باب 6- فضل الكوفة و مسجدها الأعظم و أعماله

1-  أقول روى السيد علي بن عبد الحميد من كتاب فضل بن شاذان بإسناده عن الحسن بن علي ع قال لموضع الرجل في الكوفة أحب إلي من دار بالمدينة

2-  و عنه بإسناده عن سعد بن الأصبغ عن أبي عبد الله ع قال من كان له دار في الكوفة فليتمسك بها

3-  و بإسناده عن مفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال إن قائمنا إذا قام يبنى له في ظهر الكوفة مسجد له ألف باب و تتصل بيوت الكوفة بنهر كربلاء حتى يخرج الرجل يوم الجمعة على بغلة سفواء يريد الجمعة فلا يدركها

4-  و بإسناده عن أبي جعفر ع قال إذا دخل المهدي ع الكوفة قال الناس يا ابن رسول الله إن الصلاة معك تضاهي الصلاة خلف رسول الله و هذا المسجد لا يسعنا فيخرج إلى الغري فيخط مسجدا له ألف باب يسع الناس و يبعث فيجري خلف قبر الحسين ع نهرا يجري إلى الغري حتى يجري في النجف و يعمل هو على فوهة النهر قناطر و أرحاء في السبيل

5-  نهج، ]نهج البلاغة[ كأني بك يا كوفة تمدين مد الأديم العكاظي تعركين بالنوازل و تركبين الزلازل و إني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوءا إلا ابتلاه الله بشاغل و رماه بقاتل

 بيان العكاظ بالضم اسم موضع بناحية مكة و الأديم العكاظي دباغ شديد المد استعارة لما ينال الكوفة من العنف و الخبط و شدة الظلم

6-  شي، ]تفسير العياشي[ عن المفضل بن عمر قال كنت مع أبي عبد الله ع بالكوفة أيام قدم على أبي العباس فلما انتهينا إلى الكناسة فنظر عن يساره ثم قال يا   مفضل هاهنا صلب عمي زيد ره ثم مضى بأصحابه ثم مضى حتى أتى طاق الرفاءين و هو آخر السراجين فنزل فقال لي انزل فإن هذا الموضع كان مسجد الكوفة الأول الذي خطه آدم و أنا أكره أنا أدخله راكبا فقلت له فمن غيره عن خطته فقال أما أول ذلك فالطوفان في زمن نوح ثم غيره بعد أصحاب كسرى و النعمان بن منذر ثم غيره زياد بن أبي سفيان فقلت له جعلت فداك و كانت الكوفة و مسجدها في زمن نوح فقال نعم يا مفضل و كان منزل نوح و قومه في قرية على متن الفرات مما يلي غربي الكوفة فقال و كان نوح رجلا نجارا فأرسله الله و انتجبه و نوح أول من عمل سفينة فجرى على ظهر الماء و إن نوحا لبث في قومه أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً و يدعوهم إلى الهدى فيمرون به و يسخرون منه فلما رأى ذلك منهم دعا عليهم فقال رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إلى قوله إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً قال فأوحى الله إليه يا نوح أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ و أوسعها و عجل عملها بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا فعمل نوح سفينة في مسجد الكوفة بيده يأتي بالخشب من بعد حتى فرغ منها قال مفضل ثم انقطع حديث أبي عبد الله ع عند ذلك عند زوال الشمس فقام فصلى الظهر ثم العصر ثم انصرف من المسجد فالتفت عن يساره و أشار بيده إلى موضع دار الداريين و هو موضع دار ابن حكيم و ذلك فرات اليوم و قال لي يا مفضل هاهنا نصبت أصنام قوم نوح يغوث و يعوق و نسرا ثم مضى حتى ركب دابته فقلت له جعلت فداك في كم عمل سفينة نوح و فرغ منها قال في الدورين فقلت كم الدوران قال ثمانون سنة قلت فإن العامة تقول عملها في خمسمائة عام قال فقال كلا كيف و الله يقول وَ وَحْيِنا

7-  شي، ]تفسير العياشي[ عن المفضل قال قلت لأبي عبد الله ع أ رأيت قول الله حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ ما هذا التنور و أنى كان موضعه و كيف كان فقال كان التنور حيث وصفت لك فقلت فكان بدو خروج الماء من ذلك التنور فقال نعم أن الله أحب أن يرى قوم نوح الآية ثم إن الله بعد أرسل عليهم مطرا يفيض   فيضا و فاض الفرات فيضا أيضا و العيون كلهن عليها فغرقهم الله و أنجى نوحا و من معه في السفينة فقلت له فكم لبث نوح و من معه في السفينة حتى نضب الماء و خرجوا منها فقال لبثوا فيها سبعة أيام و لياليها و طافت بالبيت ثم استوت على الجودي و هو فرات الكوفة فقلت له إن مسجد الكوفة لقديم فقال نعم و هو مصلى الأنبياء و لقد صلى فيه رسول الله ص حيث انطلق به جبرئيل على البراق فلما انتهى به إلى دار السلام و هو ظهر الكوفة و هو يريد بيت المقدس قال له يا محمد هذا مسجد أبيك آدم و مصلى الأنبياء فانزل فصل فيه فنزل رسول الله ص فصلى ثم انطلق به إلى بيت المقدس فصلى ثم إن جبرئيل عرج به إلى السماء

8-  شي، ]تفسير العياشي[ أبو عبيدة الحذاء عن أبي جعفر ع قال مسجد كوفان منه فار التنور و نجرت السفينة و هو سرة بابل و مجمع الأنبياء

9-  شي، ]تفسير العياشي[ عن سلمان الفارسي عن أمير المؤمنين ع في حديث له في فضل مسجد الكوفة فيه نجر نوح سفينته و فيه فارَ التَّنُّورُ و به كان بيت نوح و مسجده

10-  كش، ]رجال الكشي[ أبو محمد الدمشقي عن ابن عيسى عن علي بن عقبة عن أبيه عن ميسر عن أبي عبد الله ع قال أقامت حبي أخت ميسر بمكة ثلاثين سنة أو أكثر حتى ذهب أهل بيتها و فنوا أجمعين إلا قليلا قال فقال ميسر لأبي عبد الله ع جعلت فداك إن حبى قد أقامت بمكة حتى ذهب أهلها و قرابتها تحزن عليها و قد بقي منهم بقية يخافون أن يذهبوا كما ذهب من مضى و لا يرونها فلو قلت لها فإنها تقبل منك قال يا ميسر دعها فإنه ما يدفع عنكم إلا بدعائها قال فألح على أبي عبد الله ع قال لها يا حبى ما يمنعك من مصلى علي ع الذي كان يصلي فيه علي ع قال فانصرفت

 أقول قال الشيخ السعيد الشهيد و مؤلف المزار الكبير رفع الله درجتهما

    -11  روي عن أبي عبد الله الصادق ع أنه قال لبعض أصحابه يا فلان إذا دخلت المسجد من الباب الثاني عن ميمنة المسجد فعد خمسة أساطين اثنتان منها في الضلال و ثلاث منها في صحن الحائط فصل هناك فعند الثالثة مصلى إبراهيم و هي الخامسة من المسجد ركعتين و قل السلام على أبينا آدم و أمنا حواء السلام على هابيل المقتول ظلما و عدوانا على مواهب الله و رضوانه السلام على شيث صفوة الله المختار الأمين و على الصفوة الصادقين من ذريته الطيبين أولهم و آخرهم السلام على إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و على ذريتهم المختارين السلام على موسى كليم الله السلام على عيسى روح الله السلام على محمد حبيب الله السلام على المصطفين على العالمين السلام على أمير المؤمنين و ذريته الطيبين الطاهرين و رحمة الله و بركاته السلام عليك في الأولين السلام عليك في الآخرين السلام على فاطمة الزهراء السلام على الرقيب الشاهد لله على الأمم لله رب العالمين اللهم صل على محمد و آله و اكتبني عندك من المقبولين و اجعلني من الفائزين المطمئنين الذين لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ

12-  ثم قالا رحمهما الله و بالإسناد مرفوعا إلى أبي حمزة الثمالي قال بينا أنا قاعد يوما في المسجد عند السابعة إذا برجل مما يلي أبواب كندة قد دخل فنظرت إلى أحسن الناس وجها و أطيبهم ريحا و أنظفهم ثوبا معمم بلا طيلسان و لا إزار عليه قميص و دراعة و عمامة و في رجليه نعلان عربيان فخلع نعليه ثم قام عند السابعة و رفع مسبحتيه حتى بلغا شحمتي أذنيه ثم أرسلهما بالتكبير فلم تبق في بدني شعرة إلا قامت ثم صلى أربع ركعات أحسن ركوعهن و سجودهن و قال إلهي إن كنت قد عصيتك فقد أطعتك في أحب الأشياء إليك الإيمان بك منا منك به علي لا منا مني به عليك لم أتخذ لك ولدا و لم أدع لك شريكا و قد عصيتك على غير وجه المكابرة و لا الخروج عن عبوديتك و لا الجحود لربوبيتك و لكن اتبعت هواي و أزلني الشيطان بعد الحجة علي و البيان فإن تعذبني فبذنوبي غير ظالم لي و إن تعف عني فبجودك و كرمك يا كريم   ثم خر ساجدا يقولها حتى انقطع نفسه و قال أيضا في سجوده يا من يقدر على قضاء حوائج السائلين يا من يعلم ضمير الصامتين يا من لا يحتاج إلى تفسير يا من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور يا من أنزل العذاب على قوم يونس و هو يريد أن يعذبهم فدعوه و تضرعوا إليه فكشف عنهم العذاب و متعهم إلى حين قد ترى مكاني و تسمع كلامي و تعلم حاجتي فاكفني ما أهمني من أمر ديني و دنياي و آخرتي يا سيدي يا سيدي سبعين مرة ثم رفع رأسه فتأملته فإذا هو مولاي زين العابدين علي بن الحسين ع فانكببت على يديه أقبلهما فنزع يده مني و أومأ إلي بالسكوت فقلت يا مولاي أنا من عرفته في ولائكم فما الذي أقدمك إلى هاهنا قال هو ما رأيت

 أقول وجدت الرواية بخط بعض الأفاضل منقولا من خط علي بن سكون

13-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن أبي عبد الرحمن الحذاء عن أبي أسامة عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال مسجد كوفان روضة من رياض الجنة صلى فيه ألف نبي و سبعون نبيا و ميمنته رحمة و ميسرته مكرمة فيه عصا موسى و شجرة يقطين و خاتم سليمان و منه فارَ التَّنُّورُ و نجرت السفينة و هي صرة بابل و مجمع الأنبياء

 بيان قوله فيه عصا موسى أي كانت مودعة فيه فأخذها النبي ص و الآن أيضا مودعة فيه و كلما أراد الإمام أخذه و كذا أختاها قوله و هي صرة بابل أي أشرف أجزائها لأن الصرة مجمع النقود التي هي أفضل الأموال و فيما مر برواية العياشي بالسين قال في القاموس سرة الوادي أفضل مواضعه

14-  لي، ]الأمالي للصدوق[ محمد بن علي بن الفضل عن محمد بن جعفر المعروف بابن التبان عن إبراهيم بن خالد المقري عن عبد الله بن داهر الرازي عن أبيه عن ابن طريف عن ابن نباتة قال بينا نحن ذات يوم حول أمير المؤمنين ع في مسجد   الكوفة إذ قال يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز و جل بما لم يحب به أحدا ففضل مصلاكم و هو بيت آدم و بيت نوح و بيت إدريس و مصلى إبراهيم الخليل و مصلى أخي الخضر عليهم السلام و مصلاي و إن مسجدكم هذا أحد الأربع المساجد التي اختارها الله عز و جل لأهلها و كأني به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم يشفع لأهله و لمن صلى فيه فلا ترد شفاعته و لا تذهب الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه و ليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي و مصلى كل مؤمن و لا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه فلا تهجرن و تقربوا إلى الله عز و جل بالصلاة فيه و ارغبوا إليه في قضاء حوائجكم فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض و لو حبوا على الثلج

 بيان نصب الحجر الأسود فيه كان في زمن القرامطة حيث خربوا الكعبة و نقلوا الحجر إلى مسجد الكوفة ثم ردوه إلى موضعه و نصبه القائم ع بحيث لم يعرفه الناس كما مر ذكره في كتاب الغيبة و قال الجزري فيه لو يعلمون ما في العشاء و الفجر لأتوهما و لو حبوا الحبو أن يمشي على يديه و ركبتيه أو استه

15-  لي، ]الأمالي للصدوق[ محمد بن علي بن الفضل عن محمد بن عمار القطان عن الحسين بن علي بن الحكم عن إسماعيل بن إبراهيم عن سهل عن ابن محبوب عن الثمالي قال دخلت مسجد الكوفة فإذا أنا برجل عند الأسطوانة السابعة قائم يصلي يحسن ركوعه و سجوده فجئت لأنظر إليه فسبقني إلى السجود فسمعته يقول في سجوده اللهم إن كنت قد عصيتك فقد أطعتك في أحب الأشياء إليك و هو الإيمان بك منا منك به علي لا منا به مني عليك و لم أعصك في أبغض الأشياء إليك لم أدع لك ولدا و لم أتخذ لك شريكا منا منك علي لا منا مني عليك و عصيتك في أشياء على غير مكاثرة مني و لا مكابرة و لا استكبار عن عبادتك و لا   جحود لربوبيتك و لكن اتبعت هواي و أزلني الشيطان بعد الحجة و البيان فإن تعذبني فبذنبي غير ظالم لي و إن ترحمني فبجودك و رحمتك يا أرحم الراحمين ثم انفتل و خرج من باب كندة فتبعته حتى أتى مناخ الكلبتين فمر بأسود فأمره بشي‏ء لم أفهمه فقلت من هذا فقال هذا علي بن الحسين ع فقلت جعلني الله فداك ما أقدمك هذا الموضع فقال الذي رأيت

 بيان المكاثرة المغالبة بالكثرة أي لم تكن معصيتي لأن أتكل على كثرة جنودي و قوتي و أريد أن أعازك و أعارضك

16-  لي، ]الأمالي للصدوق[ محمد بن علي الكوفي عن محمد بن جعفر عن محمد بن القاسم النهمي عن محمد بن عبد الوهاب عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن توبة بن الخليل عن محمد بن الحسن عن هارون بن خارجة قال قال لي الصادق ع كم بين منزلك و بين مسجد الكوفة فأخبرته فقال ما بقي ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا عبد صالح دخل الكوفة إلا و قد صلى فيه و إن رسول الله ص مر به ليلة أسري به فاستأذن له الملك فصلى فيه ركعتين و الصلاة الفريضة فيه ألف صلاة و النافلة فيه خمسمائة صلاة و الجلوس فيه من غير تلاوة و قرآن عبادة فأته و لو زحفا

17-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الغضائري عن الصدوق مثله

18-  كا، ]الكافي[ محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عبد الله الخزاز عن هارون مثله ثم قال قال سهل و روي لي عن عمرو أن الصلاة فيه لتعدل بحجة و إن النافلة لتعدل بعمرة

 بيان الزحف مشي الصبي باسته

    -19  ب، ]قرب الإسناد[ ابن عيسى عن البزنطي قال سألت الرضا ع عن قبر أمير المؤمنين ع فقال ما سمعت من أشياخك فقلت له حدثنا صفوان بن مهران عن جدك أنه دفن بنجف الكوفة و رواه بعض أصحابنا عن يونس بن ظبيان بمثل هذا فقال سمعت منه يذكر أنه دفن في مسجدكم بالكوفة فقلت له جعلت فداك أيش لمن صلى فيه من الفضل فقال كان جعفر يقول له من الفضل ثلاث مرار هكذا و هكذا بيديه عن يمينه و عن شماله و تجاهه

20-  ل، ]الخصال[ ابن إدريس عن أبيه عن الأشعري عن الجاموراني عن ابن أبي عثمان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن الأول ع قال قال رسول الله ص إن الله تبارك و تعالى اختار من البلدان أربعة فقال عز و جل وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ وَ طُورِ سِينِينَ وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ فالتين المدينة و الزيتون بيت المقدس و طور سينين الكوفة و هذا البلد الأمين مكة

21-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن محمد العطار عن البرقي عن الجاموراني مثله

22-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه ع قال ذكر علي ع الكوفة فقال يدفع البلاء عنها كما يدفع عن أخبية النبي ص

23-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الكاتب عن الزعفراني عن الثقفي عن إبراهيم بن ميمون عن مصعب بن سلام عن ابن طريف عن ابن نباتة قال كان أمير المؤمنين ع يصلي عند الأسطوانة السابعة من باب الفيل مما يلي الصحن إذ أقبل رجل عليه بردان أخضران و له عقيصتان سوداوان أبيض اللحية فلما سلم أمير المؤمنين من صلاته أكب عليه فقبل رأسه ثم أخذ بيده فأخرجه من باب كندة قال فخرجنا مسرعين خلفهما و لم نأمن عليه فاستقبلنا ع في چارسوق كندة قد أقبل راجعا فقال ما لكم فقلنا لم نأمن عليك هذا الفارس فقال هذا أخي الخضر   أ لم تروا حيث أكب علينا قلنا بلى فقال إنه قال لي إنك في مدرة لا يريدها جبار بسوء إلا قصمه الله و احذر الناس فخرجت معه لأشيعه لأنه أراد الظهر

 بيان المدرة بالتحريك البلدة

24-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن البطائني عن عبد الله بن الوليد قال دخلنا على أبي عبد الله ع في زمن مروان فقال ممن أنتم فقلنا من أهل الكوفة قال ما من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة لا سيما هذه العصابة إن الله هداكم لأمر جهله الناس فأحببتمونا و أبغضنا الناس و تابعتمونا و خالفنا الناس و صدقتمونا و كذبنا الناس فأحياكم الله محيانا و أماتكم مماتنا فأشهد على أبي أنه كان يقول ما بين أحدكم و بين أن يرى ما تقر به عينه أو يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هكذا و أهوى بيده إلى حلقه و قد قال الله عز و جل في كتابه وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّةً فنحن ذرية رسول الله ص

25-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن الحسين المقري عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن عبد الرحمن بن إبراهيم شيخ من أصحابنا عن صباح الحذاء قال قال أبو عبد الله ع من كانت له إلى الله حاجة فليقصد إلى مسجد الكوفة و ليسبغ وضوءه و ليصل في المسجد ركعتين يقرأ في كل واحدة منهما فاتحة الكتاب و سبع سور معها و هي المعوذتان و قل هو الله أحد و قل يا أيها الكافرون و إذا جاء نصر الله و الفتح و سبح اسم ربك الأعلى و إنا أنزلناه في ليلة القدر فإذا فرغ من الركعتين و تشهد و سلم و سأل الله حاجته فإنها تقضى بعون الله إن شاء الله قال علي بن الحسن بن فضال و قال لي هذا الشيخ إني فعلت ذلك و دعوت الله أن يوسع علي في رزقي فأنا من الله تعالى بكل نعمة ثم دعوته أن يرزقني الحج فرزقنيه و علمته رجلا كان من أصحابنا مقترا عليه في رزقه فرزقه الله   تعالى و وسع عليه

26-  صبا، ]مصباح الزائر[ عنه ع مرسلا مثله

27-  قال مؤلف المزار الكبير أخبرني السيد الأجل عبد الحميد بن التقي بن عبد الله بن أسامة الحسيني في ذي القعدة من سنة ثمانين و خمسمائة قراءة عليه بحلة الجامعين قال أخبرنا الشيخ أبو الفرج أحمد القرشي عن أبي الغنائم محمد بن علي عن الشريف محمد بن علي الحسن العلوي عن أبي تمام عبد الله بن أحمد الأنصاري عن عبيد الله بن كثير العامري عن محمد بن إسماعيل الأحمسي عن محمد بن فضيل الضبي عن محمد بن سوقة عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن الأسود عن عبد الله بن الأسود عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله ص يا ابن مسعود لما أسري بي إلى السماء الدنيا أراني مسجد كوفان فقلت يا جبرئيل ما هذا قال مسجد مبارك كثير الخير عظيم البركة اختار الله لأهله و هو يشفع لهم يوم القيامة و ذكر الحديث بطوله في مسجد الكوفة

28-  و بالإسناد عن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن العلا بن سعيد الكندي عن طلحة بن عيسى عن الفضل بن ميمون البجلي عن القاسم بن الوليد الهمداني عن حبة العرني و ميثم الكناني قال أتى رجل عليا ع فقال يا أمير المؤمنين إني تزودت زادا و ابتعت راحلة و قضيت بتاتي يعني حوائجي و أنطلق إلى بيت المقدس فقال له ع انطلق فبع راحلتك و كل زادك و عليك بمسجد الكوفة فإنه أحد المساجد الأربعة ركعتان فيه تعدلان كثيرا فيما سواه من المساجد و البركة منه على رأس اثني عشر ميلا من حيث ما جئته و قد ترك من أسه ألف ذراع و من زاويته فارَ التَّنُّورُ و عند الأسطوانة الخامسة صلى إبراهيم الخليل و صلى فيه ألف نبي و ألف وصي و فيه عصا موسى و خاتم سليمان و شجرة يقطين و وسطه روضة من رياض الجنة و فيه ثلاثة أعين يزهرن   عين من ماء و عين من دهن و عين من لبن انبثت من ضغث تذهب الرجس و تطهر المؤمنين و منه سير جبل الأهواز و فيه صلى نوح النبي ع و فيه أهلك يغوث و يعوق و يحشر يوم القيامة منه سبعون ألفا ليس عليهم حساب و لا عذاب جانبه الأيمن ذكر و جانبه الأيسر مكر و لو علم الناس ما فيه من الفضل لأتوه حبوا

29-  حدثنا محمد بن الحسين النحاس قال و لو حبوا كتاب الغارات و بالإسناد عن علي بن العباس البجلي عن بكار بن أحمد عن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم عن صباح الزعفراني عن السدي عن الشعبي قال قال ع إن مسجد الكوفة رابع أربعة مساجد للمسلمين ركعتان فيه أحب إلي من عشر فيما سواه و لقد نجرت سفينة نوح في وسطه و فارَ التَّنُّورُ من زاويته اليمنى و البركة منه على اثني عشر ميلا من حيث ما أتيته و لقد نقص منه اثنا عشر ألف ذراع بما كان على عهدهم

30-  و بالإسناد عن أحمد بن الحسين بن عبد الله عن ذبيان بن حكيم عن حماد بن زيد الحارثي قال كنت عند جعفر بن محمد ع و البيت غاص من الكوفيين فسأله رجل منهم يا ابن رسول الله إني ناء عن المسجد و ليس لي نية الصلاة فيه فقال ع ائته فلو يعلم الناس ما فيه لأتوه و لو حبوا قال إني أشتغل قال فأته و لا تدعه ما أمكنك و عليك بميامنه مما يلي أبواب كندة فإنه مقام إبراهيم ع و عند الخامسة مقام جبرئيل و الذي نفسي بيده لو يعلم الناس من فضله ما أعلم لازدحموا عليه

    -31  و بالإسناد عن علي بن محمد الدهقان عن علي بن محمد بن علي السمين عن محمد بن زيد الرطاب عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن عبيد بن إسحاق الضبي عن زهير بن معاوية عن الأعمش عن سفيان عن حذيفة قال و الله إن مسجدكم هذا لأحد المساجد الأربعة المعدودة المسجد الحرام و مسجد المدينة و مسجد الأقصى و مسجدكم هذا يعني مسجد الكوفة ألا و إن زاويته اليمنى مما يلي أبواب كندة منها فارَ التَّنُّورُ و إن السارية الخامسة مما يلي صحن المسجد عن يمنة المسجد مما يلي أبواب كندة مصلى إبراهيم الخليل و إن وسطه لنجرت فيه سفينة نوح و لأن أصلي فيه ركعتين أحب إلي من أن أصلي في غيره عشر ركعات و لقد نقص من ذرعه من الأس الأول اثنا عشر ألف ذراع و إن البركة منه على اثني عشر ميلا من أي الجوانب جئته

32-  و بالإسناد عن جعفر بن محمد بن حاجب عن محمد بن إسحاق عن علي بن هشام عن حسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل عن النبي ص قال لكأني بمسجد كوفان يأتي يوم القيامة محرما في ملاءتين يشهد لمن صلى فيه ركعتين

33-  ع، ]علل الشرائع[ عن أبي سعيد الخدري قال قال لي رسول الله ص الكوفة جمجمة العرب و رمح الله تبارك و تعالى و كنز الإيمان

    بيان قال في النهاية في الحديث ائت الكوفة فإن بها جمجمة العرب أي ساداتها لأن الجمجم الرأس و هو أشرف الأعضاء و قيل جماجم العرب التي تجمع البطون فينسب إليها دونهم و قال في موضع آخر العرب تجعل الرمح كناية عن الدفع و المنع انتهى فالمعنى أن الله يدفع بها البلايا عن أهلها كما مر في الأخبار السابقة و أما كونه كنز الإيمان فلكثرة نشو المؤمنين الكاملين منها و انتشار شرائع الإيمان فيها

34-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن الأهوازي عن محمد بن سنان قال سمعت الرضا ع يقول الصلاة في مسجد الكوفة فرادى أفضل من سبعين صلاة في غير جماعة

35-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن أحمد بن الحسين عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان مثله

36-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال صلاة في مسجد الكوفة تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد

37-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن الجاموراني عن ابن البطائني عن أبي بصير قال سمعت الصادق ع يقول نعم المسجد مسجد الكوفة صلى فيه ألف نبي و ألف وصي و منه فار التنور و فيه نجرت السفينة ميمنته رضوان الله و وسطه روضة من رياض الجنة و ميسرته مكر فقلت لأبي بصير ما يعني بقوله مكر قال يعني منازل الشيطان

38-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن بعض أصحابنا عن ابن البطائني مثله ثم قال و كان أمير المؤمنين ع يقوم على باب المسجد ثم يرمي بسهمه فيقع في   موضع التمارين فيقول ذاك من المسجد و كان يقول قد نقص من أساس المسجد مثل ما نقص في تربيعه

 كا، ]الكافي[ بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن القائم ع إذا قام رد البيت الحرام إلى أساسه و رد مسجد رسول الله ص إلى أساسه و رد مسجد الكوفة إلى أساسه و قال أبو بصير موضع التمارين من المسجد

39-  سن، ]المحاسن[ عمرو بن عثمان الكندي عن محمد بن زياد عن هارون بن خارجة قال قال أبو عبد الله ع كم بينك و بين مسجد الكوفة يكون ميلا قلت لا قال أ فتصلي فيه الصلاة كلها قلت لا قال أما لو كنت حاضرا بحضرته لرجوت أن لا تفوتني صلاة أ و تدري ما فضل ذلك الموضع ما من نبي و لا عبد صالح إلا و قد صلى في مسجد الكوفة حتى أن رسول الله ص لما أسري به إلى السماء قال له جبرئيل أ تدري أين أنت يا محمد أنت الساعة مقابل مسجد كوفان قال فاستأذن لي أصلي فيه ركعتين فنزل فصلى فيه و إن مقدمه لروضة من رياض الجنة و ميمنته و ميسرته كروضة من رياض الجنة و إن وسطه لروضة من رياض الجنة و إن مؤخره لروضة من رياض الجنة و الصلاة فيه فريضة تعدل فيه بألف صلاة و النافلة فيه بخمسمائة صلاة

40-  مل، ]كامل الزيارات[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن عمرو بن عثمان عمن حدثه عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله ع مثله و زاد في آخره و إن الجلوس فيه بغير صلاة و لا ذكر لعبادة و لو علم الناس لأتوه و لو حبوا

 بيان المراد بالميسرة في هذا الخبر ميسرة أصل المسجد و في الخبر السابق خارجه المتصل به فإن منازل الخلفاء كانت هناك

41-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن الحسين بن مت الجوهري عن الأشعري عن أحمد بن الحسن عن محمد بن الحسين عن علي بن حديد عن محمد بن سنان عن عمرو بن خالد عن الثمالي أن علي بن الحسين ع أتى مسجد الكوفة عمدا من المدينة فصلى فيه ركعتين ثم جاء حتى ركب راحلته و أخذ الطريق

    -42  مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد عن محمد بن الحسين عن ابن بزيع عن منصور بن يونس عن سليمان مولى طربال و غيره قال قال أبو عبد الله ع نفقة درهم بالكوفة تحسب بمائة درهم فيما سواها و ركعتان فيها تحسب بمائة ركعة

43-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير عن علي بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشاني عن عاصم بن عبد الواحد المديني قال سمعت أبا عبد الله ع يقول مكة حرم الله و المدينة حرم محمد ص و الكوفة حرم علي بن أبي طالب ع إن عليا حرم من الكوفة ما حرم إبراهيم من مكة و ما حرم محمد ص من المدينة

44-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بالإسناد المتقدم عن العباس عن عبد الله بن الوليد عن أبي عبد الله ع قال أما إنه ليس من بلد البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة

45-  مل، ]كامل الزيارات[ ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن إبراهيم بن محمد عن الفضل بن زكريا عن نجم بن حطيم عن أبي جعفر ع قال لو يعلم الناس ما في مسجد الكوفة لأعدوا له الزاد و الراحلة من مكان بعيد و قال صلاة فريضة فيه تعدل حجة و صلاة نافلة تعدل عمرة

46-  روي في المزار الكبير عن عبد الله بن جعفر الدوريستي عن جده عن المفيد عن ابن قولويه مثله

 بيان لا ينافي هذا ما ورد أن الصلاة الفريضة أفضل من عشرين حجة فإن هذا لمحض شرف المكان زائدا عما قرر لنفس الصلاة من الفضل و يحتمل أن يكون المراد هنا حجة مخصوصة كاملة تعدل حججا كثيرة كما قيدت في خبر بالمقبولة و في آخر بكونها مع النبي ص

    -47  مل، ]كامل الزيارات[ محمد الحميري عن أبيه عمن حدثه عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن داود بن فرقد عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال الصلاة في مسجد الكوفة الفريضة تعدل حجة مقبولة و التطوع فيه تعدل عمرة مقبولة

48-  مل، ]كامل الزيارات[ الحسن بن عبد الله بن محمد عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن جبلة عن سلام بن أبي عمرة عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي ع قال النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي ص و الفريضة فيه تعدل حجة مع النبي ص و قد صلى فيه ألف نبي و ألف وصي

49-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن الحسن عن أبيه عن جده علي بن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن طريف بن ناصح عن خالد القلانسي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول صلاة في مسجد الكوفة ألف صلاة

50-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن أحمد بن الحسين عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه مثله

51-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن الحسن بالإسناد المتقدم عن أبي عبد الله ع قال مكة حرم الله و حرم رسوله و حرم علي الصلاة فيها بمائة ألف صلاة و الدرهم فيها بمائة ألف درهم و المدينة حرم الله و حرم رسوله و حرم علي أمير المؤمنين الصلاة فيها في مسجدها بعشرة آلاف صلاة و الدرهم فيها بعشرة آلاف درهم و الكوفة حرم الله و حرم رسوله و حرم علي بن أبي طالب أمير المؤمنين الصلاة في مسجدها بألف صلاة

52-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن الحسن عن أبيه عن جده علي بن مهزيار عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة الحذاء قال قال أبو جعفر ع لا تدع   يا أبا عبيدة الصلاة في مسجد الكوفة و لو أتيته حبوا فإن الصلاة فيه تعدل سبعين صلاة في غيره من المساجد

 بيان لعل الاختلافات الواقعة في تلك الأخبار محمولة على اختلاف الصلوات و المصلين و نياتهم و حالاتهم مع أن الأقل لا ينافي الأكثر إلا بالمفهوم

53-  مل، ]كامل الزيارات[ بهذا الإسناد عن ابن محبوب عن حنان بن سدير قال كنت عند أبي جعفر ع فدخل عليه رجل فسلم عليه و جلس فقال أبو جعفر ع من أي البلدان أنت قال فقال الرجل أنا رجل من أهل الكوفة و أنا محب موال قال فقال له أبو جعفر ع أ تصلي في مسجد الكوفة كل صلواتك قال فقال الرجل لا قال فقال أبو جعفر ع إنك لمحروم من الخير قال ثم قال أبو جعفر ع أ تغتسل من فراتكم في كل يوم مرة قال لا قال ففي كل شهر قال لا قال ففي كل سنة قال لا قال فقال له أبو جعفر ع إنك لمحروم من الخير قال ثم قال أ تزور قبر الحسين في كل جمعة فقال لا قال ففي كل شهر قال لا قال ففي كل سنة قال لا فقال له أبو جعفر ع إنك لمحروم من الخير

54-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن سهل عن ابن أسباط عن علي بن شجرة عن بعض ولد ميثم قال كان أمير المؤمنين ع يصلي إلى الأسطوانة السابعة مما يلي أبواب كندة و بينه و بين السابعة مقدار ممر عنز

55-  كا، ]الكافي[ بهذا الإسناد عن ابن أسباط قال و حدثني غيره أنه كان ينزل في كل ليلة ستون ألف ملك يصلون عند السابعة ثم لا يعود منهم ملك إلى يوم القيامة

56-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن إسماعيل و أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سفيان بن السمط قال قال أبو عبد الله ع إذا دخلت من الباب الثاني   في ميمنة المسجد فعد خمس أساطين ثنتين منها في الظلال و ثلاثة في الصحن فعند الثالثة مصلى إبراهيم ع و هي الخامسة من الحائط قال فلما كان أيام أبي العباس دخل أبو عبد الله ع من باب الفيل فتياسر حين دخل من الباب فصلى عند الأسطوانة الرابعة و هي بإزاء الخامسة فقلت أ فتلك أسطوانة إبراهيم ع فقال لي نعم

 بيان الباب الثاني هو باب كندة كما سيأتي و يحتمل أن يكون ابتداء العد من باب بيت أمير المؤمنين ع إلى يمين المسجد فالباب الثاني أول الأبواب المسدودة من الجدار الواقع عن يمين المصلي و يحتمل أن يكون المراد الثاني من الأبواب الواقعة عن يمين المسجد و كلاهما متجه لأن الأساطين واقعة بين البابين و إن كان إلى الثاني أقرب قوله و هي بإزاء الخامسة أي الرابعة من جهة باب الفيل واقعة بإزاء الخامسة الواقعة مما يلي كندة فلما كان السائل سمع من الإمام ع فضل الخامسة و تعيينها و رآه ع وقف عند الرابعة من مؤخر المسجد و كانت بحذاء الخامسة فسأله ع مشافهة عن الخامسة أ هي المحاذية للرابعة فقال ع نعم فتلك إشارة إلى الخامسة لا الرابعة فلا ينافي ما دل على أن مقام إبراهيم ع الخامسة

57-  مل، ]كامل الزيارات[ أبي و محمد بن عبد الله معا عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسن بن سعيد عن علي بن الحكم عن فضيل الأعور عن ليث بن أبي سليم قال استقبلته و قد صلى الناس العصر فقال إني لم أصل الظهر بعد فلا تحبسني و امض راشدا قال قلت له لم أخرتها إلى الساعة فقال كانت لي حاجة في السوق فأخرت الصلاة حتى أصلي في المسجد للفضل الذي بلغني فيه قال فرجعت فقلت أي شي‏ء رويت فيه قال أخبرني فلان عن فلان عن عائشة قالت سمعت رسول الله ص يقول عرج بي إلى السماء و إني هبطت الأرض فأهبطت إلى مسجد أبي نوح و أبي إبراهيم و هو مسجد الكوفة فصليت فيه   ركعتين قال ثم قالت قال رسول الله ص إن الصلاة المفروضة فيه تعدل حجة مبرورة و النافلة تعدل عمرة مبرورة

58-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن الحسن عن أبيه عن جده علي بن مهزيار عن عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلان عن مالك بن ضمرة العنبري قال قال لي أمير المؤمنين صلوات الله عليه أ تخرج إلى المسجد الذي في ظهر دارك تصلي فيه فقلت له يا أمير المؤمنين ذاك مسجد يصلي فيه النساء فقال لي يا مالك ذاك مسجد ما أتاه مكروب قط يصلي فيه فدعا الله إلا فرج الله عنه و أعطاه حاجته فقال مالك فو الله ما أتيته و لا صليت فيه فلما كان ليلة أصابني أمر اغتممت به فذكرت قول أمير المؤمنين ع فقمت في الليل و انتعلت فتوضأت و خرجت فإذا على بابي مصباح فمر قدامي حتى انتهيت إلى المسجد فوقف بين يدي و كنت أصلي فلما فرغت انتعلت و انصرفت فمر قدامي حتى انتهيت إلى الباب فلما أن دخلت ذهب فما خرجت ليلة بعد ذلك إلا وجدت المصباح على بابي و قضى الله حاجتي

 بيان يحتمل أن يكون المراد به مسجد السهلة أو غيره من المساجد المشرفة سوى المسجد الأعظم و أورده مؤلف المزار الكبير في فضل مسجد السهلة

59-  مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن يعقوب بن عبد الله من ولد أبي فاطمة عن إسماعيل بن زيد مولى عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد الله ع قال جاء رجل إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه و هو في مسجد الكوفة فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته فرد عليه السلام فقال جعلت فداك إني أردت المسجد الأقصى فأردت أن أسلم عليك و أودعك فقال و أي شي‏ء أردت بذلك فقال الفضل جعلت فداك قال فبع راحلتك و كل زادك و صل في هذا المسجد فإن الصلاة المكتوبة فيه حجة مبرورة و النافلة عمرة مبرورة   و البركة منه على اثني عشر ميلا يمينه يمن و يساره مكر و في وسطه عين من دهن و عين من لبن و عين من ماء شرابا للمؤمنين و عين من ماء طهرا للمؤمنين منه سارت سفينة نوح و كان فيه نسر و يغوث و يعوق و صلى فيه سبعون نبيا و سبعون وصيا أنا أحدهم و قال بيده في صدره ما دعا فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج إلا أجابه الله و فرج عنه كربته

 بيان لعل المراد بقوله صلوات الله عليه البركة منه على اثني عشر ميلا ما كان في جهة الغري إلى حيث انتهت الأميال لبركة قبره ع و لذا قال يمينه يمن إشارة إلى ذلك و يحتمل أن يكون تلك البركة من جميع الجوانب و يؤيده الخبر الآتي و أما العيون فستظهر فيها في زمن القائم ع كما يومئ إليه بعض الأخبار و التخصيص بالسبعين في الأنبياء و الأوصياء للاهتمام بذكر أعاظمهم ع أو من صلى منهم في هذا المقدار الذي كان مسجدا في ذلك الزمان كانوا بهذا العدد فإنه قد مر أنه كان أوسع و الله يعلم

60-  مل، ]كامل الزيارات[ حكيم بن داود عن سلمة عن إبراهيم بن محمد عن علي بن المعلى عن إسحاق بن يزداد قال أتى رجل أبا عبد الله ع فقال إني قد ضربت على كل شي‏ء لي ذهبا و فضة و بعت ضياعي فقلت أنزل مكة فقال لا تفعل فإن أهل مكة يكفرون بالله جهرة قال ففي حرم رسول الله ص قال هم شر منهم قال فأين أنزل قال عليك بالعراق الكوفة فإن البركة منها على اثني عشر ميلا هكذا و هكذا و إلى جانبها قبر ما أتاه مكروب قط و لا ملهوف إلا فرج الله عنه

 بيان يحتمل أن يكون ع أشار إلى جانبي الغري و كربلاء لا إلى جميع الجوانب و يحتمل أن يكون أشار إلى جميع الجوانب و إنما ذكر الراوي مرتين اختصارا

61-  حة، ]فرحة الغري[ بالإسناد عن شيخ الطائفة عن المفيد عن محمد بن أحمد بن   داود عن سلامة عن محمد بن جعفر عن محمد بن أحمد عن الجاموراني عن ابن البطائني عن صفوان عن أبي أسامة عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول الكوفة روضة من رياض الجنة فيها قبر نوح و إبراهيم ع و قبر ثلاثمائة نبي و سبعين نبيا و ستمائة وصي و قبر سيد الأوصياء أمير المؤمنين ع

62-  شي، ]تفسير العياشي[ عن سلام الحناط عن رجل عن أبي عبد الله ع قال سألته عن المساجد التي لها الفضل فقال المسجد الحرام و مسجد الرسول قلت و المسجد الأقصى جعلت فداك فقال ذاك في السماء إليه أسري رسول الله ص فقلت إن الناس يقولون إنه بيت المقدس فقال مسجد الكوفة أفضل منه

63-  شي، ]تفسير العياشي[ عن هارون بن خارجة قال قال أبو عبد الله ع يا هارون كم بين منزلك و بين المسجد الأعظم قلت قريب قال يكون ميلا فقلت لكنه أقرب فقال فما تشهد الصلاة كلها فيه فقلت لا و الله جعلت فداك ربما شغلت فقال لي أما إني لو كنت بحضرته ما فاتتني فيه صلاة قال ثم قال هكذا بيده ما من ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا عبد صالح إلا و قد صلى في مسجد كوفان حتى محمد ليلة أسري به مر به جبرئيل فقال يا محمد هذا مسجد كوفان فقال استأذن لي حتى أصلي فيه ركعتين فاستأذن له فهبط به و صلى فيه ركعتين ثم قال أ ما علمت أن عن يمينه روضة من رياض الجنة و عن يساره روضة من رياض الجنة أ ما علمت أن الصلاة المكتوبة فيه تعدل ألف صلاة في غيره و النافلة خمسمائة صلاة و الجلوس فيه من غير قراءة القرآن عبادة ثم قال هكذا بإصبعه فحركها ما بعد المسجدين أفضل من مسجد كوفان

 بيان في التهذيب و إن ميمنته لروضة من رياض الجنة و إن مؤخره لروضة من رياض الجنة فلا يبعد أن يكون المراد بالميمنة قبر أمير المؤمنين صلوات   الله عليه و بالمؤخر قبر الحسين صلوات الله عليه

64-  كا، ]الكافي[ يب، ]تهذيب الأحكام[ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن بزيع عن أبي إسماعيل السراج قال قال لي معاوية بن وهب و أخذ بيدي قال قال لي أبو حمزة و أخذ بيدي قال قال لي الأصبغ بن نباتة و أخذ بيدي فأراني الأسطوانة السابعة فقال هذا مقام أمير المؤمنين ع قال و كان الحسن بن علي ع يصلي عند الخامسة و إذا غاب أمير المؤمنين ع صلى فيها الحسن و هي من باب كندة

65-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن ابن أسباط رفعه عن أبي عبد الله ع قال الأسطوانة السابعة مما يلي أبواب كندة في الصحن مقام إبراهيم ع و الخامسة مقام جبرئيل ع

 بيان اعلم أن للمسجد في زماننا هذا بابين متقابلين أحدهما في جانب بيت أمير المؤمنين صلوات الله عليه مما يلي القبلة و الآخر يقابله في دبر القبلة و سائر الأبواب مسدودة فأما الذي في دبر القبلة فهو باب الثعبان المشتهر بباب الفيل و الباب الأول من الأبواب المسدودة في يمين المسجد من جهة باب الفيل هو باب الأنماط فإذا عددت منه إلى يسار المسجد أربع أساطين فالرابعة هي أسطوانة إبراهيم و أما باب كندة فهو الباب الآخر أو قبيل الباب الآخر من تلك الأبواب المسدودة من ذلك الجانب قريبا من المحراب فإذا عددت منه الأساطين إلى يسار القبلة يظهر لك الخامسة و السابعة و بعض الأساطين و إن سقطت لكن مكانها ظاهر فظهر أن الرابعة التي رواها الشهيد ره فيما سيأتي عند سياق الأعمال هي القريبة من باب الفيل و تلك الرواية تدل على أنها مقام إبراهيم ع و رواية ابن نباتة تدل على أن مقامه ع هي السابعة التي في جهة القبلة بقرب المحراب و رواية ابن أسباط على أنه الخامسة و لا تنافي بينها لأنه يمكن أن   يكون كل منها مقامه ع و أما السابعة التي في خبر ابن نباتة السابقة المشتملة على ذكر الخضر ع فالظاهر أنها أيضا محسوبة من باب الأنماط إلى يسار المسجد كما قلنا في الرابعة و الأسطوانة موجودة و لا تعرف باسم و قد يقال إنها مقام الخضر ع و يحتمل أن يكون العد مبتدأ من باب الفيل إلى جانب القبلة فلا يبعد أن تنتهي إلى السابعة أو الخامسة اللتين مما يلي باب كندة فالمراد بقوله مما يلي الصحن أنه ليس العد بحذاء باب الفيل ليكون مبتدأ من أساطين الظلال بل من الأساطين الواقعة في الصحن و الأول أظهر و لعل خروجه ع من باب كندة يؤيد الثاني ثم اعلم أن الظاهر أن الشهيد ره أخذ كون الرابعة مقام إبراهيم ع من خبر سفيان بن السمط على الاحتمال المرجوح الذي أومأنا إليه فلا تغفل. و لما استوفينا الأخبار التي وصلت إلينا في أعمال هذا المسجد فلنذكر ما أورده الشيخ المفيد و السيد ابن طاوس و مؤلف المزار الكبير و الشيخ الشهيد رضي الله عنهم في كتبهم مرتبا و إن لم يصل في بعضها إلينا الخبر و اللفظ للسيد رحمه الله

66-  قال إذا وردت شريعة الكوفة فاغتسل و صل في المسجد الذي عند الشريعة بقرب القنطرة الجديدة من الجانب الشرقي فإنه موضع شريف روي أن أمير المؤمنين ع صلى فيه ثم توجه لزيارة يونس بن متى ع و اقصد إلى مشهده و قف على الباب و استأذن عليه بموضع الحاجة من الإذن الذي قدمناه عند الوقوف على باب الرسول صلوات الله عليه و آله بالمدينة و ادخل و إذا وقفت على قبره فقل السلام على أولياء الله و أصفيائه السلام على أمناء الله و أحبائه السلام على أنصار الله و خلفائه السلام على محال معرفة الله السلام على معادن حكمة الله السلام على مساكن ذكر الله السلام على عباد الله المكرمين الذين لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ   السلام على مظاهر أمر الله و نهيه السلام على الأدلاء على الله السلام على المستقرين في مرضاة الله السلام على الممحصين في طاعة الله السلام على الذين من والاهم فقد والى الله و من عاداهم فقد عادى الله و من عرفهم فقد عرف الله و من جهلهم فقد جهل الله و من اعتصم بهم فقد اعتصم بالله و من تخلى منهم فقد تخلى من الله أشهد الله أني حرب لمن حاربكم سلم لمن سالمكم مؤمن بما آمنتم به كافر بما كفرتم به محقق لما حققتم مبطل لما أبطلتم مؤمن بسركم و علانيتكم مفوض في ذلك كله إليكم لعن الله عدوكم من الجن و الإنس و ضاعف عليهم العذاب الأليم ثم تدعو لنفسك و لمن أحببت و صل ركعتين تحية المسجد و ركعتين للزيارة ثم ادع بدعاء زين العابدين علي بن الحسين ع و يسمى دعاء الاستقالة يا من برحمته يستغيث المذنبون و يا من إلى ذكر إحسانه يفزع المضطرون و يا أنس كل مستوحش غريب و فرج كل محزون كئيب و يا عون كل مخذول فريد و يا عضد كل محتاج طريد أنت وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً و جعلت لكل مخلوق في نعمك سهما و أنت الذي عفوه أنساني عقابه و أنت الذي تسعى رحمته أمام غضبه و أنت الذي عطاؤه أكثر من منعه و أنت الذي لا يرغب في جزاء من أعطاه و أنت الذي لا يفرط في عقاب من عصاه و أنا عبدك الذي أمرته بالدعاء فقال لبيك و سعديك ها أنا ذا بين يديك و أنا الذي أوقرت الخطايا ظهره أنا الذي أفنت الذنوب عمره أنا الذي بجهله عصاك و لم تكن أهلا لذاك هل أنت يا إلهي راحم من دعاك فأبالغ في الدعاء أم أنت غافر لمن بكى إليك فأسرع في البكاء أم أنت متجاوز عمن عفر وجهه لك تذللا أم أنت مغن من شكا إليك فقره توكلا إلهي لا تخيب من لا يجد مطلبا غيرك و لا تخذل من لا يستغني عنك بأحد دونك إلهي صل على محمد و آل محمد و لا تعرض عني و قد أقبلت إليك و لا تحرمني و قد رغبت إليك و لا تجبهني بالرد و قد انتصبت بين يديك أنت   وصفت نفسك بالرحمة فصل على محمد و آل محمد و ارحمني و أنت الذي وصفت نفسك بالعفو فاعف عني فقد ترى يا إلهي فيض دمعي من خيفتك و وجيب قلبي من خشيتك و انتقاض جوارحي من هيبتك ثم تودعه ع و تنصرف إن شاء الله تعالى ثم تتوجه بعد ذلك لدخول الكوفة فقد روي أنها حرم الله و حرم رسوله و حرم أمير المؤمنين ع و الأخبار بفضلها و فضل مسجدها و كثير من أماكنها كثيرة الورود أعرضنا عن ذكرها و قل حين تدخلها بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله اللهم أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ثم امش و أنت تكبر الله و تهلله و تحمده و تسبحه حتى تأتي باب المسجد فإذا أتيته فقف على باب الفيل

67-  أقول و قال الشهيد و مؤلف المزار الكبير رحمهما الله فإذا أتيته فقف على الباب المعروف بباب الفيل فإنه روي عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه قال ادخل إلى الجامع من الباب الأعظم فإنه روضة من رياض الجنة فإذا أردت الدخول فقف على الباب ثم قال السيد و قل السلام على سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله و آله الطاهرين السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و رحمة الله و بركاته و على مجالسه و مشاهده و مقام حكمته و آثار آبائه آدم و نوح و إبراهيم و إسماعيل و بنيان بيناته السلام على الإمام الحكيم العدل الصديق الأكبر الفاروق بالقسط الذي فرق الله به بين الحق و الباطل و الكفر و الإيمان و الشرك و التوحيد ليهلك من هلك عن بينة و يحيا من حي عن بينة أشهد أنك أمير المؤمنين و خاصة نفس المنتجبين و زين الصديقين و صابر الممتحنين و أنك حكم الله   في أرضه و قاضي أمره و باب حكمته و عاقد عهده و الناطق بوعده و الحبل الموصول بينه و بين عباده و كهف النجاة و منهاج التقى و الدرجة العليا و مهيمن القاضي الأعلى يا أمير المؤمنين بك أتقرب إلى الله زلفى أنت وليي و سيدي و وسيلتي في الدنيا و الآخرة ثم تدخل المسجد و تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر هذا مقام العائذ بالله و بمحمد ص و بولاية أمير المؤمنين و الأئمة المهديين الصادقين الناطقين الراشدين الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا رضيت بهم أئمة و هداة و موالي سلمت لأمر الله لا أشرك به شيئا و لا أتخذ مع الله وليا كذب العادلون بالله و ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً حسبي الله و أولياء الله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ص و أن عليا و الأئمة المهديين من ذريته ع أولياؤه و حجة الله على خلقه ثم صر إلى الأسطوانة الرابعة مما يلي باب الأنماط و هي بحذاء الخامسة و هي أسطوانة إبراهيم ع فصل عندها أربع ركعات ركعتان بالحمد و الصمد و ركعتان بالحمد و القدر

68-  و قال الشهيد و مؤلف المزار الكبير رحمهما الله ثم تصير إلى الرابعة مما يلي الأنماط تسير إلى الأسطوانة بمقدار سبعة أذرع أقل أو أكثر فقد روي عن مولانا الصادق جعفر بن محمد ع أنه جاء في أيام السفاح حتى دخل من باب الفيل فتياسر قليلا ثم دخل فصلى عند الأسطوانة الرابعة و هي بحذاء الخامسة فقيل له في ذلك فقال تلك أسطوانة إبراهيم ع تصلي أربع ركعات

 ثم قال السيد رحمه الله فإذا فرغت منها تسبح تسبيح الزهراء ع و قل السلام على عباد الله الصالحين الراشدين الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و جعلهم أنبياء مرسلين و حجة على الخلق أجمعين    وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ سبع مرات ثم تقول نحن على وصيتك يا ولي المؤمنين التي أوصيت بها ذريتك من المرسلين و الصديقين و نحن من شيعتك و شيعة نبينا محمد ص و عليك و على جميع المرسلين و الأنبياء و الصديقين و نحن على ملة إبراهيم و دين محمد النبي الأمي و الأئمة المهديين و ولاية مولانا علي أمير المؤمنين السلام على البشير النذير صلوات الله عليه و رحمته و رضوانه و بركاته و علي وصيه و خليفته الشاهد لله من بعده على خلقه علي أمير المؤمنين ع الصديق الأكبر و الفاروق المبين الذي أخذت بيعته على العالمين رضيت بهم أولياء و موالي و حكاما في نفسي و ولدي و أهلي و مالي و قسمي و حلي و إحرامي و إسلامي و ديني و دنياي و آخرتي و محياي و مماتي أنتم الأئمة في الكتاب و فصل المقام و فصل الخطاب و أعين الحي الذي لا تنام و أنتم حكماء الله و بكم حكم الله و بكم عرف حق الله لا إله إلا الله محمد رسول الله أنتم نور الله من بين أيدينا و من خلفنا أنتم سنة الله التي بها سبق القضاء يا أمير المؤمنين أنا لكم مسلم تسليما لا أشرك بالله شيئا و لا أتخذ من دونه وليا الحمد لله الذي هداني بكم و ما كنت لأهتدي لو لا أن هداني الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحمد لله على ما هدانا ذكر الصلاة و الدعاء على دكة القضاء ثم امض إلى دكة القضاء فصل عليها ركعتين تقرأ فيها بعد الحمد لله مهما أردت فإذا فرغت منها سلمت و سبحت تسبيح الزهراء ع و قل يا مالكي و مملكي و متغمدي بالنعم الجسام من غير استحقاق وجهي خاضع لما تعلوه الأقدام لجلال وجهك الكريم لا تجعل هذه الشدة و لا هذه المحنة متصلة باستيصال الشافة و امنحني من فضلك ما لم تمنح به أحدا من غير مسألة أنت القديم الأول الذي لم تزل و لا تزال صل على محمد و آل محمد و اغفر لي و ارحمني و زك عملي و بارك لي في أجلي و اجعلني من عتقائك و طلقائك   من النار برحمتك يا أرحم الراحمين ذكر الصلاة و الدعاء في بيت الطشت المتصل بدكة القضاء تصلي هناك ركعتين فإذا سلمت و سبحت فقل اللهم إني ذخرت توحيدي إياك و معرفتي بك و إخلاصي لك و إقراري بربوبيتك و ذخرت ولاية من أنعمت علي بمعرفتهم من بريتك محمد و عترته صلى الله عليهم ليوم فزعي إليك عاجلا و آجلا و قد فزعت إليك و إليهم يا مولاي في هذا اليوم و في موقفي هذا و سألتك ما زكي من نعمتك و إزاحة ما أخشاه من نقمتك و البركة فيما رزقتنيه و تحصين صدري من كل هم و جائحة و معصية في ديني و دنياي و آخرتي يا أرحم الراحمين

 أقول وجدت في بعض مؤلفات قدماء أصحابنا و يستحب أن تصلي في بيت الطست و هو متصل بدكة القضاء ركعتين فقد روي عن أبي عبد الله ع ذلك فإذا سلمت فقل و ذكر الدعاء

 ثم قال السيد رحمه الله ذكر الصلاة و الدعاء في وسط المسجد تصلي هناك ركعتين تقرأ في الأولى الحمد و الصمد و الثانية الحمد و الكافرون فإذا سلمت و سبحت فقل اللهم أنت السلام و منك السلام و إليك يعود السلام و دارك دار السلام حينا ربنا منك بالسلام اللهم إني صليت هذه الصلاة ابتغاء رحمتك و رضوانك و مغفرتك و تعظيما لمسجدك اللهم فصل على محمد و آل محمد و ارفعها في أعلى عليين و تقبلها مني يا أرحم الراحمين ثم امض إلى الأسطوانة السابعة و قف عندها و استقبل القبلة و قل بسم الله و بالله و على ملة رسول الله ص و لا إله إلا الله محمد رسول الله السلام على أبينا آدم و أمنا حواء السلام على هابيل المقتول ظلما و عدوانا على مواهب الله و رضوانه   السلام على شيث صفوة الله المختار الأمين و على الصفوة الصادقين من ذريته الطيبين أولهم و آخرهم السلام على إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و على ذريتهم المختارين السلام على موسى كليم الله السلام على عيسى روح الله السلام على محمد بن عبد الله خاتم النبيين السلام على علي أمير المؤمنين و ذريته الطيبين و رحمة الله و بركاته السلام عليكم في الأولين السلام عليكم في الآخرين السلام على فاطمة الزهراء السلام على الأئمة الهادين شهداء الله على خلقه السلام على الرقيب الشاهد على الأمم لله رب العالمين ثم تصلي عندها أربع ركعات تقرأ في الأولى الحمد و القدر و في الثانية الحمد و الصمد و في الثالثة و الرابعة مثل ذلك فإذا فرغت و سبحت تسبيح الزهراء ع فقل اللهم إن كنت قد عصيتك فإني قد أطعتك في الإيمان مني بك منا منك علي لا منا مني عليك و أطعتك في أحب الأشياء لك لم أتخذ لك ولدا و لم أدع لك شريكا و قد عصيتك في أشياء كثيرة على غير وجه المكابرة لك و لا الخروج عن عبوديتك و لا الجحود لربوبيتك و لكن اتبعت هواي و أزلني الشيطان بعد الحجة علي و البيان فإن تعذبني فبذنوبي غير ظالم لي و إن تعف عني و ترحمني فبجودك و كرمك يا كريم اللهم إن ذنوبي لم يبق لها إلا رجاء عفوك و قد قدمت آلة الحرمان فأنا أسألك اللهم ما لا أستوجبه و أطلب منك ما لا أستحقه اللهم إن تعذبني فبذنوبي و لم تظلمني شيئا و إن تغفر لي فخير راحم أنت يا سيدي اللهم أنت أنت و أنا أنا أنت العواد بالمغفرة و أنا العواد بالذنوب و أنت المتفضل بالحلم و أنا العواد بالجهل اللهم فإني أسألك يا كنز الضعفاء يا عظيم الرجاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى يا مميت الأحياء يا محيي الموتى أنت الله لا إله إلا أنت أنت الذي سجد لك شعاع الشمس و دوي الماء و حفيف الشجر و نور القمر و ظلمة الليل و ضوء النهار و خفقان

   الطير فأسألك اللهم يا عظيم بحقك على محمد و آله الصادقين و بحق محمد و آله الصادقين عليك و بحقك على علي و بحق علي عليك و بحقك على فاطمة و بحق فاطمة عليك و بحقك على الحسن و بحق الحسن عليك و بحقك على الحسين و بحق الحسين عليك فإن حقوقهم عليك من أفضل إنعامك عليهم و بالشأن الذي لك عندهم و بالشأن الذي لهم عندك صل عليهم يا رب صلاة دائمة منتهى رضاك و اغفر لي بهم الذنوب التي بيني و بينك و أرض عني خلقك و أتمم علي نعمتك كما أتممتها على آبائي من قبل و لا تجعل لأحد من المخلوقين علي فيها امتنانا و امنن علي كما مننت على آبائي من قبل يا كهيعص اللهم كما صليت على محمد و آله فاستجب لي دعائي فيما سألت يا كريم يا كريم يا كريم ثم اسجد و قل في سجودك يا من يقدر على حوائج السائلين و يعلم ما في ضمير الصامتين يا من لا يحتاج إلى التفسير يا من يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ يا من أنزل العذاب على قوم يونس و هو يريد أن يعذبهم فدعوه و تضرعوا إليه فكشف عنهم العذاب و متعهم إلى حين قد ترى مكاني و تسمع دعائي و تعلم سري و علانيتي و حالي صل على محمد و آل محمد و اكفني ما أهمني من أمر ديني و دنياي و آخرتي يا سيدي يا سيدي سبعين مرة ثم ارفع رأسك من السجود و قل يا رب أسألك بركة هذا الموضع و بركة أهله و أسألك أن ترزقني من رزقك رزقا حلالا طيبا تسوقه إلي بحولك و قوتك و أنا خائض في عافية يا أرحم الراحمين

69-  أقول قال الشهيد و مؤلف المزار الكبير رحمهما الله بعد عمل الأسطوانة الرابعة ثم تصلي في صحن المسجد أربع ركعات للحوائج ركعتين بالحمد و قل هو الله أحد و ركعتين بالحمد و إنا أنزلناه فإذا فرغت فسبح تسبيح الزهراء فقد روي عن أبي عبد الله ع أنه قال لبعض أصحابه يا فلان أ ما تغدو في الحاجة أ ما تمر في المسجد الأعظم عندكم في الكوفة قال بلى قال فصل فيه أربع ركعات   و قل إلهي إن كنت قد عصيتك فإني قد أطعتك في أحب الأشياء إليك لم أتخذ لك ولدا و لم أدع لك شريكا و قد عصيتك في أشياء كثيرة على غير وجه المكابرة لك و لا الاستكبار عن عبادتك و لا الجحود لربوبيتك و لا الخروج عن العبودية لك و لكن اتبعت هواي و أزلني الشيطان بعد الحجة و البيان فإن تعذبني فبذنوبي غير ظالم أنت لي و إن تعف عني و ترحمني فبجودك و كرمك يا كريم و تقول أيضا غدوت بحول الله و قوته غدوت بغير حول مني و لا قوة و لكن بحول الله و قوته يا رب أسألك بركة هذا البيت و بركة أهله و أسألك أن ترزقني رزقا حلالا طيبا تسوقه إلي بحولك و قوتك و أنا خافض في عافيتك

 و قال السيد رضي الله عنه ثم تصلي عند الخامسة ركعتين تقرأ فيهما الحمد و ما شئت من السور فإذا سلمت و سبحت فقل اللهم إني أسألك بجميع أسمائك كلها ما علمنا منها و ما لا نعلم و أسألك باسمك العظيم الأعظم الكبير الأكبر الذي من دعاك به أجبته و من سألك به أعطيته و من استنصرك به نصرته و من استغفرك به غفرت له و من استعانك به أعنته و من استرزقك به رزقته و من استغاثك به أغثته و من استرحمك به رحمته و من استجارك به أجرته و من توكل عليك به كفيته و من استعصمك به عصمته و من استنقذك به من النار أنقذته و من استعطفك به تعطفت له و من أملك به أعطيته الذي اتخذت به آدم صفيا و نوحا نجيا و إبراهيم خليلا و موسى كليما و عيسى روحا و محمدا حبيبا و عليا وصيا صلى الله عليهم أجمعين أن تقضي لي حوائجي و تعفو عما سلف من ذنوبي و تتفضل علي بما أنت أهله و لجميع المؤمنين و المؤمنات للدنيا و الآخرة يا مفرج هم المهمومين و يا غياث الملهوفين لا إله إلا أنت سبحانك يا رب العالمين و قد ذكر أنه يدعو أيضا عند الخامسة بالدعاء الذي قدمناه وقت استقبال القبلة عند السابعة ثم امض إلى دكة زين العابدين ع و هي عند الأسطوانة الثالثة مما يلي باب كندة فتصلي عليها ركعتين تقرأ فيهما الحمد و مهما أردت فإذا سلمت و سبحت فقل   بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إن ذنوبي قد كثرت و لم يبق لها إلا رجاء عفوك و قد قدمت آلة الحرمان إليك فأنا أسألك اللهم ما لا أستوجبه و أطلب منك ما لا أستحقه اللهم إن تعذبني فبذنوبي و لم تظلمني شيئا و إن تغفر لي فخير راحم أنت يا سيدي اللهم أنت أنت و أنا أنا أنت العواد بالمغفرة و أنا العواد بالذنوب و أنت المتفضل بالحلم و أنا العواد بالجهل اللهم فإني أسألك يا كنز الضعفاء يا عظيم الرجاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى يا مميت الأحياء يا محيي الموتى أنت الله الذي لا إله إلا أنت أنت الذي سجد لك شعاع الشمس و نور القمر و ظلمة الليل و ضوء النهار و خفقان الطير فأسألك اللهم يا عظيم بحقك يا كريم على محمد و آله الصادقين و بحق محمد و آله الصادقين عليك و بحقك على علي و بحق علي عليك و بحقك على فاطمة و بحق فاطمة عليك و بحقك على الحسن و بحق الحسن عليك و بحقك على الحسين و بحق الحسين عليك فإن حقوقهم من أفضل إنعامك عليهم و بالشأن الذي لك عندهم و بالشأن الذي لهم عندك صل يا رب عليهم صلاة دائمة منتهى رضاك و اغفر لي بهم الذنوب التي بيني و بينك و أتمم نعمتك علي كما أتممتها على آبائي من قبل يا كهيعص اللهم كما صليت على محمد و آل محمد فاستجب لي دعائي فيما سألتك ثم ضع خدك الأيمن على الأرض و قل يا سيدي يا سيدي يا سيدي صل على محمد و آل محمد و اغفر لي اغفر لي اغفر لي و أكثر من قولك ذلك و اخشع و أبك و كذا اصنع بالخد الأيسر ثم ادع بما أحببت ثم امض إلى دكة باب أمير المؤمنين فصل عليها أربع ركعات بالحمد و ما شئت من القرآن فإذا فرغت و سبحت فقل اللهم صل على محمد و آل محمد و اقض حاجتي يا الله يا من لا يخيب سائله و لا ينفذ نائله يا قاضي الحاجات يا مجيب الدعوات يا رب الأرضين و السماوات يا كاشف الكربات يا واسع العطيات يا دافع النقمات يا مبدل السيئات حسنات عد علي بطولك و فضلك و إحسانك و استجب دعائي فيما سألتك و طلبت منك بحق نبيك و وصيك و أوليائك الصالحين

   صفة صلاة أخرى عند الباب المذكور و هما ركعتان فإذا فرغت منهما و سبحت فقل

 اللهم إني جللت بساحتك لعلمي بوحدانيتك و صمدانيتك و أنه لا قادر على قضاء حاجتي غيرك و قد علمت يا رب أنه كلما شاهدت نعمتك علي اشتدت فاقتي إليك و قد طرقني يا رب من مهم أمري ما قد عرفته لأنك عالم غير معلم و أسألك بالاسم الذي وضعته على السماوات فانشقت و على الأرضين فانبسطت و على النجوم فانتشرت و على الجبال فاستقرت و أسألك بالاسم الذي جعلته عند محمد و عند علي و عند الحسن و عند الحسين و عند الأئمة كلهم صلوات الله عليهم أجمعين أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقضي لي يا رب حاجتي و تيسر عسيرها و تكفيني مهمها و تفتح لي قفلها فإن فعلت ذلك فلك الحمد و إن لم تفعل فلك الحمد غير جائر في حكمك و لا حائف في عدلك ثم تبسط خدك الأيمن على الأرض و تقول اللهم إن يونس بن متى ع عبدك و نبيك دعاك في بطن الحوت فاستجبت له و أنا أدعوك فاستجب لي بحق محمد و آل محمد و تدعو بما تحب ثم تقلب خدك الأيسر و تقول اللهم إنك أمرت بالدعاء و تكفلت بالإجابة و أنا أدعوك كما أمرتني فصل على محمد و آل محمد و استجب لي كما وعدتني يا كريم ثم تعود إلى السجود و تقول يا معز كل ذليل و يا مذل كل عزيز تعلم كربتي فصل على محمد و آل محمد و فرج عني يا كريم

صفة صلاة للحاجة عند الباب المذكور تصلي أربع ركعات فإذا فرغت و سبحت فقل

 اللهم إني أسألك يا من لا تراه العيون و لا تحيط به الظنون و لا يصفه الواصفون و لا تغيره الحوادث و لا تفنيه الدهور تعلم مثاقيل الجبال و مكاييل البحار و ورق الأشجار و رمل القفار و ما أضاءت به الشمس و القمر و أظلم عليه الليل و وضح عليه النهار و لا تواري منك سماء سماء و لا أرض أرضا و لا جبل ما في أصله و لا بحر ما في قعره أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل خير أمري آخره و خير أعمالي خواتيمها و خير أيامي يوم ألقاك إِنَّكَ عَلى كُلِّ   شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ اللهم من أرادني بسوء فأرده و من كادني فكده و من بغاني بهلكة فأهلكه و اكفني ما أهمني ممن أدخل همه علي اللهم أدخلني في درعك الحصينة و استرني بسترك الواقي يا من يكفي من كل شي‏ء و لا يكفي منه شي‏ء اكفني ما أهمني من أمر الدنيا و الآخرة و صدق قولي و فعلي يا شفيق يا رفيق فرج عني المضيق و لا تحملني ما لا أطيق اللهم احرسني بعينك التي لا تنام و ارحمني بقدرتك علي يا أرحم الراحمين يا علي يا عظيم أنت عالم بحاجتي و على قضائها قدير و هي لديك يسير و أنا إليك فقير فمن علي بها يا كريم إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ثم تسجد و تقول إلهي قد علمت حوائجي فصل على محمد و آله و اقضها و قد أحصيت ذنوبي فصل على محمد و آله و اغفرها يا كريم ثم تقلب خدك الأيمن و تقول إن كنت بئس العبد فأنت نعم الرب افعل بي ما أنت أهله و لا تفعل بي ما أنا أهله يا أرحم الراحمين ثم تقلب خدك الأيسر و تقول اللهم إن عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك يا كريم ثم تعود إلى السجود و تقول ارحم من أساء و اقترف و استكان و اعترف

ثم صل في المكان الذي ضرب فيه أمير المؤمنين صلوات الله عليه و هو الإيوان المجاور للباب المقدم ذكره ركعتين كل ركعة بالحمد و سورة فإذا سلمت و سبحت فقل

 يا من أظهر الجميل و ستر القبيح يا من لم يؤاخذ بالجريرة و لم يهتك الستر و السريرة يا عظيم العفو يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة يا صاحب كل نجوى يا منتهى كل شكوى يا كريم الصفح يا عظيم الرجاء يا سيدي صل على محمد و آل محمد و افعل بي ما أنت أهله يا كريم

70-  أقول قال الشهيد و مؤلف المزار الكبير رحمهما الله و تقول   أيضا إلهي قد مد إليك الخاطئ المذنب يديه لحسن ظنه بك إلهي قد جلس المسي‏ء بين يديك مقرا لك بسوء عمله راجيا منك الصفح عن زلله إلهي قد رفع الظالم كفيه إليك راجيا لما بين يديك فلا تخيبه برحمتك من فضلك إلهي قد جثا العائد إلى المعاصي بين يديك خائفا من يوم تجنو فيه الخلائق بين يديك إلهي جاءك العبد الخاطئ فزعا مشفقا و رفع إليك طرفه حذرا راجيا و فاضت عبرته مستغفرا نادما إلهي فصل على محمد و آل محمد و اغفر لي برحمتك يا خير الغافرين ثم قالوا مناجات أمير المؤمنين ع اللهم إني أسألك الأمان يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ و أسألك الأمان يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا و أسألك الأمان يوم يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَ الْأَقْدامِ و أسألك الأمان يوم لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ و أسألك الأمان يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ و أسألك الأمان يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ و أسألك الأمان يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ و أسألك الأمان يوم يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ أَخِيهِ وَ فَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ كَلَّا إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى مولاي يا مولاي أنت المولى و أنا العبد و هل يرحم العبد إلا المولى مولاي يا مولاي أنت المالك و أنا المملوك و هل يرحم المملوك إلا المالك مولاي يا مولاي أنت العزيز و أنا الذليل و هل يرحم الذليل إلا العزيز مولاي يا مولاي أنت الخالق و أنا المخلوق و هل يرحم المخلوق إلا الخالق مولاي يا مولاي أنت العظيم و أنا الحقير و هل يرحم الحقير إلا العظيم مولاي يا مولاي أنت القوي و أنا الضعيف و هل يرحم الضعيف إلا القوي مولاي يا مولاي أنت الغني و أنا الفقير و هل يرحم الفقير إلا الغني مولاي يا مولاي أنت المعطي و أنا السائل و هل يرحم السائل إلا المعطي مولاي يا مولاي أنت الحي و أنا الميت و هل يرحم الميت إلا الحي مولاي يا مولاي أنت الباقي و أنا الفاني و هل يرحم الفاني إلا الباقي مولاي يا مولاي أنت الدائم و أنا الزائل و هل يرحم   الزائل إلا الدائم مولاي يا مولاي أنت الرازق و أنا المرزوق و هل يرحم المرزوق إلا الرازق مولاي يا مولاي أنت الجواد و أنا البخيل و هل يرحم البخيل إلا الجواد مولاي يا مولاي أنت المعافي و أنا المبتلى و هل يرحم المبتلى إلا المعافي مولاي يا مولاي أنت الكبير و أنا الصغير و هل يرحم الصغير إلا الكبير مولاي يا مولاي أنت الهادي و أنا الضال و هل يرحم الضال إلا الهادي مولاي يا مولاي أنت الرحمن و أنا المرحوم و هل يرحم المرحوم إلا الرحمن مولاي يا مولاي أنت السلطان و أنا الممتحن هل يرحم الممتحن إلا السلطان مولاي يا مولاي أنت الدليل و أنا المتحير و هل يرحم المتحير إلا الدليل مولاي يا مولاي أنت الغفور و أنا المذنب و هل يرحم المذنب إلا الغفور مولاي يا مولاي أنت الغالب و أنا المغلوب و هل يرحم المغلوب إلا الغالب مولاي يا مولاي أنت الرب و أنا المربوب و هل يرحم المربوب إلا الرب مولاي يا مولاي يا مولاي أنت المتكبر و أنا الخاشع و هل يرحم الخاشع إلا المتكبر مولاي يا مولاي ارحمني برحمتك و ارض عني بجودك و كرمك و فضلك يا ذا الجود و الإحسان و الطول و الامتنان برحمتك يا أرحم الراحمين

 ثم قال السيد رحمه الله دعاء الأمان له أيضا صلوات الله عليه اللهم إنك ابتدأتني بالنعم و لم أستوجبها منك بعمل و لا شكر و خلقتني و لم أك شيئا سويت خلقي و صورتني فأحسنت صورتي و غذوتني برزقك جنينا و غذوتني طفلا و غذوتني به كبيرا و نقلتني من حال ضعف إلى حال قوة و من حال جهل إلى حال علم و من حال فقر إلى حال غنى و كنت في ذلك رحيما رفيقا بي تبدلني صحة بسقم و جدة بعدم و نطقا ببكم و سمعا بصمم و راحة بتعب و فهما بعي و علما بجهل و نعمى ببؤس حتى إذا أطلقتني من عقال و هديتني من ضلال و اهتديت لدينك إذ هديتني و حفظتني و كنفتني و كفيتني و دافعت عني و قويت فتظاهرت نعمك علي و تم إحسانك إلي و كمل معروفك لدي بلوت خبري فظهر لك قلة شكري و الجرأة عليك مني مع العصيان لك فحلمت عني و لم تؤاخذني بجريرتي و لم تهتك ستري و لم تبد للمخلوقين عورتي بل أخرتني و مهلتني و أنقذتني فأنا أتقلب في نعمائك مقيم   على معاصيك أكاتم بها من العاصين و أنت مطلع عليها مني كأنك أهون المطلعين على قبيح عملي و كأنهم يحاسبوني عليها دونك يا إلهي فأي نعمك أشكر ما ابتدأتني منها بلا استحقاق أو حلمك عني بإدامة النعم و زيادتك إياي كأني من المحسنين الشاكرين و لست منهم إلهي فلم ينقض عجبي من نفسي و من أي أموري كلها لا أعجب من رغبتي عن طاعتك عمدا أو من توجهي إلى معصيتك قصدا أو من عكوفي على الحرام بما لو كان حلالا لما أقنعني فسبحانك ما أظهر حجتك علي و أقدم صفحك علي و أكرم عفوك عمن استعان بنعمتك على معصيتك و تعرض لك على معرفته بشدة بطشك و صولة سلطانك و سطوة غضبك إلهي ما أشد استخفافي بعذابك إذ بالغت في إسخاطك و أطعت الشيطان و أمكنت هواي من عناني و سلس له قيادي فلم أعص الشيطان و لا هواي رغبة في رضاك و لا رهبة من سخطك فالويل لي منك ثم الويل أكثر ذكرك في الضراء و أغفل عنه في السراء و أخف في معصيتك و اثاقل عن طاعتك مع سبوغ نعمتك علي و حسن بلائك لدي و قلة شكري بل لا صبر لي على بلاء و لا شكر لي على نعماء إلهي فهذا ثنائي على نفسي و علمك بما حفظت و نسيت و ما استكن في ضميري مما قدم به عهدي و حدث من كبائر الذنوب و عظائم الفواحش التي جنيتها أكثر مما نطق به لساني و أتيت به على نفسي إلهي و ها أنا ذا بين يديك معترف لك بخطائي و هاتان يداي سلم لك و هذه رقبتي خاضعة بين يديك لما جنيت على نفسي أيا حبة قلبي تقطعت أسباب الخدائع و اضمحل عني كل باطل و أسلمني الخلق و أفردني الدهر فقمت هذا المقام و لو لا ما مننت به علي يا سيدي ما قدرت على ذلك اللهم فكن غافرا لذنبي و راحما لضعفي و عافيا عني فما أولاك بحسن النظر لي و بعتقي إذ ملكت رقي و بالعفو عني إذ قدرت على الانتقام مني إلهي و سيدي أ تراك راحما تضرعي و ناظرا ذل موقفي بين يديك و وحشتي من الناس و أنسي بك يا كريم ليت شعري أ بغفلاتي معرض أنت عني أم ناظر إلي بل ليت شعري كيف أنت صانع بي و لا أشعر أ تقول يا مولاي لدعائي نعم أم تقول لا فإن قلت نعم فذلك ظني

   بك فطوبى لي أنا السعيد طوبى لي أنا المغبوط طوبى لي أنا الغني طوبى لي أنا المرحوم طوبى لي أنا المقبول و إن قلت يا مولاي و أعوذ بك لا فبغير ذلك منتني نفسي فيا ويلي و يا عولي و يا شقوتي و يا ذلي و يا خيبة أملي و يا انقطاع أجلي ليت شعري أ للشقاء ولدتني أمي فليتها لم تلدني بل ليت شعري أ للنار ربتني فليتها لم تربني إلهي ما أعظم ما ابتليتني به و أجل مصيبتي و أخيب دعائي و اقطع رجائي و أدوم شقائي إن لم ترحمني إلهي إن لم ترحم عبدك و مسكينك و فقيرك و سائلك و راجيك فإلى من أو كيف أو ما ذا أو من أرجو أن يعود على حين ترفضني يا واسع المغفرة إلهي فلا تمنعك كثرة ذنوبي و خطاياي و معاصي و إسرافي على نفسي و اجترائي عليك و دخولي فيما حرمت علي أن تعود برحمتك على مسكنتي و بصفحك الجميل على إساءتي و بغفرانك القديم على عظيم جرمي فإنك تعفو عن المسي‏ء و أنا يا سيدي المسي‏ء و تغفر للمذنب و أنا يا سيدي المذنب و تتجاوز عن المخطئ و أنا يا سيدي مخطئ و ترحم المسرف و أنا يا سيدي مسرف أي سيدي أي سيدي أي سيدي أي مولاي أي رجائي أي مترحم أي مترأف أي متعطف أي متحنن أي متملك أي متجبر أي متسلط لا عمل لي أرجو به نجاح حاجتي فأسألك باسمك المخزون المكنون الطهر الطاهر المطهر الذي جعلته في ذلك فاستقر في علمك و غيبك فلا يخرج منهما أبدا فبك يا رب أسألك و به و نبيك محمد ص و بأخي نبيك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و بفاطمة الطاهرة سيدة نساء العالمين و الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة من الأولين و الآخرين و بالأئمة الصادقين الطاهرين الذين أوجبت حقوقهم و افترضت طاعتهم و قرنتها بطاعتك على الخلق أجمعين فلا شي‏ء لي غير هذا و لا أجد أمنع لي منه اللهم إنك قلت في محكم كتابك الناطق على لسان نبيك الصادق صلواتك عليه و آله فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما يَتَضَرَّعُونَ فها أنا يا رب مستكين متضرع إليك عائذ بك متوكل عليك و قلت يا سيدي و مولاي وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ   تَوَّاباً رَحِيماً

و أنا يا سيدي أستغفرك و أتوب و أبوء بذنبي و أعترف بخطيئتي و أستقيلك عثرتي فهب لي ما أنت به خبير و قلت جل ثناؤك و تقدست أسماؤك يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ فلبيك اللهم لبيك و سعديك و الخير في يديك أنا يا سيدي المسرف على نفسي قد وقفت موقف الأذلاء المذنبين العاصين المتجرءين عليك المستخفين بوعدك و وعيدك اللاهين عن طاعتك و طاعة رسولك فأي جرأة اجترأت عليك و أي تغرير غررت بنفسي فأنا المقر بذنبي المرتهن بعملي المتحير عن قصدي المتهور في خطيئتي الغريق في بحور ذنوبي المنقطع بي لا أجد لذنوبي غافرا و لا لتوبتي قابلا و لا لندائي سامعا و لا لعثرتي مقيلا و لا لعورتي ساترا و لا لدعائي مجيبا غيرك يا سيدي فلا تحرمني ما جدت به على من أسرف على نفسه و عصاك ثم ترضاك و لا تهلكني إن عذت بك و لذت و أنخت بفنائك و استجرت بك أن دعوتك يا مولاي فبذلك أمرتني و أنت ضمنت لي و إن سألتك فأعطني و إن طلبت منك فلا تحرمني إلهي اغفر لي و تب علي و ارض عني و إن لم ترض عني فاعف عني فقد لا يرضى المولى عن عبده ثم يعفو عنه ليس تشبه مسألتي مسألة السؤال لأن السائل إذا سأل و رد و منع امتنع و رجع و أنا أسألك و ألح عليك بكرمك و جودك و حيائك من رد سائل مستعط يتعرض لمعروفك و يلتمس صدقتك و ينيخ بفنائك و يطرق بابك و عزتك و جلالك يا سيدي لو طبقت ذنوبي بين السماء و الأرض و خرقت النجوم و بلغت أسفل الثرى و جاوزت الأرضين السابعة السفلى و أوفت على الرمل و الحصى ما ردني اليأس عن توقع غفرانك و لا صرفني القنوط عن انتظار رضوانك إلهي و سيدي دللتني على سؤال الجنة و عرفتني فيها الوسيلة إليك و أنا أتوسل إليك بتلك الوسيلة محمد و آله صلى الله عليهم أجمعين أ فتدل على خيرك و نوالك السؤال ثم تمنعهم و أنت الكريم المحمود في كل الأفعال كلا و عزتك يا مولاي إنك أكرم من ذلك و أوسع فضلا اللهم اغفر لي و ارحمني

   و ارض عني و تب علي و اعصمني و اعف عني و سددني و وفق لي و اجعل لي ذمتك و لا تعذبني اللهم و اجعل لي إلى كل خير سبيلا و في كل خير نصيبا و لا تؤمني مكرك و لا تقنطني من رحمتك و لا تؤيسني من روحك فإنه لا يأمن مكرك إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ و لا يقنط من رحمتك إلا القوم الضالون و لا ييأس من روحك إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ آمنت بك اللهم فآمني و استجرت بك فأجرني و استعنت بك فأعني اللهم إني أسألك الأمان الأمان يا كريم يوم ينفخ في الصور فيصعق مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الْكِتابُ وَ جِي‏ءَ بِالنَّبِيِّينَ وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ و أسألك الأمان الأمان يا كريم يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً و أسألك الأمان الأمان يا كريم يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ وَ تَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ و أسألك الأمان الأمان يا كريم يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً و أسألك الأمان الأمان يا كريم يوم تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَى النَّاسَ سُكارى وَ ما هُمْ بِسُكارى وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ و أسألك الأمان الأمان يا كريم يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ و أسألك الأمان الأمان يا كريم يوم يأتي كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ و أسألك الأمان الأمان يا كريم يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ و أسألك الأمان الأمان يا كريم يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَ لا شَفِيعٍ يُطاعُ فأسألك الأمان الأمان يا كريم يوم لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَ لا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَ لا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ اللهم فقد استأمنت إليك فاقبلني و استجرت بك فأجرني يا أكرم من استجار به المستجيرون و لا تردني خائبا من رحمتك و هب لي من لدنك الرضا    إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ

 ثم تدعو أيضا بما يأتي ذكره في هذا الفصل عقيب الصلاة في مسجد زيد بن صوحان رحمه الله تعالى ذكر صلاة الحاجة هناك خاصة و هي أربع ركعات تقرأ في الأولى فاتحة الكتاب و قل هو الله أحد عشر مرات و في الثانية فاتحة الكتاب و الصمد أيضا إحدى و عشرين مرة و في الثالثة فاتحة الكتاب و الصمد أيضا إحدى و ثلاثين مرة و في الرابعة فاتحة الكتاب و الصمد أيضا إحدى و أربعين مرة فإذا سلمت و سبحت فاقرأ قل هو الله أحد أيضا إحدى و خمسين مرة و تستغفر الله خمسين مرة و تصلي على النبي و آله خمسين مرة و تقول

 لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم خمسين مرة ثم تقول يا الله المانع قدرته خلقه و المالك بها سلطانه و المتسلط بما في يديه على كل موجود و غيرك يخيب رجاء راجيه و راجيك مسرور لا يخيب أسألك بكل رضي لك و بكل شي‏ء أنت فيه و بكل شي‏ء تحب أن تذكر به و بك يا الله فليس يعدلك شي‏ء أن تصلي على محمد و آل محمد و تحفظني و ولدي و أهلي و مالي و تحفظني بحفظك و أن تقضي حاجتي في كذا و كذا و تسأل حاجتك

أقول في كثير من النسخ المصححة من غير كتاب السيد رحمه الله في الثانية الصمد عشرين مرة و في الثالثة ثلاثين مرة و في الرابعة أربعين مرة و بعد الصلاة خمسين مرة و ليس لفظ أحد في شي‏ء من المواضع ثم قالوا ذكر الصلاة و الدعاء على دكة الصادق ع ثم امض إليها و هي القريبة من مسلم بن عقيل رضوان الله عليه فصل عليها ركعتين فإذا سلمت و سبحت فقل

 يا صانع كل مصنوع و يا جابر كل كسير و يا حاضر كل ملإ و يا شاهد كل نجوى و يا عالم كل خفية و يا شاهدا غير غائب و يا غالبا غير مغلوب و يا قريبا غير بعيد و يا مونس كل وحيد و يا حي حين لا حي غيره و يا محيي الموتى و مميت الأحياء القائم عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا إله   إلا أنت صل على محمد و آل محمد

ثم ادع بما أحببت فإذا فرغت فامض إلى قبر مسلم بن عقيل قدس الله روحه و نور ضريحه ذكر زيارة مسلم بن عقيل تقف على قبره و تقول

 الحمد لله الملك الحق المبين و المتصاغر لعظمته جبابرة الطاغين المعترف بربوبيته جميع أهل السماوات و الأرضين المقر بتوحيده سائر الخلق أجمعين و صلى الله على سيد الأنام و أهل بيته الكرام صلاة تقر بها أعينهم و ترغم بها أنف شانئهم من الجن و الإنس أجمعين سلام الله العلي العظيم و سلام ملائكته المقربين و أنبيائه المرسلين و أئمته المنتجبين و عباده الصالحين و جميع الشهداء و الصديقين و الزاكيات الطيبات فيما تغتدي و تروح عليك يا مسلم بن عقيل بن أبي طالب و رحمة الله و بركاته أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و جاهدت في الله حق جهاده و قتلت على منهاج المجاهدين في سبيله حتى لقيت الله عز و جل و هو عنك راض و أشهد أنك وفيت بعهد الله و بذلت نفسك في نصرة حجته و ابن حجته حتى أتاك اليقين أشهد لك بالتسليم و الوفاء و النصيحة لخلف النبي المرسل و السبط المنتجب و الدليل العالم و الوصي المبلغ و المظلوم المهتضم فجزاك الله عن رسوله و عن أمير المؤمنين و عن الحسن و الحسين أفضل الجزاء بما صبرت و احتسبت و أعنت فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ لعن الله من قتلك و لعن الله من أمر بقتلك و لعن الله من ظلمك و لعن الله من افترى عليك و لعن الله من جهل حقك و استخف بحرمتك و لعن الله من بايعك و غشك و خذلك و أسلمك و من ألب عليك و لم يعنك الحمد لله الذي جعل النار مثواهم وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ أشهد أنك قد قتلت مظلوما و أن الله منجز لكم ما وعدكم جئتك زائرا عارفا بحقكم مسلما لكم تابعا لسنتكم و نصرتي لكم معدة حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ فمعكم معكم لا مع عدوكم صلوات الله عليكم و على أرواحكم و أجسادكم و شاهدكم و غائبكم و السلام عليكم و رحمة الله و   بركاته قتل الله أمة قتلتكم بالأيدي و الألسن ثم أشر إلى الضريح و قل السلام عليك أيها العبد الصالح و المطيع لله و لرسوله و لأمير المؤمنين و الحسن و الحسين ع الحمد لله و سلام على عباده الذين اصطفى محمد و آله و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و مغفرته و على روحك و بدنك أشهد أنك مضيت على ما مضى به البدريون و المجاهدون في سبيل الله المبالغون في جهاد أعدائه و نصرة أوليائه فجزاك الله أفضل الجزاء و أكثر الجزاء و أوفر جزاء أحد ممن وفى ببيعته و استجاب له دعوته و أطاع ولاة أمره أشهد أنك قد بالغت في النصيحة و أعطيت غاية المجهود حتى بعثك الله في الشهداء و جعل روحك مع أرواح السعداء و أعطاك من جنانه أفسحها منزلا و أفضلها غرفا و رفع ذكرك في العليين و حشرك مع النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً أشهد أنك لم تهن و لم تنكل و أنك قد مضيت على بصيرة من أمرك مقتديا بالصالحين و متبعا للنبيين فجمع الله بيننا و بينك و بين رسوله و أوليائه في منازل المخبتين فإنه أرحم الراحمين ثم صل عنده ركعتين و أهدها له ثم قل اللهم صل على محمد و آل محمد و لا تدع لي ذنبا إلا غفرته و لا هما إلا فرجته و لا مرضا إلا شفيته و لا عيبا إلا سترته و لا شملا إلا جمعته و لا غائبا إلا حفظته و أدنيته و لا عريا إلا كسوته و لا رزقا إلا بسطته و لا خوفا إلا أمنته و لا حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة لك فيها رضى و لي فيها صلاح إلا قضيتها يا أرحم الراحمين فإذا أردت وداعه فقف عنده و قل أستودعك الله و أسترعيك و أقرأ عليك السلام آمنا بالله و بالرسول و بما جاء به من عند الله اللهم فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي هذا العبد الصالح و ارزقني زيارته ما أبقيتني و احشرني معه و عرف بيني بينه و بين رسولك و أوليائك في الجنان اللهم صل على محمد و آل محمد و توفني على الإيمان بك و التصديق برسولك و   الولاية لعلي بن أبي طالب صلوات الله عليه و الأئمة من ولده و البراءة من أعدائهم فإني رضيت بذلك يا رب العالمين

71-  قال مؤلف المزار الكبير و الشهيد رحمهما الله زيارة مسلم بن عقيل رضوان الله عليه تقف على بابه و تقول سلام الله و سلام ملائكته المقربين و أنبيائه المرسلين إلى قوله بالأيدي و الألسن ثم ادخل و انكب على القبر و قل السلام عليك أيها العبد الصالح إلى قوله فإنه أرحم الراحمين ثم انحرف إلى عند الرأس فصل ركعتين و صل بعدهما ما بدا لك و سبح و ادع بما أحببت و قل اللهم صل على محمد و آل محمد و لا تدع إلى آخر ما مر

 ثم قال السيد رضي الله عنه زيارة أخرى لمسلم بن عقيل س و إذا وصلت إلى ضريحه فقف عليه مستقبل القبلة و قل السلام عليك أيها الفادي بنفسه و مهجته الشهيد الفقيد المظلوم المغصوب حقه المنتهك حرمته السلام عليك يا من فادى بنفسه ابن عمه و فدى بدمه دمه السلام عليك يا أول الشهداء و إمام السعداء السلام عليك يا مسلم يا من أسلم نفسه و سكن على طاعة الله رمسه و أخمد حسه السلام عليك يا ابن السادة الأبرار و يا ابن أخي جعفر الطيار و ابن أخي علي الفارس الكرار الضارب بذي الفقار السلام عليك و رحمة الله و بركاته يا من أرضى بفعاله محمد المختار و الملك الجبار السلام عليك لقد صبرت فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ السلام عليك يا وحيدا غريبا عن أهله بين الأعداء بلا ناصر و لا مجيب أشهد بين يدي الله أنك جاهدت و صبرت و خاصمت أعداء الله على طاعته و طاعة نبيه و وصيه و وليه فمضيت شهيدا و توليت حميدا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ اللهم احشرني معه و مع أبيه و عمومته و بنيهم و لا تحرمني في بقية عمري زيارته ثم تقبل الضريح و تصلي صلاة الزيارة و تهدي ثوابها له ثم تودعه و تنصرف إن شاء الله

    ذكر زيارة هاني بن عروة المرادي فقف على قبره و تسلم على رسول الله ص و تقول

 سلام الله العظيم و صلواته عليك يا هاني بن عروة السلام عليك أيها العبد الصالح الناصح لله و لرسوله و لأمير المؤمنين و الحسن و الحسين ع أشهد أنك قتلت مظلوما فلعن الله من قتلك و استحل دمك و حشى الله قبورهم نارا أشهد أنك لقيت الله و هو راض عنك بما فعلت و نصحت و أشهد أنك قد بلغت درجة الشهداء و جعل روحك مع أرواح السعداء بما نصحت لله و لرسوله مجتهدا و بذلت نفسك في ذات الله و مرضاته فرحمك الله و رضي عنك و حشرك مع محمد و آله الطاهرين و جمعنا و إياكم معهم في دار النعيم و سلام عليك و رحمة الله

ثم صل ركعتين صلاة الزيارة و أهدها له و ادع لنفسك بما شئت و ودعه بما ودعت به مسلم بن عقيل ره بيان اعلم أن زيارة مسلم رضي الله عنه في يوم شهادته و هو يوم عرفة أفضل و أنسب من سائر الأيام و لنفسر بعض الألفاظ و العبارات التي تحتاج إلى الشرح و التفسير قوله على الممحصين في طاعة الله هو على بناء المفعول أي الذي اختبرهم بالشدائد و البلايا في طاعته فخلصهم من كل غش و كدورة و التمحيص الابتلاء و محص الذهب بالنار أخلصه مما يشوبه قوله و من تخلى منهم أي من حبهم و ولايتهم و طاعتهم. و قال الفيروزآبادي جبهه كمنعه ضرب جبهته و رده أو لقيه بما يكره قوله و بنيان بنيانه أي الأبنية التي بنيت في مواضع ظهرت فيها معجزاته كبيت الطست قوله لما تعلوه الأقدام أي أسجد بوجهي الذي هو أشرف أعضائي على التراب الذي هو أذل الأشياء و يوطأ عليه بالأقدام خضوعا لجلال وجهك الكريم و قال الفيروزآبادي الشافة قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوى فتذهب و إذا   قطعت مات صاحبها و الأصل و استأصل الله شافته أذهبه كما تذهب تلك القرحة أو معناه أزاله من أصله و الجائحة كل مصيبة عظيمة و فتنة مبيرة قوله على مواهب الله أي المقتول لأجل مواهب الله أو كائنا عليها و في أكثر النسخ السلام على مواهب الله و لعله زيد من النساخ قوله على الرقيب الشاهد لعل المراد به القائم ع قوله سجد لك شعاع الشمس السجود هنا مستعمل في معناه اللغوي أي تذلل و انقاد و جرى بأمرك و تدبيرك فيه و دوي الماء و حفيف الشجر صوتهما عند الجري و التحرك و خفقان الطائر طيرانه و ضربه بجناحيه قوله ع بالاسم الذي وضعته على السماوات فانشقت أي تضعه بعد ذلك في القيامة و إنما أتى بصيغة الماضي لتحقق وقوعه أو فانشقت فصارت سبع سماوات و كذا سائر الفقرات و الأول هو الأظهر لكن يؤيد الثاني قوله فاستقرت و في المصباح و التهذيب و الفقيه و غيرها فنسفت فعليه الاحتمال الأول متعين. ثم اعلم أن هذا الدعاء و الصلاة مروي في كتب الحديث

 عن أبان بن تغلب عن الصادق ع أنه قال إذا كانت لك حاجة فصم الأربعاء و الخميس و الجمعة و صل ركعتين عند زوال الشمس تحت السماء و قل اللهم إني حللت بساحتك الدعاء

فلعل ذكرهم هنا بدون تلك الشروط لخصوص هذا الموضع لرواية أخرى لم تصل إلينا قوله صلوات الله عليه أيا حبة قلبي يمكن أن يقرأ بضم الحاء أي محبوب قلبي و بالفتح أي ثمرة قلبي و الساكن في سويدائه قال الفيروزآبادي الحبة بالضم المحبوب و قال حبة القلب سويداؤه أو مهجته أو ثمرته أو هنة سوداء فيه قوله ع ليت شعري بكسر الشين أي ليتني شعرت و علمت قال الجزري فيه ليت شعري ما فعل فلان أي ليت علمي حاضر أو محيط بما صنع فحذف الخبر قوله و أوفت على الرمل و الحصا أي زارت من قولهم أوفى عليه إذا أشرف تشبيها للزيارة بالعلو و الإشراف. أقول قد مضى تفسير الآيات التي اشتملت عليها الأدعية في كتاب المعاد فلا نعيدها قوله ع المانع قدرته خلقه أي يمنع قدرته عن إيصال الضرر إلى   خلقه و الحاصل أنه لا يفعل فيهم ما يقدر عليه من التعذيب و الانتقام قوله و من ألب عليك أي أقام. فائدة قال شيخنا الفاضل الكامل السيد السند البارع التقي أمير شرف الدين علي الشولستاني الساكن في المشهد الغروي حيا المدفون فيه ميتا قدس الله روحه في بعض فوائده لا يخفى أنه إنما تعلم الكعبة و جهتها بمحراب المعصوم إذا علم أن بناءه بنصب المعصوم و أمره ع في زمانه أو في زمان غيره لكنه ع صلى إليه من غير تيامن و تياسر و على هذا أمر مسجد الكوفة مشكل إذ بناؤه كان قبل زمان أمير المؤمنين ع و الحائط القبلي و المحراب المشهور بمحراب أمير المؤمنين ع ليسا موافقين لجعل الجدي خلف المنكب الأيمن بل فيهما تيامن بحيث يصير الجدي قدام المنكب الأيمن و كنت في هذا متأملا و متحيرا و أيد تحيري بأنهما كانا عكس ضريحه المقدس فإنه كان فيه تياسر كثير و وقت عمارته بأمر السلطان الأعظم شاه صفي قدس الله روحه قلت للمعمار غيره إلى التيامن فغيره و مع هذا فيه تياسر في الجملة و مخالف لمحراب مسجد الكوفة و حملته على أنه كان بناه غير المعصوم من القائلين بالتياسر و كنت في الروضة المقدسة متيامنا و في الكوفة متياسرا لأنه نقل أنه صلى في مسجدها و لم ينقل أنه ع صلى باستقامة من غير تيامن و تياسر و كان في وسط الحائط المذكور محراب كبير متروك العبادة عنده غير مشهور بمحراب أمير المؤمنين ع و لا بمحراب أحد من الأنبياء و الأئمة ع و لما صار المسجد خرابا و انهدمت الأسطوانات الكائنة فيه و اختفى فرشه الأصلي بالأحجار و التراب أراد الوزير الكبير ميرزا تقي الدين محمد ره تنظيف المسجد من الكثافات الواقعة فيه و عمارة الجانب القبلي من المسجد و رفع التراب و الأحجار المرمية في صحنه إلى الفرش الأصلي و نظف و سوى دكتين في جهتي الشرقي و الغربي ظهر أن المحراب و الباب المشهورين بمحرابه و بابه ع ما كانا متصلين بالفرش الأصلي بل كانا مرتفعين عنه قريبا من ذراعين

    و المحراب المتروك الذي كان في وسط الحائط القبلي كان متصلا و واصلا إليه و ظهر أيضا باب كبير قريب منه واصلا إليه و كانت عند الحائط القبلي من أوله إلى آخره أسطوانات و صفات و بنى الوزير الأمجد عمارته عليها و عند ذلك المحراب كانت صفة كبيرة قدر صفتين من أطرافها لم يكن بينها أثر أسطوانة و لما صار هذا المحراب الكبير عتيقا كثيفا أمر الوزير بقلع وجهه ليبيضوه فقلعوا فإذا تحت الكثافة المقلوعة أنه بيضوه ثلاث مرات و حمروه كذلك و في كل مرتبة بياض و حمرة أمالوه إلى اليسار فتحير الأمير في ذلك فأحضرني و أرانيه و كان معه جمع كثير من العلماء و العقلاء الأخيار و كانوا متحيرين متفكرين في الوجه فخطر ببالي أن ذلك المحراب كان محراب أمير المؤمنين ع و كان يصلي إليه لوصوله إلى الفرش الأصلي و لوقوعه في صفة كبيرة يجمع فيها العلماء و الأخيار خلف الإمام ع و كذلك كان ذلك الباب بابه ع الذي يجي‏ء من البيت إلى المسجد منه لاتصاله بالفرش و لما كان الجدار قديما و كان ذلك المحراب فيه و لم يكن موافقا للجهة شرعا تياسر ع و بعده المسلمون حرفوا و أمالوا البياض و الحمرة إلى التياسر ليعلم الناس أنه ع تياسر فيه و حمروه ليعلموا أنه ع قتل عنده و كان تكرار البياض و الحمرة لتكرار الاندراس و الكثافة و لما خرب المسجد و اندرست الأسطوانات و الصفات و اختفى الفرش الأصلي و حدث فرش آخر أحدث بعض الناس ذلك المحراب الصغير و فتح بابا صغيرا قريبا منه على السطح الجديد و اشتهرا بمحرابه و بابه ع و عرضت على الوزير و الحضار فكلهم صدقوني و قبلوا مني و صلوا الصلاة المقررة المعهودة عند محرابه ع عنده و قرءوا الدعاء المشهور قراءته بعد الصلاة عنده و تياسروا في الصلاة على ما رأوا في المحراب و أمر الوزير بزينته زائدا على زينة سائر المحاريب و تساهل المعمار فيها فحدث ما حدث في العراق و بقي على ما كان عليه كسائر المحاريب و السلام على من اتبع الهدى انتهى كلامه رفع الله مقامه.   أقول وجدت محاريب العراق و أبنيتها مختلفة غاية الاختلاف و أقربها إلى القواعد الرياضية قبلة حائر الحسين صلوات الله عليه و لكنها أيضا منحرفة عن نصف النهار أقل مما تقتضيه القواعد بقليل و أما ضريح أمير المؤمنين ع و ضريح الكاظمين ع فهما على نصف النهار من غير انحراف بين و ضريح العسكريين عليهما السلام منحرفة عن يسار نصف النهار قريبا من عشرين درجة و محراب مسجد الكوفة منحرفة عن يمين نصف النهار نحوا من أربعين درجة و هو قريب من قبلة أصفهان و ليس على ما ذكره السيد ره من كون الجدي قدام المنكب و إلا لكان قريبا من المغرب و انحراف الكوفة بحسب القواعد الرياضية اثنتي عشرة درجة عن يمين نصف النهار و انحراف بغداد قريب منه و انحراف سرمن‏رأى قريبا من ثمان درجات من جهة اليمين و قبلة مسجد السهلة قريب من القواعد فظهر مما ذكرنا أن روضة أمير المؤمنين صلوات الله عليه أقرب إلى القواعد من محراب مسجد الكوفة و لعل هذه الاختلافات مبنية على التوسعة في أمر القبلة و لا يبعد أن يكون الأمر بالتياسر لأهل العراق لكون المحاريب المشهورة المبنية فيها في زمان خلفاء الجور لا سيما المسجد الأعظم على هذا الوجه و لم يمكنهم إظهار خطإ هؤلاء الفساق فأمروا شيعتهم بالتياسر عن تلك المحاريب و عللوها بما عللوا به تقية لئلا يشتهر منهم الحكم بخطاء من مضى من خلفاء الجور. و يؤيده ما سيأتي في وصف مسجد غنى و إن قبلته لقاسطة فهو يومئ إلى أن سائر المساجد في قبلتها شي‏ء و مسجد غنى اليوم غير موجود

 و يؤيده أيضا ما رواه محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن ابن عقدة عن علي بن الحسن عن الحسن و محمد ابني يوسف عن سعدان بن مسلم عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن حبة العرني قال قال أمير المؤمنين ع كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة و قد ضربوا الفسطاط يعلمون الناس القرآن كما أنزل أما إن قائمنا إذا قام كسره و سوى قبلته

على أنه لا يعلم بقاء البناء الذي كان على عهد أمير المؤمنين ع بل يدل بعض الأخبار على هدمه و تغييره

 كما رواه الشيخ في كتاب الغيبة عن الفضل بن شاذان عن علي بن الحكم عن الربيع بن محمد المسلي عن ابن طريف عن ابن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع في حديث له حتى انتهى إلى مسجد الكوفة و كان مبنيا بخزف و دنان و طين فقال ويل لمن هدمك و ويل لمن سهل هدمك و ويل لبانيك بالمطبوخ المغير قبلة نوح طوبى لمن شهد هدمك مع قائم أهل بيتي أولئك خيار الأمة مع أبرار العترة

و أغرب من جميع ذلك أن مسجد الرسول ص محرابه على خط نصف النهار مع أنه أظهر المحاريب انتسابا إلى المعصوم و هو مخالف للقواعد لانحراف قبلة المدينة عن يسار نصف النهار أي من نقطة الجنوب إلى المشرق بسبع و ثلاثين درجة أيضا مخالف لما هو المشهور من أن النبي ص قال محرابي على الميزاب و من يقف في المسجد الحرام بإزاء الميزاب يقع الجدي خلف منكبه الأيسر بل قريبا من رأس المنكب و كنت متحيرا في ذلك حتى تأملت في عمارة روضة النبي ص التي حول قبره   الشريف فوجدتها منحرفة ذات اليسار كثيرا و إن لم يكن بهذا المقدار و ظاهر أن البيوت كانت مبنية بعد المسجد على وفقها فظهر أن محراب المسجد أيضا مما حرف في زمن سلاطين الجور و يؤيده أن محراب مسجد قباء و مسجد الشجرة و أكثر المساجد القديمة التي رأيتها في المدينة و بين الحرمين إما موافقة للقواعد أو قريبة منها مع أن النبي ص و الأئمة صلوات الله عليهم صلوا فيها و الله يعلم