باب 11- نوادر القضاء

1-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال كان في بني إسرائيل رجل عاقل كثير المال و كان له ابن يشبهه في الشمائل من زوجة عفيفة و كان له ابنان من زوجة غير عفيفة فلما حضرته الوفاة قال لهم هذا مالي لواحد منكم فلما  توفي قال الكبير أنا ذلك الواحد و قال الأوسط أنا ذلك و قال الأصغر أنا ذلك فاختصموا إلى قاضيهم قال ليس عندي في أمركم شي‏ء انطلقوا إلى بني غنام الإخوة الثلاث فانتهوا إلى واحد منهم فرأوا شيخا كبيرا فقال لهم ادخلوا إلى أخي فلان فهو أكبر مني فاسألوه فدخلوا عليه فخرج شيخ كهل فقال سلوا أخي الأكبر مني فدخلوا على الثالث فإذا هو في المنظر أصغر فسألوه أولا من حالهم ثم مستبينا لهم فقال أما أخي الذي رأيتموه أولا هو الأصغر و إن له امرأة سوء تسوؤه و قد صبر عليها مخافة أن يبتلى ببلاء لا صبر له عليه فهرمته و أما الثاني أخي فإن عنده زوجة تسوؤه و تسره و هو متماسك الشباب و أما أنا فزوجتي تسرني و لا تسوؤني لم يلزمني منها مكروه قط منذ صحبتني فشبابي معها متماسك و أما حديثكم الذي هو حديث أبيكم انطلقوا أولا و بعثروا قبره و استخرجوا عظامه و أحرقوها ثم عودوا لأقضي بينكم فانصرفوا فأخذ الصبي سيف أبيه و أخذ الأخوان المعاول فلما هما بذلك قال لهم الصغير لا تبعثروا قبر أبي و أنا أدع لكما حصتي فانصرفوا إلى القاضي فقال يقنعكما هذا ايتوني بالمال فقال للصغير خذ المال فلو كانا ابنيه لدخلهما من الرقة كما دخل على الصغير

2-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال كان على عهد داود ع سلسلة يتحاكم الناس إليها و إن رجلا أودع رجلا جوهرا فجحده إياه فدعاه إلى السلسلة فذهب معه إليها و قد أدخل الجوهر في قناة فلما أراد أن يتناول السلسلة قال له أمسك هذه القناة حتى آخذ السلسلة فأمسكها و دنا الرجل من السلسلة فتناولها و أخذها و صارت في يده فأوحى الله تعالى إلى داود ع أن احكم بينهم بالبينات و أضفهم إلى اسمي يحلفون به و رفعت السلسلة

 أقول قد مضى أمثاله بأسانيد في أبواب قصص داود ع

3-  ختص، ]الإختصاص[ أبو أحمد عن رجل عن أبي عبد الله أو أبي جعفر ع  قال اجتمع رجلان يتغديان مع واحد ثلاثة أرغفة و مع واحد خمسة أرغفة قال فمر بهما رجل فقال سلام عليكما فقالا و عليك السلام الغداء رحمك الله فقال فقعد و أكل معهما فلما فرغ قام و طرح إليهما ثمانية دراهم فقال هذه عوض لكما بما أكلت من طعامكما قال فتنازعا بها فقال صاحب الثلاثة النصف لي و النصف لك و قال صاحب الخمسة لي خمسة بقدر خمستي و لك ثلاثة بقدر ثلاثتك فأبيا و تنازعا حتى ارتفعا إلى أمير المؤمنين ع فاقتصا عليه القصة فقال إن هذا الأمر الذي أنتما فيه دني و لا ينبغي أن ترفعا فيه إلى حكم ثم أقبل علي ع إلى صاحب الثلاثة فقال أرى أن صاحبك قد عرض عليك أن يعطيك ثلاثة و خبزه أكثر من خبزك فارض به فقال لا و الله يا أمير المؤمنين لا أرضى إلا بمر الحق قال فإنما لك في مر الحق درهم فخذ درهما و أعطه سبعة فقال سبحان الله يا أمير المؤمنين عرض علي ثلاثة فأبيت و آخذ واحدا فقال عرض ثلاثة للصلح فحلفت أن لا ترضى إلا بمر الحق و إنما لك بمر الحق درهم قال فأوقفني على هذا قال أ ليس تعلم أن ثلاثتك تسعة أثلاث قال بلى قال أ و ليس تعلم أن خمسته خمسة عشر ثلثا قال بلى قال فذلك أربعة و عشرون ثلثا أكلت أنت ثمانية و أكل الضيف ثمانية و أكل هو ثمانية فبقي من تسعتك واحد أكل الضيف و بقي من خمسة عشر سبعة أكلها الضيف فله سبعة بسبعة و لك بواحدك الذي أكله الضيف واحد

4-  كنز الكراجكي، روي أن امرأة علقت بغلام فراودته عن نفسه فامتنع عليها فقالت و الله لئن لم تفعل لأفضحك فلم يفعل فأخذت بيضة فألقت بياضها على ثوبها و تعلقت به و استغاثت بأمير المؤمنين عليه الصلاة و السلام و قالت يا أمير المؤمنين إن هذا الغلام كابرني على نفسي و قد أصاب مني و هذا ماؤه على ثوبي فسأله أمير المؤمنين ع عن ذلك فبكى و قال و الله يا أمير المؤمنين لقد كذبت و ما فعلت شيئا مما ذكرت فوعظها أمير المؤمنين ع فقالت و الله لقد  فعل و هذا ماؤه فقال أمير المؤمنين ع علي بقنبر فجي‏ء به فقال له مر من يغلي بماء حتى يشتد حرارته و صربه إلي فلما أتى بالماء الحار أمر أن يلقى على ثوبها فألقي فانسلق بياض البيض و ظهر أمره فأمر رجلين من المسلمين أن يتطعماه و يلفظاه ليقع العلم اليقين به ففعلا فرأياه بيضا فخلى الغلام و أمر بالمرأة فأوجعها أدبا

5-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ حلية الأولياء و نزهة الأبصار أنه مضى ع في حكومة إلى شريح مع يهودي فقال يا يهودي الدرع درعي و لم أبع و لم أهب فقال اليهودي الدرع لي و في يدي فسأله شريح البينة فقال هذا قنبر و الحسين يشهدان لي بذلك فقال شريح شهادة الابن لا تجوز لأبيه و شهادة العبد لا تجوز لسيده و إنهما يجران إليك فقال أمير المؤمنين ويلك يا شريح أخطأت من وجوه أما واحدة فأنا إمامك تدين الله بطاعتي و تعلم أني لا أقول باطلا فرددت قولي و أبطلت دعواي ثم سألتني البينة فشهد عبد و أحد سيد شباب أهل الجنة فرددت شهادتهما ثم ادعيت عليهما أنهما يجران إلى أنفسهما أما إني لأعاقبنك إلا أن تقضي بين اليهود ثلاثة أيام أخرجوه فأخرجه إلى قباء فقضى بين اليهود ثلاثا ثم انصرف فلما سمع اليهودي ذلك قال هذا أمير المؤمنين جاء إلى الحاكم و الحاكم حكم عليه فأسلم ثم قال الدرع درعك سقطت يوم صفين من جمل أورق فأخذتها

6-  و في الأحكام الشرعية، عن الخزاز القمي أن عليا ع كان في مسجد الكوفة فمر به عبد الله بن قفل التيمي و معه درع طلحة أخذت غلولا يوم البصرة فقال ع هذه درع طلحة أخذت غلولا يوم البصرة فقال ابن قفل يا أمير المؤمنين اجعل بيني و بينك قاضيا فحكم شريحا فقال علي ع هذه درع طلحة أخذت غلولا يوم البصرة فالتمس شريحا البينة فشهد الحسن بن علي ع بذلك فسأل آخر فشهد قنبر بذلك فقال هذا مملوك و لا أقضي  بشهادة المملوك فغضب ع ثم قال خذوا الدرع فقد قضى بجور ثلاث مرات فسأله عن ذلك فقال ع إني لما قلت لك إنها درع طلحة أخذت غلولا يوم البصرة فقلت هات على ما قلت بينة فقلت رجل لم يسمع الحديث و قد قال رسول الله ص حيث ما وجد غلول أخذ بغير بينة ثم أتيتك بالحسن فشهد فقلت هذا شاهد و لا أقضي بشاهد حتى يكون معه آخر و قد قضى رسول الله ص بشاهد و يمين فهذان اثنتان ثم أتيتك بقنبر فقلت هذا مملوك و لا بأس بشهادة المملوك إذا كان عدلا فهذه الثالثة ثم قال يا شريح إن إمام المسلمين يؤتمن في أمورهم على ما هو أعظم من هذا

7-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ إن غلاما طلب مال أبيه من عمر و ذكر أن والده توفي بالكوفة و الولد طفل بالمدينة فصاح عليه عمر و طرده فخرج يتظلم منه فلقيه علي ع فقال ائتوني به إلى الجامع حتى أكشف أمره فجي‏ء به فسأله عن حاله فأخبره بخبره فقال ع لأحكمن فيكم بحكومة حكم الله بها من فوق سبع سماواته لا يحكم بها إلا من ارتضاه لعلمه ثم استدعى بعض أصحابه و قال هات بمحفرة ثم قال سيروا بنا إلى قبر والد الصبي فساروا فقال احفروا هذا القبر و انبشوه و استخرجوا إلي ضلعا من أضلاعه فدفعه إلى الغلام فقال له شمه فلما شمه انبعث الدم من منخريه فقال ع إنه ولده فقال عمر بانبعاث الدم تسلم إليه المال فقال إنه أحق بالمال منك و من سائر الخلق أجمعين ثم أمر الحاضرين بشم الضلع فشموه فلم ينبعث الدم من واحد منهم فأمر أن أعيد إليه ثانية و قال شمه فلما شمه انبعث الدم انبعاثا كثيرا فقال ع إنه أبوه فسلم إليه المال ثم قال و الله ما كذبت و لا كذبت