باب 4- عمل ليلة النصف من شعبان و هي ليلة ميلاد القائم ع و عمل يومها زائدا على ما في الأبواب السابقة

 أقول قد أوردنا كثيرا مما يتعلق بهذا الباب في كتاب الطهارة و الصلاة و الدعاء و الصيام و المزار و غيرها و قد ذكرنا أيضا ما يناسبه في كتاب أحوال القائم صلوات الله عليه

1-  قل، ]إقبال الأعمال[ أعمال ليلة النصف من شعبان وجدنا مرويا عن النبي ص قال من صلى في الليلة الخامسة عشر من شعبان بين العشاءين أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و قل هو الله أحد عشر مرات

 و في رواية أخرى إحدى عشرة مرة فإذا فرغ قال يا رب اغفر لنا عشر مرات يا رب ارحمنا عشر مرات يا رب تب علينا عشر مرات و يقرأ قل هو الله أحد إحدى و عشرين مرة ثم يقول سبحان الذي يحيي الموتى و يميت الأحياء وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ عشر مرات استجاب الله تعالى له و قضى حوائجه في الدنيا و الآخرة و أعطاه الله كتابه بيمينه و كان في حفظ الله تعالى إلى قابل

 فصل فيما نذكره من صلاة أربع ركعات أخرى في ليلة النصف من شعبان روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه قال الصلاة في ليلة النصف من شعبان أربع ركعات تقرأ في كل ركعة الحمد و قل هو الله أحد مائة مرة فإذا فرغت قلت اللهم إني إليك فقير و من عذابك خائف و بك مستجير رب لا تبدل اسمي و لا تغير جسمي رب لا تجهد بلائي رب لا تشمت بي أعدائي أعوذ بعفوك من عقابك و أعوذ برحمتك من عذابك و أعوذ برضاك من سخطك و أعوذ بك   منك جل ثناؤك أنت كما أثنيت على نفسك و فوق ما يقول القائلون فيك ثم ادع بما أحببت

 أقول و روينا هذه الصلاة بإسنادنا أيضا إلى جدي أبي جعفر الطوسي ره فقال في إسنادنا ما هذا لفظه و روى أبو يحيى الصنعاني عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و رواه عنهما ثلاثون رجلا ممن يوثق به قالا إذا كان ليلة النصف من شعبان فصل أربع ركعات و ذكر تمام الحديث

 فصل فيما نذكره من تسبيح و تحميد و تكبير و صلاة ركعتين في ليلة النصف من شعبان روينا ذلك بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي ره فيما رواه عن أبي يحيى عن جعفر بن محمد الصادق ع قال سئل الباقر ع عن فضل ليلة النصف من شعبان فقال هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر و فيما يمنح الله تعالى العباد فضله و يغفر لهم بمنه فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها فإنها ليلة آلى الله عز و جل على نفسه أن لا يرد فيها سائلا ما لم يسأل الله معصية و إنها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبينا ص فاجتهدوا في الدعاء و الثناء على الله فإنه من سبح الله تعالى فيها مائة مرة و حمده مائة مرة و كبره مائة مرة و هلله مائة تهليلة غفر الله له ما سلف من معاصيه و قضى له حوائج الدنيا و الآخرة ما التمسه و ما علم حاجته إليه و إن لم يلتمسه منه تفضلا على عباده قال أبو يحيى فقلت لسيدنا الصادق ع و أي شي‏ء أفضل الأدعية فقال إذا أنت صليت العشاء الآخرة فصل ركعتين تقرأ في الأولى الحمد و سورة الجحد و هي قل يا أيها الكافرون و اقرأ في الركعة الثانية الحمد و سورة التوحيد و هي قل هو الله أحد فإذا أنت سلمت قلت سبحان الله ثلاثا و ثلاثين مرة و الحمد لله ثلاثا و ثلاثين مرة و الله أكبر أربعا و ثلاثين مرة ثم قل يا من إليه ملجأ العباد في المهمات و إليه يفزع الخلق في الملمات يا عالم الجهر و الخفيات يا من لا يخفى عليه خواطر الأوهام و تصرف الخطرات   يا رب الخلائق و البريات يا من بيده ملكوت الأرضين و السماوات أنت الله لا إله إلا أنت أمت إليك بلا إله إلا أنت فيا لا إله إلا أنت اجعلني في هذه الليلة ممن نظرت إليه فرحمته و سمعت دعاءه فأجبته و علمت استقالته فأقلته و تجاوزت عن سالف خطيئته و عظيم جريرته فقد استجرت بك من ذنوبي و لجأت إليك في ستر عيوبي اللهم فجد علي بكرمك و فضلك و احطط خطاياي بحلمك و عفوك و تغمدني في هذه الليلة بسابغ كرامتك و اجعلني فيها من أوليائك الذين اجتبيتهم لطاعتك و اخترتهم لعبادتك و جعلتهم خالصتك و صفوتك اللهم اجعلني ممن سعد جده و توفر من الخيرات حظه و اجعلني ممن سلم فنعم و فاز فغنم و اكفني شر ما أسلفت و اعصمني من الازدياد في معصيتك و حبب إلي طاعتك و ما يقربني منك و يزلفني عندك سيدي إليك ملجأ الهارب منك ملتمس الطالب و على كرمك يعول المستقيل التائب أدبت عبادك بالتكرم و أنت أكرم الأكرمين و أمرت بالعفو عبادك و أنت الغفور الرحيم اللهم فلا تحرمني ما رجوت من كرمك و لا تؤيسني من سابغ نعمك و لا تخيبني من جزيل قسمك في هذه الليلة لأهل طاعتك و اجعلني في جنة من شرار خلقك رب إن لم أكن من أهل ذلك فأنت أهل الكرم و العفو و المغفرة جد علي بما أنت أهله لا بما أستحقه فقد حسن ظني بك و تحقق رجائي لك و علقت نفسي بكرمك و أنت أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين اللهم و اخصصني من كرمك بجزيل قسمك و أعوذ بعفوك من عقوبتك و اغفر لي الذنب الذي يحبس عني الخلق و يضيق علي الرزق حتى أقوم بصالح رضاك و أنعم بجزيل عطاياك و أسعد بسابغ نعمائك فقد لذت بحرمك و تعرضت لكرمك و استعذت بعفوك من عقوبتك و بحلمك من غضبك فجد بما سألتك و أنل ما التمست منك أسألك بك لا بشي‏ء هو أعظم منك ثم تسجد و تقول عشرين مرة يا رب يا الله سبع مرات لا حول و لا قوة إلا بالله سبع مرات ما شاء الله لا قوة إلا بالله عشر مرات لا قوة   إلا بالله عشر مرات ثم تصلي على النبي ص و تسأل الله حاجتك فو الله لو سئلت بها بعدد القطر لبلغك الله عز و جل إياها بكرمه و فضله

 رواية أخرى في هذه السجدة بعد هذا الدعاء رواها محمد بن علي الطرازي في كتابه فقال ثم تسجد و تقول عشرين مرة يا رب يا رب صل على محمد و آل محمد سبع مرات لا حول و لا قوة إلا بالله سبع مرات ما شاء الله عشر مرات لا قوة إلا بالله عشر مرات ثم تصلي على رسول الله ص ما بدا لك ثم تصلي بعد هذه الصلاة و قبل صلاة الليل الأربع ركعات بألف مرة قل هو الله أحد

 و مما ذكرناه في هذه السجدة بعد هذا الدعاء من كتاب محمد بن علي الطرازي و روى محمد بن علي الطرازي في كتابه أن مولانا الصادق جعفر بن محمد ع صلى هذه الصلاة ليلة النصف من شعبان و دعا بهذا يا من إليه ملجأ العباد في المهمات إلخ ثم سجد فقال في سجوده يا رب عشرين مرة يا الله سبع مرات يا رب محمد سبع مرات لا حول و لا قوة إلا بالله عشر مرات

 و مما ذكره جدي أبو جعفر الطوسي ره بعد السجدة التي رويناها عنه ما هذا لفظه و تقول إلهي تعرض لك في هذا الليل المتعرضون و قصدك القاصدون و أمل فضلك و معروفك الطالبون و لك في هذا الليل نفحات و جوائز و عطايا و مواهب تمن بها على من تشاء من عبادك و تمنعها من لم تسبق له العناية منك و ها أنا ذا عبدك الفقير إليك المؤمل فضلك و معروفك فإن كنت يا مولاي تفضلت في هذه الليلة على أحد من خلقك و عدت عليه بعائدة من عطفك فصل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين و جد علي بطولك و معروفك يا رب العالمين و صلى الله على محمد خاتم النبيين و آله الطاهرين و سلم تسليما إن الله حميد مجيد اللهم إني أدعوك كما أمرت فاستجب لي كما وعدت إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ

 فصل فيما نذكره من صلاة أربع ركعات أخرى في ليلة النصف من شعبان وجدناها في كتاب الطرازي فقال ما هذا لفظه صلاة أخرى ليلة النصف من شعبان   أربع ركعات تقرأ في كل ركعة الحمد و سورة الإخلاص خمسين مرة و إن شئت قرأتها مائة مرة و إن شئت قرأتها مائتين و خمسين مرة فإذا سلمت فقل اللهم إني إليك فقير و من عذابك خائف و بك مستجير رب لا تبدل اسمي رب لا تغير جسمي و لا تجهد بلائي و لا تشمت بي أعدائي اللهم إني أعوذ بعفوك من عقوبتك و أعوذ برضاك من سخطك و أعوذ برحمتك من عذابك و أعوذ بك منك لا إله إلا أنت جل ثناؤك لا أحصي مدحتك و لا الثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك و فوق ما يقول القائلون أن تصلي على محمد و آل محمد و افعل بي كذا و كذا

 و روينا هذه الأربع ركعات و هذا الدعاء بإسنادنا إلى أبي جعفر الطوسي ره و اقتصر في قراءة كل ركعة منها بالحمد مرة و قل هو الله أحد مائتين و خمسين مرة و لم يذكر التخيير

 و ذكر الطرازي بعد هذه الصلاة و الدعاء فقال ما هذا لفظه و مما يدعى به في هذه الليلة اللهم أنت الحي القيوم العلي العظيم الخالق البارئ المحيي المميت البدي‏ء البديع لك الكرم و لك الفضل و لك الحمد و لك المن و لك الجود و لك الكرم و لك الأمر وحدك لا شريك لك يا واحد يا أحد يا صمد يا من لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ اللهم صل على محمد و آل محمد و اغفر لي و ارحمني و اكفني ما أهمني و اقض ديني و وسع علي و ارزقني فإنك في هذه الليلة كل أمر تفرق و من تشاء من خلقك ترزق فارزقني و أنت خير الرازقين فإنك قلت و أنت خير القائلين الناطقين وَ سْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فمن فضلك أسأل و إياك قصدت و ابن نبيك اعتمدت و لك رجوت يا أرحم الراحمين

 فصل فيما نذكره من فضل ليلة النصف من شعبان من أمر عظيم و صلاة مائة ركعة و ذكر كريم وجدنا ذلك في كتب العبادات و ضمان فاتح أبواب الرحمات   قال قال رسول الله ص كنت نائما ليلة النصف من شعبان فأتاني جبرئيل ع فقال يا محمد أ تنام في هذه الليلة فقلت يا جبرئيل و ما هذه الليلة قال هي ليلة النصف من شعبان قم يا محمد فأقامني ثم ذهب بي إلى البقيع ثم قال لي ارفع رأسك فإن هذه ليلة تفتح فيها أبواب السماء فيفتح فيها أبواب الرحمة و باب الرضوان و باب المغفرة و باب الفضل و باب التوبة و باب النعمة و باب الجود و باب الإحسان يعتق الله فيها بعدد شعور النعم و أصوافها و يثبت الله فيها الآجال و يقسم فيها الأرزاق من السنة إلى السنة و ينزل ما يحدث في السنة كلها يا محمد من أحياها بتكبير و تسبيح و تهليل و دعاء و صلاة و قراءة و تطوع و استغفار كانت الجنة له منزلا و مقيلا و غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر يا محمد من صلى فيها مائة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مائة مرة و قل هو الله أحد عشر مرات فإذا فرغ من الصلاة قرأ آية الكرسي عشر مرات و فاتحة الكتاب عشرا و سبح الله مائة مرة غفر الله له مائة كبيرة موبقة موجبة للنار و أعطي بكل سورة و تسبيحة قصرا في الجنة و شفعه الله في مائة من أهل بيته و شركه في ثواب الشهداء و أعطاه ما يعطي صائمي هذا الشهر و قائمي هذه الليلة من غير أن ينقص من أجورهم شيئا فأحيها يا محمد و أمر أمتك بإحيائها و التقرب إلى الله تعالى بالعمل فيها فإنها ليلة شريفة و لقد أتيتك يا محمد و ما في السماء ملك إلا و قد صف قدميه في هذه الليلة بين يدي الله تعالى قال فهم بين راكع و قائم و ساجد و داع و مكبر و مستغفر و مسبح يا محمد إن الله تعالى يطلع في هذه الليلة فيغفر لكل مؤمن قائم يصلي و قاعد يسبح و راكع و ساجد و ذاكر و هي ليلة لا يدعو فيها داع إلا استجيب له و لا سائل إلا أعطي و لا مستغفر إلا غفر له و لا تائب إلا تيب عليه من حرم خيرها يا محمد فقد حرم و كان رسول الله ص يدعو فيها فيقول اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا و بين معصيتك و من طاعتك ما تبلغنا به رضوانك و من اليقين ما يهون علينا به مصيبات الدنيا اللهم أمتعنا بأسماعنا   و أبصارنا و قوتنا ما أحييتنا و اجعله الوارث منا و اجعل ثارنا على من ظلمنا و انصرنا على من عادانا و لا تجعل مصيبتنا في ديننا و لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا و لا تسلط علينا من لا يرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين

 أقول و قد مضى هذا الدعاء في بعض مواضع العبادات و إنما ذكرنا هاهنا لأنه في هذه ليلة نصف شعبان من المهمات

 أقول و في رواية أخرى في فضل هذه المائة ركعة كل ركعة بالحمد مرة و عشر مرات قل هو الله أحد ما وجدناه

 قال راوي الحديث و لقد حدثني ثلاثون من أصحاب رسول الله ص أنه من صلى هذه الصلاة في هذه الليلة نظر الله إليه سبعين نظرة و قضى له بكل نظرة سبعين حاجة أدناها المغفرة ثم لو كان شقيا فطلب السعادة لأسعده الله يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ و لو كان والداه من أهل النار و دعا لهما أخرجا من النار بعد أن لا يشركا بالله شيئا و من صلى هذه الصلاة قضى الله له كل حاجة طلب و أعد له في الجنة ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و الذي بعثني بالحق نبيا من صلى هذه الصلاة يريد بها وجه الله تعالى جعل الله له نصيبا في أجر جميع من عبد الله تلك الليلة و يأمر الكرام الكاتبين أن يكتبوا له الحسنات و يمحو عنه السيئات حتى لا يبقى له سيئة و لا يخرج من الدنيا حتى يرى منزله من الجنة و يبعث الله إليه ملائكة يصافحونه و يسلمون عليه و يخرج يوم القيامة مع الكرام البررة فإن مات قبل الحول مات شهيدا و يشفع في سبعين ألفا من الموحدين فلا يضعف عن القيام تلك الليلة إلا شقي

 إن قيل ما تأويل أن ليلة نصف شعبان يقسم الأرزاق و الآجال و قد تظاهرت الروايات أن قسم الآجال و الأرزاق ليلة القدر في شهر رمضان. فالجواب لعل المراد أن قسمة الآجال و الأرزاق يحتمل أن يمحى و يثبت ليلة نصف شعبان و الآجال و الأرزاق المحتومة ليلة القدر أو لعل قسمتها في علم الله جل جلاله ليلة نصف شعبان و قسمتها بين عباده ليلة القدر أو لعل قسمتها في اللوح المحفوظ ليلة نصف شعبان و قسمتها بتفريقها بين عباده ليلة القدر أو لعل قسمتها في ليلة القدر و في ليلة النصف من شعبان أن يكون معناه الوعد   بهذه القسمة في ليلة القدر كان في ليلة نصف شعبان فيكون معناه أن قسمتها ليلة القدر كان ابتداء الوعد به أو تقديره ليلة نصف شعبان كما لو أن سلطانا وعد إنسانا أن يقسم عليه الأموال في ليلة القدر و كان وعده به ليلة نصف شعبان فيصح أن يقال عن الليلتين أن ذلك قسم فيهما

 و روي عن السيد يحيى بن الحسين في كتاب الأمالي حديثا أسنده إلى مولانا علي ع قال قال رسول الله ص من صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة بألف مرة قل هو الله أحد لم يمت قلبه يوم يموت القلب و لم يمت حتى يرى مائة ملك يؤمنونه من عذاب الله ثلاثون منهم يبشرونه بالجنة و ثلاثون كانوا يعصمونه من الشيطان و ثلاثون يستغفرون له آناء الليل و النهار و عشرة يكيدون من كاده

 فصل فيما نذكره من قيام ليلة النصف من شعبان و صيام يومها رويناه في الجزء الثاني من كتاب التحصيل في ترجمة أحمد بن المبارك بن منصور بإسناده إلى مولانا علي ع قال قال النبي ص إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها و صوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء فيقول أ لا مستغفر فأغفر له أ لا مسترزق فأرزقه حتى يطلع الفجر

 فصل فيما نذكره من صلاة ركعتين في ليلة النصف من شعبان و أربع ركعات و مائة ركعة رويناها بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي قال قال رسول الله ص من تطهر ليلة النصف من شعبان فأحسن الطهر و لبس ثوبين نظيفين ثم خرج إلى مصلاه فصلى العشاء الآخرة ثم صلى بعدها ركعتين يقرأ في أول ركعة الحمد و ثلاث آيات من أول البقرة و آية الكرسي و ثلاث آيات من آخرها ثم يقرأ في الركعة الثانية الحمد و قل أعوذ برب الفلق سبع مرات و قل أعوذ برب الناس سبع مرات و قل هو الله أحد سبع مرات ثم يسلم و يصلي بعدها أربع ركعات يقرأ في أول ركعة يس و في الثانية حم الدخان و في الثالثة الم السجدة و في الرابعة تبارك الملك ثم يصلي بعدها مائة ركعة يقرأ   في كل ركعة بقل هو الله أحد عشر مرات و الحمد لله مرة واحدة قضى الله تعالى له ثلاث حوائج إما في عاجل الدنيا أو في آجل الآخرة ثم إن سأل أن يراني من ليلته رآني

 فصل فيما نذكره من رواية سجدات و دعوات عن الصادق ع ليلة النصف من شعبان رويناها بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي رحمه الله فيما رواه عن حماد بن عيسى عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله ع لما كان ليلة النصف من شعبان كان رسول الله ص عند بعض نسائه

 و روى الزمخشري في كتاب الفائق أن أم سلمة تبعت النبي ص فوجدته قد قصد البقيع ثم رجعت و عاد فوجد فيها أثر السرعة في عودها و لم يذكر الدعوات

 ثم قال الطوسي في رواية الصادق ع فلما انتصف الليل قام رسول الله ص عن فراشها فلما انتبهت وجدت رسول الله ص قد قام عن فراشها فدخلها ما يتداخل النساء و ظنت أنه قد قام إلى بعض نسائه فقامت و تلففت بشملتها و ايم الله ما كان قزا و لا كتانا و لا قطنا و لكن سداه شعرا و لحمته أو بار الإبل فقامت تطلب رسول الله ص في حجر نسائه حجرة حجرة فبينا هي كذلك إذ نظرت إلى رسول الله ساجدا كثوب متلبط بوجه الأرض فدنت منه قريبا فسمعته في سجوده و هو يقول سجد لك سواد و خيالي و آمن بك فؤادي هذه يداي و ما جنيته على نفسي يا عظيم يرجى لكل عظيم اغفر لي العظيم فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا الرب العظيم ثم رفع رأسه ثم عاد ساجدا فسمعته يقول أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له السماوات و الأرضون و انكشفت له الظلمات و صلح عليه أمر الأولين و الآخرين من فجأة نقمتك و من تحويل عافيتك و من زوال نعمتك اللهم ارزقني قلبا تقيا نقيا و من الشرك بريئا لا كافرا و لا شقيا ثم عفر خديه في التراب فقال عفرت وجهي في التراب و حق لي   أن أسجد لك فلما هم رسول الله ص بالانصراف هرولت إلى فراشها فأتى رسول الله ص فراشها و إذا لها نفس عال فقال لها رسول الله ما هذا النفس العالي أ ما تعلمين أي ليلة هذه هذه ليلة النصف من شعبان فيها تقسم الأرزاق و فيها تكتب الآجال و فيها يكتب وفد الحاج و إن الله ليغفر في هذه الليلة من خلقه أكثر من عدد شعر معزى كلب و ينزل الله تعالى ملائكته من السماء إلى الأرض بمكة

 فصل فيما نذكره من رواية أخرى بسجدات و دعوات عن النبي ص ليلة النصف من شعبان رويناها بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي رواها عن بعض نساء النبي ص قالت كان رسول الله ص عندي في ليلته التي كان عندي فيها فانسل من لحافي فانتبهت فدخلني ما يدخل النساء من الغيرة فظننت أنه في بعض حجر نسائه فإذا أنا به كالثوب الساقط على وجه الأرض ساجدا على أطراف أصابع قدميه و هو يقول أصبحت إليك فقيرا خائفا مستجيرا فلا تبدل اسمي و لا تغير جسمي و لا تجهد بلائي و اغفر لي ثم رفع رأسه و سجد الثانية فسمعته يقول سجد لك سوادي و خيالي و آمن بك فؤادي هذه يداي بما جنيت على نفسي يا عظيم ترجى لكل عظيم اغفر لي ذنبي العظيم فإنه لا يغفر العظيم إلا العظيم ثم رفع رأسه و سجد في الثالثة فسمعته يقول أعوذ بعفوك من عقابك و أعوذ برضاك من سخطك و أعوذ بمعافاتك من عقوبتك و أعوذ بك منك كما أثنيت على نفسك و فوق ما يقول القائلون ثم رفع رأسه و سجد الرابعة فقال اللهم إني أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات و الأرض و قشعت به الظلمات و صلح به أمر الأولين و الآخرين   أن يحل علي غضبك أو أن ينزل علي سخطك أعوذ بك من زوال نعمتك و فجاءة نقمتك و تحويل عافيتك و جميع سخطك لك العتبى فيما استطعت و لا حول و لا قوة إلا بك قالت فلما رأيت ذلك منه تركته و انصرفت نحو المنزل فأخذني نفس عال ثم إن رسول الله ص اتبعني فقال ما هذا النفس العالي قال قلت كنت عندك يا رسول الله فقال أ تدرين أي ليلة هذه هذه ليلة النصف من شعبان فيها تنسخ الأعمال و تقسم الأرزاق و تكتب الآجال و يغفر الله تعالى إلا لمشرك أو شاحن أو قاطع رحم أو مدمن مسكر أو مصر على ذنب أو شاعر أو كاهن 

 

فضل زيارةالحسين ليلة النصف من شعبان

 

 

*- عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من بات ليلة النصف من شعبان بأرض كربلاء ، يقرء ألف مرة ( قل هو الله أحد ) ويستغفر الله ألف مرة ويحمد الله ألف مرة ، ثم يقوم فيصلي أربع ركعات ، يقرء في كل ركعة ألف مرة آية الكرسي ، وكل الله عز وجل به ملكين يحفظانه من كل سوء ومن كل شيطان وسلطان ، ويكتبان له حسناته ، ولا يكتب عليه سيئة ويستغفران له ما داما معه

 

*-  عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول : من أحب ان يصافحه مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي ، فليزر الحسين عليه السلام ليلة النصف من شعبان ، فان الملائكة وأرواح النبيين يستأذنون الله في زيارته فيأذن لهم ، فطوبى لمن صافحهم وصافحوه ، منهم خمسة أولوا العزم من المرسلين : نوح وابرهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين ، قلت : لم سموا أولوا العزم ؟ قال : لأنهم بعثوا إلى شرقها وغربها وجنها وانسها

 

*- عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا كان أول يوم من شعبان نادى مناد من تحت العرش : يا وفد الحسين لا تخلو ليلة النصف من شعبان من زيارة الحسين عليه السلام ، فلو تعلمون ما فيها لطالت عليكم السنة حتى يجئ النصف

 

*- عن   يونس بن يعقوب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا يونس ليلة النصف من شعبان يغفر لكل من زار الحسين عليه السلام من المؤمنين ما قدموا من ذنوبهم وقيل لهم : استأنفوا العمل ، قال : قلت : هذا كله لمن زار الحسين عليه السلام في ليلة النصف من شعبان ؟ قال : يا يونس لو خبرت الناس بما فيها لمن زار الحسين عليه السلام لقامت ذكور رجال على الخشب

 

*- باسناد إلى أبي عبد الله البرقي قال : سئل أبو عبد الله عليه السلام : ما لمن زار الحسين بن علي عليه السلام في النصف من شعبان يريد به الله عز وجل وما عنده لا عند الناس ، قال : غفر الله له في تلك الليلة ذنوبه ولو أنها بعدد شعر معزى كلب ، ثم قيل له : جعلت فداك يغفر الله عز وجل له الذنوب كلها ؟ قال : اتستكثر لزائر الحسين عليه السلام هذا ، كيف لا يغفرها وهو في حد من زار الله عز وجل في عرشه

 

*- وفي حديث آخر عن الصادق عليه السلام : يغفر الله لزائر الحسين عليه السلام في نصف شعبان ما تقدم من ذنبه وما تأخر

 

وله زيارتان : الاولى :

 

إذا أردت ذلك فاغتسل والبس أطهر ثيابك وقف على باب قبته عليه السلام مستقبل القبلة وسلم على سيدنا رسول الله وعلى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن وعليه وعلى الأئمة من ذريته صلوات الله عليه وعليهم أجمعين ، ثم ادخل وقف عند ضريحه وكبر الله تعالى مائة مرة وقل :

 

ثم ادخل وقف عند الضريح المقدّس وقل "مائة مرة": [ الله أَكْبَرُ ]. ثم قل:

 

[ السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَبا عَبْدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ الله وَابْنَ وَلِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياصَفِيَّ الله وَابْنَ صَفِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحَبِيبَ الله وَابْنَ حَبِيبِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياسَفِيرَ الله وَابْنَ سَفِيرِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياخازِنَ الكِتابِ المَسْطُورِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ التَّوْراةِ وَالاِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِينَ الرَّحْمنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياشَرِيكَ القُرْآنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَمُودَ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابابَ حِكْمَةِ رَبِّ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابابَ حِطَّةٍ الَّذِي مَنْ دَخَلَهُ كانَ مِنَ الامِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَيْبَةَ عِلْمِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْضِعَ سِرِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياثارَ الله وَابْنَ ثارِهِ وَالوِتْرَالمَوْتُورِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى الأَرواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَناخَتْ بِرَحْلِكَ بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّى وَنَفْسِي ياأَبا عَبْدِ الله لَقَدْ عَظُمَتِ المُصِيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ أَهْلِ الإسْلامِ، فَلَعَنَ الله اُمَّةً أَسَّستْ أَساسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ وَلَعَنَ الله اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمْ الله فِيها، بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي وَنَفْسِي ياأَبا عَبْدِ الله أَشْهَدُ لَقَدْ اقْشَعَرَّتْ لِدِمائِكُمْ أَظِلَّةُ العَرْشِ مَعَ أَظِلَّةِ الخَلائِقِ وَبَكَتْكُمْ السَّماءُ وَالأَرضُ وَسُكّانُ الجِنانِ وَالبَرِّ وَالبَّحْرِ صَلّى الله عَلَيْكَ عَدَدَ ما فِي عِلْمِ الله لَبَّيْكَ داعِيَ اللهِ، إِنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغاثَتِكَ وَلِسانِي عِنْدَ اسْتِنْصارِكَ فَقَدْ أَجابَكَ قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً. أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بِكَ البِلادُ وَطَهُرَتْ أَرْضٌ أَنْتَ بِها وَطَهُرَ حَرَمُكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَمَرْتَ بِالقِسْطِ وَالعَدْلِ وَدَعَوْتَ إِلَيْهِما وَأَنَّكَ صادِقٌ صِدِّيقٌ صَدَقْتَ فِيما دَعَوْتَ إِلَيْهِ وَأَنَّكَ ثارُ الله فِي الأَرضِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ الله وَعَنْ جَدِّكَ رَسُولِ الله وَعَنْ أَبِيكَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَعَنْ أَخِيكَ الحَسَنِ وَنَصَحْتَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ ؛ فَجَزاكَ الله خَيْرَ جَزاءِ السَّابِقِينَ وَصَلّى الله عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلى الحُسَيْنِ المَظْلُومِ الشَّهِيدِ الرَّشِيدِ قَتِيلِ العَبَراتِ وَأَسِيرِ الكُرُباتِ صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً مُبارَكَةً يَصْعَدُ أوّلُها وَلا يَنْفَدُ آخِرُها أفْضَلَ ماصَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلادِ أَنْبِيائِكَ المُرْسَلِينَ يا إِلهَ العالَمِينَ ].

 

ثم قبّل الضريح وضع خدك الايمن عليه ثم الايسر ثم طف حول الضريح وقبّله من جوانبه الأَربعة.

 

وقال المفيد (رض): ثم امض إلى ضريح علي بن الحُسَين (عليه السلام) وقف عليه وقل:

 

[ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الصِّدِّيقُ الطَيِّبُ الزَّكِيُّ الحَبِيبُ المُقَرَّبُ وَابْنَ رَيْحانَةِ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهِيدٍ مُحْتَسِبٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُه، ماأَكْرَمَ مَقامَكَ وَأَشْرَفَ مُنْقَلَبَكَ ! أَشْهَدُ لَقَدْ شَكَرَ الله سَعْيَكَ وَأَجْزَلَ ثَوابَكَ وَأَلْحَقَكَ بِالذِّرْوَةِ العالِيَةِ حَيْثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرَفِ وَفِي الغُرَفِ السَّامِيَةِ، كَما مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَكَ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ الَّذِينَ أَذْهَبَ الله عَنْهُمْ الرّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً، صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ وَرِضْوانُهُ فَاشْفَعْ أَيُّها السَيِّدُ الطَّاهِرُ إلى رَبِّكَ فِي حَطِّ الاَثْقالِ عَنْ ظَهْري وَتَخْفِيفِها عَنِّي وَارْحَمْ ذُلِّي وَخُضُوعِي لَكَ وَلِلْسَيِّدِ أَبِيكَ صَلّى الله عَلَيْكُما ].

 

ثم انكب على القبر وَقل: [ زادَ الله فِي شَرَفِكُمْ فِي الآخِرةِ كَما شَرَّفَكُمْ فِي الدُّنْيا وَأَسْعَدَكُمْ كَما أَسْعَدَ بِكُمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَعْلامُ الدِّينِ وَنُجُومُ العالَمِينَ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُه ].

 

 ثم توجه إلى الشهداء وقل: [ السَّلامُ عَلَيْكُمْ ياأَنْصارَ الله وَأَنْصارَ رَسُولِهِ وَأَنْصارَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَأَنْصارَ فاطِمَةَ وَأَنْصارَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَأَنْصارَ الإسْلامِ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ لَقَدْنَصَحْتُمْ للهِ وَجاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِهِ فَجَزاكُمُ الله عَنِ الإسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الجَزاءِ، فُزْتُمْ وَالله فَوْزاً عَظِيما يالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيما أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ الشُّهَداء وَالسُّعَداءُ وَأَنَّكُمُ الفائِزُونَ فِي دَرَجاتِ العُلى وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ].

 

 السلام على العباس بن أمير المؤمنين ، السلام على جعفر بن أمير المؤمنين ، السلام على عبد الله بن أمير المؤمنين ، السلام على أبي بكر بن أمير المؤمنين ، السلام على عثمان بن أمير المؤمنين . السلام على القاسم بن الحسن ، السلام على أبي بكر بن الحسن ، السلام على عبد الله بن الحسن . السلام على محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، السلام على جعفر بن عقيل ، السلام على عبد الرحمان بن عقيل ، السلام على عبد الله بن مسلم بن عقيل ، السلام على محمد بن أبي سعد بن عقيل ، السلام على عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، السلام عليكم أهل بيت المصطفى ، السلام عليكم أهل الشكر والرضا . السلام عليكم يا أنصار الله ورجاله من أهل الحق والبلوى والمجاهدين على بصيرة في سبيله ، اشهد انكم كما قال الله عز وجل : ( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ). فما ضعفتم ، وما استكنتم حتى لقيتم الله على سبيل الحق ونصره وكلمة الله التامة . صلى الله على أرواحكم وأبدانكم وسلم تسليما وفزتم ، والله لوددت اني كنت معكم فأفوز فوزا ، أبشروا بمواعيد الله التي لا خلف لها انه لا يخلف الميعاد . اشهد انكم النجباء وسادة الشهداء في الدنيا والآخرة ، واشهد انكم جاهدتم في سبيل الله وقتلتم على منهاج رسول الله ، أنتم السابقون والمجاهدون ، اشهد انكم أنصار الله وأنصار رسوله ، الحمد لله الذي صدقكم وعده وأراكم ما تحبون ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ثم التفت فسلم على الشهداء فقل : السلام على سعيد بن عبد الله الحنفي ، السلام على حر بن يزيد الرياحي ، السلام على زهير بن القين ، السلام على حبيب بن مظاهر ، السلام على مسلم بن عوسجة ، السلام على عقبة بن سمعان ، السلام على برير بن خضير ، السلام على عبد الله بن عمير . السلام على نافع بن هلال ، السلام على منذر بن المفضل الجعفي السلام على عمرو بن قرظة الأنصاري . السلام على أبي ثمامة الصائدي ، السلام على جون مولى أبي ذر الغفاري ، السلام على عبد الرحمان بن عبد الله الأزدي ، السلام على عبد الرحمان وعبد الله ابني عروة ، السلام على سيف بن الحارث ، السلام على مالك بن عبد الله الحائري ، السلام على حنظلة بن أسعد الشبامي . السلام على قاسم بن الحارث الكاهلي ، السلام على بشر بن عمر الحضرمي ، السلام على عابس بن شبيب الشاكري ، السلام على حجاج بن مسروق الجعفي ، السلام على عمرو بن خلف وسعيد مولاه ، السلام على حسان بن الحارث . السلام على مجمع بن عبد الله العائذي ، السلام على نعيم بن عجلان ، السلام على عبد الرحمان بن يزيد ، السلام على عمر بن أبي كعب . السلام على سليمان بن عوف الحضرمي ، السلام على قيس بن مسهر الصيداوي ، السلام على عثمان بن فروة الغفاري ، السلام على غيلان بن عبد الرحمان ، السلام على قيس بن عبد الله الهمداني ، السالم على عمير بن كناد ، السلام على جبلة بن عبد الله ، السلام على مسلم بن كناد . السلام على سليمان بن سليمان الأزدي ، السلام على حماد بن حماد المرادي ، السلام على عامر بن مسلم ومولاه مسلم ، السلام على بدر بن رقيط وابنيه عبد الله وعبيد الله ، السلام على رميث بن عمر ، السلام على سفيان بن مالك ، السلام على زهير بن سيار . السلام على قاسط وكرش ابني زهير ، السلام على كنانة بن عتيق ، السلام على عامر بن مالك السلام على منيع بن زياد ، السلام على نعمان بن عمرو . السلام على جلاس بن عمرو ، السلام على عامر بن جليدة ، السلام على زائدة بن مهاجر ، السلام على حبيب بن عبد الله النهشلي ، السلام على حجاج بن يزيد ، السلام على جوير بن مالك . السلام على ضبيعة بن عمرو ، السلام على زهير بن بشير ، السلام على مسعود بن الحجاج ، السلام على عمار بن حسان ، السلام على جندب بن حجير ، السلام على سليمان بن كثير ، السلام على زهير بن سليمان ، السلام على قاسم بن حبيب . السلام على انس بن كاهل الأسدي ، السلام على ضرغامة بن مالك ، السلام على زاهر مولى عمرو بن الحمق ، السلام على عبد الله بن يقطر رضيع الحسين ، السلام على منجح مولى الحسين ، السلام على سويد مولى شاكر . السلام عليكم أيها الربانيون ، أنتم خيرة الله ، اختاركم الله لأبي عبد الله عليه السلام ، وأنتم خاصته اختصكم الله ، اشهد انكم قتلتم على الدعاء إلى الحق ونصرتم ووفيتم وبذلتم مهجكم مع ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأنتم سعداء سعدتم وفزتم بالدرجات . فجزاكم الله من أعوان واخوان خير ما جازى من صبر مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، هنيئا لكم ما أعطيتم وهنيئا لكم بما حييتم ، طافت عليكم من الله الرحمة وبلغتم بها شرف الآخرة .

 

 

 

فإذا أردت وداعه عليه السلام فقل ما رأيناه في بعض وداعاته :

 

 

 

 السلام عليك يا مولاي ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا خالصة الله ، السلام عليك يا قتيل الظماء ، السلام عليك يا غريب الغرباء ، السلام عليك سلام مودع لا سأم ولا قال ، فان امض فلا عن ملامة وان أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين . لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتك ، ورزقني الله العود إلى مشهدك والمقام بفنائك والقيام في حرمك ، وإياه اسأل ان يسعدني بكم ويجعلني معكم في الدنيا والآخرة

 

 

ثم عد إلى الرأس فصلّ صلاة الزياره وادع لنفسك ولوالديك ولاخوانك المؤمنين. واعلم أن السيد ابن طاووس (رض) قد أورد زيارة لعلي الأكبر والشهداء (قدّس الله أرواحهم) تشتمل على أسمائهم وقد أعرضنا عن ذكرها لطولها واشتهارها.

 

الثانية: مارواه الشيخ الكفعمي في كتاب (البلد الامين) عن الصادق (عليه السلام) وهي كما يلي: تقف عند قبره وتقول:

 

[ الحَمْدُ للهِ العَلِيِّ العَظِيمِ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهاالعَبْدُ الصَّالِحِ الزَّكِيِّ أُودِعُكَ شَهادَةً مِنِّي تُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ فِي يَوْمِ شَفاعَتِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ وَلَمْ تَمُتْ بَلْ بِرَجاءِ حَياتِكَ حَيِيَتْ قُلُوبُ شِيعَتِكَ وَبِضِياءِ نُورِكَ اهْتَدى الطَّالِبُونَ إِلَيْكَ، وأَشْهَدُ أَنَّكَ نُورُ الله الَّذِي لَمْ يُطْفَأْ وَلايُطْفَأْ أَبَداً وأَنَّكَ وَجْهُ الله الّذِي لَمْ يُهْلَكْ وَلايُهْلَكُ أَبَداً، وأَشْهَدُ أَنَّ هذِهِ التُّرْبَةَ تُرْبَتُكَ وَهذا الحَرَمَ حَرَمُكَ وَهذاالمَصْرَعَ مَصْرَعُ بَدَنِكَ لاذَلِيلَ وَالله مُعِزُّكَ وَلا مَغْلُوبَ وَالله ناصِرُكَ ؛ هذِهِ شَهادَةٌ لِي عِنْدَك‌َإِلى يَوْمِ قَبْضِ رُوحِي بِحَضْرَتِكَ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ].