باب 1- علة الغائط و نتنه و علة نظر الإنسان إلى سفله حين التغوط و علة الاستنجاء

1-  علل الصدوق، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال سألته عن الغائط فقال تصغير لابن آدم لكي لا يتكبر و هو يحمل غائطه معه

2-  و منه، عن علي بن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد عن عبد العظيم الحسني قال كتبت إلى أبي جعفر الثاني ع أسأله عن علة الغائط و نتنه قال إن الله عز و جل خلق آدم ع و كان جسده طيبا و بقي أربعين سنة ملقى تمر به الملائكة فتقول لأمر ما خلقت و كان إبليس يدخل فيه و يخرج من دبره فلذلك صار ما في جوف آدم منتنا خبيثا   غير طيب

3-  و منه، عن محمد بن الحسن عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن إبراهيم بن هاشم عن أبي جعفر عن داود الحمار عن العيص بن أبي مهينة قال شهدت أبا عبد الله ع و سأله عمرو بن عبيد فقال ما بال الرجل إذا أراد أن يقضي حاجته إنما ينظر إلى سفليه و ما يخرج من ثم فقال إنه ليس أحد يريد ذلك إلا وكل الله عز و جل به ملكا يأخذ بعنقه ليريه ما يخرج منه أ حلال أم حرام

 بيان قوله ع أ حلال أي ليتفكر أن ما أكله كان حراما فصار إلى ما رأى و بقي عليه وزره أم حلال فلم يبق وزر كما

 رواه في الفقيه قال كان علي ع يقول ما من عبد إلا و به ملك موكل يلوي عنقه حتى ينظر إلى حدثه ثم يقول له الملك يا ابن آدم هذا رزقك فانظر من أين أخذته و إلى ما صار فعند ذلك ينبغي للعبد أن يقول اللهم ارزقني الحلال و جنبني الحرام

4-  العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن صالح الحذاء عن أبي أسامة قال كنت عند أبي عبد الله ع فسأله رجل من المغيرية عن شي‏ء من السنن فقال ما شي‏ء يحتاج إليه أحد من ولد آدم إلا و قد جرت فيه من الله و من رسوله سنة عرفها من عرفها و أنكرها من أنكرها فقال فما السنة في دخول الخلاء قال تذكر الله و تتعوذ بالله من الشيطان و إذا فرغت قلت الحمد لله على ما أخرج مني من الأذى في يسر منه و عافية قال الرجل فالإنسان يكون على تلك الحال و لا يصبر حتى ينظر إلى ما يخرج منه فقال إنه ليس في الأرض آدمي إلا و معه ملكان موكلان به فإذا كان على تلك الحال ثنيا رقبته ثم قالا يا ابن آدم انظر إلى ما كنت تكدح له في   الدنيا إلى ما هو صائر

 بيان الثني العطف و الإمالة و الكدح العمل و السعي. أقول قد مضى بعض ما يناسب الباب في باب الكبر

5-  مصباح الشريعة، قال الصادق ع سمي المستراح مستراحا لاستراحة الأنفس من أثقال النجاسات و استفراغ الكثيفات و القذر فيها و المؤمن يعتبر عندها أن الخالص من طعام الدنيا كذلك تصير عاقبتها فيستريح بالعدول عنها و تركها و يفرغ نفسه و قلبه عن شغلها و يستنكف عن جمعها و أخذها استنكافه عن النجاسة و الغائط و القذر و يتفكر في نفسه المكرمة في حال كيف تصير ذليلة في حال و يعلم أن التمسك بالقناعة و التقوى يورث له راحة الدارين و أن الراحة في هوان الدنيا و الفراغ من التمتع بها و في إزالة النجاسة من الحرام و الشبهة فيغلق عن نفسه باب الكبر بعد معرفته إياها و يفر من الذنوب و يفتح باب التواضع و الندم و الحياء و يجتهد في أداء أوامره و اجتناب نواهيه طلبا لحسن المآب و طيب الزلف و يسجن نفسه في سجن الخوف و الصبر و الكف عن الشهوات إلى أن يتصل بأمان الله تعالى في دار القرار و يذوق طعم رضاه فإن المعول على ذلك و ما عداه لا شي‏ء

6-  العلل، عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان فيما روي من العلل عن الرضا ع قال فإن قال فلم صار الاستنجاء فرضا قيل لأنه لا يجوز للعبد أن يقوم بين يدي الجبار و شي‏ء من ثيابه و جسده نجس

 قال الصدوق ره غلط الفضل و ذلك لأن الاستنجاء به ليس بفرض و إنما هو سنة.   أقول لم يقيد الاستنجاء بالماء حتى يرد عليه ما أورده الصدوق ره مع أنه يمكن تخصيصه بالمتعدي أو يكون المراد فرد الواجب التخييري إلا أن يكون مراده أنه لم يثبت وجوبه بالقرآن حتى يكون فرضا بعرف الحديث و هذا أيضا لا وجه له لاستعمال الفرض في غير ذلك كثيرا في عرف الحديث أيضا و لعل اعتراضه مبني على أن الفضل قد أدخل بين الخبر من كلامه أيضا. فإن قيل اعتراضه على السؤال قلت تقريره ع كاف لعدم الجرأة على الاعتراض