باب 28- زيارته ع في يوم ولادته

 و هو ثالث شعبان على المشهور و روي خامسه و قد مر القول فيه و أما كيفيته فلم نر فيه لفظا مخصوصا فليزره ع ببعض الزيارات المطلقة و ليدع بعد الصلاة بهذا الدعاء الذي يظهر من لفظه أن تلاوته عند قبره ع أنسب و أولى

1-  قال الشيخ في المصباح و السيد ابن طاوس في الإقبال خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد ع أن مولانا الحسين ع ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصمه و ادع فيه بهذا الدعاء اللهم إني أسألك بحق المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله و ولادته بكته السماء و من فيها و الأرض و من عليها و لما يطأ لابتيها قتيل العبرة و سيد الأسرة الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتله أن الأئمة من نسله و الشفاء في تربته و الفوز معه في أوبته و الأوصياء من عترته بعد قائمهم و غيبته حتى يدركوا الأوتار و يثأروا الثأر و يرضوا الجبار و يكونوا خير أنصار صلى الله عليهم مع اختلاف الليل و النهار اللهم فبحقهم إليك أتوسل و أسأل سؤال مقترف و معترف مسي‏ء إلى نفسه مما فرط في يومه و أمسه يسألك العصمة إلى محل رمسه اللهم صل على محمد و عترته و احشرنا في زمرته و بوئنا معه دار الكرامة و محل الإقامة اللهم و كما أكرمتنا بمعرفته فأكرمنا بزلفته و ارزقنا مرافقته و سابقته   و اجعلنا ممن يسلم لأمره و يكثر الصلاة عليه عند ذكره و على جميع أوصيائه و أهل أصفيائه الممدودين منك بالعدد الاثني عشر النجوم الزهر و الحجج على جميع البشر اللهم و هب لنا في هذا اليوم خير موهبة و أنجح لنا فيه كل طلبة كما وهبت الحسين لمحمد جده و عاذ فطرس بمهده فنحن عائذون بقبره من بعده نشهد تربته و ننتظر أوبته آمين رب العالمين ثم تدعو بعد ذلك بدعاء الحسين ع و هو آخر دعائه ع يوم كوثر اللهم متعالي المكان عظيم الجبروت شديد المحال غنيا عن الخلائق عريض الكبرياء قادر على ما تشاء قريب الرحمة صادق الوعد سابق النعمة حسن البلاء قريب إذا دعيت محيط بما خلقت قابل التوبة لمن تاب إليك قادر على ما أردت و مدرك ما طلبت و شكور إذا شكرت و ذكور إذا ذكرت أدعوك محتاجا و أرغب إليك فقيرا و أفزع إليك خائفا و أبكي إليك مكروبا و أستعين بك ضعيفا و أتوكل عليك كافيا احكم بَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ فإنهم غرونا و خدعونا و غدروا بنا و قتلونا و نحن عترة نبيك و ولد حبيبك محمد بن عبد الله الذي اصطفيته بالرسالة و ائتمنته على وحيك فاجعل لنا من أمرنا فرجا و مخرجا برحمتك يا أرحم الراحمين

 قال ابن عياش سمعت الحسين بن علي بن سفيان البزوفري يقول سمعت أن أبا عبد الله ع يدعو به في هذا اليوم و قال هو من أدعية اليوم الثالث من شعبان و هو مولد الحسين ع

 توضيح قوله ع و لما يطأ لابتيها قال في النهاية اللابة الحرة و هي الأرض ذات الحجارة السود التي قد ألبستها لكثرتها و المدينة ما بين حرتين عظيمتين انتهى فالضمير إما راجع إلى المدينة لظهورها بالقرائن و إن لم يسبق ذكرها أو إلى الأرض و المراد أيضا اللابتان المخصوصتان و على التقادير المراد   قبل مشيه على الأرض و الأسرة عشيرة الرجل و أهل بيته. قوله ع و الأوصياء أي أوبة الأوصياء إما بجرة على مذهب الكوفيين أو نصبه بالعطف على المحل أو يكون الواو بمعنى مع قوله ع و يثأروا الثأر أي يطلبوا الدم و هو مهموز و قد يقلب في الثأر تخفيفا و هذه الفقرات تدل على رجعة جميع الأئمة ع في الكرة. قوله يوم كوثر على بناء المجهول أي صار مغلوبا بكثرة العدو ثم الظاهر أن الدعاء الأخير إنما يتلوه الداعي إلى قوله احكم بيننا و بين قومنا ثم يذكر بعد ذلك حاجته