باب 20- زيارة العباس رضي الله عنه على الوجه المأثور

1-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن أحمد بن الحسين العسكري عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن مروان عن أبي حمزة الثمالي قال قال الصادق ع إذا أردت زيارة قبر العباس بن علي و هو على شط الفرات بحذاء الحير فقف على باب السقيفة و قل سلام الله و سلام ملائكته المقربين و أنبيائه المرسلين و عباده الصالحين و جميع الشهداء و الصديقين و الزاكيات الطيبات فيما تغتدي و تروح عليك يا ابن أمير المؤمنين أشهد لك بالتسليم و التصديق و الوفاء و النصيحة لخلف النبي ص المرسل و السبط المنتجب و الدليل العالم و الوصي المبلغ و المظلوم المهتضم فجزاك الله عن رسوله و عن أمير المؤمنين و عن الحسن و الحسين صلوات الله عليهم أفضل الجزاء بما صبرت و احتسبت و أعنت فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ لعن الله من قتلك و لعن الله من جهل حقك و استخف بحرمتك و لعن الله من حال بينك و بين ماء الفرات أشهد أنك قتلت مظلوما و أن الله منجز لكم ما وعدكم جئتك يا ابن أمير المؤمنين وافدا إليكم و قلبي مسلم لكم و تابع و أنا لكم تابع و نصرتي لكم معدة حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ فمعكم معكم لا مع عدوكم إني بكم و بإيابكم من المؤمنين و بمن خالفكم و قتلكم من الكافرين قتل الله أمة قتلتكم بالأيدي و الألسن ثم ادخل فانكب على القبر و قل السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله و لرسوله و لأمير المؤمنين و الحسن و الحسين ص السلام عليك و رحمة الله و بركاته و مغفرته و رضوانه على روحك و بدنك أشهد و أشهد الله أنك مضيت على ما مضى به البدريون و   المجاهدون في سبيل الله المناصحون له في جهاد أعدائه المبالغون في نصرة أوليائه الذابون عن أحبائه فجزاك الله أفضل الجزاء و أكثر الجزاء و أوفر الجزاء و أوفى جزاء أحد ممن وفى بيعته و استجاب له دعوته و أطاع ولاة أمره أشهد أنك قد بالغت في النصيحة و أعطيت غاية المجهود فبعثك الله في الشهداء و جعل روحك مع أرواح السعداء و أعطاك من جنانه أفسحها منزلا و أفضلها غرفا و رفع ذكرك في عليين و حشرك مع النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً أشهد أنك لم تهن و لم تنكل و أنك مضيت على بصيرة من أمرك مقتديا بالصالحين و متبعا للنبيين فجمع الله بينا و بينك و بين رسوله و أوليائه في منازل المخبتين فإنه أرحم الراحمين

 الوداع

2-  مل، ]كامل الزيارات[ بالإسناد المتقدم عن الثمالي عن أبي عبد الله ع قال إذا ودعت العباس فأته و قل أستودعك الله و أسترعيك و أقرأ عليك السلام آمنا بالله و برسوله و بكتابه و بما جاء به من عند الله اللهم فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي قبر ابن أخي رسولك و ارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني و احشرني معه و مع آبائه في الجنان و عرف بيني و بينه و بين رسولك و أوليائك اللهم صل على محمد و آل محمد و توفني على الإيمان بك و التصديق برسولك و الولاية لعلي بن أبي طالب و الأئمة من ولده و البراءة من عدوهم فإني قد رضيت يا ربي بذلك و تدعو لنفسك و لوالديك و للمؤمنين و المسلمين و تخير من الدعاء

 بيان أقول قد مضى ذكر زيارة العباس ع في الزيارة الكبيرة المنقولة عن المفيد ره على وجه أبسط و ذكر الأصحاب في زيارته الصلاة و الخبر حال عنها و لذا بعض المعاصرين يمنع من الصلاة لغير المعصوم لعدم التصريح في   النصوص بالصلاة لهم عند زيارتهم لكن لو أتى الإنسان بها لا على قصد أنها مأثورة على الخصوص بل للعمومات التي في إهداء الصلاة و الصدقة و الصوم و سائر أفعال الخير للأنبياء و الأئمة و المؤمنين و المؤمنات و إنها تدخل على المؤمنين في قبورهم و تنفعهم لم يكن به بأس و كان حسنا مع أن المفيد و غيره رحمهم الله ذكروها في كتبهم فلعلهم وصل إليهم خبر آخر لم يصل إلينا و سيأتي زيارة جابر رضي الله عنه له ع في باب زيارة الأربعين و هي مشتملة على الصلاة. ثم اعلم أن ظاهر تلك الرواية جواز الوقوف على قبره رضي الله عنه على أي وجه كان و لو كانت السقيفة في الزمن السابق على نحو بناء زماننا لكان ظاهر الخبر مواجهته عند الزيارة لكن ظاهر كلام الأصحاب و عملهم أن في زيارة غير المعصوم لا ينبغي مواجهته بل ينبغي استقبال القبلة فيها و الوقوف خلفه و لم أر تصريحا في أكثر الزيارات المنقولة بذلك. نعم ورد في زيارة المؤمنين مطلقا استحباب استقبال القبلة كما سيأتي لكن لا يبعد أن يقال كما أنهم امتازوا عن سائر المؤمنين بهذه الزيارات المشتملة على المخاطبات فلعلهم امتازوا عنهم باستقبالهم كما هو عادة المكالمات و المحاورات لكن ورد في بعض الروايات المنقولة الأمر باستقبال القبلة عند زيارة بعضهم كزيارة علي بن الحسين فيما ورد عن الناحية المقدسة و قد مر في الباب السابق و التخيير فيما لم يرد فيه شي‏ء على الخصوص أظهر و الله يعلم