باب 5- زياراته صلوات الله عليه المختصة بالأيام و الليالي منها زيارة يوم الحادي و العشرين من شهر رمضان

1-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن البرقي عن أحمد بن زيد النيشابوري قال حدثنا عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمر عن أسد   بن صفوان صاحب رسول الله ص قال لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين ع ارتج الموضع بالبكاء و دهش الناس كيوم قبض النبي ص و جاء رجل باكيا و هو مسرع مسترجع و هو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين ع فقال رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما و أخلصهم إيمانا و أشدهم يقينا و أخوفهم لله و أعظمهم عناء و أحوطهم على رسول الله ص و آمنهم على أصحابه و أفضلهم مناقب و أكرمهم سوابق و أرفعهم درجة و أقربهم من رسول الله ص و أشبههم به هديا و خلقا و سمتا و فعلا و أشرفهم منزلة و أكرمهم عليه فجزاك الله عن الإسلام و عن رسوله و عن المسلمين خيرا قويت حين ضعف أصحابه و برزت حين استكانوا و نهضت حين وهنوا و لزمت منهاج رسول الله ص إذ هم أصحابه و كنت خليفته حقا لم تنازع و لم تضرع برغم المخالفين و غيظ الكافرين و كره الحاسدين و صغر الفاسقين فقمت بالأمر حين فشلوا و نطقت حين تتعتعوا و مضيت بنور الله إذ وقفوا فاتبعوك فهدوا و كنت أخفضهم صوتا و أعلاهم قنوتا و أقلهم كلاما و أصوبهم نطقا و أكبرهم رأيا و أشجعهم قلبا و أشدهم يقينا و أحسنهم عملا و أعرفهم بالأمور كنت و الله يعسوبا للدين أولا و آخرا الأول حين تفرق الناس و الآخر حين فشلوا كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا و حفظت ما أضاعوا و رعيت ما أهملوا و شمرت إذ اجتمعوا و علوت إذ هلعوا و صبرت إذ أسرعوا و أدركت أوتار ما طلبوا و نالوا بك ما لم يحتسبوا كنت للكافرين عذابا صبا و نهبا و للمؤمنين عمدا و حصنا فطرت و الله بغمائها و فزت بحبائها و أحرزت سوابقها و ذهبت بفضائلها لم تفلل حجتك و لم يزغ قلبك و لم تضعف بصيرتك و لم تجبن نفسك و لم تخر كنت كالجبل لا تحركه العواصف و كنت كما قال ع أمن الناس في صحبتك و ذات يدك و كنت كما قال ع ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله متواضعا في نفسك عظيما عند الله كبيرا في الأرض   جليلا عند المؤمنين لم يكن لأحد فيك مهمز و لا لقائل فيك مغمز و لا لأحد فيك مطمع و لا لأحد عندك هوادة الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه و القوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق و القريب و البعيد عنك في ذلك سواء شأنك الحق و الصدق و الرفق و قولك حكم و حتم و أمرك حلم و حزم و رأيك علم و عزم فيما فعلت قد نهج السبيل و سهل العسير و أطفئت النيران و اعتدل بك الدين و قوي بك الإسلام و المؤمنون و سبقت سبقا بعيدا و أتعبت من بعدك تعبا شديدا فجللت عن البكاء و عظمت رزيتك في السماء و هدت مصيبتك الأنام ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ رضينا عن الله قضاءه و سلمنا لله أمره فو الله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا كنت للمؤمنين كهفا و حصنا و قنة راسيا و على الكافرين غلظة و غيظا فألحقك الله بنبيه و لا أحرمنا أجرك و لا أضلنا بعدك و سكت القوم حتى انقضى كلامه و بكى و بكى أصحاب رسول الله ص ثم طلبوه فلم يصادفوه

 بيان إنما أوردنا هذا الخبر هنا لأن المتكلم كان الخضر ع كما يظهر من إكمال الدين و قد خاطبه ع كما يظهر في هذا اليوم بهذا الكلام فناسب زيارته في هذا اليوم به و قد أدرجه علماؤنا في بعض الزيارات السابقة و الآتية و الارتجاج الاضطراب و العناء التعب و يقال حاطه يحوطه حوطا و حياطة إذا حفظه و صانه و ذب عنه و توفر على مصالحه و الهدي بالفتح السيرة و السمت هيئة أهل الخير قوله ع و برزت أي إلى الجهاد و الاستكانة الخضوع و التذلل قوله ع و نهضت أي قمت بعبادة الله و أداء حقه و ترويج دينه حين وهن و ضعف سائر الناس الصحابة في حياة الرسول ص و بعده قوله ع إذ هم أصحابه أي قصد كل منهم مسلكا مخالفا للحق لمصالح دنياهم قوله ع   لم تنازع أي لم تكن محل النزاع لوضوح الأمر أو المعنى أنهم جميعا كانوا بقلوبهم يعتقدون حقيتك و خلافتك و إن أنكروا ظاهرا لأغراضهم الفاسدة قوله لم تضرع على بناء المعلوم بكسر الراء و فتحها أي لم تذل و لم تخضع لهم أو بضمها يقال ضرع ككرم إذا ضعف و لم يقو على العدو قوله ع و صغر الفاسقين بكسر الصاد و فتح الغين و هو الذل و الرضا به و فشل كفرح كسل و ضعف و تراخى و جبن و التعتعة في الكلام التردد فيه من حصر أو عي فقوله و أعلاهم قنوتا أي طاعة و خضوعا و في نهج البلاغة و أعلاهم فوتا أي سبقا قوله ع أولا و آخرا يحتمل أن يكون المراد بالأول زمان الرسول ص و بالآخر بعده أو كلا منهما في كل منهما و يقال تشمر للأمر إذا تهيأ و الهلع أفحش الجزع قوله إذ أسرعوا أي فيما لا ينبغي الإسراع فيه و الأوتار جمع وتر بالكسر و هو الجناية و العمد بالتحريك جمع العمود قوله ع فطرت و الله بغمائها الغماء الداهية و في بعض النسخ بنعمائها و قوله فطرت يمكن أن يقرأ على بناء المجهول من الفطر بمعنى الخلقة أي كنت مفطورا على البلاء و النعماء و يحتمل أن يكون الفاء عاطفة و الطاء مكسورة من الطيران أي ذهبت إلى الدرجات العلى مع الدواهي التي أصابتك من الأئمة أو طرت و ذهبت بنعمائهم و كراماتهم ففقدوها بعدك و بعضهم قرأ فطرت على بناء المجهول و تشديد الطاء من قولهم فطرت الصائم إذا أعطاه الفطور. و في نهج البلاغة فطرت و الله بعنائها و استبدت برهانها و قال بعض شراحه الضميران يعودان إلى الفضيلة فاستعار هاهنا لفظ الطيران للسبق العقلي و استعار لفظي العنان و الرهان اللذان هما من متعلقات الخيل انتهى و قال الجوهري يقال له سابقة في هذا الأمر إذا سبق الناس إليه و فلول السيف كسور في حده   و الزيغ الميل قوله لم تخر بالخاء المعجمة و الراء المشددة من الخرور و هو السقوط من علو إلى سفل و في بعض النسخ بالحاء المهملة من الحيرة و في بعضها لم تخن من الخيانة و هو أظهر قوله في صحبتك و ذات يدك أي كنت أكثر الناس أمانة في مصاحبة من صحبك لا تغش فيها و كذا فيما في يدك من بيت المال و غيره و الهمز الغيبة و الوقيعة في الناس و ذكر عيوبهم و الغمز الإشارة بالعين و الحاجب و هو أيضا كناية عن إثبات المعايب قوله و لا لأحد فيك مطمع أي طمع أن يضلك و يصرفك عن الحق و قال الجزري لا تأخذه في الله هوادة أي لا تسكن عند وجوب حد الله و لا يحابي فيه أحدا و الهوادة السكون و الرخصة و المحاباة قوله فيما فعلت في أكثر نسخ الحديث فأقلعت من الإقلاع و هو الكف أي كففت عن الأمور كناية عن الموت و نهج كمنع وضح قوله و سبقت سبقا بعيدا أي ذهبت بالشهادة إلى الآخرة بحيث لا يمكننا اللحوق بك أو سبقت إلى الفضائل و الكمالات بحيث لا يمكن لأحد أن يلحقك فيها و كذا الفقرة الثانية تحتمل الوجهين و إن كان الأول فيها أظهر قوله فجللت عن البكاء أي أنت أجل من أن يقضى حق مصيبتك و الجزع عليك بالبكاء بل بما هو أشد منه أو أنت أجل من أن يكون للبكاء عليك حد و الأول أظهر و الرزية المصيبة و الهد الهدم الشديد و القنة بالضم الجبل أو قلته و الراسي الثابت و قد مضى الخبر بأسانيد أخر مشروحا في أبواب شهادته صلوات الله عليه و منها زيارة ليلة الغدير و يومها

2-  صبا، ]مصباح الزائر[ روى محمد بن أحمد بن داود القمي عن رجاله عن البزنطي عن الرضا ع في حديث اختصرناه قال قال لي يا ابن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين ع فإن الله تبارك و تعالى يغفر لكل مؤمن و مؤمنة و مسلم و مسلمة ذنوب ستين سنة و يعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان و ليلة القدر و ليلة الفطر و الدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين و أفضل على   إخوانك في هذا اليوم و سر فيه كل مؤمن و مؤمنة ثم قال يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا و إنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان مستذلون مقهورون ممتحنون يصب عليكم البلاء صبا ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم و الله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات

3-  مصبا، ]المصباحين[ عن البزنطي مثله

4-  قل، ]إقبال الأعمال[ بالإسناد إلى محمد بن أحمد بن داود عن أحمد بن محمد بن عمار الكوفي عن أبيه عن جده عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن البزنطي مثله

 أقول قد مضى في باب أعمال الغدير فضله و أعماله و إنما نذكر هاهنا ما يتعلق بزيارته

5-  قال الشيخ المفيد قدس الله روحه فيها روايتان أما الأولى فهي ما رواها جابر الجعفي قال قال أبو جعفر ع مضى أبي علي بن الحسين ع إلى مشهد أمير المؤمنين ع فوقف عليه ثم بكى و قال السلام عليك يا أمين الله في أرضه و حجته على عباده السلام عليك يا أمير المؤمنين أشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده إلى آخر ما مر في أوائل الباب السابق من فرحة الغري

 و سيأتي في الزيارات الجامعة و قد ذكر الشيخ الطوسي و غيره أيضا هذه الزيارة من الزيارات المخصوصة بهذا اليوم و لم أر في الروايات المشتملة عليها ما يدل على اختصاصها كما أومأنا إليه و لذلك لم نوردها هاهنا

6-  ثم قال المفيد رحمه الله و أما الرواية الثانية فهي ما روي عن أبي محمد الحسن بن العسكري عن أبيه صلوات الله عليهما و ذكر أنه ع زار بها في يوم الغدير في السنة التي أشخصه المعتصم فإذا أردت ذلك فقف على باب القبة الشريفة و   استأذن و ادخل مقدما رجلك اليمنى على اليسرى و امش حتى تقف على الضريح و استقبله و اجعل القبلة بين كتفيك و قل السلام على محمد رسول الله خاتم النبيين و سيد المرسلين و صفوة رب العالمين أمين الله على وحيه و عزائم أمره و الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كله و رحمة الله و بركاته و صلواته و تحياته و السلام على أنبياء الله و رسله و ملائكته المقربين و عباده الصالحين السلام عليك يا أمير المؤمنين و سيد الوصيين و وارث علم النبيين و ولي رب العالمين و مولاي و مولى المؤمنين و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين يا أمين الله في أرضه و سفيره في خلقه و حجته البالغة على عباده السلام عليك يا دين الله القويم و صراطه المستقيم السلام عليك أيها النبأ العظيم الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ و عنه يسألون السلام عليك يا أمير المؤمنين آمنت بالله و هم مشركون و صدقت بالحق و هم مكذبون و جاهدت و هم محجمون و عبدت الله مخلصا له الدين صابرا محتسبا حتى أتاك اليقين أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ السلام عليك يا سيد المسلمين و يعسوب المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و رحمة الله و بركاته أشهد أنك أخو رسول الله و وصيه و وارث علمه و أمينه على شرعه و خليفته في أمته و أول من آمن بالله و صدق بما أنزل على نبيه و أشهد أنه قد بلغ عن الله ما أنزله فيك فصدع بأمره و أوجب على أمته فرض طاعتك و ولايتك و عقد عليهم البيعة لك و جعلك أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما جعله الله كذلك ثم أشهد الله تعالى عليهم فقال أ لست قد بلغت فقالوا اللهم بلى فقال اللهم اشهد و كفى بك شهيدا و حاكما بين العباد فلعن الله جاحد ولايتك بعد الإقرار و ناكث عهدك بعد الميثاق و أشهد أنك وفيت بعهد الله تعالى و أن الله تعالى موف لك بعهده وَ مَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً و أشهد أنك أمير المؤمنين الحق الذي نطق بولايتك التنزيل و أخذ لك العهد على الأمة بذلك الرسول و أشهد أنك و عمك و أخاك الذين تاجرتم الله بنفوسكم فأنزل الله فيكم إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ   وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ

أشهد يا أمير المؤمنين أن الشاك فيك ما آمن بالرسول الأمين و أن العادل بك غيرك عاند عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا رب العالمين و أكمله بولايتك يوم الغدير و أشهد أنك المعني بقول العزيز الرحيم وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ضل و الله و أضل من اتبع سواك و عند عن الحق من عاداك اللهم سمعنا لأمرك و أطعنا و اتبعنا صراطك المستقيم فاهدنا ربنا و لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا إلى طاعتك و اجعلنا من الشاكرين لأنعمك و أشهد أنك لم تزل للهوى مخالفا و للتقى محالفا و على كظم الغيظ قادرا و عن الناس عافيا غافرا و إذا عصى الله ساخطا و إذا أطيع الله راضيا و بما عهد إليك عاملا راعيا لما استحفظت حافظا لما استودعت مبلغا ما حملت منتظرا ما وعدت و أشهد أنك ما اتقيت ضارعا و لا أمسكت عن حقك جازعا و لا أحجمت عن مجاهدة عاصيك ناكلا و لا أظهرت الرضا بخلاف ما يرضى الله مداهنا و لا وهنت لما أصابك في سبيل الله و لا ضعفت و لا استكنت عن طلب حقك مراقبا معاذ الله أن تكون كذلك بل إذ ظلمت احتسبت ربك و فوضت إليه أمرك و ذكرتم فما ادكروا و وعظتهم فما اتعظوا و خوفتهم الله فما تخوفوا و أشهد أنك يا أمير المؤمنين جاهدت في الله حق جهاده حتى دعاك الله إلى جواره و قبضك إليه باختياره و ألزم أعداءك الحجة بقتلهم إياك لتكون الحجة لك عليهم مع ما لك من الحجج البالغة على جميع خلقه السلام عليك يا أمير المؤمنين عبدت الله مخلصا و جاهدت في الله صابرا و جدت بنفسك محتسبا و عملت بكتابه و اتبعت سنة نبيه و أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر ما استطعت مبتغيا ما عند الله راغبا فيما وعد الله لا تحفل بالنوائب و لا تهن عند   الشدائد و لا تحجم عن محارب إفك من نسب غير ذلك إليك و افترى باطلا عليك و أولى لمن عند عنك لقد جاهدت في الله حق الجهاد و صبرت على الأذى صبر احتساب و أنت أول من آمن بالله و صلى له و جاهد و أبدى صفحته في دار الشرك و الأرض مشحونة ضلالة و الشيطان يعبد جهرة و أنت القائل لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة و لا تفرقهم عني وحشة و لو أسلمني الناس جميعا لم أكن متضرعا اعتصمت بالله فعززت و آثرت الآخرة على الأولى فزهدت و أيدك الله و هداك و أخلصك و اجتباك فما تناقضت أفعالك و لا اختلفت أقوالك و لا تقلبت أحوالك و لا ادعيت و لا افتريت على الله كذبا و لا شرهت إلى الحطام و لا دنسك الآثام و لم تزل على بينة من ربك و يقين من أمرك تهدي إلى الحق و إلى طريق مستقيم أشهد شهادة حق و أقسم بالله قسم صدق إن محمدا و آله صلوات الله عليهم سادات الخلق و أنك مولاي و مولى المؤمنين و أنك عبد الله و وليه و أخو الرسول و وصيه و وارثه و أنه القائل لك و الذي بعثني بالحق ما آمن بي من كفر بك و لا أقر بالله من جحدك و قد ضل من صد عنك و لم يهتد إلى الله و لا إلى من لا يهتدي بك و هو قول ربي عز و جل وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى إلى ولايتك مولاي فضلك لا يخفى و نورك لا يطفى و أن من جحدك الظلوم الأشقى مولاي أنت الحجة على العباد و الهادي إلى الرشاد و العدة للمعاد مولاي لقد رفع الله في الأولى منزلتك و أعلى في الآخرة درجتك و بصرك ما عمي على من خالفك و حال بينك و بين مواهب الله لك فلعن الله مستحلي الحرمة منك و ذائد الحق عنك و أشهد أنهم الأخسرون الذين تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَ هُمْ فِيها كالِحُونَ و أشهد أنك ما أقدمت و لا أحجمت و لا نطقت و لا أمسكت إلا بأمر من الله و رسوله قلت و الذي نفسي بيده لقد نظر إلي رسول الله ص أضرب بالسيف قدما فقال يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و أعلمك أن موتك و حياتك معي و على سنتي فو الله ما كذبت و لا كذبت و لا ضللت و لا ضل بي و لا نسيت

   ما عهد إلي ربي و إني لعلى بينة من ربي بينها لنبيه و بينها النبي لي و إني لعلى الطريق الواضح ألفظه لفظا صدقت و الله و قلت الحق فلعن الله من ساواك بمن ناواك و الله جل اسمه يقول هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ فلعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك و أنت ولي الله و أخو رسوله و الذاب عن دينه و الذي نطق القرآن بتفضيله قال الله تعالى وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً و قال الله تعالى أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوانٍ وَ جَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ أشهد أنك المخصوص بمدحة الله المخلص لطاعة الله لم تبغ بالهدى بدلا و لم تشرك بعبادة ربك أحدا و أن الله تعالى استجاب لنبيه ص فيك دعوته ثم أمره بإظهار ما أولاك لأمته إعلاء لشأنك و إعلانا لبرهانك و دحضا للأباطيل و قطعا للمعاذير فلما أشفق من فتنة الفاسقين و اتقى فيك المنافقين أوحى إليه رب العالمين يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فوضع على نفسه أوزار المسير و نهض في رمضاء الهجير فخطب فأسمع و نادى فأبلغ ثم سألهم أجمع فقال هل بلغت فقالوا اللهم بلى فقال اللهم اشهد ثم قال أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم فقالوا بلى فأخذ بيدك و قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله فما آمن بما أنزل الله فيك على نبيه إلا قليل و لا زاد أكثرهم غير تخسير و لقد أنزل الله تعالى فيك من قبل و هم كارهون يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ   عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ

 إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ اللهم إنا نعلم أن هذا هو الحق من عندك فالعن من عارضه و استكبر و كذب به و كفر وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ السلام عليك يا أمير المؤمنين و سيد الوصيين و أول العابدين و أزهد الزاهدين و رحمة الله و بركاته و صلواته و تحياته أنت مطعم الطعام عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً لوجه الله لا تريد منهم جَزاءً وَ لا شُكُوراً و فيك أنزل الله تعالى وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ و أنت الكاظم للغيظ و العافي عن الناس وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ و أنت الصابر فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِينَ الْبَأْسِ و أنت القاسم بالسوية و العادل في الرعية و العالم بحدود الله من جميع البرية و الله تعالى أخبر عما أولاك من فضله بقوله أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًا بِما كانُوا يَعْمَلُونَ و أنت المخصوص بعلم التنزيل و حكم التأويل و نص الرسول و لك المواقف المشهودة و المقامات المشهورة و الأيام المذكورة يوم بدر و يوم الأحزاب إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً وَ إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً وَ إِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَ يَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَ ما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً و قال الله تعالى    وَ لَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَ تَسْلِيماً فقتلت عمروهم و هزمت جمعهم وَ رَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَ كانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً و يوم أحد إذ يصعدون و لا يلون على أحد و الرسول يدعوهم في أخراهم و أنت تذود بهم المشركين عن النبي ذات اليمين و ذات الشمال حتى ردهم الله عنكما خائفين و نصر بك الخاذلين و يوم حنين على ما نطق به التنزيل إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ و المؤمنون أنت و من يليك و عمك العباس ينادي المنهزمين يا أصحاب سورة البقرة يا أهل بيعة الشجرة حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المئونة و تكفلت دونهم المعونة فعادوا آيسين من المثوبة راجين وعد الله تعالى بالتوبة و ذلك قول الله جل ذكره ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ و أنت حائز درجة الصبر فائز بعظيم الأجر و يوم خيبر إذ أظهر الله خور المنافقين و قطع دابر الكافرين وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ لَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَ كانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلًا مولاي أنت الحجة البالغة و المحجة الواضحة و النعمة السابغة و البرهان المنير فهنيئا لك بما آتاك الله من فضل و تبا لشانئك ذي الجهل شهدت مع النبي ص جميع حروبه و مغازيه تحمل الراية أمامه و تضرب بالسيف قدامه ثم لحزمك المشهور و بصيرتك في الأمور أمرك في المواطن و لم تكن عليك أميرا و كم من أمر صدك عن إمضاء عزمك فيه التقى و اتبع غيرك في مثله الهوى فظن الجاهلون أنك عجزت عما إليه انتهى ضل و الله الظان لذلك و ما اهتدى و لقد أوضحت ما أشكل من ذلك لمن توهم و امترى بقولك صلى الله عليك قد يرى الحول القلب وجه الحيلة و دونها حاجز من تقوى الله فيدعها رأي العين و ينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين صدقت و خسر المبطلون و إذ ماكرك الناكثان فقالا نريد العمرة فقلت لهما لعمركما ما تريدان العمرة لكن

   تريدان الغدرة فأخذت البيعة عليهما و جددت الميثاق فجدا في النفاق فلما نبهتهما على فعلهما أغفلا و عادا و ما انتفعا و كان عاقبة أمرهما خسرا ثم تلاهما أهل الشام فسرت إليهم بعد الإعذار و هم لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ و لا يتدبرون القرآن همج رعاع ضالون و بالذي أنزل على محمد فيك كافرون و لأهل الخلاف عليك ناصرون و قد أمر الله تعالى باتباعك و ندب المؤمنين إلى نصرك و قال عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ مولاي بك ظهر الحق و قد نبذه الخلق و أوضحت السنن بعد الدروس و الطمس فلك سابقة الجهاد على تصديق التنزيل و لك فضيلة الجهاد على تحقيق التأويل و عدوك عدو الله جاحد لرسول الله يدعو باطلا و يحكم جائرا و يتأمر غاصبا و يدعو حزبه إلى النار و عمار يجاهد و ينادي بين الصفين الرواح الرواح إلى الجنة و لما استسقى فسقي اللبن كبر و قال قال لي رسول الله ص آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن و تقتلك الفئة الباغية فاعترضه أبو العادية الفزاري فقتله فعلى أبي العادية لعنة الله و لعنة ملائكته و رسله أجمعين و على من سل سيفه عليك و سللت سيفك عليه يا أمير المؤمنين من المشركين و المنافقين إلى يوم الدين و على من رضي بما ساءك و لم يكرهه و أغمض عينه و لم ينكر أو أعان عليك بيد أو لسان أو قعد عن نصرك أو خذل عن الجهاد معك أو غمط فضلك و جحد حقك أو عدل بك من جعلك الله أولى به من نفسه و صلوات الله عليك و رحمة الله و بركاته و سلامه و تحياته و على الأئمة من آلك الطاهرين إنه حميد مجيد و الأمر الأعجب و الخطب الأفظع بعد جحدك حقك غصب الصديقة الطاهرة الزهراء سيدة النساء فدكا و رد شهادتك و شهادة السيدين سلالتك و عترة المصطفى صلى الله عليكم و قد أعلى الله تعالى على الأمة درجتكم و رفع منزلتكم و أبان فضلكم و شرفكم على العالمين فأذهب عنكم الرجس و طهركم تطهيرا قال الله جل و عز إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَ إِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً إِلَّا الْمُصَلِّينَ فاستثنى الله تعالى نبيه المصطفى و أنت يا سيد الأوصياء من جميع الخلق فما أعمه من ظلمك عن الحق ثم أقرضوك سهم ذوي القربى مكرا

   أو حادوه عن أهله جورا فلما آل الأمر إليك أجريتهم على ما أجريا رغبة عنهما بما عند الله لك فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عند الوحدة و عدم الأنصار و أشبهت في البيات على الفراش الذبيح ع إذ أجبت كما أجاب و أطعت كما أطاع إسماعيل صابرا محتسبا إذ قال له يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ و كذلك أنت لما أباتك النبي ص و أمرك أن تضجع في مرقده واقيا له بنفسك أسرعت إلى إجابته مطيعا و لنفسك على القتل موطنا فشكر الله تعالى طاعتك و أبان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ ثم محنتك يوم صفين و قد رفعت المصاحف حيلة و مكرا فأعرض الشك و عرف الحق و اتبع الظن أشبهت محنة هارون إذ أمره موسى على قومه فتفرقوا عنه و هارون ينادي بهم و يقول يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَ إِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَ أَطِيعُوا أَمْرِي قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى و كذلك أنت لما رفعت المصاحف قلت يا قوم إنما فتنتم بها و خدعتم فعصوك و خالفوا عليك و استدعوا نصب الحكمين فأبيت عليهم و تبرأت إلى الله من فعلهم و فوضته إليهم فلما أسفر الحق و سفه المنكر و اعترفوا بالزلل و الجور عن القصد و اختلفوا من بعده و ألزموك على سفه التحكيم الذي أبيته و أحبوه و حظرته و أباحوا ذنبهم الذي اقترفوه و أنت على نهج بصيرة و هدى و هم على سنن ضلالة و عمى فما زالوا على النفاق مصرين و في الغي مترددين حتى أذاقهم الله وبال أمرهم فأمات بسيفك من عاندك فشقي و هوى و أحيا بحجتك من سعد فهدى صلوات الله عليك غادية و رائحة و عاكفة و ذاهبة فما يحيط المادح وصفك و لا يحبط الطاعن فضلك أنت أحسن الخلق عبادة و أخلصهم زهادة و أذبهم عن الدين أقمت حدود الله بجهدك و فللت عساكر المارقين بسيفك تخمد لهب الحروب ببنانك و تهتك ستور الشبه ببيانك و تكشف لبس الباطل عن صريح الحق لا تأخذك في الله لومة لائم و في مدح الله تعالى لك غنى عن مدح المادحين و تقريظ الواصفين قال الله تعالى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا و لما رأيت أن قتلت الناكثين و القاسطين و المارقين و صدقك   رسول الله ص وعده فأوفيت بعهده قلت أما آن أن تخضب هذه من هذه أم متى يبعث أشقاها واثقا بأنك على بينة من ربك و بصيرة من أمرك قادم على الله مستبشر ببيعك الذي بايعته به و ذلك هو الفوز العظيم اللهم العن قتلة أنبيائك و أوصياء أنبيائك بجميع لعناتك و أصلهم حر نارك و العن من غصب وليك حقه و أنكر عهده و جحده بعد اليقين و الإقرار بالولاية له يوم أكملت له الدين اللهم العن قتلة أمير المؤمنين و من ظلمه و أشياعهم و أنصارهم اللهم العن ظالمي الحسين و قاتليه و المتابعين عدوه و ناصريه و الراضين بقتله و خاذليه لعنا وبيلا اللهم العن أول ظالم ظلم آل محمد و مانعيهم حقوقهم اللهم خص أول ظالم و غاصب لآل محمد باللعن و كل مستن بما سن إلى يوم القيامة اللهم صل على محمد و آل محمد خاتم النبيين و على علي سيد الوصيين و آله الطاهرين و اجعلنا بهم متمسكين و بولايتهم من الفائزين الآمنين الذين لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ

 بيان قوله محجمون يقال أحجم عن الأمر بتقديم المهملة على المعجمة أي كف أو نكص هيبة و بتقديم المعجمة أيضا بمعنى الكف و أكثر النسخ على الأول و يقال عند عن الطريق أي مال قوله ع و للتقى محالفا بالحاء المهملة و المحالفة المواخاة و أن يحلف كل من الصديقين لصاحبه على التعاضد و التساعد و الاتفاق قوله ع ما اتقيت ضارعا أي متذللا متضعفا بل لإطاعة أمره تعالى و رسوله و الناكل الضعيف و الجبان قوله ع مراقبا أي منتظرا لحصول منفعة دنيوية و يقال لا يحفل بكذا أي لا يبالي به و يقال أفك كضرب و علم إفكا بالكسر و الفتح و التحريك كذب و أولى له كلمة تهدد و وعيد قال الأصمعي معناه قاربه ما يهلكه و شره كفرح غلب حرصه و الحطام ما تكسر من اليبس شبه به زخارف الدنيا و أموالها و قال الجزري في حديث الصوم فإن عمي عليكم قيل هو من العماء السحاب الرقيق أي حال دونه ما أعمى الأبصار عن رؤيته قوله ع و ذائد الحق أي دافعه و يقال لفحت النار بحرها أي أحرقت و الكالح هو الذي قصرت شفتاه عن أسنانه كما تقلص رءوس الغنم   إذا شيطت بالنار و قيل كالِحُونَ أي عابسون و يقال مضى قدما بضمتين و قد يسكن الدال إذا لم يعرج و لم ينثن قوله ع ألفظه لفظا أي أقول ذلك قولا حقا لا أبالي به أحدا قوله ع فوضع على نفسه أوزار المسير أي أثقال المسير إلى المقام الخطير الذي كان فيه مظنة إثارة الفتنة بإقامة الحجة و الحاصل أن المراد الأثقال المعنوية و يحتمل أن يكون المراد المشاق البدنية أيضا و الرمضاء الأرض الشديدة الحرارة و الهجير نصف النهار عند زوال الشمس مع الظهر أو عند زوالها إلى العصر و شدة الحر و قال الفيروزآبادي كل من أعطيته ابتداء من غير مكافاة فقد أوليته قوله ع و أنت تذود بهم المشركين كذا في النسخ التي عندنا فلعل الياء للبدلية أي عوضا عنهم أو بمعنى عن و يمكن أن يقرأ بضم الباء و سكون الهاء جمع البهيم و هو المجهول الذي لا يعرف و الأظهر أنه تصحيف الدهم بفتح الدال و سكون الهاء و هو العدد الكثير أو المصدر من قولك دهمه كسمع و منع إذا غشيه قوله ع و من يليك أي من كان معك و بقربك في هذا الموقف أو من كان بعدك من الأئمة ع و الخور بالتحريك الضعف قوله ع و قطع دابر الكافرين الدابر الآخر أي أهلك آخر من بقي منهم كناية عن استيصالهم قوله ع و تبا لشانئك التب الهلاك و هو منصوب بفعل مضمر و الشانئ المبغض و قال الجزري الحول ذو التصرف و الاحتيال في الأمور و القلب الرجل العارف بالأمور الذي قد ركب الصعب و الذلول و قلبها ظهرا لبطن و كان محتالا في أموره حسن التقلب قوله من لا جريحة له في الدين كذا فيما عندنا من النسخ بتقديم الجيم على الحاء المهملة و يمكن أن يكون تصغير الجرح أي لا يرى أمرا من الأمور جارحا في دينه و الصواب ما في نهج البلاغة بتقديم الحاء المهملة على الجيم نقلها هكذا و لقد أصبحنا في زمان اتخذ أكثر أهله الغدر كيسا و نسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة ما لهم قاتلهم الله قد يرى

    الحول القلب وجه الحيلة و دونه مانع من أمر الله و نهيه فيدعها رأي العين بعد القدرة عليها و ينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين و قال ابن أبي الحديد أي ليس بذي حرج و التحرج التأثم و الحريجة التقوى و قال الفيروزآبادي غفل عنه غفولا تركه و سها عنه كأغفله أو غفل صار غافلا و غفل عنه و أغفله وصل غفلته إليه و قال الجزري في حديث علي ع و سائر الناس همج رعاع الهمج رذالة الناس و الهمج ذباب صغير يسقط على وجوه الغنم و الحمير و قيل هو البعوض فشبه به رعاع الناس و رعاع الناس غوغاؤهم و سقاطهم و أخلاطهم انتهى و الطمس المحو قوله ع على تصديق التنزيل أي كان الذين يقاتلهم أمير المؤمنين ع في زمن الرسول ص كافرين بنص القرآن و تنزيله و الذين يقاتلهم بعده كافرين بتأويل القرآن على ما أخبره الرسول ص من ذلك و قد مر القول في ذلك في كتاب أحواله ع و قال الجزري في حديث عمار إن آخر شربة تشربها ضياح الضياح و الضيح بالفتح اللبن الخاثر يصب فيه الماء ثم يخلط رواه يوم قتل بصفين و قد جي‏ء بلبن ليشربه انتهى و الغمط الاستهانة و الاستحقار و الفعل كضرب و علم قوله ع ثم أفرضوك سهم ذوي القربى أي أعطوك منه سهما و نصيبا للتلبيس على الناس قوله ع و أحادوه أي مالوه و صرفوه قوله ع رغبة عنهما أي عن فدك و سهم ذوي القربى أو عن الملعونين و مكافاتهما فيما فعلا و نقض ما صنعا قوله ع فأعرض الشك أي تحرك و سعى في إضلال الناس أو ظهر قال الجوهري أعرض فلان أي ذهب عرضا و طولا و عرضت الشي‏ء فأعرض أي أظهرته فظهر انتهى و يقال أسفر الصبح أي أضاء و أشرق قوله ع و سفه المنكر كعلم أي ظهر سفهه و بطلانه و يمكن أن يقرأ سفه على بناء المجهول من باب التفعيل و القصد استقامة الطريق و الجور الميل عن القصد يقال جار عن الطريق

    قوله ع و أباحوا ذنبهم كذا في النسخ و لعله من قبيل وضع المظهر موضع المضمر و الأظهر أن فيه سقطا و التفريط المدح و في بعض النسخ بالقاف و الظاء المعجمة بمعناه و هو أظهر و أبلغ. أقول قد مر تفسير الآيات التي اشتملت الزيارة عليها و الأخبار و الفضائل و الغزوات التي أومأت إليها مفصلة في كتاب أحواله ع و كتاب الفتن و كتاب أحوال النبي ص فمن أراد الاطلاع عليها فليراجع إليها

7-  و قال الشهيد ره في مزاره و إذا أردت زيارته ع في يوم الغدير فاغتسل و البس أطهر ثيابك فإذا وصلت إلى المشهد المقدس و وقفت على باب القبة و عاينت الجدث استأذن للدخول و قل اللهم إني وقفت على باب بيت من بيوت نبيك ص و قد منعت الناس الدخول إلى بيوته إلا بإذن نبيك فقلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ و إني أعتقد حرمة نبيك في غيبته كما أعتقدها في حضرته و أعلم أن رسولك و خلفاءك أحياء عندك يرزقون يرون مكاني في وقتي هذا و يسمعون كلامي و أنك حجبت عن سمعي كلامهم و فتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم فإني أستأذنك يا رب أولا و أستأذن رسولك ثانيا و أستأذن خليفتك الإمام المفترض على طاعته في الدخول في ساعتي هذه و أستأذن ملائكتك الموكلين بهذه البقعة المباركة المطيعة لك السامعة السلام عليكم أيها الملائكة الموكلون بهذا المشهد المبارك و رحمة الله و بركاته بإذن الله و إذن رسوله و إذن خلفائه و إذن هذا الإمام و إذنكم صلوات الله عليكم أجمعين أدخل هذا البيت متقربا إلى الله و رسوله محمد و آله الطاهرين و كونوا ملائكة الله أعواني و كونوا أنصاري حتى أدخل هذا البيت و أدعو الله بفنون الدعوات و اعترف لله بالعبودية و لهذا الإمام و آبائه صلوات الله عليهم بالطاعة ثم ادخل مقدما رجلك اليمنى و امش حتى تقف على الضريح و استقبله   و اجعل القبلة بين كتفيك و قل السلام على محمد رسول الله ص إلى آخر ما مر من الزيارة الطويلة

 و أما السيد ابن طاوس رحمه الله فذكر لهذا اليوم الزيارة التي نقلناها من مصباح الشيخ الطوسي ره في الزيارات المطلقة ثم أشار إلى زيارة الجعفي التي ذكرها المفيد أولا و قال إن شئت زره بها في هذا اليوم فإن زين العابدين ع زاره بها في هذا اليوم و كذلك الشيخ في المصباح ذكر هاتين الزيارتين لهذا اليوم و لما لم نعثر على ما يدل على اختصاصهما بهذا اليوم أوردناهما في الزيارات المطلقة

8-  قل، ]إقبال الأعمال[ روى عدة من شيوخنا عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الصفواني من كتابه بإسناده عن أبي عبد الله ع قال إذا كنت في يوم الغدير في مشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه و آله فادن من قبره بعد الصلاة و الدعاء و إن كنت في بعد منه فأوم إليه بعد الصلاة و هذا الدعاء اللهم صل على وليك و أخي نبيك و وزيره و حبيبه و خليله و موضع سره و خيرته من أسرته و وصيه و صفوته و خالصته و أمينه و وليه و أشرف عترته الذين آمنوا به و أبي ذريته و باب حكمته و الناطق بحجته و الداعي إلى شريعته و الماضي على سنته و خليفته على أمته سيد المسلمين و أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و أفضل ما صليت على أحد من خلقك و أصفيائك و أوصياء أنبيائك اللهم إني أشهد أنه قد بلغ عن نبيك ص ما حمل و رعى ما استحفظ و حفظ ما استودع و حلل حلالك و حرم حرامك و أقام أحكامك و دعا إلى سبيلك و والى أولياءك و عادى أعداءك و جاهد الناكثين عن سبيلك و القاسطين و المارقين عن أمرك صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر لا تأخذه في الله لومة لائم حتى بلغ في ذلك الرضا و سلم إليك القضاء و عبدك مخلصا و نصح لك مجتهدا حتى أتاه اليقين فقبضته إليك شهيدا سعيدا وليا تقيا رضيا زكيا هاديا مهديا اللهم صل على محمد و عليه أفضل ما صليت على أحد من   أنبيائك و أصفيائك يا رب العالمين

 و منها زيارة يوم السابع عشر من شهر ربيع الأول و هو يوم مولد النبي ص و ذهب شرذمة من أصحابنا كالكليني إلى أنه اليوم الثاني عشر من ربيع الأول كما هو المشهور بين المخالفين و قد مر بيان ضعف هذا القول في سياق أعمال السنة

9-  قال الشيخ المفيد و الشهيد و السيد ابن طاوس في كتاب الإقبال رضي الله عنهم أجمعين روي أن جعفر بن محمد الصادق ع زار أمير المؤمنين صلوات الله عليه في هذا اليوم بهذه الزيارة و علمها لمحمد بن مسلم الثقفي فقال إذا أتيت مشهد أمير المؤمنين صلوات الله عليه فاغتسل للزيارة و البس أنظف ثيابك و شم شيئا من الطيب و عليك السكينة و الوقار فإذا وصلت إلى باب السلام فاستقبل القبلة و كبر الله ثلاثين تكبيرة و قل السلام على رسول الله السلام على خيرة الله السلام على البشير النذير السراج المنير و رحمة الله و بركاته السلام على الطهر الطاهر السلام على العلم الزاهر السلام على المنصور المؤيد السلام على أبي القاسم محمد و رحمة الله و بركاته السلام على أنبياء الله المرسلين و عباد الله الصالحين السلام على ملائكة الله الحافين بهذا الحرم و بهذا الضريح اللائذين به ثم ادن من القبر و قل السلام عليك يا وصي الأوصياء السلام عليك يا عماد الأتقياء السلام عليك يا ولي الأولياء السلام عليك يا سيد الشهداء السلام عليك يا آية الله العظمى السلام عليك يا خامس أهل العباء السلام عليك يا قائد الغر المحجلين الأتقياء السلام عليك يا عصمة الأولياء السلام عليك يا زين الموحدين النجباء السلام عليك يا خالص الأخلاء السلام عليك يا والد الأئمة الأمناء السلام عليك يا صاحب الحوض و حامل اللواء السلام   عليك يا قسيم الجنة و لظى السلام عليك يا من شرفت به مكة و منى السلام عليك يا بحر العلوم و كنف الفقراء السلام عليك يا من ولد في الكعبة و زوج في السماء بسيدة النساء و كان شهودها الملائكة الأصفياء السلام عليك يا مصباح الضياء السلام عليك يا من خصه النبي بجزيل الحباء السلام عليك يا من بات على فراش خاتم الأنبياء و وقاه بنفسه شر الأعداء السلام عليك يا من ردت له الشمس فسامى شمعون الصفا السلام عليك يا من أنجى الله سفينة نوح باسمه و اسم أخيه حيث التطم الماء حولها و طمى السلام عليك يا من تاب الله به و بأخيه على آدم إذ غوى السلام عليك يا فلك النجاة الذي من ركبه نجا و من تأخر عنه هوى السلام عليك يا من خاطب الثعبان و ذئب الفلا السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا حجة الله على من كفر و أناب السلام عليك يا إمام ذوي الألباب السلام عليك يا معدن الحكمة و فصل الخطاب السلام عليك يا من عنده علم الكتاب السلام عليك يا ميزان يوم الحساب السلام عليك يا فاصل الحكم الناطق بالصواب السلام عليك أيها المتصدق بالخاتم في المحراب السلام عليك يا من كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ به يوم الأحزاب السلام عليك يا من أخلص لله الوحدانية و أناب السلام عليك يا قاتل خيبر و قالع الباب السلام عليك يا من دعاه خير الأنام للمبيت على فراشه فأسلم نفسه للمنية و أجاب السلام عليك يا من له طوبى وَ حُسْنُ مَآبٍ و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا ولي عصمة الدين و يا سيد السادات السلام عليك يا صاحب المعجزات السلام عليك يا من نزلت في فضله سورة العاديات السلام عليك يا من كتب اسمه في السماء على السرادقات السلام عليك يا مظهر العجائب و الآيات السلام عليك يا أمير الغزوات السلام عليك يا مخبرا بما غبر و بما هو آت السلام عليك يا مخاطب ذئب الفلوات السلام عليك يا خاتم الحصى و مبين المشكلات السلام عليك يا من عجبت من حملاته في الوغى ملائكة السماوات السلام عليك يا من ناجى الرسول فقدم بين يدي نجواه الصدقات

   السلام عليك يا والد الأئمة البررة السادات و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا تالي المبعوث السلام عليك يا وارث علم خير موروث و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا إمام المتقين السلام عليك يا غياث المكروبين السلام عليك يا عصمة المؤمنين السلام عليك يا مظهر البراهين السلام عليك يا طه و يس السلام عليك يا حبل الله المتين السلام عليك يا من تصدق في صلاته بخاتمه على المسكين السلام عليك يا قالع الصخرة عن فم القليب و مظهر الماء المعين السلام عليك يا عين الله الناظرة و يده الباسطة و لسانه المعبر عنه في بريته أجمعين السلام عليك يا وارث علم النبيين و مستودع علم الأولين و الآخرين و صاحب لواء الحمد و ساقي أوليائه من حوض خاتم النبيين السلام عليك يا يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين و والد الأئمة المرضيين و رحمة الله و بركاته السلام على اسم الله الرضي و وجهه المضي‏ء و جنبه القوي و صراطه السوي السلام على الإمام التقي المخلص الصفي السلام على الكوكب الدري السلام على الإمام أبي الحسن علي و رحمة الله و بركاته السلام على أئمة الهدى و مصابيح الدجى و أعلام التقى و منار الهدى و ذوي النهى و كهف الورى و العروة الوثقى و الحجة على أهل الدنيا و رحمة الله و بركاته السلام على نور الأنوار و حجج الجبار و والد الأئمة الأطهار و قسيم الجنة و النار المخبر عن الآثار المدمر على الكفار مستنقذ الشيعة المخلصين من عظيم الأوزار السلام على المخصوص بالطاهرة التقية ابنة المختار المولود في البيت ذي الأستار المزوج في السماء بالبرة الطاهرة الرضية المرضية ابنة الأطهار و رحمة الله و بركاته السلام على النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ و عليه يعرضون و عنه يسألون السلام على نور الله الأنور و ضيائه الأزهر و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا ولي الله و حجته فيه و خالصة الله و خاصته أشهد أنك يا ولي الله و حجته لقد جاهدت في سبيل الله حق جهاده و اتبعت منهاج رسول الله ص و حللت حلال الله و حرمت حرام الله و شرعت أحكامه و أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و   أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و جاهدت في سبيل الله صابرا ناصحا مجتهدا محتسبا عند الله عظيم الأجر حتى أتاك اليقين فلعن الله من دفعك عن حقك و أزالك عن مقامك و لعن الله من بلغه ذلك فرضي به أشهد الله و ملائكته و أنبياءه و رسله أني ولي لمن والاك و عدو لمن عاداك السلام عليك و رحمة الله و بركاته ثم انكب على القبر فقبله و قل أشهد أنك تسمع كلامي و تشهد مقامي و أشهد لك يا ولي الله بالبلاغ و الأداء يا مولاي يا حجة الله يا أمين الله يا ولي الله إن بيني و بين الله عز و جل ذنوبا قد أثقلت ظهري و منعتني من الرقاد و ذكرها يقلقل أحشائي و قد هربت إلى الله عز و جل و إليك فبحق من ائتمنك على سره و استرعاك أمر خلقه و قرن طاعتك بطاعته و موالاتك بموالاته كن لي إلى الله شفيعا و من النار مجيرا و على الدهر ظهيرا ثم انكب أيضا على القبر فقبله و قل يا ولي الله يا حجة الله يا باب حطة الله وليك و زائرك و اللائذ بقبرك و النازل بفنائك و المنيخ رحله في جوارك يسألك أن تشفع له إلى الله في قضاء حاجته و نجح طلبته في الدنيا و الآخرة فإن لك عند الله الجاه العظيم و الشفاعة المقبولة فاجعلني يا مولاي من همك و أدخلني في حزبك و السلام عليك و على ضجيعيك آدم و نوح و السلام عليك و على ولديك الحسن و الحسين و على الأئمة الطاهرين من ذريتك و رحمة الله و بركاته ثم صل ست ركعات لأمير المؤمنين ع ركعتين للزيارة و لآدم ع ركعتين كذلك و كذلك لنوح ع و ادع الله كثيرا يجاب إن شاء الله تعالى

 بيان قال الجزري فيه أمتي الغر المحجلون أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي و الأقدام استعار أثر الوضوء في الوجه و اليدين و الرجلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس و يديه و رجليه انتهى و المساماة المطاولة و المفاخرة   مفاعلة من السمو بمعنى العلو و الرفعة و يقال طمى البحر إذا ارتفع بأمواجه قوله ع هوى أي هلك قوله ع يا قاتل خيبر من قبيل إضافة كريم البلد أي القاتل في الخيبر فلعله كان في الأصل قاتل مرحب و في الإقبال و غيره يا قالع باب خيبر الصيخود من الصلاب يقال صخرة صيخود أي شديدة. أقول روى هذه الزيارات مؤلف المزار الكبير عن محمد بن مسلم و لم يخصها بهذا اليوم و يظهر منه أنها من الزيارات المطلقة و منها زيارة ليلة المبعث و يومها و هو السابع و العشرون من شهر رجب على المشهور بين الشيعة بل المتفق عليه عندهم

10-  قال المفيد و السيد و الشهيد رحمهم الله إذا أردت ذلك فقف على باب القبة الشريفة مقابل ضريحه ع و قل أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و أن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عبد الله و أخو رسوله و أن الأئمة الطاهرين من ولده حجج الله على خلقه ثم ادخل و قف على ضريحه ع مستقبلا له بوجهك و القبلة وراء ظهرك ثم كبر الله مائة مرة و قل السلام عليك يا وارث آدم خليفة الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد سيد رسل الله السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا إمام المتقين السلام عليك يا سيد الوصيين السلام عليك يا وصي رسول رب العالمين السلام   عليك يا وارث علم الأولين و الآخرين السلام عليك أيها النبأ العظيم السلام عليك أيها الصراط المستقيم السلام عليك أيها المهذب الكريم السلام عليك أيها الوصي التقي السلام عليك أيها الزكي الرضي السلام عليك أيها البدر المضي‏ء السلام عليك أيها الصديق الأكبر السلام عليك أيها الفاروق الأعظم السلام عليك أيها السراج المنير السلام عليك يا إمام الهدى السلام عليك يا علم التقى السلام عليك يا حجة الله الكبرى السلام عليك يا خاصة الله و خالصته و أمين الله و صفوته و باب الله و حجته و معدن حكم الله و سره و عيبة علم الله و خازنه و سفير الله في خلقه أشهد أنك أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و اتبعت الرسول و تلوت الكتاب حق تلاوته و بلغت عن الله و وفيت بعهد الله و تمت بك كلمات الله و جاهدت في الله حق جهاده و نصحت لله و لرسوله ص و جدت بنفسك صابرا محتسبا مجاهدا عن دين الله موقيا لرسول الله ص طالبا ما عند الله راغبا فيما وعد الله و مضيت للذي كنت عليه شهيدا و شاهدا و مشهودا فجزاك الله عن رسوله و عن الإسلام و أهله من صديق أفضل الجزاء أشهد أنك كنت أول القوم إسلاما و أخلصهم إيمانا و أشدهم يقينا و أخوفهم لله و أعظمهم عناء و أحوطهم على رسول الله ص و أفضلهم مناقب و أكثرهم سوابق و أرفعهم درجة و أشرفهم منزلة و أكرمهم عليه فقويت حين وهنوا و لزمت منهاج رسول الله ص أشهد أنك كنت خليفته حقا لم تنازع برغم المنافقين و غيظ الكافرين و ضغن الفاسقين و قمت بالأمر حين فشلوا و نطقت حين تتعتعوا و مضيت بنور الله إذ وقفوا فمن اتبعك فقد اهتدى كنت أولهم كلاما و أشدهم خصاما و أصوبهم منطقا و أسدهم رأيا و أشجعهم قلبا و أكثرهم يقينا و أحسنهم عملا و أعرفهم بالأمور كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا و حفظت ما أضاعوا و رعيت ما أهملوا و شمرت إذ جبنوا و علوت إذ هلعوا و صبرت إذ جزعوا كنت على الكافرين عذابا صبا و غلظة و غيظا و للمؤمنين غيثا و خصبا و علما لم تفلل حجتك

   و لم يزغ قلبك و لم تضعف بصيرتك و لم تجبن نفسك كنت كالجبل لا تحركه العواصف و لا تزيله القواصف كنت كما قال رسول الله ص قويا في بدنك متواضعا في نفسك عظيما عند الله كبيرا في الأرض جليلا في السماء لم يكن لأحد فيك مهمز و لا لقائل فيك مغمز و لا لخلق فيك مطمع و لا لأحد عندك هوادة يوجد الضعيف الذليل عندك قويا عزيزا حتى تأخذ له بحقه و القوي العزيز عندك ضعيفا حتى تأخذ منه الحق القريب و البعيد عندك في ذلك سواء شأنك الحق و الصدق و الرفق و قولك حكم و حتم و أمرك حلم و عزم و رأيك علم و جزم اعتدل بك الدين و سهل بك العسير و أطفئت بك النيران و قوي بك الإيمان و ثبت بك الإسلام و هدت مصيبتك الأنام ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ لعن الله من قتلك و لعن الله من خالفك و لعن الله من افترى عليك و لعن الله من ظلمك و غصبك حقك و لعن الله من بلغه ذلك فرضي به أنا إلى الله منهم براء لعن الله أمة خالفتك و جحدت ولايتك و تظاهرت عليك و قتلتك و حادت عنك و خذلتك الحمد لله الذي جعل النار مثواهم وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ أشهد لك يا ولي الله و ولي رسوله ص بالبلاغ و الأداء و أشهد أنك جنب الله و بابه و أنك حبيب الله و وجهه الذي منه يؤتى و أنك سبيل الله و أنك عبد الله و أخو رسوله ص أتيتك زائرا لعظيم حالك و منزلتك عند الله و عند رسوله متقربا إلى الله بزيارتك راغبا إليك في الشفاعة أبتغي بشفاعتك خلاص نفسي متعوذا بك من النار هاربا من ذنوبي التي احتطبتها على ظهري فزعا إليك رجاء رحمة ربي أتيتك أستشفع بك يا مولاي إلى الله و أتقرب بك إليه ليقضي بك حوائجي فاشفع لي يا أمير المؤمنين إلى الله فإني عبد الله و مولاك و زائرك و لك عند الله المقام المعلوم و الجاه العظيم و الشأن الكبير و الشفاعة المقبولة اللهم صل على محمد و آل محمد و صل على عبدك و أمينك الأوفى و عروتك الوثقى و يدك العليا و كلمتك الحسنى و حجتك على الورى و صديقك الأكبر سيد الأوصياء و ركن الأولياء و عماد الأصفياء أمير المؤمنين و يعسوب المتقين و قدوة الصديقين و إمام الصالحين

   المعصوم من الزلل و المفطوم من الخلل و المهذب من العيب و المطهر من الريب أخي نبيك و وصي رسولك و البائت على فراشه و المواسي له بنفسه و كاشف الكرب عن وجهه الذي جعلته سيفا لنبوته و معجزا لرسالته و دلالة واضحة لحجته و حاملا لرايته و وقاية لمهجته و هاديا لأمته و يدا لبأسه و تاجا لرأسه و بابا لنصره و مفتاحا لظفره حتى هزم جنود الشرك بأيدك و أباد عساكر الكفر بأمرك و بذل نفسه في مرضاة رسولك و جعلها وقفا على طاعته و مجنا دون نكبته حتى فاضت نفسه ص في كفه و استلب بردها و مسحه على وجهه و أعانته ملائكتك على غسله و تجهيزه و صلى عليه و وارى شخصه و قضى دينه و أنجز وعده و لزم عهده و احتذى مثاله و حفظ وصيته و حين وجد أنصارا نهض مستقلا بأعباء الخلافة مضطلعا بأثقال الإمامة فنصب راية الهدى في عبادك و نشر ثوب الأمن في بلادك و بسط العدل في بريتك و حكم بكتابك في خليقتك و أقام الحدود و قمع الجحود و قوم الزيغ و سكن الغمرة و أباد الفترة و سد الفرجة و قتل الناكثة و القاسطة و المارقة و لم يزل على منهاج رسول الله و وتيرته و سيرته و لطف شاكلته و جمال سيرته مقتديا بسنته متعلقا بهمته مباشرا لطريقته و أمثلته نصب عينيه يحمل عبادك عليها و يدعوهم إليها إلى أن خضبت شيبته من دم رأسه اللهم فكما لم يؤثر في طاعتك شكا على يقين و لم يشرك بك طرفة عين صل عليه صلاة زاكية نامية يلحق بها درجة النبوة في جنتك و بلغه منا تحية و سلاما و آتنا من لدنك في مولاته فضلا و إحسانا و مغفرة و رضوانا إنك ذو الفضل الجسيم برحمتك يا أرحم الراحمين ثم قبل الضريح و ضع خدك الأيمن عليه ثم الأيسر و مل إلى القبلة و صل صلاة الزيارة و ادع بما بدا لك بعدها و قل بعد تسبيح الزهراء ع اللهم إنك بشرتني على لسان رسولك محمد صلواتك عليه و آله فقلت وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ اللهم إني مؤمن بجميع أنبيائك و رسلك صلواتك عليهم فلا تقفني بعد معرفتهم موقفا تفضحني فيه على رءوس الأشهاد بل قفني معهم و توفني

   على التصديق بهم اللهم و أنت خصصتهم بكرامتك و أمرتني باتباعهم اللهم و إني عبدك و زائرك متقربا إليك بزيارة أخي رسولك و على كل مأتي و مزور حق لمن أتاه و زاره و أنت خير مأتي و أكرم مزور فأسألك يا الله يا رحمان يا رحيم يا جواد يا ماجد يا أحد يا صمد يا من لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ و لم يتخذ صاحبة و لا ولدا أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل تحفتك إياي من زيارتي أخا رسولك فكاك رقبتي من النار و أن تجعلني ممن يسارع في الخيرات و يدعوك رَغَباً وَ رَهَباً و تجعلني لك من الخاشعين اللهم إنك مننت علي بزيارة مولاي علي بن أبي طالب و ولايته و معرفته فاجعلني ممن ينصره و ينتصر به و من علي بنصرك لدينك اللهم و اجعلني من شيعته و توفني على دينه اللهم أوجب لي من الرحمة و الرضوان و المغفرة و الإحسان و الرزق الواسع الحلال الطيب ما أنت أهله يا أرحم الراحمين و الحمد لله رب العالمين فإذا أردت وداعه ع فقف عليه و قل السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا تاج الأوصياء السلام عليك يا وارث علم الأنبياء السلام عليك يا رأس الصديقين السلام عليك يا باب الأحكام السلام عليك يا ركن المقام أستودعك الله و أسترعيك و أقرأ عليك السلام آمنا بالله و بالرسول و بما جاء به و دعا إليه و دل عليه اللهم فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ اللهم فلا تجعله آخر العهد من زيارتي إياه و لا تحرمني ثواب من زاره و استعملني بالذي افترضت له علي و ارزقني العود إليه فإن توفيتني قبل ذلك فإني أشهد أنهم أعلام الهدى و العروة الوثقى و الكلمة العليا و الحجة العظمى و النجوم العلى و العذر البالغ بينك و بين خلقك و أشهد أن من رد ذلك في أسفل درك الجحيم اللهم و اجعلني من وفده المباركين و زواره المخلصين و شيعته الصادقين و مواليه الميامين و أنصاره المكرمين و أصحابه المؤيدين اللهم اجعلني أكرم وافد و أفضل وارد و أنبل قاصد قصدك إلى هذا الحرم الكريم و المقام العظيم و المنهل الجليل الذي أوجبت فيه غفرانك و رحمتك اللهم إني أشهدك و أشهد من

   حضر من ملائكتك أن الذي سكن هذا الرمس و حل هذا الضريح طهر مقدس منتجب وصي مرضي طوبى لك من تربة ضمنت كنزا من الخير و شهابا من النور و ينبوع الحكمة و عينا من الرحمة و مبلغ الحجة أنا أبرأ إلى الله من قاتلك و الناصبين و المعينين عليك و المحاربين لك اللهم ذلل قلوبنا لهم بالطاعة و المناصحة و الموالاة و حسن الموازرة و التسليم حتى نستكمل بذلك طاعتك و نبلغ به مرضاتك و نستوجب ثوابك و رحمتك اللهم وفقنا لكل مقام محمود و اقلبني من هذا الحرم بكل خير موجود يا ذا الجلال و الإكرام أودعك يا مولاي يا أمير المؤمنين وداع محزون على فراقك لا جعله الله آخر عهدي منك و لا زيارتي لك إنه قريب مجيب و السلام عليك و رحمة الله و بركاته ثم استقبل القبلة و ابسط يديك و قل اللهم صل على محمد و آل محمد و أبلغ عنا الوصي الخليفة و الداعي إليك و إلى دار السلام صديقك الأكبر في الإسلام و فاروقك بين الحق و الباطل و نورك الظاهر و لسانك الناطق بأمرك بالحق المبين و عروتك الوثقى و كلمتك العليا و وصي رسولك المرتضى علم الدين و منار المسلمين و خاتم الوصيين و سيد المؤمنين علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين صلاة ترفع بها ذكره و تحيي بها أمره و تظهر بها دعوته و تنصر بها ذريته و تفلج بها حجته و تعطيه بصيرته اللهم و اجزه عنا خير جزاء المكرمين و أعطه سؤله يا رب العالمين فإنا نشهد أنه قد نصح لرسولك و هدى إلى سبيلك و قام بحقك و صدع بأمرك و لم يجر في حكمك و لم يدخل في ظلم و لم يسع في إثم و أخو رسولك و أول من آمن به و صدقه و اتبعه و نصره و أنه وصيه و وارث علمه و موضع سره و أحب الخلق إليه فأبلغه عنا السلام و رد علينا منه السلام يا أرحم الراحمين

 بيان الأيد القوة و المجن بكسر الميم الترس و النكبة بالفتح المصيبة و الاستلاب الأخذ بسرعة و البرد كناية عن الراحة و الحاصل أنه أخذها   بسرعة مع عده فوزا عظيما و يحتمل أن يكون البرد محمولا على الحقيقة و يقال استقله أي حمله و رفعه و الأعباء جمع العب‏ء بالكسر و هو الحمل و الثقيل من أي شي‏ء كان و هو مضطلع بالأمر أي قوي عليه و غمرة الشي‏ء شدته و مزدحمه و الفترة السكون عن العبادات و المجاهدات و المعروف منها ما بين الرسولين من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة فيحتمل أن يكون كناية عما يلزم مثل هذا الزمان من شيوع الضلالة و الجهالة قوله و أنبل قاصد النبل النجابة و في بعض النسخ و أنيل بالياء المثناة من النيل العطاء على بناء المفعول. أقول لم أطلع على سند هذه الزيارة و لا على استحباب زيارته ع في خصوص هذا اليوم لكنه من المشهورات بين الشيعة و الإتيان بالأعمال الحسنة في الأزمان الشريفة موجب لمزيد المثوبة فزيارته صلوات الله عليه في سائر الأيام الشريفة أفضل لا سيما الأيام التي لها اختصاص به و ظهر له فيها كرامة و فضيلة و منقبة. كيوم ولادته و هو على المشهور ثالث عشر رجب كما رووا عن عتاب بن أسيد أنه قال ولد أمير المؤمنين ع علي بن أبي طالب ع بمكة في بيت الله الحرام يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب و للنبي ص ثمان و عشرون سنة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة أو سابع عشر شعبان كما. روى الشيخ في المصباح عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع قال ولد أمير المؤمنين ع يوم الأحد لسبع خلون من شعبان. و يوم وفاته و قد مر و ليلة مبيته على فراش النبي ص و هي أولى ليلة من ربيع الأول. و يوم فتح بدر على يديه و هو السابع عشر من شهر رمضان. و يوم مواساته في غزوة أحد و هو سابع عشر شوال. و يوم فتح خيبر على يديه و هو السابع و العشرون من رجب.   و يوم صعوده على كتف النبي ص لحط الأصنام و هو العشرون من شهر رمضان. و يوم فتح البصرة و هو منتصف جمادى الأولى. و يوم ردت الشمس عليه و هو سابع عشر شوال. و يوم نصبه لتبليغ آيات براءة و عزل أبي بكر عنه و ظهور استحقاقه للأمانة و الخلافة فيه و هو أول ذي الحجة. و يوم سد الأبواب و فتح بابه و هو يوم عرفة. و يوم تصدقه بالخاتم و هو الرابع و العشرون من ذي الحجة و هو يوم المباهلة فله اختصاص به ع من جهتين. و يوم نزول هل أتى في شأنه و هو الخامس و العشرون من ذي الحجة و قيل هو يوم المباهلة أيضا. و يوم تزوجه فاطمة عليهما السلام و يوم زفافها إليه و قد مر في باب زيارة فاطمة ع. و يوم خلافته و هو يوم وفاة النبي ص. و يوم بويع بالخلافة بعد قتل عثمان و هو ثامن عشر ذي الحجة أو الخامس و العشرون منه. و يوم نيروز الفرس لما روي أنه ع بويع بالخلافة في ذلك اليوم إلى غير ذلك من الأيام التي لا يمكن إحصاؤها إذ ما من يوم إلا و قد ظهر له فيها فضيلة و جلالة و كرامة. و قد مر أكثرها في كتاب تاريخه ع و كتاب تاريخ النبي ص و كتاب الفتن و ذكرها هنا يوجب التطويل