لمن جلف الزمان ماله أو سلبه أولاده و أعضاده قد لحاه الدهر لحي العصا لأن ما كان ينضم إليه من ولدته و حفدته و يسبغ عليه من جلابيب نعمته بمنزلة اللحاء للقضيب و الورق للغصن الرطيب فإذا أخرج عن ذلك أجمع كان كالعود العاري و القضيب الذاوي

5-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول أما إنه ليس من سنة أقل مطرا من سنة و لكن الله يضعه حيث يشاء إن الله جل جلاله إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم و إلى الفيافي و البحار و الجبال و إن الله ليعذب الجعل في جحرها بحبس المطر عن الأرض التي هي بمحلتها لخطايا من بحضرتها و قد جعل الله لها السبيل إلى مسلك سوى محلة أهل المعاصي قال ثم قال أبو جعفر ع فاعتبروا يا أولي الأبصار ثم قال وجدنا في كتاب علي ع قال قال رسول الله ص إذا ظهر الزنا كثر موت الفجأة و إذا طفف المكيال أخذهم الله بالسنين و النقص و إذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركاتها من الزرع و الثمار و المعادن كلها و إذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظلم و العدوان و إذا نقضوا العهود سلط الله عليهم عدوهم و إذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار و إذا لم يأمروا بمعروف و لم ينهوا عن منكر و لم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعو عند ذلك خيارهم فلا يستجاب لهم

6-  فس، ]تفسير القمي[ عن أمير المؤمنين ع قال إن أول ما تقلبون إليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ثم الجهاد بقلوبكم فمن لم يعرف قلبه معروفا و لم ينكر منكرا نكس قلبه فجعل أسفله أعلاه فلا يقبل خيرا أبدا

    -7  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن الأصبهاني عن المنقري عن فضيل بن عياض عن أبي عبد الله ع قال سألته عن الورع فقال الذي يتورع عن محارم الله و يجتنب هؤلاء الشبهات و إذا لم يتق الشبهات وقع في الحرام و هو لا يعرفه و إذا رأى المنكر و لم ينكره و هو يقدر عليه فقد أحب أن يعصى الله و من أحب أن يعصى الله فقد بارز الله بالعداوة و من أحب بقاء الظالمين فقد أحب أن يعصى الله إن الله تبارك و تعالى حمد نفسه على هلاك الظالمين فقال فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

8-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن الأصبهاني مثله

9-  شي، ]تفسير العياشي[ عن ابن عياض مثله

10-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول أيها الناس اؤمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر فإن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لم يقربا أجلا و لم يباعدا رزقا فإن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض كقطر المطر في كل يوم إلى كل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان في أهل أو مال أو نفس و إذا أصاب أحدكم مصيبة في مال أو نفس و رأس عند أخيه عفوه فلا تكونن له فتنة فإن المرء المسلم ما لم يغش دناءة تظهر و يخشع لها إذا ذكرت و يغرى بها لئام الناس كان كالياسر الفالج الذي ينتظر إحدى فوزه من قداحه توجب له المغنم و يدفع عنه بها المعزم كذلك المرء المسلم البري‏ء من الخيانة و الكذب ينتظر إحدى الحسنيين إما داعيا من الله فما عند الله خير له و إما رزقا من الله فهو ذو أهل و مال و معه دينه و حسبه المال و البنون حرث الدنيا و العمل الصالح حرث الآخرة و قد يجمعهما الله لأقوام

    -11  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ علي بن النعمان عن ابن مسكان عن أبي حمزة عن يحيى بن عقيل عن حبشي كذا قال خطب أمير المؤمنين ع فحمد الله و أثنى عليه و ذكر ابن عمه محمدا ص فصلى عليه ثم قال أما بعد فإنه إنما هلك من كان قبلكم بحيث ما عملوا من المعاصي و لم ينههم الربانيون و الأحبار عن ذلك فإنهم لما تمادوا في المعاصي نزلت بهم العقوبات فمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر و ساق الحديث إلى آخره كما مر

12-  فس، ]تفسير القمي[ أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر عن زرعة عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ قلت هذه نفسي أقيها فكيف أقي أهلي قال تأمرهم بما أمرهم الله به و تنهاهم عما نهاهم الله عنه فإن أطاعوك كنت وقيتهم و إن عصوك فكنت قد قضيت ما عليك

13-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ النضر مثله

14-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن الصادق عن أبيه ع أن النبي ص قال كيف بكم إذا فسد نساؤكم و فسق شبانكم و لم تأمروا بالمعروف و لم تنهوا عن المنكر فقيل له و يكون ذلك يا رسول الله قال نعم و شر من ذلك كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر و نهيتم عن المعروف قيل يا رسول الله و يكون ذلك قال نعم و شر من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا و المنكر معروفا

15-  ب، ]قرب الإسناد[ بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص إن المعصية إذا عمل   بها العبد سرا لم تضر إلا عاملها و إذا عمل بها علانية و لم يغير عليه أضرت بالعامة

16-  ب، ]قرب الإسناد[ بهذا الإسناد قال قال علي ع أيها الناس إن الله لا يعذب العامة بذنب الخاصة إذا عملت الخاصة بالمنكر سرا من غير أن تعلم العامة فإذا علمت الخاصة المنكر جهارا فلم يغير ذلك العامة استوجب الفريقان العقوبة من الله

17-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن الحميري مثله

18-  ب، ]قرب الإسناد[ أبو البختري عن الصادق ع عن أبيه ع قال أتي علي ع برجل كسر طنبورا لرجل فقال بعدا

19-  ل، ]الخصال[ أبي عن الحميري عن هارون عن ابن صدقة قال سئل جعفر بن محمد ع عن الحديث الذي جاء عن النبي ص أن أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر ما معناه قال هذا على أن يأمره بقدر معرفته و هو مع ذلك يقبل منه و إلا فلا

20-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن يحيى الطويل عن أبي عبد الله ع قال إنما يؤمر بالمعروف و ينهى عن المنكر مؤمن فيتعظ أو جاهل فيتعلم فأما صاحب سوط و سيف فلا

21-  ل، ]الخصال[ أبي عن محمد العطار عن الأشعري عن ابن يزيد رفعه إلى أبي جعفر ع أنه قال الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر خلقان من خلق الله عز و جل فمن نصرهما أعزه الله و من خذلهما خذله الله

22-  ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن محمد العطار عن سهل عن عمرو بن عثمان   عن ابن المغيرة عن طلحة الشامي عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ قال كانوا ثلاثة أصناف صنف ائتمروا و أمروا فنجوا و صنف ائتمروا و لم يأمروا فمسخوا ذرا و صنف لم يأتمروا و لم يأمروا فهلكوا

23-  ل، ]الخصال[ العطار عن أبيه عن سعد عن البرقي عن بكر بن صالح عن ابن فضال عن عبد الله بن إبراهيم عن الحسين بن زيد عن أبيه عن الصادق عن أبيه ع قال قال رسول الله ص كفى بالمرء عيبا أن ينظر من الناس إلى ما يعمى عنه من نفسه و يعير الناس بما لا يستطيع تركه و يؤذي جليسه بما لا يعنيه

24-  ل، ]الخصال[ ماجيلويه عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص من أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو دل على خير أو أشار به فهو شريك و من أمر بسوء أو دل عليه أو أشار به فهو شريك

25-  ع، ]علل الشرائع[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ أبي عن الحميري عن الريان بن الصلت قال جاء قوم بخراسان إلى الرضا ع فقالوا إن قوما من أهل بيتك يتعاطون أمورا قبيحة فلو نهيتهم عنها فقال لا أفعل فقيل و لم قال لأني سمعت أبي ع يقول النصيحة خشنة

26-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن عبد العظيم الحسني عن أبي جعفر الثاني عن أبيه ع قال دخل أبي ع على هارون الرشيد و قد استحفزه الغضب على رجل فقال إنما تغضب لله عز و جل فلا تغضب بأكثر مما غضب لنفسه

    -27  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ فيما كتب الرضا ع للمأمون الأمر بالمعروف و النهي عن النكر واجبان إذا أمكن و لم تكن خيفة على النفس

28-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن أحمد الشافعي عن الحسين بن إسماعيل عن عبد الله بن شبيب عن أبي طاهر أحمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن الحسن عن أبيه عن جده قال كان يقال لا يحل لعين مؤمنة ترى الله يعصي فتطرف حتى تغيره

29-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن داود بن الهيثم عن جده إسحاق عن أبيه بهلول عن طلحة بن زيد عن الوصين بن عطا عن عمير بن هاني عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت عن النبي ص قال ستكون فتن لا يستطيع المؤمن أن يغير فيها بيد و لا لسان فقال علي بن أبي طالب و فيهم يومئذ مؤمنون قال نعم قال فينقص ذلك من إيمانهم شي‏ء قال لا إلا كما ينقص القطر من الصفا إنهم يكرهونه بقلوبهم

30-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بإسناد المجاشعي عن الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال لا تتركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيولي الله أموركم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم دعاؤكم

31-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن هارون عن ابن صدقة عن الصادق عن آبائه ع قال قال النبي ص إن الله تبارك و تعالى ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا زبر له فقال هو الذي لا ينهى عن المنكر

 و وجدت بخط البرقي رحمه الله أن الزبر هو العقل فمعنى الخبر أن الله عز و جل يبغض الذي لا عقل له و قد قال قوم إنه عز و جل يبغض المؤمن الضعيف الذي لا زبر له و هو الذي لا يمتنع من إرسال الريح في كل موضع فالأول أصح

    -32  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن عبد الله بن جبلة عن أبي عبد الله الخراساني عن الحسين بن سالم عن أبي عبد الله ع قال أيما ناش نشأ في قوم ثم لم يؤدب على معصية فإن الله عز و جل أول ما يعاقبهم فيه أن ينقص من أرزاقهم

33-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن محمد بن عيسى عن محمد بن عرفة قال سمعت الرضا ع يقول قال رسول الله ص إذا تركت أمتي الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فليؤذن بوقاع من الله جل اسمه

34-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان رفعه إلى أبي عبد الله ع قال ما أقر قوم بالمنكر بين أظهرهم لا يغيرونه إلا أوشك أن يعمهم الله عز و جل بعقاب من عنده

35-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن محمد بن أبي القاسم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال قال رسول الله ص إن المعصية إذا عمل بها العبد سرا لم تضر إلا عاملها و إذا عمل بها علانية و لم يغير عليه أضرت العامة قال جعفر بن محمد ع و ذلك أنه يذل بعمله دين الله و يقتدي به أهل عداوة الله

36-  ثو، ]ثواب الأعمال[ بهذا الإسناد قال قال علي ع أيها الناس إن الله عز و جل لا يعذب العامة بذنب الخاصة إذا عملت الخاصة بالمنكر سرا من غير أن تعلم العامة فإذا عملت الخاصة بالمنكر جهارا فلم يغير ذلك العامة استوجب الفريقان العقوبة من الله عز و جل و قال لا يحضرن أحدكم رجلا يضربه سلطان جائر ظلما و عدوانا و لا مقتولا و لا مظلوما إذا لم ينصره لأن نصرة المؤمن على المؤمن فريضة واجبة إذا هو حضره و العافية أوسع ما لم تلزمك الحجة الحاضرة قال   و لما جعل التفضل في بني إسرائيل جعل الرجل منهم يرى أخاه على الذنب فينهاه فلا ينتهي فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله و جليسه و شريبه حتى ضرب الله عز و جل قلوب بعضهم ببعض و نزل فيه القرآن حيث يقول عز و جل لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ إلى آخر الآيتين

37-  ف، ]تحف العقول[ من كلام الحسين بن علي صلوات الله عليهما في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و يروى عن أمير المؤمنين ع اعتبروا أيها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَ الْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ و قال لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ إلى قوله لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ و إنما عاب الله ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر و الفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم و رهبة مما يحذرون و الله يقول فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَ اخْشَوْنِ و قال الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ فبدأ الله بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فريضة منه لعلمه بأنها إذا أديت و أقيمت استقامت الفرائض كلها هينها و صعبها و ذلك أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر دعاء إلى الإسلام مع رد المظالم و مخالفة الظالم و قسمة الفي‏ء و الغنائم و أخذ الصدقات من مواضعها و وضعها في حقها ثم أنتم أيها العصابة عصابة بالعلم مشهورة و بالخير مذكورة و بالنصيحة معروفة و بالله في أنفس الناس مهابة يهابكم الشريف و يكرمكم الضعيف و يؤثركم من لا فضل لكم عليه و لا يدلكم عنده تشفعون في الحوائج إذا امتنعت من طلابها و تمشون في الطريق بهيبة الملوك و كرامة الكابر أ ليس كل ذلك إنما نلتموه بما يرجى عندكم من القيام بحق الله و إن كنتم عن أكثر حقه تقصرون فاستخففتم بحق الأئمة فأما حق الضعفاء فضيعتم و أما حقكم بزعمكم   فطلبتم فلا مال بذلتموه و لا نفسا خاطرتم بها للذي خلقها و لا عشيرة عاديتموها في ذات الله أنتم تتمنون على الله جنته و مجاورة رسله و أمانه من عذابه لقد خشيت عليكم أيها المتمنون على الله أن تحل بكم نقمة من نقماته لأنكم بلغتم من كرامة الله منزلة فضلتم بها و من يعرف بالله لا تكرمون و أنتم بالله في عباده تكرمون و قد ترون عهود الله منقوضة فلا تقرعون و أنتم لبعض ذمم آبائكم تقرعون و ذمة رسول الله محقورة و العمي و البكم و الزمن في المدائن مهملة لا ترحمون و لا في منزلتكم تعملون و لا من عمل فيها تعتبون و بالادهان و المصانعة عند الظلمة تأمنون كل ذلك مما أمركم الله به من النهي و التناهي و أنتم عنه غافلون و أنتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تسمعون ذلك بأن مجاري الأمور و الأحكام على أيدي العلماء بالله الأمناء على حلاله و حرامه فأنتم المسلوبون تلك المنزلة و ما سلبتم ذلك إلا بتفرقكم عن الحق و اختلافكم في السنة بعد البينة الواضحة و لو صبرتم على الأذى و تحملتم المئونة في ذات الله كانت أمور الله عليكم ترد و عنكم تصدر و إليكم ترجع و لكنكم مكنتم الظلمة من منزلتكم و أسلمتم أمور الله في أيديهم يعملون بالشبهات و يسيرون في الشهوات سلطهم على ذلك فراركم من الموت و إعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم فأسلمتم الضعفاء في أيديهم فمن بين مستعبد مقهور و بين مستضعف على معيشته مغلوب يتقلبون في الملك بآرائهم و يستشعرون الخزي بأهوائهم اقتداء بالأشرار و جرأة على الجبار في كل بلد منهم على منبره خطيب يصقع فالأرض لهم شاغرة و أيديهم فيها مبسوطة و الناس لهم خول لا يدفعون يد لامس فمن بين جبار عنيد و ذي سطوة على الضعفة شديد مطاع لا يعرف المبدئ و المعيد فيا عجبا و ما لي لا أعجب و الأرض من غاش غشوم و متصدق ظلوم و عامل على المؤمنين بهم غير رحيم فالله الحاكم فيما فيه تنازعنا و القاضي بحكمه فيما شجر بيننا اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافسا في سلطان و لا التماسا من   فضول الحطام و لكن لنري المعالم من دينك و نظهر الإصلاح في بلادك و يأمن المظلومون من عبادك و يعمل بفرائضك و سنتك و أحكامك فإنكم إلا تنصرونا و تنصفونا قوي الظلمة عليكم و عملوا في إطفاء نور نبيكم و حَسْبُنَا اللَّهُ و عَلَيْهِ تَوَكَّلْنا و إليه أنبنا و إِلَيْهِ الْمَصِيرُ

38-  ف، ]تحف العقول[ عن أبي جعفر الثاني ع قال من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه و من غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده

39-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق بإسناده عن جابر عن الباقر صلوات الله عليه قال قال علي عليه الصلاة و السلام أوحى الله تعالى جلت قدرته إلى شعيب ع أني مهلك من قومك مائة ألف أربعين ألفا من شرارهم و ستين ألفا من خيارهم فقال ع هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار فقال داهنوا أهل المعاصي فلم يغضبوا لغضبي

40-  سن، ]المحاسن[ أبي عن محمد بن سنان و ابن المغيرة عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع أن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله ص فقال له أخبرني ما أفضل الأعمال فقال الإيمان بالله قال ثم ما ذا صلة الرحم قال ثم ما ذا فقال الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

41-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ أروي عن العالم ع أنه قال إنما هلك من كان قبلكم بما عملوا من المعاصي و لم ينههم الربانيون و الأحبار عن ذلك أن الله جل و علا بعث ملكين إلى مدينة ليقلباها على أهلها فلما انتهيا إليها وجدا رجلا يدعو الله و يتضرع إليه فقال أحدهما لصاحبه أ ما ترى هذا الرجل الداعي فقال له رأيته و لكن أمضي لما أمرني به ربي فقال الآخر و لكني لا أحدث شيئا حتى أرجع فعاد إلى ربه فقال يا رب إني انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلانا يدعو و   يتضرع إليك فقال عز و جل امض لما أمرتك فإن ذلك رجل لم يتغير وجهه غضبا لي قط

42-  و أروي أن رجلا سأل العالم ع عن قول الله عز و جل قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً قال يأمرهم بما أمرهم الله و ينهاهم عما نهاهم الله فإن أطاعوا كان قد وقاهم و إن عصوه كان قد قضى ما عليه

43-  و روي أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يخطب فعارضه رجل فقال يا أمير المؤمنين حدثنا عن ميت الأحياء فقطع الخطبة ثم قال منكر للمنكر بقلبه و لسانه و يديه فخلال الخير حصلها كلها و منكر للمنكر بقلبه و لسانه و تارك له بيده فخصلتان من خصال الخير و منكر للمنكر بقلبه و تارك بلسانه و يده فخله من خلال الخير حاز و تارك للمنكر بقلبه و لسانه و يده فذلك ميت الأحياء ثم عاد ع إلى خطبته

44-  و نروي أن رجلا جاء إلى رسول الله ص فقال أخبرني ما أفضل الأعمال فقال الإيمان بالله قال ثم ما ذا قال ثم صلة الرحم قال ثم ما ذا قال الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فقال الرجل فأي الأعمال أبغض إلى الله قال الشرك بالله قال ثم ما ذا قال قطيعة الرحم قال ثم ما ذا قال الأمر بالمنكر و النهي عن المعروف

45-  و نروي أن صبيين توثبا على ديك فنتفاه فلم يدعا عليه ريشه و شيخ قائم يصلي لا يأمرهم و لا ينهاهم قال فأمر الله الأرض فابتلعته

46-  و أروي عن العالم ع أنه قال إنما يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر مؤمن فيتعظ أو جاهل فيتعلم و أما صاحب سيف و سوط فلا

47-  نروي حسب المؤمن عيبا إذا رأى منكرا أن لا يعلم من قلبه أنه له كاره

48-  و أروي عن العالم ع أن الله قال ويل للذين يجتلبون الدنيا بالدين   و ويل للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس و ويل للذين إذا المؤمن فيهم يسير بالعدل يعتدون و عليه يجترون و لا يهتدون لأتيحن لهم فتنة يترك الحكيم فيهم حيرانا ]حيران[

49-  و نروي من أعظم الناس حسرة يوم القيامة قال من وصف عدلا فخالفه إلى غيره

50-  و نروي في قول الله تعالى فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَ الْغاوُونَ قال هم قول وصفوا بألسنتهم عدلا ثم خالفوه إلى غيره فسئل عن معنى ذلك فقال إذا وصف الإنسان عدلا خالفه إلى غيره فرأى يوم القيامة الثواب الذي هو واصفه لغيره عظمت حسرته

51-  مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع من لم ينسلخ عن هواجسه و لم يتخلص من آفات نفسه و شهواتها و لم يهزم الشيطان و لم يدخل في كنف الله و أمان عصمته لا يصلح له الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لأنه إذا لم يكن بهذه الصفة فكلما أظهر أمرا يكون حجة عليه و لا ينتفع الناس به قال الله عز و جل أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ و يقال له يا خائن أ تطالب خلقي بما خنت به نفسك و أرخيت عنه عنانك

52-  روي أن ثعلبة الخشني سأل رسول الله ص عن هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ فقال ع و أمر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما أصابك حتى إذا رأيت شحا مطاعا و هوى متبعا و إعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك و دع أمر العامة و صاحب الأمر بالمعروف يحتاج إلى أن يكون عالما بالحلال و الحرام فارغا من خاصة نفسه عما يأمرهم به و ينهاهم عنه ناصحا للخلق رحيما رفيقا بهم داعيا لهم باللطف و   حسن البيان عارفا بتفاوت أخلاقهم لينزل كلا منزلته بصيرا بمكر النفس و مكايد الشيطان صابرا على ما يلحقه لا يكافيهم بها و لا يشكو منهم و لا يستعمل الحمية و لا يغتاظ لنفسه مجردا نيته لله مستعينا به و مبتغيا لوجهه فإن خالفوه و جفوه صبر و إن وافقوه و قبلوا منه شكر مفوضا أمره إلى الله ناظرا إلى عيبه

53-  مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع أحسن المواعظ ما لا يجاوز القول حد الصدق و الفعل حد الإخلاص فإن مثل الواعظ و الموعوظ كاليقظان و الراقد فمن استيقظ عن رقدته و غفلته و مخالفته و معاصيه صلح أن يوقظ غيره من ذلك الرقاد و أما السائر في مفاوز الاعتداء و الخائض في مراتع الغي و ترك الحياء باستحباب السمعة و الرياء و الشهرة و التصنع في الخلق المتزيي بزي الصالحين المظهر بكلامه عمارة باطنه و هو في الحقيقة خال عنها قد غمرتها وحشة حب المحمدة و غشيتها ظلمة الطمع فما أفتنه بهواه و أضل الناس بمقالة قال الله عز و جل لَبِئْسَ الْمَوْلى وَ لَبِئْسَ الْعَشِيرُ و أما من عصمه الله بنور التأييد و حسن التوفيق و طهر قلبه من الدنس فلا يفارق المعرفة و التقى فيستمع الكلام من الأصل و يترك قائله كيف ما كان قالت الحكماء خذ الحكمة و لو من أفواه المجانين قال عيسى ع جالسوا من تذكركم الله رؤيته و لقاؤه فضلا عن الكلام و لا تجالسوا من يوافقه ظاهركم و يخالفه باطنكم فإن ذلك المدعى بما ليس له إن كنتم صادقين في استفادتكم فإذا لقيت من فيه ثلاث خصال فاغتنم رؤيته و لقاءه و مجالسته و لو ساعة فإن ذلك يؤثر في دينك و قلبك و عبادتك بركاته قوله لا يجاوز فعله و فعله لا يجاوز صدقه و صدقه لا ينازع ربه فجالسه بالحرمة و انتظر الرحمة و البركة و احذر لزوم الحجة عليك و راع وقته كيلا تلومه فتخسر و انظر إليه بعين فضل الله عليه و تخصيصه له و كرامته إياه

54-  شي، ]تفسير العياشي[ عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع قال قلت أَ تَأْمُرُونَ   النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ قال فوضع يده على حلقه قال كالذابح نفسه

55-  و قال الحجال عن أبي إسحاق عمن ذكره وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ أي تتركون

56-  شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن الهيثم التميمي عن أبي عبد الله ع في قوله كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ قال أما إنهم لم يكونوا يدخلون مداخلهم و لا يجلسون مجالسهم و لكن كانوا إذا لقوهم ضحكوا في وجوههم و أنسوا بهم

57-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال رسول الله ص لقد أوحى الله فيما مضى قبلكم إلى جبرئيل فأمره أن يخسف ببلد يشتمل على الكفار و الفجار فقال جبرئيل يا رب اخسف بهم إلا بفلان الزاهد فيعرف ما ذا يأمره الله به فقال الله تعالى بل اخسف بهم و بفلان قبلهم فسأل ربه فقال رب عرفني لم ذلك و هو زاهد عابد قال مكنت له و أقدرته فهو لا يأمر بالمعروف و لا ينهى عن المنكر و كان يتوفر على حبهم و في غضبي لهم فقالوا يا رسول الله فكيف بنا و نحن لا نقدر على إنكار ما نشاهده من منكر فقال رسول الله ص لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر أو ليعمكم الله بعذاب ثم قال من رأى منكرا فلينكره بيده إن استطاع فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه فحسبه أن يعلم الله من قلبه أنه لذلك كاره

58-  سر، ]السرائر[ من كتاب المشيخة لابن محبوب عن ابن محمد عن الحارث بن المغيرة قال لقيني أبو عبد الله ع في بعض طرق المدينة ليلا فقال لي يا حارث فقلت   نعم فقال أما ليحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم ثم مضى قال ثم أتيته فاستأذنت عليه فقلت جعلت فداك لم قلت ليحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم فقد دخلني من ذلك أمر عظيم فقال لي نعم ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهونه مما يدخل به علينا الأذى و العيب عند الناس أن تأتوه فتؤنبوه و تعظوه و تقولوا له قولا بليغا فقلت له إذا لا يقبل منا و لا يطيعنا قال فقال فإذا فاهجروه عند ذلك و اجتنبوا مجالسته

59-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ علي بن النعمان عن ابن مسكان عن ابن فرقد عن أبي شيبة الزهري عن أحدهما ع أنه قال لا دين لمن لا يدين الله بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

60-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ النضر عن درست عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال إن الله بعث ملكين إلى أهل مدينة ليقلباها على أهلها فلما انتهيا إلى المدينة وجدا رجلا يدعو الله و يتضرع إليه فقال أحدهما للآخر أ ما ترى هذا الداعي فقال قد رأيته و لكن أمضي لما أمرني به ربي فقال و لكني لا أحدث شيئا حتى أرجع إلى ربي فعاد إلى الله تبارك و تعالى فقال يا رب إني انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلانا يدعوك و يتضرع إليك فقال امض لما أمرتك فإن ذلك رجل لم يتغير وجهه غضبا لي قط

61-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ النضر عن يحيى الحلبي عن ابن خارجة عن أبي عبد الله ع قال إن الله بعث إلى بني إسرائيل نبيا يقال له إرميا فقال قل لهم ما بلد بنفسه من كرام البلدان و غرس فيه من كرام الغروس و نقيته من كل غريبة   فأخلف فأنبت خرنوبا فضحكوا منه و استهزءوا به فشكاهم إلى الله فأوحى الله إليه أن قل لهم إن البلد البيت المقدس و الغرس بنو إسرائيل نقيتهم من كل غريبة و نحيت عنهم كل جبار فأخلفوا فعملوا بمعاصي فلأسلطن عليهم في بلدهم من يسفك دماءهم و يأخذ أموالهم و إن بكوا لم أرحم بكاءهم و إن دعوا لم أستجب دعاءهم فشلوا و فشلت أعمالهم لأخربنها مائة عام ثم لأعمرنها قال فلما حدثهم جزعت العلماء فقالوا يا رسول الله ما ذنبنا نحن و لم نكن نعمل بعملهم فعاود لنا ربك فصام سبعا فلم يوح إليه فأكل أكلة ثم صام سبعا فلما كان اليوم الواحد و العشرون أوحى الله إليه لترجعن عما تصنع أن تراجعني في أمر قد قضيته أو لأردن وجهك على دبرك ثم أوحى إليه أن قل لهم إنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه و سلط عليهم بخت‏نصر ففعل بهم ما قد بلغك

 أقول قد مر في كتاب النبوة بأسانيد

62-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ علي بن النعمان عن داود بن أبي يزيد عن أبي شيبة الزهري عن أحدهما ع قال ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

63-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ عثمان بن عيسى عن فرات بن أحنف عن أبي عبد الله ع قال ويل لمن يأمر بالمنكر و ينهى عن المعروف

64-  نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لا يأمر بالمعروف و لا ينهى عن المنكر ألا من كان فيه ثلاث خصال رفيق بما يأمر به رفيق فيما ينهى عنه عدل فيما يأمر به عدل فيما ينهى عنه عالم بما يأمر به عالم بما ينهى عنه

65-  و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص من يشفع شفاعة حسنة أو   أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو دل على خير أو أشار به فهو شريك و من أمر بسوء أو دل عليه أو أشار به فهو شريك

66-  مجالس الشيخ، عن الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن علي الزعفراني عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال لو أنكم إذا بلغكم عن الرجل شي‏ء مشيتم إليه فقلتم يا هذا إما أن تعتزلنا و تجتنبنا أو تكف عنا فإن فعل و إلا فاجتنبوه

67-  و منه، بهذا الإسناد عن ابن وهبان عن علي بن حبشي عن العباس بن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان بن يحيى و جعفر بن عيسى عن الحسين بن أبي غندر عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال كان رجل شيخ ناسك يعبد الله في بني إسرائيل فبينا هو يصلي و هو في عبادته إذ بصر بغلامين صبيين إذ أخذا ديكا و هما ينتفان ريشه فأقبل على ما هو فيه من العبادة و لم ينههما عن ذلك فأوحى الله إلى الأرض أن سيخي بعبدي فساخت به الأرض و هو يهوي في الدردور أبد الآبدين و دهر الداهرين

68-  و منه، بهذا الإسناد عن الحسين عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن الله أهبط ملكين إلى قرية ليهلكهم فإذا هما برجل تحت الليل قائم يتضرع إلى الله و يتعبد قال فقال أحد الملكين للآخر إني أعاود ربي في هذا الرجل و قال الآخر بل تمضي لما أمرت و لا تعاود ربي فيما قد أمر به قال فعاود الآخر ربه في ذلك فأوحى الله إلى الذي لم يعاود ربه فيما أمره أن أهلكه معهم فقد حل به معهم سخطي إن هذا لم يتمعر وجهه قط غضبا لي و الملك الذي عاود ربه   فيما أمر سخط الله عليه فأهبط في جزيرة فهو حتى الساعة فيها ساخط عليه ربه

69-  نهج البلاغة، روى ابن جرير الطبري في تاريخه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه و كان ممن خرج لقتال الحجاج مع ابن الأشعث أنه قال فيما كان يحضض به الناس على الجهاد إني سمعت عليا رفع الله درجته في الصالحين و أثابه ثواب الشهداء و الصديقين يقول يوم لقينا أهل الشام أيها المؤمنون إنه من رأى عدوانا يعمل به و منكرا يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم و برئ و من أنكره بلسانه فقد أجر و هو أفضل من صاحبه و من أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا و كلمة الظالمين هي السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى و قام على الطريق و نور في قلبه اليقين

70-  و في كلام له ع آخر يجري هذا المجرى فمنهم المنكر للمنكر بيده و لسانه و قلبه فذلك المستكمل لخصال الخير و منهم المنكر بلسانه و قلبه و التارك بيده فذلك متمسك بخصلتين من خصال الخير و مضيع خصلة و منهم المنكر بقلبه و التارك بيده و لسانه فذلك الذي ضيع أشرف الخصلتين من الثلاث و تمسك بواحدة و منهم تارك لإنكار المنكر بلسانه و قلبه و يده فذلك ميت الأحياء و ما أعمال البر كلها و الجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر إلا كنفثة في بحر لجي و إن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لا يقربان من أجل و لا ينقصان من رزق و أفضل ذلك كلمة عدل عند إمام جائر

71-  و عن أبي جحيفة قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول إن أول ما تقلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ثم بألسنتكم ثم بقلوبكم فمن لم يعرف بقلبه معروفا و لم ينكر منكرا قلب فجعل أعلاه أسفله

72-  و قال ع إن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لخلقان من خلق الله و إنهما لا يقربان من أجل و لا ينقصان من رزق

    -73  نهج البلاغة، فإن الله سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين أيديكم إلا لتركهم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فلعن الله السفهاء لركوب المعاصي و الحكماء لترك التناهي

74-  نهج، ]نهج البلاغة[ في وصيته ع للحسن و أمر بالمعروف تكن من أهله و أنكر المنكر بيدك و لسانك و باين من فعله بجهدك و جاهد في الله حق جهاده و لا تأخذك في الله لومة لائم

75-  و قال في وصيته للحسنين ع عند وفاته و قولا بالحق و اعملا للأجر و كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا ثم قال ع الله الله في الجهاد بأموالكم و أنفسكم و ألسنتكم في سبيل الله لا تتركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيولي عليكم أشراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم

76-  كتاب الغارات، لإبراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن هشام المرادي عن عمر بن هشام عن ثابت أبي حمزة عن موسى عن شهر بن حوشب أن عليا ع قال لهم إنه لم يهلك من كان قبلكم من الأمم إلا بحيث ما أتوا من المعاصي و لم ينههم الربانيون و الأحبار فلما تمادوا في المعاصي و لم ينههم الربانيون و الأحبار عمهم الله بعقوبة فأمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم مثل الذي نزل بهم و اعلموا أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لا يقربان من أجل و لا ينقصان من رزق فإن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان في نفس أو أهل أو مال فإذا كان لأحدكم نقصان في ذلك يواري لأخيه عفوه فلا يكن له فتنة فإن المرء المسلم ما لم يغش دناءة يخشع لها إذا ذكرت و يغري بها لئام الناس كان كالياسر الفالج   ينتظر أول فوزة من قداحه يوجب له بها المغنم و يذهب عنه بها المغرم فذلك المرء المسلم البري‏ء من الخيانة ينتظر إحدى الحسنيين إما داعي الله فما عند الله خير له و إما رزقا من الله واسع فإذا هو ذو أهل و مال و معه حبسه المال و البنون حرث الدنيا و العمل الصالح حرث الآخرة و قد يجمعهما الله لأقوام

77-  مشكاة الأنوار، قال أمير المؤمنين ع أيها المؤمنون إن من رأى عدوانا يعمل به و منكرا يدعى إليه و أنكره بقلبه فقد سلم و برئ و من أنكره بلسانه فقد أجر و هو أفضل من صاحبه و من أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا و كلمة الظالمين السفلى فذلك الذي أصاب الهدى و قام على الطريق و نور في قلبه التبيين

78-  و عن الباقر ع قال الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر خلقان من خلق الله فمن نصرهما أعزه الله و من خذلهما خذله الله

79-  و قال الصادق ع إنما يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال عالم لما يأمر به و تارك لما ينهى عنه عادل فيما يأمر عادل فيما ينهى رفيق فيما يأمر رفيق فيما ينهى

80-  و قال رسول الله ص رأيت رجلا من أمتي في المنام قد أخذته الزبانية من كل مكان فجاءه أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر فخلصاه من بينهم و جعلاه من الملائكة

81-  و قال الصادق ع ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

82-  و قال النبي ص كيف بكم إذا فسدت نساؤكم و فسق شبابكم و لم تأمروا بمعروف و لم تنهوا عن منكر قيل و يكون ذلك يا رسول الله قال نعم و شر من ذلك فكيف بكم إذا أتيتم بالمنكر و نهيتم عن المعروف فقيل له يا   رسول الله و يكون ذلك قال نعم و شر من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا و المنكر معروفا

83-  و قال الصادق ع لما نزلت هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً جلس رجل من المسلمين يبكي و قال أنا قد عجزت عن نفسي كلفت أهلي فقال رسول الله ص حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك و تنهاهم عما تنهى عنه نفسك

84-  و قال الرضا ع كان رسول الله ص يقول إذا أمتي تواكلت الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فلتأذن بوقاع من الله تعالى

85-  و قال الصادق ع حسب المؤمن غيرا إن رأى منكرا أن يعلم الله من نيته أنه له كاره

86-  و عن غياث بن إبراهيم قال كان أبو عبد الله ع إذا مر بجماعة يختصمون لا يجوزهم حتى يقول ثلاثا اتقوا الله يرفع بها صوته

87-  و عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله كان حامدة من الناس ذاما و من آثر طاعة الله عز و جل بغضب الناس كفاه الله عز و جل عداوة كل عدو و حسد كل حاسد و بغي كل باغ و كان الله عز و جل له ناصرا و ظهيرا

88-  و عن مفضل بن زيد عن أبي عبد الله ع قال قال يا مفضل من تعرض لسلطان جائر فأصابته بلية لم يؤجر عليها و لم يرزق الصبر عليها

89-  و عن أبي عبد الله ع قال إن الله فوض إلى المؤمن أمره كله و لم يفوض إليه أن يكون ذليلا أ ما تسمع الله يقول عز و جل وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ فالمؤمن يكون عزيزا و لا يكون ذليلا فإن المؤمن أعز من الجبل   يستقل منه بالمعاول و المؤمن لا يستقل من دينه بشي‏ء

90-  و عن محمد بن عرفة قال سمعت أبا الحسن ع يقول لتأمرن بالمعروف و لتنهن عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم

91-  و عن مفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله ع لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه قلت بما يذل نفسه قال لا يدخل فيما يعتذر منه

92-  و عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال سئل عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أ واجب هو على الأمة جميعا قال لا فقيل و لم قال إنما هو على القوي المطاع العالم بالمعروف من المنكر لا على الضعفة الذين لا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا إلى أي من أي يقول إلى الحق أم إلى الباطل و الدليل على ذلك من كتاب الله قول الله عز و جل وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ فهذا خاص غير عام كما قال الله وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ و لم يقل على أمة موسى و لا على كل قوم و هم يومئذ أمم مختلفة و الأمة واحد فصاعدا كما قال الله عز و جل إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ يقول مطيعا لله و ليس على من يعلم ذلك في الهدنة من حرج إذا كان لا قوة له و لا عدد و لا طاعة

93-  قال مسعدة و سمعت أبا عبد الله ع يقول و سئل عن الحديث الذي جاء عن النبي ص أن أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر ما معناه قال هذا أن يأمره بعد معرفته و هو مع ذلك يقبل منه و إلا فلا

94-  و عن جابر عن أبي جعفر ع قال أوحى الله تعالى إلى شعيب النبي ع أني معذب من قومك مائة ألف أربعين ألفا من شرارهم و ستين ألفا من خيارهم فقال يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار فأوحى الله عز و جل إليه داهنوا أهل المعاصي فلم يغضبوا لغضبي

    -95  و روي عن النبي ص أنه قال لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و تعاونوا على البر فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت عنهم البركات و سلط بعضهم على بعض و لم يكن لهم ناصر في الأرض و لا في السماء

96-  و قال أمير المؤمنين ع في كلام هذا ختامه من ترك إنكار المنكر بقلبه و يده و لسانه فهو ميت الأحياء