باب 17- أجر المصائب

1-  مجالس الصدوق، عن محمد بن موسى عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن إسماعيل عن عبد الله بن وهب المصري عن ثؤابة بن مسعود عن أنس بن مالك قال توفي ابن لعثمان بن مظعون رضي الله عنه فاشتد حزنه عليه حتى اتخذ من داره مسجدا يتعبد فيه فبلغ ذلك رسول الله ص فقال له يا عثمان إن الله تبارك و تعالى لم يكتب علينا الرهبانية إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله يا عثمان بن مظعون للجنة ثمانية أبواب و للنار سبعة أبواب أ فما يسرك أن لا تأتي بابا منها إلا وجدت ابنك إلى جنبك آخذا بحجزتك يشفع لك إلى ربك قال بلى فقال المسلمون و لنا يا رسول الله في فرطنا ما لعثمان قال نعم لمن صبر منكم و احتسب تمام الخبر

2-  و منه عن محمد بن موسى عن عبد الله الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن سيف عن أخيه الحسين عن أبيه سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال من قدم أولادا يحتسبهم عند الله حجبوه من النار بإذن الله عز و جل

 ثواب الأعمال، عن أبيه عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله   توضيح قال في النهاية فيه من صام شهر رمضان إيمانا و احتسابا أي طلبا لوجه الله و ثوابه و الاحتساب من الحسب كالاعتداد من العد و إنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله احتسبه لأن له حينئذ أن يعتد عمله فجعل في حال مباشرة الفعل كأنه معتد به و الحسبة اسم من الاحتساب كالعدة من الاعتداد و الاحتساب في الأعمال الصالحات و عند المكروهات هو البدار إلى طلب الأجر و تحصيله بالتسليم و الصبر أو باستعمال أنواع البر و القيام بها على الوجه المرسوم فيها طلبا للثواب المرجو منها و منه الحديث من مات له ولد فاحتسبه أي احتسب الأجر بصبره على مصيبته يقال فلان احتسب ابنا له إذا مات كبيرا و افترطه إذا مات صغيرا و معناه اعتد مصيبته به في جملة بلايا الله التي يثاب على الصبر عليها انتهى و قال في المغرب احتسب ولده معناه اعتد أجر مصابه فيما يدخر

3-  الخصال، عن الخليل بن أحمد عن المخلدي عن يونس بن عبد الأعلى عن عبد الله بن وهب عن عمر بن الحارث عن أبي غسانة المعافري عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله ص من أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله عز و جل وجبت له الجنة

4-  و منه، عن محمد بن جعفر البندار عن أبي العباس الحمادي عن محمد بن علي الصائغ عن عمر بن سهل عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن أبي سلام الأسود عن أبي سالم راعي رسول الله ص قال سمعت رسول الله ص يقول خمس ما أثقلهن في الميزان سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و الولد الصالح يتوفى لمسلم فيصبر و يحتسب

5-  ثواب الأعمال، عن أبيه عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن سيف عن أخيه الحسين عن أبيه سيف بن عميرة عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عمر بن عنبسة السلمي قال   سمعت رسول الله ص يقول أيما رجل قدم ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث أو امرأة قدمت ثلاثة أولاد فهم حجاب يسترونه من النار

 6-  و منه، بهذا الإسناد عن سيف بن عميرة عن أشعث بن سوار عن الأحنف بن قيس عن أبي ذر الغفاري رحمة الله عليه قال ما من مسلمين يقدمان عليهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهم الله الجنة بفضل رحمته بيان قال الشهيد الثاني قدس سره بعد إيراد الروايتين الحنث بكسر الحاء المهملة و آخره مثلثة الإثم و الذنب و المعنى أنهم لم يبلغوا السن الذي يكتب عليهم فيه الذنوب قال الخليل بلغ الغلام الحنث أي جرى عليه القلم و في النهاية فيه من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث أي لم يبلغوا مبلغ الرجال و يجري عليهم القلم فيكتب عليهم الحنث و هو الإثم و قال الجوهري مبلغ الغلام الحنث أي المعصية و الطاعة

7-  ثواب الأعمال، عن محمد بن الحسن عن الصفار عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن علي بن ميسر عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال ولد واحد يقدمه الرجل أفضل من سبعين ولدا يبقون بعده يدركون القائم ع

8-  مسكن الفؤاد، عن علي بن ميسرة عن أبي عبد الله ع قال ولد واحد يقدمه الرجل أفضل من سبعين يخلفونه من بعده كلهم قد ركب الخيل و قاتل في سبيل الله

 و عنه ع قال ثواب المؤمن من ولده الجنة صبر أو لم يصبر

 و عنه ع من أصيب بمصيبة جزع عليها أو لم يجزع صبر عليها أو لم يصبر كان ثوابه من الله الجنة

 إيضاح يدل على أن الجزع لا يحبط أجر المصيبة و يمكن حمله على ما إذا لم يقل و لم يفعل ما يسخط الرب عز و جل أو على ما إذا صدر منه بغير اختياره

    -9  مسكن الفؤاد، عن ثوبان قال سمعت رسول الله ص يقول بخ بخ خمس ما أثقلهن في الميزان لا إله إلا الله و سبحان الله و الله أكبر و الحمد لله و الولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه

 قال رحمه الله بخ بخ كلمة تقال عند المدح و الرضا بالشي‏ء و تكرر للمبالغة و ربما شددت و معناها تفخيم الأمر و تعظيمه و معنى يحتسبه أي يجعله حسبه و كفاية عند الله عز و جل أي يحتسبه بصبره على مصيبته بموته و رضاه بالقضاء

 و عن عبد الرحمن بن سمرة عن رسول الله ص قال إني رأيت البارحة عجبا فذكر حديثا طويلا و فيه رأيت رجلا من أمتي قد خف ميزانه فجاء أفراطه فثقلوا ميزانه

قال ره الفرط بفتح الفاء و الراء هو الذي لم يدرك من الأولاد الذكور و الإناث و يتقدم وفاته على أبويه أو أحدهما يقال فرط القوم إذا تقدمهم و أصله الذي يتقدم الركب إلى الماء يهيئ لهم أسبابه

 و عن سهل بن حنيف قال قال رسول الله ص تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم حتى إن السقط ليظل محبنطئا على باب الجنة يقال له ادخل يقول حتى يدخل أبواي

 قال قدس سره السقط مثلث السين و الكسر أكثر هو الذي يسقط من بطن أمه قبل تمامه و محبنطئا بالهمز و تركه هو المتغضب المستبطئ للشي‏ء. بيان قال الجزري بعد نقل الحديث المحبنطئ بالهمز و تركه المتغضب المستبطئ للشي‏ء و قيل هو الممتنع امتناع طلبه لا امتناع إباء يقال احبنطأت و احبنطيت و الحبنطى القصير البطين و النون و الهمزة و الألف و الياء من زوائد الإلحاق

10-  المسكن، عن عبادة بن الصامت أن رسول الله ص قال النفساء يجرها ولدها يوم القيامة بسرره إلى الجنة

 قال قدس سره النفساء بضم النون و فتح الفاء المرأة إذا ولدت و السرر بفتح السين المهملة و كسرها ما تقطعه القابلة من سرة المولود التي هي موضع القطع   و ما بقي بعد القطع فهو السرة و كان يريد الولد الذي لم تقطع سرته. بيان قال في النهاية السرر بضم السين و فتح الراء و قيل هو بفتح السين و الراء و قيل بكسر السين و منه حديث السقط أنه يجر والديه بسرره حتى يدخلهما الجنة

11-  المسكن، عن عبيد بن عمير الليثي قال إذا كان يوم القيامة خرج ولدان المسلمين من الجنة بأيديهم الشراب قال فيقول لهم الناس اسقونا اسقونا فيقولون أبوينا أبوينا قال حتى السقط محبنطئا باب الجنة يقول لا أدخل حتى يدخل أبواي

 و عنه قال قال رسول الله ص إذا كان يوم القيامة نودي في أطفال المؤمنين و المسلمين أن اخرجوا من قبوركم فيخرجون من قبورهم ثم ينادى فيهم أن امضوا إلى الجنة زمرا فيقولون ربنا و والدينا معنا ثم ينادى فيهم الثانية أن امضوا إلى الجنة زمرا فيقولون ربنا و والدينا معنا فيقول في الثالثة و والديكم معكم فيثب كل طفل إلى أبويه فيأخذون بأيديهم فيدخلون بهم الجنة فهم أعرف بآبائهم و أمهاتهم يومئذ من أولادكم الذين في بيوتكم

 قال رحمه الله الزمر الأفواج المتفرقة بعضها في أثر بعض و قيل في زمر الذين اتقوا من الطبقات المختلفة الشهداء و الزهاد و العلماء و القراء و المحدثون و غيرهم

 و روي أن رجلا كان يجي‏ء بصبي له معه إلى رسول الله ص و أنه مات فاحتبس والده عن رسول الله ص فسأل عنه فقالوا مات صبيه الذي رأيته معه فقال ص هلا آذنتموني فقوموا إلى أخينا نعزيه فلما دخل عليه إذا الرجل حزين و به كآبة فعزاه فقال يا رسول الله ص كنت أرجوه   لكبر سني و ضعفي فقال رسول الله ص أ ما يسرك أن يكون يوم القيامة بإزائك فيقال له ادخل الجنة فيقول يا رب و أبواي فلا يزال يشفع حتى يشفعه الله عز و جل فيكم فيدخلكم جميعا الجنة

 قال قدس الله روحه احتبس أي تخلف عن المجي‏ء إلى النبي ص و آذنتموني بالمد أخبرتموني و الكأبة بالمد تغير النفس بالانكسار من شدة الهم و الحزن و الضعف بضم المعجمة و فتحها و بإزائك أي بحذائك

 و عن عبد الله بن قيس عن رسول الله ص قال إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته أ قبضتم ولد عبدي فيقولون بحمدك نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ما ذا قال عبدي فيقولون حمدك و استرجع فيقول الله ابنوا لعبدي بيتا في الجنة و سموه بيت الحمد

 بيان روى قريبا منه في الكافي عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع و قال في النهاية فيه إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم قيل للولد ثمرة لأن الثمر نتيجة الشجر و الولد نتيجة الأب انتهى و أقول إضافة الثمرة إلى الفؤاد أي القلب لأنه أشرف الأعضاء و لأنه محل الحب فلما كان حبه لازقا بالقلب لا ينفك عنه فكأنه ثمرته و قال الطيبي ثمرة فؤاده أي نقاوة خلاصته فإن خلاصة الإنسان الفؤاد و الفؤاد إنما يعتد به لما هو مكان اللطيفة التي خلق لها و بها شرفه و كرامته

12-  المسكن، روي أن امرأة أتت النبي ص و معها ابن لها مريض فقالت يا رسول الله ادع الله أن يشفي ابني هذا فقال لها رسول الله ص هل لك فرط قالت نعم يا رسول الله قال ص في الجاهلية أو في الإسلام قالت بل في الإسلام فقال رسول الله ص جنة حصينة جنة حصينة

 قال رحمه الله الجنة بالضم الوقاية أي وقاية لك من النار أو من جميع الأهوال و حصينة بمعنى فاعل أي محصنة لصاحبها و ساترة من أن يصل   إليه شي‏ء

 و عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله ص من دفن ثلاثة فصبر عليهم و احتسب وجبت له الجنة فقالت أم أيمن و اثنين فقال من دفن اثنين و صبر عليهما و احتسبهما وجبت له الجنة فقالت أم أيمن و واحدا فسكت و أمسك ثم قال يا أم أيمن من دفن واحدا فصبر عليه و احتسبه وجبت له الجنة

 و عن بريدة قال كان رسول الله ص يتعاهد الأنصار و يعودهم و يسأل عنهم فبلغه أن امرأة مات ابن لها فجزعت عليه فأتاها فأمرها بتقوى الله عز و جل و الصبر فقالت يا رسول الله إني امرأة رقوب لا ألد و لم يكن لي ولد غيره فقال رسول الله ص الرقوب التي يبقى لها ولدها ثم قال ما من امرئ مسلم و لا امرأة مسلمة يموت لها ثلاثة من الولد إلا أدخلهما الجنة فقيل له و اثنان فقال و اثنان

 و في حديث آخر أنه ص قال لها أ ما تحبين أن ترينه على باب الجنة و هو يدعوك إليها فقالت بلى قال فإنه كذلك

 قال رحمه الله الرقوب بفتح الراء هو الذي لا يولد له و لا يعيش ولده هذا بحسب اللغة و قد خصه النبي ص بما ذكر

 و عن أنس قال وقف رسول الله ص على مجلس من بني سلمة فقال يا بني سلمة ما الرقوب فيكم قالوا الذي لا يولد له قال بل هو الذي لا فرط له قال ما المعدم فيكم قالوا الذي لا مال له قال بل هو الذي يقدم و ليس له عند الله خير و نحوه عن ابن مسعود و دخل ص على امرأة يعزيها بابنها فقال بلغني أنك جزعت جزعا شديدا فقالت و ما يمنعني يا رسول الله ص و قد تركني عجوزا رقوبا فقال لها رسول الله ص لست بالرقوب إنما الرقوب التي تتوفى و ليس لها فرط و لا يستطيع الناس يعودون عليها و من أفراطهم فتلك الرقوب

 إيضاح قال الجزري فيه إنه قال ما تعدون الرقوب فيكم قالوا   الذي لا يبقى له ولد قال بل الرقوب الذي لم يقدم من ولده شيئا الرقوب في اللغة الرجل و المرأة إذا لم يعش لهما ولد لأنه يرقب موته و يرصده خوفا عليه فنقله ص إلى الذي لم يقدم من الولد شيئا أي يموت قبله تعريفا أن الأجر و الثواب لمن قدم شيئا من الولد و إن الاعتداد به أكثر و النفع فيه أعظم و إن فقدهم و إن كان في الدنيا عظيما فإن فقد الأجر و الثواب على الصبر و التسليم للقضاء في الآخرة أعظم و إن المسلم ولده في الحقيقة من قدمه و احتسبه و من لم يرزق ذلك فهو كالذي لا ولد له و لم يقله إبطالا لتفسيره اللغوي كما قال إنما المحروب من حرب دينه ليس على أن من أخذ ماله غير محروب

13-  المسكن، عن قبيصة قال كنت عند رسول الله ص جالسا إذ أتته امرأة فقالت يا رسول الله ادع الله لي فإنه ليس يعيش لي ولد قال ص و كم مات لك ولد قالت ثلاثة قال لقد احتظرت من النار بحظار شديد

 قال قدس الله لطيفه الحظار بكسر الحاء المهملة و الظاء المشالة الحظيرة تعمل للإبل من شجر لتقيها البرد و الريح و منها محظور للمحرم أي الممنوع من الدخول فيه كان عليه حظيرة تمنع من دخوله. تأييد قال في النهاية الحظيرة الموضع الذي يحاط عليه ليأوي إليه الغنم و الإبل تقيها البرد و الريح و منه الحديث لا حمى في الأراك فقال له رجل أراكة في حظاري أراد الأرض التي فيها الزرع المحاط عليها كالحظيرة و تفتح الحاء و تكسر و منه الحديث أتته امرأة فقالت يا نبي الله ادع الله لي فقد دفنت ثلاثة فقال لقد احتظرت بحظار شديد من النار و الاحتظار فعل الحظار أراد لقد احتميت بحمى عظيم من النار يقيك حرها و يؤمنك دخولها

14-  المسكن، عن زيد بن أسلم قال مات ولد لداود ع فحزن عليه حزنا كثيرا فأوحى الله إليه يا داود و ما كان يعدل هذا الولد عندك قال كان يا رب يعدل عندي مل‏ء الأرض ذهبا قال فلك عندي يوم القيامة مل‏ء الأرض ثوابا

 و حكى الشيخ أبو عبد الله بن النعمان في كتاب مصباح الظلام عن بعض الثقات   أن رجلا أوصى بعض أصحابه ممن حج أن يقرأ سلامه لرسول الله ص و يدفن رقعة مختومة أعطاها له عند رأسه الشريف ففعل ذلك فلما رجع من حجه أكرمه الرجل و قال له جزاك الله خيرا لقد بلغت الرسالة فتعجب المبلغ من ذلك و قال من أين علمت بتبليغها قبل أن أحدثك فأنشأ يحدثه قال كان لي أخ مات و ترك ابنا صغيرا فربيته و أحسنت تربيته ثم مات قبل أن يبلغ الحلم فلما كان ذات ليلة رأيت في المنام أن القيامة قد قامت و الحشر قد وقعت و الناس قد اشتد بهم العطش من شدة الجهد و بيد ابن أخي ماء فالتمست أن يسقيني فأبى و قال أبي أحق به منك فعظم علي ذلك و انتبهت فزعا فلما أصبحت تصدقت بجملة دنانيري و سألت الله أن يرزقني ولدا ذكرا فرزقنيه و اتفق سفرك فكتبت لك تلك الرقعة و مضمونها التوسل بالنبي إلى الله عز و جل في قبوله مني رجاء أن أجده يوم الفزع الأكبر فلم يلبث أن حم و مات و كان ذلك يوم وصولك فعلمت أنك بلغت الرسالة

 و من كتاب النوم و الرؤيا لأبي الصقر الموصلي عن علي بن الحسين بن جعفر عن أبيه عن بعض أصحابنا ممن أثق بدينه و فهمه قال أتيت المدينة ليلا فبت في بقيع الغرقد بين أربعة قبور عندها قبر محفور فرأيت في منامي أربعة أطفال قد خرجوا من تلك القبور و هم يقولون

أنعم الله بالحبيبة عينا و بمرآك يا أميم إليناعجبا ما عجبت من ضغطة القبر و مغداك يا أميم إلينا

 فقلت إن لهذه الأبيات لشأنا و أقمت حتى طلعت الشمس فإذا جنازة قد أقبلت فقلت من هذه قالوا امرأة من المدينة فقلت اسمها أميم قالوا نعم قلت أ قدمت فرطا قالوا أربعة أولاد فأخبرتهم الخبر

 و عن النبي ص قال المصائب مفاتيح الأجر

 و عنه ص قال قال الله عز و جل إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة   في بدنه أو ماله أو ولده ثم استقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا أو أنشر له ديوانا

 و عن معاذ قال قال رسول الله ص من كان له ابن و كان عليه عزيزا و به ضنينا و مات فصبر على مصيبته و احتسبه أبدل الله الميت دارا خيرا من داره و قرارا خيرا من قراره و إبدال المصاب الصلاة و الرحمة و المغفرة و الرضوان

15-  أعلام الدين، عن النبي ص قال تجي‏ء يوم القيامة أطفال المؤمنين عند عرض الخلائق للحساب فيقول الله تعالى لجبرئيل ع اذهب بهؤلاء إلى الجنة فيقفون على أبواب الجنة و يسألون عن آبائهم و أمهاتهم فتقول لهم الخزنة آباؤكم و أمهاتكم ليسوا كأمثالكم لهم ذنوب و سيئات يطالبون بها فيصيحون صيحة باكين فيقول الله تعالى يا جبرئيل ما هذه الصيحة فيقول اللهم أنت أعلم هؤلاء أطفال المؤمنين يقولون لا ندخل الجنة حتى يدخل آباؤنا و أمهاتنا فيقول الله سبحانه و تعالى يا جبرئيل تخلل الجمع و خذ بيد آبائهم و أمهاتهم فأدخلهم معهم الجنة برحمتي

16-  دعوات الراوندي، عن الصادق ع قال ولد واحد يقدمه الرجل أفضل من سبعين ولدا يبقون بعده شاكين في السلاح مع القائم ع

 بيان في النهاية الشكة بالكسر السلاح و رجل شاك السلاح و شاك في السلاح

17-  دعائم الإسلام، عن النبي ص قال من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم حجبوه من النار فقيل يا رسول الله و اثنان قال و اثنان

18-  مشكاة الأنوار، عن مهران قال كتب رجل إلى أبي جعفر ع يشكو إليه مصابه بولده فكتب إليه أ ما علمت أن الله يختار من مال المؤمن و من ولده أنفسه ليأجره على ذلك

    و منه عن أبي عبد الله ع قال الولد الصالح ميراث الله من المؤمنين إذا قبضه

 بيان الظاهر أن الضمير في قبضه راجع إلى المؤمنين أي ما يصل إلى الله مما يخلفه المؤمن من أهله و ماله و ولده الولد الصالح لأنه ينفع لدين الله و إحياء شريعته و يحتمل كون الضمير راجعا إلى الولد كما فهمه الأكثر و لذا أوردناه في هذا الباب و لا يخفى بعده إذ الميراث إنما يطلق على ما يبقى بعد الموت و أيضا التقييد بالولد الصالح لا يناسب هذا المعنى