باب 2- الإجمال في الطلب

 الآيات آل عمران إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ الرعد اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَ يَقْدِرُ الحجر وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ النحل وَ اللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ الإسراء إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَ يَقْدِرُ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً طه وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ النور وَ اللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ العنكبوت وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَ إِيَّاكُمْ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ و قال تعالى اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ يَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ   الروم أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَ يَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ و قال تعالى اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ سبأ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ و قال تعالى قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ يَقْدِرُ لَهُ وَ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَ هُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ فاطر هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ حمعسق لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَ يَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ و قال تعالى اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ و قال تعالى وَ لَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَ لكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ الذاريات إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ النجم وَ أَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَ أَقْنى الجمعة وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَ تَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَ مِنَ التِّجارَةِ وَ اللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ الطلاق وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ   وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدْراً

1-  كنز الكراجكي، قال رسول الله ص ليس الغنى في كثرة العرض و إنما الغنى غناء النفس

2-  و قال ص ثلاث خصال من صفة أولياء الله الثقة بالله في كل شي‏ء و الغنى به عن كل شي‏ء و الافتقار إليه في كل شي‏ء

3-  و قال ص أ لا أخبركم بأشقى الأشقياء قالوا بلى يا رسول الله قال من اجتمع عليه فقر الدنيا و عذاب الآخرة نعوذ بالله من ذلك

4-  و قال أمير المؤمنين ع الفقر يخرس الفطن عن حجته و المقل غريب في بلده و من فتح على نفسه بابا من المسألة فتح الله عليه بابا من الفقر

5-  و قال ع العفاف زينة الفقر و الشكر زينة الغناء

6-  و قال ع من كساه الغناء ثوبه خفي عن العيون عيبه

7-  و قال ع من أبدى إلى الناس ضره فقد فضح نفسه و خير الغناء ترك السؤال و شر الفقر لزوم الخضوع

8-  و قال ع استغن بالله عمن شئت تكن نظيره و احتج إلى من شئت تكن أسيره و أفضل على من شئت تكن أميره

9-  و قال ع لا ملك أذهب بالفاقة من الرضا بالقنوع

10-  و روي أن الماء تصبب على صخرة فوجد عليها مكتوبا إنما يتبين الغناء و الفقر بعد العرض على الله عز و جل

11-  و قال رجل للصادق ع عظني فقال لا تحدث نفسك بفقر   و لا بطول عمر

12-  و قيل ما استغنى أحد بالله إلا افتقر الناس إليه

13-  و أنشد لأمير المؤمنين ع

ادفع الدنيا بما اندفعت و اقطع الدنيا بما انقطعت‏يطلب المرء الغناء عبثا و الغناء في النفس لو قنعت

14-  و عن النبي ص قال أكثروا الاستغفار فإنه يجلب الرزق

15-  و قال ص من رضي باليسير من الرزق رضي الله منه باليسير من العمل

16-  و روي أن الله عز و جل أوحى إلى عيسى ابن مريم ليحذر الذي يستبطئني في الرزق أن أغضب فأفتح عليه بابا من الدنيا

17-  و قال أمير المؤمنين ع الرزق رزقان رزق تطلبه و رزق يطلبك فإن لم تأته أتاك

18-  و قال ع من حسنت نيته زيد في رزقه

19-  عدة الداعي، قال رسول الله ص لبعض أصحابه كيف بك إذا بقيت في قوم يجبون رزق سنتهم لضعف اليقين فإذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء و إذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح فإنك لا تدري ما اسمك غدا

20-  و قال ص من بذر أفقره الله

21-  و قال ص ما عال امرؤ اقتصد

22-  و في الوحي القديم يا ابن آدم خلقتك من تراب ثم من نطفة فلم أعي بخلقك   أو يعييني رغيف أسوقه إليك في حينه

23-  و فيما أوحى الله إلى داود ع من انقطع إلي كفيته

24-  و عن أبي عبد الله ع في حديث مرفوع إلى النبي ص قال جاء جبرائيل إلى النبي ص فقال يا رسول الله إن الله أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحدا قبلك قال رسول الله ص فقلت ما هي قال الفقر و أحسن منه قلت و ما هو قال القناعة و أحسن منها قلت و ما هو قال الرضا و أحسن منه قلت و ما هو قال الزهد و أحسن منه قلت و ما هو قال الإخلاص و أحسن منه قلت و ما هو قال اليقين و أحسن منه قلت و ما هو قال إن مدرجة ذلك كله التوكل على الله قلت يا جبرئيل و ما تفسير التوكل على الله قال العلم بأن المخلوق لا يضر و لا ينفع و لا يعطى و لا يمنع و استعمال اليأس من المخلوق فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوى الله و لم يزغ قلبه و لم يخف سوى الله و لم يطمع إلى أحد سوى الله فهذا هو التوكل قال قلت يا جبرئيل فما تفسير الصبر قال يصبر في الضراء كما يصبر في السراء و في الفاقة كما يصبر في الغنى و في العناء كما يصبر في العافية و لا يشكو خالقه عند المخلوق بما يصيبه من البلاء قلت فما تفسير القناعة قال يقنع بما يصيب من الدنيا يقنع بالقليل و يشكر باليسير قلت فما تفسير الرضا قال الراضي الذي لا يسخط على سيده أصاب من الدنيا أو لم يصب و لا يرضى من نفسه باليسير قلت يا جبرئيل فما تفسير الزاهد قال الزاهد يحب من يحب خالقه و يبغض من يبغض خالقه و يتحرج من حلالها و لا يلتفت إلى حرامها فإن حلالها   حساب و حرامها عقاب و يرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه و يتحرج من الكلام فيما لا يعنيه كما يتحرج من الحرام و يتحرج من كثرة الأكل كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها و يتحرج من حطام الدنيا و زينتها كما يتجنب النار أن يغشاها و أن يقصر أمله و كان بين عينيه أجله قلت يا جبرئيل فما تفسير الإخلاص قال المخلص الذي لا يسأل الناس شيئا حتى يجد و إذا وجد رضي و إذا بقي عنده شي‏ء أعطاه الله فإن لم يسأل المخلوق فقد أقر لله بالعبودية و إذا وجد أقرض فهو عن الله راض و الله تبارك و تعالى عنه راض و إذا أعطاه الله فهو جدير قلت فما تفسير اليقين قال الموقن الذي يعمل لله كأنه يراه و إن لم يكن يرى الله فإن الله يراه و أن يعلم يقينا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه و هذا كله أغصان و مدرجة الزهد

25-  و روي عن أبي عبد الله ع في قول الله تبارك و تعالى وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ قال هو قول الرجل لو لا فلان لهلكت و لو لا فلان لما أصبت كذا و كذا و لو لا فلان لضاع عيالي أ لا ترى أنه قد جعل لله شريكا في ملكه يرزقه و يدفع عنه قلت فنقول لو لا أن الله من علي بفلان لهلكت قال نعم لا بأس

26-  و عن ابن عمر قال سمعت رسول الله ص يقول أمتي في الدنيا على ثلاثة أطباق أما الطبق الأول فلا يحبون جمع المال و ادخاره و لا يسعون في اقتنائه و احتكاره و إنما رضاهم من الدنيا سد جوعة و ستر عورة و غناهم منها ما بلغ بهم الآخرة فأولئك الآمنون الذين لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ و أما الطبق الثاني فإنهم يحبون جمع المال من أطيب وجوهه و أحسن سبله يصلون به أرحامهم و يبرون به إخوانهم و يواسون به فقراءهم و لعض أحدهم   على الرضف أيسر عليه من أن يكتسب درهما من غير حله أو يمنعه من حقه أو يكون له خازنا إلى يوم موته فأولئك الذين إن نوقش عنهم عذبوا و إن عفي عنهم سلموا و أما الطبق الثالث فإنهم يحبون جمع المال مما حل و حرم و منعه مما افترض و وجب إن أنفقوه أنفقوا إسرافا و بدارا و إن أمسكوه أمسكوا بخلا و احتكارا أولئك الذين ملكت الدنيا زمام قلوبهم حتى أوردتهم النار بذنوبهم

27-  و عن النبي ص احذروا المال فإنه كان فيما مضى رجل قد جمع مالا و ولدا و أقبل على نفسه و جمع لهم فأوعى فأتاه ملك الموت فقرع بابه و هو في زي مسكين فخرج إليه الحجاب فقال لهم ادعوا لي سيدكم قالوا أ و يخرج سيدنا إلى مثلك و دفعوه حتى نحوه عن الباب ثم عاد إليهم في مثل تلك الهيئة و قال ادعوا لي سيدكم و أخبروه أني ملك الموت فلما سمع سيدهم هذا الكلام قعد فرقا و قال لأصحابه لينوا له في المقال و قولوا له لعلك تطلب غير سيدنا بارك الله فيك قال لهم لا و دخل عليه و قال له قم فأوص ما كنت موصيا فإني قابض روحك قبل أن أخرج فصاح أهله و بكوا فقال افتحوا الصناديق و اكتبوا ما فيها من الذهب و الفضة ثم أقبل على المال يسبه و يقول له لعنك الله يا مال أنت أنسيتني ذكر ربي و أغفلتني عن أمر آخرتي حتى بغتني من أمر الله ما قد بغتني فأنطق الله المال فقال له لم تسبني و أنت ألأم مني أ لم تكن في أعين الناس حقيرا فرفعوك لما رأوا عليك من أثري أ لم تحضر أبواب الملوك و السادة و يحضرهما الصالحون و تدخل قبلهم و يؤخرون أ لم تخطب بنات الملوك و السادة و يخطبهن الصالحون فتنكح و يردون فلو كنت تنفقني في سبيل الخيرات لم أمتنع عليك و لو كنت تنفقني في سبيل الله لم أنقص عليك فلم تسبني و أنت ألأم مني إنما خلقت أنا و أنت من تراب فانطلق تراثا و انطلق   بإثمي هكذا يقول المال لصاحبه

28-  و روى أبو سعيد الخدري قال سمعت رسول الله ص يقول عند منصرفه من أحد و الناس محدقون به و قد أسند ظهره إلى طلحة هناك أيها الناس أقبلوا على ما كلفتموه من إصلاح آخرتكم و أعرضوا عما ضمن لكم من دنياكم و لا تستعملوا جوارحا غذيت بنعمته في التعرض لسخطه بمعصيته و اجعلوا شغلكم في التماس مغفرته و اصرفوا همكم بالتقرب إلى طاعته من بدأ بنصيبه من الدنيا فاته نصيبه من الآخرة و لم يدرك منها ما يريد و من بدأ بنصيبه من الآخرة وصل إليه نصيبه من الدنيا و أدرك من الآخرة ما يريد

29-  قال ص إن الله يعطي الدنيا بعمل الآخرة و لا يعطي الآخرة بعمل الدنيا

30-  أعلام الدين، للديلمي عن النبي ص قال ما من مؤمن إلا و له باب يصعد منه عمله و باب ينزل منه رزقه فإن مات بكيا عليه و ذلك قول الله عز و جل فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ

31-  مسكن الفؤاد، قال النبي ص إذا كان يوم القيامة أنبت الله تعالى لطائفة من أمتي أجنحة فيطيرون من قبورهم إلى الجنان يسرحون فيها و يتنعمون كيف شاءوا فتقول لهم الملائكة هل رأيتم الحساب فيقولون ما رأينا حسابا فيقولون هل جزتم الصراط فيقولون ما رأينا صراطا فيقولون هل رأيتم جهنم فيقولون ما رأينا شيئا فتقول الملائكة من أمة من أنتم فيقولون من أمة محمد ص فيقولون نشدناكم الله حدثونا ما كانت أعمالكم في الدنيا   فيقولون خصلتان كانتا فينا فبلغنا الله هذه الدرجة بفضل رحمته فيقولون و ما هما فيقولون كنا إذا خلونا نستحي أن نعصيه و نرضى باليسير مما قسم لنا فتقول الملائكة حق لكم هذا

32-  أعلام الدين، قال أمير المؤمنين ع الدنيا دول فاطلب حظك منها بأجمل الطلب

33-  و قال ع من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير

34-  و قال الصادق ع إذا أحب الله عبدا ألهمه الطاعة و ألزمه القناعة و فقهه في الدين و قواه باليقين فاكتفى بالكفاف و اكتسى بالعفاف و إذا أبغض الله عبدا حبب إليه المال و بسط له و ألهمه دنياه و وكله إلى هواه فركب العناد و بسط الفساد و ظلم العباد

35-  و عن أبي محمد العسكري ع قال ادفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك فإن لكل يوم رزقا جديدا و اعلم أن الإلحاح في المطالب يسلب البهاء و يورث التعب و العناء فاصبر حتى يفتح الله لك بابا يسهل الدخول فيه فما أقرب الصنع من الملهوف و الأمن من الهارب المخوف فربما كانت الغير نوعا من أدب الله و الحظوظ مراتب فلا تعجل على ثمرة لم تدرك و إنما تنالها في أوانها و اعلم أن المدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك و لا تعجل بحوائجك قبل وقتها فيضيق قلبك و صدرك و يغشاك القنوط

36-  و قال ع المقادير لا تدفع بالمغالبة و الأرزاق المكتوبة لا تنال بالشره و لا تدفع بالإمساك عنها

37-  و عن ابن عباس قال قال رسول الله ص أيها الناس إن الرزق مقسوم لن يعدو امرؤ ما قسم له فأجملوا في الطلب و إن العمر محدود لن يتجاوز أحد ما قدر له فبادروا قبل نفاذ الأجل و الأعمال محصية

    قال السيد الوجه محصاةلن يهمل منها صغيرة و لا كبيرة فأكثروا من صالح العمل أيها الناس إن في القنوع تسعة و إن في الاقتصاد لبلغة و إن في الزهد لراحة و إن لكل عمل جزاء و كل آت قريب

38-  و قال ص و إن أفضل الناس عبد أخذ من الدنيا الكفاف و صاحب فيها العفاف و تزود للرحيل و تأهب للمسير

39-  و عن ابن مسعود قال قال رسول الله ص قال الله تبارك و تعالى يا ابن آدم يؤتى كل يوم برزقك و أنت تحزن و ينقص كل يوم من عمرك و أنت تفرح أنت فيما يكفيك و تطلب ما يطغيك لا بقليل تقنع و لا من كثير تشبع

40-  و عنه ص قال إياكم و فضول المطعم فإنه يسم القلب بالقسوة و يبطئ بالجوارح للطاعة و يصم الهمم عن سماع الموعظة و إياكم و فضول النظر فإنه يبذر الهوى و يولد الغفلة و إياكم و استشعار الطمع فإنه يشوب القلب شدة الحرص و يختم على القلوب بطابع حب الدنيا و هو مفتاح كل سيئة و رأس كل خطيئة و سبب إحباط كل حسنة

41-  و عن الحسين ع أنه قال لرجل يا هذا لا تجاهد في الرزق جهاد الغالب و لا تتكل على القدر اتكال مستسلم فإن اتباع الرزق من السنة و الإجمال في الطلب من العفة و ليس العفة بمانعة رزقا

42-  قال و لا الحرص بجالب فضلا و إن الرزق مقسوم و الأجل مخترم و استعمال الحرص طلب المأثم

43-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن إدريس عن ابن عبد الجبار عن الأزدي عن أبي حمزة عن الصادق ع قال إن كان الله تبارك و تعالى قد تكفل بالرزق فاهتمامك لما ذا و إن كان الرزق مقسوما فالحرص لما ذا و إن كان الحساب حقا فالجمع لما ذا و إن كان الخلف من الله عز و جل حقا فالبخل لما ذا الخبر

    أقول قد مضى بأسانيد في أبواب المواعظ

44-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن مرازم بن حكيم عن أبي عبد الله ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن الروح الأمين جبرئيل أخبرني عن ربي تبارك و تعالى أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله و أجملوا في الطلب و اعلموا أن الرزق رزقان فرزق تطلبونه و رزق يطلبكم فاطلبوا أرزاقكم من حلال فإنكم آكلوها حلالا إن طلبتموها من وجوهها و إن لم تطلبوها من وجوهها أكلتموها حراما و هي أرزاقكم لا بد لكم من أكلها

45-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن محمد بن عيسى بن هارون عن إبراهيم بن عبد الصمد عن أبيه عن جده قال قال سيدنا الصادق ع من اهتم لرزقه كتب عليه خطيئة إن دانيال كان في زمن ملك جبار عات أخذه فطرحه في جب و طرح معه السباع فلم تدنوا منه و لم تجرحه فأوحى الله إلى نبي من أنبيائه أن ائت دانيال بطعام قال يا رب و أين دانيال قال تخرج من القرية فيستقبلك ضبع فاتبعه فإنه يدلك فأتت به الضبع إلى ذلك الجب فإذا فيه دانيال فأدلى إليه الطعام فقال دانيال الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره الحمد لله الذي لا يخيب من دعاه الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره الحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانا و بالصبر نجاتا ثم قال الصادق ع إن الله أبى إلا أن يجعل أرزاق المتقين من حيث لا يحتسبون و أن لا يقبل لأوليائه شهادته في دولة الظالمين

46-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن القاساني عن الأصبهاني عن المنقري عن حفص عنه ع مثله

47-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الربيع بن محمد عن عبد الله بن سليمان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله   عز و جل أوسع في أرزاق الحمقى لتعتبر العقلاء و يعلموا أن الدنيا لا تنال بالعقل و لا بالحيلة

48-  فس، ]تفسير القمي[ محمد بن أحمد بن ثابت عن الحسن بن محمد عن محمد بن زياد عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ قال في دنياه

49-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان و عبد العزيز عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من أصبح و أمسى و الآخرة أكبر همه جعل الله له الغنى في قلبه و جمع له أمره و لم يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه و من أصبح و أمسى و الدنيا أكبر همه جعل الله الفقر بين عينيه و شتت عليه أمره و لم ينل من الدنيا إلا ما قسم له

50-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع كانت الفقهاء و الحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا بثلاث ليس معهن رابعة من كانت الآخرة همه كفاه الله همه من الدنيا و من أصلح سريرته أصلح الله علانيته و من أصلح فيما بينه و بين الله أصلح الله فيما بينه و بين الناس

51-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ماجيلويه عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن لله عز و جل فضولا من رزقه ينحله من يشاء من خلقه

52-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال كان   في بني إسرائيل رجل و كان محتاجا فألحت عليه امرأته في طلب الرزق فرأى في النوم أيما أحب إليك درهمان من حل أو ألفان من حرام فقال درهمان من حل فقال تحت رأسك فانتبه فرأى الدرهمين تحت رأسه فأخذهما و اشترى بدرهم سمكة فأقبل إلى منزله فلما رأته المرأة أقبلت عليه كاللائمة و أقسمت أن لا تمسها فقام الرجل إليها فلما شق بطنها إذا بدرتين فباعهما بأربعين ألف درهم

53-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن ماجيلويه عن عمه عن الكوفي عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال كان في بني إسرائيل عابد و كان عارفا تنفق عليه امرأته فجاءها يوما فدفعت إليه غزلا فذهب فلم يشتر بشي‏ء فجاء إلى البحر فإذا هو بصياد قد اصطاد سمكا كثيرا فأعطاه الغزل و قال انتفع به في شبكتك فدفع إليه سمكة فأخذها و خرج بها إلى زوجته فلما شقها بدت من جوفها لؤلؤة فباعها بعشرين ألف درهم

54-  قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان فيما وعظ لقمان ابنه أنه قال يا بني ليعتبر من قصر يقينه و ضعف تعبه في طلب الرزق إن الله تعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره و أتاه رزقه و لم يكن له في واحدة منها كسب و لا حيلة إن الله سيرزقه في الحال الرابعة أما أول ذلك فإنه كان في رحم أمه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا برد يؤذيه و لا حر ثم أخرجه من ذلك و أجرى له من لبن أمه ما يربيه من غير حول به و لا قوة ثم فطم من ذلك فأجرى له من كسب أبويه برأفة و رحمة من تلويهما حتى إذا كبر و عقل و اكتسب لنفسه ضاق به أمره فظن الظنون بربه و جحد الحقوق في ماله و قتر على نفسه و عياله مخافة الفقر

55-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ عن النبي ص قال أبى الله أن يرزق عبده إلا من حيث لا يعلم فإن العبد إذا لم يعلم وجه رزقه كثر دعاؤه

56-  فس، ]تفسير القمي[ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص يا أيها الناس إنه نفث في روعي   روح القدس أنه لم تمت نفس حتى تستوفي أقصى رزقها و إن أبطأ عليها فاتقوا الله و أجملوا في الطلب و لا يحملنكم استبطاء شي‏ء مما عند الله أن تصيبوه بمعصية فإن الله لا ينال ما عنده إلا بالطاعة

57-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ اتق في طلب الرزق و أجمل بالطلب و احفظ في المكسب و اعلم أن الرزق رزقان فرزق تطلبه و رزق يطلبك فأما الذي تطلبه فاطلبه من حلال فإن أكله حلال إن طلبته في وجهه و إلا أكلته حراما و هو رزقك لا بد لك من أكله

58-  شي، ]تفسير العياشي[ قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه يا ابن آدم لا يكن أكبر همك يومك الذي إن فاتك لم يكن من أجلك فإن همك يوم فإن كل يوم تحضره يأتي الله فيه برزقك و اعلم أنك لن تكتسب شيئا فوق قوتك إلا كنت فيه خازنا لغيرك تكثر في الدنيا به نصبك و تحظي به وارثك و يطول معه يوم القيامة حسابك فاسعد بمالك في حياتك و قدم ليوم معادك زادا يكون أمامك فإن السفر بعيد و الموعد القيامة و المورد الجنة أو النار

59-  شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن الفضيل عن جابر عن أبي جعفر ع قال أتى رسول الله ص رجل من أهل البادية فقال يا رسول الله إن لي بنين و بنات و إخوة و أخوات و بني بنين و بني بنات و بني إخوة و بني أخوات و المعيشة علينا خفيفة فإن رأيت يا رسول الله ص أن تدعو الله أن يوسع علينا قال و بكى فرق له المسلمون فقال رسول الله ص ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ من كفل بهذه الأفواه المضمونة على الله رزقها صب الله عليه الرزق صبا كالماء المنهمر إن قليلا فقليلا و إن كثيرا فكثيرا قال ثم دعا رسول الله ص و أمن له المسلمون   قال أبو جعفر ع فحدثني من رأى الرجل في زمن عمر فسأله عن حاله فقال من أحسن من خوله حلالا و أكثرهم مالا

60-  جا، ]المجالس للمفيد[ محمد بن الحسين عن علي بن الحسين الصيدلاني عن أحمد بن محمد مولى بني هاشم عن أبي نصر المخزومي عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال دخل أمير المؤمنين ع سوق البصرة فنظر إلى الناس يبيعون و يشترون فبكى بكاء شديدا ثم قال يا عبيد الدنيا و عمال أهلها إذا كنتم بالنهار تحلفون و بالليل في فرشكم تنامون و في خلال ذلك عن الآخرة تغفلون فمتى تجهزون الزاد و تفكرون في المعاد قال فقال له رجل يا أمير المؤمنين لا بد لنا من المعاش فكيف نصنع فقال أمير المؤمنين ع إن طلب المعاش من حله لا يشغل عن عمل الآخرة فإن قلت لا بد لنا من الاحتكار لم تكن معذورا فولى الرجل باكيا فقال له أمير المؤمنين ع أقبل علي أزدك بيانا فعاد الرجل إليه فقال له اعلم يا عبد الله أن كل عامل في الدنيا للآخرة لا بد أن يوفى أجر عمله في الآخرة و كل عامل للدنيا عمالته في الآخرة نار جهنم ثم تلا أمير المؤمنين ع قوله تعالى فَأَمَّا مَنْ طَغى وَ آثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى

61-  جا، ]المجالس للمفيد[ أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار رفعه قال كان أمير المؤمنين ع يقول قربوا على أنفسكم البعيد و هونوا عليها الشديد و اعلموا أن عبدا و إن ضعفت حيلته و وهنت مكيدته إنه لن ينقص مما قدر الله له و إن قوى عبد في شدة الحيلة و قوة المكيدة أنه لن يزاد على ما قدر الله له

    -62  جع، ]جامع الأخبار[ قال رسول الله ص الرزق يطلب العبد أشد من أجله

 و قال ع إن الرزق يطلبه العبد كما يطلبه أجله

 و قال ع لو أن أحدكم فر من رزقه لتبعه كما تبعه الموت

 قال ع لأبي ذر لو أن ابن آدم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت

 و قال علي ع

دع الحرص على الدنيا و في العيش فلا تطمع‏و لا تجمع من المال فلا تدري لمن تجمع‏و لا تدري أ في أرضك أم في غيرها تصرع‏فإن الرزق مقسوم و كد المرء لا ينفع‏فقير كل من يطمع غني كل من يقنع

63-  نبه، ]تنبيه الخاطر[ ابن فضالة عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال ليكن طلبك المعيشة فوق كسب المضيع دون طلب الحريص الراضي بالدنيا المطمئن إليها و لكن أنزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف المتعفف ترفع نفسك عن منزلة الواهي الضعيف و تكتسب ما لا بد للمؤمن منه إن الذين أعطوا المال ثم لم يشكروا لا مال لهم

 ابن جمهور عن أبيه رفعه عن أبي عبد الله ع قال كان أمير المؤمنين ع كثيرا ما يقول اعلموا علما يقينا أن الله تعالى لم يجعل للعبد   و إن اشتد جهده و عظمت حيلته و كبرت مكايدته أن يسبق ما سمي له في الذكر الحكيم و لم يحل بين العبد في ضعفه و قلة حيلته و بين أن يبلغ ما سمي له في الذكر الحكيم أيها الناس إنه لن يزداد امرؤ تغييرا بحذقه و لن ينقص امرؤ فقير لخرقه فالعالم بهذا العامل به أعظم الناس راحة في منفعة و العالم بهذا التارك له أعظم الناس شغلا في مضرة و رب منعم عليه مستدرج بالإحسان إليه و رب معذور في الناس مصنوع له فارفق أيها الساعي من سعيك و أقصر من عجلتك و انتبه من سنة غفلتك و تفكر فيما جاء عن الله عز و جل على لسان نبيه ص و احتفظوا بهذه الحروف السبعة فإنها من أهل الحجى و من عزائم الله في الذكر الحكيم إنه ليس لأحد أن يلقى الله عز و جل بخلة من هذه الخلال الشرك بالله فيما افترض أو شفاء غيظ بهلاك نفسه أو آمر يأمر بعمل غيره و استنجح إلى مخلوقة بإظهار بدعة في دينه أو سره أن يحمده الناس بما لم يفعل و المتجبر المختال و صاحب الأبهة

 عبد الله بن سليمان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله تعالى وسع أرزاق الحمقى ليعتبر العقلاء و يعلموا أن الدنيا ليس ينال ما فيها بعمل و لا حيلة

64-  ختص، ]الإختصاص[ قال الصادق ع إذا كان عند غروب الشمس وكل الله بها ملكا ينادي أيها الناس أقبلوا على ربكم فإن ما قل و كفى خير مما كثر و ألهى و ملك موكل بالشمس عند طلوعها يا ابن آدم لد للموت و ابن للخراب و اجمع للفناء

65-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال ما سد الله على مؤمن رزقا يأتيه من وجه إلا فتح له من وجه آخر فأتاه و إن لم يكن له   في حسابه

66-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ عن جابر قال قال الحسن بن علي ع لرجل يا هذا لا تجاهد الطلب جهاد العدو و لا تتكل على القدر اتكال المستسلم فإن إنشاء الفضل من السنة و الإجمال في الطلب من العفة و ليست العفة بدافعة رزقا و لا الحرص بجالب فضلا فإن الرزق مقسوم و استعمال الحرص استعمال المأثم

67-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع أنه قال من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضى الناس بسخط الله و لا يحمدهم على ما رزق الله و لا يلومهم على ما لم يؤته الله فإن رزق الله لا يسوقه حرص حريص و لا يرده كره كاره و لو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه قبل موته كما يدركه الموت

68-  محص، ]التمحيص[ عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص في حجة الوداع ألا إن الروح الأمين نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله و أجملوا في الطلب و لا يحملنكم استبطاء شي‏ء من الرزق أن تطلبوه بشي‏ء من معصية الله فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته قد قسم الأرزاق بين خلقه فمن هتك حجاب الستر و عجل فأخذه من غير حله قص من رزقه الحلال و حوسب عليه يوم القيامة

69-  محص، ]التمحيص[ عن سهل رفعه قال قال أمير المؤمنين ع كم من متعب نفسه مقتر عليه و مقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير

70-  محص، ]التمحيص[ عن عبد الله بن سليمان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله وسع في أرزاق الحمقى ليعتبر العقلاء و يعلموا أن الدنيا ليس ينال ما فيها بعمل و لا حيلة

71-  محص، ]التمحيص[ عن أبي عبد الله ع قال لو كان العبد في جحر لأتاه رزقه فأجملوا في طلب

72-  محص، ]التمحيص[ عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال أبى الله أن يجعل   أرزاق المؤمنين إلا من حيث لا يحتسبون

73-  محص، ]التمحيص[ عن علي بن السندي عن أبي عبد الله ع قال إن الله جعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون و ذلك أن العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه

74-  محص، ]التمحيص[ عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص الدنيا دول فما كان لك منها أتاك على ضعفك و ما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك و من انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه و من رضي بما رزقه الله قرت عينه

75-  محص، ]التمحيص[ عن ابن فضال رفعه عن أبي عبد الله ع قال ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع و دون طلب الحريص الراضي بدنياه المطمئن إليها و أنزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف المتعفف ترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف و تكتسب ما لا بد للمؤمن منه إن الذين أعطوا المال ثم لم يشكروا لا مال لهم

76-  دعوات الراوندي، ذكروا أن سليمان ع كان جالسا على شاطئ بحر فبصر بنملة تحمل حبة قمح تذهب بها نحو البحر فجعل سليمان ينظر إليها حتى بلغت الماء فإذا بضفدعة قد أخرجت رأسها من الماء و فتحت فاها فدخلت النملة فاها و غاصت الضفدعة في البحر ساعة طويلة و سليمان يتفكر في ذلك متعجبا ثم إنها خرجت من الماء و فتحت فاها فخرجت النملة من فيها و لم تكن معها الحبة فدعاها سليمان و سألها عن حالها و شأنها و أين كانت فقالت يا نبي الله في قعر هذا البحر الذي تراه صخرة مجوفة و في جوفها دودة عمياء و قد خلقها الله تعالى هنالك فلا تقدر أن تخرج منها لطلب معاشها و قد وكلني الله برزقها فأنا أحمل رزقها و سخر الله هذه الضفدعة لتحملني فلا يضرني الماء في فيها و تضع فاها على ثقب الصخرة و أدخلها ثم إذا أوصلت رزقها إليها خرجت من ثقب الصخرة إلى فيها فتخرجني من البحر قال سليمان و هل سمعت لها من تسبيحة   قالت نعم تقول يا من لا تنساني في جوف هذه الصخرة تحت هذه اللجة برزقك لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك

77-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع يا ابن آدم لا تحمل هم يومك الذي لم يأتك على هم يومك الذي قد أتاك فإنه إن يك من عمرك يأت الله فيه برزقك

78-  و قال ع اعلموا علما يقينا أن الله لم يجعل للعبد و إن عظمت حيلته و اشتدت طلبته و قويت مكيدته أكثر مما سمي له في الذكر الحكيم و لم يحل بين العبد و في ضعفه و في قلة حيلته و بين أن يبلغ ما سمي له في الذكر الحكيم العارف بهذا العامل به أعظم الناس راحة في منفعة و التارك له الشاك فيه أعظم الناس شغلا في مضرة و رب منعم عليه مستدرج بالنعمى و رب مبتلى مصنوع له بالبلوى فزد أيها المستمع في شكرك و قصر من عجلتك و قف عند منتهى رزقك

79-  و قال ع لا يصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله سبحانه أوثق منه بما في يده

80-  و قيل له لو سد على رجل باب بيت و ترك فيه من أين كان يأتيه رزقه فقال من حيث يأتيه أجله

81-  و قال ع الرزق رزقان رزق تطلبه و رزق يطلبك فإن لم تأته أتاك فلا تحمل هم سنتك على هم يومك كفاك كل يوم ما فيه فإن تكن   السنة من عمرك فإن الله تعالى جده سيؤتيك في كل غد جديد ما قسم لك و إن لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بالهم لما ليس لك و لن يسبقك إلى رزقك طالب و لن يغلبك عليه غالب و لن يبطئ عنك ما قد قدر لك

82-  و قال ع من لم يعط قاعدا لم يعط قائما

83-  و قال ع خذ من الدنيا ما أتاك و تول عما تولى عنك فإن أنت لم تفعل فأجمل في الطلب

84-  و قال ع كل مقتصر عليه كاف

85-  و قال ع إن أخسر الناس صفقة و أخيبهم سعيا رجل أخلق بدنه في طلب آماله لم تساعده المقادير على إرادته فخرج من الدنيا بحسرته و قدم على الآخرة بتبعته

86-  و قال ع الرزق رزقان طالب و مطلوب فمن طلب الدنيا طلبه الموت حتى يخرج عنها و من طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي رزقه منها

87-  و قال ع أما بعد فإن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض كقطر المطر إلى كل نفس بما قسم لها من زيادة أو نقصان فإذا رأى أحدكم لأخيه غفيرة من أهل أو مال أو نفس فلا تكونن له فتنة فإن المرء المسلم ما لم يغش دناءة تظهر فيخشع لها إذا ذكرت و تغرى به لئام الناس كان كالفالج الياسر الذي ينتظر أول فوزة من قداحه يوجب له المغنم و يرفع عنه بها المغرم   و كذلك المرء المسلم البري‏ء من الخيانة ينتظر من الله إحدى الحسنيين إما داعي الله فما عند الله خير له و إما رزق الله فإذا هو ذو أهل و مال و معه دينه و حسبه إن المال و البنين حرث الدنيا و العمل الصالح حرث الآخرة و قد يجمعها الله لأقوام فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه و اخشوه خشية ليست بتعذير و اعملوا في غير رياء و لا سمعة فإنه من يعمل لغير الله يكله الله إلى من عمل له نسأل الله منازل الشهداء و معايشة السعداء و مرافقة الأنبياء الخطبة

 قال السيد رضي الله عنه الغفيرة هاهنا الزيادة و الكثرة من قولهم للجمع الكثير الجم الغفير و يروى عفوة من أهل أو مال و العفوة الخيار من الشي‏ء يقال أكلت عفوة الطعام أي خياره

88-  و قال ع في وصيته للحسن و اعلم يقينا أنك لن تبلغ أملك و لن تعدو أجلك و أنك في سبيل من كان قبلك فخفض في الطلب و أجمل في المكتسب فإنه رب طلب قد جر إلى حرب فليس كل طالب بمرزوق و لا كل مجمل بمحروم و أكرم نفسك عن كل دنية و إن ساقتك إلى الرغائب فإنك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا و لا تكن عبد غيرك و قد جعلك الله حرا و ما خير خير لا يوجد إلا بشر و يسر لا ينال إلا بعسر و إياك أن توجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة و إن استطعت أن لا يكون بينك و بين الله ذو نعمة فافعل فإنك مدرك قسمك و آخذ سهمك و إن اليسير من الله سبحانه أكرم و أعظم من الكثير من خلقه و إن كان كل منه و تلافيك ما فرط من صمتك أيسر من إدراكك ما فات من منطقك و حفظ   ما في الوعاء بشد الوكاء و حفظ ما في يديك أحب إلي من طلب ما في يد غيرك و مرارة اليأس خير من الطلب إلى لئام الناس و الحرفة مع العفة خير من الغنى مع الفجور و رب ساع فيما يضره و بئس الطعام الحرام التاجر مخاطر رب يسير أنمى من كثير و اعلم يا بني أن الرزق رزقان رزق تطلبه و رزق يطلبك فإن أنت لم تأته أتاك

89-  و قال ع ساهل الدهر ما ذل لك قعوده و لا تخاطر بشي‏ء رجاء أكثر منه