باب 2- آداب الخلاء

1-  ثواب الأعمال، و الخصال، للصدوق عن علي بن أحمد بن موسى عن محمد بن أحمد بن علي الأسدي عن موسى بن عمران النخعي عن النوفلي عن حفص بن غياث عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى أحدهما رجل يجر أمعاءه فيقول أهل النار ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقال إن الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول من جسده الخبر

 بيان قال في النهاية فيه إن رجلا جاء فقال إن الأبعد قد زنى معناه المتباعد من الخير و العصمة يقال بعد بالكسر فهو باعد أي هلك و البعد الهلاك و الأبعد الخائن أيضا

2-  علل الصدوق، عن علي بن حاتم عن أحمد بن زياد الهمداني عن المنذر بن محمد عن الحسين بن محمد عن علي بن القاسم عن أبي خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي ع قال عذاب القبر يكون في النميمة و البول و عزب الرجل عن أهله

3-  و منه، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى   عن علي بن حديد و ابن أبي نجران معا عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال لا تحتقرن بالبول و لا تتهاونن به و لا بالصلاة الخبر

4-  و منه، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد الأشعري عن علي بن إسماعيل عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص أشد الناس توقيا عن البول كان إذا أراد البول يعمد إلى مكان مرتفع أو مكان من الأمكنة يكون فيه التراب الكثير كراهة أن ينضح عليه البول

 بيان قوله يكون فيه التراب الكثير استدل به على كراهة البول في الأرض الصلبة كما ذكره الأصحاب

5-  الخصال، و المجالس، للصدوق رحمه الله عن محمد بن موسى بن المتوكل عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن الحسن القرشي عن سليمان بن جعفر البصري عن عبد الله بن الحسين بن زيد عن أبيه عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن الله كره لكم أربعا و عشرين خصلة و نهاكم عنها كره البول على شط نهر جار و كره أن يحدث الرجل تحت شجرة قد أينعت أو نخلة قد أينعت يعني أثمرت الخبر

 بيان يدل على كراهة البول في شطوط الأنهار و المشهور كراهة البول و الغائط في المشارع و شطوط الأنهار و يظهر من بعض الأخبار رءوس الآبار و كذا قالوا بكراهتهما تحت الأشجار المثمرة و اختلفوا في أن المراد المثمرة بالفعل أو ما من شأنها ذلك بناء على أنه لا يعتبر في صدق المشتق بقاء مبدإ الاشتقاق و   ظاهر هذا الخبر و غيره المثمرة بالفعل. و في القاموس ينع الثمر كمنع و ضرب ينعا و ينعا و ينوعا بضمهما حال قطافه كأينع و اليانع الأحمر و الثمر الناضج كالينيع انتهى و نسبة الإيناع إلى الشجرة على المجاز أي أينعت ثمرتها أو شبه ع أثمار الشجرة بإيناع الثمرة و لعل التفسير مبني على الثاني لكن لا يعلم كونه من المعصوم إذ يمكن أن يكون من الرواة

6-  مجالس الصدوق، في مناهي النبي ص أنه نهى أن يبول رجل تحت شجرة مثمرة أو على قارعة الطريق و نهى أن يبول أحد في الماء الراكد فإنه منه يكون ذهاب العقل و نهى أن يبول الرجل و فرجه باد للشمس أو للقمر و قال إذا دخلتم الغائط فتجنبوا القبلة

 بيان قال في النهاية فيه نهى عن الصلاة في قارعة الطريق هي وسطه و قيل أعلاه و المراد به هاهنا نفس الطريق و وجهه انتهى و كراهة البول و الغائط في الطرق النافذة مطلقا مقطوع به في كلام الأصحاب و كذا البول في الماء الراكد و أما الجاري فقيل بكراهته لكنه أخف كراهة و ظاهر كثير من الأخبار عدم الكراهة و منهم من ألحق الغائط بالبول بالطريق الأولى و فيه نظر. و يدل على المنع من استقبال قرصي الشمس و القمر في وقت البول و ألحق به الغائط و استدبارهما أيضا كما يظهر من بعض الأخبار في الهلال و المشهور بين الأصحاب تحريم استقبال القبلة و استدبارها حال التخلي مطلقا سواء كان في الصحاري أو الأبنية و قال ابن الجنيد يستحب إذا أراد التغوط في الصحراء أن يتجنب استقبال القبلة و لم يتعرض للاستدبار و نقل عن سلار الكراهة في البنيان و يلزم منه الكراهة في الصحاري أيضا أو التحريم. و قال في المقنعة و لا تستقبل القبلة و لا تستدبرها ثم قال بعد ذلك فإن دخل دارا قد بني فيها مقعد الغائط على استقبال القبلة و استدبارها لم يكره   الجلوس عليه و إنما يكره ذلك في الصحاري و المواضع الذي يتمكن فيها من الانحراف عن القبلة. أقول و يظهر من أخبار العامة أن الأخبار الموهمة للجواز محمولة على التقية

7-  الخصال، عن حمزة بن محمد العلوي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق ع عن آبائه ع قال نهى رسول الله ص أن يتغوط على شفير بئر يستعذب منه أو نهر يستعذب منه أو تحت شجرة عليها ثمرها

 مجالس الشيخ، عن الحسين بن عبيد الله عن التلعكبري عن ابن عقدة عن يعقوب بن يوسف عن الحصين بن مخارق عن الصادق عن آبائه ع مثله بيان قال في النهاية فيه أنه خرج يستعذب الماء أي يطلب الماء العذب و يدل على أن الكراهة مشروطة بكون الثمرة على الشجرة و إن أمكن أن يكون حينئذ أشد كراهة

8-  الخصال، فيما أوصى به النبي ص إلى علي ع يا علي ثلاث يتخوف منهن الجنون التغوط بين القبور و المشي في خف واحد و الرجل ينام وحده

 مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عن الكاظم ع مثله

9-  الخصال، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي القرشي عن محمد بن زياد البصري عن عبد الله بن عبد الرحمن   المدائني عن ثابت بن أبي صفية الثمالي عن ثور بن سعيد عن أبيه عن سعيد بن علاقة عن أمير المؤمنين ع قال البول في الحمام يورث الفقر

10-  العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن مالك بن عيينة عن حبيب السجستاني عن الباقر ع قال إن لله عز و جل ملائكة وكلهم بنبات الأرض من الشجر و النخل فليس من شجرة و لا نخلة إلا و معها من الله عز و جل ملك يحفظها و ما كان فيها و لو لا أن معها من يمنعها لأكلها السباع و هوام الأرض إذا كان فيها ثمرها قال و إنما نهى رسول الله ص أن يضرب أحد من المسلمين خلاءه تحت شجرة أو نخلة قد أثمرت لمكان الملائكة الموكلين بها قال و لذلك يكون الشجر و النخل أنسا إذا كان فيه حمله لأن الملائكة تحضره

 بيان أنسا بالضم مصدر بمعنى المفعول و ربما يقرأ بضمتين جمع الأنوس من الكلاب و هو ضد العقور و لا يخفى بعده و في القاموس الحمل ثمر الشجر و يكسر أو الفتح لما بطن من ثمره و الكسر لما ظهر أو الفتح لما كان في بطن أو على رأس شجرة و الكسر لما على ظهر أو رأس أو ثمر الشجر بالكسر ما لم يكسر و يعظم فإذا كثر فبالفتح

11-  معاني الأخبار، عن محمد بن أحمد السناني عن محمد بن جعفر الأسدي عن موسى بن عمران النخعي عن الحسين بن يزيد النوفلي عن محمد بن حمران عن أبيه عن أبي خالد الكابلي قال قيل لعلي بن الحسين ع أين يتوضأ الغرباء قال يتقون شطوط الأنهار و الطرق النافذة و تحت الأشجار المثمرة و مواضع اللعن قيل له و ما مواضع اللعن فقال أبواب الدور

    بيان قوله أين يتوضأ المراد به التغوط أو الأعم منه و من البول و التخصيص بالغريب لأن البلدي يكون له مكان معد لذلك غالبا قوله ع أبواب الدور يمكن أن يكون ذكر هذا على المثال و يكون عاما في كل ما يتأذى به الناس و يلعنون صاحبه كما هو ظاهر اللفظ

12-  الإحتجاج، روي أنه دخل أبو حنيفة المدينة و معه عبد الله بن مسلم فقال له يا أبا حنيفة إن هاهنا جعفر بن محمد من علماء آل محمد ص فاذهب بنا نقتبس منه علما فلما أتيا إذا هما بجماعة من شيعته ينتظرون خروجه أو دخولهم عليه فبينما هم كذلك إذ خرج غلام حدث فقام الناس هيبة له فالتفت أبو حنيفة فقال يا ابن مسلم من هذا قال هذا موسى ابنه قال و الله لأجبهنه بين يدي شيعته قال مه لن تقدر على ذلك قال و الله لأفعلنه ثم التفت إلى موسى ع فقال يا غلام أين يضع الغريب حاجته في بلدتكم هذه قال يتوارى خلف الجدار و يتوقى أعين الجار و شطوط الأنهار و مسقط الثمار و لا يستقبل القبلة و لا يستدبرها فحينئذ يضع حيث شاء الخبر

 بيان قال الجواهري جبهته صككت جبهته و جبهته بالمكروه إذا استقبلته به

13-  العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال لا تشرب و أنت قائم و لا تطف بقبر و لا تبل في ماء نقيع فإنه من فعل ذلك فأصابه شي‏ء فلا يلومن إلا نفسه و من فعل فأصابه شي‏ء من ذلك لم يكد يفارقه إلا أن يشاء الله

 بيان قوله ع و لا تطف بقبر استدل به على كراهة الدوران حول القبور و أظن أن المراد بالطواف هنا الحدث بقرينة المقام و شواهد أخرى.   منها أنه روي هذا الخبر عن محمد بن مسلم بسندين و في أحدهما هذه العبارة و في الآخر مكانه التخلي على القبر فقد

 روى الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال من تخلى على قبر أو بال قائما أو بال في ماء قائم أو مشى في حذاء واحد أو شرب قائما أو خلا في بيت وحده أو بات على غمر فأصابه شي‏ء من الشيطان لم يدعه إلا أن يشاء الله و أسرع ما يكون الشيطان إلى الإنسان و هو على بعض هذه الحالات

 و عن عدة من أصحابه عن سهل عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن صفوان عن العلا عن محمد بن مسلم عن أحدهما ع أنه قال لا تشرب و أنت قائم و لا تبل في ماء نقيع و لا تطف بقبر و لا تخل في بيت وحدك و لا تمش بنعل واحدة فإن الشيطان أسرع ما يكون إلى العبد إذا كان على بعض هذه الأحوال و قال إنه ما أصاب أحدا شي‏ء على هذه الحال فكاد أن يفارقه إلا أن يشاء الله

و الطوف بهذا المعنى شائع و مذكور في الحديث و اللغة قال الفيروزآبادي طاف ذهب ليتغوط و قال الجزري الطوف الحدث من الطعام و منه الحديث نهى عن متحدثين على طوفهما أي عند الغائط و منه الحديث لا يصلي أحدكما و هو يدافع الطوف و في ناظر عين الغريبين أطاف يطاف قضى حاجته

14-  العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن الفضل بن عامر عن البجلي عمن ذكره عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول طول   الجلوس على الخلاء يورث البواسير

15-  الخصال، عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص البول قائما من غير علة من الجفاء و الاستنجاء باليمين من الجفاء

 بيان الجفاء البعد عن الشي‏ء و ترك الصلة و البر و غلظ الطبع و لعل المراد هنا البعد عن الآداب و لا خلاف في كراهة البول قائما و الاستنجاء باليمين إلا إذا كانت اليسار معتلة

16-  الخصال، عن حمزة بن محمد العلوي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال علي ع سبعة لا يقرءون القرآن الراكع و الساجد و في الكنيف و في الحمام و الجنب و النفساء و الحائض

 بيان اعلم أن أكثر الأصحاب حكموا بكراهة الكلام بغير ذكر الله و آية الكرسي و حكاية الأذان و الأخبار في قراءة القرآن مختلفة ففي بعضها التجويز مطلقا و في بعضها المنع مطلقا كهذا الخبر و في الصحيح أنه سأل عمر بن يزيد أبا عبد الله ع عن التسبيح في المخرج و قراءة القرآن فقال لم يرخص في الكنيف أكثر من آية الكرسي و يحمد الله أو آية الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. و يمكن الجمع بالقول بالكراهة فيما سوى آية الكرسي و الحمد لله رب العالمين أو فيهما بخفة الكراهة و يمكن حمل أخبار المنع على التقية

    -17  العلل، و العيون، عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن محمد بن أحمد بن يحيى عن إبراهيم بن هاشم و غيره عن صفوان بن يحيى عن الرضا ع أنه قال نهى رسول الله ص أن يجيب الرجل أحدا و هو على الغائط أو يكلمه حتى يفرغ

18-  العلل، عن محمد بن أحمد السناني عن حمزة بن القاسم العلوي عن جعفر بن محمد بن مالك عن جعفر بن سليمان عن سليمان بن مقبل قال قلت لأبي الحسن موسى ع لأي علة يستحب للإنسان إذا سمع الأذان أن يقول كما يقول المؤذن و إن كان على البول و الغائط قال إن ذلك يزيد في الرزق

19-  و منه، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن حماد عن حريز عن محمد بن مسلم قال قال ع يا ابن مسلم لا تدعن ذكر الله عز و جل على كل حال فلو سمعت المنادي ينادي بالأذان و أنت على الخلاء فاذكر الله عز و جل و قل كما يقول

20-  و منه، عن علي بن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبيه عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع لا تتكلم على الخلاء فإن من تكلم على الخلاء لم تقض له حاجة

21-  و منه، بهذا الإسناد عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع إن سمعت الأذان و أنت على الخلاء فقل مثل ما يقول المؤذن و لا تدع ذكر الله عز و جل في تلك الحال لأن ذكر الله حسن على كل حال ثم قال ع لما ناجى الله عز و جل موسى بن عمران ع قال موسى   يا رب أ بعيد أنت مني فأناديك أم قريب فأناجيك فأوحى الله عز و جل إليه يا موسى أنا جليس من ذكرني فقال موسى ع يا رب إني أكون في حال أجلك أن أذكرك فيها قال يا موسى اذكرني على كل حال

 بيان لم تقض له حاجة أي الحاجة المخصوصة أو مطلقا و الثاني أظهر

 التوحيد، و العيون، عن الحسين بن محمد الأشناني عن علي بن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان الفراء عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن موسى بن عمران ع لما ناجى ربه عز و جل قال يا رب أ بعيد إلى آخر ما مر

22-  ثواب الأعمال، عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع إذا تكشف أحدكم لبول أو غير ذلك فليقل بسم الله فإن الشيطان يغض بصره عنه حتى يفرغ

 بيان يحتمل أن يكون غض البصر كناية عن عدم التعرض لوسوسته

23-  محاسن البرقي، عن أبيه عن الحارث بن مهران عن عمرو بن جميع قال قال رسول الله ص من بال حذاء القبلة ثم ذكر فانحرف عنها إجلالا للقبلة و تعظيما لها لم يقم من مقعده حتى يغفر له

24-  و منه، عن عثمان بن عيسى عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن جل عذاب القبر في البول

    ثواب الأعمال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى مثله

25-  فقه الرضا ع، إذا دخلت الغائط فقل أعوذ بالله من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم فإذا فرغت فقل الحمد لله الذي أماط عني الأذى و هناني طعامي و عافاني الحمد لله الذي يسر المساغ و سهل المخرج و أماط الأذى و اذكر الله عند وضوئك و طهرك فإنه يروى أن من ذكر الله عند وضوئه طهر جسده كله و من لم يذكر اسم الله على وضوئه طهر من جسده ما أصابه الماء فإذا فرغت فقل اللهم اجعلني من التوابين و اجعلني من المتطهرين وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

 بيان قال في النهاية فيه أعوذ بك من الرجس النجس الرجس القذر و قد يعبر به عن الحرام و الفعل القبيح و العذاب و اللعنة و الكفر و المراد في الحديث الأول قال الفراء إذا بدءوا بالنجس و لم يذكروا معه الرجس فتحوا النون و الجيم و إذا بدءوا بالرجس ثم أتبعوه النجس كسروا النون و أسكنوا الجيم. و قال الخبيث ذو الخبث في نفسه و المخبث الذي أعوانه خبثاء كما يقال للذي فرسه ضعيف مضعف و قيل هو الذي يعلمهم الخبث و يوقعهم فيه و إن جعلت نون الشيطان أصلية كان من الشطن بمعنى البعد أي بعد عن الخير   أو الحبل الطويل كأنه طال في الشر و إن جعلتها زائدة كانت من شاط يشيط إذا هلك أو من استشاط غضبا إذا احتد في غضبه و التهب و الأول أصح. و الرجيم لأنه مرجوم بالكواكب لئلا يصعد إلى السماء أو رجيم يوم أنزل من السماء أو مرجوم بلعنة الله و الملائكة و المؤمنين و الإماطة الإبعاد و الأذى كل ما يؤذي و المراد هنا الفضلات المحتبسة في البطن و الهني‏ء ما أتاك من غير مشقة. و في الفقيه و عافاني من البلوى و المساغ مصدر ميمي يقال ساغ الشراب سوغا و سواغا سهل مدخله و كان هذا للشراب كما أن الأول للطعام و المراد بالطهر الغسل أو الاستنجاء و كذا الفراغ يحتمل الفراغ من الاستنجاء بل هو الظاهر من سياق الكتاب و لذا ذكرنا هاهنا

26-  السرائر، من مشيخة الحسن بن محبوب عن إبراهيم الكرخي عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص ثلاثة ملعون ملعون من فعلهن المتغوط في ظل النزال و المانع الماء المنتاب و الساد الطريق المسلوك

 المقنع، مرسلا مثله بيان ظل النزال الظل المعد لنزول القوافل كموضع ظل شجرة أو جبل أو نحو ذلك و المنتاب إما اسم مفعول صفة للماء أي الماء الذي يردون عليه بالنوبة أو الماء الذي يأخذونه على التناوب أو اسم فاعل فيكون مفعولا ثانيا لمانع قال الجوهري انتاب فلان القوم انتيابا أتاهم مرة بعد أخرى. و سد الطريق إما بإدخاله في ملكه أو بقطعه بالسرقة أو أخذ العشور أو غيره أو الظلم عليهم بأي وجه كان ثم المشهور في الأول الكراهة و يمكن   القول في بعض أفراده بالحرمة كما إذا كان وقفا عليهم فإن التصرف في الوقف على غير الجهة التي وقف عليها غير جائز و في غير هذه الصورة و أمثالها أيضا لا يبعد القول بالحرمة لتضمنه لضرر عظيم على المسلمين عند نزولهم في الليالي و غيرها و على القول بالكراهة لا ينافيها لفظ اللعن فإنه البعد من رحمة الله و يحصل بفعل المكروه كما يحصل بالحرام

27-  فلاح السائل، بإسناده إلى أحمد و محمد ابني أحمد بن علي بن سعيد الكوفيين عن أحمد بن محمد بن سعيد عن يحيى بن زكريا عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني عن أبيه و الحسين بن أبي العلا معا عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إذا دخلت المخرج و أنت تريد الغائط فقل بسم الله و بالله أعوذ بالله من الرجس النجس الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم فإذا فرغت فقل الحمد لله الذي أماط عني الأذى و أذهب عني الغائط و هنأني و عافاني و الحمد لله الذي يسر المساغ و سهل المخرج و أمضى الأذى

28-  و منه، بإسناده عن علي بن محمد بن يوسف عن جعفر بن محمد بن مسرور عن أبيه عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع قال إن عمرو بن عبيد و واصل بن عطا و بشير الرحال سألوا أبا عبد الله ع عن حد الخلاء إذا دخله الرجل فقال إذا دخل الخلاء قال بسم الله فإذا جلس يقضي حاجته قال اللهم أذهب عني الأذى و هنئني طعامي فإذا قضى حاجته قال الحمد لله الذي أماط عني الأذى و هنأني طعامي ثم قال إن ملكا موكلا بالعباد إذا قضى أحدهم الحاجة قلب عنقه   فيقول يا ابن آدم أ لا تنظر إلى ما خرج من جوفك فلا تدخله إلا طيبا و فرجك فلا تدخله في الحرام

29-  مصباح الشيخ، إذا أراد أن يتخلى لقضاء الحاجة و الدخول إلى الخلاء فليغط رأسه و يدخل رجله اليسرى قبل اليمنى و ليقل بسم الله و بالله أعوذ بالله من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم و ليقل إذا استنجى اللهم حصن فرجي و استر عورتي و حرمهما على النار و وفقني لما يقربني منك يا ذا الجلال و الإكرام ثم يقول من موضعه و يمر يده على بطنه و يقول الحمد لله الذي أماط عني الأذى و هنأني طعامي و شرابي و عافاني من البلوى فإذا أراد الخروج من الموضع الذي تخلى فيه أخرج رجله اليمنى قبل اليسرى فإذا خرج قال الحمد لله الذي عرفني لذته و أبقى في جسدي قوته و أخرج عني أذاه يا لها نعمة يا لها نعمة يا لها نعمة لا يقدر القادرون قدرها

 توضيح قال الفراء أصل اللهم يا الله أمنا بالخير أي اقصدنا به فخفف لكثرة دورانه على الألسن و الأكثر على أن أصله يا الله فحذفت حرف النداء و عوض عنه الميم المشددة في آخره و رد الشيخ الرضي كلام الفراء بأنه يقال اللهم لا تؤمهم بالخير و أورد عليه الشيخ البهائي و غيره بأنه لا منافاة بين أمنا بالخير و لا تؤمهم بالخير و أجيب بأنه يمكن أن يكون مراده أنا ما سمعنا هذا الكلام من العرب إلا خاليا عن العطف و لو كان الأصل يا الله أمنا بالخير لكان الأفصح بعده و لا تؤمهم بالخير بالعطف لعدم تحقق شي‏ء من أسباب الفصل و يمكن أن يجاب بأن وجوب عطف إحدى الجملتين المتناسبتين على الأخرى فيما إذا كانت الجملتان مذكورتين حقيقة و كون ما نحن فيه من هذا القبيل محل تأمل. و الأظهر أن يقال إن مراده أنه يقال اللهم لا تؤمنا بالخير و هو يدل   على ما ينافي ما ذهب إليه الفراء للزوم رجوع الكلام حينئذ إلى طلب النقيضين و التعبير عن أمثال هذه العبارات الدالة على أمر غير لائق بالمتكلم بعنوان الغيبة و إن كان في الأصل موضوعا على التكلم شائع مستعمل في التنزيل و الأخبار و كلام الفصحاء كما قال تعالى أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ و قوله و أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ و أمثاله أكثر من أن تحصى. قوله حصن فرجي في بعض النسخ بعده و أعفه كما في سائر الروايات و تحصين الفرج و إعفافه هو صونه عن الحرام كما ذكره الجوهري فعطف الإعفاف عليه تفسيري و يمكن أن يكون التحصين من المحرمات و الإعفاف من المكروهات و الشبهات. و العورة العيوب لأنها في اللغة كل ما يستحيا منه و الضمير في حرمهما يحتمل عوده إلى الفرج و العورة نظرا إلى اختلاف اللفظين بناء على أن المراد بالعورة أيضا الفرج و على ما ذكرنا راجع إلى الفرجين بقرينة المقام أو يرتكب تجوز في إسناد التحريم إلى العورة و ربما يقرأ عورتي بالياء المشددة على صيغة التثنية فلا إشكال و في أكثر نسخ الحديث و حرمني. و فسر الجلال بصفات القهر و الإكرام بصفات اللطف أو الجلال بالسلبية و الإكرام بالثبوتية أو الجلال الاستغناء المطلق و الإكرام الفضل العام. قوله ع لذته الضمائر الثلاثة راجعة إلى الطعام بقرينة المقام يا لها نعمة يا حرف تنبيه أو حرف نداء و اللام للتعجب نحو يا للماء و يا للدواهي و الضمير في لها مبهم يفسره قوله نعمة على نحو ما قيل في ربه رجلا أو راجع إلى النعم المذكورات أو إلى ما دل عليه المقام من النعم و نعمة منصوب على التمييز و التنوين للتفخيم أي يا قوم تعجبوا أو تنبهوا لنعمة عظيمة   لا يقدر القادرون قدرها أي لا يطيق المقدرون تقديرها أو لا يعظمونها حق تعظيمها على وزان قوله تعالى وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ أي ما عظموا الله حق تعظيمه و يظهر من بعض الأخبار تكرير قوله لا يقدر القادرون قدرها أيضا ثلاثا

30-  مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عن الباقر ع قال من تخلى على قبر أو بال قائما أو بال في ماء قائما أو مشى في حذاء واحد أو شرب قائما أو خلا في بيت واحدا أو بات على غمر فأصابه شي‏ء من الشيطان لم يدعه إلا أن يشاء الله و أسرع ما يكون الشيطان إلى الإنسان و هو على بعض هذه الحالات

 و عن أمير المؤمنين ع قال ترك الكلام في الخلاء يزيد في الرزق

31-  تفسير النعماني، عن علي ع في قوله عز و جل قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ معناه لا ينظر أحدكم إلى فرج أخيه المؤمن أو يمكنه من النظر إلى فرجه ثم قال قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ يَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ أي مما يلحقهن من النظر كما جاء في حفظ الفروج فالنظر سبب إيقاع الفعل من الزنا و غيره

32-  المقنع، سئل أبو الحسن الرضا ع ما حد الغائط فقال لا تستقبل القبلة و لا تستدبرها و لا تستقبل الريح و لا تستدبرها

33-  مجالس الشيخ، و المكارم، في وصية النبي ص لأبي ذر   قال يا أبا ذر استحي من الله فإني و الذي نفسي بيده لأظل حين أذهب إلى الغائط متقنعا بثوبي استحياء من الملكين اللذين معي يا أبا ذر أ تحب أن تدخل الجنة قلت بلى يا رسول الله ص قال فاقصر الأمل و اجعل الموت نصب عينك و استحي من الله حق الحياء

 بيان المشهور بين الأصحاب استحباب تغطية الرأس في الخلاء و الذي يظهر من الأخبار و التعليلات الواردة فيها و في كلام بعض الأصحاب أنه يستحب التقنيع بأن يسدل على رأسه ثوبا يقع على منافذ الرأس و يمنع وصول الرائحة الخبيثة إلى الدماغ و إن كان متعمما و هذا أظهر و أحوط

    -34  محاسن البرقي، عن القاسم بن محمد عن المنقري عن حماد بن عثمان أو حماد بن عيسى عن أبي عبد الله ع قال قال لقمان لابنه إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم إلى أن قال و إذا أردت قضاء حاجتك فأبعد المذهب في الأرض

 بيان يدل على استحباب الذهاب في الأرض و لعله ليستر بدنه عن الناس كما ذكره الأصحاب و يدل عليه سائر الأخبار

35-  مجمع البيان، عن أبي عبد الله ع في وصف لقمان ع قال لم يره أحد من الناس على بول و لا غائط و لا اغتسال لشدة تستره و تحفظه في أمره

 ثم قال ره و قيل إن مولاه دخل المخرج فأطال الجلوس فناداه لقمان إن طول الجلوس على الحاجة يفجع الكبد و يورث منه الباسور و يصعد الحرارة   إلى الرأس فاجلس هونا و قم هونا قال فكتب حكمته على باب الحش. بيان في النهاية الهون الرفق و اللين و التثبت و منه الحديث أحبب حبيبك هونا ما أي حبا مقتصدا لا إفراط فيه و في القاموس هان هونا سهل و قال الحش مثلثة المخرج لأنهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين

36-  شرح النفلية، للشهيد الثاني عن النبي ص أنه لم ير على بول و لا غائط

 قال و قال ع من أتى الغائط فليستتر

37-  كشف الغمة، عن جنيد بن عبد الله قال نزلنا النهروان فبرزت عن الصفوف و ركزت رمحي و وضعت ترسي و استترت من الشمس فإني لجالس إذ ورد علي أمير المؤمنين ع فقال يا أخا الأزد معك طهور قلت نعم فناولته الإداوة فمضى حتى لم أره و أقبل و قد تطهر فجلس في ظل الترس الحديث

38-  العلل، عن أبيه عن محمد بن يحيى عن العمركي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه ع قال أوحى الله إلى موسى ع يا موسى لا تفرح بكثرة المال و لا تدع ذكري على كل حال فإن كثرة المال تنسي الذنوب و إن ترك ذكري يقسي القلوب

39-  الخصال، عن أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن فضالة عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله ع مثله

    -40  قرب الإسناد، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه ع قال كان أبي يقول إذا عطس أحدكم و هو على خلاء فليحمد الله في نفسه

 بيان في نفسه أي من غير أن يتكلم به أو سرا جمعا بينه و بين ما دل على استثناء التحميد بل مطلق الذكر

41-  الخصال، عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى عن أبي سعيد الآدمي عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن محمد بن سعيد بن غزوان عن إسماعيل بن أبي زياد عن الصادق عن آبائه ع عن علي ع قال طول الجلوس على الخلاء يورث الباسور

 بيان في القاموس الباسور علة معروفة و الجمع البواسير

42-  عيون الأخبار، عن محمد بن علي بن شاه عن أبي بكر بن عبد الله النيشابوري عن عبد الله بن أحمد الطائي عن أبيه و عن أحمد بن إبراهيم الخوزي عن إبراهيم بن مروان عن جعفر بن محمد بن زياد عن أحمد بن عبد الله الهروي و عن الحسين بن محمد الأشناني عن علي بن محمد بن مهرويه عن داود بن سليمان كلهم عن الرضا عن آبائه ع عن الحسين بن علي ع أنه دخل المستراح فوجد لقمة ملقاة فدفعها إلى غلام له فقال يا غلام اذكرني بهذه اللقمة إذا خرجت فأكلها الغلام فلما خرج الحسين ع قال يا غلام اللقمة قال أكلتها يا مولاي قال أنت حر لوجه الله قال له رجل أعتقته يا سيدي قال نعم سمعت جدي رسول الله ص يقول من وجد لقمة فمسح منها أو غسل منها ثم أكلها لم تستقر في جوفه إلا أعتقه الله من النار و لم أكن أستعبد رجلا أعتقه الله من النار

    و رواه في صحيفة الرضا بإسناده مثله بيان رواه في الفقيه مرسلا عن أبي جعفر الباقر ع و لا تنافي بينهما لإمكان صدوره عنهما ع

 و في الفقيه دخل أبو جعفر ع فوجد لقمة خبز في القذر فأخذها و غسلها و دفعها إلى مملوك كان معه إلى آخر الخبر.

و استدل به على كراهة الأكل في الخلاء و إلا لما أخر ع الأكل مع شدة اهتمامه بذلك و القذر بمعنى الوسخ أو النجس فإن كانا يابسين فالغسل على الاستحباب و على الثاني لو كان رطبا فيمكن أن يكون الغسل في الجاري و مثله على المشهور و الترديد في هذا الخبر إما على التخيير استحبابا بناء على عدم النجاسة أو المسح على عدم النجاسة و الغسل على النجاسة فيدل إطلاقه على جواز الغسل بالقليل و لا ينافيه ما يدل على عدم جواز تطهير العجين و الأمر بدفنه أو طرحه أو بيعه ممن يستحل الميتة إذ الفرق بينهما بين إذ لا يصل الماء إلى أجزاء العجين و إن وصل يصير مضافا بخلاف الخبز لا سيما يابسة فإنه يصل الماء إلى الأجزاء التي وصلت إليها النجاسة. قال في التذكرة العجين النجس إذا مزج بالماء الكثير حتى صار رقيقا و تخلل الماء جميع أجزائه طهر و ظاهره في النهاية و المنتهى عدم قبوله للتطهير بالماء و قال في المنتهى الصابون إذا انتقع في الماء النجس و السمسم و الحنطة إذا انتقعا كان حكمها حكم العجين يعني في عدم قبول التطهير بالماء ثم قوى قبولها للطهارة إذا غسلت مرارا ثم تركت حتى تجف. و ذكر بعض المحققين في توجيه الأخبار الموهمة لعدم تطهير العجين السر فيه توقف تطهيره بالماء على الممازجة و النفوذ في أجزائه بحيث يستوعب كل ما أصابه الماء النجس إذ المفروض في الأخبار عجنه بماء نجس و في ذلك   من المشقة و العسر ما لا يخفى فلذا وقع العدول عنه إلى الوجهين المذكورين انتهى. ثم إن الخبر يدل على مرجوحية استخدام أهل الفضل و الصلاح في الجملة. أقول و قد مر بعض الآداب في الباب السابق

43-  كتاب المسائل، بالإسناد عن علي بن جعفر عن أخيه موسى قال سألته عن الرجل يجامع و يدخل الكنيف و عليه خاتم فيه ذكر الله أو شي‏ء من القرآن أ يصلح ذلك قال لا

44-  نوادر الراوندي، عن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني عن محمد بن الحسن التميمي عن سهل بن أحمد الديباجي عن محمد بن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى عن أبيه عن جده موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص البول في الماء القائم من الجفاء

 و بهذا الإسناد قال قال علي ع علمني رسول الله ص إذا دخلت الكنيف أن أقول اللهم إني أعوذ بك من الخبيث المخبث النجس الرجس الشيطان الرجيم

 و بهذا الإسناد قال قال الباقر ع قال أبي علي بن الحسين ع يا بني اتخذ ثوبا للغائط فإني رأيت الذباب يقعن على الشي‏ء الرقيق ثم يقعن علي قال ثم أتيته فقال ما كان للنبي و لا لأصحابه إلا ثوب واحد

 و بهذا الإسناد قال نهى رسول الله ص أن يطمح الرجل ببوله من السطح   في الهواء و نهى أن يبول الرجل و فرجه باد للقبلة

 توضيح لعل قوله ع أخيرا ما كان للنبي ص لبيان كون ما ذكره أولا على الاستحباب و الفضل لا على الوجوب أو على الاختيار و السهولة لا العسر و الاضطرار و المراد بالرقيق المائع و الأظهر عدم الحكم بنجاسة الثوب بظهور بقاء النجاسة رطبة على الذباب إذ الأصل عدم علوق شي‏ء من النجاسة فلا بد من العلم به و بقاء الرطوبة و إن كان موافقا للأصل لكنه معارض بأصالة طهارة الثوب و تبقى أصالة براءة الذمة من التكليف بأحكام النجاسة حينئذ. قال الشهيد قدس سره في الذكرى لو طارت الذبابة عن النجاسة إلى الثوب أو الماء فعند الشيخ عفو و اختاره المحقق في الفتاوي لعسر الاحتراز و لعدم الجزم ببقائها لجفافها بالهواء قال و هو يتم في الثوب دون الماء و نوقش في ذلك بأن المقتضي لعدم تمام الحكم في الماء موجود في الثوب من رطوبته فلا يستقيم إطلاق القول فيه مع أنه على ما هو المشهور من الاكتفاء بزوال العين في الحيوان لا وجه للفرق أصلا. و التطميح في البول هو أن يرمى به في الهواء من موضع مرتفع كما يدل عليه هذه الرواية و غيرها و أما ما يوهمه كلام بعض اللغويين من أن المراد به البول إلى جهة الفوق فهو غير مراد و يرد عليه إشكال و هو أنه مناف لما مر و ذكره الأصحاب من استحباب ارتياد مكان مرتفع للبول و يمكن الجمع بينهما بأن يقال المستحب ارتفاع يسير يؤمن معه من النضح و عود البول و المكروه ما يخرج عن هذا الحد و يكون ارتفاعا كثيرا ثم إنه على هذا التقدير هل البول في البلاليع العميقة هكذا حكمه أم لا محل إشكال و القول بعدم الكراهة لا يخلو من قوة

45-  نقل من خط الشهيد رحمه الله عن النبي ص قال كان نوح   كبير الأنبياء إذا قام من الحاجة قال الحمد لله الذي أذاقني طعمه و أبقى في جسدي منفعته و أخرج عني أذاه و مشقته

46-  الخصال، عن علي بن أحمد بن موسى عن أحمد بن يحيى بن زكريا عن بكر بن عبد الله بن حبيب عن ابن عبيد عن هدية بن خالد القيسي عن مبارك بن فضالة عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع للحسن ابنه يا بني أ لا أعلمك أربع خصال تستغني بها عن الطب فقال بلى يا أمير المؤمنين قال لا تجلس على الطعام إلا و أنت جائع و لا تقم على الطعام إلا و أنت تشتهيه و جود المضغ و إذا نمت فأعرض نفسك على الخلاء فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب

 دعوات الراوندي، عنه ع مثله

47-  عدة الداعي، روى الحلبي عن أبي عبد الله ع قال لا بأس بذكر الله و أنت تبول فإن ذكر الله حسن على كل حال و لا تسأم من ذكر الله

 و عنه ع فيما أوحى إلى موسى ع يا موسى لا تفرح بكثرة المال و لا تدع ذكري على كل حال فإن كثرة المال تنسي الذنوب و إن ترك ذكري يقسي القلوب

 و عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال مكتوب في التوراة التي لم تغير أن موسى سأل ربه فقال إلهي يأتي علي مجالس أعزك و أجلك أن أذكرك فيها فقال يا موسى إن ذكري على كل حال حسن

48-  الهداية، السنة في دخول الخلاء أن يدخل الرجل رجله اليسرى قبل اليمنى و يغطي رأسه و يذكر الله عز و جل و لا يجوز التغوط على شطوط الأنهار و الطرق النافذة و أبواب الدور و في‏ء النزال و تحت الأشجار   المثمرة و لا يجوز البول في جحر و لا ماء راكد و لا بأس بالبول في ماء جار و لا يجوز أن يطمح الرجل ببوله في الهواء و لا يجوز أن يجلس للبول و الغائط مستقبل القبلة و لا مستدبرها و لا مستقبل الهلال و لا مستدبره و يكره الكلام و السواك للرجل و هو على الخلاء و روي أن من تكلم على الخلاء لم تقض حاجته و السواك على الخلاء يورث البخر و طول الجلوس على الخلاء يورث الباسور و على الرجل إذا فرغ من حاجته أن يقول الحمد لله الذي أماط عني الأذى و هنأني الطعام و عافاني من البلوى و لا بأس بذكر الله على الخلاء لأن ذكر الله حسن على كل حال و من سمع الأذان و هو على الخلاء فليقل كما يقول المؤذن و لا يجوز أن يبول الرجل قائما من غير علة لأنه من الجفاء و يكره للرجل أن يدخل الخلاء و معه مصحف فيه القرآن أو درهم عليه اسم الله إلا أن يكون في صرة و لا يجوز أن يدخل الخلاء و معه خاتم عليه اسم الله فإذا دخل و هو عليه فليحوله عن يده اليسرى إذا أراد الاستنجاء فإذا أراد الخروج من الخلاء فليخرج رجله اليمنى قبل اليسرى و يمسح يده على بطنه و هو يقول الحمد لله الذي عرفني لذته و أبقى قوته في جسدي و أخرج عني أذاه يا لها نعمة ثلاث مرات

49-  وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي نقلا من جامع البزنطي عن أبي بصير عن الباقر ع قال لا تشرب و أنت قائم و لا تنم و بيدك ريح الغمر و لا تبل في الماء و لا تخل على قبر و لا تمش في نعل واحدة فإن الشيطان أسرع ما يكون إلى الإنسان على بعض هذه الأحوال و قال ما أصاب أحدا على هذه الحال فكاد يفارقه إلا أن يشاء الله

    -50  الخصال، للصدوق عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن الصادق ع عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع لا يبولن الرجل من سطح في الهواء و لا يبولن في ماء جار فإن فعل ذلك فأصابه شي‏ء فلا يلومن إلا نفسه فإن للماء أهلا و للهواء أهلا و قال ع إذا بال أحدكم فلا يطمحن ببوله و لا يستقبل ببوله الريح و قال ع لا تبل على المحجة و لا تتغوط عليها و قال ع لا تعجلوا الرجل عند طعامه حتى يفرغ و لا عند غائطه حتى يأتي على حاجته

51-  دعائم الإسلام، روينا عن أهل البيت ع أنهم أمروا بستر العورة و غض البصر عن عورات المسلمين و نهوا المؤمن أن يكشف عورته و إن كان بحيث لا يراه أحد و أن بعضهم صلوات الله عليهم نزل إلى الماء و عليه إزار و لم ينزعه فقيل له قد نزلت في الماء و استترت به فانزعه قال فكيف بساكن الماء و نهوا عن الكلام في حال الحدث و البول و أن يرد سلام من سلم عليه و هو في تلك الحالة و رووا أن رسول الله ص كان إذا دخل الخلاء تقنع و غطى رأسه و لم يره أحد و أنه كان إذا أراد قضاء حاجة في السفر أبعد ما شاء و استتر و قالوا من فقه الرجل ارتياد مكان الغائط و البول و النخامة يعنون ع   أن لا يكون ذلك بحيث يراه الناس

 و روينا عن بعضهم ع أنه أمر بابتناء مخرج في الدار فأشاروا إلى موضع غير مستتر من الدار فقال يا هؤلاء إن الله عز و جل لما خلق الإنسان خلق مخرجه في أستر موضع منه و كذا ينبغي أن يكون المخرج في أستر موضع في الدار

 و عنهم صلوات الله عليهم أن رسول الله ص قال البول في الماء القائم من الجفاء و نهى عنه و عن الغائط فيه و في النهر و على شفير البئر يستعذب من مائها و تحت الشجرة المثمرة و بين القبور و على الطرق و الأفنية و أن يطمح الرجل ببوله من المكان العالي و من استقبال القبلة و استدبارها في حال الحدث و البول و أن يبول الرجل قائما و أمر بالتوقي من البول و التحفظ منه و من النجاسات كلها و رخصوا في البول و الغائط في الآنية

 و روينا عن علي ع أنه كان إذا دخل المخرج لقضاء الحاجة قال بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث الشيطان الرجيم فإذا خرج قال الحمد لله الذي عافاني في جسدي و الحمد لله الذي أماط عني الأذى

 و عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع أنه قال إذا دخلت المخرج فقل بسم الله و بالله أعوذ بالله من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم اللهم كما أطعمتنيه في عافية فأخرجه مني في عافية فإذا فرغت فقل الحمد لله الذي أماط عني الأذى و هنأني طعامي و شرابي

52-  توحيد المفضل، برواية محمد بن سنان عنه عن أبي عبد الله ع أنه قال اعتبر الآن يا مفضل بعظم النعمة على الإنسان في مطعمه و مشربه و تسهيل خروج الأذى أ ليس من خلق التقدير في بناء الدار أن يكون الخلاء في   أستر موضع منها فهكذا جعل الله سبحانه المنفذ المهيأ للخلاء من الإنسان في أستر موضع منه و لم يجعله بارزا من خلفه و لا ناشرا من بين يديه بل هو مغيب في موضع غامض من البدن مستور محجوب يلتقي عليه الفخذان و تحجبه الأليتان بما عليهما من اللحم فيواريانه فإذا احتاج الإنسان إلى الخلاء جلس تلك الجلسة ألفى ذلك المنفذ منه منصبا مهيأ لانحدار السفل فتبارك من تظاهرت آلاؤه و لا تحصى نعماؤه

53-  العلل، لمحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم قال أول حد من حدود الصلاة هو الاستنجاء و هو أحد عشر لا بد لكل الناس من معرفتها و إقامتها و ذلك من آداب رسول الله ص فإذا أراد البول و الغائط فلا يجوز له أن يستقبل القبلة بقبل و لا دبر و العلة في ذلك أن الكعبة أعظم آية لله في أرضه و أجل حرمة فلا تستقبل بالعورتين القبل و الدبر لتعظيم آية الله و حرم الله و بيت الله و لا يستقبل الشمس و القمر لأنهما آيتان من آيات الله ليس في السماء أعظم منهما لقول الله تعالى وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ وَ النَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ و هو السواد الذي في القمر وَ جَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً الآية و علة أخرى أن فيها نورا مركبا فلا يجوز أن يستقبل بقبل و لا دبر إذ كانت من آيات الله و فيها نور من نور الله و لا يستقبل الريح لعلتين إحداهما أن الريح يرد البول فيصيب الثوب و ربما لم يعلم الرجل ذلك أو لم يجد ما يغسله و العلة الثانية أن مع الريح   ملكا فلا يستقبل بالعورة و لا يتوضأ على شط نهر جار و العلة في ذلك أن في الأنهار سكانا من الملائكة و لا في ماء راكد و العلة فيه أنه ينجسه و يقذره فيأخذ المحتاج منه فيتوضأ منه و يصلي به و لا يعلم أو يشربه أو يغتسل به و لا بين القبور و العلة فيه أن المؤمنين يزورون قبورهم فيتأذون به و لا في في‏ء النزال لأنه ربما نزله الناس في ظلمة الليل فيظلوا فيه و يصيبهم و لا يعلموا و لا في أفنية المساجد أربعون ذراعا في أربعين ذراعا لأنها حرم و لها حريم لقول الصادق ع حريم المساجد أربعون ذراعا في أربعين ذراعا و لا تحت شجرة مثمرة لقول الصادق ع ما من ثمرة و لا شجرة و لا غرسة إلا و معها ملك يسبح الله و يقدسه و يهلله فلا يجوز ذلك لعلة الملك الموكل بها و لئلا يستخف بما أحل الله و لا على الثمار لهذه العلة و لا على جواد الطريق و العلة فيه أنه ربما وطئه الناس في ظلمة الليل و لا في بيت يصلى فيه و العلة فيه أن الملائكة لا يدخلون ذلك البيت فهذه حدود الاستنجاء و عللها

54-  فلاح السائل، بإسناده عن هارون بن موسى التلعكبري رضوان الله عليهم عن أحمد بن محمد بن سعيد عن يحيى بن زكريا بن شيبان عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إذا دخلت إلى المخرج و أنت تريد الغائط فقل بسم الله و بالله أعوذ بالله من الخبيث المخبث الرجس النجس الشيطان الرحيم إن الله هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

55-  جنة الأمان، رأيت في بعض كتب أصحابنا أن رجلا جاء إلى النبي   ص و شكا إليه الشدة و العسر و الحزن في جميع الأحوال و كثرة الهموم و تعسر الرزق فقال ص لعلك تستعمل ميراث الهموم فقال و ما ميراث الهموم قال لعلك تتعمم من قعود أو تتسرول من قيام أو تقلم أظفارك بسنك أو تمسح وجهك بذيلك أو تبول في ماء راكد أو تنام منبطحا على وجهك الخبر

56-  مجموع الدعوات، لابن التلعكبري في حديث عن الصادق ع في نقش الحديد الصيني قال و احذر عليه من النجاسة و الزهومة و دخول الحمام و الخلاء الخبر