باب 6- تجهيز الميت و ما يتعلق به من الأحكام

1-  العلل، عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل تطول على عباده بثلاث ألقى عليهم الريح بعد الروح و لو لا ذلك ما دفن حميم حميما و ألقى عليهم السلوة بعد المصيبة و لو لا ذلك لا انقطع النسل و ألقى على هذه الحبة الدابة و لو لا ذلك لكنزتها ملوكهم كما يكنزون الذهب و الفضة

2-  الخصال، عن أحمد بن محمد العطار عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن ابن أبي عمير مثله

 بيان في القاموس سلاه و عنه كدعاه و رضيه سلوا و سلوا نسيه و أسلاه عنه فتسلى و الاسم السلوة و يضم

3-  العلل، قال أبي في رسالته إلي لا يترك الميت وحده فإن الشيطان يعبث به في جوفه

 فقه الرضا، ع مثله الفقيه، عن الصادق ع مثله بيان لا يبعد أن يكون المراد به حال الاحتضار فالمراد بعبث الشيطان وسوسته و إضلاله و الأصحاب حملوه على ظاهره و لذا أوردناه في هذا الباب

    -4  الخصال، عن أبيه عن سعد عن اليقطيني عن يونس عن إسماعيل بن عبد الخالق قال قال أبو عبد الله ع خمسة ينتظر بهم إلا أن يتغيروا الغريق و المصعوق و المبطون و المهدوم و المدخن

 الهداية، مرسلا مثله بيان لا خلاف في استحباب تعجيل تجهيز الميت و دفنه إلا مع الاشتباه فينظر به إلى أن يتحقق موته و ما ورد في بعض الأخبار من تحديد التربص باليومين و الثلاثة فهو مبني على الغالب من حصول العلم بعد ذلك و كذا التغيير الوارد في هذا الخبر إذ يمكن حصول العلم بدون هذه الأمور و إن كان الأحوط عدم الدفن قبل التغير و حكم في الذكرى بوجوب التربص ثلاثا إلا أن يعلم حاله قبل ذلك

5-  العلل، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن عبد الله بن جعفر عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد و ابن سنان جميعا عن أبي عبد الله ع قال ينبغي لأولياء الميت منكم أن يؤذنوا إخوان الميت بموته فيشهدون جنازته و يصلون عليه و يستغفرون له فيكسب لهم الأجر و يكسب لميته الاستغفار و يكسب هو الأجر فيهم و فيما اكتسب لميته من الاستغفار

 السرائر، نقلا من كتاب ابن محبوب مثله دعوات الراوندي، عنه ع مثله بيان المشهور استحباب إيذان إخوانه بموته و قال الشيخ في الخلاف لا نص في النداء و في المعتبر و التذكرة لا بأس به و قال الجعفي يكره النعي إلا   أن يرسل صاحب المصيبة إلى من يختص به

6-  العلل، عن محمد بن موسى عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله عن ابن محبوب عن ابن سيابة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لا تكتموا موت ميت من المؤمنين مات في غيبته لتعتد زوجته و يقسم ميراثه

7-  فقه الرضا، قال ع إن كان الميت مصعوقا أو غريقا أو مدخنا صبرت عليه ثلاثة أيام إلا أن يتغير قبل ذلك فإن تغير غسلت و حنطت و دفنت و قال ع اعلم يرحمك الله أن تجهيز الميت فرض واجب على الحي عودوا مرضاكم و شيعوا جنازة موتاكم فإنها من خصال الإيمان و سنة نبيكم تؤجرون على ذلك ثوابا و عظيما و قال ع أول من جعل له النعش فاطمة ابنة رسول الله صلوات الله عليها و على أبيها و بعلها و بنيها

 بيان المشهور بين الأصحاب وجوب الأحكام المتعلقة بالميت من توجيهه إلى القبلة و تغسيله و تكفينه و الصلاة عليه و دفنه على كل من علم بموته على الكفاية و هل المعتبر في السقوط عن المكلفين العلم بوقوع الفعل على الوجه الشرعي أم يكفي الظن الغالب بذلك فيه قولان أحوطهما الأول و إن كان القول بسقوطه إذا علم توجه جماعة من المسلمين إلى الإتيان بها لا سيما مع الوثوق ببعضهم لا يخلو من قوة و اكتفى بعض المتأخرين بشهادة العدلين في السقوط إذا شهدا بأن الأفعال قد وقعت

    -8  العلل، عن علي بن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عبد الله عن موسى بن عمران عن عمه الحسين بن يزيد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه قال سألت أبا عبد الله ع لأي علة دفنت فاطمة بالليل و لم تدفن بالنهار قال لأنها أوصت أن لا يصلي عليها رجال

 بيان المراد بالرجال أبو بكر و عمر و أتباعهما لكونهم قاتليها صلوات الله عليها و لعنة الله على من ظلمها كما مر مفصلا في كتاب الفتن و في بعض النسخ مكان الرجال الرجلان الأعرابيان و في بعضها الأعرابيان فقط

9-  كشف الغمة، عن ابن عباس قال مرضت فاطمة ع مرضا شديدا فقالت لأسماء بنت عميس أ لا ترين إلى ما بلغت فلا تحمليني على سرير ظاهر فقالت لا لعمري و لكن أصنع نعشا كما رأيت يصنع بالحبشة فقالت أرينيه فأرسلت إلى جرائد رطبة فقطعت من الأسواق ثم جعلت على السرير نعشا و هو أول ما كان النعش فتبسمت و ما رأيتها متبسمة إلا يومئذ حملناها فدفناها ليلا

10-  و منه، عن أسماء بنت عميس أن فاطمة ع قالت إني قد   استقبحت ما يصنع بالنساء أنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها لمن رأى فقلت يا بنت رسول الله ص أنا أصنع لك شيئا رأيته بأرض الحبشة قالت فدعوت بجريدة   فحنيتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة ما أحسن هذا و أجمله لا تعرف المرأة من الرجل فإذا مت فاغسليني أنت فلما ماتت غسلها علي و أسماء

 بيان قال في الذكرى يستحب حمل النساء في النعش للستر و قال النعش لغة السرير عليه الميت أو السرير و هنا يراد المظلل عليه

11-  العلل، عن علي بن أحمد عن أبي العباس أحمد بن محمد بن يحيى عن عمرو بن أبي المقدام و زياد بن عبيد الله قالا أتى رجل أبا عبد الله ع فقال   له يرحمك الله هل شيعت الجنازة بنار و يمشى معها بمجمرة و قنديل أو غير ذلك مما يضاء به قال فتغير لون أبي عبد الله ع من ذلك ثم ساق الحديث الطويل فيما جرى بين فاطمة و الظالمين الملعونين إلى أن قال فلما نعيت إلى فاطمة ع نفسها أرسلت إلى أم أيمن و كانت أوثق نسائها عندها و في نفسها فقالت يا أم أيمن إن نفسي نعيت إلي فادعي لي عليا فدعته لها فلما دخل عليها قالت له يا ابن العم أريد أن أوصيك بأشياء فاحفظها علي فقال لها قولي ما أحببت قالت له تزوج فلانة تكون لولدي من بعدي مثلي و اعمل نعشي رأيت الملائكة قد صورته لي فقال لي علي أريني كيف صورته فأرته ذلك كما وصف لها و كما أمرت به ثم قالت فإذا أنا قضيت نحبي فأخرجني من ساعتك أي ساعة كانت من ليل أو نهار و لا يحضرن من أعداء الله و أعداء رسوله للصلاة علي قال علي ع أفعل فلما قضت نحبها صلى الله عليها و هم في جوف الليل أخذ علي ع في جهازها من ساعته كما أوصته فلما فرغ من جهازها أخرج علي ع الجنازة و أشعل النار في جريد النخل و مشى مع الجنازة بالنار حتى صلى عليها و دفنها ليلا إلى آخر ما مر في أبواب أحوالها ع

 تبيين يدل على استحباب اتباع الجنازة بالسراج إذا كان بالليل و ربما يوهم جواز استحباب المجمرة أيضا لكنه ليس إلا في كلام السائل و جوابه ع مقصور على السراج قال في الذكرى يكره الاتباع بنار إجماعا و لو كان ليلا جاز المصباح لقول الصادق ع إن ابنة رسول الله أخرجت ليلا و معها مصابيح. و يدل على نفي ما ذهب إليه الحسن من العامة من عدم جواز الدفن ليلا   و على أن ما اشتهر بين الناس من استحباب دفن النساء ليلا لدفن فاطمة ع ليلا لا أصل له إذ دفنها ليلا كان لفوتها ليلا مع أنها صلوات الله عليها قالت فأخرجني من ساعتك أي ساعة كانت من ليل أو نهار و يظهر من سائر الأخبار أن دفنها ليلا كان لئلا يحضر الملعونان جنازتها كما أن دفن أمير المؤمنين ع ليلا كان لإخفاء القبر عن الخوارج لعنهم الله مع أن أخبار تعجيل التجهيز شاملة للنساء أيضا. و يدل على استحباب النعش الذي يستر جسد الميت للنساء أو مطلقا و في النساء آكد و يدل على أن عمل النعش كان بتعليم الملائكة و الأخبار السابقة عامية لكن ورد موافقا لها من طريق الخاصة فيمكن أن يكون أسماء أيضا وافقت الملائكة في ذلك و يدل على استحباب تعجيل التجهيز

12-  دعائم الإسلام، عن علي ع أنه قال قال رسول الله ص احبسوا الغريق يوما أو ليلة ثم ادفنوه

 و عن أبي جعفر ع أنه قال في الرجل تصيبه الصاعقة قال لا يدفن دون ثلاث إلا أن يتبين موته و يستيقن

 و عن علي ع قال إذا مات الميت في أول النهار فلا يقيلن إلا في قبره و إذا مات في آخر النهار فلا يبيتن إلا في قبره

13-  مصباح الأنوار، عن جعفر بن محمد عن آبائه ع قال مكثت فاطمة ع بعد النبي ص خمسة و سبعين يوما ثم مرضت فاستأذن عليها أبو بكر و عمر فلم تأذن لهما فأتيا أمير المؤمنين ع فكلماه في ذلك فكلمها و كانت لا تعصيه فأذنت لهما فدخلا و كلماها فلم ترد عليهما جوابا و حولت وجهها الكريم عنهما فخرجا و هما يقولان لعلي إن حدث بها حدث فلا تفوتنا فقالت عند خروجهما لعلي ع إن لي إليك حاجة فأحب أن لا تمنعنيها فقال ع   و ما ذاك فقالت أسألك أن لا يصلي علي أبو بكر و لا عمر و ماتت من ليلتها فدفنها قبل الصباح فجاءا حين أصبحا فقالا لا تترك عداوتك يا ابن أبي طالب أبدا ماتت بنت رسول الله فلم تعلمنا فقال أمير المؤمنين ع لئن لم ترجعا لأفضحنكما قالها ثلاثا فلما قال انصرفوا

14-  و منه، عن أبي جعفر عن آبائه ع قال لما حضرت فاطمة الوفاة كانت قد ذابت من الحزن و ذهب لحمها فدعت أسماء بنت عميس و قال أبو بصير في حديثه عن أبي جعفر ع أنها دعت أم أيمن فقالت يا أم أيمن اصنعي لي نعشا يواري جسدي فإني قد ذهب لحمي فقالت لها يا بنت رسول الله ص أ لا أريك شيئا يصنع في أرض الحبشة قالت فاطمة بلى فصنعت لها مقدار ذراع من جرائد النخل و طرحت فوق النعش ثوبا فغطاه فقالت فاطمة ع سترتيني سترك الله من النار

 قال الفرات بن أحنف في حديثه قال أبو جعفر ع و ذلك النعش أول نعش عمل على جنازة امرأة في الإسلام

15-  و منه، عن أبي جعفر ع قال دفن أمير المؤمنين ع فاطمة بنت محمد صلوات الله عليهم بالبقيع و رش ماء حول تلك القبور لئلا يعرف القبر و بلغ أبا بكر و عمر أن عليا دفنها ليلا فقالا له فلم لم تعلمنا قال كان الليل و كرهت أن أشخصكم فقال له عمر ما هذا و لكن شحناء في صدرك فقال أمير المؤمنين ع أما إذا أبيتما فإنها استحلفتني بحق الله و حرمة رسوله و بحقها علي أن لا تشهدا جنازتها

16-  و منه، عن جعفر بن محمد عن آبائه ع قالت أوصت فاطمة ع أن لا يصلي عليها أبو بكر و لا عمر فلما توفيت أتاه العباس فقال ما تريد أن تصنع قال أخرجها ليلا قال فذكر كلمة خوفه بها العباس منهما قال فأخرجها ليلا فدفنها و رش الماء على قبرها قال فلما صلى أبو بكر الفجر التفت   إلى الناس فقال احضروا بنت رسول الله ص فقد توفيت في هذه الليلة قال فذهب ليحضرها فإذا علي قد خرج بها و دفنها و مضى فاستقبل عليا راجعا فقال له هذا مثل استيثارك علينا بغسل رسول الله ص وحدك فقال أمير المؤمنين ع هي و الله أوصتني أن لا تصليا عليها

17-  و منه، عن زيد بن علي أن فاطمة ع قالت لأسماء بنت عميس يا أم إني أرى النساء على جنائزهن إذا حملن عليها تشف أكفانهن و إني أكره ذلك فذكرت لها أسماء بنت عميس النعش فقالت اصنعيه على جنازتي ففعلت ذلك

18-  كتاب سليم بن قيس، عن أبان بن أبي عياش عنه عن سلمان و ابن عباس في حديث طويل قالا فبقيت فاطمة بعد أبيها أربعين ليلة فلما اشتد بها الأمر دعت عليا و قالت يا ابن عم ما أراني إلا لما بي و أنا أوصيك بأن تتزوج بأمامة بنت أختي زينب تكون لولدي مثلي و أن تتخذ لي نعشا فإني رأيت الملائكة يصفونه لي و أن لا يشهد أحد من أعداء الله جنازتي و لا دفني و لا الصلاة علي فدفنها علي ع ليلا الخبر

19-  كتاب محمد بن المثنى الحضرمي، عن جعفر بن محمد بن شريح عن ذريح المحاربي قال سألت أبا عبد الله ع عن الجنازة أ يؤذن بها قال نعم