باب 7- زيارة الإمام المستتر عن الأبصار الحاضر في قلوب الأخيار المنتظر في الليل و النهار الحجة بن الحسن صلوات الله عليهما في السرداب و غيره

1-  ج، ]الإحتجاج[ خرج من الناحية المقدسة إلى محمد الحميري بعد الجواب عن المسائل التي سألها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لا لأمره تعقلون و لا من أوليائه تقبلون حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ عن قوم لا يؤمنون السلام علينا و على عباد الله الصالحين إذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى و إلينا فقولوا كما قال الله تعالى سلام على آل ياسين السلام عليك يا داعي الله و رباني آياته السلام عليك يا باب الله و ديان دينه السلام عليك يا خليفة الله و ناصر حقه السلام عليك يا حجة الله و دليل إرادته السلام عليك يا تالي كتاب الله و ترجمانه السلام عليك في آناء ليلك و أطراف نهارك السلام عليك يا بقية الله في أرضه السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه و وكده السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه السلام عليك أيها العلم المنصوب و العلم المصبوب و الغوث و الرحمة الواسعة وعدا غير مكذوب السلام عليك حين تقوم السلام عليك حين تقعد السلام عليك حين تقرأ و تبين السلام عليك حين تصلي و تقنت السلام عليك حين تركع و تسجد السلام عليك حين تهلل و تكبر السلام عليك حين تحمد و تستغفر السلام عليك حين تصبح و تمسي السلام عليك في اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى السلام عليك أيها الإمام المأمون السلام عليك أيها المقدم المأمول السلام عليك بجوامع السلام أشهدك يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا   عبده و رسوله لا حبيب إلا هو و أهله و أشهدك يا مولاي أن عليا أمير المؤمنين حجته و الحسن حجته و الحسين حجته و علي بن الحسين حجته و محمد بن علي حجته و جعفر بن محمد حجته و موسى بن جعفر حجته و علي بن موسى حجته و محمد بن علي حجته و علي بن محمد حجته و الحسن بن علي حجته و أشهد أنك حجة الله أنتم الأول و الآخر و أن رجعتكم حق لا ريب فيها يوم لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً و أن الموت حق و أن ناكرا و نكيرا حق و أشهد أن النشر و البعث حق و أن الصراط حق و المرصاد حق و الميزان حق و الحشر حق و الحساب حق و الجنة و النار حق و الوعد و الوعيد بهما حق يا مولاي شقي من خالفكم و سعد من أطاعكم فاشهد على ما أشهدتك عليه و أنا ولي لك بري‏ء من عدوك فالحق ما رضيتموه و الباطل ما سخطتموه و المعروف ما أمرتم به و المنكر ما نهيتم عنه فنفسي مؤمنة بالله وحده لا شريك له و برسوله و بأمير المؤمنين و بكم يا مولاي أولكم و آخركم و نصرتي معدة لكم و مودتي خالصة لكم آمين آمين الدعاء عقيب هذا القول اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد نبي رحمتك و كلمة نورك و أن تملأ قلبي نور اليقين و صدري نور الإيمان و فكري نور النيات و عزمي نور العلم و قوتي نور العمل و لساني نور الصدق و ديني نور البصائر من عندك و بصري نور الضياء و سمعي نور الحكمة و مودتي نور الموالاة لمحمد و آله ع حتى ألقاك و قد وفيت بعهدك و ميثاقك فتغشيني رحمتك يا ولي يا حميد اللهم صل على محمد حجتك في أرضك و خليفتك في بلادك و الداعي إلى سبيلك و القائم بقسطك و الثائر بأمرك ولي المؤمنين و بوار الكافرين و مجلي الظلمة و منير الحق و الناطق بالحكمة و الصدق و كلمتك التامة في أرضك المرتقب الخائف

   و الولي الناصح سفينة النجاة و علم الهدى و نور أبصار الورى و خير من تقمص و ارتدى و مجلي العمى الذي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ اللهم صل على وليك و ابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم و أوجبت حقهم و أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا اللهم انصره و انتصر به لدينك و انصر به أولياءك و أولياءه و شيعته و أنصاره و اجعلنا منهم اللهم أعذه من شر كل باغ و طاغ و من شر جميع خلقك و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و احرسه و امنعه من أن يوصل إليه بسوء و احفظ فيه رسولك و آل رسولك و أظهر به العدل و أيده بالنصر و انصر ناصريه و اخذل خاذليه و اقصم قاصميه و اقصم به جبابرة الكفر و اقتل به الكفار و المنافقين و جميع الملحدين حيث كانوا من مشارق الأرض و مغاربها برها و بحرها و املأ به الأرض عدلا و أظهر به دين نبيك ص و اجعلني اللهم من أنصاره و أعوانه و أتباعه و شيعته و أرني في آل محمد ع ما يأملون و في عدوهم ما يحذرون إله الحق آمين يا ذا الجلال و الإكرام يا أرحم الراحمين

2-  قال السيد علي بن طاوس نور الله مرقده إذا فرغت من زيارة العسكريين ع فامض إلى السرداب المقدس و قف على بابه و قل إلهي إني قد وقفت على باب بيت من بيوت نبيك محمد صلواتك عليه و آله و قد منعت الناس من الدخول إلى بيوته إلا بإذنه فقلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ اللهم و إني أعتقد حرمة نبيك في غيبته كما أعتقدها في حضرته و أعلم أن رسلك و خلفاءك أحياء عندك يرزقون فرحين يرون مكاني و يسمعون كلامي و يردون سلامي علي و أنك حجبت عن سمعي كلامهم و فتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم فإني أستأذنك يا رب أولا و أستأذن رسولك   صلواتك عليه و آله ثانيا و أستأذن خليفتك الإمام المفترض على طاعته في الدخول في ساعتي هذه إلى بيته و أستأذن ملائكتك الموكلين بهذه البقعة المباركة المطيعة لك السامعة السلام عليكم أيتها الملائكة الموكلون بهذا المشهد الشريف المبارك و رحمة الله و بركاته بإذن الله و إذن رسوله و إذن خلفائه و إذن هذا الإمام و بإذنكم صلوات الله عليكم أجمعين أدخل هذا البيت متقربا إلى الله بالله و رسوله محمد و آله الطاهرين فكونوا ملائكة الله أعواني و كونوا أنصاري حتى أدخل هذا البيت و أدعو الله بفنون الدعوات و أعترف لله بالعبودية و لهذا الإمام و آبائه صلوات الله عليهم بالطاعة ثم تنزل مقدما رجلك اليمنى و تقول بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و كبر الله و احمده و سبحه و هلله فإذا استقررت فيه فقف مستقبل القبلة و قل سلام الله و بركاته و تحياته و صلواته على مولاي صاحب الزمان صاحب الضياء و النور و الدين المأثور و اللواء المشهور و الكتاب المنشور و صاحب الدهور و العصور و خلف الحسن الإمام المؤتمن و القائم المعتمد و المنصور المؤيد و الكهف و العضد و عماد الإسلام و ركن الأنام و مفتح الكلام و ولي الأحكام و شمس الظلام و بدر التمام و نضرة الأيام و صاحب الصمصام و فلاق الهام و البحر القمقام و السيد الهمام و حجة الخصام و باب المقام ليوم القيام و السلام على مفرج الكربات و خواض الغمرات و منفس الحسرات و بقية الله في أرضه و صاحب فرضه و حجته على خلقه و عيبة علمه و موضع صدقه و المنتهى إليه مواريث الأنبياء و لديه موجود آثار الأوصياء و حجة الله و ابن رسوله و القيم مقامه و ولي أمر الله

   و رحمة الله و بركاته اللهم كما انتجبته لعلمك و اصطفيته لحكمك و خصصته بمعرفتك و جللته بكرامتك و غشيته برحمتك و ربيته بنعمتك و غذيته بحكمتك و اخترته لنفسك و اجتبيته لبأسك و ارتضيته لقدسك و جعلته هاديا لمن شئت من خلقك و ديان الدين بعدلك و فصل القضايا بين عبادك و وعدته أن تجمع به الكلم و تفرج به عن الأمم و تنير بعدله الظلم و تطفئ به نيران الظلم و تقمع به حر الكفر و آثاره و تطهر به بلادك و تشفي به صدور عبادك و تجمع به الممالك كلها قريبها و بعيدها عزيزها و ذليلها شرقها و غربها سهلها و جبلها صباها و دبورها شمالها و جنوبها برها و بحرها حزونها و وعورها يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و تمكن له فيها و تنجز به وعد المؤمنين حتى لا يشرك بك شيئا و حتى لا يبقى حق إلا ظهر و لا عدل إلا زهر و حتى لا يستخفي بشي‏ء من الحق مخافة أحد من الخلق اللهم صل عليه صلاة تظهر بها حجته و توضح بها بهجته و ترفع بها درجته و تؤيد بها سلطانه و تعظم بها برهانه و تشرف بها مكانه و تعلي بها بنيانه و تعز بها نصره و ترفع بها قدره و تسمي بها ذكره و تظهر بها كلمته و تكثر بها نصرته و تعز بها دعوته و تزيده بها إكراما و تجعله للمتقين إماما و تبلغه في هذا المكان مثل هذا الأوان و في كل مكان و أوان منا تحية و سلاما لا يبلى جديده و لا يفنى عديده السلام عليك يا بقية الله في أرضه و بلاده و حجته على عباده السلام عليك يا خلف السلف السلام عليك يا صاحب الشرف السلام عليك يا حجة المعبود السلام عليك يا كلمة المحمود السلام عليك يا شمس الشموس السلام عليك يا مهدي الأرض و مبين عين الفرض السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان و العالي الشأن السلام عليك يا خاتم الأوصياء و ابن خاتم الأنبياء السلام عليك يا معز الأولياء و مذل الأعداء السلام عليك أيها الإمام الوحيد و القائم الرشيد   السلام عليك أيها الإمام الفريد السلام عليك أيها الإمام المنتظر و الحق المشتهر السلام عليك أيها الإمام الولي المجتبى و الحق المنتهى السلام عليك أيها الإمام المرتجى لإزالة الجور و العدوان السلام عليك أيها الإمام المبيد لأهل الفسوق و الطغيان السلام عليك أيها الإمام الهادم لبنيان الشرك و النفاق و الحاصد فروع الغي و الشقاق السلام عليك أيها المدخر لتجديد الفرائض و السنن السلام عليك يا طامس آثار الزيغ و الأهواء و قاطع حبائل الكذب و الفتن و الامتراء السلام عليك أيها المؤمل لإحياء الدولة الشريفة السلام عليك يا جامع الكلمة على التقوى السلام عليك يا باب الله السلام عليك يا ثار الله السلام عليك يا محيي معالم الدين و أهله السلام عليك يا قاصم شوكة المعتدين السلام عليك يا وجه الله الذي لا يهلك و لا يبلى إلى يوم الدين السلام عليك يا ركن الإيمان السلام عليك أيها السبب المتصل بين الأرض و السماء السلام عليك يا صاحب الفتح و ناشر راية الهدى السلام عليك يا مؤلف شمل الصلاح و الرضا السلام عليك يا طالب ثار الأنبياء و أبناء الأنبياء و الثائر بدم المقتول بكربلاء السلام عليك أيها المنصور على من اعتدى السلام عليك أيها المنتظر المجاب إذا دعا السلام عليك يا بقية الخلائف البر التقي الباقي لإزالة الجور و العدوان السلام عليك يا ابن النبي المصطفى السلام عليك يا ابن علي المرتضى السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى و ابن السادة المقربين و القادة المتقين السلام عليك يا ابن النجباء الأكرمين السلام عليك يا ابن الأصفياء المهتدين السلام عليك يا ابن الهداة المهديين السلام عليك يا ابن خيرة الخير السلام عليك يا ابن سادة البشر السلام عليك يا ابن الغطارفة الأكرمين و الأطايب المطهرين السلام عليك يا ابن البررة المنتجبين و الخضارمة الأنجبين السلام عليك يا ابن الحجج المنيرة و السرج المضيئة السلام عليك يا ابن الشهب

   الثاقبة السلام عليك يا ابن قواعد العلم السلام عليك يا ابن معادن الحلم السلام عليك يا ابن الكواكب الزاهرة و النجوم الباهرة السلام عليك يا ابن الشموس الطالعة السلام عليك يا ابن الأقمار الساطعة السلام عليك يا ابن السبل الواضحة و الأعلام اللائحة السلام عليك يا ابن السنن المشهورة السلام عليك يا ابن المعالم المأثورة السلام عليك يا ابن الشواهد المشهودة و المعجزات الموجودة السلام عليك يا ابن الصراط المستقيم و النبإ العظيم السلام عليك يا ابن الآيات البينات و الدلائل الظاهرات السلام عليك يا ابن البراهين الواضحات السلام عليك يا ابن الحجج البالغات و النعم السابغات السلام عليك يا ابن طه و المحكمات و ياسين و الذاريات و الطور و العاديات السلام عليك يا ابن من دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى و اقترب من العلي الأعلى ليت شعري أين استقرت بك النوى أم أنت بوادي طوى عزيز علي أن ترى الخلق و لا ترى و لا يسمع لك حسيس و لا نجوى عزيز علي أن ترى الخلق و لا ترى عزيز علي أن تحيط بك الأعداء بنفسي أنت من مغيب ما غاب عنا بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا و نحن نقول الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و صلى الله على محمد و آله أجمعين ثم ترفع يديك و تقول اللهم أنت كاشف الكرب و البلوى و إليك نشكو فقد نبينا و غيبة إمامنا و ابن بنت نبينا اللهم و املأ به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا اللهم صل على محمد و أهل بيته و أرنا سيدنا و صاحبنا و إمامنا و مولانا صاحب الزمان و ملجأ أهل عصرنا و منجى أهل دهرنا ظاهر المقالة واضح الدلالة هاديا من الضلالة منقذا من الجهالة و أظهر معالمه و ثبت قواعده و أعز نصره و أطل عمره و ابسط جاهه و أحي أمره و أظهر نوره و قرب بعده و أنجز وعده و أوف عهده و زين الأرض بطول بقائه و دوام ملكه و علو ارتقائه و ارتفاعه و أنر مشاهده و ثبت قواعده و عظم   برهانه و أمد سلطانه و أعل مكانه و قو أركانه و أرنا وجهه و أوضح بهجته و ارفع درجته و أظهر كلمته و أعز دعوته و أعطه سؤله و بلغه يا رب مأموله و شرف مقامه و عظم إكرامه و أعز به المؤمنين و أحي به سنن المرسلين و أذل به المنافقين و أهلك به الجبارين و اكفه بغي الحاسدين و أعذه من شر الكائدين و ازجر عنه إرادة الظالمين و أيده بجنود من الملائكة مسومين و سلطه على أعداء دينك أجمعين و اقصم به كل جبار عنيد و أخمد بسيفه كل نار وقيد و أنفذ حكمه في كل مكان و أقم بسلطانه كل سلطان و اقمع به عبدة الأوثان و شرف به أهل القرآن و الإيمان و أظهره على كل الأديان و اكبت من عاداه و أذل من ناواه و استأصل من جحد حقه و أنكر صدقه و استهان بأمره و أراد إخماد ذكره و سعى في إطفاء نوره اللهم نور بنوره كل ظلمة و اكشف به كل غمة و قدم أمامه الرعب و ثبت به القلب و أقم به نصرة الحرب و اجعله القائم المؤمل و الوصي المفضل و الإمام المنتظر و العدل المختبر و املأ به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما و أعنه على ما وليته و استخلفته و استرعيته حتى يجري حكمه على كل حكم و يهدي بحقه كل ضلالة و احرسه اللهم بعينك التي لا تنام و اكنفه بركنك الذي لا يرام و أعزه بعزك الذي لا يضام و اجعلني يا إلهي من عدده و مدده و أنصاره و أعوانه و أركانه و أشياعه و أتباعه و أذقني طعم فرحته و ألبسني ثوب بهجته و أحضرني معه لبيعته و تأكيد عقده بين الركن و المقام عند بيتك الحرام و وفقني يا رب للقيام بطاعته و المثوى في خدمته و المكث في دولته و اجتناب معصيته فإن توفيتني اللهم قبل ذلك فاجعلني يا رب فيمن يكر في رجعته و يملك في دولته و يتمكن في أيامه و يستظل تحت أعلامه و يحشر في زمرته و تقر عينه برؤيته بفضلك و إحسانك و كرمك و امتنانك إنك ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ

   و المن القديم و الإحسان الكريم ثم صل في مكانك اثنتي عشرة ركعة و اقرأ فيها ما شئت و أهدها له ع فإذا سلمت في كل ركعتين فسبح تسبيح الزهراء ع و قل اللهم أنت السلام و منك السلام و إليك يعود السلام حينا ربنا منك بالسلام اللهم إن هذه الركعات هدية مني إلى وليك و ابن وليك و ابن أوليائك الإمام ابن الأئمة الخلف الصالح الحجة صاحب الزمان فصل على محمد و آل محمد و بلغه إياها و أعطني أفضل أملي و رجائي فيك و في رسولك صلواتك عليه و على آله أجمعين فإذا فرغت من الصلاة فادع بهذا الدعاء و هو دعاء مشهور يدعى به في غيبة القائم ع و هو اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني اللهم لا تمتني ميتة جاهلية و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت علي طاعته من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه و آله حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين و عليا و محمدا و جعفرا و موسى و عليا و محمدا و عليا و الحسن و الحجة القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين اللهم فثبتني على دينك و استعملني بطاعتك و لين قلبي لولي أمرك و عافني مما امتحنت به خلقك و ثبتني على طاعة ولي أمرك الذي سترته عن خلقك و بإذنك غاب عن بريتك و أمرك ينتظر و أنت العالم غير المعلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الإذن له بإظهار أمره و كشف سره فصبرني على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت و لا كشف ما سترت و لا البحث عما كتمت و لا أنازعك في تدبيرك و لا أقول لم و كيف و لا ما بال ولي الأمر لا يظهر و قد امتلأت الأرض من الجور و أفوض أموري   كلها إليك اللهم إني أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهرا نافذ الأمر مع علمي بأن لك السلطان و القدرة و البرهان و الحجة و المشية و الحول و القوة فافعل بي ذلك و بجميع المؤمنين حتى ننظر إلى ولي أمرك صلواتك عليك و آله ظاهر المقالة واضح الدلالة هاديا من الضلالة شافيا من الجهالة أبرز يا رب مشاهده و ثبت قواعده و اجعلنا ممن تقر عينه برؤيته و أقمنا بخدمته و توفنا على ملته و احشرنا في زمرته اللهم أعذه من شر جميع ما خلقت و ذرأت و برأت و أنشأت و صورت و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به و احفظ فيه رسولك و وصي رسولك عليه و آله السلام و مد عمره و زد في أجله و أعنه على ما وليته و استرعيته و زد في كرامتك له فإنه الهادي المهدي و القائم المهتدي و الطاهر التقي الزكي النقي الرضي المرضي الصابر الشكور المجتهد اللهم و لا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته و انقطاع خبره عنا و لا تنسنا ذكره و انتظاره و الإيمان به و قوة اليقين في ظهوره و الدعاء له و الصلاة عليه حتى لا تقنطنا غيبته من قيامه و يكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك صلواتك عليه و آله و ما جاء به من وحيك و تنزيلك فقو قلوبنا على الإيمان به حتى تسلك بنا على يديه منهاج الهدى و المحجة العظمى و الطريقة الوسطى و قونا على طاعته و ثبتنا على متابعته و اجعلنا في حزبه و أعوانه و أنصاره و الراضين بفعله و لا تسلبنا ذلك في حياتنا و لا عند وفاتنا حتى تتوفانا و نحن على ذلك لا شاكين و لا ناكثين و لا مرتابين و لا مكذبين اللهم عجل فرجه و أيده بالنصر و انصر ناصريه و اخذل خاذليه و دمدم على من نصب له و كذب به و أظهر به الحق و أمت به الجور و استنقذ به عبادك المؤمنين من الذل و انعش به البلاد و اقتل به الجبابرة و الكفرة و اقصم به

   رءوس الضلالة و ذلل به الجبارين و الكافرين و أبر به المنافقين و الناكثين و جميع المخالفين و الملحدين في مشارق الأرض و مغاربها و برها و سهلها و جبلها حتى لا تدع منهم ديارا و لا تبقي لهم آثارا طهر منهم بلادك و اشف منهم صدور عبادك و جدد به ما امتحى من دينك و أصلح به ما بدل من حكمك و غير من سنتك حتى يعود دينك به و على يديه غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه و لا بدعة معه حتى تطفئ بعدله نيران الكافرين فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك و ارتضيته لنصر دينك و اصطفيته بعلمك و عصمته من الذنوب و برأته من العيوب و أطلعته على الغيوب و أنعمت عليه و طهرته من الرجس و نقيته من الدنس اللهم فصل عليه و على آبائه الأئمة الطاهرين و على شيعته المنتجبين و بلغهم من أيامهم ما يأملون و اجعل ذلك منا خالصا من كل شك و شبهة و رياء و سمعة حتى لا نريد به غيرك و لا نطلب به إلا وجهك اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا و غيبة إمامنا و شدة الزمان علينا و وقوع الفتن بنا و تظاهر الأعداء و كثرة عدونا و قلة عددنا اللهم فافرج ذلك عنا بفتح منك تعجله و نصر منك تعزه و إمام عدل تظهره إله الحق آمين اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك و قتل أعدائك في بلادك حتى لا تدع للجور يا رب دعامة إلا قصمتها و لا بقية إلا أفنيتها و لا قوة إلا أوهنتها و لا ركنا إلا هدمته و لا حدا إلا فللته و لا سلاحا إلا أذللته و لا راية إلا نكسته و لا شجاعا إلا قتلته و لا جيشا إلا خذلته و ارمهم يا رب بحجرك الدامغ و اضربهم بسيفك القاطع و بأسك الذي لا ترد عن القوم المجرمين و عذب أعداءك و أعداء وليك و أعداء رسولك صلواتك عليه و آله بيد وليك و أيدي عبادك المؤمنين اللهم اكف وليك و حجتك في أرضك هول عدوه و كيد من أراده و امكر بمن مكر به و اجعل دائرة السوء على من أراد به سوءا و اقطع عنه مادتهم   و أرعب له قلوبهم و زلزل أقدامهم و خذهم جهرة و بغتة و شدد عليهم عذابك و أخزهم في عبادك و العنهم في بلادك و أسكنهم أسفل نارك و أحط بهم أشد عذابك و أصلهم نارا و احش قبور موتاهم نارا و أصلهم حر نارك فإنهم أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ و أضلوا عبادك و أخربوا بلادك اللهم و أحي بوليك القرآن و أرنا نوره سرمدا لا ليل فيه و أحي به القلوب الميتة و اشف به الصدور الوغرة و اجمع به الأهواء المختلفة على الحق و أقم به الحدود المعطلة و الأحكام المهملة حتى لا يبقى حق إلا ظهر و لا عدل إلا زهر و اجعلنا يا رب من أعوانه و مقوية سلطانه و المؤتمرين لأمره و الراضين بفعله و المسلمين لأحكامه و ممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك و أنت يا رب الذي تكشف الضر و تجيب المضطر إذا دعاك و تنجي من الكرب العظيم فاكشف الضر عن وليك و اجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له اللهم لا تجعلني من خصماء آل محمد ع و لا تجعلني من أعداء آل محمد ع و لا تجعلني من أهل الحنق و الغيظ على محمد و آل محمد ع فإني أعوذ بك من ذلك فأعذني و أستجير بك فأجرني اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلني بهم عندك فائزا في الدنيا و الآخرة و من المقربين آمين يا رب العالمين

 زيارة أخرى له صلوات الله عليه و هي المعروفة بالندبة خرجت من الناحية المحفوفة بالقدس إلى أبي جعفر محمد بن عبد الله الحميري رحمه الله و أمر أن تتلى في السرداب المقدس و هي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لا لأمر الله تعقلون و لا من أوليائه تقبلون حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ الْآياتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ السلام علينا و على عباد الله الصالحين سلام على آل ياسين ذلك هو الفضل المبين وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ لمن يهديه صراطه المستقيم قد آتاكم الله يا آل ياسين خلافته و علم مجاري   أمره فيما قضاه و دبره و رتبه و أراده في ملكوته فكشف لكم الغطاء و أنتم خزنته و شهداؤه و علماؤه و أمناؤه و ساسة العباد و أركان البلاد و قضاة الأحكام و أبواب الإيمان و سلالة النبيين و صفوة المرسلين و عترة خيرة رب العالمين و من تقديره منائح العطاء بكم إنفاذه محتوما مقرونا فما شي‏ء منا إلا و أنتم له السبب و إليه السبيل خياره لوليكم نعمة و انتقامه من عدوكم سخطة فلا نجاة و لا مفزع إلا أنتم و لا مذهب عنكم يا أعين الله الناظرة و حملة معرفته و مساكن توحيده في أرضه و سمائه و أنت يا مولاي و يا حجة الله و بقيته كمال نعمته و وارث أنبيائه و خلفائه ما بلغناه من دهرنا و صاحب الرجعة لوعد ربنا التي فيها دولة الحق و فرجنا و نصر الله لنا و عزنا السلام عليك أيها العلم المنصوب و العلم المصبوب و الغوث و الرحمة الواسعة وعدا غير مكذوب السلام عليك يا صاحب المرأى و المسمع الذي بعين الله مواثيقه و بيد الله عهوده و بقدرة الله سلطانه أنت الحكيم الذي لا تعجله الغضبة و الكريم الذي لا تبخله الحفيظة و العالم الذي لا تجهله الحمية مجاهدتك في الله ذات مشية الله و مقارعتك في الله ذات انتقام الله و صبرك في الله ذو أناة الله و شكرك لله ذو مزيد الله و رحمته السلام عليك يا محفوظا بالله الله نور أمامه و وراءه و يمينه و شماله و فوقه و تحته السلام عليك يا مخزونا في قدرة الله نور سمعه و بصره السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه و يا ميثاق الله الذي أخذه و وكده السلام عليك يا داعي الله و ديان دينه السلام عليك يا خليفة الله و ناصر حقه السلام عليك يا حجة الله و دليل إرادته السلام عليك يا تالي كتاب الله و ترجمانه السلام عليك في آناء الليل و النهار السلام عليك يا بقية الله في أرضه السلام عليك حين تقوم السلام عليك حين تقعد السلام عليك حين تقرأ و تبين السلام عليك حين تصلي و تقنت السلام عليك حين تركع و تسجد السلام عليك حين تعوذ و تسبح السلام عليك حين تهلل و تكبر السلام عليك حين تحمد و تستغفر

   السلام عليك حين تمجد و تمدح السلام عليك حين تمسي و تصبح السلام عليك في اللَّيْلِ إِذا يَغْشى و في النَّهارِ إِذا تَجَلَّى السلام عليك في الآخرة و الأولى السلام عليكم يا حجج الله و دعاتنا و هداتنا و رعاتنا و قادتنا و أئمتنا و سادتنا و موالينا السلام عليكم أنتم نورنا و أنتم جاهنا أوقات صلواتنا و عصمتنا بكم لدعائنا و صلاتنا و صيامنا و استغفارنا و سائر أعمالنا السلام عليك أيها الإمام المأمون السلام عليك أيها الإمام المأمول السلام عليك بجوامع السلام اشهد يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله لا حبيب إلا هو و أهله و أن أمير المؤمنين حجته و أن الحسن حجته و أن الحسين حجته و أن علي بن الحسين حجته و أن محمد بن علي حجته و أن جعفر بن محمد حجته و أن موسى بن جعفر حجته و أن علي بن موسى حجته و أن محمد بن علي حجته و أن علي بن محمد حجته و أن الحسن بن علي حجته و أنت حجته و أن الأنبياء دعاة و هداة رشدكم أنتم الأول و الآخر و خاتمته و أن رجعتكم حق لا شك فيها و لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً و أن الموت حق و أن منكرا و نكيرا حق و أن النشر حق و البعث حق و أن الصراط حق و أن المرصاد حق و أن الميزان حق و الحساب حق و أن الجنة حق و النار حق و الجزاء بهما للوعد و الوعيد حق و أنكم للشفاعة حق لا تردون و لا تسبقون بمشية الله و بأمره تعملون و لله الرحمة و الكلمة العليا و بيده الحسنى و حجة الله النعمى خلق الجن و الإنس لعبادته أراد من عباده عبادته فشقي و سعيد قد شقي من خالفكم و سعد من أطاعكم و أنت يا مولاي فاشهد بما أشهدتك عليه تخزنه و تحفظه لي عندك أموت عليه و أنشر عليه و أقف به وليا لك بريئا من عدوك ماقتا لمن أبغضكم وادا لمن أحببتم فالحق ما رضيتموه و الباطل ما سخطتموه و المعروف ما أمرتم به و المنكر ما نهيتم عنه و القضاء المثبت ما استأثرت به مشيتكم و الممحو   ما لا استأثرت به سنتكم فلا إله إلا الله وحده لا شريك له و محمد عبده و رسوله علي أمير المؤمنين و حجة الحسن حجته الحسين حجته علي حجته محمد حجته جعفر حجته موسى حجته علي حجته محمد حجته علي حجته الحسن حجته و أنت حجته و أنتم حججه و براهينه أنا يا مولاي مستبشر بالبيعة التي أخذ الله علي شرطه قتالا في سبيله اشترى به أنفس المؤمنين فنفسي مؤمنة بالله وحده لا شريك له و برسوله و بأمير المؤمنين و بكم يا موالي أولكم و آخركم و نصرتي لكم معدة و مودتي خالصة لكم و براءتي من أعدائكم أهل الحردة و الجدال ثابتة لثاركم أنا ولي وحيد و الله إله الحق جعلني بذلك آمين آمين من لي إلا أنت فيما دنت و اعتصمت بك فيه تحرسني فيما تقربت به إليك يا وقاية الله و ستره و بركته أغنني أدنني أدركني صلني بك و لا تقطعني اللهم بهم إليك توسلي و تقربي اللهم صل على محمد و آل محمد و صلني بهم و لا تقطعني بحجتك اعصمني و سلامك على آل ياسين مولاي أنت الجاه عند الله ربك و ربي إنه حميد مجيد اللهم إني أسألك باسمك الذي خلقته من ذلك و استقر فيك فلا يخرج منك إلى شي‏ء أبدا أيا كينون أيا مكون أيا متعال أيا متقدس أيا مترحم أيا مترئف أيا متحنن أسألك كما خلقته غضا أن تصلي على محمد نبي رحمتك و كلمة نورك و والد هداة رحمتك و املأ قلبي نور اليقين و صدري نور الإيمان و فكري نور الثبات و عزمي نور التوفيق و ذكائي نور العلم و قوتي نور العمل و لساني نور الصدق و ديني نور البصائر من عندك و بصري نور الضياء و سمعي نور وعي الحكمة و مودتي نور الموالاة لمحمد و آله ع و نفسي نور قوة البراءة من أعداء محمد و أعداء آل محمد حتى ألقاك و قد وفيت بعهدك و ميثاقك فلتسعني رحمتك يا ولي يا حميد بمرأى آل محمد و مسمعك يا حجة الله دعائي فوفني منجزات إجابتي أعتصم بك معك   معك معك سمعي و رضاي يا كريم

 أقول قال مؤلف المزار الكبير حدثنا الشيخ الفقيه أبو محمد عربي بن مسافر رضي الله عنه بداره بالحلة في شهر ربيع الأول سنة ثلاث و سبعين و خمسمائة و حدثني الشيخ أبو البقاء هبة الله بن نماء بن علي بن حمدون قالا جميعا حدثنا الشيخ الأمين الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال البغدادي ره بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال حدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي رضي الله عنه بالمشهد المذكور عن والده أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن أشناس البزاز عن محمد بن أحمد بن يحيى القمي عن محمد بن علي بن زنجويه القمي عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري قال قال أبو علي الحسن بن أشناس و أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبيد الله الشيباني أن أبا جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري أخبره و أجاز له جميع ما رواه أنه خرج إليه من الناحية المقدسة حرسها الله بعد المسائل و الصلاة و التوجه أوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لا لأمر الله تعقلون و لا من أوليائه تقبلون حِكْمَةٌ بالِغَةٌ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ و السلام علينا و على عباد الله الصالحين فإذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى و إلينا فقولوا كما قال الله تعالى سلام على آل ياسين ذلك هو الفضل المبين وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ من يهديه صراطه المستقيم التوجه قد آتاكم الله يا آل ياسين خلافته و مجاري أمره

 أقول و ساق الدعاء إلى آخر ما مر ثم قال ره في المزار الكبير ذكر التوجه إلى الحجة صاحب الزمان صلوات الله عليه بالزيارة بعد صلاة اثنتي عشرة ركعة

    قال أبو علي الحسن بن أشناس و أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الدعجلي قال أخبرنا أبو الحسين حمزة بن محمد بن الحسن بن شبيب قال عرفنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم قال شكوت إلى أبي جعفر محمد بن عثمان شوقي إلى رؤية مولانا ع فقال لي مع الشوق تشتهي أن تراه فقلت له نعم فقال لي شكر الله لك شوقك و أراك وجهه في يسر و عافية لا تلتمس يا أبا عبد الله أن تراه فإن أيام الغيبة تشتاق إليه و لا تسأل الاجتماع معه إنها عزائم الله و التسليم لها أولى و لكن توجه إليه بالزيارة و أما كيف يعمل و ما أملاه عند محمد بن علي فانسخوه من عنده و هو التوجه إلى الصاحب بالزيارة بعد صلاة اثنتي عشرة ركعة تقرأ قل هو الله أحد في جميعها ركعتين ركعتين ثم تصلي على محمد و آله و تقول قول الله جل اسمه سلام على آل ياسين ذلك هو الفضل المبين من عند الله وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ إمامه من يهديه صراطه المستقيم و قد آتاكم الله خلافته يا آل ياسين و ذكرنا في الزيارة و صلى الله على سيدنا محمد النبي و آله الطاهرين

 أقول و لعله أشار بقوله و ذكرنا في الزيارة إلى أنه يتلو بعد ذلك زيارة الندبة كما مر فظهر من هذا الخبر أن الصلاة قبل الزيارة و أنها اثنتا عشرة ركعة

 ثم قال السيد رحمه الله زيارة أخرى له صلوات الله عليه تصلي ركعتين و تقول بعدهما سلام الله الكامل التام الشامل العام و صلواته و بركاته الدائمة على حجة الله و وليه في أرضه و بلاده و خليفة في خلقه و عباده و سلالة النبوة و بقية العترة و الصفوة صاحب الزمان و مظهر الإيمان و معلن أحكام القرآن و مطهر الأرض و ناشر العدل في الطول و العرض و الحجة القائم المهدي الإمام المنتظر المرضي الطاهر ابن الأئمة المعصومين السلام عليك يا وارث علم النبيين و مستودع حكم الوصيين السلام عليك يا عصمة الدين السلام عليك يا معز المؤمنين المستضعفين السلام عليك   يا مذل الكافرين المتكبرين السلام عليك يا مولاي صاحب الزمان يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين السلام عليك يا ابن الأئمة الحجج على الخلق أجمعين السلام عليك يا مولاي سلام مخلص لك في الولاء أشهد أنك الإمام المهدي قولا و فعلا و أنك الذي تملأ الأرض قسطا و عدلا عجل الله فرجك و سهل مخرجك و قرب زمانك و كثر أنصارك و أعوانك و أنجز لك وعدك فهو أصدق القائلين وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ يا مولاي حاجتي كذا و كذا فاشفع لي إلى ربك في نجاحها و ادع بما أحببت و تنصرف و لا تحول وجهك حتى تخرج من الباب

 أقول سيأتي سند هذه الزيارة في باب رقاع الحوائج و فيه أنه يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة إنا فتحنا و في الثانية إذا جاء نصر الله

 زيارة أخرى له ع قد تقدم ذكر الاستئذان في أول زيارته ع فأغنى ذلك عن الإعادة في كل زيارة فإذا دخلت بعد الإذن فقل السلام عليك يا خليفة الله في أرضه و خليفة رسوله و آبائه الأئمة المعصومين المهديين السلام عليك يا حافظ أسرار رب العالمين السلام عليك يا وارث علم المرسلين السلام عليك يا بقية الله من الصفوة المنتجبين السلام عليك يا ابن الأنوار الزاهرة السلام عليك يا ابن الأشباح الباهرة السلام عليك يا ابن الصور النيرة الطاهرة السلام عليك يا وارث كنز العلوم الإلهية السلام عليك يا حافظ مكنون الأسرار الربانية السلام عليك يا من خضعت له الأنوار المجدية السلام عليك يا باب الله الذي لا يؤتى إلا منه السلام عليك يا سبيل الله الذي من سلك غيره هلك السلام عليك يا حجاب الله الأزلي القديم السلام عليك يا ابن شجرة طوبى و سدرة المنتهى السلام عليك يا نور الله الذي لا يطفى السلام عليك يا حجة الله التي   لا تخفى السلام عليك يا لسان الله المعبر عنه السلام عليك يا وجه الله المتقلب بين أظهر عباده سلام من عرفك بما تعرفت به إليه و نعتك ببعض نعوتك التي أنت أهلها و فوقها أشهد أنك الحجة على من مضى و من بقي و أن حزبك هم الغالبون و أولياءك هم الفائزون و أعداءك هم الخاسرون و أنك حائز كل علم و فاتق كل رتق و محقق كل حق و مبطل كل باطل و سابق لا يلحق رضيت بك يا مولاي إماما و هاديا و وليا و مرشدا لا أبتغي بك بدلا و لا أتخذ من دونك وليا و أنك الحق الثابت الذي لا ريب فيه لا أرتاب و لا أغتاب لأمد الغيبة و لا أتحير لطول المدة و أن وعد الله بك حق و نصرته لدينه بك صدق طوبى لمن سعد بولايتك و ويل لمن شقي بجحودك و أنت الشافع المطاع الذي لا يدافع ذخرك الله سبحانه لنصرة الدين و إعزاز المؤمنين و الانتقام من الجاحدين الأعمال موقوفة على ولايتك و الأقوال معتبرة بإمامتك من جاء بولايتك و اعترف بإمامتك قبلت أعماله و صدقت أقواله و تضاعف له الحسنات و تمحى عنه السيئات و من زل عن معرفتك و استبدل بك غيرك أكبه الله على منخريه في النار و لم يقبل له عملا و لم يقم له يوم القيامة وزنا اشهد يا مولاي أن مقالي ظاهره كباطنه و سره كعلانيته و أنت الشاهد علي بذلك و هو عهدي إليك و ميثاقي المعهود لديك إذ أنت نظام الدين و عز الموحدين و يعسوب المتقين و بذلك أمرني فيك رب العالمين فلو تطاولت الدهور و تمادت الأعصار لم أزدد بك إلا يقينا و لك إلا حبا و عليك إلا اعتمادا و لظهورك إلا توقعا و مرابطة بنفسي و مالي و جميع ما أنعم به علي ربي فإن أدركت أيامك الزاهرة و أعلامك الظاهرة و دولتك القاهرة فعبد من عبيدك معترف بحقك متصرف بين أمرك و نهيك أرجو

   بطاعتك الشهادة بين يديك و بولايتك السعادة فيما لديك و إن أدركني الموت قبل ظهورك فأتوسل بك إلى الله سبحانه أن يصلي على محمد و آل محمد و أن يجعل لي كرة في ظهورك و رجعة في أيامك لأبلغ من طاعتك مرادي و أشفي من أعدائك فؤادي يا مولاي وقفت في زيارتي إياك موقف الخاطئين المستغفرين النادمين أقول عملت سوءا و ظلمت نفسي و على شفاعتك يا مولاي متكلي و معولي و أنت ركني و ثقتي و وسيلتي إلى ربي و حسبي بك وليا و مولى و شفيعا و الحمد لله الذي هداني لولايتك و ما كنت لأهتدي لو لا أن هداني الله حمدا يقتضي ثبات النعمة و شكرا يوجب المزيد من فضله و السلام عليك يا مولاي و على آبائك موالي الأئمة المهتدين و رحمة الله و بركاته و علي منكم السلام ثم صل صلاة الزيارة و قد تقدم بيانها في الزيارة الأولى فإذا فرغت منها فقل اللهم صل على محمد و أهل بيته الهادين المهديين العلماء الصادقين الأوصياء المرضيين دعائم دينك و أركان توحيدك و تراجمة وحيك و حججك على خلقك و خلفائك في أرضك فهم الذين اخترتهم لنفسك و اصطفيتهم على عبادك و ارتضيتهم لدينك و خصصتهم بمعرفتك و جللتهم بكرامتك و غذيتهم بحكمتك و غشيتهم برحمتك و زينتهم بنعمتك و ألبستهم من نورك و رفعتهم في ملكوتك و حففتهم بملائكتك و شرفتهم بنبيك اللهم صل على محمد و عليهم صلاة زاكية نامية كثيرة طيبة دائمة لا يحيط بها إلا أنت و لا يسعها إلا علمك و لا يحصيها أحد غيرك اللهم صل على وليك المحيي لسنتك القائم بأمرك الداعي إليك الدليل عليك و حجتك على خلقك و خليفتك في أرضك و شاهدك على عبادك اللهم أعز نصره و امدد في عمره و زين الأرض بطول بقائه اللهم اكفه بغي الحاسدين و أعذه من شر الكائدين و ازجر عنه إرادة الظالمين و خلصه من أيدي الجبارين اللهم أعطه في نفسه و ذريته و شيعته و رعيته و   خاصته و عامته و من جميع أهل الدنيا ما تقر به عينه و تسر به نفسه و بلغه أفضل أمله في الدنيا و الآخرة إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ثم ادع الله بما أحببت

 زيارة أخرى مستحسنة يزار بها صلوات الله عليه و سلامه تقول السلام على الحق الجديد و العالم الذي علمه لا يبيد السلام على محيي المؤمنين و مبير الكافرين السلام على مهدي الأمم و جامع الكلم السلام على خلف السلف و صاحب الشرف السلام على حجة المعبود و كلمة المحمود السلام على معز الأولياء و مذل الأعداء السلام على وارث الأنبياء و خاتم الأوصياء السلام على القائم المنتظر و العدل المشتهر السلام على السيف الشاهر و القمر الزاهر و النور الباهر السلام على شمس الظلام و بدر التمام السلام على ربيع الأنام و نضرة الأيام السلام على صاحب الصمصام و فلاق الهام السلام على صاحب الدين المأثور و الكتاب المسطور السلام على بقية الله في بلاده و حجته على عباده المنتهى إليه مواريث الأنبياء و لديه موجود آثار الأصفياء المؤتمن على السر و الولي للأمر السلام على المهدي الذي وعد الله عز و جل به الأمم أن يجمع به الكلم و يلم به الشعث و يملأ به الأرض قسطا و عدلا و يمكن له و ينجز به وعد المؤمنين أشهد يا مولاي أنك و الأئمة من آبائك أئمتي و موالي في الحياة الدنيا و يوم يقوم الأشهاد أسألك يا مولاي أن تسأل الله تبارك و تعالى في صلاح شأني و قضاء حوائجي و غفران ذنوبي و الأخذ بيدي في ديني و دنياي و آخرتي لي و لإخواني و أخواتي المؤمنين و المؤمنات كافة إنه غفور رحيم ثم صل صلاة الزيارة بما قدمناه فإذا فرغت فقل اللهم صل على حجتك في أرضك و خليفتك في بلادك الداعي إلى سبيلك و القائم بقسطك و الفائز بأمرك ولي المؤمنين و مبير الكافرين و مجلي الظلمة و منير الحق   و الصادع بالحكمة و الموعظة الحسنة و الصدق و كلمتك و عيبتك و عينك في أرضك المترقب الخائف الولي الناصح سفينة النجاة و علم الهدى و نور أبصار الورى و خير من تقمص و ارتدى و الوتر الموتور و مفرج الكرب و مزيل الهم و كاشف البلوى صلوات الله عليه و على آبائه الأئمة الهادين و القادة الميامين ما طلعت كواكب الأسحار و أورقت الأشجار و أينعت الأثمار و اختلف الليل و النهار و غردت الأطيار اللهم انفعنا بحبه و احشرنا في زمرته و تحت لوائه إله الحق آمين رب العالمين الصلاة عليه صلى الله عليه اللهم صل على محمد و أهل بيته و صل على ولي الحسن و وصيه و وارثه القائم بأمرك و الغائب في خلقك و المنتظر لإذنك اللهم صل عليه و قرب بعده و أنجز وعده و أوف عهده و اكشف عن بأسه حجاب الغيبة و أظهر بظهوره صحائف المحنة و قدم أمامه الرعب و ثبت به القلب و أقم به الحرب و أيده بجند مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ و سلطه على أعداء دينك أجمعين و ألهمه أن لا يدع منهم ركنا إلا هدة و لا هاما إلا قده و لا كيدا إلا رده و لا فاسقا إلا حده و لا فرعون إلا أهلكه و لا سترا إلا هتكه و لا علما إلا نكسه و لا سلطانا إلا كبسه و لا رمحا إلا قصفه و لا مطردا إلا خرقه و لا جندا إلا فرقه و لا منبرا إلا أحرقه و لا سيفا إلا كسره و لا صنما إلا رضه و لا دما إلا أراقه و لا جورا إلا أباده و لا حصنا إلا هدمه و لا بابا إلا ردمه و لا قصرا إلا أخربه و لا مسكنا إلا فتشه و لا سهلا إلا أوطنه و لا جبلا إلا صعده و لا كنزا إلا أخرجه برحمتك يا أرحم الراحمين

 زيارة أخرى يزار بها مولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه إذا زرت العسكريين   صلوات الله عليهما فأت إلى السرداب و قف ماسكا جانب الباب كالمستأذن و سم و انزل و إليك السكينة و الوقار و صل ركعتين في عرصة السرداب و قل الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر و لله الحمد الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا و عرفنا أولياءه و أعداءه و وفقنا لزيارة أئمتنا و لم يجعلنا من المعاندين الناصبين و لا من الغلاة المفوضين و لا من المرتابين المقصرين السلام على ولي الله و ابن أوليائه السلام على المدخر لكرامة أولياء الله و بوار أعدائه السلام على النور الذي أراد أهل الكفر إطفاءه فأبى الله إلا أن يتم نوره بكرههم و أيده بالحياة حتى يظهر على يده الحق برغمهم أشهد أن الله اصطفاك صغيرا و أكمل لك علومه كبيرا و أنك حي لا تموت حتى تبطل الجبت و الطاغوت اللهم صل عليه و على خدامه و أعوانه على غيبته و نأيه و استره سترا عزيزا و اجعل له معقلا حريزا و اشدد اللهم وطأتك على معانديه و احرس مواليه و زائريه اللهم كما جعلت قلبي بذكره معمورا فاجعل سلاحي بنصرته مشهورا و إن حال بيني و بين لقائه الموت الذي جعلته على عبادك حتما و أقدرت به على خليقتك رغما فابعثني عند خروجه ظاهرا من حفرتي مؤتزرا كفني حتى أجاهد بين يديه في الصف الذي أثنيت على أهله في كتابك فقلت كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ اللهم طال الانتظار و شمت بنا الفجار و صعب علينا الانتصار اللهم أرنا وجه وليك الميمون في حياتنا و بعد المنون اللهم إني أدين لك بالرجعة بين يدي صاحب هذه البقعة الغوث الغوث الغوث يا صاحب الزمان قطعت في وصلتك الخلان و هجرت لزيارتك الأوطان و أخفيت أمري عن أهل البلدان لتكون شفيعا عند ربك و ربي و إلى آبائك و موالي في حسن التوفيق لي و إسباغ النعمة علي و سوق الإحسان إلي اللهم صل على محمد و آل محمد أصحاب الحق و قادة الخلق و استجب مني ما دعوتك و أعطني ما لم أنطق به في دعائي من صلاح ديني و دنياي إنك   حميد مجيد و صلى الله على محمد و آله الطاهرين ثم ادخل الصفة فصل ركعتين و قل اللهم عبدك الزائر في فناء وليك المزور الذي فرضت طاعته على العبيد و الأحرار و أنقذت به أولياءك من عذاب النار اللهم اجعلها زيارة مقبولة ذات دعاء مستجاب من مصدق بوليك غير مرتاب اللهم لا تجعله آخر العهد به و لا بزيارته و لا تقطع أثري من مشهده و زيارة أبيه و جده اللهم اخلف علي نفقتي و انفعني بما رزقتني في دنياي و آخرتي لي و لإخواني و أبوي و جميع عترتي أستودعك الله أيها الإمام الذي تفوز به المؤمنون و يهلك على يديه الكافرون المكذبون يا مولاي يا ابن الحسن بن علي جئتك زائرا لك و لأبيك و جدك متيقنا الفوز بكم معتقدا إمامتكم اللهم اكتب هذه الشهادة و الزيارة لي عندك في عليين و بلغني بلاغ الصالحين و انفعني بحبهم يا رب العالمين

 أقول أورد محمد بن المشهدي هذه الزيارة في المزار الكبير مثلها سواء

 ثم قال السيد رضي الله عنه ذكر بعض أصحابنا قال قال محمد بن علي بن أبي قرة نقلت من كتاب محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري رضي الله عنه دعاء الندبة و ذكر أنه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه و يستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة و هو الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و صلى الله على سيدنا محمد نبيه و آله و سلم تسليما اللهم لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أوليائك الذين استخلصتهم لنفسك و دينك إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم الذي لا زوال له و لا اضمحلال بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية و زخرفها و زبرجها فشرطوا لك ذلك و علمت منهم الوفاء به فقبلتهم و قربتهم و قدمت لهم الذكر العلي و الثناء الجلي و أهبطت عليهم ملائكتك و كرمتهم بوحيك و رفدتهم   بعلمك و جعلتهم الذرائع إليك و الوسيلة إلى رضوانك فبعض أسكنته جنتك إلى أن أخرجته منها و بعضهم حملته في فلكك و نجيته مع من آمن معه من الهلكة برحمتك و بعض اتخذته لنفسك خليلا و سألك لسان صدق في الآخرة فأجبته و جعلت ذلك عليا و بعض كلمته من شجرة تكليما و جعلت له من أخيه ردءا و وزيرا و بعض أولدته من غير أب و آتيته البينات و أيدته بروح القدس و كل شرعت له شريعة و نهجت له منهاجا و تخيرت له أوصياء مستحفظا بعد مستحفظ من مدة إلى مدة إقامة لدينك و حجة على عبادك و لئلا يزول الحق عن مقره و يغلب الباطل على أهله و لئلا يقول أحد لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا منذرا و أقمت لنا علما هاديا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى إلى أن انتهيت بالأمر إلى حبيبك و نجيبك محمد ص فكان كما انتجبته سيد من خلقته و صفوة من اصطفيته و أفضل من اجتبيته و أكرم من اعتمدته قدمته على أنبيائك و بعثته إلى الثقلين من عبادك و أوطأته مشارقك و مغاربك و سخرت له البراق و عرجت بروحه إلى سمائك و أودعته علم ما كان و ما يكون إلى انقضاء خلقك ثم نصرته بالرعب و حففته بجبرئيل و ميكائيل و المسومين من ملائكتك و وعدته أن تظهر دينه عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ و ذلك بعد أن بوأته مبوأ صدق من أهله و جعلت له و لهم أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً و قلت إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ثم جعلت أجر محمد صلواتك عليه و آله مودتهم في كتابك فقلت لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و قلت ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ و قلت ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا فكانوا هم السبيل إليك و المسلك إلى رضوانك

   فلما انقضت أيامه أقام وليه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما و على آلهما هاديا إذ كان هو المنذر وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ فقال و الملأ أمامه من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و قال من كنت نبيه فعلي أميره و قال أنا و علي من شجرة واحدة و سائر الناس من شجر شتى و أحله محل هارون من موسى فقال أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و زوجه ابنته سيدة نساء العالمين و أحل له من مسجده ما حل له و سد الأبواب إلا بابه ثم أودعه علمه و حكمته فقال أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها ثم قال أنت أخي و وصيي و وارثي لحمك لحمي و دمك دمي و سلمك سلمي و حربك حربي و الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي و أنت غدا على الحوض خليفتي و أنت تقضي ديني و تنجز عداتي و شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي في الجنة و هم جيراني و لو لا أنت يا علي لم يعرف المؤمنين بعدي و كان بعده هدى من الضلال و نورا من العمى و حبل الله المتين و صراطه المستقيم لا يسبق بقرابة في رحم و لا بسابقة في دين و لا يلحق في منقبة يحذو حذو الرسول صلى الله عليهما و آلهما و يقاتل على التأويل و لا تأخذه في الله لومة لائم قد وتر فيه صناديد العرب و قتل أبطالهم و ناهش ذؤبانهم فأودع قلوبهم أحقادا بدرية و خيبرية و حنينية و غيرهن فأضبت على عداوته و أكبت على منابذته حتى قتل الناكثين و القاسطين و المارقين و لما قضى نحبه و قتله أشقى الآخرين يتبع أشقى الأولين لم يمتثل أمر رسول الله ص في الهادين بعد الهادين و الأمة مصرة على مقته مجتمعة على قطيعة رحمه و إقصاء ولده إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم فقتل من قتل و سبي من سبي و أقصي من أقصي و جرى القضاء لهم بما يرجى له حسن المثوبة و كانت الأرض لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ   و سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا وَ لَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فعلى الأطايب من أهل بيت محمد و علي صلى الله عليهما و آلهما فليبك الباكون و إياهم فليندب النادبون و لمثلهم فلتدر الدموع و ليصرخ الصارخون و يعج العاجون أين الحسن أين الحسين أين أبناء الحسين صالح بعد صالح و صادق بعد صادق أين السبيل بعد السبيل أين الخيرة بعد الخيرة أين الشموس الطالعة أين الأقمار المنيرة أين الأنجم الزاهرة أين أعلام الدين و قواعد العلم أين بقية الله التي لا تخلو من العترة الهادية أين المعد لقطع دابر الظلمة أين المنتظر لإقامة الأمت و العوج أين المرتجى لإزالة الجور و العدوان أين المدخر لتجديد الفرائض و السنن أين المتخير لإعادة الملة و الشريعة أين المؤمل لإحياء الكتاب و حدوده أين محيي معالم الدين و أهله أين قاصم شوكة المعتدين أين هادم أبنية الشرك و النفاق أين مبيد أهل الفسوق و العصيان و الطغيان أين حاصد فروع الغي و النفاق أين طامس آثار الزيغ و الأهواء أين قاطع حبائل الكذب و الافتراء أين مبيد العتاة و المردة أين مستأصل أهل العناد و التظليل و الإلحاد أين معز الأولياء و مذل الأعداء أين جامع الكلم على التقوى أين باب الله الذي منه يؤتى أين وجه الله الذي يتوجه إليه الأولياء أين السبب المتصل بين الأرض و السماء أين صاحب يوم الفتح و ناشر راية الهدى أين مؤلف شمل الصلاح و الرضا أين الطالب بذحول الأنبياء أين المطالب بكربلاء أين المنصور على من اعتدى عليه و افترى أين المضطر الذي يجاب إذا دعا أين صدر الخلائف ذو البر و التقوى أين ابن النبي المصطفى و ابن علي المرتضى و ابن خديجة الغراء و ابن فاطمة الكبرى بأبي أنت و أمي و نفسي لك الوقاء و الحمى يا ابن السادة المقربين يا ابن النجباء الأكرمين يا ابن الهداة المهديين يا ابن الغطارفة الأنجبين

   يا ابن الأطايب المستظهرين يا ابن الخضارمة المنتجبين يا ابن القماقمة الأكبرين يا ابن البدور المنيرة يا ابن السرج المضيئة يا ابن الشهب الثاقبة يا ابن الأنجم الزاهرة يا ابن السبل الواضحة يا ابن الأعلام اللائحة يا ابن العلوم الكاملة يا ابن السنن المشهورة يا ابن المعالم المأثورة يا ابن المعجزات الموجودة يا ابن الدلائل المشهودة يا ابن الصراط المستقيم يا ابن النبإ العظيم يا ابن من هو في أم الكتاب لدى الله علي حكيم يا ابن الآيات و البينات يا ابن الدلائل الظاهرات يا ابن البراهين الباهرات يا ابن الحجج البالغات يا ابن النعم السابغات يا ابن طه و المحكمات يا ابن يس و الذاريات يا ابن الطور و العاديات يا ابن من دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى دنوا و اقترابا من العلي الأعلى ليت شعري أين استقرت بك النوى بل أي أرض تقلك أو ثرى أ برضوى أم غيرها أم ذي طوى عزيز علي أن أرى الخلق و لا ترى و لا أسمع لك حسيسا و لا نجوى عزيز علي أن تحيط بك دوني البلوى و لا ينالك مني ضجيج و لا شكوى بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا بنفسي أنت أمنية شائق يتمنى من مؤمن و مؤمنة ذكرا فحنا بنفسي أنت من عقيد عز لا يسامى بنفسي أنت من أثيل مجد لا يجازى بنفسي أنت من تلاد نعم لا تضاهى بنفسي أنت من نصيف شرف لا يساوى إلى متى أجار فيك يا مولاي و إلى متى و أي خطاب أصف فيك و أي نجوى عزيز علي أن أجاب دونك و أناغى عزيز علي أن أبكيك و يخذلك الورى عزيز علي أن يجري عليك دونهم ما جرى هل من معين فأطيل معه العويل و البكاء هل من جزوع فأساعد جزعه إذا خلا هل قذيت عين فساعدتها عيني على القذى هل إليك يا ابن أحمد سبيل فتلقى هل يتصل يومنا منك بغده فنحظى متى نرد مناهلك الروية فنروى متى ننتفع   من عذب مائك فقد طال الصدى متى نغاديك و نراوحك فنقر منها عينا متى ترانا نراك و قد نشرت لواء النصر ترى أ ترانا نحف بك و أنت تؤم الملأ و قد ملأت الأرض عدلا و أذقت أعداءك هوانا و عقابا و أبرت العتاة و جحدة الحق و قطعت دابر المتكبرين و اجتثثت أصول الظالمين و نحن نقول الحمد لله رب العالمين اللهم أنت كشاف الكرب و البلوى و إليك أستعدي فعندك العدوى و أنت رب الآخرة و الأولى فأغث يا غياث المستغيثين عبيدك المبتلى و أره سيده يا شديد القوى و أزل عنه به الأسى و الجوى و برد غليله يا من عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى و من إليه الرجعى و المنتهى اللهم و نحن عبيدك الشائقون إلى وليك المذكر بك و بنبيك خلقته لنا عصمة و ملاذا و أقمته لنا قواما و معاذا و جعلته للمؤمنين منا إماما فبلغه منا تحية و سلاما و زدنا بذلك يا رب إكراما و اجعل مستقره لنا مستقرا و مقاما و أتمم نعمتك بتقديمك إياه أمامنا حتى توردنا جنانك و مرافقة الشهداء من خلصائك اللهم صل على محمد و آل محمد و صل على محمد جده و رسولك السيد الأكبر و على أبيه السيد الأصغر و جدته الصديقة الكبرى فاطمة بنت محمد و على من اصطفيت من آبائه البررة و عليه أفضل و أكمل و أتم و أدوم و أكبر و أوفر ما صليت على أحد من أصفيائك و خيرتك من خلقك و صل عليه صلاة لا غاية لعددها و لا نهاية لمددها و لا نفاد لأمدها اللهم و أقم به الحق و أدحض به الباطل و أدل به أولياءك و أذلل به أعداءك و صل اللهم بينا و بينه وصلة تؤدي إلى مرافقة سلفه و اجعلنا ممن يأخذ بحجزتهم و يمكث في ظلهم و أعنا على تأدية حقوقه إليه و الاجتهاد في طاعته و الاجتناب عن معصيته و امنن علينا برضاه و هب لنا رأفته و رحمته و دعاءه و خيره ما ننال   به سعة من رحمتك و فوزا عندك و اجعل صلاتنا به مقبولة و ذنوبنا به مغفورة و دعاءنا به مستجابا و اجعل أرزاقنا به مبسوطة و همومنا به مكفية و حوائجنا به مقضية و أقبل إلينا بوجهك الكريم و اقبل تقربنا إليك و انظر إلينا نظرة رحيمة نستكمل بها الكرامة عندك ثم لا تصرفها عنا بجودك و اسقنا من حوض جده ص بكأسه و بيده ريا رويا هنيئا سائغا لا ظمأ بعده يا أرحم الراحمين

 ثم صل صلاة الزيارة و قد تقدم وصفها ثم تدعو بما أحببت فإنك تجاب إن شاء الله تعالى أقول قال محمد بن المشهدي في المزار الكبير قال محمد بن علي بن أبي قرة نقلت من كتاب أبي جعفر محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري. أقول و ذكر مثل ما ذكره السيد سواء و أظن أن السيد أخذه منه إلا أنه لم يذكر الصلاة في آخره

 ثم قال السيد رحمه الله ذكر ما يزار به مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه كل يوم بعد صلاة الفجر اللهم بلغ مولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه عن جميع المؤمنين و المؤمنات في مشارق الأرض و مغاربها و برها و بحرها و سهلها و جبلها حيهم و ميتهم و عن والدي و ولدي و عني من الصلوات و التحيات زنة عرش الله و مداد كلماته و منتهى رضاه و عدد ما أحصاه كتابه و أحاط به علمه به اللهم أجدد له في هذا اليوم و في كل يوم عهدا و عقدا و بيعة له في رقبتي اللهم فكما شرفتني بهذا التشريف و فضلتني بهذه الفضيلة و خصصتني بهذه النعمة فصل على مولاي و سيدي صاحب الزمان و اجعلني من أنصاره و أشياعه و الذابين عنه و اجعلني من المستشهدين بين يديه طائعا غير مكره في الصف الذي نعت أهله في كتابك فقلت صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ على طاعتك و طاعة   رسوله و آله ع اللهم هذه بيعة له في عنقي إلى يوم القيامة

 أقول وجدت في بعض الكتب القديمة بعد ذلك و يصفق بيده اليمنى على اليسرى

 ثم قال السيد رضي الله عنه ذكر العهد المأمور به في زمان الغيبة روي عن جعفر بن محمد الصادق ع أنه قال من دعا إلى الله تعالى أربعين صباحا بهذا العهد كان من أنصار قائمنا فإن مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره و أعطاه بكل كلمة ألف حسنة و محا عنه ألف سيئة و هو هذا اللهم رب النور العظيم و رب الكرسي الرفيع و رب الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ و منزل التوراة و الإنجيل و الزبور و رب الظل و الحرور و منزل القرآن العظيم و رب الملائكة المقربين و الأنبياء المرسلين اللهم إني أسألك بوجهك الكريم و بنور وجهك المنير و ملكك القدير يا حي يا قيوم أسألك باسمك الذي أشرقت به السماوات و الأرضون و باسمك الذي يصلح به الأولون و الآخرون يا حي قبل كل حي يا حي بعد كل حي حين لا حي يا محيي الموتى و مميت الأحياء يا حي لا إله إلا أنت اللهم بلغ مولانا الإمام الهادي المهدي القائم بأمرك صلوات الله عليه و على آبائه الطاهرين عن جميع المؤمنين و المؤمنات في مشارق الأرض و مغاربها سهلها و جبلها و برها و بحرها و عني و عن والدي من الصلوات زنة عرش الله و مداد كلماته و ما أحصاه علمه و أحاط به كتابه اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا و ما عشت من أيامي عهدا و عقدا و بيعة له في عنقي لا أحول عنها و لا أزول أبدا اللهم اجعلني من أنصاره و أعوانه و الذابين عنه و المسارعين إليه في قضاء حوائجه و المحامين عنه و السابقين إلى إرادته و المستشهدين بين يديه اللهم إن حال بيني و بينه الموت الذي جعلته على عبادك حتما مقضيا فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي مجردا قناتي ملبيا دعوة الداعي في الحاضر و البادي اللهم أرني الطلعة الرشيدة و الغرة الحميدة و اكحل ناظري بنظرة   مني إليه و عجل فرجه و سهل مخرجه و أوسع منهجه و اسلك بي محجته و أنفذ أمره و اشدد أزره و اعمر اللهم به بلادك و أحي به عبادك فإنك قلت و قولك الحق ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ فأظهر اللهم لنا وليك و ابن بنت نبيك المسمى باسم رسولك حتى لا يظفر بشي‏ء من الباطل إلا مزقه و يحق الحق و يحققه و اجعله اللهم مفزعا لمظلوم عبادك و ناصرا لمن لا يجد له ناصرا غيرك و مجددا لما عطل من أحكام كتابك و مشيدا لما ورد من أعلام دينك و سنن نبيك ص و اجعله اللهم ممن حصنته من بأس المعتدين اللهم و سر نبيك محمد ص برؤيته و من تبعه على دعوته و ارحم استكانتنا بعده اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الأمة بحضوره و عجل لنا ظهوره إنهم يرونه بعيدا و نراه قريبا برحمتك يا أرحم الراحمين ثم تضرب على فخذك الأيمن بيدك ثلاث مرات و تقول العجل يا مولاي يا صاحب الزمان ثلاثا

 ق، ]كتاب العتيق الغروي[ أخبرني السيد عبد الحميد بن فخار بن معد الحسيني قراءة عليه و هو يعارضني بأصل سماعه الذي بخط والده قال أخبرني والدي عن الحسن بن علي بن الدربي عن محمد بن عبد الله الشيباني عن أبي محمد الحسن بن علي عن علي بن إسماعيل عن زكريا بن يحيى بن كثير عن محمد بن علي القرشي عن أحمد بن سعيد عن علي بن الحكم عن الربيع بن محمد عن ابن سليم عن أبي عبد الله ع مثله

 ثم قال السيد رحمه الله فإذا أردت الانصراف من حرمه الشريف فعد إلى السرداب المنيف و صل فيه ما شئت ثم قم مستقبل القبلة و قل اللهم ادفع عن وليك و خليفتك و حجتك على خلقك و لسانك المعبر عنك و الناطق بحكمتك و عينك الناظرة بإذنك و شاهدك على عبادك الجحجاح المجاهد العائذ بك العائد عندك و أعذه من شر جميع ما خلقت و برأت و أنشأت و صورت و احفظه   من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به و احفظ فيه رسولك و آباءه السادة أئمتك و دعائم دينك و اجعله في وديعتك التي لا تضيع و في جوارك الذي لا يخفر و في منعك و عزك الذي لا يقهر و آمنه بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به و اجعله في كنفك الذي لا يرام من كان فيه و انصره بنصرك العزيز و أيده بجندك الغالب و قوه بقوتك و أردفه بملائكتك و وال من والاه و عاد من عاداه و ألبسه درعك الحصينة و حفه بالملائكة حفا اللهم اشعب به الصدع و ارتق به الفتق و أمت به الجور و أظهر به العدل و زين بطور بقائه الأرض و أيده بالنصر و انصره بالرعب و قو ناصريه و اخذل خاذليه و دمدم على من نصب له و دمر على من غشه و اقتل به جبابرة الكفر و عمده و دعائمه و اقصم به رءوس الضلالة و شارعة البدع و مميتة السنة و مقوية الباطل و ذلل به الجبارين و أبر به الكافرين و جميع الملحدين في مشارق الأرض و مغاربها و برها و بحرها و سهلها و جبلها حتى لا تدع منهم ديارا و لا تبقي لهم آثارا اللهم طهر به بلادك و اشف منهم صدور عبادك و أعز به المؤمنين و أحي به سنن المرسلين و دارس حكم النبيين و جدد به ما امتحى من دينك و بدل من حكمك حتى تعيد دينك به و على يديه جديدا غضا محضا صحيحا لا عوج فيه و لا بدعة معه و حتى تنير بعدله ظلم الجور و تطفئ به نيران الكفر و توضح به معاقد الحق و مجهول العدل فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك و اصطفيته على غيبك و عصمته من الذنوب و برأته من العيوب و طهرته من الرجس و سلمته من الدنس اللهم فإنا نشهد له يوم القيامة و يوم حلول الطامة أنه لم يذنب ذنبا و لا أتى حوبا و لم يرتكب معصية و لم يضيع لك طاعة و لم يهتك لك حرمة و لم يبدل لك فريضة و لم يغير لك شريعة و أنه الهادي المهتدي الطاهر

   التقي النقي الرضي المرضي الزكي اللهم أعطه في نفسه و أهله و ذريته و أمته و جميع رعيته ما تقر به عينه و تسر به نفسه و تجمع له ملك الممالك قريبها و بعيدها و عزيزها و ذليلها حتى يجري حكمه على كل حكم و يغلب بحقه على كل باطل اللهم اسلك بنا على يديه منهاج الهدى و المحجة العظمى و الطريقة الوسطى التي يرجع إليها الغالي و يلحق بها التالي و قونا على طاعته ثبتنا على متابعته و امنن علينا بمبايعته و اجعلنا في حزبه القوامين بأمره الصابرين معه الطالبين رضاك بمناصحته حتى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره و أعوانه و مقوية سلطانه و اجعل ذلك خالصا من كل شك و شبهة و رياء و سمعة حتى لا نعتمد به غيرك و لا نطلب به إلا وجهك و حتى تحلنا محله و تجعلنا في الجنة معه و أعذنا من السامة و الكسل و الفترة و اجعلنا ممن تنتصر به لدينك و تعز به نصر وليك و لا تستبدل بنا غيرنا فإن استبدالك بنا غيرنا عليك يسير و هو علينا كبير اللهم نور به كل ظلمة و هد بركنه كل بدعة و اهدم بعزه كل ضلالة و اقصم به كل جبار و أخمد بسيفه كل نار و أهلك بعدله جور كل جائر و أجر حكمه على كل حاكم و أذل بسلطانه كل سلطان اللهم أذل كل من ناواه و أهلك كل من عاداه و امكر بمن كاده و استأصل من جحد حقه و استهان بأمره و سعى في إطفاء نوره و أراد إخماد ذكره اللهم صل على محمد المصطفى و علي المرتضى و فاطمة الزهراء و الحسن الرضي و الحسين المصفى و جميع أوصياء مصابيح الدجى و أعلام الهدى و منار التقى و العروة الوثقى و الحبل المتين و الصراط المستقيم و صل على وليك و ولاة عهدك و الأئمة من ولده و مد في أعمارهم و زد في آجالهم و بلغهم أقصى آمالهم دينا و دنيا و آخرة إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ   ثم ادع الله كثيرا و انصرف مسعودا إن شاء الله تعالى

 أقول إلى هذا انتهى ما نقلناه و أخرجناه من كتاب مصباح الزائر

 و قال الكفعمي رحمه الله في مصباحه روى يونس بن عبد الرحمن عن الرضا عليه السلام أنه كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر ع بهذا الدعاء اللهم ادفع عن وليك و خليفتك و ساق الدعاء مثل ما مر إلى قوله و هو علينا كبير ثم أورد بعده هذه الزيارة اللهم صل على ولاة عهده و الأئمة من بعده و بلغهم آمالهم و زد في آجالهم و أعز نصرهم و تمم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم و ثبت دعائمهم و اجعلنا لهم أعوانا و على دينك أنصارا فإنهم معادن كلماتك و خزان علمك و أركان توحيدك و دعائم دينك و ولاة أمرك و خالصتك من عبادك و صفوتك من خلقك و أولياؤك و سلائل أوليائك و صفوة أولاد نبيك و السلام عليهم و رحمة الله و بركاته

 و أقول وجدت في نسخة قديمة من مؤلفات أصحابنا ما هذا لفظه استئذان على السرداب المقدس و الأئمة ع اللهم إن هذه بقعة طهرتها و عقوة شرفتها و معالم زكيتها حيث أظهرت فيها أدلة التوحيد و أشباح العرش المجيد الذين اصطفيتهم ملوكا لحفظ النظام و اخترتهم رؤساء لجميع الأنام و بعثتهم لقيام القسط في ابتداء الوجود إلى يوم القيامة ثم مننت عليهم باستنابة أنبيائك لحفظ شرائعك و أحكامك فأكملت باستخلافهم رسالة المنذرين كما أوجبت رئاستهم في فطر المكلفين فسبحانك من إله ما أرأفك و لا إله إلا أنت من ملك ما أعدلك حيث طابق صنعك ما فطرت عليه العقول و وافق حكمك ما قررته في المعقول و المنقول فلك الحمد على تقديرك الحسن الجميل و لك الشكر على قضائك المعلل بأكمل التعليل فسبحان من لا يسأل عن فعله و لا ينازع في أمره و سبحان من كَتَبَ عَلى   نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ قبل ابتداء خلقه و الحمد لله الذي من علينا بحكام يقومون مقامه لو كان حاضرا في المكان و لا إله إلا الله الذي شرفنا بأوصياء يحفظون الشرائع في كل الأزمان و الله أكبر الذي أظهرهم لنا بمعجزات يعجز عنها الثقلان و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم الذي أجرانا على عوائده الجميلة في الأمم السالفين اللهم فلك الحمد و الثناء العلي كما وجب لوجهك البقاء السرمدي و كما جعلت نبينا خير النبيين و ملوكنا أفضل المخلوقين و اخترتهم عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ وفقنا للسعي إلى أبوابهم العامرة إلى يوم الدين و اجعل أرواحنا تحن إلى موطن أقدامهم و نفوسنا تهوى النظر إلى مجالسهم و عرصاتهم حتى كأننا نخاطبهم في حضور أشخاصهم فصلى الله عليهم من سادة غائبين و من سلالة طاهرين و من أئمة معصومين اللهم فأذن لنا بدخول هذه العرصات التي استعبدت بزيارتها أهل الأرضين و السماوات و أرسل دموعنا بخشوع المهابة و ذلل جوارحنا بذل العبودية و فرض الطاعة حتى نقر بما يجب لهم من الأوصاف و نعترف بأنهم شفعاء الخلائق إذا نصبت الموازين في يوم الأعراف و الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى محمد و آله الطاهرين ثم قبل العتبة و ادخل خاشعا باكيا فإنه الإذن منهم صلوات الله عليهم أجمعين

 و قال الشيخ المفيد و الشهيد و مؤلف المزار الكبير رحمهم الله في وصف زيارته ع فإذا فرغت من زيارة جده و أبيه فقف على باب حرمه فقل السلام عليك يا خليفة الله و خليفة آبائه المهديين السلام عليك يا وصي الأوصياء الماضين السلام عليك يا حافظ أسرار رب العالمين السلام عليك يا   بقية الله من الصفوة المنتجبين السلام عليك يا ابن الأنوار الزاهرة السلام عليك يا ابن الأعلام الباهرة السلام عليك يا ابن العترة الطاهرة السلام عليك يا معدن العلوم النبوية السلام عليك يا باب الله الذي لا يؤتى إلا منه السلام عليك يا سبيل الله الذي من سلك غيره هلك السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى و سدرة المنتهى السلام عليك يا نور الله الذي لا يطفى السلام عليك يا حجة الله التي لا تخفى السلام عليك يا حجة الله على من في الأرض و السماء السلام عليك سلام من عرفك بما عرفك به الله و نعتك ببعض نعوتك التي أنت أهلها و فوقها أشهد أنك الحجة على من مضى و من بقي و أن حزبك هم الغالبون و أولياءك هم الفائزون و أعداءك هم الخاسرون و أنك خازن كل علم و فاتق كل رتق و محقق كل حق و مبطل كل باطل رضيتك يا مولاي إماما و هاديا و وليا و مرشدا لا أبتغي بك بدلا و لا أتخذ من دونك وليا أشهد أنك الحق الثابت الذي لا عيب فيه و أن وعد الله فيك حق لا أرتاب لطول الغيبة و بعد الأمد و لا أتحير مع من جهلك و جهل بك منتظر متوقع لأيامك و أنت الشافع الذي لا تنازع و الولي الذي لا تدافع ذخرك الله لنصرة الدين و إعزاز المؤمنين و الانتقام من الجاحدين المارقين أشهد أن بولايتك تقبل الأعمال و تزكى الأفعال و تضاعف الحسنات و تمحى السيئات فمن جاء بولايتك و اعترف بإمامتك قبلت أعماله و صدقت أقواله و تضاعفت حسناته و محيت سيئاته و من عدل عن ولايتك و جهل معرفتك و استبدل بك غيرك كبه الله على منخره في النار و لم يقبل الله له عملا و لم يقم له يوم القيامة وزنا أشهد الله و أشهد ملائكته و أشهدك يا مولاي بهذا ظاهره كباطنه و سره كعلانيته و أنت الشاهد على ذلك و هو عهدي إليك و ميثاقي لديك إذ أنت نظام الدين و يعسوب المتقين و عز الموحدين و بذلك أمرني رب العالمين فلو تطاولت الدهور و تمادت الأعمار لم أزدد فيك إلا يقينا و لك إلا حبا و

   عليك إلا متكلا و معتمدا و لظهورك إلا متوقعا و منتظرا و لجهادي بين يديك مترقبا فأبذل نفسي و مالي و ولدي و أهلي و جميع ما خولني ربي بين يديك و التصرف بين أمرك و نهيك مولاي فإن أدركت أيامك الزاهرة و أعلامك الباهرة فها أنا ذا عبدك المتصرف بين أمرك و نهيك أرجو به الشهادة بين يديك و الفوز لديك مولاي فإن أدركني الموت قبل ظهورك فإني أتوسل بك و بآبائك الطاهرين إلى الله تعالى و أسأله أن يصلي على محمد و آل محمد و أن يجعل لي كرة في ظهورك و رجعة في أيامك لأبلغ من طاعتك مرادي و أشفي من أعدائك فؤادي مولاي وقفت في زيارتك موقف الخاطئين النادمين الخائفين من عقاب رب العالمين و قد اتكلت على شفاعتك و رجوت بموالاتك و شفاعتك محو ذنوبي و ستر عيوبي و مغفرة زللي فكن لوليك يا مولاي عند تحقيق أمله و اسأل الله غفران زلله فقد تعلق بحبلك و تمسك بولايتك و تبرأ من أعدائك اللهم صل على محمد و آله و أنجز لوليك ما وعدته اللهم أظهر كلمته و أعل دعوته و انصره على عدوه و عدوك يا رب العالمين اللهم صل على محمد و آل محمد و أظهر كلمتك التامة و مغيبك في أرضك الخائف المترقب اللهم انصره نصرا عزيزا و افتح له فتحا قريبا يسيرا اللهم و أعز به الدين بعد الخمول و أطلع به الحق بعد الأفول و اجل به الظلمة و اكشف به الغمة اللهم و آمن به البلاد و اهد به العباد اللهم املأ به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا إنك سميع مجيب السلام عليك يا ولي الله ائذن لوليك في الدخول إلى حرمك صلوات الله عليك و على آبائك الطاهرين و رحمة الله و بركاته ثم ائت سرداب الغيبة و قف بين البابين ماسكا جانب الباب بيدك ثم تنحنح كالمستأذن و سم و انزل و عليك السكينة و الوقار و صل ركعتين في عرصة   السرداب و قل الله أكبر الله أكبر و لله الحمد الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا

 أقول و ساقوا الزيارة و الصلاة و الدعاء مثل ما أوردناه سابقا برواية السيد إلى قوله و انفعني بحبهم يا رب العالمين

 ثم قالوا قدس الله أرواحهم و روي بطريق آخر أن تقول عند نزول السرداب السلام على الحق الجديد و ساقوا مثل ما مر إلى قوله و الأخذ بيدي في ديني و دنياي و آخرتي لي و لكافة إخواني المؤمنين و المؤمنات إنه غفور رحيم و صلى الله على سيدنا محمد رسول الله و آله الطاهرين ثم تصلي صلاة الزيارة اثنتي عشرة ركعة كل ركعتين بتسليمة ثم تدعو بعدها بالدعاء المروي عنه ع و هو اللهم عظم البلاء و برح الخفاء و انكشف الغطاء و ضاقت الأرض و منعت السماء و إليك يا رب المشتكى و عليك المعول في الشدة و الرخاء اللهم صل على محمد و آله الذين فرضت علينا طاعتهم فعرفتنا بذلك منزلتهم فرج عنا بحقهم فرجا عاجلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ من ذلك يا محمد يا علي يا علي يا محمد انصراني فإنكما ناصراي و اكفياني فإنكما كافياي يا مولاي يا صاحب الزمان الغوث الغوث الغوث أدركني أدركني أدركني

 ثم قال المفيد و الشهيد رحمهما الله ثم عد إلى العسكريين صلوات الله عليهما فزر أم الحجة و ذكراها مثل ما تقدم ثم اعلم أنه يستحب زيارته صلوات الله عليه في كل مكان و زمان و في السرداب المقدس و عند قبور أجداده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين أفضل و في الأزمنة الشريفة لا سيما ليلة ميلاده و هي النصف من شعبان على الأصح و ليلة القدر التي تنزل عليه فيها الملائكة و الروح أنسب و قد مر الخبر في زيارة الإمام الموجود في باب زيارة الحسين ع من البعيد فلا تغفل  

 ق، ]كتاب العتيق الغروي[ زيارة مولانا الخلف الصالح صاحب الزمان ع السلام عليك يا خليفة الله و ساق الزيارة نحوا مما مر إلى قوله و رحمة الله و بركاته

و لنوضح بعض ما يحتاج من الزيارات و الأدعية السابقة إلى البيان و الله المستعان. قوله بدر التمام كذا في النسخ بدون اللام من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة بتقدير أي بدر النور التمام يقال قمر تمام بكسر التاء و فتحها و الكسر أفصح إذا لم يكن فيه نقص و الصمصام السيف القاطع الذي لا ينثني و الهام جمع الهامة و هي الرأس. و القمقام بالفتح و قد يضم السيد و البحر و العدد الكثير و الهمام كغراب الملك العظيم الهمة و السيد الشجاع السخي و خاض الغمرات أي اقتحمها و دخلها مبادرا و غمرة الشي‏ء شدته و مزدحمه و من الناس جماعتهم أي الدخال بين الجماعات الكثيرة للقتال من غير مبالاة أو في الشدائد و عظائم الأمور و الحزون جمع الحزن كالوعور جمع الوعر و هما ما غلظ من الأرض فيهما ليسا على سياق ما سبق قوله حتى لا يشرك لعل فاعله محذوف أي أحد. و الغطارفة بالغين المعجمة و الطاء المهملة جمع الغطريف بالكسر و هو السيد الشريف و الخضارمة بالخاء و الضاد المعجمتين جمع خضرم بكسر الخاء و الراء و هو البئر الكثيرة الماء و البحر الغطمطم و الكثير من كل شي‏ء و الواسع و الجواد المعطاء و السيد الحمول و الثاقبة المضيئة و النوى الدار و التحول من مكان إلى آخر. و رضوى كسكرى جبل بالمدينة يروى أنه ع قد يكون هناك و طوى بالضم و الكسر و قد ينون واد بالشام و ذو طوى مثلثة الطاء و قد ينون أيضا موضع قرب مكة و الحسيس الصوت الخفي و الوقيد المتوقد المشتعل و دوائر الدهر صروفه التي تدور و تحيط بالإنسان و دائرة السوء ما يدور عليه و يسوؤه و البغتة المفاجأة و الجهرة العلانية و الوغر بالغين المعجمة الحقد و الضغن و العداوة و التوقد من الغيظ.   قوله لا لأمر الله تعقلون يتوهم من كلامه أن هذه الفقرات من أجزاء الزيارة لا سيما و قد سقط من النسخ ما مر في رواية الإحتجاج من قوله ع إذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى و إلينا فقولوا كما قال الله تعالى سلام على آل ياسين فقوله سلام على آل ياسين أول الزيارة أو ما بعده فيكون ذكر الآية للاستشهاد لا لأن تذكر في الزيارة و إنما أعدنا هاهنا للاختلاف الكثير بينهما. قوله ع و من تقديره منائح العطاء المنائح جمع المنيحة و هي العطية و تطلق غالبا في منحة اللبن كالناقة أو الشاة تعطيها غيرك يحتلبها ثم يردها عليك فيكون المراد بها الفوائد الدنيوية لكونها عارية و التعميم أظهر. و قوله منائح إما منصوب بمفعولية التقدير فقوله إنفاذه مبتدأ و من تقديره خبره و بكم متعلق بإنفاذه و المعنى أن من جملة ما قدر الله تعالى في عطاياه أن جعل إنفاذها محتوما مقرونا بالحصول أو بعضها ببعض ببركتكم و وسيلتكم فما شي‏ء منه إلا أنتم سببه و إفراد ضمير إنفاذه لرجوعه إلى العطاء أو مرفوع فيحتمل وجوها. الأول أن يكون منائح العطاء مبتدأ و من تقديره خبره و قوله بكم إنفاذه جملة مستأنفة فكان سائلا سأل كيف قدره فقال بكم إنفاذه. الثاني أن يكون إنفاذه بدل اشتمال لقوله منائح العطاء و المعنى من تقديره إنفاذ منائح العطاء بكم. الثالث أن يكون قوله منائح العطاء مبتدأ و قوله بكم إنفاذه خبره و يكون الجملة مع الظرف المتقدم جملة أي من تقديره هذا الحكم و هذه القضية قوله خياره لوليكم نعمة أي كل ما اختاره لوليكم من الراحة و البلايا و المصائب فهو نعمة له بخلاف المصائب التي ترد على أعدائكم فإنها انتقام و سخط قوله ع يا صاحب المرأى و المسمع أي الذي يرى الخلائق و يسمع كلامهم من غير أن يروه قوله بعين الله أي بعلمه أو بحفظه و حراسته قال

    الفيروزآبادي أنت على عيني أي في الإكرام و الحفظ جميعا و صنع ذلك على عين و عينين و عمد عينين أي تعمده بجد و يقين و ها هو عرض عين أي قريب و قال الحفيظة الحمية و الغضب و الذب عن المحارم. قوله ع و خاتمته أي خاتمة الآخر أو خاتمة أمر الإمامة و الخلافة. قوله ع ما استأثرت به مشيتكم أي اختارته يقال استأثر بالشي‏ء أي استبد به و خص به نفسه و في بعض النسخ المصححة القديمة و الممحو ما استأثرت به سنتكم بدون حرف النفي فالمعنى أن قدركم في الواقع بلغ إلى درجة يجرى القضاء على وفق مشيتكم و جهل قدركم في الناس بحيث يمحون و يتركون ما جرت به سنتكم. و الحرد القصد و حرد يحرد حرودا أي تنحى عن قومه و نزل منفردا و لم يخالطهم و الحرد أيضا الغضب قوله ع فيما دنت أي اعتقدت و جعلته ديني أو عبدت الله به قوله ع أنت الجاه أي ذو الجاه و القدر و المنزلة. قوله ع أسألك باسمك الذي خلقته أي القائم ع و هو الاسم الذي استأثر به و لم يخبر به أحدا من خلقه كما مر في باب الأسماء من كتاب التوحيد و لا يبعد أن يكون في الأصل من ذاتك فيكون الضمير راجعا إلى الاسم أو يكون خلقت بدون الضمير أي خلقت الأشياء من ذلك الاسم. قوله يا ابن شجرة طوبى و سدرة المنتهى قال الكفعمي رحمه الله قلت يريد أنه ع صاحبهما و العالم بهما و المرتقى فضله عليهما و من سنة العرب إضافة العظيم إلى العظيم إذا أرادوا المدح فيقولون الكعبة بيت الله و الحجاج وفد الله و أهل القرآن هم أهل الله و السلطان ظل الله في الأرض و يقولون للرجل الجلد ابن الأيام و للسيد ابن جلا و ابن أقوال هو المنطيق المقتدر على الكلام   و ابن مدينتها و ابن بلدتها و ابن نجدتها العالم بها انتهى كلامه رحمه الله و أينع الثمر حان قطافه و نضج و غرد الطائر كفرح و غرد تغريدا و أغرد و تغرد رفع صوته و طرب به و الهد الهدم الشديد و الكسر و القد القطع المستأصل أو المستطيل أو الشق طولا و القصف الكسر و المطرد كمنبر رمح صغير و التخريق لا يناسبه و لعل فيه تصحيفا و قال الجزري الوطء في الأصل الدوس بالقدم فسمي به الغزو و القتل لأن من يطأ على الشي‏ء برجله فقد استقصى في هلاكه و إهانته و منه الحديث اللهم اشدد وطأتك على مضر أي خذهم أخذا شديدا انتهى و المنون الموت و زخرف الدنيا زينتها و أصله الذهب ثم أطلق على كل مزين و الزبرج بالكسر الزينة من وشي أو جوهر و الذهب و الردء بالكسر العون و الصناديد جمع الصنديد بالكسر و هو السيد الشجاع و الأبطال جمع البطل بالتحريك و هو الشجاع. قوله ع و ناهش ذؤبانهم في بعض النسخ ناوش يقال نهشه أي عضه أو أخذه بأضراسه و المناوشة المناولة في القتال و الذؤبان بالهمز جمع الذئب و ذؤبان العرب صعاليكهم و لصوصهم قوله ع فأضبت على عداوته يقال أضب على الشي‏ء إذا أمسكه و في بعض النسخ بالصاد المهملة و النون يقال أصن على الأمر إذا أصر فيه و أكب على الأمر أقبل و لزم و المنابذة المحاربة و القصاة أبعده و ندب الميت كنصر بكاه و عدد محاسنه. قوله فلتدر الدموع الدر السيلان و في كثير من النسخ فلتذرف من قولهم ذرف الدمع أي سال و العج رفع الصوت و الأمت الانخفاض و الارتفاع و الاختلاف في الشي‏ء و الذحل طلب المكافاة بالجناية قوله ع و افترى في بعض النسخ القديمة على من اعتدى و انتزى و الانتزاء الوثوب إلى الشر قوله من عقيد عز أي الذي عقد و شد عليه العز فلا يدقه أو عز معقود و منه ما ورد

    في الدعاء أسألك بمعاقد العز من عرشك أو المعنى حليف العز و معاهده كما يقال فلان عقيد الكرم أي لا يفارقه كأنه وقعت المعاقدة بينهما و الأثيل المتأصل أي ذو مجد أصيل و المساماة المفاخرة و المغالبة في السمو و الرفعة. قوله لا يجازى كذا في النسخ و الأظهر لا يحاذى بالحاء المهملة و الذال المعجمة أي لا يحاذيه و يماثله مجدا أو بالجيم و الراء المهملة من المجاراة في الكلام و المسابقة و لعله أظهر و التلاد القديم و المضاهاة المشابهة قوله ع من نصيف شرف أي سهيم شرف مأخوذ من النصف كأنه أخذ نصف الشرف و سائر الخلق نصفه و النصيف أيضا العمامة فيمكن أن يكون على الاستعارة أي أنه مزين الشرف و قال الجوهري المناغاة المغازلة و المرأة تناغي الصبي أي تكلمه بما يعجبه و يسره و قال القذى في العين و الشراب ما يسقط فيه و قذيت عينه تقذى إذا سقطت في عينه قذاة. قوله ع هل يتصل يومنا منك بغده أي نراك يوما بعد يوم أو المراد باليوم أيام الفراق و بالغد أيام الوصال و قوله فنحظى من الحظوة و هي القدر و المنزلة من باب علم و نقع بالماء كمنع روي و أنقعه الماء أرواه و الصدى بالتحريك العطش قوله دابر المتكبرين أي آخر من يبقى منهم كناية عن استيصالهم و الجث القطع و انتزاع الشجر من أصله و يقال استعداه أي استعانه و استنصره و العدوى النصرة و الأسى بالفتح مقصورا الحزن و الجوى كذلك المرض و داء الجوف إذا تطاول و الغليل شدة العطش و حرارة الجوف. قوله و التائقون أي المشتاقون و أدحضه أبطله و الإدالة الغلبة و قال في النهاية في الحديث إن الرحم أخذت بحجزة الرحمن أي اعتصمت   به و التجأت إليه مستجيرة و أصل الحجزة موضع شد الإزار ثم قيل للإزار حجزة للمجاورة فاستعاره للاعتصام و الالتجاء و التمسك بالشي‏ء و التعلق به و منه الحديث الآخر يا ليتني آخذ بحجزة الله أي بسبب منه. قوله ع و الغرة الحميدة قال الكفعمي أي البيضاء المحمودة و الأغر الأبيض المشرق و منه سمي النجم بالغرار لبياضه و إشراقه و الغرة ابيضاض في جبهة الفرس و الغرة الحسن. قوله ع و اكحل ناظري في بعض النسخ و اكحل مرهي يقال مرهت العين مرها إذا فسدت لترك الكحل فإسناد الإكحال إليه مجاز و الأزر الشدة و القوة و الظهر و دمدم القوم طحنهم فأهلكهم و التدمير الإهلاك و الحوب بالضم و الفتح الإثم. قوله و الأئمة من بعده قال الكفعمي في الحاشية أي صل عليه أولا ثم صل عليهم ثانيا من بعد أن تصلي عليه و يريد بالأئمة من بعده أولاده لأنهم علماء أشراف و العالم إمام من اقتدى به و يدل عليه قوله و الأئمة من ولده في الدعاء المروي عن المهدي ع انتهى. أقول على المعنى الذي ذكره لقوله من بعده يحتمل أن يكون المراد بالأئمة آباءه الطاهرين أي بعد أن صليت عليه صل على آباء الطاهرين و يحتمل أن يكون المراد بالأئمة بعده الأئمة الذين يرجعون إلى الدنيا بعد ظهوره و كثير من الأخبار يدل على وجودهم بعده أيضا و قد سبق القول فيه في كتاب الغيبة