باب 4- علل الحج و أفعاله و فيه حج الأنبياء و سيأتي حج الأنبياء في الأبواب الآتية أيضا

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن محمد بن زياد عن الفضل بن يونس قال أتى ابن أبي العوجاء الصادق ع فجلس إليه في جماعة من نظرائه ثم قال له يا أبا عبد الله إن المجالس أمانات و لا بد لكل من كان به سعال أن يسعل فتأذن لي في الكلام فقال الصادق ع تكلم بما شئت فقال ابن أبي العوجاء إلى كم تدوسون هذا البيدر و تلوذون بهذا الحجر و تعبدون هذا   البيت المرفوع بالطوب و المدر و تهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر من فكر في هذا أو قدر علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم و لا ذي نظر فقل فإنك رأس هذا الأمر و سنامه و أبوك أسه و نظامه فقال الصادق ع إن من أضله الله و أعمى قلبه استوخم الحق فلم يستعذبه و صار الشيطان وليه يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره و هذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه فحثهم على تعظيمه و زيارته و قد جعله محل الأنبياء و قبلة للمصلين له فهو شعبة من رضوانه و طريق تؤدي إلى غفرانه منصوب على استواء الكمال و مجتمع العظمة و الجلال خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام و أحق من أطيع فيما أمر و انتهى عما نهى عنه و زجر الله المنشئ للأرواح و الصور

2-  يد، ]التوحيد[ الدقاق عن العلوي عن البرمكي عن داود بن عبد الله عن عمرو بن محمد عن عيسى بن يونس مثله

3-  كنز الكراجكي، عن محمد بن أحمد بن شاذان عن خال أمه جعفر بن محمد بن قولويه عن الكليني عن علي بن إبراهيم عن العباس بن عمرو الفقيمي مثله

4-  ج، ]الإحتجاج[ مرسلا مثله أقول تمامه في كتاب التوحيد

5-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن علي بن سليمان عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمر عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى لما أراد أن يتوب على آدم ع أرسل   إليه جبرئيل فقال له السلام عليك يا آدم الصابر على بليته التائب عن خطيئته إن الله تبارك و تعالى بعثني إليك لأعلمك المناسك التي يريد أن يتوب عليك بها و أخذ جبرئيل بيده و انطلق به حتى أتى البيت فنزل عليه غمامة من السماء فقال له جبرئيل خط برجلك حيث أظلك هذا الغمام ثم انطلق به حتى أتى به منى فأراه موضع منى و خطه و خط الحرم بعد ما خط مكان البيت ثم انطلق به إلى عرفات فأقامه على المعرف و قال له إذا غربت الشمس فاعترف بذنبك سبع مرات ففعل ذلك آدم و لذلك سمي المعرف لأن آدم ع اعترف عليه بذنبه فجعل ذلك سنة في ولده يعترفون بذنوبهم كما اعترف أبوهم و يسألون الله عز و جل التوبة كما سألها أبوهم آدم ثم أمره جبرئيل فأفاض من عرفات فمر على الجبال السبعة فأمره أن يكبر على كل جبل تكبيرات ففعل ذلك آدم ثم انتهى به إلى جمع ثلث الليل فجمع فيها بين صلاة المغرب و بين صلاة العشاء الآخرة فلذلك سميت جمعا لأن آدم ع جمع فيها بين الصلاتين فوقت العتمة تلك الليلة ثلث الليل في ذلك الموضع ثم أمره أن ينبطح في بطحاء جمع فتبطح حتى انفجر الصبح ثم أمره أن يصعد على الجبل جبل جمع و أمره إذا طلعت الشمس أن يعترف بذنبه سبع مرات و يسأل الله عز و جل التوبة و المغفرة سبع مرات ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل و إنما جعل اعترافين ليكون سنة في ولده فمن لم يدرك عرفات و أدرك جمعا فقد وفى بحجه فأفاض آدم من جمع إلى منى فبلغ منى ضحى فأمره أن يصلي ركعتين في مسجد منى ثم أمره أن يقرب إلى الله عز و جل قربانا ليتقبل الله منه و يعلم أن الله قد تاب عليه و يكون سنة في ولده بالقربان فقرب آدم ع قربانا فتقبل الله منه قربانه و أرسل الله عز و جل نارا من السماء فقبضت قربان آدم فقال له جبرئيل إن الله تبارك و تعالى قد أحسن إليك إذ علمك المناسك التي تاب عليك بها و قبل قربانك فاحلق رأسك تواضعا لله عز و جل   إذ قبل قربانك فحلق آدم رأسه تواضعا لله تبارك و تعالى ثم أخذ جبرئيل ع بيد آدم فانطلق به إلى البيت فعرض له إبليس عند الجمرة فقال له يا آدم أين تريد قال جبرئيل يا آدم ارمه بسبع حصيات و كبر مع كل حصاة تكبيرة ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل فذهب إبليس ثم أخذ جبرئيل بيده في اليوم الثاني فانطلق به إلى الجمرة فعرض له إبليس فقال له جبرئيل ارمه بسبع حصيات و كبر مع كل حصاة تكبيرة ففعل ذلك آدم فذهب إبليس ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فقال له يا آدم أين تريد فقال له جبرئيل ارمه بسبع حصيات و كبر مع كل حصاة تكبيرة ففعل ذلك آدم فذهب إبليس ثم فعل ذلك به في اليوم الثالث و الرابع فقال له جبرئيل إنك لن تراه بعد مقامك هذا أبدا ثم انطلق به إلى البيت فأمره أن يطوف بالبيت سبع مرات ففعل ذلك آدم فقال له جبرئيل إن الله تبارك و تعالى قد غفر لك و قبل توبتك و حلت لك زوجتك

6-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن علي بن حديد عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أحدهما ع أنه سئل عن ابتداء الطواف فقال إن الله تبارك و تعالى لما أراد خلق آدم ع قال للملائكة إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً فقال ملكان من الملائكة أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ فوقعت الحجب فيما بينهما و بين الله عز و جل و كان تبارك و تعالى نوره ظاهرا للملائكة فلما وقعت الحجب بينه و بينهما علما أنه سخط قولهما فقالا للملائكة ما حيلتنا و ما وجه توبتنا فقالوا ما نعرف لكما من التوبة إلا أن تلوذا بالعرش قال فلاذا بالعرش حتى أنزل الله عز و جل توبتهما و رفعت الحجب فيما بينه و بينهما و أحب الله تبارك و تعالى أن يعبد بتلك العبادة فخلق الله البيت في الأرض و جعل على العباد الطواف حوله و خلق البيت المعمور في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودن إليه إلى يوم القيامة

    -7  ع، ]علل الشرائع[ علي بن حبشي بن قوني عن حميد بن زياد عن القاسم بن إسماعيل عن محمد بن سلمة عن يحيى بن أبي العلا أن رجلا دخل على أبي عبد الله ع فقال جعلت فداك أخبرني عن قول الله عز و جل ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ و أخبرني عن قول الله عز و جل لإبليس فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ و أخبرني عن هذا البيت كيف صار فريضة على الخلق أن يأتوه قال فالتفت أبو عبد الله ع إليه و قال ما سألني عن مسألتك أحد قط قبلك إن الله عز و جل لما قال للملائكة إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ضجت الملائكة من ذلك و قالوا يا رب إن كنت لا بد جاعلا في أرضك خليفة فاجعله منا ممن يعمل في خلقك بطاعتك فرد عليهم إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ فظنت الملائكة أن ذلك سخط من الله عز و جل عليهم فلاذوا بالعرش يطوفون به فأمر الله عز و جل لهم ببيت من مرمر سقفه ياقوتة حمراء و أساطينه الزبرجد يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يدخلونه بعد ذلك إلى يوم الوقت المعلوم قال و يوم الوقت المعلوم يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ فيموت إبليس ما بين النفخة الأولى و الثانية

8-  ع، ]علل الشرائع[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ في علل ابن سنان عن الرضا ع علة الحج الوفادة إلى الله عز و جل و طلب الزيادة و الخروج من كل ما اقترف و ليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل و ما فيه من استخراج الأموال و تعب الأبدان و حظرها عن الشهوات و اللذات و التقرب في العبادة إلى الله عز و جل و الخضوع و الاستكانة و الذل شاخصا في الحر و البرد و الأمن و الخوف ثابتا في ذلك دائما و ما في ذلك لجميع الخلق من المنافع و الرغبة و الرهبة إلى الله عز و جل و منه ترك قساوة القلب و خساسة الأنفس و نسيان الذكر و انقطاع الرجاء و الأمل و تجديد الحقوق و حظر الأنفس عن الفساد و منفعة من في المشرق و المغرب و من البر و البحر و ممن يحج و ممن لا يحج من تاجر و جالب و بائع و مشتر و كاتب مسكين و قضاء حوائج أهل الأطراف و المواضع الممكن لهم الاجتماع   فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم و علة فرض الحج مرة واحدة لأن الله عز و جل وضع الفرائض على أدنى القوم قوة فمن تلك الفرائض الحج المفروض واحد ثم رغب أهل القوة على قدر طاقتهم

 قال الصدوق رضي الله عنه جاء هذا الحديث هكذا و الذي أعتمده و أفتي به أن الحج على أهل الجدة في كل عام فريضة. أقول قد روي في الكتابين عن الفضل مثله

9-  ع، ]علل الشرائع[ علي بن أحمد بن محمد و السناني و المكتب جميعا عن الأسدي عن البرمكي عن علي بن العباس عن عمر بن عبد العزيز عن رجل قال حدثنا هشام بن الحكم قال سألت أبا عبد الله ع فقلت له ما العلة التي من أجلها كلف الله العباد الحج و الطواف بالبيت فقال إن الله عز و جل خلق الخلق لا لعلة إلا أنه شاء ففعل فخلقهم إلى وقت مؤجل و أمرهم و نهاهم ما يكون من أمر الطاعة في الدين و مصلحتهم من أمر دنياهم فجعل فيه الاجتماع من المشرق و المغرب ليتعارفوا و لينزع كل قوم من التجارات من بلد إلى بلد و لينتفع بذلك المكاري و الجمال و لتعرف آثار رسول الله ص و تعرف أخباره و يذكر و لا ينسى و لو كان كل قوم إنما يتكلون على بلادهم و ما فيها هلكوا و خربت البلاد و سقط الجلب و الأرباح و عميت الأخبار و لم يقفوا على ذلك فذلك علة الحج

10-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ع، ]علل الشرائع[ في علل ابن سنان عن الرضا ع علة الطواف بالبيت   أن الله تبارك و تعالى قال للملائكة إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ فردوا على الله تبارك و تعالى هذا الجواب فعلموا أنهم أذنبوا فندموا فلاذوا بالعرش و استغفروا فأحب الله عز و جل أن يتعبد بمثل ذلك العباد فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش فسمي الضراح ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى المعمور بحذاء الضراح ثم وضع البيت بحذاء البيت المعمور ثم أمر آدم ع فطاف به فتاب الله عليه و جرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة

11-  ع، ]علل الشرائع[ علي بن حاتم عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن الحسين بن هاشم عن ابن مسكان عن الثمالي قال دخلت على أبي جعفر ع و هو جالس على الباب الذي إلى المسجد و هو ينظر إلى الناس يطوفون فقال يا أبا حمزة بما أمروا هؤلاء قال فلم أدر ما أرد عليه قال إنما أمروا أن يطوفوا بهذه الأحجار ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم

12-  ع، ]علل الشرائع[ الحسين بن علي بن أحمد الصائغ عن الحسين بن الحجال عن سعد بن عبد الله قال حدثني محمد بن الحسن الهمداني قال سألت ذا النون البصري قلت يا أبا الفيض لم صير الموقف بالمشعر و لم يصر بالحرم قال حدثني من سأل الصادق ع ذلك فقال لأن الكعبة بيت الله الحرام و حجابه و المعشر بابه فلما أن قصده الزائرون وفقهم بالباب حتى أذن لهم بالدخول ثم وفقهم بالحجاب الثاني و هو مزدلفة فلما نظر إلى طول تضرعهم أمرهم بتقريب قربانهم فلما قربوا قربانهم و قضوا تفثهم و تطهروا من الذنوب التي كانت لهم حجابا دونه أمرهم بالزيارة على طهارة قال فقلت لم كره الصيام في أيام التشريق فقال لأن القوم زوار الله و هم في ضيافته و لا ينبغي للضيف أن يصوم عند من زاره و أضافه   قلت فالرجل يتعلق بأستار الكعبة ما يعني بذلك قال مثل ذلك مثل الرجل يكون بينه و بين الرجل جناية فيتعلق بثوبه يستخذي له رجاء أن يهب له جرمه

13-  كنز الكراجكي، و مناقب ابن شهرآشوب عن أمير المؤمنين ع مثله

14-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال إن آدم ع بقي على الصفا أربعين صباحا ساجدا يبكي على الجنة و على خروجه من جوار الله عز و جل فنزل جبرئيل ع فقال يا آدم ما لك تبكي قال يا جبرئيل ما لي لا أبكي و قد أخرجني الله من جواره و أهبطني إلى الدنيا قال يا آدم تب إليه قال و كيف أتوب فأنزل الله عليه قبة من نور في موضع البيت فسطع نورها في جبال مكة فهو الحرم فأمر الله جبرئيل أن يضع عليه الأعلام قال قم يا آدم فخرج به يوم التروية و أمره أن يغتسل و يحرم و أخرج من الجنة أول يوم من ذي القعدة فلما كان يوم الثامن من ذي الحجة أخرجه جبرئيل ع إلى منى فبات بها فلما أصبح أخرجه إلى عرفات و قد كان علمه حين أخرجه من مكة الإحرام و أمره بالتلبية فلما زالت الشمس يوم عرفة قطع التلبية و أمره أن يغتسل فلما صلى العصر وقفه بعرفات و علمه الكلمات التي تلقى بها ربه و هي سبحانك اللهم و بحمدك لا إله إلا أنت عملت سوءا و ظلمت نفسي و اعترفت بذنبي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم سبحانك اللهم و بحمدك لا إله إلا أنت عملت سوءا و ظلمت نفسي و اعترفت بذنبي فاغفر لي إنك خير الغافرين سبحانك اللهم و بحمدك لا إله إلا أنت عملت سوءا و ظلمت نفسي و اعترفت بذنبي   فاغفر لي فإنك أنت التواب الرحيم فبقي إلى أن غابت الشمس رافعا يديه إلى السماء يتضرع و يبكي إلى الله فلما غابت الشمس رده إلى المشعر فبات بها فلما أصبح قام على المشعر الحرام فدعا الله تعالى بكلمات و تاب عليه ثم أفضى إلى منى و أمره جبرئيل ع أن يحلق الشعر الذي عليه فحلقه ثم رده إلى مكة فأتى به عند الجمرة الأولى فعرض إبليس له عندها فقال يا آدم أين تريد فأمره جبرئيل ع أن يرميه بسبع حصيات و أن يكبر مع كل حصاة تكبيرة ففعل ثم ذهب فعرض له إبليس عند الجمرة الثانية فأمره أن يرميه بسبع حصيات فرمى و كبر مع كل حصاة تكبيرة فذهب إبليس ثم مضى به فعرض له إبليس عند الجمرة الثالثة و أمره أن يرميه بسبع حصيات فرمى و كبر مع كل حصاة تكبيرة فذهب إبليس و قال له جبرئيل ع إنك لن تراه بعد هذا أبدا فانطلق به إلى البيت الحرام و أمره أن يطوف به سبع مرات فقال إن الله قد قبل توبتك و حلت لك زوجتك قال فلما قضى آدم حجه و لقيته الملائكة بالأبطح فقالوا يا آدم بر حجك أما إنا قد حججنا قبلك هذا البيت بألفي عام

15-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن النضر عن هشام عن أبي عبد الله ع قال إن إبراهيم ع كان نازلا في بادية الشام فلما ولد له من هاجر إسماعيل اغتمت سارة من ذلك غما شديدا لأنه لم يكن له منها ولد و كانت تؤذي إبراهيم في هاجر فتغمه فشكا إبراهيم ذلك إلى الله عز و جل فأوحى الله إليه إنما مثل المرأة مثل الضلع العوجاء إن تركتها استمتعت بها و إن أقمتها كسرتها ثم أمره أن يخرج إسماعيل و أمه عنها فقال يا رب إلى أي مكان فقال إلى حرمي و أمني و أول بقعة خلقتها من الأرض و هي مكة فأنزل عليه جبرئيل ع بالبراق فحمل هاجر و إسماعيل و إبراهيم ع و كان إبراهيم لا يمر بموضع حسن فيه   شجر و نخل و زرع إلا و قال يا جبرئيل إلى هاهنا إلى هاهنا فيقول جبرئيل لا امض امض حتى وافى مكة فوضعه في موضع البيت و قد كان إبراهيم ع عاهد سارة أن لا ينزل حتى يرجع إليها فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجر فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها فاستظلوا تحته فلما سرحهم إبراهيم و وضعهم و أراد الانصراف عنهم إلى سارة قالت له هاجر يا إبراهيم لم تدعنا في موضع ليس فيه أنيس و لا ماء و لا زرع فقال إبراهيم الله الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان حاضر عليكم ثم انصرف عنهم فلما بلغ كدا و هو جبل بذي طوى التفت إليهم إبراهيم فقال ربي إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ثم مضى و بقيت هاجر فلما ارتفع النهار عطش إسماعيل و طلب الماء فقامت هاجر في الوادي في موضع المسعى فنادت هل في الوادي من أنيس فغاب إسماعيل عنها فصعدت على الصفا و لمع لها السراب في الوادي و ظنت أنه ماء فنزلت في بطن الوادي وسعت فلما بلغت المسعى غاب عنها إسماعيل ثم لمع له السراب في ناحية الصفا فهبطت إلى الوادي تطلب الماء فلما غاب عنها إسماعيل عادت حتى بلغت الصفا فنظرت حتى فعلت ذلك سبع مرات فلما كان في الشوط السابع و هي على المروة فنظرت إلى إسماعيل و قد ظهر الماء من تحت رجليه قعدت حتى جمعت حوله رملا فإنه كان سائلا فزمته بما جعلته حوله فلذلك سميت زمزما و كانت جرهم نازلة بذي المجاز و عرفات فلما ظهر الماء بمكة عكفت الطير و الوحوش على الماء فنظرت جرهم إلى تعكف الطير على ذلك المكان و اتبعوها حتى نظروا إلى امرأة و صبي نازلين في ذلك الموضع قد استظلا بشجرة و قد ظهر الماء لهما فقالوا لهاجر من أنت و ما شأنك و شأن هذا الصبي قالت أنا أم ولد إبراهيم خليل الرحمن و هذا ابنه أمر الله أن ينزلنا هاهنا فقالوا لها فتأذنين لنا أن نكون بالقرب منكم فقالت لهم حتى يأتي إبراهيم فلما زارها إبراهيم يوم

   الثالث قالت هاجر يا خليل الله إن هاهنا قوما من جرهم يسألونك أن تأذن لهم حتى يكونوا بالقرب منا أ فتأذن لهم في ذلك فقال إبراهيم نعم و أذنت هاجر لجرهم فنزلوا بالقرب منهم فضربوا خيامهم فأنست هاجر و إسماعيل بهم فلما رآهم إبراهيم في المرة الثالثة نظر إلى كثرة الناس حولهم فسر بذلك سرورا شديدا فلما تحرك إسماعيل ع و كانت جرهم قد وهبوا لإسماعيل كل واحد منهم شاة و شاتين و كانت هاجر و إسماعيل يعيشان بها فلما بلغ إسماعيل مبلغ الرجال أمر الله إبراهيم أن يبني البيت فقال يا رب في أي بقعة قال في البقعة التي أنزلت على آدم القبة فأضاء لها الحرم فلم تزل القبة التي أنزلها الله على آدم قائمة حتى كان أيام الطوفان أيام نوح ع فلما غرقت الدنيا رفع الله تلك القبة و غرقت الدنيا إلا موضع البيت فسميت البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق فلما أمر الله عز و جل إبراهيم ع أن يبني البيت لم يدر في أي مكان يبنيه فبعث الله جبرئيل فخط له موضع البيت فأنزل الله عليه القواعد من الجنة و كان الحجر الذي أنزله الله على آدم أشد بياضا من الثلج فلما مسته أيدي الكفار اسود فبنى إبراهيم البيت و نقل إسماعيل الحجر من ذي طوى فرفعه في السماء تسعة أذرع ثم دله على موضع الحجر فاستخرجه إبراهيم و وضعه في موضعه الذي هو فيه الآن و جعل له بابين بابا إلى المشرق و بابا إلى المغرب و الباب الذي إلى المغرب يسمى المستجار ثم ألقى عليه الشجر و الإذخر و علقت هاجر على بابه كساء كان معها و كانوا يكونون تحته فلما بناه و فرغ منه حج إبراهيم و إسماعيل و نزل عليهما جبرئيل يوم التروية لثمان من ذي الحجة فقال يا إبراهيم قم فارتو من الماء لأنه لم يكن بمنى و عرفات ماء فسميت التروية لذلك ثم أخرجه إلى منى فبات بها ففعل به ما فعل بآدم ع فقال إبراهيم لما فرغ من بناء البيت رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ قال من ثمرات القلوب أي حببهم إلى الناس لينتابوا إليهم و يعودوا إليه

    -16  ب، ]قرب الإسناد[ أبو البختري عن الصادق عن أبيه ع قال قال علي ع إن الجمار إنما رميت أن جبرئيل ع حين أرى إبراهيم ع المشاعر برز له إبليس فأمره جبرئيل أن يرميه فرماه بسبع حصيات فدخل عند الجمرة الأولى تحت الأرض فأمسك ثم إنه برز له عند الثانية فرماه بسبع حصيات أخر فدخل تحت الأرض في موضع الثانية ثم برز له في موضع الثانية ثم برز له في موضع الثالثة فرمي بسبع حصيات فدخل في موضعها

17-  ب، ]قرب الإسناد[ علي عن أخيه ع قال سألته عن استلام الحجر لم يستلم قال لأن الله تبارك و تعالى علوا كبيرا أخذ مواثيق العباد ثم دعا الحجر من الجنة فأمره فالتقم الميثاق فالموافقون شاهدون بيعتهم

18-  و سألته عن التروية لم سميت تروية قال إنه لم يكن بعرفات ماء و إنما كان يحمل الماء من مكة فكان ينادي بعضهم بعضا يوم التروية حتى يحمل الناس ما يرويهم فسميت التروية لذلك

19-  و سألته عن السعي بين الصفا و المروة فقال جعل لسعي إبراهيم ع

20-  و سألته عن التلبية لم جعلت قال لأن إبراهيم ع حين قال الله تبارك و تعالى وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا نادى فأسمع فأقبل الناس من كل وجه يلبون فلذلك جعلت التلبية

21-  و سألته عن رمي الجمار لم جعل قال لأن إبليس كان يتراءى لإبراهيم ع في موضع الجمار فرجمه إبراهيم فجرت به السنة

22-  ع، ]علل الشرائع[ السناني و الدقاق و المكتب و الوراق و القطان جميعا عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران قال قلت لجعفر بن محمد ع كم حج رسول الله ص   قال عشرين حجة مستسرا في كل حجة يمر بالمأزمين فينزل فيبول فقلت يا ابن رسول الله ص و لم كان ينزل هناك فيبول قال لأنه أول موضع عبد فيه الأصنام و منه أخذ الحجر الذي نحت منه هبل الذي رمى به علي ع من ظهر الكعبة لما علا ظهر رسول الله ص فأمر بدفنه عند باب بني شيبة فصار الدخول إلى المسجد من باب بني شيبة سنة لأجل ذلك قال سليمان فقلت فكيف صار التكبير يذهب بالضغاط هناك قال لأن قول العبد الله أكبر معناه الله أكبر أن يكون مثل الأصنام المنحوتة و الآلهة المعبودة دونه و إن إبليس في شياطينه يضيق على الحاج مسلكهم في ذلك الموضع فإذا سمع التكبير طار مع شياطينه و تبعهم الملائكة حتى يقعوا في اللجة الخضراء فقلت كيف صار الصرورة يستحب له دخول الكعبة دون من قد حج فقال لأن الصرورة قاضي فرض مدعو إلى حج بيت الله فيجب أن يدخل البيت الذي دعي إليه ليكرم فيه قلت فكيف صار الحلق عليه واجبا دون من قد حج فقال ليصير بذلك موسما بسمة الآمنين أ لا تسمع الله عز و جل يقول لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فقلت كيف صار وطء المشعر عليه واجبا قال ليستوجب بذلك بحبوحة الجنة

23-  ع، ]علل الشرائع[ سأل الشامي أمير المؤمنين ع كم حج آدم من حجة فقال له سبعين حجة ماشيا على قدميه و أول حجة حجها كان معه الصرد يدله على مواضع الماء

24-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ في علل الفضل عن الرضا ع فإن قال فلم أمر بالحج قيل لعلة الوفادة إلى الله عز و جل و طلب الزيادة و الخروج من كل ما اقترف   العبد تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل مع ما فيه من إخراج الأموال و تعب الأبدان و الاشتغال عن الأهل و الولد و حظر الأنفس عن اللذات شاخصا في الحر و البرد ثابتا ذلك عليه دائما مع الخضوع و الاستكانة و التذلل مع ما في ذلك لجميع الخلق من المنافع في شرق الأرض و غربها و من في البر و البحر ممن يحج و ممن لا يحج من بين تاجر و جالب و بائع و مشتر و كاسب و مسكين و مكار و فقير و قضاء حوائج أهل الأطراف في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيها مع ما فيه من التفقه و نقل أخبار الأئمة ع إلى كل صقع و ناحية كما قال الله عز و جل فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ و لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ فإن قال فلم أمروا بحجة واحدة لا أكثر من ذلك قيل لأن الله عز و جل وضع الفرائض على أدنى القوم قوة كما قال عز و جل فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ يعني شاة ليسع له القوي و الضعيف و كذلك سائر الفرائض إنما وضعت على أدنى القوم قوة و كان من تلك الفرائض الحج المفروض واحدا ثم رغب بعد أهل القوة بقدر طاقتهم فإن قال فلم أمروا بالتمتع إلى الحج قيل ذلك تخفيف من ربكم و رحمة لأن يسلم الناس من إحرامهم لا يطول ذلك عليهم فيدخل عليهم الفساد و لأن يكون الحج و العمرة واجبين جميعا فلا تعطل العمرة و لا تبطل و لأن يكون الحج مفردا من العمرة و يكون بينهما فصل و تميز و قال النبي ص دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة و لو لا أنه ص كان ساق الهدي و لم يكن له أن يحل حتى يبلغ الهدي محله لفعل كما أمر الناس و لذلك قال لو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتهم و لكني سقت الهدي و ليس لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله فقام إليه رجل فقال   يا رسول الله ص نخرج حجاجا و رءوسنا تقطر من ماء الجنابة فقال إنك لن تؤمن بها أبدا فإن قال قائل فلم جعل وقتها عشر ذي الحجة قيل لأن الله تعالى أحب أن يعبد بهذه العبادة في أيام التشريق فكان أول ما حجت إليه الملائكة و طافت به في هذا الوقت فجعله سنة و وقتا إلى يوم القيامة فأما النبيون آدم و نوح و إبراهيم و عيسى و موسى و محمد صلوات الله عليهم و غيرهم من الأنبياء إنما حجوا في هذا الوقت فجعلت سنة في أولادهم إلى يوم القيامة فإن قال فلم أمروا بالإحرام قيل لأن يخشعوا قبل دخول حرم الله عز و جل و أمنه و لئلا يلهوا و يشتغلوا بشي‏ء من أمر الدنيا و زينتها و لذتها و يكونوا جادين فيما فيه قاصدين نحوه مقبلين عليه بكليتهم مع ما فيه من التعظيم لله عز و جل و لنبيه ص و التذلل لأنفسهم عند قصدهم إلى الله عز و جل و وفادتهم إليه راجين ثوابه راهبين من عقابه ماضين نحوه مقبلين إليه بالذل و الاستكانة و الخضوع لله عز و جل

 أقول في كتاب العلل بعد قوله و يكون بينهما فصل و تميز هكذا

 و أن لا يكون الطواف بالبيت محظورا لأن المحرم إذا طاف بالبيت قد أحل إلا لعلة فلو لا التمتع لم يكن للحاج أن يطوف لأنه إن طاف أحل و فسد إحرامه يخرج منه قبل أداء الحج و لأن يجب على الناس الهدي و الكفارة فيذبحون و ينحرون و يتقربون إلى الله جل جلاله فلا تبطل هراقة الدماء و الصدقة على المسكين فإن قيل فلم جعل وقتها عشر ذي الحجة و لم يقدم و لم يؤخر

و ساق الحديث إلى آخره قريبا مما مر

25-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بهذا الإسناد عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال لما أفاض آدم ع من عرفات تلقته الملائكة فقالوا له بر حجك يا آدم أما إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام

    -26  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق بإسناده عن إبراهيم بن محرز عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال إن آدم ع نزل بالهند فبنى الله تعالى له البيت و أمره أن يأتيه فيطوف به أسبوعا فيأتي منى و عرفات و يقضي مناسكه كما أمر الله ثم خطا من الهند فكان موضع قدميه حيث خطا عمران و ما بين القدم و القدم صحار ليس فيها شي‏ء ثم جاء إلى البيت فطاف به أسبوعا و قضى مناسكه فقضاها كما أمره الله فتقبل الله منه توبته و غفر له فقال آدم صلوات الله عليه يا رب و لذريتي من بعد فقال نعم من آمن بي و برسلي

27-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن عبد الرحمن بن الحجاج عن القاسم بن محمد عن أبي جعفر ع قال أتى آدم هذا البيت ألف أتية على قدمين منها سبعمائة حجة و ثلاثمائة عمرة

28-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ محمد بن عيسى و رواه لي عن العباس عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال حرم الله المسجد لعلة الكعبة و حرم الحرم لعلة المسجد و وجب الإحرام لعلة الحرم

29-  سن، ]المحاسن[ أبي عن البزنطي عن عبد الكريم الحلبي عن أبي عبد الله ع قال قلت لم جعل استلام الحجر فقال إن الله حيث أخذ ميثاق بني آدم دعا الحجر من الجنة فأمره بالتقام الميثاق فالتقمه فهو يشهد لمن وافاه بالحق قلت فلم جعل السعي بين الصفا و المروة قال لأن إبليس تراءى لإبراهيم ع في الوادي فسعى إبراهيم من عنده كراهة أن يكلمه و كانت منازل الشيطان قلت فلم جعل التلبية قال لأن الله قال لإبراهيم وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ فصعد إبراهيم على تل فنادى و أسمع فأجيب من كل وجه قلت فلم سميت التروية تروية قال لأنه لم يكن بعرفات ماء و إنما كانوا يحملون الماء من مكة فكان ينادي بعضهم ترويتم فسمي يوم التروية

    -30  سر، ]السرائر[ البزنطي مثله

31-  سن، ]المحاسن[ محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله ع قال الله اصطفى آدم و نوحا و هبطت حواء على المروة و إنما سميت المروة لأن المرأة هبطت عليها فقطع للجبل اسم من اسم المرأة و سمي النساء لأنه لم يكن لآدم أنس غير حواء و سمي المعرف لأن آدم اعترف عليه بذنبه و سميت جمع لأن آدم ع جمع بين الصلاتين المغرب و العشاء و سمي الأبطح لأن آدم ع أمر أن ينبطح في بطحاء جمع فانبطح حتى انفجر الصبح ثم أمر أن يصعد جبل جمع و أمر إذا طلعت عليه الشمس أن يعترف بذنبه ففعل ذلك آدم ع و إنما جعله اعترافا ليكون سنة في ولده فقرب قربانا و أرسل الله تبارك و تعالى نارا من السماء فقبضت قربان آدم ع

32-  سن، ]المحاسن[ عن فضالة و صفوان عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال سميت التروية لأن جبرئيل ع أتى إبراهيم ع يوم التروية فقال يا إبراهيم ارتو من الماء لك و لأهلك و لم يكن بين مكة و عرفات ماء ثم مضى به إلى الموقف فقال اعترف و اعرف مناسكك فلذلك سميت عرفة ثم قال له ازدلف إلى المشعر الحرام فسميت المزدلفة

33-  شي، ]تفسير العياشي[ عن زرارة قال سئل أبو جعفر ع عن البيت أ كان يحج إليه قبل أن يبعث النبي ص قال نعم لا يعلمون أن الناس قد كانوا يحجون و نخبركم أن آدم و نوحا و سليمان قد حجوا البيت بالجن و الإنس و الطير و لقد حجه موسى على جمل أحمر يقول لبيك لبيك فإنه كما قال الله تعالى إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمِينَ

    أقول روى الكراجكي في كنز الفوائد كثيرا من العلل عن علي بن حاتم القزويني مما أورده في كتاب علل الحج

34-  و قال روي عن الصادق ع أنه كان يقول ما من بقعة أحب إلى الله تعالى من المسعى لأنه يذل فيه كل جبار

35-  نهج البلاغة، في الخطبة القاصعة و كلما كانت البلوى و الاختبار أعظم كانت المثوبة و الجزاء أجزل أ لا ترون أن الله سبحانه اختبر الأولين من لدن آدم صلوات الله عليه إلى الآخرين من هذا العالم بأحجار لا تضر و لا تنفع و لا تبصر و لا تسمع فجعلها بيته الحرام الذي جعله الله للناس قياما ثم وضعه بأوعر بقاع الأرض حجرا و أقل نتائق الدنيا مدرا و أضيق بطون الأودية قطرا بين جبال خشنة و رمال دمثة و عيون وشلة و قرى منقطعة لا يزكو بها خف و لا حافر و لا ظلف ثم أمر سبحانه آدم و ولده أن يثنوا أعطافهم نحوه فصار مثابة لمنتجع أسفارهم و غاية لملقى رحالهم تهوي إليه ثمار الأفئدة من مفاوز قفار سحيقة و مهاوي فجاج عميقة و جزائر بحار منقطعة حتى يهزوا مناكبهم   ذللا يهلون لله حوله و يرملون على أقدامهم شعثا غبرا له قد نبذوا السرابيل وراء ظهورهم و شوهوا بإعفاء الشعور محاسن خلقهم ابتلاء عظيما و امتحانا شديدا و اختبارا مبينا و تمحيصا بليغا جعله الله تعالى سببا لرحمته و وصلة إلى جنته و لو أراد الله سبحانه أن يضع بيته الحرام و مشاعر العظام بين جنات و أنهار و سهل و قرار جم الأشجار داني الثمار ملتف البنى متصل القرى بين برة سمراء و روضة خضراء و أرياف محدقة و عراص مغدقة و زروع ناضرة و طرق عامرة لكان قد صغر قدر الجزاء على حسب ضعف البلاء و لو كان الأساس المحمول عليها و الأحجار المرفوع بها بين زمردة خضراء و ياقوتة حمراء و نور و ضياء لخفف ذلك مصارعة الشك في الصدور و لوضع مجاهدة إبليس عن القلوب و لنفي معتلج الريب من الناس و لكن الله يختبر عباده بأنواع الشدائد و يتعبدهم بألوان المجاهد و يبتليهم بضروب المكاره إخراجا للتكبر من قلوبهم و إسكانا للتذلل في نفوسهم و ليجعل ذلك أبوابا فتحا إلى فضله و أسبابا ذللا لعفوه

 أقول قد مر بتمامه مشروحا في كتاب النبوة

36-  دعائم الإسلام، روينا عن أبي جعفر محمد بن علي ع أنه قال في قول الله وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ   فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ قال كان في قولهم هذا منة منهم على الله بعبادتهم و إنما قال ذلك بعض الملائكة لما عرفوا من حال من كان في الأرض من الجن قبل آدم فأعرض الله عنهم و خلق آدم و علمه الأسماء كلها ثم قال للملائكة أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ قال لهم اسجدوا لآدم فسجدوا فقالوا في أنفسهم و هم سجود ما كنا نظن أن الله يخلق خلقا أكرم عليه منا و نحن جيرانه و أقرب الخلق إليه فلما رفعوا رءوسهم قال الله إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ يعني ما أبدوه بقولهم أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ و ما كتموه فقالوا في أنفسهم ما ظننا أن الله يخلق خلقا أكرم عليه منا فعلموا أنهم قد وقعوا في الخطيئة فلاذوا بالعرش و طافوا حوله يسترضون ربهم فرضي عنهم و أمر الله الملائكة أن تبني في الأرض بيتا ليطوف به من أصاب ذنبا من ولد آدم كما طافت الملائكة بعرشه فيرضى عنهم كما رضي عن ملائكته فبنوا مكان البيت بيتا رفع زمن الطوفان فهو في السماء الرابعة يلجه كل يوم سبعون ألف ملك و لا يعودون إليه أبدا و على أساسه وضع إبراهيم ع بناء البيت فلما أصاب آدم الخطيئة و أهبطه الله إلى الأرض أتى إلى البيت و طاف به كما رأى الملائكة طافت عند العرش سبعة أشواط ثم وقف عند المستجار فنادى رب اغفر لي فنودي يا آدم قد غفرت لك قال يا رب و لذريتي فنودي يا آدم من باء بذنبه من ذريتك حيث بؤت   أنت بذنبك هاهنا غفر له

37-  و عن علي ع أنه قال أوحى الله إلى إبراهيم ع أن ابن لي بيتا في الأرض تعبدني فيه فضاق به ذرعا فبعث الله عليه السكينة و هي ريح لها رأسان يتبع أحدهما صاحبه فدارت على أس البيت الذي بنته الملائكة فوضع إبراهيم البناء على كل شي‏ء استقرت عليه السكينة و كان إبراهيم ع يبني و إسماعيل يناوله الحجارة و يرفع القواعد فلما صار إلى مكان الركن الأسود قال إبراهيم لإسماعيل ع أعطني حجرا لهذا الموضع فلم يجده قال اذهب فاطلبه فذهب ليأتيه به فأتاه جبرئيل ع بالحجر الأسود فجاء إسماعيل و قد وضعه موضعه فقال من جاءك بهذا فقال من لم يتكل على بنائك فمكث البيت حينا فانهدم فبنته العمالقة ثم مكث حينا فانهدم فبنته جرهم ثم انهدم فبنته قريش و رسول الله ص يومئذ غلام قد نشأ على الطهارة و أخلاق الأنبياء فكانوا يدعونه الأمين فلما انتهوا إلى موضع الحجر أراد كل بطن من قريش أن يلي رفعه و وضعه موضعه فاختلفوا في ذلك ثم اتفقوا على أن يحكموا في ذلك أول من يطلع عليهم و كان ذلك رسول الله ص فقالوا هذا الأمين قد طلع و أخبروه بالخبر فانتزع ص إزاره و دعا بثوب فوضع الحجر فيه فقال يأخذ من كل بطن من قريش رجل بحاشية الثوب فارفعوه معا فأعجبهم ما حكم به و أرضاهم و فعلوا حتى إذا صار إلى موضعه وضعه فيه رسول الله ص

38-  قال أبو جعفر ع و الحجر كالميثاق و استلامه كالبيعة و كان إذا استلمه قال اللهم أمانتي أديتها و ميثاقي تعاهدته ليشهد لي عندك بالبلاغ و نظر ع إلى ناس يطوفون و ينصرفون فقال و الله لقد أمروا مع هذا بغيره قيل و ما أمروا به يا ابن رسول الله ص قال أمروا إذا فرغوا من طوافهم أن يعرضوا علينا أنفسهم

    -39  و عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع أنه قال ما سبيل من سبيل الله أفضل من الحج إلا رجل يخرج بسيفه فيجاهد في سبيل الله حتى يستشهد

40-  و عنه ع أن رجلا سأله فقال يا ابن رسول الله أنا رجل موسر و قد حججت حجة الإسلام و قد سمعت ما في التطوع بالحج من الرغائب فهل لي إن تصدقت بمثل نفقة الحج أو أكثر منها ثواب الحج فنظر أبو عبد الله ع إلى أبي قبيس و قال لو تصدقت بمثل هذا ذهبا و فضة ما أدركت ثواب الحج

41-  و عنه عن رسول الله ص أنه قال من طاف بهذا البيت أسبوعا و أحسن صلاة ركعتيه غفر له

42-  و عن علي ع أن رسول الله ص لما حج حجة الوداع وقف بعرفة و أقبل على الناس بوجهه و قال مرحبا بوفد الله ثلاث مرات الذين إن سألوا أعطوا و تخلف نفقاتهم و يجعل لهم في الآخرة بكل درهم ألف من الحسنات ثم قال أيها الناس أ لا أبشركم قالوا بلى يا رسول الله قال إنه إذا كانت هذه العشية باهى الله بأهل هذا الموقف الملائكة فيقول يا ملائكتي انظروا إلى عبادي و إمائي أتوني من أطراف الأرض شعثا غبرا هل تعلمون ما يسألون فيقولون و ما يسألون فيقولون ربنا يسألونك المغفرة فيقول أشهدكم أني قد غفرت لهم فانصرفوا من موقفهم مغفورا لهم ما سلف

43-  و عن جعفر بن محمد صلوات الله عليهما أنه قال ضمان الحاج المؤمن على الله إن مات في سفره أدخله الجنة و إن رده إلى أهله لم يكتب عليه ذنب بعد وصوله إلى منزله بسبعين ليلة

44-  و عن أبي جعفر محمد بن علي ع أنه قال قال رسول الله ص الحاج ثلاثة أفضلهم نصيبا رجل قد غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و الذي   يليه رجل غفر له ما تقدم من ذنبه و يستأنف العمل و الثالث و هو أقلهم حظا رجل حفظ في أهله و ماله

45-  و عن جعفر بن محمد ع أنه قال الحاج ثلاثة أثلاث فثلث يعتقون من النار لا يرجع الله في عتقهم و ثلث يستأنفون العمل و قد غفرت لهم ذنوبهم الماضية و ثلث تخلف عليهم نفقاتهم و يعافون في أنفسهم و أهاليهم

46-  و عن علي ع أن رسول الله ص قال العمرة إلى العمرة كفارة ما بينهما و الحجة المتقبلة ثوابها الجنة و من الذنوب لا تغفر إلا بعرفات

47-  و عنه أنه نظر إلى قطار جمال للحجيج فقال لا ترفع خفا إلا كتبت لهم حسنة و لا تضع خفا إلا محيت عنهم سيئة و إذا قضوا مناسكهم قيل لهم بنيتم بناء فلا تهدموه و كفيتم ما مضى فأحسنوا فيما تستقبلون

48-  و عن جعفر بن محمد ع أنه قال لما أوحى الله عز و جل إلى إبراهيم ع أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْعاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ أهبط إلى الكعبة مائة و سبعين رحمة فجعل منها ستين للطائفين و خمسين للعاكفين و أربعين للمصلين و عشرين للناظرين

49-  و عن علي صلوات الله عليه أن رسول الله ص قال من أراد دنيا و آخرة فليؤم هذا البيت ما أتاه عبد فسأل الله دنيا إلا أعطاه منها أو سأله آخرة إلا ادخر له منها أيها الناس عليكم بالحج و العمرة فتابعوا بينهما فإنهما يغسلان الذنوب كما يغسل الماء الدرن و ينفيان الفقر كما ينفي النار خبث الحديد

50-  الدر المنثور، للسيوطي نقلا من تاريخ الخطيب عن يحيى بن أكثم أنه قال في مجلس الواثق من حلق رأس آدم حين حج فتعايا الفقهاء عن   الجواب فقال الواثق أنا أحضر من ينبئكم بالخبر فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر ع فسأله فقال حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ص أمر جبرئيل أن ينزل ياقوتة من الجنة فهبط بها فمسح بها رأس آدم فتناثر الشعر منه فحيث بلغ نورها صار حرما