باب 17- ما يختص بتعقيب فريضة الظهر

1-  فلاح السائل، من المهمات عقيب صلاة الظهر الاقتداء بالصادق ع في الدعاء للمهدي ع الذي بشر به محمد رسول الله ص أمته في صحيح الروايات و وعدهم أنه يظهر في أواخر الأوقات كما رواه أبو محمد وهبان الدنبلي عن أبي علي محمد بن الحسن بن محمد بن جمهور العمي عن أبيه عن أبيه محمد بن جمهور عن أحمد بن الحسين السكري عن عباد بن محمد المدائني قال دخلت على أبي عبد الله ع بالمدينة حين فرغ من مكتوبة الظهر و قد رفع يديه إلى السماء و هو يقول أي سامع كل صوت أي جامع كل فوت أي بارئ كل نفس بعد الموت أي باعث أي وارث أي سيد السادة أي إله الآلهة أي جبار الجبابرة أي ملك الدنيا و الآخرة أي رب الأرباب أي ملك الملوك أي بطاش أي ذا البطش الشديد أي فعالا لما يريد أي محصي عدد الأنفاس و نقل الأقدام أي من السر عنده علانية أي مبدئ أي معيد أسألك بحقك على خيرتك من خلقك و بحقهم الذي أوجبت لهم على نفسك أن تصلي على محمد و آل محمد أهل بيته و أن تمن علي الساعة بفكاك رقبتي من النار و أنجز لوليك و ابن نبيك الداعي إليك بإذنك و أمينك في خلقك و عينك في عبادك و حجتك على خلقك عليه صلواتك و بركاتك وعده اللهم أيده بنصرك و انصر عبدك و قو أصحابه و صبرهم و افتح لهم من لدنك سلطانا نصيرا و عجل فرجه و أمكنه من أعدائك و أعداء رسولك يا أرحم الراحمين قال أ ليس قد دعوت لنفسك جعلت فداك قال قد دعوت لنور آل محمد و سابقهم و المنتقم بأمر الله من أعدائهم قلت متى يكون خروجه جعلني الله فداك قال إذا شاء من له الخلق و الأمر قلت فله علامة قبل ذلك قال نعم علامات شتى قلت مثل ما ذا قال خروج دابة من المشرق و راية من المغرب و فتنة تظل أهل   الزورا و خروج رجل من ولد عمي زيد باليمن و انتهاب ستارة البيت وَ يَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ

 مصباح الشيخ، و البلد الأمين، و جنة الأمان، و الاختيار، مما يختص عقيب الظهر يا سامع كل صوت إلى آخر الدعاء و في الجميع يا مكان أي في المواضع كلها

بيان يا جامع كل فوت قال شيخنا البهائي ره أي كل فائت و ما بعده أعني يا بارئ النفوس بعد الموت أي خالقها و معيدها كالتفسير له يا بطاش ذا البطش الشديد البطش الأخذ بالعنف و يقال للسطوة بطشة و يمكن حمل البطاش على هذا المعنى و ذا البطش على المعنى الأول. أقول قد مر و سيأتي هنا تفسير تلك الفقرات و أشباهها

2-  فلاح السائل، و من المهمات الدعاء عقيب صلاة الظهر بما روي عن رسول الله ص أنه دعا به عقيبها على ما رواه أبو المفضل محمد بن عبد الله التميمي عن أبي محمد عبد الله بن محمد التميمي عن أبي الحسن عن علي بن محمد صاحب العسكر ع عن أبيه عن آبائه ع عن أبي عبد الله عن أمير المؤمنين عن رسول الله ص قال كان من دعائه عقيب صلاة الظهر لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش الكريم الحمد لله رب العالمين اللهم إني أسألك موجبات رحمتك و عزائم مغفرتك و الغنيمة من كل خير و السلامة من كل إثم اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته و لا هما إلا فرجته و لا سقما إلا شفيته و لا عيبا إلا سترته و لا رزقا إلا بسطته و لا خوفا إلا أمنته و لا سوءا إلا صرفته و لا حاجة هي لك رضى و لي صلاح إلا قضيتها يا أرحم الراحمين آمين رب العالمين

 بيان موجبات رحمتك أي أعمالا تتسبب لرحمتك و توجبها و عزائم مغفرتك أي أسألك أعمالا ينعزم و يتأكد بها مغفرتك  

 مصابيح الشيخ، و الكفعمي، و ابن الباقي، و غيرها، ثم تقول اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد براءة من النار فاكتب لنا إلى قوله و لا إله غيرك كما مر برواية أبي بصير في تعقيب كل صلاة

3-  فلاح السائل، و من المهمات الاقتداء بمولانا أمير المؤمنين ع في الدعاء عقيب الخمس الصلوات المفروضات فمن دعائه عقيب فريضة الظهر اللهم لك الحمد كله و بيدك الخير كله و إليك يرجع الأمر كله علانيته و سره و أنت منتهى الشأن كله اللهم لك الحمد على عفوك بعد قدرتك و لك الحمد على غفرانك بعد غضبك اللهم لك الحمد رفيع الدرجات مجيب الدعوات منزل البركات من فوق سبع سماوات معطي السؤلات و مبدل السيئات حسنات و جاعل الحسنات درجات و المخرج إلى النور من الظلمات اللهم لك الحمد غافر الذنب و قابل التوب شديد العقاب ذا الطول لا إله إلا أنت و إليك المصير اللهم لك الحمد في اللَّيْلِ إِذا يَغْشى و لك الحمد في النَّهارِ إِذا تَجَلَّى و لك الحمد في الآخرة و الأولى اللهم لك الحمد في اللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ و لك الحمد في الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ و لك الحمد عند طلوع الشمس و عند غروبها و لك الحمد و على نعمك التي لا تحصى عددا و لا تنقضي مددا اللهم لك الحمد فيما مضى و لك الحمد فيما بقي اللهم أنت ثقتي في كل أمر و عدتي في كل حاجة و صاحبي في كل طلبة و أنسي في كل وحشة و عصمتي عند كل هلكة اللهم صل على محمد و آل محمد و وسع لي في رزقي و بارك لي فيما آتيتني و اقض عني ديني و أصلح لي شأني إنك رءوف رحيم لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله رب العالمين لا إله إلا الله رب العرش العظيم اللهم إني أسألك موجبات رحمتك و عزائم مغفرتك و الغنيمة من كل خير و السلامة من كل إثم و الفوز بالجنة و النجاة من النار اللهم لا تدع لي ذنبا إلا   غفرته و لا هما إلا فرجته و لا غما إلا كشفته و لا سقما إلا شفيته و لا دينا إلا قضيته و لا خوفا إلا أمنته و لا حاجة إلا قضيتها بمنك و لطفك برحمتك يا أرحم الراحمين

 بيان و إليك يرجع الأمر كله أي من جهة العلية أو في الآخرة للجزاء و الأخير أنسب بالتتمة و أنت منتهى الشأن كله الشأن الأمر و الحال قال تعالى كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ أي في كل وقت و حين يحدث أمورا و يجدد أحوالا من إهلاك و إنجاء و حرمان و إعطاء و غير ذلك فكونه سبحانه منتهى الشأن يحتمل وجوها الأول الانتهاء من جهة العلية كما مر فإنه علة العلل الثاني أن شأنه تعالى أعظم الشئون و أجلها الثالث أن كل أمر و شي‏ء بعد اليأس عن المخلوقين و عجزهم يرفع إليه و يحتمل الانتهاء في الآخرة و هو هنا بعيد رفيع الدرجات أي درجات كماله رفيعة بحيث لا يظهر دونها كمال و قيل الدرجات مراتب المخلوقات أو مصاعد الملائكة إلى العرش أو السماوات أو درجات الثواب عن فوق سبع سماوات لأن تقديرها هناك و الإنزال مجاز مبدل السيئات إشارة إلى قوله تعالى فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ قيل بأن يمحو سوابق معاصيهم بالتوبة و يثبت مكانها لواحق طاعاتهم أو يبدل ملكة المعصية في النفس بملكة الطاعة أو بأن يوفقه لأضداد ما سلف منه أو بأن يثبت له بدل كل عقاب ثوابا. و جاعل الحسنات درجات أي يعطي عوضها درجات في الجنة أو ذوي درجات و منازل و مراتب بحسب ما ينضم إليها من المعرفة و الإخلاص و سائر الشرائط و المخرج أي بهدايته و توفيقه إلى النور أي إلى الهدى الموصل إلى الإيمان و سائر الخيرات و الكمالات.   من الظلمات أي ظلمات الجهل و اتباع الهوى و قبول الوساوس و الشبه المؤدية إلى الكفر و المعاصي و توحيد النور و جمع الظلمات لأن الحق طريق واحد و الباطل طرق شتى و الثوب مصدر كالتوبة و قيل هو جمع التوبة شديد العقاب أي مشدده أو الشديد عقابه و الطول الفضل إليك المصير أي لجزاء المطيع و العاصي. لك الحمد في الليل أي تستحق الحمد بسببه و بسبب النعم التي تحدث فيه أو أحمدك في تلك الأحوال و الأول أظهر إذا يغشى أي يغشى الشمس أو النهار أو كل ما يواريه بظلامه إذا تجلى أي ظهر بزوال ظلمة الليل أو تبين بطلوع الشمس إذا عسعس أي أقبل بظلامه أو أدبر و هو من الأضداد و قيل عبر به عن إقبال روح و نسيم و في تفسير علي بن إبراهيم إِذا عَسْعَسَ إذا أظلم و إذا تنفس إذا ارتفع إلا شفيته الإسناد فيه و في أمنته مجازي

4-  فلاح السائل، و من المهمات الدعاء عقيب الصلوات الخمس المفروضات بما كانت الزهراء فاطمة سيدة نساء العالمين تدعو به فمن ذلك دعاؤها عقيب فريضة الظهر و هو سبحان ذي العز الشامخ المنيف سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم سبحان ذي الملك الفاخر القديم و الحمد لله الذي بنعمته بلغت ما بلغت من العلم به و العمل له و الرغبة إليه و الطاعة لأمره و الحمد لله الذي لم يجعلني جاحدا لشي‏ء من كتابه و لا متحيرا في شي‏ء من أمره و الحمد لله الذي هداني لدينه و لم يجعلني أعبد شيئا غيره اللهم إني أسألك قول التوابين و عملهم و نجاة المجاهدين و ثوابهم و تصديق المؤمنين و توكلهم و الراحة عند الموت و الأمن عند الحساب و اجعل الموت خير غائب أنتظره و خير مطلع يطلع علي و ارزقني عند حضور الموت و عند نزوله و في غمراته و حين تنزل النفس من بين التراقي و حين تبلغ الحلقوم و في حال خروجي من الدنيا و تلك الساعة التي لا أملك لنفسي فيها ضرا و لا نفعا و لا شدة و لا رخاء   روحا من رحمتك و حظا من رضوانك و بشرى من كرامتك قبل أن تتوفى نفسي و تقبض روحي و تسلط ملك الموت على إخراج نفسي ببشرى منك يا رب ليست من أحد غيرك تثلج بها صدري و تسر بها نفسي و تقر بها عيني و يتهلل بها وجهي و يسفر بها لوني و يطمئن بها قلبي و يتباشر بها سائر جسدي يغبطني بها من حضرني من خلقك و من سمع بي من عبادك تهون بها علي سكرات الموت و تفرج عني بها كربته و تخفف بها عني شدته و تكشف عني بها سقمه و تذهب عني بها همه و حسرته و تعصمني بها من أسفه و فتنه و تجيرني بها من شره و شر ما يحضر أهله و ترزقني بها خيره و خير ما يحضر عنده و خير ما هو كائن بعده ثم إذا توفيت نفسي و قبضت روحي فاجعل روحي في الأرواح الرائحة و اجعل نفسي في الأنفس الصالحة و اجعل جسدي في الأجساد المطهرة و اجعل عملي في الأعمال المتقبلة ثم ارزقني في خطتي من الأرض و موضع جنتي حيث يرفت لحمي و يدفن عظمي و أترك وحيدا لا حيلة لي قد لفظتني البلاد و تخلا مني العباد و افتقرت إلى رحمتك و احتجت إلى صالح عملي و ألقى ما مهدت لنفسي و قدمت لآخرتي و عملت في أيام حياتي فوزا من رحمتك و ضياء من نورك و تثبيتا من كرامتك بالقول الثابت في الحياة الدنيا و الآخرة إنك تضل الظالمين و تفعل ما تشاء ثم بارك لي في البعث و الحساب إذا انشقت الأرض عني و تخلا العباد مني و غشيتني الصيحة و أفزعتني النفخة و نشرتني بعد الموت و بعثتني للحساب فابعث معي يا رب نورا من رحمتك يسعى بين يدي و عن يميني تؤمنني به و تربط به على قلبي و تظهر به عذري و تبيض به وجهي و تصدق به حديثي و تفلج به حجتي و تبلغني به العروة القصوى من رحمتك و تحلني الدرجة العليا من جنتك و ترزقني به مرافقة محمد النبي عبدك و رسولك في أعلى الجنة درجة و أبلغها فضيلة و أبرها عطية و أرفعها نفسة مع الذين أنعمت عليهم مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً

   اللهم صل على محمد خاتم النبيين و على جميع الأنبياء و المرسلين و على الملائكة أجمعين و على آله الطيبين الطاهرين و على أئمة الهدى أجمعين آمين رب العالمين اللهم صل على محمد كما هديتنا به و صل على محمد كما رحمتنا به و صل على محمد كما عززتنا به و صل على محمد كما فضلتنا به و صل على محمد كما شرفتنا به و صل على محمد كما نصرتنا به و صل على محمد كما أنقذتنا به من شفا حفرة من النار اللهم بيض وجهه و أعل كعبه و أفلج حجته و أتمم نوره و ثقل ميزانه و عظم برهانه و افسح له حتى يرضى و بلغه الدرجة و الوسيلة من الجنة و ابعثه المقام المحمود الذي وعدته و اجعله أفضل النبيين و المرسلين عندك منزلة و وسيلة و اقصص بنا أثره و اسقنا بكأسه و أوردنا حوضه و احشرنا في زمرته و توفنا على ملته و اسلك بنا سبله و استعملنا بسنته غير خزايا و لا نادمين و لا شاكين و لا مبدلين يا من بابه مفتوح لداعيه و حجابه مرفوع لراجيه يا ساتر الأمر القبيح و مداوي القلب الجريح لا تفضحني في مشهد القيامة بموبقات الآثام و لا تعرض بوجهك الكريم عني من بين الأنام يا غاية المضطر الفقير و يا جابر العظم الكسير هب لي موبقات الجرائر و اعف عن فاضحات السرائر و اغسل قلبي من وزر الخطايا و ارزقني حسن الاستعداد لنزول المنايا يا أكرم الأكرمين و منتهى أمنية السائلين أنت مولاي فتحت لي باب الدعاء و الإنابة فلا تغلق عني باب القبول و الإجابة و نجني برحمتك من النار و بوئني غرفات الجنان و اجعلني متمسكا بالعروة الوثقى و اختم لي بالسعادة و أحيني بالسلامة يا ذا الفضل و الكمال و العزة و الجلال و لا تشمت بي عدوا و لا حاسدا و لا تسلط علي سلطانا عنيدا و لا شيطانا مريدا برحمتك يا أرحم الراحمين و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله على محمد و آله و سلم تسليما

    توضيح الشامخ المرتفع العالي كالباذخ و أناف على الشي‏ء أشرف و غمرات الموت شدائده و قولها روحا مفعول ارزقني و قال الجوهري ثلجت نفسي تثلج ثلوجا اطمأنت و ثلجت نفسي بالكسر تثلج ثلجا لغة فيه و في القاموس تهلل الوجه تلألأ و قال سفر الصبح يسفر أضاء و أشرق كأسفر انتهى. قولها في خطتي من الأرض بالكسر أي قبري قال في النهاية الخطة بالكسر هي الأرض يختطها الإنسان لنفسه بأن يعلم عليها علامة و يخط عليها خطا ليعلم أنه قد أحازها و في القاموس الخط بالكسر الأرض التي تنزلها و لم ينزلها نازل قبلك كالخطة و في بعض النسخ حصتي و هو تصحيف و إن أمكن توجيهه قولها حيث يرفت لحمي بالراء المهملة و في بعض النسخ بالمعجمة قال الفيروزآبادي رفته يرفته و يرفته كسره و دقه و انكسر و اندق لازم متعد و انقطع كأرفت ارفتاتا في الكل و قال الزفت الطرد و الدقع و الإزهاق و الإتعاب و قولها فوزا مفعول ارزقني و قد مر تفسير القول الثابت في كتاب الجنائز و الأنسب هنا تعلق الظرفين بالثابت. و الربط على القلب تسديده و تقويته قال الله تعالى وَ رَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أي ثبتنا قلوبهم و ألهمناهم الصبر و قال الجوهري فلج الرجل على خصمه يفلج فلجا و أفلجه الله عليه و أفلج الله حجته قومها و أظهرها و أرفعها نفسة أي نفاسة أو سعة قال الجوهري النفس الجرعة و أنت في نفس من أمرك في سعة و شي‏ء نفيس أي يتنافس فيه و يرغب و هذا أنفس مالي أحبه و أكرمه عندي و لك في هذا الأمر نفسة أي مهلة و في النهاية نفس الروضة طيب روائحها و في القاموس النفس بالتحريك السعة و الفسحة في الأمر و الجرعة و الري و شراب ذو نفس فيه سعة و ري و قال النفس العظمة و العزة و لك نفسة بالضم مهلة. قولها كما أنقذتنا إشارة إلى قوله تعالى كُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها و شفا البئر و شفتها طرقها أي كنتم مشفين على الوقوع في نار جهنم لكفركم   إذ لو أدرككم الموت في تلك الحال لوقعتم فيها فأنقذكم بالإسلام منها و قال في النهاية في حديث قيلة و الله لا يزال كعبك عاليا هو دعاء لها بالشرف و العلو و الأصل فيها كعب القناة و هو أنبوبها و ما بين كل عقدتين منها كعب و كل شي‏ء علا و ارتفع فهو كعب انتهى. و أقول يحتمل أن يكون المراد هنا كعب الرجل كما لا يخفى. و في النهاية منزل فسيح أي واسع و منه حديث علي ع اللهم افسح له مفسحا في عدلك أي أوسع له سعة في دار عدلك يوم القيامة انتهى و اقصص بنا أثره أي اجعلنا نتبعه في جميع أقواله و أفعاله قال الفيروزآبادي قص أثره تتبعه و قال خرج في أثره و إثره بعده و أحيني بالسلامة أي من الخطايا و الآثام و البلايا و الأسقام

5-  فلاح السائل، روى أبو المفضل الشيباني عن الحسين بن سعدان عن محمد بن منصور بن يزيد عن سليمان بن خالد عن معاوية بن عمار قال هذا دعاء سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد ع في عقيب صلواته أملاه علي فأول الصلاة الظهر و بذلك سميت الأولى لأنها أول صلاة افترضها الله على عباده دعاء صلاة الظهر يا أسمع السامعين و يا أبصر الناظرين و يا أسرع الحاسبين و يا أجود الأجودين و يا أكرم الأكرمين صل على محمد و آل محمد كأفضل و أجزل و أوفى و أكمل و أحسن و أجمل و أكثر و أطهر و أزكى و أنور و أعلى و أبهى و أسنى و أنمى و أدوم و أبقى ما صليت و باركت و مننت و سلمت و ترحمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم امنن على محمد و آل محمد كما مننت على موسى و هارون و سلم على محمد و آل محمد كما سلمت على نوح في العالمين اللهم و أورد عليه من ذريته و أزواجه و أهل بيته و أصحابه و أتباعه من تقر بهم عينه و اجعلنا منهم و ممن تسقيه بكأسه و تورده حوضه و احشرنا في زمرته و تحت لوائه و أدخلنا في كل خير أدخلت فيه محمدا و آل محمد و أخرجنا من كل سوء أخرجت منه محمدا و آل محمد و لا تفرق بيننا و بين محمد و آل محمد طرفة عين أبدا و لا أقل من ذلك و لا أكثر   اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلني معهم في كل عافية و بلاء و اجعلني معهم في كل شدة و رخاء و اجعلني معهم في كل أمن و خوف و اجعلني معهم في كل مثوى و منقلب اللهم أحيني محياهم و أمتني مماتهم و اجعلني بهم عندك وجيها في الدنيا و الآخرة و من المقربين اللهم صل على محمد و آل محمد و اكشف عني بهم كل كرب و نفس عني بهم كل هم و فرج عني بهم كل غم و اكفني بهم كل خوف و اصرف عني بهم مقادير البلاء و سوء القضاء و درك الشقاء و شماتة الأعداء اللهم صل على محمد و آل محمد و اغفر لي ذنبي و طيب لي كسبي و قنعني بما رزقتني و بارك لي فيه و لا تذهب بنفسي إلى شي‏ء صرفته عني اللهم إني أعوذ بك من دنيا تمنع خير الآخرة و عاجل يمنع خير الآجل و حياة تمنع خير الممات و أمل يمنع خير العمل اللهم إني أسألك الصبر على طاعتك و الصبر عن معصيتك و القيام بحقك و أسألك حقائق الإيمان و صدق اليقين في المواطن كلها و أسألك العفو و العافية و المعافاة في الدنيا و الآخرة عافية الدنيا من البلاء و عافية الآخرة من الشقاء اللهم إني أسألك العافية و تمام العافية و دوام العافية و الشكر على العافية يا ولي العافية و أسألك الظفر و السلامة و حلول دار الكرامة اللهم اجعل لي في صلاتي و دعائي رهبة منك و رغبة إليك و راحة تمن بها علي اللهم لا تحرمني سعة رحمتك و سبوغ نعمتك و شمول عافيتك و جزيل عطاياك و منح مواهبك بسوء ما عندي و لا تجازني بقبيح عملي و لا تصرف وجهك الكريم عني اللهم لا تحرمني و أنا أدعوك و لا تخيبني و أنا أرجوك و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا و لا إلى أحد من خلقك فيحرمني و يستأثر علي اللهم إنك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب أسألك بآل يس خيرتك من خلقك و صفوتك من بريتك و أقدمهم بين يدي حوائجي و رغبتي إليك اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا محروما مقترا علي في الرزق فامح من أم

   الكتاب شقائي و حرماني و أثبتني عندك سعيدا مرزوقا فإنك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب اللهم إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ و أنا منك خائف و بك مستجير و أنا حقير مسكين أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ يا من قال ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ نعم المجيب أنت يا سيدي و نعم الرب و نعم المولى و بئس العبد أنا و هذا مقام العائذ بك من النار يا فارج الهم و يا كاشف الغم يا مجيب دعوة المضطرين يا رحمان الدنيا و الآخرة و رحيمهما ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك و أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين الحمد لله الذي قضى عني صلاة كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً برحمتك يا أرحم الراحمين

 مصباح الشيخ، و البلد الأمين، و الجنة و الاختصار، و غيرها عن معاوية بن عمار مثله بيان أجزل أي أعظم و في الشي‏ء تم و كثر و أزكى أي أنمى أو أطهر البهاء الحسن و أسنى أي أرفع أو أنور و أورد عليه أي في الجنة و قال الكفعمي يجوز تسقيه بفتح التاء و ضمها و في النحل و في المؤمنين أيضا نسقيه برفع النون ماضيه أسقى و نسقيكم بفتح النون ماضيه سقى و الفرق بين سقيت و أسقيت أن سقيت ناولته ليشرب و أسقيت جعلت له ما يشرب و قيل سقيته لسقيه و أسقيته لبستانه أو زرعه أو ماشيته و قيل سقيته إذا عرضته ليشرب من يدك بفيه و قيل إذا أسقيته مرة قلت سقيته و إذا أسقيته دائما قلت أسقيته و قيل سقيته ناولته الماء ليشرب و أسقيته قلت له سقيا أي سقاك الله و قيل هما بمعنى ذكر ذلك الطبرسي في مجمع البيان. و المثوى محل الثوى و هو الإقامة و المنقلب يكون اسم مكان مصدرا و الانقلاب   الحركة و التصرف و تبدل الأحوال و مقادير البلاء تقاديره و في النهاية فيه أعوذ بك من درك الشقاء الدرك اللحاق و الوصول إلى الشي‏ء و أدركته إدراكا و دركا و الشقا ضد السعادة و قال الشيخ البهائي ره الدرك بالتحريك يطلق على المكان و طبقاته و يقال النار دركات و الجنة درجات و يطلق أيضا على أقصى قعر الشي‏ء انتهى و المعنى الأول لعله أنسب بالمقام و عدم تعرضه قدس سره له غريب. حقائق الإيمان أي شرائطه و أجزاؤه أو ما يحق أن يسمى إيمانا أي أومن بجميع ما يجب الإيمان به حق الإيمان و صدق اليقين هو اليقين الذي يصدقه العمل في المواطن كلها أي في جميع ما يلزم التصديق به أو يظهر أثر يقيني في الخلوات و المجامع و على جميع الأحوال من الشدة و الرخاء و العافية و البلاء و الظفر الفوز بالمطلوب و سبوغ النعمة اتساعها و شمول عافيتك أي إحاطتها بجميع أعضائي و جميع أحوالي و المنحة بالكسر العطية و الإضافة للتأكيد أو المعنى ما تهبه من غير قصد عوض و الاستيثار الانفراد بالشي‏ء و قد مر تحقيق المحو و الإثبات في باب البداء و يظهر من الدعاء أن أم الكتاب لوح المحو و الإثبات لا اللوح المحفوظ كما هو المشهور من خير أي خير الدنيا و الآخرة

6-  جامع الأخبار، يقول بعد فريضة الظهر سبع مرات و يأخذ بيده اليمنى محاسنه و يرفع يده اليسرى يا رب محمد و آل محمد صل على محمد و آل محمد و أعتق رقبتي من النار

7-  فلاح السائل، روى محمد بن حامد عن الحسن بن أحمد بن المغيرة الثلاج عن عبد الله بن موسى المعروف بالسلامي عن أحمد بن شجاع المؤدب قال سمعت الفضل بن الجراح الكوفي يحكي عن أبيه عن خادم الصادق ع أنه كان له ع دعوات يدعو بهن في عقيب كل صلاة مفروضة فقلت له يا ابن رسول الله ص علمني دعواتك هذه التي تدعو بها فقال ع إذا صليت الظهر فقل بالله اعتصمت و بالله أثق و عليه أتوكل عشر مرات ثم قل اللهم إن عظمت ذنوبي فأنت أعظم   و إن كبر تفريطي فأنت أكبر و إن دام بخلي فأنت أجود اللهم اغفر لي عظيم ذنوبي بعظيم عفوك و كبير تفريطي بظاهر كرمك و أقمع بخلي بفضل جودك اللهم ما بنا من نعمة فمنك لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك

 مصباح الشيخ، و الكفعمي، و ابن الباقي و غيرها مرسلا مثله بيان قال الكفعمي كبر الشي‏ء معظمه و أكبرت الشي‏ء استعظمته و هذا المعنى هو المراد إن رقمنا و إن كبر تفريطي بالباء المفردة و إن رقمنا فيه و إن كثر فالمعنى ضد القلة و في المتهجد رقم ذلك بالمفردة و في مصباح ابن الباقي بالمثلثة و القراءتان جائزتان غير أنه ينبغي أن يكون كبر هنا بالمفرد لأجل الاشتقاق في كبر و أكبر فإذا انتهى الداعي في الدعاء إلى قوله و كبر تفريطي فليقرأ بالباء المفردة أيضا لئلا يعود الضمير إلى غير مذكور و إن قرئ و كثر تفريطي بالمثلثة قرئ فأنت أكبر بالمفردة لأنه تعالى لا يوصف بالكثرة بل بالكبرياء و العظمة و الفرق بين الكثير و الكبير أن الكثير ما يراد به العدد و يليق به أو الوزن و الذرع و شبهه و الكبير ما يراد به علو المنزلة و الشرف أو يراد به الضخامة و العظم

8-  فقه الرضا، قال ع إذا فرغت من صلاة الزوال فارفع يديك ثم قل اللهم إني أتقرب إليك بجودك و كرمك و أتقرب إليك بمحمد عبدك و رسولك و أتقرب إليك بملائكتك و أنبيائك و رسلك و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أسألك أن تقيل عثرتي و تستر عورتي و تغفر ذنوبي و تقضي حاجتي و لا تعذبني بقبيح فعالي فإن جودك و عفوك يسعني ثم تخر ساجدا و تقول في سجودك يا أهل التقوى و المغفرة يا أرحم الراحمين أنت مولاي و سيدي و رازقي أنت خير لي من أبي و أمي و من الناس أجمعين بي إليك فقر و فاقة و أنت غني عني أسألك بوجهك الكريم و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد   و على إخوانه النبيين و الأئمة الطاهرين و تستجيب دعائي و ترحم تضرعي و تصرف عني أنواع البلاء يا رحمان

 أقول يحتمل أن يكون هذا الدعاء من تعقيب نوافل الزوال كما ورد شبيهه في تعقيب بعضها

9-  السرائر، نقلا من جامع البزنطي عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول الصلاة على محمد و آل محمد فيما بين الظهر و العصر تعدل سبعين ركعة

10-  البلد الأمين، و الجنة، ]جنة الأمان[ قال مما يختص عقيب الظهر دعاء النجاح اللهم رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و رب العرش العظيم و رب جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و رب السبع المثاني و القرآن العظيم و رب محمد ص خاتم النبيين صل على محمد و آله و أسألك باسمك الأعظم الذي به تقوم السماء و الأرض و به تحيي الموتى و ترزق الأحياء و تفرق بين الجمع و تجمع بين المتفرق و به أحصيت عدد الآجال و وزن الجبال و كيل البحار أسألك يا من هو كذلك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا و سل حاجتك

 و منها دعاء أهل البيت المعمور يا من أظهر الجميل و ستر القبيح يا من لم يؤاخذ بالجريرة و لم يهتك الستر يا عظيم العفو يا حسن التجاوز يا باسط اليدين بالرحمة يا صاحب كل حاجة يا واسع المغفرة يا مفرج كل كربة يا مقيل العثرات يا كريم الصفح يا عظيم المن يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا رباه   يا سيداه يا غاية رغبتاه أسألك بك و بمحمد ص و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و القائم المهدي الأئمة الهادية ع أن تصلي على محمد و آل محمد و أسألك يا الله يا الله ألا تشوه خلقي بالنار و أن تفعل بي ما أنت أهله ثم قال الكفعمي هذا الدعاء المسمى بدعاء أهل البيت المعمور جليل الشأن عظيم القدر و ختم به الشيخ المقداد كتابه شرح النهج و ختم به الشيخ أحمد بن فهد كتابه عدة الداعي و ختم به الرازي فخر الدين بعض كتبه و ذكر فيه صاحب العدة ثوابا عظيما ملخصه أن النبي ص سأل جبرئيل عن ثوابه فقال ع يا محمد لو اجتمعت ملائكة السماوات و الأرضين على أن يصفوا من ألف جزء جزءا واحدا ما قدروا و ستر الله تعالى قائله بألف ستر في الدنيا و الآخرة و يغفر ذنوبه و لو كانت كزبد البحر حتى الكبائر و يفتح له سبعين بابا من الرحمة حتى يخوض فيها خوضا و يعطى من الأجر ثواب كل مصاب و كل سالم و كل مسكين و كل ضرير و فقير و مريض و يكرمه كرامة الأنبياء و يعطى أمنيته في القيامة و يعطى من الأجر بعدد من خلقه الله في الجنة و النار و السماوات السبع و الأرضين السبع و الشمس و القمر و النجوم و قطر الأمطار و أنواع الخلق و الجبال و الحصى و الثرى و النجوم و العرش و الكرسي و غير ذلك و ملأ الله قلبه إيمانا و أشهد له ملائكته أنه أعتقه من النار و عتق أبويه و إخوته و أهله و ولده و جيرانه و شفعه في ألف رجل ممن وجبت لهم النار فعلمه يا محمد المتقين و لا تعلمه المنافقين و به يستجاب الدعاء و هو دعاء أهل البيت المعمور و به يطوفون حوله

 أقول لم أر في الروايات ما يدل على اختصاص الدعاءين بتعقيب الظهر و   الدعاء الثاني أورده الشيخ في تعقيب نوافل العصر بتغيير ما كما سيأتي

11-  جنة الأمان، عن الصادق ع من قال بعد صلاة الفجر و بعد صلاة الظهر اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم لم يمت حتى يدرك القائم من آل محمد ص