باب 14- فضل التعقيب و شرائطه و آدابه

 الآيات ق وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ وَ مِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبارَ السُّجُودِ الانشراح فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَ إِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ. تفسير وَ أَدْبارَ السُّجُودِ ظاهره التسبيح بعد الصلوات كما روي عن ابن عباس و مجاهد و قيل المراد به الركعتان بعد المغرب و قيل النوافل بعد المفروضات روي أنه الوتر من آخر الليل رواه الطبرسي عن أبي عبد الله ع و التسبيح قبل طلوع الشمس و قبل الغروب يشمل تعقيب الصبح و العصر و سيأتي القول فيه في باب أدعية الصباح و المساء. فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ النصب التعب أي فاتعب و لا تشتغل بالراحة و المعنى إذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب في الدعاء و إليه فارغب في المسألة   يعطك عن جماعة من المفسرين و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و في مجمع البيان قال الصادق ع هو الدعاء في دبر الصلاة و أنت جالس و استدل بالفاء على الاشتغال به بغير فصل. و في الآية أقوال أخر الأول إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل عن ابن مسعود الثاني إذا فرغت من دنياك فانصب في عبادة ربك عن الجبائي و مجاهد في رواية الثالث إذا فرغت من جهاد أعدائك فانصب في عبادة ربك عن الحسن و ابن زيد الرابع إذا فرغت من جهاد عدوك فانصب في جهاد نفسك الخامس إذا فرغت من أداء الرسالة فانصب لطلب الشفاعة قيل أي استغفر للمؤمنين و في المجمع و سئل ابن طلحة عن هذه الآية فقال القول فيه كثير و قد سمعنا أنه يقال إذا صححت فاجعل صحتك و فراغك نصبا في العبادة. وَ إِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ أي بجميع حوائجك و أمورك و لا ترغب إلى غيره بوجه قيل و يجوز عطفه على الجزاء و الشرط. أقول و قد مر تأويلات أخر لهذه الآية في أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين صلوات الله عليه و ستأتي الأخبار في تأويلها و لنذكر بعض ما قيل في حقيقة التعقيب و شرائطه. قال شيخنا البهائي نور الله ضريحه لم أظفر في كلام أصحابنا قدس الله أرواحهم بكلام شاف فيما هو حقيقة التعقيب شرعا بحيث لو نذر التعقيب لانصرف إليه و لو نذر لمن هو مشتغل بالتعقيب في الوقت الفلاني لاستحق المنذور إذا كان مشتغلا به فيه و قد فسره بعض اللغويين كالجوهري و غيره بالجلوس بعد الصلاة لدعاء أو مسألة و هذا يدل بظاهره على أن الجلوس داخل في مفهومه و أنه لو اشتغل بعد الصلاة بالدعاء قائما أو ماشيا أو مضطجعا لم يكن ذلك تعقيبا. و فسره بعض فقهائنا بالاشتغال عقيب الصلاة بدعاء أو ذكر و ما أشبه ذلك و لم يذكر الجلوس و لعل المراد بما أشبه الدعاء و الذكر البكاء من خشية الله   تعالى و التفكر في عجائب مصنوعاته و التذكر بجزيل آلائه و ما هو من هذا القبيل. و هل يعد الاشتغال بمجرد تلاوة القرآن بعد الصلاة تعقيبا لم أظفر في كلام الأصحاب بتصريح في ذلك و الظاهر أنه تعقيب أما لو ضم إليه الدعاء فلا كلام في صدق التعقيب على المجموع المركب منها و ربما يلوح ذلك من بعض الأخبار و ربما يظن دلالة بعضها على اشتراط الجلوس في التعقيب

 كما روي عن أمير المؤمنين ع أنه قال قال رسول الله ص أيما امرئ مسلم جلس في مصلاه الذي صلى فيه الفجر يذكر الله حتى تطلع الشمس كان له من الأجر كحاج رسول الله ص فإن جلس فيه حتى يكون ساعة تحل فيه الصلاة فصلى ركعتين أو أربعا غفر له ما سلف و كان له من الأجر كحاج بيت الله

 و ما روي عن الصادق ع عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنه قال من صلى فجلس في مصلاه إلى طلوع الشمس كان له سترا من النار

و غيرهما من الأحاديث المتضمنة للجلوس بعد الصلاة و الحق أنه لا دلالة فيها على ذلك بل غاية ما يدل عليه كون الجلوس مستحبا أيضا أما أنه معتبر في مفهوم التعقيب فلا و قس عليه عدم مفارقة مكان الصلاة.

 و في رواية وليد بن صبيح عن أبي عبد الله ع قال التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد

يعني بالتعقيب الدعاء بعقب الصلاة و هذا التفسير أعني تفسير التعقيب بالدعاء عقيب الصلاة لعله من الوليد بن صبيح أو من بعض رجال السند و أكثرهم من أجلاء أصحابنا و هو يعطي بإطلاقه عدم اشتراطه بشي‏ء من الجلوس و الكون في المصلى و الطهارة و استقبال القبلة و هذه الأمور إنما هي شروط كماله فقد ورد أن المعقب ينبغي أن يكون على هيئة المتشهد في استقبال   القبلة و التورك.

 و أما ما رواه هشام بن سالم قال قلت لأبي عبد الله ع إني أخرج و أحب أن أكون معقبا فقال إن كنت على وضوء فأنت معقب

فالظاهر أن مراده أن لمستديم الوضوء مثل ثواب المعقب لا أنه معقب حقيقة. و هل يشترط في صدق اسم التعقيب شرعا اتصاله بالصلاة و عدم الفصل الكثير بينه و بينها الظاهر نعم و هل يعتبر في الصلاة كونها واجبة أو يحصل حقيقة التعقيب بعد النافلة أيضا إطلاق التفسيرين السابقين يقتضي العموم و كذلك إطلاق رواية ابن صبيح و غيرها و التصريح بالفرائض في بعض الروايات لا يقتضي تخصيصها بها و الله أعلم انتهى و قال الشهيد رفع الله درجته في الذكرى قد ورد أن المعقب يكون على هيئة المتشهد في استقبال القبلة و في التورك و أن ما يضر بالصلاة يضر بالتعقيب انتهى. و ربما احتمل بعض الأصحاب كون محض الجلوس بعد الصلاة بتلك الهيئة تعقيبا و إن لم يقرأ دعاء و لا ذكرا و لا قرآنا و هو بعيد بل الظاهر تحقق التعقيب بقراءة شي‏ء من الثلاثة بعد الصلاة أو قريبا منها عرفا على أي حال كان و الجلوس و الاستقبال و الطهارة من مكملاته نعم ورد في بعض التعقيبات ذكر بعض تلك الشرائط كما سيأتي فيكون شرطا فيها بخصوصها في حال الاختيار و إن احتمل أن يكون فيها أيضا من المكملات و يكون استحبابه فيها أشد منه في غيرها و الأفضل و الأحوط رعاية شروط الصلاة فيه مطلقا بحسب الإمكان. و أما رواية هشام فتحتمل وجوها الأول أن المدار في التعقيب على الطهارة و لا يشترط فيه الاستقبال و الجلوس و غيرهما الثاني أنك ما دمت على وضوء يكتب لك ثواب التعقيب و إن لم تقرأ شيئا فكيف إذا قرأت الثالث أن الوضوء في تلك الحال يصير عوضا من الجلوس و يستدرك لك ما فات بسبب فواته

 و يؤيد الأولين   و الثاني أكثر ما رواه في الفقيه مرسلا عن الصادق ع قال المؤمن معقب ما دام على وضوئه

و قال الشهيد قدس سره في النفلية و وظائفه عشر الإقبال عليه بالقلب و البقاء على هيئة التشهد و عدم الكلام أي قبله و خلاله و الحدث بل الباقي على طهارة معقب و إن انصرف و عدم الاستدبار و مزايلة المصلى و كل مناف صحة الصلاة أو كمالها و ملازمة المصلى في الصبح إلى الطلوع و في الظهر و المغرب إلى الثانية. و قال الشهيد الثاني رحمه الله كل ذلك وظائف كماله و إلا فإنه يتحقق بدونها

1-  مجالس الصدوق، و العيون، عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى اليقطيني عن أحمد بن عبد الله القروي عن أبيه قال دخلت على الفضل بن الربيع و هو جالس على سطح فقال لي ادن فدنوت حتى حاذيته قال لي أشرف إلى البيت في الدار فأشرفت فقال ما ترى في البيت قلت ثوبا مطروحا فقال انظر حسنا فتأملت فنظرت فتيقنت فقلت رجل ساجد فقال لي تعرفه قلت لا قال هذا مولاك قلت و من مولاي فقال تتجاهل علي فقلت ما أتجاهل و لكني لا أعرف لي مولى فقال هذا أبو الحسن موسى بن جعفر إني أتفقده الليل و النهار فلم أجد في وقت من الأوقات إلا على الحالة التي أخبرك بها أنه يصلي الفجر فيعقب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس و قد وكل من يترصد الزوال فلست أدري متى يقول الغلام قد زالت الشمس إذ يثب فيبتدئ بالصلاة من غير أن يجدد وضوءا فأعلم أنه لم ينم في سجوده و لا أغفى فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر فإذا صلى العصر سجد سجدة فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس فإذا غابت الشمس وثب من سجدته فصلى المغرب من غير أن يحدث حدثا و لا يزال في صلاته و تعقيبه إلى أن يصلي العتمة فإذا صلى العتمة أفطر على شوي يؤتى به ثم يجدد الوضوء   ثم يسجد ثم يرفع رأسه فينام نومة خفيفة ثم يقوم فيجدد الوضوء ثم يقوم فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر فلست أدري متى يقول الغلام إن الفجر قد طلع إذ قد وثب هو لصلاة الفجر فهذا دأبه منذ حول إلي فقلت اتق الله و لا تحدثن في أمره حدثا يكون منه زوال النعمة فقد تعلم أنه لم يفعل أحد بأحد منهم سوء إلا كانت نعمته زائلة فقال قد أرسلوا إلي في غير مرة يأمرونني بقتله فلم أجبهم إلى ذلك و أعلمتهم أني لا أفعل ذلك و لو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني

 أقول تمامه في باب أحواله ع

2-  الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع المنتظر وقت الصلاة بعد الصلاة من زوار الله عز و جل و حق على الله تعالى أن يكرم زائره و أن يعطيه ما سأل و قال ع اطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فإنه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض و هي الساعة التي يقسم الله فيها الرزق بين عباده و قال إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء و لينصب في الدعاء فقال عبد الله بن سبإ يا أمير المؤمنين أ ليس الله في كل مكان قال ع بلى قال فلم يرفع العبد يديه إلى السماء قال أ ما تقرأ وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ فمن أين يطلب الرزق إلا من موضعه و موضع الرزق ما وعد الله عز   و جل السماء

 بيان الضرب في الأرض المسافرة فيها و المراد هنا السفر للتجارة مع أنه قد ورد أن تسعة أعشار الرزق في التجارة و مع ذلك التعقيب أبلغ منها في طلبه و ذلك لأن المعقب يكل أمره إلى الله و يشتغل بطاعته بخلاف التاجر فإنه يطلب بكده و يتكل على السبب و قد مر أنه من كان لله كان الله له. وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ قيل أي أسباب رزقكم أو تقديره و قيل المراد بالسماء السحاب و بالرزق المطر لأنه سبب الأقوات وَ ما تُوعَدُونَ أي من الثواب لأن الجنة فوق السماء السابعة أو لأن الأعمال و ثوابها مكتوبة مقدرة في السماء و الحاصل أنه لما كان تقدير الرزق و أسبابه في السماء و المثوبات الأخروية و تقديراتها في السماء فناسب رفع اليد إليها في طلب الأمور الدنيوية و الأخروية في التعقيب و غيره. و ابن سبإ هو الذي كان يزعم أن أمير المؤمنين ع إله و أنه نبيه و استتابه أمير المؤمنين ع ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه

3-  مجالس الصدوق، عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن محمد بن أحمد الأشعري عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن وهب بن وهب عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص قال الله جل جلاله يا ابن آدم أطعني فيما أمرتك و لا تعلمني ما يصلحك

 و منه بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص قال الله جل جلاله يا ابن آدم اذكرني بعد الغداة ساعة و بعد العصر ساعة أكفك ما أهمك

 ثواب الأعمال، عن أبيه عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عمر بن شمر عن   جابر عن أبي جعفر ع عن النبي ص مثله

4-  مجالس الصدوق، عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن سعد بن طريف عن عمير بن مأمون العطاردي قال رأيت الحسن بن علي ع يقعد في مجلسه حين يصلي الفجر حتى تطلع الشمس و سمعته يقول سمعت رسول الله ص يقول من صلى الفجر ثم جلس في مجلسه يذكر الله عز و جل حتى تطلع الشمس ستره الله عز و جل من النار ستره الله عز و جل من النار ستره الله عز و جل من النار

5-  ثواب الأعمال، و مجالس الصدوق، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي الجوزاء عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن عاصم بن أبي النجود الأسدي عن ابن عمر عن الحسن بن علي قال سمعت أبي علي بن أبي طالب ع يقول قال رسول الله ص أيما امرئ مسلم جلس في مصلاه الذي يصلي فيه الفجر يذكر الله عز و جل حتى تطلع الشمس كان له من الأجر كحاج بيت الله و غفر له فإن جلس فيه حتى يكون ساعة تحل فيه الصلاة فصلى ركعتين أو أربعا غفر له ما سلف من ذنبه و كان له من الأجر كحاج بيت الله

 بيان الظاهر أن الصلاة محمولة على التقية بل قوله تحل فيها الصلاة

6-  الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل فرض عليكم الصلوات الخمس في أفضل الساعات فعليكم بالدعاء في أدبار الصلوات

    و منه بإسناده عن سعيد بن علاقة عن أمير المؤمنين ع قال التعقيب بعد الغداة و بعد العصر يزيد في الرزق

7-  العيون، بأسانيد عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من أدى فريضة فله عند الله دعوة مستجابة

 صحيفة الرضا، عنه ع عن آبائه ع مثله مجالس ابن الشيخ، عن جماعة عن أبي المفضل عن عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن الرضا عن آبائه ع مثله

8-  و منه، عن أبي محمد الفحام عن محمد بن أحمد المنصوري عن عيسى بن أحمد عم أبيه عن أبي الحسن العسكري عن آبائه عن الصادق ع قال ثلاثة أوقات لا يحجب فيها الدعاء عن الله في أثر المكتوبة و عند نزول القطر و ظهور آية معجزة لله في أرضه

 و منه بهذا الإسناد عنه عن آبائه ع عن النبي ص قال من أدى لله مكتوبة فله في أثرها دعوة مستجابة قال ابن الفحام رأيت و الله أمير المؤمنين ع في النوم فسألته عن الخبر فقال صحيح إذا فرغت من المكتوبة فقل و أنت ساجد اللهم بحق من رواه و روي عنه صل على جماعتهم و افعل بي كيت و كيت

 بيان الضمير في رواه لعله راجع إلى هذا الخبر فيحتمل اختصاص الدعاء بهذا الراوي و لا يبعد أن يكون المراد الاستشفاع بالأئمة لا بهذا اللفظ بل   بما ورد في سائر الأدعية بأن يقول بحق محمد و علي إلخ لأنهم داخلون فيمن روى هذا الخبر و روي عنه و في بعض الكتب بدون الضمير فيعم. و قال الجوهري قال أبو عبيدة يقال كان من الأمر كيت و كيت بالفتح و كيت و كيت بالكسر و التاء فيها هاء في الأصل فصارت تاء في الوصل

9-  الخصال، فيما أوصى به النبي ص إلى علي ع ثلاث درجات إسباغ الوضوء في السبرات و انتظار الصلاة بعد الصلاة و المشي بالليل و النهار إلى الجماعات

 أقول قد مضى مثله بإسناد آخر في أبواب المكارم

10-  المحاسن، في رواية إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي عبد الله ع قال من أقام في مسجد بعد صلاته انتظارا للصلاة فهو ضيف الله و حق على الله أن يكرم ضيفه

 و منه عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر عن أخيه موسى ع عن أبيه ع قال ما من مؤمن يؤدي فريضة من فرائض الله إلا كان له عند أدائها دعوة مستجابة

 و منه عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال من صلى صلاة فريضة و عقب إلى أخرى فهو ضيف الله و حق على الله أن يكرم ضيفه

 و منه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع   قال إن العبد إذا قام يعني في الصلاة فقام لحاجته يقول الله تبارك و تعالى أ ما يعلم عبدي أني أنا الذي أقضي الحوائج

11-  تفسير العياشي، عن الحسين بن مسلم عن أبي جعفر ع قال قلت له جعلت فداك إنهم يقولون إن النوم بعد الفجر مكروه لأن الأرزاق تقسم في ذلك الوقت فقال الأرزاق موظوفة مقسومة و لله فضل يقسمه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس و ذلك قوله وَ سْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ثم قال و ذكر الله بعد طلوع الفجر أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض

12-  فلاح السائل، روينا بإسنادنا إلى محمد بن علي بن محبوب من أصل كتاب له بخط جدي أبي جعفر الطوسي بإسناده إلى الصادق ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من جلس في مصلاه ثابتا رجله وكل الله به ملكا فقال له ازدد شرفا تكتب لك الحسنات و تمحى عنك السيئات و تبنى لك الدرجات حتى تنصرف

13-  دعائم الإسلام، مرسلا مثله فيه ثانيا رجليه يذكر الله وكل الله به ملكا يقول له

14-  كتاب الإخوان، للصدوق بإسناده عن أبي عبد الله ع قال ثلاثة من خالصة الله عز و جل يوم القيامة رجل زار أخاه في الله عز و جل فهو زور الله و على الله أن يكرم زوره و يعطيه ما سأل و رجل دخل المسجد فصلى و عقب انتظارا للصلاة الأخرى فهو ضيف الله و حق على الله أن يكرم ضيفه و الحاج و المعتمر فهذا وفد الله و حق على الله أن يكرم وفده

    بيان الزور بالفتح جمع زائر كالسفر جمع سافر

14-  مجالس الشيخ، عن المفيد عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور عن أبي بكر المفيد الجرجرائي عن أبي الدنيا المعمر المغربي عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص من صلى و جلس في مجلسه يتوقع صلاة بعدها صلت عليه الملائكة و صلاتهم اللهم اغفر له و ارحمه

15-  عدة الداعي، عن الصادق ع أن الله عز و جل فرض عليكم الصلوات في أحب الأوقات إليه فاسألوا الله حوائجكم عقيب فرائضكم

 و روى فضل البقباق عن الصادق ع قال يستحب الدعاء في أربعة مواطن في الوتر و بعد الفجر و بعد الظهر و بعد المغرب و في رواية أنه يسجد بعد المغرب و يدعو في سجوده

16-  المحاسن، عن الحسن بن محبوب عن الحسين بن صالح بن حي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين فأتم ركوعها و سجودها ثم جلس فأثنى على الله و صلى على رسول الله ص ثم سأل الله حاجته فقد طلب الخير من مظانه و من طلب الخير من مظانه لم يخب

17-  فلاح السائل، روى محمد بن مسلم عن أحدهما ع قال الدعاء دبر الصلاة المكتوبة أفضل من الدعاء دبر التطوع كفضل المكتوبة على التطوع

 و عن أبي الحسن العسكري عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب ع أنه قال من صلى لله سبحانه صلاة مكتوبة فله في أثرها دعوة مستجابة

 و روي عن الباقر ع قال الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفلا

    الدعائم، عنه ع مثله توضيح لعله محمول على غير النوافل المرتبة جمعا

18-  اختيار ابن الباقي، روي عن النبي ص أنه قال إذا فرغ العبد من الصلاة و لم يسأل الله تعالى حاجته يقول الله تعالى لملائكته انظروا إلى عبدي فقد أدى فريضتي و لم يسأل حاجته مني كأنه قد استغنى عني خذوا صلاته فاضربوا بها وجهه

19-  قرب الإسناد، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال كان أبي يقول في قول الله تبارك و تعالى فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَ إِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ فإذا قضيت الصلاة بعد أن تسلم و أنت جالس فانصب في الدعاء من أمر الآخرة و الدنيا فإذا فرغت من الدعاء فارغب إلى الله عز و جل أن يتقبلها منك

20-  دعائم الإسلام، قال أبو جعفر محمد بن علي ع المسألة قبل الصلاة و بعدها مستجابة

 و عن جعفر بن محمد ع أنه قال في قول الله عز و جل فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَ إِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ قال الدعاء بعد الفريضة إياك أن تدعه فإن فضله بعد الفريضة كفضل الفريضة على النافلة ثم قال إن الله عز و جل يقول ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ فأفضل العبادة الدعاء و إياه عنى و سئل ع عن قول الله إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ قال الأواه الدعاء

    و عن أبي عبد الله ع أنه سئل عن رجلين دخلا المسجد في وقت واحد و افتتحا الصلاة فكان دعاء أحدهما أكثر و كان قرآن الآخر أكثر أيهما أفضل قال كل فيه فضل و كل حسن قيل قد علمنا ذلك و لكن أردنا أن نعلم أيهما أفضل قال الدعاء أفضل أ ما سمعت الله عز و جل يقول ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ هي العبادة و هي أفضل

 بيان ظاهره أن السؤال عن القراءة و الدعاء في الصلاة و الأكثر حملوه عليهما بعد الصلاة في التعقيب و يحتمل الأعم أيضا و الأول أظهر

21-  الهداية، روي أن الله عز و جل يقول يا ابن آدم اذكرني بعد الغداة ساعة و بعد العصر ساعة أكفك ما أهمك و التعقيب بعد صلاة الغداة أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض

 و قد روي أن المؤمن معقب ما دام على وضوئه

 و قال ره إذا انصرفت من الصلاة فانصرف عن يمينك

 بيان قال في المنتهى يستحب له إذا أراد أن ينصرف الانصراف عن يمينه خلافا للجمهور

 لنا ما رواه الصدوق في الصحيح عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إذا انصرفت من صلاتك فانصرف عن يمينك

احتجوا بما رواه مهلب أنه صلى مع النبي ص فكان ينصرف عن شقيه و الجواب أنه مستحب فيجوز تركه في بعض الأوقات لعذر أو غيره