باب 1- أصناف القضاة و حال قضاة الجور و الترافع إليهم

 الآيات آل عمران أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ مُعْرِضُونَ النساء أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَ يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيداً وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ إِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً المائدة وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ و قال تعالى وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ و قال تعالى وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ

1-  ج، ]الإحتجاج[ عن عمر بن حنظلة قال سألت أبا عبد الله ع عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان و إلى القضاة أ يحل  ذلك قال ع من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الجبت و الطاغوت المنهي عنه و ما حكم له به فإنما يأخذ سحتا و إن كان حقه ثابتا له لأنه أخذه بحكم الطاغوت و قد أمر الله عز و جل أن يكفر به قال الله عز و جل يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ قلت فكيف يصنعان و قد اختلفا قال ينظران من كان منكم ممن قد روى حديثنا و عرف حلالنا و حرامنا و عرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكم و لم يقبله منه فإنما بحكم الله استخف و علينا رد و الراد علينا كالراد على الله و هو على حد الشرك بالله قلت فإن كان كل واحد منهما اختار رجلا من أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في حقهما فاختلفا فيما حكما فإن الحكمين اختلفا في حديثكم قال إن الحكم ما حكم به أعدلهما و أفقههما و أصدقهما في الحديث و أورعهما و لا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر قلت فإنهما عدلان مرضيان عرفا بذلك لا يفضل أحدهما صاحبه قال ينظر إلى ما كان من روايتهما عنا في ذلك الذي حكما المجمع عليه بين أصحابك فيؤخذ به من حكمهما و يترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك فإن المجمع عليه لا ريب فيه فإنما الأمور ثلاثة أمر بين رشده فيتبع و أمر بين غيه فيجتنب و أمر مشكل يرد حكمه إلى الله عز و جل و إلى رسوله ص و قد قال رسول الله ص حلال بين و حرام بين و شبهات تتردد بين ذلك فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات و من أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات و هلك من حيث لا يعلم قلت فإن كان الخبران عنكما مشهورين قد رواهما الثقات عنكم قال ينظر ما وافق حكمه حكم الكتاب و السنة و خالف العامة فيؤخذ به و يترك ما خالف حكمه حكم الكتاب و السنة و وافق العامة قلت جعلت فداك أ رأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب و السنة ثم وجدنا أحد الخبرين يوافق العامة و الآخر يخالف بأيهما نأخذ من الخبرين قال ينظر إلى ما هم إليه يميلون فإن ما خالف العامة ففيه الرشاد قلت جعلت فداك فإن وافقهم الخبران جميعا قال انظروا إلى ما يميل إليه حكامهم و  قضاتهم فاتركوه جانبا و خذوا بغيره قلت فإن وافق حكامهم الخبرين جميعا قال إذا كان كذلك فارجه و قف عنده حتى تلقى إمامك فإن الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات و الله المرشد

2-  ج، ]الإحتجاج[ عن سعد بن أبي الخصيب قال دخلت أنا و ابن أبي ليلى المدينة فبينا نحن في مسجد الرسول ص إذ دخل جعفر بن محمد ع فقمنا إليه فساءلني عن نفسي و أهلي ثم قال من هذا معك فقلت ابن أبي ليلى قاضي المسلمين فقال نعم ثم قال له تأخذ مال هذا فتعطيه هذا و تفرق بين المرء و زوجه و لا تخاف في هذا أحدا قال نعم قال فبأي شي‏ء تقضي قال بما بلغني عن رسول الله ص و عن أبي بكر و عمر قال فبلغك أن رسول الله ص قال أقضاكم علي قال نعم قال فكيف تقضي بغير قضاء علي ع و قد بلغك هذا قال فاصفر وجه ابن أبي ليلى ثم قال التمس لنفسك زميلا و الله لا أكلمك من رأسي كلمة أبدا

3-  ل، ]الخصال[ جعفر بن علي عن جده الحسن بن عبد الله عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن عن أبي عبد الله ع قال إذا فشت أربعة ظهرت أربعة إذا فشا الزنا ظهرت الزلازل و إذا أمسكت الزكاة هلكت الماشية و إذا جار الحكام في القضاء أمسك القطر من السماء و إذا خفرت الذمة نصر المشركون على المسلمين

 أقول قد سبق مثله في باب المساوي بأسانيد

4-  ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير رفعه إلى أبي عبد الله ع قال القضاة أربعة قاض قضى بالحق و هو لا يعلم أنه حق فهو في النار و قاض قضى بالباطل و هو لا يعلم أنه باطل فهو في النار و قاض قضى بالباطل و هو يعلم أنه باطل فهو في النار و قاض قضى بالحق  و هو يعلم أنه حق فهو في الجنة

5-  ل، ]الخصال[ عن الصادق ع قال لا يطمعن قليل الفقه في القضاء

 أقول تمامه في باب حكمه ع

6-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ اعلم أن القضاة أربعة قاض يقضي بالباطل و هو يعلم أنه باطل فهو في النار و قاض يقضي بالباطل و هو لا يعلم أنه باطل فهو في النار و قاض قضى بالحق و هو لا يعلم أنه حق فهو في النار و قاض قضى بالحق و هو يعلم أنه حق فهو في الجنة فاجتنب القضاء فإنك لا تقيم به

7-  شي، ]تفسير العياشي[ عن يونس مولى علي عن أبي عبد الله ع قال من كانت بينه و بين أخيه منازعة فدعاه إلى رجل من أصحابه يحكم بينهما فأبى إلا أن يرفعه إلى السلطان فهو كمن حاكم إلى الجبت و الطاغوت و قد قال الله يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ إلى قوله بَعِيداً

8-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ فقال يا أبا محمد إنه لو كان لك على رجل حق فدعوته إلى حكام أهل العدل فأبى عليك إلا أن يرافعك إلى حكام أهل الجور ليقضوا له كان ممن حاكم إلى الطاغوت

9-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله ع قال سئل عن الحكومة قال من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر

   -10  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي عبد الرحمن السلمي أن عليا ع مر على قاض فقال هل تعرف الناسخ من المنسوخ قال لا فقال هلكت و أهلكت تأويل كل حرف من القرآن على وجوه

11-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قلت له قول الله وَ لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَ تُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ فقال يا أبا بصير إن الله قد علم أن في الأمة حكاما يجورون أما إنه لم يعن حكام أهل العدل و لكنه عنى حكام أهل الجور يا أبا محمد أما إنه لو كان لك على رجل حق فدعوته إلى حكام أهل العدل فأبى عليك إلا أن يرافعك إلى حكام أهل الجور ليقضوا له كان ممن يحاكم إلى الطاغوت

12-  شي، ]تفسير العياشي[ عن الحسن بن علي قال قرأت في كتاب أبي الأسد إلى أبي الحسن الثاني ع و جوابه بخطه سأل عن تفسير قوله وَ لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَ تُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ قال فكتب إليه الحكام القضاة قال ثم كتب تحته هو أن يعلم الرجل أنه ظالم العاصي و هو غير معذور في أخذه ذلك الذي حكم له به إذا كان قد علم أنه ظالم

13-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من حكم في درهمين حكم جور ثم كبر عليه كان من أهل هذه الآية وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ فقلت يا ابن رسول الله و كيف جبر عليه قال يكون له سوط و سجن فيحكم عليه فإن رضي بحكومته و إلا ضربه بسوطه و حبسه في سجنه

14-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله فقد كفر و من حكم في درهمين فأخطأ كفر

   -15  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير بن علي عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله فهو كافر بالله العظيم

16-  شي، ]تفسير العياشي[ عن بعض أصحابه قال سمعت عمارا يقول على منبر الكوفة ثلاثة يشهدون على عثمان أنه كافر و أنا الرابع و أنا اسم الأربعة ثم قرأ هؤلاء الآيات في المائدة وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ و الظَّالِمُونَ و الْفاسِقُونَ

17-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال قال علي ع من قضى في درهمين بغير ما أنزل الله فقد كفر

18-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي العباس عن أبي عبد الله ع قال من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله فقد كفر قلت كفر بما أنزل الله أو بما أنزل على محمد ص قال ويلك إذا كفر بما أنزل على محمد أ ليس قد كفر بما أنزل الله

19-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن أحمد بن منصور عن أحمد بن الفضل الكناسي قال قال لي أبو عبد الله ع أي شي‏ء بلغني عنكم قلت ما هو قال بلغني أنكم أقعدتم قاضيا بالكناسة قال قلت نعم جعلت فداك رجل يقال له عروة القتات و هو رجل له حظ من عقل نجتمع عنده فنتكلم و نتساءل ثم نرد ذلك إليكم قال لا بأس

20-  كتاب الغايات، قال ع خير الناس قضاة الحق

21-  نهج البلاغة، و من كلامه ع في صفة من يتصدى للحكم بين الأمة و ليس لذلك بأهل إن أبغض الخلائق إلى الله رجلان رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل مشعوف بكلام بدعة و دعاء  ضلالة فهو فتنة لمن افتتن به ضال عن هدى من كان قبله مضل لمن اقتدى به في حياته و بعد وفاته حمال خطايا غيره رهن بخطيئته و رجل قمش جهلا موضع في جهال الأمة غار في أغباش الفتنة عم بما في عقد الهدنة قد سماه أشباه الناس عالما و ليس به بكر فاستكثر من جمع ما قل منه خير مما كثر حتى إذا ارتوى من آجن و اكتنز من غير طائل جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره فإن نزلت به إحدى المبهمات هيأ لها حشوا رثا من رأيه ثم قطع به فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ إن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ و إن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب جاهل خباط جهالات عاش ركاب عشوات لم يعض على العلم بضرس قاطع يذري الروايات إذراء الريح الهشيم لا ملي‏ء و الله بإصدار ما ورد عليه لا يحسب العلم في شي‏ء مما أنكره و لا يرى أن من وراء ما بلغ منه مذهبا لغيره و إن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه تصرخ من جور قضائه الدماء و تعج منه المواريث إلى الله أشكو من معشر يعيشون جهالا و يموتون ضلالا ليس فيهم سلعة أبور من كتاب الله إذا تلي حق تلاوته و لا سلعة أنفق بيعا و لا أغلى ثمنا منه إذا حرف عن مواضعه و لا عندهم أنكر من المعروف و لا أعرف من المنكر

22-  نهج، ]نهج البلاغة[ في عهده ع للأشتر رضي الله عنه ثم اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور و لا يمحكه الخصوم و لا يتمادى في الزلة و لا يحصر من الفي‏ء إلى الحق إذا عرفه و لا تشرف نفسه على طمع و لا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه أوقفهم في الشبهات و آخذهم بالحجج و أقلهم تبرما بمراجعة الخصم و أصبرهم على تكشف الأمور و أصرمهم عند إيضاح الحكم ممن لا يزدهيه إطراء و لا يستميله إغراء و أولئك قليل ثم أكثر تعاهد قضائه و افسح له في البذل مما يزيح علته و تقل معه حاجته إلى الناس و أعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصتك ليأمن بذلك اغتيال  الرجال له عندك

23-  و قال ع فيما كتب إلى قثم بن العباس و اجلس لهم العصرين فأفت للمستفتي و علم الجاهل و ذاكر العالم و لا يكن لك إلى الناس سفير إلا لسانك و لا حاجب إلا وجهك و لا تحجبن ذا حاجة عن لقائك بها فإنها إن ذيدت عن أبوابك في أول وردها لم تجد فيما بعد على قضائها

24-  و من وصيته ع لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة سع الناس بوجهك و مجلسك و حكمك و إياك و الغضب فإنه طيرة من الشيطان

25-  الهداية، القضاء و الأحكام الحكم في الدعاوي كلها أن البينة على المدعي و اليمين على المدعى عليه فإن رد المدعى عليه اليمين على المدعي إذا لم يكن للمدعي شاهدان فلم يحلف فلا حق له إلا في الحدود فإنه لا يمين فيها و في الدم فإن البينة على المدعى عليه و اليمين على المدعي لئلا يبطل دم امرئ مسلم