باب 4- أن للصلاة أربعة آلاف باب و أنها قربان كل تقي و خير موضوع و فضل إكثارها

1-  العيون، و العلل، عن أبيه عن محمد بن يحيى العطار و أحمد بن إدريس معا عن محمد بن أحمد الأشعري عن الحسين بن عبيد الله عن آدم بن عبد الله عن زكريا بن آدم عن الرضا ع قال سمعته يقول الصلاة لها أربعة آلاف باب

2-  المناقب، لابن شهرآشوب عن حماد بن عيسى عن الصادق ع قال للصلاة أربعة آلاف حدود و في رواية أربعة آلاف باب

 بيان فسر الشهيد رفع الله درجته الأبواب و الحدود بواجبات الصلاة و مندوباتها و جعل الواجبات ألفا تقريبا و صنف لها الألفية و المندوبات ثلاثة آلاف و ألف لها النفلية. و قال الوالد قدس الله روحه لعل المراد بالأبواب و الحدود المسائل المتعلقة بها و هي تبلغ أربعة آلاف بلا تكلف أو أسباب الربط إلى جناب قدسه تعالى فإنه لا يخفى على العارف أنه من حين توجهه إليه تعالى و شروعه في مقدمات الصلاة إلى أن يفرغ منها يفتح له من أبواب المعارف ما لا يحصيه إلا الله سبحانه أو المراد بالحدود المسائل و بالأبواب أبواب الفيض و الفضل فإن الصلاة معراج المؤمن انتهى. و ربما يقال المراد بالأبواب أبواب السماء التي ترفع منها إليها الصلاة   من كل باب أو الأبواب على التعاقب فكل صلاة تمر على كل الأبواب أو يراد بالأبواب مقدماتها التي تتوقف صحة الصلاة عليها من المعارف الضرورية و غيرها. و قال السيد الداماد قدس سره في حل هذا الخبر و إن هنالك مما أوعى البال و وسع المجال الآن ذكره وجوها عديدة منها أن الباب استعير هاهنا لما يناط به افتتاح صحة الصلاة و كمالها من الوظائف و الآداب كما قال في المغرب الأبواب في المزارعة مفاتح الماء جمع باب على الاستعارة و أصل الحد في اللغة المنع و الفصل بين الشيئين و الحد أيضا الحاجز بين الموضعين تسمية بالمصدر و منها حدود الحرم و نهايات الجسم و حدود الشرع أحكامه لأنها فاصلة بين الحلال و الحرام و الفرض و النفل و المندوب و المكروه و مانعة من التخطي إلى ما وراءها و إذ في ما لا محيد عن مراعاته من أبواب الصلاة و حدودها من المفروضات و المسنونات و المصححات و المتممات مقدمات و مقارنات و منافيات تبلغ من مراتب العدد أربعة آلاف قد أحصاها شيخنا الشهيد قدس الله تعالى لطيفه في رسالتيه و قال أحصيت ذلك ابتغاء للعدد المذكور في الخبرين تقريبا و إن كان المعدود لم يقع في الخلد تحقيقا. و منها أن أقل المراتب من المفروض ألف و من المسنون ألف و يتبع الأول ألف حرام و الأخير ألف مكروه على ما ذكره غير واحد من المحققين أن كل واجب ضده العام حرام و كل مندوب ضده العام مكروه فيكمل نصاب العدد. و منها أن واجبات الصلوات و أحكامها المبحوث عنها في كتب الفقه تبلغ مبلغ النصاب المذكور فضلا عن مستحباتها. و منها أن مسائل أبواب العبادات من الطهارة و الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و فروعها في المدونات من الكتب و الرسائل تبلغ ذلك المبلغ و تتجاوزه على التضاعف و جميع العبادات

    قد نيط بها قبول الصلاة كما في الحديث أن تارك الزكاة لا تقبل صلاته و أن النبي ص قد أخرج من المسجد من لم يؤد الزكاة فقد رجع جميع ذلك إلى حدود الصلاة و كانت الغاية القصوى منها جميعا الصلاة كما الغاية القصوى من الصلاة أيضا استتمام المعرفة و استكمال نصاب الاستعداد التام للمعارف الربوبية فمن الذائعات المستبينة المتقررة في مقرها أن السمعيات ألطاف في العقليات و الواجبات السمعية مقربة للمكلف من الواجبات العقلية و المندوبات السمعية من المندوبات العقلية. و منها أن الصلاة في حد أنفسها لها حكم الزكاة الأتم و منزلة الصوم الأعظم و الحج الأبر و الجهاد الأكبر و الأمر الأخص بالمعروف و النهي الأعم عن المنكر على ما قد استبان في مظان بيان أسرار الصلاة و روح الصلاة صلاة القلب السليم. و في الخبر عن مولانا الصادق ع أن القلب السليم الذي يلقى ربه و ليس فيه أحد غيره و عنه ع إن من الصلاة لما يقبل نصفها و ثلثها و ربعها إلى العشر و إن منها لما تلف كما يلف الثوب الخلق و يضرب بها وجه صاحبها و إن المقبول منها ما كان القلب فيها منصرفا عن ملاحظة ما سوى الجناب الحق على الإطلاق. فإذن حقيقة الصلاة الحقيقية التي هي صلاة القلب و هي روح صلاة الجسد و الجهاد الأكبر مع النفس و الصوم الحق عما عدا بارئها و قطع منازل درجات العرفان و الاستقرار في الدرجة الأخيرة التي هي عزل اللحظ عن لحاظ شي‏ء غيره و استشعار موجود سواه مطلقا حتى لحاظ هذه الدرجة. فالصلاة منزلتها منزلة جملة العبادات و أحكام سائر العبادات راجعة إلى أحكامها و وظائفها إلى وظائفها و لتحقيق ذلك بيان تفصيلي موكول إلى حيزه و مقامه. و منها أن أبواب الصلاة هي أبواب عروجها و طرق صعود الملائكة الموكلة عليها بها و هي السماوات إلى السماء الرابعة و الملائكة السماوية في كل   سماء سماء بوابون و موكلون على الرد و القبول و هم كثيرون لا يحصيهم كثرة إلا الله سبحانه كما في التنزيل الكريم وَ ما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ

 و عن النبي ص أطت السماء و حق لها أن تئط فما فيها موضع قدم إلا و فيه ملك راكع أو ساجد

فالتعبير عن ملائكة كل سماء و هم أبواب نقد الصلاة الصاعدة إليهم و التفتيش عنها روم لبيان التكثير لا تعيين للمرتبة العددية بخصوصها. و منها أن الصلاة يصعد بها إلى سماء سماء إلى السماء السابعة التي هي أقصى أفلاك الكواكب السبعة السيارة ثم منها إلى الكرسي و هو فلك الثوابت ثم مستودعها العرش و هو الفلك الأقصى فالأفلاك الثمانية بملائكتها من العقول و النفوس السمائية أبواب رفع الصلاة و طرق الصعود بها و حدود نقدها و ردها و قبولها على ما تكرر ذكره في الأحاديث عنهم صلوات الله عليهم و لا يحيط بطبقات الخلق و الأمر علما و خبرا و لا يحصيها عددا و قدرا إلا بارئها القيوم القيام العليم العلام تعالى شأنه و تعاظم سلطانه و غاية ما يسر للبشر من عباده سبيلا إلى معرفته إثبات الملائكة القاهرة و المدبرة هنالك بعدد الكرات السماوية و بعدد الدرجات الفلكية و محيط كل فلك ثلاثمائة و ستون درجة و إنما المرصود من الكواكب سبعة سيارة و ألف و تسعة و عشرون من الثوابت و الأفلاك الكلية لها بحسب حركاتها المرصودة بادئ النظر السماوات السبع و الفلك الثامن الذي هو الكرسي و تنحل عند تفصيل الحركات و حل ما أعضل من الإشكالات إلى ثمانين كرة تقريبا فإذن يستتم نصاب أربعة آلاف من العدد في إزاء عدد الدرجات و عدد الكرات و الكواكب كما يستبين بالحساب فهي بأسرها أبواب الصلاة و حدودها و ذلك أقل ما ليس عن إثباته بد على ما هو المنصرح لدى البصيرة النافذة و أما في جانب الكثرة فلا سبيل لنا إلى العلم و المعرفة فهذه سبعة من وجوه التفسير لهذين الحديثين الشريفين فلنقتصر الآن عليها و الله سبحانه أعلم و هو ولي العلم و الحكمة و به الاعتصام و منه العصمة انتهى. أقول و إن كان قدس سره بلغ الدرجة القصوى في التدقيق عند إبداء   تلك الوجوه الكثيرة لكن ما سوى الوجوه التي أشرنا إليها أولا بعضها في غاية البعد عن الأذهان المستقيمة و بعضها مخالفة للأصول المبينة في الملة القويمة و الله أعلم بالحق و الصواب في جميع الأبواب

3-  معاني الأخبار، و الخصال، عن علي بن عبد الله الأسواري عن أحمد بن محمد بن قيس عن عمرو بن حفص عن عبد الله بن محمد بن أسد عن الحسين بن إبراهيم عن يحيى بن سعيد البصري عن ابن جريج عن عطاء عن قتيبة بن عمير عن أبي ذر ره قال دخلت على رسول الله ص و هو في المسجد جالس وحده فقال لي يا أبا ذر للمسجد تحية قلت و ما تحيته قال ركعتان تركعها فقلت يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة فما الصلاة قال خير موضوع فمن شاء أقل و من شاء أكثر

 أعلام الدين، و مجالس الشيخ، عن أبي ذر مثله

4-  العيون، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن الفضيل عن الرضا ع قال الصلاة قربان كل تقي

5-  الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه عن أمير المؤمنين ع مثله

 كتاب الإمامة و التبصرة، لعلي بن بابويه عن الحسن بن حمزة العلوي عن علي بن محمد بن أبي القاسم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص و ذكر مثله   بيان قال في النهاية القربان مصدر من قرب يقرب و منه الحديث الصلاة قربان كل تقي أي إن الأتقياء من الناس يتقربون بها إلى الله تعالى أي يطلبون القرب منه بها انتهى. أقول بل الأظهر أن المراد أن الصلاة تصير سببا لقرب المتقين لا لغيرهم كما قال تعالى إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ و استدل به على شرعية الصلاة في كل وقت و على كل حال إلا ما أخرجه الدليل

6-  ثواب الأعمال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن محبوب عن أبي الحسن الواسطي النخاس عن موسى بن بكر عن أبي الحسن ع قال صلوات النوافل قربات كل مؤمن

7-  و منه، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري عن محمد بن حسان عن أبي محمد الرازي عن السكوني عن أبي عبد الله ع عن أبيه أن النبي ص قال من صلى ما بين الجمعتين خمسمائة ركعة فله عند الله ما يتمنى من خير

8-  البصائر، عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن عنبسة العابد قال سمعت جعفر بن محمد ع و ذكر عنده الصلاة فقال إن في كتاب علي الذي أملى رسول الله ص أن الله تبارك و تعالى لا يعذب على كثرة الصلاة و الصيام و لكن يزيده جزاء خيرا

9-  كتاب الإمامة و التبصرة، عن الحسن بن حمزة العلوي عن علي بن محمد بن أبي القاسم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص الصلاة خير موضوع   فمن شاء استقل و من شاء استكثر

10-  إرشاد المفيد، عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال كان علي بن الحسين ع يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة و كانت الريح تميله بمنزلة السنبلة

 بيان تميله أي لنحافته و ضعفه أو لشدة توجهه إلى جانب الحق كأنه جسد بلا روح

11-  العيون، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال جئت إلى باب الدار التي حبس فيها الرضا ع بسرخس و قد قيد و استأذنت عليه السجان فقال لا سبيل لك عليه قلت و لم قال لأنه ربما صلى في يومه و ليلته ألف ركعة الحديث

12-  العلل، عن المظفر بن جعفر بن مظفر عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه عن محمد بن حاتم عن إسماعيل بن إبراهيم بن معمر عن عبد العزيز بن أبي حازم قال سمعت أبا حازم يقول ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين ع و كان يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة حتى خرج بجبهته و آثار سجوده مثل كركرة البعير

 بيان في النهاية الكركرة بالكسر زور البعير أي وسط صدره الذي إذا برك أصاب الأرض و هي ناتئة من جسمه كالقرصة

13-  الخصال، عن المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن عبد الله بن محمد الطيالسي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبيه عن أبي جعفر ع قال كان علي بن الحسين ع يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة كما كان يفعل أمير المؤمنين ع كانت له خمس مائة نخلة و كان يصلي عند   كل نخلة ركعتين الحديث

14-  نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع الصلاة قربان كل تقي

 و قال ع تعاهدوا أمر الصلاة و حافظوا عليها و استكثروا منها و تقربوا بها فإنها كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً إلى آخر ما مر

15-  دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمد ع قال الصلاة قربان كل تقي

 و قال لكل شي‏ء وجه و وجه دينكم الصلاة

 و روينا عن علي بن الحسين ع أنه كان يتطوع في كل يوم و ليلة بألف ركعة

16-  مجالس ابن الشيخ، عن أبيه عن الحفار عن إسماعيل بن علي أخي دعبل عن الرضا ع أنه خلع على دعبل قميصا من خز و قال له احتفظ بهذا القميص فقد صليت فيه ألف ليلة كل ليلة ألف ركعة و ختمت فيه القرآن ألف ختمة الخبر

17-  مجمع البيان، عن محمد بن قيس عن أبي جعفر الباقر ع قال و الله إن كان علي ع ليأكل أكلة العبد إلى أن قال و كان يصلي في اليوم و   الليلة ألف ركعة

18-  كتاب الملهوف، للسيد بن طاوس نقلا من الجزء الرابع من كتاب العقد لابن عبد ربه قال قيل لعلي بن الحسين ع ما أقل ولد أبيك قال أتعجب كيف ولدت له كان يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة فمتى كان يتفرغ للنساء