باب 2- موضع قبره صلوات الله عليه و موضع رأس الحسين صلوات الله و سلامه عليه و من دفن عنده من الأنبياء ع

1-  حة، ]فرحة الغري[ ذكر الفقيه صفي الدين ابن معدان في مزار فقيهنا محمد بن علي بن الفضل و كان ثقة عينا صحيح الاعتقاد قال أخذت هذه الزيارة من كتب عمومتي و كانت بخط عمي الحسين بن الفضل قال حدثني الحسين بن محمد بن مصعب و أخبرني زيد بن علي بن محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد بن مصعب عن ابن أبي الخطاب عن صفوان بن يحيى عن صفوان الجمال أنه قال خرجت مع الصادق ع من المدينة أريد الكوفة فلما جزنا بالحيرة قال يا صفوان قلت لبيك يا ابن رسول الله قال تخرج المطايا إلى القائم و حد الطريق إلى الغري قال صفوان فلما صرنا إلى قائم الغري أخرج رشاء معه دقيقا قد عمل من الكنبار ثم أبعد من القائم مغربا خطى كثيرة ثم مد ذلك الرشاء حتى إذا انتهى إلى آخره وقف ثم ضرب بيده إلى الأرض فأخرج منها كفا من تراب فشمه مليا ثم أقبل يمشي حتى وقف على موضع القبر الآن ثم ضرب بيده المباركة إلى التربة فقبض منها قبضة ثم شمها ثم شهق شهقة حتى ظننت   أنه فارق الدنيا فلما أفاق قال هاهنا و الله مشهد أمير المؤمنين ع ثم خط تخطيطا فقلت يا ابن رسول الله ص ما منع الأبرار من أهل البيت من إظهار مشهده قال حذرا من بني مروان و الخوارج أن تحتال في أذاه قال صفوان فسألت الصادق أبا عبد الله ع كيف تزور أمير المؤمنين ع فقال يا صفوان إذا أردت ذلك فاغتسل و البس ثوبين طاهرين غسيلين أو جديدين و نل شيئا من الطيب فإن لم تنل أجزأك فإذا خرجت من منزلك فقل اللهم إني خرجت من منزلي و تمم الزيارة و تركتها لطولها

2-  قال و ذكر صاحب كتاب الأنوار يرويها يوسف الكاتب و معاوية بن عمار جميعا عن الصادق ع إذا أردت الزيارة لقبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه فاغتسل حيث منزلك و قل حين تعبره اللهم اجعل سعيي مشكورا و ذكر الزيارة تكون كراستين قطع الثمن أو أكثر من ذلك و آخرها اللهم اختم لي بالسعادة و المغفرة و الخيرة

3-  و ذكر محمد بن المشهدي في مزاره أن الصادق ع علم لمحمد بن مسلم الثقفي هذه الزيارة و قال إذا أتيت مشهد أمير المؤمنين ع فاغتسل للزيارة و البس أنظف ثيابك و شم شيئا من الطيب و امش و عليك السكينة و الوقار فإذا وصلت إلى باب السلام فاستقبل القبلة و كبر الله تعالى ثلاثين مرة و قل السلام على رسول الله السلام على خيرة الله و ذكر الزيارة بطولها

4-  و ذكر العم السعيد في مزاره أن الصادق ع زار بها علي بن أبي طالب يوم سابع عشر ربيع الأول و هي التي رواها محمد بن مسلم و لكني رأيت في الروايتين اختلافا كثيرا

 توضيح الكنبار بالكسر حبل ليف النارجيل. أقول هذا الخبر مشتمل على أسانيد ما سنورده من الزيارات و يدل على   أنها منقولة فلا تغفل

5-  حة، ]فرحة الغري[ أبو نعيم الحسن بن أحمد بن ميثم عن السكوني عن منصور بن حازم عن سليمان بن خالد و محمد بن مسلم قالا مضينا إلى الحيرة فاستأذنا و دخلنا إلى أبي عبد الله ع فجلسنا إليه و سألناه عن أمير المؤمنين ع فقال إذا خرجتم فجزتم الثوية و القائم و صرتم من النجف على غلوة أو غلوتين رأيتم ذكوات بيضا بينها قبر قد جرفه السيل ذاك قبر أمير المؤمنين ع قال فغدونا من غد فجزنا الثوية و القائم و إذا ذكوات بيض فجئناها فإذا القبر كما وصف قد جرفه السيل فنزلنا فسلمنا و صلينا عنده ثم انصرفنا فلما كان من الغد غدونا إلى أبي عبد الله ع فوصفنا له فقال أصبتم أصاب الله بكم الرشاد

 بيان قال الفيروزآبادي الثوية كغنية أخفض علم بقدر قعدتك و قال الجزري فيه ذكر الثوية هي بضم الثاء و فتح الواو و تشديد الياء و يقال بفتح الثاء و كسر الواو موضع بالكوفة به قبر أبي موسى الأشعري و المغيرة بن شعبة انتهى و القائم كأنه بناء أو أسطوانة بقرب الطريق و الذكوة في اللغة الجمرة الملتهبة فيمكن أن يكون المراد بالذكوات التلال الصغيرة المحيطة بقبره ع شبهها لضيائها و توقدها عند شروق الشمس عليها لما فيها من الدراري المضيئة بالجمرة الملتهبة و لا يبعد أن يكون تصحيف دكاوات جمع دكاء و هو التل الصغير و في بعض النسخ الركوات بالراء المهملة فيحتمل أن يكون المراد بها غدرانا و حياضا كانت حوله

6-  حة، ]فرحة الغري[ يحيى بن سعيد عن محمد بن أبي البركات عن الحسين بن رطبة عن أبي علي ابن شيخ الطائفة عن أبيه عن المفيد عن محمد بن أحمد بن داود عن محمد بن بكران عن الحسن بن محمد الفرزدق عن حميد الحجال عن محمد بن حشيش عن عبد الرحمن بن القاسم عن أحمد بن عبد الله العامري عن أبي معمر الهلالي عن أبي قرة رجل من أصحاب زيد بن علي كان من الموالي و كنا نعده من الأخيار   قال انطلقت أنا و زيد بن علي نحو الجبانة فصلى ليلا طويلا ثم قال يا أبا قرة حدثني أي موضع هذا قال فقلت لا ندري قال نحن قرب قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يا أبا قرة نحن في روضة من رياض الجنة

7-  حة، ]فرحة الغري[ قرأت بخط السيد الشريف الفاضل أبي يعلى الجعفري ما صورته حدث أحمد بن محمد بن سهل قال كنت عند الحسن بن يحيى فجاءه أحمد بن عيسى بن يحيى ابن أخيه فسأله و أنا أسمع فقال تعرف في حديث قبر علي بن أبي طالب ع عن حديث صفوان الجمال فقال نعم أخبرني مولى لنا عن مولى لبني العباس قال قال لي أبو جعفر المنصور خذ معك معولا و زنبيلا و امض معي قال فأخذت ما قال و ذهبت معه ليلا حتى أتى الغري فإذا بقبر فقال احفر فحفرت حتى بلغت اللحد فقلت هذا قبر قد ظهر فقال طم ذلك هذا قبر علي ع إنما أردت أن أعلم و هذا لأن المنصور يسمع بذلك عن أهل البيت ع فأراد أن يستبرئ الحال فاتضحت

 بيان قوله عن حديث صفوان أي القبر الذي عرفه الناس و أخذوه من حديث صفوان حيث روى تعيين هذا الموضع

8-  حة، ]فرحة الغري[ عبد الصمد بن أحمد عن الحافظ عن أبي الفرج بن الجوزي عن إسماعيل بن أحمد السمرقندي عن أبي منصور عن عبد العزيز العكبري عن الحسين بن بشران عن أبي الحسن الأشناني عن أبي بكر بن أبي الدنيا و نقلته من نسخة عتيقة عليها طبقات كثيرة و هي عندي قال أخبرنا عمر عن عبد الله عن أبيه عن هشام بن محمد عن أبي بكر بن عياش قال سألت أبا حصين و الأعمش و غيرهم فقلت أخبركم أحد أنه صلى على علي ع أو شهد دفنه قالوا لا فسألت أباك محمد بن السائب فقال أخرج به ليلا و خرج به الحسن و الحسين و محمد بن الحنفية ع و عبد الله بن جعفر و عدة من أهل بيته فدفن في ظهر الكوفة فقلت لأبيك لم فعل به ذلك قال مخافة أن   تنبشه الخوارج و غيرهم

 بيان لعل المراد بالطبقات الكواغذ التي أطبقت و ألزقت بها لإصلاح ما اندرس منها

9-  يب، ]تهذيب الأحكام[ محمد بن أحمد بن داود عن محمد بن بكار النقاش عن الحسين بن محمد الفزاري عن الحسن بن علي النخاس عن جعفر بن محمد الرماني عن يحيى الحماني عن محمد بن عبيد الطيالسي عن مختار التمار عن أبي مطر قال لما ضرب ابن ملجم الفاسق لعنه الله أمير المؤمنين ع قال له الحسن أقتله قال لا و لكن احبسه فإذا مت فاقتلوه فإذا مت فادفنوني في هذا الظهر في قبر أخوي هود و صالح

10-  و عنه عن محمد بن بكران عن علي بن يعقوب عن علي بن الحسن عن أخيه عن أحمد بن محمد بن عمر الجرجاني عن الحسن بن علي بن أبي طالب ع عن جده قال سألت الحسن بن علي ع أين دفنتم أمير المؤمنين ع فقال على شفير الجرف و مررنا به ليلا على مسجد الأشعث و قال ادفنوني في قبر أخي هود

11-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن عيسى عن البزنطي قال سألت الرضا ع عن قبر أمير المؤمنين ع فقال ما سمعت من أشياخك فقلت له حدثنا صفوان بن مهران عن جدك أنه دفن بنجف الكوفة و رواه بعض أصحابنا عن يونس بن ظبيان بمثل هذا فقال سمعت منه يذكر أنه دفن في مسجدكم بالكوفة فقلت له جعلت فداك أيش لمن صلى فيه من الفضل فقال كان جعفر ع يقول له من الفضل ثلاث مرار هكذا و هكذا بيديه عن يمينه و عن شماله و تجاه

 بيان قوله ع سمعت منه أي من يونس بالواسطة و إنما لم يبين ع الجواب تقية قوله ثلاث مرار أي أشار ع إلى الجوانب الثلاثة مبينا أن له من الفضل ما يملأ تلك الجوانب إلى السماء تشبيها للمعقول بالمحسوس

    -12  مل، ]كامل الزيارات[ أبي و أخي و علي بن الحسين و ابن الوليد جميعا عن سعد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن صفوان بن الجمال قال كنت و عامر بن عبد الله بن جذاعة الأزدي فقال له عامر إن الناس يزعمون أن أمير المؤمنين ع دفن بالرحبة فقال لا قال فأين دفن قال إنه لما مات احتمله الحسن فأتى به ظهر الكوفة قريبا من النجف يسرة من الغري يمنة عن الحيرة فدفنه بين ذكوات بيض قال فلما كان بعد ذهبت إلى الموضع فتوهمت موضعا منه ثم أتيته فأخبرته فقال لي أصبت رحمك الله ثلاث مرات

13-  حة، ]فرحة الغري[ عمي و أبو القاسم بن سعيد معا عن الحسن الدربي عن محمد بن علي بن شهرآشوب عن شيخ الطائفة عن المفيد عن ابن قولويه عن الكليني عن عدة من أصحابنا عن ابن عيسى مثله

14-  مل، ]كامل الزيارات[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسين بن الخلال عن جده قال قلت للحسين بن علي صلوات الله عليهما أين دفنتم أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال خرجنا به ليلا حتى مررنا به على مسجد الأشعث حتى خرجنا إلى الظهر ناحية الغري

15-  حة، ]فرحة الغري[ ابن قولويه مثله

16-  مل، ]كامل الزيارات[ جماعة مشايخي عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن سنان قال أتاني عمر بن يزيد فقال لي اركب فركبت معه فمضينا حتى أتينا منزل حفص الكناسي فاستخرجه فركب معنا ثم مضينا حتى أتينا الغري فانتهينا إلى قبر فقال انزلوا هذا قبر أمير المؤمنين ع فقلت له من أين علمت هذا قال أتيته مع أبي عبد الله ع حيث كان بالحيرة غير مرة و خبرني أنه قبره

    -17  حة، ]فرحة الغري[ بالإسناد المتقدم عن الكليني عن عدة عن ابن عيسى مثله

18-  مل، ]كامل الزيارات[ أبي و الكليني معا عن علي عن أبيه عن يحيى بن زكريا عن يزيد بن عمرو بن طلحة قال قال أبو عبد الله ع و هو بالحيرة أ ما تريد ما وعدتك قال قلت بلى يعني الذهاب إلى قبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال فركب و ركب إسماعيل معه و ركبت معهم حتى إذا جاز الثوية و كان بين الحيرة و النجف عند ذكوات بيض نزل و نزل إسماعيل و نزلت معهم فصلى و صلى إسماعيل و صليت فقال لإسماعيل قم فسلم على جدك الحسين بن علي فقلت جعلت فداك أ ليس الحسين بكربلاء فقال نعم و لكن لما حمل رأسه إلى الشام سرقه مولى لنا فدفنه بجنب أمير المؤمنين صلوات الله عليهما

19-  حة، ]فرحة الغري[ بالإسناد المتقدم عن الكليني مثله

20-  مل، ]كامل الزيارات[ أبي و ابن الوليد معا عن ابن متيل عن سهل عن إبراهيم بن عقبة عن الوشاء عن أبي الفرج عن أبان بن تغلب قال كنت مع أبي عبد الله ع فمر بظهر قبر فنزل فصلى ركعتين ثم تقدم قليلا فصلى ركعتين ثم سار قليلا فنزل فصلى ركعتين ثم قال هذا موضع قبر أمير المؤمنين ع قلت جعلت فداك فما الموضعين اللذين صليت فيهما قال موضع رأس الحسين ع و موضع منبر القائم

21-  حة، ]فرحة الغري[ عمي عن الحسن بن دربي عن محمد بن علي بن شهرآشوب عن جده عن الطوسي عن المفيد عن ابن قولويه عن الكليني عن عدة عن سهل مثله

22-  مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد عن الخشاب عن ابن أسباط رفعه قال قال   أبو عبد الله ع إنك إذا أتيت الغري رأيت قبرين قبرا كبيرا و قبرا صغيرا فأما الكبير فقبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه و أما الصغير فرأس الحسين بن علي ع

23-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن عبد الله عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن صفوان بن مهران عن جعفر بن محمد صلوات الله عليه قال سار و أنا معه من القادسية حتى أشرف على النجف فقال هو الجبل الذي اعتصم به ابن جدي نوح ع ف قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ فأوحى الله تبارك و تعالى إليه يا نجف أ يعتصم بك مني فغاب في الأرض و تقطع إلى قطر الشام ثم قال اعدل بنا فعدلت فلم يزل سائرا حتى أتى الغري فوقف على القبر فساق السلام من آدم على نبي نبي ع و أنا أسوق معه حتى وصل السلام إلى النبي ص ثم خر على القبر فسلم عليه و علا نحيبه ثم قام فصلى أربع ركعات و صليت معه و قلت يا ابن رسول الله ما هذا القبر فقال هذا قبر جدي علي بن أبي طالب صلوات الله عليه

 بيان القطر بالضم و بضمتين الناحية و الجانب

24-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن أحمد بن علي بن يعقوب عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن الحسن بن الجهم قال ذكرت لأبي الحسن ع يحيى بن موسى و تعرضه لمن يأتي قبر أمير المؤمنين ع و أنه كان ينزل موضعا كان يقال له الثوية يتنزه إليه ألا و قبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه فوق ذلك قليلا و هو الموضع الذي روى صفوان الجمال أن أبا عبد الله ع وصفه له قال له فيما ذكر إذا انتهيت إلى الغري ظهر الكوفة فاجعله خلف ظهرك و توجه على نحو النجف و تيامن قليلا فإذا انتهيت إلى الذكوات البيض و الثنية أمامه فذلك قبر أمير المؤمنين ع و أنا آتيه كثيرا و من أصحابنا من لا يرى ذلك و يقول هو في المسجد و بعضهم يقول هو   في القصر فأرد عليهم بأن الله لم يكن ليجعل قبر أمير المؤمنين ع في القصر في منازل الظالمين و لم يكن يدفن في المسجد و هم يريدون ستره فأينا أصوب قال أنت أصوب منه أخذت بقول جعفر بن محمد ع قال ثم قال لي يا أبا محمد ما أرى أحدا من أصحابنا يقول بقولك و لا يذهب مذهبك فقلت له جعلت فداك أما ذلك شي‏ء من الله قال أجل إن الله يوفق من يشاء و يؤمن عليه فقل ذلك بتوفيق الله و احمده عليه

25-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن الحسن و محمد بن أحمد بن الحسين معا عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم عنه ع مثله

26-  مل، ]كامل الزيارات[ بهذا الإسناد عن علي بن مهزيار عن علي بن أحمد بن أشيم عن يونس بن ظبيان أو عن رجل عن يونس بن ظبيان قال كنت عند أبي عبد الله ع بالحيرة أيام مقدمه على أبي جعفر في ليلة صحيانة مقمرة قال فنظر إلى السماء فقال يا يونس أ ما ترى هذه الكواكب ما أحسنها أما أنها أمان لأهل السماء و نحن أمان لأهل الأرض ثم قال يا يونس فمر بإسراج البغل و الحمار فلما أسرجا قال يا يونس أيهما أحب إليك البغل أو الحمار قال فظننت أن البغل أعجب لقوته فقلت الحمار قال أحب أن تؤثرني به قلت قد فعلت فركب و ركبت فلما خرجنا من الحيرة قال تقدم يا يونس قال فأقبل يقول تيامن تياسر فلما انتهينا إلى الذكوات الحمر قال ع هو المكان قلت نعم فتيامن ثم قصد إلى موضع فيه ماء و عين فتوضأ ثم دنا من أكمة فصلى عندها ثم مال عليها و بكى ثم مال إلى أكمة دونها ففعل مثل ذلك ثم قال يا يونس افعل مثل ما فعلت ففعلت ذلك فلما تفرغت قال لي يا يونس تعرف هذا المكان فقلت لا فقال الموضع الذي صليت عنده أولا هو قبر أمير المؤمنين و الأكمة   الأخرى رأس الحسين بن علي ع إن الملعون عبيد الله بن زياد لعنه الله لما بعث برأس الحسين بن علي ع إلى الشام رد إلى الكوفة فقال أخرجوه عنها لا يفتتن به أهلها فصيره الله عند أمير المؤمنين ع فالرأس مع الجسد و الجسد مع الرأس

 بيان قوله ع فالرأس مع الجسد أي بعد ما دفن الرأس هنا ألحقه الله بالجسد و إنما يزار و يصلى هاهنا لكونه محلا للرأس المقدس وقتا ما و يحتمل على بعد أن يكون المراد أن جسد أمير المؤمنين صلوات الله عليه كالجسد لهذا الرأس الشريف فكأن الرأس لم يفارق الجسد و الله يعلم

27-  حة، ]فرحة الغري[ مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن جعفر الرزاز عن محمد بن أبي الخطاب عن ابن محبوب عن إسحاق بن جرير عن أبي عبد الله ع قال إني لما كنت بالحيرة عند أبي العباس كنت آتي قبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه ليلا و هو بناحية نجف الحيرة إلى جانب غري النعمان فأصلي عنده صلاة الليل و انصرف قبل الفجر

28-  مل، ]كامل الزيارات[ عنه عن ابن أبي الخطاب عن الحجال عن صفوان بن مهران عن أبي عبد الله ع قال سألته عن موضع قبر أمير المؤمنين قال فوصف لي موضعه حيث دكادك الميل قال فأتيته فصليت عنده ثم عدت إلى أبي عبد الله ع من قابل فأخبرته بذهابي و صلاتي عنده فقال أصبت فمكثت عشرين سنة أصلي عنده

 بيان قال الفيروزآبادي الدكدك من الرمل ما تكبس و استوى أو ما التبد منه بالأرض أو هي أرض فيها غلظ الجمع دكادك انتهى و لا يبعد أن يكون الميل تصحيف الرمل و هذا يؤيد كون الذكوات مصحف الدكاوات

29-  مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي قال سألت الرضا ع فقلت أين موضع قبر أمير المؤمنين فقال الغري فقلت له جعلت فداك   إن بعض الناس يقول دفن في الرحبة قال لا و لكن بعض الناس يقول دفن في المسجد

30-  حة، ]فرحة الغري[ نقلت من خط الطوسي أخبرني عبد الرحمن بن أحمد بن أبي البركات عن عبد العزيز بن أخضر الحنبلي عن محمد بن ناصر عن محمد بن ميمون البرسي عن الشريف أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن عن محمد بن عبد الله الجعفي و محمد بن الحسن بن غزال عن أحمد بن محمد بن سعيد عن يحيى بن الحسن العلوي قال و حدثني يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير يعني الثقفي عن الحسين الخلال عن جده قال قلت للحسن بن علي ع أين دفنتم أمير المؤمنين ع قال خرجنا به ليلا حتى مررنا به على مسجد الأشعث حتى خرجنا إلى الظهر بجنب الغري

31-  حة، ]فرحة الغري[ ذكر حسن بن الحسين بن طحال المقدادي رضي الله عنه أن زين العابدين ع ورد إلى الكوفة و دخل مسجدها و به أبو حمزة الثمالي و كان من زهاد أهل الكوفة و مشايخها فصلى ركعتين قال أبو حمزة فما سمعت أطيب من لهجته فدنوت لأسمع ما يقول فسمعته يقول إلهي إن كان قد عصيتك فإني قد أطعتك في أحب الأشياء إليك الإقرار بوحدانيتك منا منك علي لا منا مني عليك و الدعاء معروف ثم نهض قال أبو حمزة فتبعته إلى مناخ الكوفة فوجدت عبدا أسود معه نجيب و ناقة فقلت يا أسود من الرجل فقال أ و تخفى عليك شمائله هو علي بن الحسين قال أبو حمزة فأكببت على قدميه أقبلهما فرفع رأسي بيده و قال لا يا أبا حمزة إنما يكون السجود لله عز و جل فقلت يا ابن رسول الله ما أقدمك إلينا قال ما رأيت و لم علم الناس ما فيه من الفضل لأتوه و لو حبوا هل لك أن تزور معي قبر جدي علي بن أبي طالب قلت أجل فسرت في ظل ناقته يحدثني حتى أتينا الغريين و هي بقعة بيضاء تلمع نورا فنزل عن ناقته و مرغ خديه عليها و قال يا أبا حمزة هذا قبر جدي علي بن أبي طالب ع ثم زاره   بزيارة أولها السلام على اسم الله الرضي و نور وجهه المضي‏ء ثم ودعه و مضى إلى المدينة و رجعت أنا إلى الكوفة

32-  حة، ]فرحة الغري[ عبد الرحمن بن أحمد الحربي عن عبد العزيز بن الأخضر عن أبي الفضل بن ناصر عن محمد بن علي بن ميمون عن محمد بن علي بن حسين العلوي عن جعفر بن محمد بن عيسى الجعفري عن أبيه عن جعفر بن مالك عن محمد بن الحسين الصائغ عن عبد الله بن أبي عبيد بن زيد قال رأيت جعفر بن محمد و عبد الله بن الحسن بالغري عند قبر أمير المؤمنين ع فأذن عبد الله و أقام الصلاة و صلى مع جعفر بن محمد و سمعت جعفرا يقول هذا قبر أمير المؤمنين

33-  حة، ]فرحة الغري[ ذكر إبراهيم الثقفي في مقتل أمير المؤمنين ع حدثنا إبراهيم بن يحيى الثوري عن صفوان الجمال قال حملت جعفر بن محمد ع فلما انتهيت إلى النجف قال يا صفوان تياسر حتى تجوز الحيرة فتأتي القائم قال فبلغت الموضع الذي وصف لي فنزل و توضأ ثم تقدم هو و عبد الله بن الحسن فصليا عند قبر فلما قضيا صلاتهما قلت جعلت فداك أي موضع هذا القبر قال هذا قبر علي بن أبي طالب ع و هو القبر الذي تأتيه الناس هناك

34-  حة، ]فرحة الغري[ بالإسناد المتقدم عن محمد بن علي العلوي عن ميمون بن علي بن حميد عن إسحاق بن محمد المقري عن جعفر بن محمد بن مالك عن يعقوب بن إلياس عن أبي الفرج السندي قال كنت مع أبي عبد الله ع جعفر بن محمد حين قدم إلى الحيرة فقال ليلة أسرجوا لي البلغة فركب و أنا معه حتى انتهينا إلى الظهر فنزل فصلى ركعتين ثم تنحى فصلى ركعتين ثم تنحى فصلى ركعتين فقلت جعلت فداك إني رأيتك صليت في ثلاث مواضع فقال أما الأولى فموضع قبر أمير المؤمنين ع و الثاني موضع رأس الحسين ع و الثالث موضع منبر   القائم ع

35-  حة، ]فرحة الغري[ الوزير المعظم نصير الدين الطوسي رحمه الله عن والده عن القطب الراوندي عن ذي الفقار عن الشيخ الطوسي عن المفيد عن محمد بن أحمد عن محمد بن تمام عن محمد بن محمد بن رياح عن عمه علي بن محمد عن عبد الله بن محمد بن خالد عن الحسن بن علي الخزاز عن خاله يعقوب بن إلياس عن مبارك الخباز قال قال أبو عبد الله ع أسرج البغل و الحمار في وقت ما قدم و هو في الحيرة قال فركب و ركبت معه حتى دخل الجرف ثم نزل فصلى ركعتين ثم تقدم قليلا آخر فنزل فصلى ركعتين ثم تقدم فصلى ركعتين ثم ركب و رجع فقلت له جعلت فداك ما الأولتين و الثانيتين و الثالثتين فقال الركعتين الأوليين موضع قبر أمير المؤمنين ع و الركعتين الثانيتين موضع رأس الحسين ع و الركعتين الثالثتين موضع منبر القائم ع

36-  حة، ]فرحة الغري[ أحمد بن محمد بن سعيد عن عبد الله بن محمد بن خالد بإسناده مثله

 بيان قال الفيروزآبادي الجرف بالضم ما تجرفته السيول و أكلته من الأرض

37-  حة، ]فرحة الغري[ بالإسناد المتقدم عن محمد بن علي العلوي عن محمد بن عبد الله الجعفي عن أحمد بن محمد بن سعيد عن عبيد بن بهرام عن حسين بن أبي العلاء الطائي قال سمعت أبي ذكر أن جعفر بن محمد ع مضى إلى الحيرة و معه غلام له على راحلتين و ذاع الخبر بالكوفة فلما كان اليوم الثاني قلت لغلام لي اذهب فاقعد لي في موضع كذا و كذا من الطريق فإذا رأيت غلامين على راحلتين فتعال إلي فلما أصبحنا جاءني فقال قد أقبلا فقمت إلى بارية فطرحتها على قارعة الطريق و إلى وسادة و صفرية جديدة و قلتين فعلقتهما في النخلة عندها طبق من   الرطب كانت النخلة صرفانة فلما أقبل تلقيته و إذا الغلام معه فسلمت عليه فرحب بي ثم قلت يا سيدي يا ابن رسول الله رجل من مواليك تنزل عندي ساعة و تشرب شربة ماء بارد فثنى رجله فنزل و اتكى على الوسادة ثم رفع رأسه إلى النخلة فنظر إليها و قال يا شيخ ما تسمون هذه النخلة عندكم قلت يا ابن رسول الله ص صرفانة فقال ويحك هذه و الله العجوة نخلة مريم القط لنا منها فلقطت فوضعته في الطبق الذي فيه الرطب فأكل منها و أكثر فقلت له جعلت فداك بأبي أنت و أمي هذا القبر الذي أقبلت منه قبر الحسين قال إي و الله يا شيخ حقا و لو أنه عندنا لحججنا إليه قلت فهذا الذي عندنا في الظهر أ هو قبر أمير المؤمنين قال إي و الله يا شيخ حقا و لو أنه عندنا لحججنا إليه ثم ركب راحلته و مضى

38-  حة، ]فرحة الغري[ بالإسناد عن محمد بن جعفر التميمي عن أحمد بن محمد بن سعيد عن علي بن الحسن التيملي عن أبي داود عن أحمد بن النضر عن المعلى بن خنيس قال كنت مع أبي عبد الله ع بالحيرة فقال لهم افرشوا لي في الصحراء و افرشوا للمعلى عند رأسي فجاء فرمى برأسه على صدر فراشه و جئت إلى رأسه فرأيت أنه قد نام فقال لي يا معلى فقلت لبيك قال أ ما ترى النجوم ما أحسنها قلت ما أحسنها فقال أما أنها أمان لأهل السماء فإذا ذهبت جاء أهل السماء ما يوعدون و نحن أمان لأهل الأرض فإذا ذهبنا جاء أهل الأرض ما يوعدون قل لهم يسرجوا لي على البغل و الحمار قال اركب البغل قلت أركب البغل قال أقول لك اركب و تقول لي أركب البغل قال فركبت البغل و ركب الحمار فقال لي أمامك فجئنا حتى صرنا إلى الغريين فقال لي هما هما قلت نعم قال خذ يسرة قال فمضينا حتى انتهينا إلى موضع فقال لي انزل و نزل و قال لي هذا قبر أمير المؤمنين ع فصلى و صليت

39-  حة، ]فرحة الغري[ الوزير السعيد نصير الدين الطوسي عن والده عن القطب الراوندي عن ذي الفقار بن معبد عن شيخ الطائفة عن المفيد عن محمد بن   أحمد بن داود عن محمد بن تمام عن محمد بن محمد عن علي بن محمد عن أحمد بن ميثم الطلحي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع أين دفن أمير المؤمنين ع قال دفن في قبر أبيه نوح قلت و أين قبر نوح الناس يقولون إنه في المسجد قال لا ذلك في ظهر الكوفة

40-  حة، ]فرحة الغري[ بالإسناد عن محمد بن أحمد عن محمد بن علي عن عمه عن أحمد بن حماد بن زهير عن يزيد بن إسحاق عن أبي السحيق الأرحبي عن عمرو بن عبد الله بن طلحة عن أبيه قال دخلت على أبي عبد الله ع فمضينا معه حتى انتهينا إلى الغري فصلى فأتى موضعا فصلى ثم قال لإسماعيل قم فصل عند رأس أبيك الحسين قلت أ ليس قد ذهب برأسه إلى الشام قال بلى و لكن فلان هو مولى لنا سرقه فجاء به فدفنه هاهنا

41-  حة، ]فرحة الغري[ بالإسناد المتقدم عن محمد بن أحمد بن داود عن علي بن سبيع بن بيان عن الحسن بن أبي راشد عن محمد بن يحيى العطار عن علي بن الحسن بن هارون عن أبي حفص محمد بن الحسن بن الحسن عن أبيه قال قال صفوان الجمال قال جعفر بن محمد ع عند ما سأله عن قبر أمير المؤمنين ع و هو بمكة و ذكر الحديث بطوله إلى أن قال حتى انتهينا إلى قبر أمير المؤمنين ع أنا و جعفر بن محمد فنزل جعفر بن محمد فاحتفر حفيرة فأخرج سكة حديدة علامة له ثم أخذ سطيحة له و تهيأ للصلاة و صلى أربع ركعات ثم قال قم يا صفوان فافعل ما فعلت و اعلم أن هذا قبر جدي أمير المؤمنين ع و ذكر الحديث

 بيان السطيحة المزادة

42-  حة، ]فرحة الغري[ بالإسناد عن محمد بن تمام عن محمد بن محمد بن رباح عن عمه   عن علي بن الصباح الكناني عن الحسن بن محمد عن القاسم بن الضحاك بن المختار بن فلفل مولى عمرو بن حريث عن حماد بن عيسى عن رجل عن أبي عبد الله ع قال قبر علي ع في الغري ما بين صدر نوح و مفرق رأسه مما يلي القبلة

43-  حة، ]فرحة الغري[ ذكر الحسن بن محمد بن جعفر التميمي في كتاب تاريخ الكوفة قال أخبرنا أبو بكر الدارمي عن إسحاق بن يحيى عن أحمد بن صبيح عن صفوان قال خرجت أنا و صاحب لي من الكوفة و دخلنا على جعفر بن محمد ع فسألناه عن قبر أمير المؤمنين ع فقال لنا هو عندكم بظهر الكوفة في موضع كذا فوصف لنا قال فجئت أنا و صاحبي فطلبناه فوجدناه قال ثم لقيناه في موضع كذا قال نعم هو ذاك عند الذكوات البيض

44-  حة، ]فرحة الغري[ قال محمد بن معد الموسوي رأيت في بعض الكتب الحديثية حدثنا محمد بن محمد بن عبد العزيز عن عبد الله الأنباري عن محمد بن أحمد بن عيسى عن محمد بن أحمد بن الحسن الجعفري قال وجدت في كتاب أبي حدثتني أمي عن أمها أن جعفر بن محمد ع حدثها أن أمير المؤمنين ع أمر ابنه الحسن أن يحفر له أربع قبور في أربع مواضع في المسجد و في الرحبة و في الغري و في دار جعدة بن هبيرة و إنما أراد بهذا أن لا يعلم أحد من أعدائه موضع قبره

45-  يب، ]تهذيب الأحكام[ محمد بن أحمد بن داود عن أبيه عن ابن فضال عن عمرو بن إبراهيم عن خلف بن حماد عن عبد الله بن حسان عن الثمالي عن أبي جعفر ع في حديث حدثني به أنه كان في وصية أمير المؤمنين ع أن أخرجوني إلى الظهر فإذا تصوبت أقدامكم و استقبلتكم ريح فادفنوني و هو أول طور سيناء ففعلوا ذلك

46-  كتاب الصفين، لنصر بن مزاحم عن عمرو بن سعد عن ابن طريف عن   ابن نباتة قال مرت جنازة على علي ع و هو بالنخيلة فقال ع ما يقول الناس في هذا القبر و في النخيلة قبر عظيم يدفن اليهود موتاهم حوله فقال الحسن بن علي يقولون هذا قبر هود النبي ع لما أن عصاه قومه جاء فمات هاهنا فقال كذبوا لأنا أعلم به منهم هذا قبر يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بكر يعقوب ثم قال هاهنا أحد من المهرة قال فأتي بشيخ كبير فقال أين منزلك قال على شاطئ البحر قال أين من الجبل الأحمر قال قريبا منه قال فما يقول قومك فيه قال يقولون قبر ساحر قال كذبوا ذلك قبر هود و هذا قبر يهودا بن يعقوب يحشر من ظهر الكوفة سبعون ألفا على غرة الشمس و القمر يدخلون الجنة بغير حساب

 تذنيب اعلم أنه كان اختلاف بين الناس سابقا في موضع قبر أمير المؤمنين ع فبعضهم كانوا يقولون إنه دفن في بيته و بعضهم يقولون إنه دفن في رحبة المسجد و بعضهم كانوا يقولون إنه دفن في كرخ بغداد لكن اتفقت الشيعة سلفا و خلفا نقلا عن أئمتهم صلوات الله عليهم أنه صلوات الله عليه لم يدفن إلا في الغري في الموضع المعروف الآن و الأخبار في ذلك متواترة و قد كتب السيد بن طاوس رضي الله عنه في ذلك كتابا سماه فرحة الغري و نقل الأخبار و القصص الكثيرة الدالة على المذهب المنصور و قد قدمنا بعض القول في ذلك في أبواب شهادته صلوات الله عليه و الأمر أوضح من أن يحتاج إلى البيان. ثم اعلم أنه يظهر من الأخبار المتقدمة أن رأس الحسين صلوات الله عليه و آله و جسد آدم و نوح و هود و صالح صلوات الله عليهم مدفونون عنده صلوات الله عليه فينبغي زيارتهم جميعا بعد زيارته ع و سيأتي في خبر أبي أسامة عن أبي عبد الله ع في باب فضل الكوفة أن فيها قبر نوح و إبراهيم ع و قبر ثلاثمائة نبي و سبعين نبيا و ستمائة وصي و قبر سيد الأوصياء فلو زار إبراهيم ع و سائر الأنبياء و الأوصياء الذين خلوا بجواره كان أحسن.   تتميم قال الديلمي ره في إرشاد القلوب و أما الدليل الواضح و البرهان اللائح على أن قبره الشريف صلوات الله عليه موجود بالغري فمن وجوه الأول تواتر الإمامية الاثني عشرية يرويه خلف عن سلف الثاني إجماع الشيعة و الإجماع حجة الثالث ما حصل عنده من الأسرار و الآيات و ظهور المعجزات كقيام الزمن و رد بصر الأعمى و غيرها 47-  فمنها ما روي عن عبد الله بن حازم قال خرجنا يوما مع الرشيد من الكوفة فصرنا إلى ناحية الغريين فرأينا ظباء فأرسلنا عليها الصقور و الكلاب فجاولتها ساعة ثم لجأت الظباء إلى أكمة فتراجعت الصقور و الكلاب عنها فتعجب الرشيد من ذلك ثم إن الظباء هبطت من الأكمة فسقطت الطيور و الكلاب عليها فرجعت الظباء إلى الأكمة فتراجعت الصقور و الكلاب عنها مرة ثانية ثم فعلت ذلك مرة أخرى فقال الرشيد اركضوا إلى الكوفة فأتوني بأكبرها سنا فأتي بشيخ من بني أسد فقال الرشيد أخبرني ما هذه الأكمة فقال حدثني أبي عن آبائه أنهم كانوا يقولون إن هذه الأكمة قبر علي بن أبي طالب ع جعله الله حرما لا يأوي إليه شي‏ء إلا آمن فنزل هارون و دعا بماء و توضأ و صلى عند الأكمة و جعل يدعو و يبكي و يتمرغ عليها بوجهه و أمر أن يبنى قبة بأربعة أبواب فبني و بقي إلى أيام السلطان عضد الدولة رحمه الله فجاء فأقام في ذلك الطريق قريبا من سنة هو و عساكره فبعث فأتي بالصناع و الأستادية من الأطراف و خرب تلك العمارة و صرف أموالا كثيرة جزيلة و عمر عمارة جليلة حسنة و هي العمارة التي كانت قبل عمارة اليوم 48-  و منها ما حكي عن جماعة خرجوا بليل مختفين إلى الغري لزيارة أمير المؤمنين ع قالوا فلما وصلنا إلى القبر الشريف و كان يومئذ قبرا حوله حجارة و لا بناء عنده و ذلك بعد أن أظهره الرشيد و قبل أن يعمره فبينا نحن

    عنده بعضنا يقرأ و بعضنا يصلي و بعضنا يزور و إذا نحن بأسد مقبل نحونا فلما قرب منا قدر رمح قال بعضنا لبعض ابعدوا عن القبر لننظر ما يصنع فتباعدنا عن القبر الشريف فجاء الأسد فجعل يمرغ ذراعيه على القبر فمضى رجل منا فشاهده فعاد فأعلمنا فزال الرعب عنا فجئنا بأجمعنا فشاهدناه يمرغ ذراعه على القبر و فيه جراح فلم يزل يمرغه ساعة ثم انزاح عن القبر و مضى فعدنا إلى ما كنا عليه لإتمام الزيارة و الصلاة و قراءة القرآن أقول ثم أورد رحمه الله كثيرا من القصص المشتملة على معجزات مرقده الشريف مما قد أسلفنا إيرادها في كتاب تاريخه صلوات الله عليه فتركناها حذرا من التكرار و لظهور أمثال تلك القصص و الأمور الغريبة في كل عصر و زمان بحيث لا يحتاج إلى ذكر ما سنح في الزمن السالفة 49-  و لقد شاع و ذاع في زماننا من شفاء المرضى و معافاة أصحاب البلوى و صحة العميان و الزمنى أكثر من أن يحصى و لقد أخبرني جماعة كثيرة من الثقات أن عند محاصرة الروم لعنهم الله المشهد الشريف في سنة أربع و ثلاثين و ألف من الهجرة و تحصين أهله بالبلد و إغلاق الأبواب عليهم و التعرض لدفعهم مع قلة عددهم و عدتهم و كثرة المحاصرين و قوتهم و شوكتهم جلسوا زمانا طويلا و لم يظفروا بهم و كانوا يرمون بالبنادق الصغار و الكبار عليهم شبه الأمطار و لم يقع على أحد منهم و كانت الصبيان في السكك ينتظرون وقوعها ليلعبوا بها حتى أنهم يروون أن بندقا كبيرا دخل في كم جارية رفعت يدها لحاجة على بعض السطوح و سقط من ذيلها و لم يصبها و يروى عن بعض الصلحاء الأفاضل من أهل المشهد أنه رأى في تلك الأيام أمير المؤمنين ع في المنام و في يده ع سواد فسأله عن ذلك فقال ع لكثرة دفع الرصاص عنكم و الغرائب التي ينقلونها في تلك الواقعة كثيرة فأما التي اشتهرت بين أهل المشهد بحيث لا ينكره أحد منهم    -50  فمنها قصة الدهن و هو أن خازن الروضة المقدسة المولى الصالح البارع التقي مولانا محمود قدس الله روحه كان هو المتوجه لإصلاح العسكر الذي كانوا في البلد و كانوا محتاجين إلى مشاعل كثيرة لمحافظة أطراف الحصار فلما ضاق الأمر و لم يبق في السوق و لا في البيوت شي‏ء من الدهن أعطاهم من الحياض التي كانوا يصبون فيها الدهن لإسراج الروضة و حواليها فبعد إتمام جميع ما في الحياض و يأسهم عن حصوله من مكان آخر رجعوا إليها فوجدوها مترعة من الدهن فأخذوا منها و كفاهم إلى انقضاء وطرهم 51-  و منها أنهم كانوا يرون في الليالي في رءوس الجدران و أطراف العمارات و المنارات نورا ساطعا بينا حتى أن الإنسان إذا كان يرفع يده إلى السماء كان يرى أنامله كالشموع المشتعلة و لقد سمعت من بعض الأشارف الثقات من غير أهل المشهد أنه قال كنت ذات ليلة نائما في بعض سطوح المشهد الشريف فانتبهت في بعض الليل فرأيت النور ساطعا من الروضة المقدسة و من أطراف جميع جدران البلد فعجبت من ذلك و مسحت يدي على عيني فنظرت فرأيت مثل ذلك فأيقظت رجلا كان نائما بجنبي فأخبرني بمثل ما رأيت و بقي هكذا زمانا طويلا ثم ارتفع و سمعت أيضا من بعض الثقات قال كنت نائما في بعض الليالي على بعض سطوح البلد الشريف فانتبهت فرأيت كوكبا نزل من السماء بحذاء القبة السامية حتى وصل إليها و طاف حولها مرارا بحيث أراه يغيب من جانب و يطلع من آخر ثم صعد إلى السماء 52-  و من الأمور المشهورة التي وقعت قريبا من زماننا أن جماعة من صلحاء أهل البحرين أتوا لزيارة الحسين صلوات الله و سلامه عليه لإدراك بعض الزيارات المخصوصة فأبطئوا و لم يصلوا إليه و وصلوا في ذلك اليوم إلى الغري و كان يوم مطر و طين و كان مولانا محمود رحمه الله أغلق أبواب الروضة المقدسة لذلك فأتوه

    و سألوه أن يفتح لهم فأبى و اعتذر منهم و قال زوروا من وراء الشباك فأتوا الباب و تضرعوا و تمرغوا في التراب و قالوا قد حرمنا من زيارة ولدك فلا تحرمنا زيارتك فإنا من شيعتك و قد أتيناك من شقة بعيدة فبينا هم في ذلك إذ سقطت الأقفال و فتحت الأبواب و دخلوا و زاروا و هذا مشهور بين أهل المشهد و بين أهل البحرين غاية الاشتهار. 53-  و منها ما تواترت به الأخبار و نظموها في الأشعار و شاع في جميع الأصقاع و الأقطار و اشتهر اشتهار الشمس في رابعة النهار و كان بالقرب من تاريخ الكتابة في سنة اثنين و سبعين بعد الألف من الهجرة و كانت كيفية تلك الواقعة على ما سمعته من الثقات أنه كان في المشهد الغروي عجوز تسمى بمريم و كانت معروفة بالعبادة و التقوى فمرضت مرضا شديدا و امتد بها حتى صارت مقعدة مزمنة و بقيت كذلك قريبا من سنتين بحيث اشتهر أمرها و كونها مزمنة في الغري ثم إنها لتسع ليال خلون من رجب تضرعت لدفع ضرها إلى الله تعالى و استشفعت بمولانا أمير المؤمنين صلوات الله و سلامه عليه و شكت إليه ع في ذلك و نامت فرأت في منامها ثلاث نسوة دخلن إليها و إحداهن كالقمر ليلة البدر نورا و صفاء و قلن لها لا تَخافِي وَ لا تَحْزَنِي فإن فرجك في ليلة الثاني عشر من الشهر المبارك فانتبهت فرحا و قصت رؤياها على من حضرها و كانت تنتظر ليلة ثاني عشر رجب فمرت بها و لم تر شيئا ثم ترقبت ليلة ثاني عشر شعبان فلم تر أيضا شيئا فلما كانت ليلة تاسع من شهر رمضان رأت في منامها تلك النسوة بأعيانهن و هن يبشرنها فقلن لها إذا كانت ليلة الثاني عشر من هذا الشهر فامضي إلى روضة أمير المؤمنين صلوات الله عليه و أرسلي إلى فلانة و فلانة و فلانة و سمين نسوة معروفات عليه و هن باقيات إلى حين هذا التحرير و اذهبي بمن معك إليها فلما أصبحت قصت رؤياها و بقيت مسرورة مستبشرة بذلك إلى أن دخلت تلك الليلة فأمرت بغسل ثيابها و تطهير جسدها و أرسلت إلى تلك النسوة دعتهن فأجبن و ذهبن بها محمولة لأنها كانت لا تقدر على المشي فلما مضى قريب من ربع الليل خرجت واحدة   منهن و اعتذرت منها و بقيت معها اثنتان و انصرف منهن جميع من حضر الروضة المقدسة و غلقت الأبواب و لم يبق في الرواق غيرهن فلما كان وقت السحر أرادت صاحبتاها أكل السحور أو شرب التتن فاستحيتا من الضريح المقدس فتركتاها عند الشباك المقابل للضريح المقدس في جانب القبلة و ذهبتا إلى الباب الذي في جهة خلفه ع يفتح إلى الصحن و خلفه الشباك فدخلتا هناك و أغلقتا الباب لحاجتهما فلما رجعتا إليها بعد قضاء وطرهما لم تجداها في الموضع الذي تركتاها ملقاة فيه فتحيرتا فمضتا يمينا و شمالا فإذا بها تمشي في نهاية الصحة و الاعتدال فسألتاها عن حالها و ما جرى عليها فأخبرتهما أنكما لما انصرفتما عني رأيت تلك النسوة اللاتي رأيتهن في المنام أقبلن و حملنني و أدخلنني داخل القبة المنورة و أنا لا أعلم كيف دخلت و من أين دخلت فلما قربت من الضريح المقدس سمعت صوتا من القبر يقول حركن المرأة الصالحة و طفن بها ثلاث مرات فطفن بي ثلاث مرات حول القبر ثم سمعت صوتا آخر أخرجن الصالحة من باب الفرج فأخرجنني من الجانب الغربي الذي يكون خلف من يصلي بين البابين بحذاء الرأس و خلف الباب شباك يمنع الاستطراق و لم يكن الباب معروفا قبل ذلك بهذا الاسم قالت فالآن مضين عني و جئتماني و أنا لا أرى بي شيئا مما كان من المرض و الألم و الضعف و أنا في غاية الصحة و القوة فلما كان آخر الليل جاء خازن الحضرة الشريفة و فتح الأبواب فرآهن تمشين بحيث لا يتميز واحدة منهن و إني سمعت من المولى الصالح التقي مولانا محمد طاهر الذي بيده مفاتيح الروضة المقدسة و من جماعة كثيرة من الصلحاء الذين كانوا حاضرين في تلك الليلة في الحضرة الشريفة أنهم رأوها في   أول الليلة محمولة عند دخولها و في آخر الليل سائرة أحسن ما يكون عند خروجها و الحمد لله على ظهور كرامة أمير المؤمنين صلوات الله عليه لتقر أعين أوليائه و ترغم أنوف أعدائه و أمثال ذلك كثيرة لو أردنا ذكرها لطال الكتاب