باب 2- الاستخارات و فضلها و كيفياتها و صلواتها و دعواتها

ما ورد في الحث على الاستخارة و الترغيب فيها و الرضا و التسليم بعدها

 

1-  فتح الأبواب، للسيد الجليل علي بن طاوس و المقنعة، عن الصادق ع أنه قال يقول الله عز و جل من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال و لا يستخير بي

 الفتح، ]فتح الأبواب[ في أصل عتيق من أصول أصحابنا عنه ع مثله من خط الشهيد رحمه الله عن الكراجكي قال روي عن العالم ع و ذكر مثله

    -2  المحاسن، عمن ذكره عن أبي عبد الله ع مثله

 و منه عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن ابن مسكان عن محمد بن مضارب قال قال أبو عبد الله ع من دخل في أمر بغير استخارة ثم ابتلي لم يؤجر

 المحاسن، عن محمد بن عيسى اليقطيني و عثمان بن عيسى عمن ذكره عن بعض أصحابه قال قلت لأبي عبد الله ع من أكرم الخلق على الله قال أكثرهم ذكرا لله و أعملهم بطاعته قلت فمن أبغض الخلق إلى الله قال من يتهم الله قلت و أحد يتهم الله قال نعم من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فسخط فذلك يتهم الله

 كتاب الغايات، عن القاسم بن الوليد قال قلت لأبي عبد الله ع من أكرم الخلق على الله و ذكر نحوه

 المكارم، عن عثمان بن عيسى مثله إلى قوله فسخط ذلك فهو المتهم لله

3-  الفتح، ]فتح الأبواب[ عن شيخه محمد بن نما و أسعد بن عبد القاهر عن علي بن سعيد الراوندي عن والده عن محمد بن علي الحلبي عن شيخ الطائفة قال أخبرني جماعة عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن إبراهيم بن هاشم و يعقوب بن يزيد و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا عن ابن أبي عمير عن صفوان عن ابن مسكان قال قال أبو عبد الله ع من دخل في أمر بغير استخارة ثم ابتلي لم يؤجر

 و منه بهذا الإسناد عن ابن مسكان عن محمد بن مضارب عنه ع مثله

 و بالإسناد المتقدم عن شيخ الطائفة عن ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله ع قال ما أبالي إذا استخرت الله على أي طرفي وقعت و كان أبي يعلمني الاستخارة كما يعلمني السور من القرآن

   بيان قوله ع على أي طرفي أي طرفي الراحة و البلاء أو الحياة و الموت أو طرفي الأمر الذي أتردد فيه أو أقع مريضا على جنبي الأيمن أو الأيسر أو أقتل فأصرع على الأيمن أو الأيسر و ربما يقرأ بالقاف جمع الطريق و صحح في بعض النسخ طريقي فهما تصحيفان و يؤيد ما ذكرنا ما سيأتي مكانه على أي جنبي. و قال في النهاية فيه أنه كان إذا اشتكى أحدهم لم ينزل البرمة حتى يأتي على أحد طرفيه أي حتى يفيق من علته أو يموت لأنهما منتهى أمر العليل فهما طرفاه أي جانباه و منه حديث أسماء بنت أبي بكر قالت لابنها عبد الله ما بي عجلة إلى الموت حتى آخذ على أحد طرفيك إما أن تستخلف فتقر عيني و إما أن تقتل فأحتسبك

4-  الفتح، ]فتح الأبواب[ قال وجدت في أصل العبد الصالح المتفق عليه محمد بن أبي عمير رضي الله عنه عن ربعي عن المفضل قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما استخار الله عز و جل عبد مؤمن إلا خار له و إن وقع ما يكره

 و منه نقلا عن الحميدي في كتاب الجمع بين الصحيحين عن جابر بن عبد الله قال كان النبي ص يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السور من القرآن

 و منه ما رواه بإسناده إلى جده أبي جعفر الطوسي فيما رواه إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في كتاب تسمية المشايخ عن شهاب بن محمد بن علي عن جعفر بن محمد بن يعلى عن إدريس بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن إدريس بن عبد الله بن الحسن عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال كنا نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من كتاب الله عز و جل

 و منه من الكتاب المذكور لابن عقدة بإسناده عن أبي عبد الله ع قال كنا   نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من كتاب الله عز و جل

 و منه من الكتاب المذكور لابن عقدة بإسناده عن أبي عبد الله ع قال كنا نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من القرآن ثم قال ما أبالي إذا استخرت الله على أي جنبي وقعت

 و منه نقلا من كتاب الدعاء لسعد بن عبد الله عن أبي عبد الله ع أنه كان يقول قال الله من لم يرض بقضائي و يشكر نعمائي و يصبر على بلائي فليطلب ربا سوائي غيري و من رضي بقضائي و شكر نعمائي و صبر على بلائي كتبته في الصديقين عندي و كان يقول ع من استخار الله في أمره فعمل أحد الأمرين فعرض في قلبه شي‏ء فقد اتهم الله في قضائه

 و منه نقلا من الكتاب المذكور لسعد بن عبد الله عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال أنزل الله أن من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال و لا يستخيرني

 بيان قال في النهاية الاستخارة طلب الخيرة في الشي‏ء و هي استفعال منه تقول استخر الله يخر لك و نحوه قال في القاموس و الصحاح و قال المحقق رحمه الله صلاة الاستخارة هي أن تصلي ركعتين و تسأل الله أن يجعل ما عزمت عليه خيرة و قال ابن إدريس الاستخارة في كلام العرب الدعاء و قال بعد كلام معنى استخرت الله استدعيت إرشادي و كان يونس بن حبيب اللغوي يقول إن معنى قولهم استخرت الله استقبلت الخير أي سألت الله أن يوفقني خير الأشياء التي أقصدها

5-  مجالس الشيخ، عن المفيد عن علي بن خالد المراغي عن محمد بن الفيض العجلي عن أبيه عن عبد العظيم الحسني عن محمد بن علي بن موسى عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال بعثني رسول الله ص إلى اليمن فقال لي و هو يوصيني يا علي ما حار من استخار و لا ندم من استشار الحديث

 

الاستخارة بالرقاع

 

1-  مكارم الأخلاق، قال عبد الرحمن بن سيابة خرجت سنة إلى مكة و متاعي بز قد كسد علي قال فأشار علي أصحابنا أن أبعثه إلى مصر و لا أرده إلى الكوفة أو إلى اليمن فاختلف علي آراؤهم فدخلت على العبد الصالح بعد النفر بيوم و نحن بمكة فأخبرته بما أشار به أصحابنا و قلت له جعلت فداك فما ترى حتى أنتهي إلى ما تأمرني فقال لي ساهم بين مصر و اليمن ثم فوض في ذلك أمرك إلى الله فأي بلد خرج سهمها عن الأسهم فابعث متاعك إليها قلت جعلت فداك كيف أساهم قال اكتب في رقعة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللهم أنت الله لا إله إلا أنت عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ أنت العالم و أنا المتعلم فانظر لي في أي الأمرين خير لي حتى أتوكل عليك فيه و أعمل به ثم اكتب مصرا إن شاء الله ثم اكتب رقعة أخرى مثل ما في الرقعة الأولى شيئا شيئا ثم اكتب اليمن إن شاء الله ثم اكتب رقعة أخرى مثل ما في الرقعتين شيئا شيئا ثم اكتب بحبس المتاع و لا يبعث إلى بلد منهما ثم اجمع الرقاع و ادفعهن إلى بعض أصحابك فليسترها عنك ثم أدخل يدك فخذ رقعة من الثلاث رقاع فأيها وقعت في يدك فتوكل على الله و اعمل بها بما فيها إن شاء الله

2-  الإحتجاج، قال كتب الحميري إلى القائم ع يسأله عن الرجل تعرض له حاجة مما لا يدري أن يفعلها أم لا فيأخذ خاتمين فيكتب في أحدهما نعم افعل و في الآخر لا تفعل فيستخير الله مرارا ثم يرى فيهما فيخرج أحدهما فيعمل   بما يخرج فهل يجوز ذلك أم لا و العامل به و التارك له هو مثل الاستخارة أم هو سوى ذلك فأجاب ع الذي سنة العالم ع في هذه الاستخارة بالرقاع و الصلاة

3-  الفتح، ]فتح الأبواب[ قال رأيت من طريق الجمهور ما هذا لفظه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود كان يقول في الاستخارة اللهم إنك تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر و أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللهم إن علمك بما يكون كعلمك بما كان اللهم إني قد عزمت على كذا و كذا فإن كان لي فيه خيرة للدين و الدنيا و العاجل و الآجل فيسره و سهله و وفقني له و وفقه لي و إن كان غير ذلك فامنعني منه كيف شئت ثم يسجد و يقول مائة مرة و مرة اللهم إني أستخيرك برحمتك خيرة في عافية و يكتب ست رقاع في ثلاث منها خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان افعل على اسم الله و عونه و في ثلاث منها خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان لا تفعل و الخيرة فيما يقضي الله و يكون تحت السجادة فإذا فرغت من الصلاة و الدعاء مددت يدك إلى الرقاع فأخذت واحدة منها فما خرج فيه فاعمل على الأكثر إن شاء الله و هو حسبي

 بيان ظاهر أكثر اللغويين أن الخيرة بهذا المعنى بكسر الخاء و سكون الياء و في أكثر نسخ الدعاء صححوها بفتح الياء و سكونها معا قال في النهاية فيه كان رسول الله ص يعلمنا الاستخارة في كل شي‏ء الخير ضد الشر تقول منه خرت يا رجل و خار الله لك أي أعطاك ما هو خير لك و الخيرة بسكون الياء الاسم منه فأما بالفتح فهي الاسم من قولك اختار الله و محمد خيرة الله من خلقه يقال بالفتح و السكون و في دعاء الاستخارة اللهم خر لي أي اختر لي أصلح الأمرين و اجعل لي الخيرة فيه

4-  الفتح، ]فتح الأبواب[ وجدت في كتاب بعض المخالفين اسمه محمود بن أبي سعيد بن طاهر السجزي عن الصدر الإمام ركن الدين عن عبد الأول بن عيسى بن شعيب   عن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر عن عبد الله بن أحمد بن حمويه عن محمد بن محمد بن يوسف عن محمد بن إسماعيل البخاري عن قتيبة بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبي الموالي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال كان رسول الله ص يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك و أستقدرك بقدرتك و أسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر و لا أقدر و تعلم و لا أعلم فأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري أو قال في عاجل أمري و آجله فاقدره لي و يسره لي ثم بارك لي فيه و إن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري أو قال في عاجل أمري و آجله فاصرفه عني و اصرفني عنه و اقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به و قال بعض المشايخ رحمهم الله إنه لما صلى هذه الصلاة و دعا بهذا الدعاء يقطع بعد ذلك كاغذة ست رقاع يكتب في ثلاثة منها افعل و في ثلاثة منها لا تفعل ثم يخلط بعضها ببعض و يجعلها في كمه ثم يخرج ثلاثة منها واحدة بعد أخرى فإن وجد فيها كلها افعل أقدم على ذلك الأمر طيب القلب و إن وجد في اثنتين منها افعل و في واحدة لا تفعل فلا بأس بالإقدام على ذلك الأمر لكنه دون الأول و إن وجد في كلها لا تفعل فليحذر عن الإقدام على ذلك الأمر و إن وجد في اثنتين منها لا تفعل فالحذر أولى فللأكثر حكم الكل

 قال و من الدعوات التي وردت في الاستخارة قوله ص اللهم خر لي و اختر لي

 و بلغني عن بعض العلماء في كيفية الاستخارة أنه قال يكتب ثلاث رقاع في كل رقعة بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم افعل و في ثلاث بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لا تفعل و تضع الرقاع تحت السجادة ثم تصلي ركعتين في كل ركعة فاتحة الكتاب و سورة الإخلاص ثلاثا ثم تسلم و تقول اللهم إني أستخيرك بعلمك إلى آخره ثم تسجد و تقول مائة مرة أستخير الله العظيم   ثم ترفع رأسك و تخرج الرقاع خمسة و تترك واحدة فإن كان في ثلاثة افعل فاقصده فالصلاح فيه و إن كان في ثلاثة لا تفعل فأمسك فإن الخيرة فيه إن شاء الله

 و منه ذكر شيخنا المفيد في الرسالة الغرية ما هذا لفظه باب صلاة الاستخارة و إذا عرض للعبد المؤمن أمران فيما يخطر بباله من مصالحه في أمر دنياه كسفره و إقامته و معيشته في صنوف يعرض له الفكر فيها أو عند نكاح و تركه و ابتياع أمة أو عبد و نحو ذلك فمن السنة أن لا يهجم على أحد الأمرين و ليتوق حتى يستخير الله عز و جل فإذا استخاره عزم على ما خطر بباله على الأقوى في نفسه فإن ساوت ظنونه فيه توكل على الله تعالى و فعل ما يتفق له منه فإن الله عز و جل يقضي له بالخير إن شاء الله تعالى و لا ينبغي للإنسان أن يستخير الله في فعل شي‏ء نهاه عنه و لا حاجة به في استخارة لأداء فرض و إنما الاستخارة في المباح و ترك نفل إلى نفل لا يمكنه الجمع بينهما كالجهاد و الحج تطوعا أو السفر لزيارة مشهد دون مشهد أو صلة أخ مؤمن و صلة غيره بمثل ما يريد صلة الآخر به و نحو ذلك و للاستخارة صلاة موظفة مسنونة و هي ركعتان يقرأ الإنسان في إحداهما فاتحة الكتاب و سورة معها و يقرأ في الثانية الفاتحة و سورة معها و يقنت في الثانية قبل الركوع فإذا تشهد و سلم حمد الله و أثنى عليه و صلى على محمد ص و قال اللهم إني أستخيرك بعلمك و قدرتك و أستخيرك بعزتك و أسألك من فضلك فإنك تقدر و لا أقدر و تعلم و لا أعلم و أنت علام الغيوب اللهم إن كان هذا الأمر الذي عرض لي خيرا في ديني و دنياي و آخرتي فيسره لي و بارك لي فيه و أعني عليه و إن كان شرا لي فاصرفه عني و اقض لي الخير حيث كان و رضني به حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت و إن شاء قال اللهم خر لي ما في ما عرض لي من أمر كذا و كذا و اقض لي بالخيرة فيما وفقتني له منه برحمتك يا أرحم الراحمين

    بيان كان هذا بالأبواب المتعلقة بالاستخارات المطلقة أنسب و إنما أوردته هنا تبعا للسيد ره

5-  الفتح، ]فتح الأبواب[ عن محمد بن نما و أسعد بن عبد القاهر عن علي بن سعيد الراوندي عن والده عن محمد بن علي بن محسن الحلبي عن الشيخ أبي جعفر الطوسي عن المفيد عن ابن قولويه عن الكليني عن غير واحد عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد البصري عن القاسم بن عبد الرحمن الهاشمي عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله ع قال إذا أردت أمرا فخذ ست رقاع فاكتب في ثلاث منها بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة افعل و في ثلاث منها بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة تفعل ثم ضعها تحت مصلاك ثم صل ركعتين فإذا فرغت فاسجد سجدة و قل مائة مرة أستخير الله برحمته خيرة في عافية ثم استو جالسا و قل اللهم خر لي و اختر لي في جميع أموري في يسر منك و عافية ثم اضرب بيدك إلى الرقاع فشوشها و أخرج واحدة واحدة فإن خرج ثلاث متواليات افعل فافعل الأمر الذي تريده و إن خرج ثلاث متواليات لا تفعل فلا تفعله و إن خرجت واحدة افعل و الأخرى لا تفعل فأخرج من الرقاع إلى خمس فانظر أكثرها فاعمل به و دع السادسة لا يحتاج إليها

 و منه بإسناده عن محمد بن أحمد بن حمدون الواسطي عن أحمد بن أحمد بن علي بن سعيد الكوفي عن الكليني مثله إلا أن فيه في الموضعين لعبده فلان بن فلان

 المتهجد، عن هارون بن خارجة مثله الكافي، عن غير واحد عن سهل مثله  

 التهذيب، بإسناده عن الكليني مثله إلا أنه ليس فيه اختر لي

بيان هذا أشهر طرق هذه الاستخارة و أوثقها و عليه عمل أصحابنا و ليس فيه ذكر الغسل و ذكره بعض الأصحاب لوروده في سائر أنواع الاستخارة و لا بأس به و أيضا ليس فيه تعيين سورة في الصلاة و ذكر بعضهم سورتي الحشر و الرحمن لورودهما في الاستخارة المطلقة فلو قرأهما أو الإخلاص في كل ركعة كما مر أو ما سيأتي في رواية الكراجكي ره لم أستبعد حسنه. ثم اعلم أن إخراج الخمس قد لا يحتاج إليه كما إذا خرج أولا لا تفعل ثم ثلاثا افعل و بالعكس فإن قلت هذا داخل في القسمين المذكورين قلت إن سلمنا ذلك و إن كان بعيدا فيمكن أن يخرج افعل ثم لا تفعل ثم مرتين افعل و بالعكس و لا يحتاج فيهما إلى إخراج الخامسة فالظاهر أن المذكور في الخبر أقصى الاحتمالات مع أنه يحتمل لزوم إخراج الخامسة تعبدا و إن كان بعيدا. ثم إنه لا يظهر مع كثرة إحداهما تفاوت في مراتب الحسن و ضده و بعض الأصحاب جعلوا لهما مراتب بسرعة خروج افعل أو لا تفعل أو توالي أحدهما بأن يكون الخروج في الأربع أولى في الفعل و الترك من الخروج في الخمس أو يكون خروج مرتين افعل ثم لا تفعل ثم افعل أحسن من الابتداء بلا تفعل ثم افعل ثلاثا و كذا العكس إلى غير ذلك من الاعتبارات التي تظهر بالمقايسة بما ذكر و ليس ببعيد

6-  الفتح، ]فتح الأبواب[ قال وجدت رواية أخرى بالرقاع ذكر من نقلتها من كتابه أنها منقولة عن الكراجكي و هذا لفظ ما وقفت عليه منها هارون بن حماد عن أبي عبد الله الصادق ع قال إذا أردت أمرا فخذ ست رقاع فاكتب في ثلاث منها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ خيرة من الله العزيز الحكيم   و يروى العلي الكريم لفلان بن فلان افعل كذا إن شاء الله و اذكر اسمك و ما تريد فعله و في ثلاث منهن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان لا تفعل كذا إن شاء الله و تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة خمسين مرة قل هو الله أحد و ثلاث مرات إنا أنزلناه في ليلة القدر و تدع الرقاع تحت سجادتك و تقول بقدرتك تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر و أنت علام الغيوب اللهم بك فلا شي‏ء أعلم منك صل على آدم صفوتك و محمد خيرتك و أهل بيته الطاهرين و من بينهم من نبي و صديق و شهيد و عبد صالح و ولي مخلص و ملائكتك أجمعين إن كان ما عزمت عليه من الدخول في سفري إلى بلد كذا و كذا خيرة لي في البدو و العاقبة و رزق تيسر لي منه فسهله و لا تعسره و خر لي فيه و إن كان غيره فاصرفه عني و بدلني منه بما هو خير منه برحمتك يا أرحم الراحمين ثم تقول سبعين مرة خيرة من الله العلي الكريم فإذا فرغت من ذلك عفرت خدك و دعوت الله و سألته ما تريد قال و في رواية أخرى ثم ذكر في أخذ الرقاع نحو ما تقدم في الروايتين الأوليين

 قال السيد ره أما هارون بن خارجة لعله الصيرفي الكوفي و وثقه النجاشي و أما هارون بن حماد فما وجدته في رجال الصادق ع و لعله هارون بن زياد و قد يقع الاشتباه في الكتابة بين لفظ زياد و حماد

7-  الفتح، ]فتح الأبواب[ قال و مما وجدت من طرائف الاستخارات أنني طلبني بعض أبناء الدنيا و أنا بالجانب الغربي من بغداد فبقيت اثنين و عشرين يوما أستخير الله جل جلاله كل يوم في أن ألقاه في ذلك اليوم فتأتي الاستخارة لا تفعل في أربع رقاع أو في ثلاث متواليات ما اختلفت في المنع مدة اثنين و عشرين يوما و ظهر لي حقيقة سعادتي بتلك الاستخارات فهل هذا من غير عالم الخفيات و مما وجدت من عجائب الاستخارات أنني أذكر أنني وصلت الحلة في بعض   الأوقات التي كنت مقيما بدار السلام فأشار بعض الأقوام بلقاء بعض أبناء الدنيا من ولاة البلاد الحلية فأقمت بالحلة لشغل كان لي شهرا فكنت كل يوم أستصلحه للقائه أستخير الله جل جلاله أول النهار و آخره في لقائه في ذلك الوقت فتأتي الاستخارة لا تفعل فتكملت نحو خمسين استخارة في مدة إقامتي كلها لا تفعل فهل يبقى مع هذا عندي ريب لو كنت لا أعلم حال الاستخارة أن هذا صادر عن الله جل جلاله العالم بمصلحتي هذا مع ما ظهر بذلك من سعادتي و هل يقبل العقل أن يستخير الإنسان خمسين استخارة تطلع كلها اتفاقا لا تفعل و مما وجدت من عجائب الاستخارات أنني قد بلغت من العمر نحو ثلاث و خمسين سنة و لم أزل أستخير مذ عرفت حقيقة الاستخارات و ما وقع أبدا فيها خلل و لا ما أكره و لا ما يخالف السعادات و العنايات فأنا فيها كما قال بعضهم

قلت للعاذل لما جاءني من طريق النصح يبدئ و يعيدأيها الناصح لي في زعمه لا ترد نصحا لمن ليس يريدفالذي أنت له مستقبح ما على استحسانه عندي مزيدو إذا نحن تباينا كذا فاستماع العذل شي‏ء لا يفيد

 و منه قال أخبرني شيخي الفقيه محمد بن نما و الشيخ أسعد بن عبد القاهر الأصفهاني بإسنادهما عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن عبد الرحمن بن سيابة قال خرجت إلى مكة و معي متاع كثير فكسد علينا فقال بعض أصحابنا ابعث به إلى اليمن و بعض أصحابنا ابعث به إلى مصر فذكرت ذلك لأبي عبد الله ع فقال لي ساهم بين مصر و اليمن ثم فوض أمرك إلى الله فأي البلدين خرج اسمه في السهم فابعث إليه متاعك فقلت كيف أساهم قال اكتب في رقعة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إنه لا إله إلا أنت عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ أنت العالم و أنا المتعلم فانظر في أي الأمرين خير لي حتى أتوكل عليك فيه فأعمل به ثم اكتب مصرا إن شاء الله ثم اكتب في رقعة أخرى مثل ذلك ثم اكتب اليمن إن شاء الله ثم اكتب في رقعة أخرى مثل ذلك ثم اكتب يحبس إن شاء الله و لا يبعث به إلى بلدة منها   ثم اجمع الرقاع فادفعها إلى من يسترها عنك ثم أدخل يدك فخذ رقعة من الثلاث رقاع فأيها وقعت في يدك فتوكل على الله فاعمل بما فيها إن شاء الله تعالى

 بيان هذا عمل معتبر و سنده لا يقصر عن العمل المشهور في الرقاع فإن ابن سيابة عندي من الممدوحين الذين اعتمد الأصحاب على أخبارهم و يمكن تأييده بأخبار القرعة فإنه ورد أنها لكل أمر مشكل ورد أنه ما من قوم فوضوا أمرهم إلى الله إلا خرج لهم الحق لا سيما إذا اختلف الآراء في الأمر الذي يقرعون فيه

8-  الفتح، ]فتح الأبواب[ قال وجدت رواية عن عمرو بن أبي المقدام عن أحدهما ع في المساهمة تكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ الرحمن الرحيم أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ أسألك بحق محمد و آل محمد أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تخرج لي خيرة في ديني و دنياي و عاقبة أمري و آجله إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله صلى الله على محمد و آله ثم تكتب ما تريد في رقعتين و يكون الثالث غفلا ثم تجيل السهام فأيهما خرج عملت عليه و لا تخالف فمن خالف لم يصنع له و إن خرج الغفل رميت به

 بيان قال في القاموس الغفل بالضم من لا يرجى خيره و لا يخشى شره و ما لا علامة فيه من القداح و الطرق و غيرهما و ما لا سمة عليه من الدواب و من لا نصيب له و لا عزم عليه من القداح انتهى لم يصنع له أي لم يقدر له ما هو خير له. ثم اعلم أن الكتابة على رقعتين لعلها فيما إذا كان الأمر مرددا بين شقين أو بين الفعل و الترك و إذا كان بين أكثر من شقين فيزيد الرقاع بعدد الزيادة و مع خروج غفل يرميها و يخرج أخرى

 

الاستخارة بالبنادق

 

1-  مجموع الدعوات، و الفتح، ]فتح الأبواب[ روى أحمد بن محمد بن يحيى قال أراد بعض أوليائنا الخروج للتجارة فقال لا أخرج حتى آتي جعفر بن محمد ع فأسلم عليه فأستشيره في أمري هذا و أسأله الدعاء لي قال فأتاه فقال يا ابن رسول الله إني عزمت على الخروج للتجارة و إني آليت على نفسي أن لا أخرج حتى ألقاك و أستشيرك و أسألك الدعاء لي قال فدعا له و قال عليه الصلاة و السلام عليك بصدق اللسان في حديثك و لا تكتم عيبا يكون في تجارتك و لا تغبن المسترسل فإن غبنه ربا و لا ترض للناس إلا ما ترضاه لنفسك و أعط الحق و خذه و لا تخف و لا تحزن فإن التاجر الصدوق مع السفرة الكرام البررة يوم القيامة و اجتنب الحلف فإن اليمين الفاجر تورث صاحبها النار و التاجر فاجر إلا من أعطى الحق و أخذه و إذا عزمت على السفر أو حاجة مهمة فأكثر الدعاء و الاستخارة فإن أبي حدثني عن أبيه عن جده أن رسول الله ص كان يعلم أصحابه الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن و إنا لنعمل ذلك متى هممنا بأمر و نتخذ رقاعا للاستخارة فما خرج لنا عملنا عليه أحببنا ذلك أم كرهنا فقال الرجل يا مولاي فعلمني كيف أعمل فقال إذا أردت ذلك فأسبغ الوضوء و صل ركعتين تقرأ في كل ركعة الحمد و قل هو الله أحد مائة مرة فإذا سلمت فارفع يديك بالدعاء و قل في دعائك يا كاشف الكرب و مفرج الهم و مذهب الغم و مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا من يفزع الخلق إليه في حوائجهم و مهماتهم و أمورهم و يتكلون عليه أمرت بالدعاء و ضمنت الإجابة اللهم فصل على محمد و آل محمد و ابدأ بهم في كل أمري و أفرج همي و نفس كربي و أذهب غمي و اكشف لي عن الأمر الذي قد التبس   علي و خر لي في جميع أموري خيرة في عافية فإني أستخيرك اللهم بعلمك و أستقدرك بقدرتك و أسألك من فضلك و ألجأ إليك في كل أموري و أبرأ من الحول و القوة إلا بك و أتوكل عليك و أنت حسبي و نعم الوكيل اللهم فافتح لي أبواب رزقك و سهلها لي و يسر لي جميع أموري فإنك تقدر و لا أقدر و تعلم و لا أعلم و أنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر و تسمي ما عزمت عليه و أردته هو خير لي في ديني و دنياي و معاشي و معادي و عاقبة أموري فقدره لي و عجله علي و سهله و يسره و بارك لي فيه و إن كنت تعلم أنه غير نافع لي في العاجل و الآجل بل هو شر علي فاصرفه عني و اصرفني عنه كيف شئت و أنى شئت و قدر لي الخير حيث كان و أين كان و رضني يا رب بقضائك و بارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ و هو عليك يسير ثم أكثر الصلاة على محمد النبي و آله صلوات الله عليهم أجمعين و يكون معك ثلاث رقاع قد اتخذتها في قدر واحد و هيئة واحدة و اكتب في رقعتين منها اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اللهم إنك تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر و تمضي و لا أمضي و أنت علام الغيوب صل على محمد و آل محمد و أخرج لي أحب السهمين إليك و أخيرهما لي في ديني و دنياي و عاقبة أمري إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ و هو عليك سهل يسير و تكتب في ظهر إحدى الرقعتين افعل و على ظهر الأخرى لا تفعل و تكتب على الرقعة الثالثة لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم استعنت بالله و توكلت عليه و هو حسبي و نعم الوكيل توكلت في جميع أموري على الله الحي الذي لا يموت و اعتصمت بذي العزة و الجبروت و تحصنت بذي الحول و الطول و الملكوت وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و صلى الله على محمد و آله الطاهرين ثم تترك ظهر هذه الرقعة أبيض و لا تكتب عليه شيئا

   و تطوي الثلاث رقاع طيا شديدا على صورة واحدة و تجعل في ثلاث بنادق شمع أو طين على هيئة واحدة بوزن واحد و ادفعها إلى من تثق به و تأمره أن يذكر الله و يصلي على محمد و آله و يطرحها إلى كمه و يدخل يده اليمنى فيجيلها في كمه و يأخذ منها واحدة من غير أن ينظر إلى شي‏ء من البنادق و لا يتعمد واحدة بعينها و لكن أي واحدة وقعت عليها يده من الثلاث أخرجها فإذا أخرجها أخذتها منه و أنت تذكر الله عز و جل و لله الخيرة فيما خرج لك ثم فضها و اقرأها و أعمل بما يخرج على ظهرها و إن لم يحضرك من تثق به طرحتها أنت إلى كمك و أجلتها بيدك و فعلت كما وصفت لك فإن كان على ظهرها افعل فافعل و امض لما أردت فإنه يكون لك فيه إذا فعلته الخيرة إن شاء الله تعالى و إن كان على ظهرها لا تفعل فإياك أن تفعله أو تخالف فإنك إن خالفت لقيت عنتا و إن تم لم تكن لك فيه الخيرة و إن خرجت الرقعة التي لم يكتب على ظهرها شي‏ء فتوقف إلى أن تحضر صلاة مفروضة ثم قم فصل ركعتين كما وصفت لك ثم صل الصلاة المفروضة أو صلهما بعد الفرض ما لم تكن الفجر و العصر فأما الفجر فعليك بعدها بالدعاء إلى أن تبسط الشمس ثم صلهما و أما العصر فصلهما قبلها ثم ادع الله عز و جل بالخيرة كما ذكرت لك و أعد الرقاع و اعمل بحسب ما يخرج لك و كلما خرجت الرقعة التي ليس فيها شي‏ء مكتوب على ظهرها فتوقف إلى صلاة مكتوبة كما أمرتك إلى أن يخرج لك ما تعمل عليه إن شاء الله تعالى

2-  الفتح، ]فتح الأبواب[ عن محمد بن نما و أسعد بن عبد القاهر بإسنادهما إلى محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن محمد رفعه عنهم ع قال لبعض أصحابه و قد سأله عن الأمر يكون يمضي فيه و لا يجد أحدا يشاوره فكيف يصنع قال شاور ربك قال فقال له كيف قال انو الحاجة في نفسك و اكتب رقعتين في واحدة لا و في واحدة نعم و اجعلهما في بندقتين من طين ثم صل ركعتين و اجعلهما تحت ذيلك و قل يا الله إني أشاورك في أمري هذا و أنت خير مستشار و مشير فأشر علي بما فيه صلاح و حسن عاقبة ثم أدخل يدك فإن كان فيها نعم فافعل و إن كان فيها لا لا تفعل   هكذا تشاور ربك

 المكارم، و المتهجد، عن الكليني مثله

3-  الفتح، ]فتح الأبواب[ قال وجدت في كتاب عتيق فيه دعوات و روايات من طريق أصحابنا تغمدهم الله جل جلاله بالرحمات ما هذا لفظه تكتب في رقعتين في كل واحدة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ خيرة من الله العزيز الحكيم لعبده فلان بن فلان و تذكر حاجتك و تقول في آخرها افعل يا مولاي و في الأخرى أتوقف يا مولاي و اجعل كل واحدة من الرقاع في بندقة من طين و تقرأ عليها الحمد سبع مرات و قل أعوذ برب الفلق سبع مرات و سورة الضحى سبع مرات و تطرح البندقتين في إناء فيه ماء بين يديك فأيهما انبعث انبثقت قبل الأخرى فخذها و اعمل بها إن شاء الله تعالى

4-  الفتح، ]فتح الأبواب[ قال وجدت بخط الشيخ علي بن يحيى الحناط و لنا منه إجازة بكل ما يرويه ما هذا لفظه استخارة مولانا أمير المؤمنين ع و هي أن تضمر ما شئت و تكتب هذه الاستخارة و تجعلها في رقعتين و تجعلهما في مثل البندق و يكون بالميزان و تضعهما في إناء فيه ماء و يكون على ظهر إحداهما افعل و الأخرى لا تفعل و هذه كتابتها ما شاء الله كان اللهم إني أستخيرك خيار من فوض إليك أمره و أسلم إليك نفسه و استسلم إليك في أمره و خلا لك وجهه و توكل عليك فيما نزل به اللهم خر لي و لا تخر علي و كن لي و لا تكن علي و انصرني و لا تنصر علي و أعني و لا تعن علي و أمكني و لا تمكن مني و اهدني إلى الخير و لا تضلني و أرضني بقضائك و بارك لي في قدرك إنك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد و أنت على كل شي‏ء قدير اللهم إن كانت الخيرة في أمري هذا في ديني و دنياي و عاقبة أمري فسهله لي و إن كان غير ذلك فاصرفه عني يا أرحم الراحمين إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ   فأيهما طلع على وجه الماء فافعل به و لا تخالفه إن شاء الله و حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ

 بيان و يكون بالميزان أي اجعلهما متساويتين بأن تزنهما بالميزان و خلا لك وجهه أي لم يتوجه بوجه إلى غيرك في حاجة قال الكفعمي أي أقبل عليك بقلبه و جميع جوارحه و ليس في نفسه شي‏ء سواك في خلوته و في الحديث أسلمت وجهي لله و تخليت أي تبرأت من الشرك و انقطعت عنه و العرب تذكر الوجه و تريد صاحبه فيقولون أكرم الله وجهك أي أكرمك الله و قال سبحانه كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ أي إلا إياه

5-  الفتح، ]فتح الأبواب[ قال رأيت بخطي على المصباح و ما أذكر الآن من رواه لي و لا من أين نقلته ما هذا لفظه الاستخارة المصرية عن مولانا الحجة صاحب الزمان عليه الصلاة و السلام يكتب في رقعتين خيرة من الله و رسوله لفلان بن فلانة و يكتب في إحداهما افعل و في الأخرى لا تفعل و يترك في بندقتين من طين و يرمي في قدح فيه ماء ثم يتطهر و يصلي ركعتين و يدعو عقيبهما اللهم إني أستخيرك خيار من فوض إليك أمره و أسلم إليك نفسه و توكل عليك في أمره و استسلم بك فيما نزل به أمره اللهم خر لي و لا تخر علي و أعني و لا تعن علي و مكني و لا تمكن مني و اهدني للخير و لا تضلني و أرضني بقضائك و بارك لي في قدرك إنك تفعل ما تشاء و تعطي ما تريد اللهم إن كانت الخيرة لي في أمري هذا و هو كذا و كذا فمكني منه و أقدرني عليه و أمرني بفعله و أوضح لي طريق الهداية إليه و إن كان اللهم غير ذلك فاصرفه عني إلى الذي هو خير لي منه فإنك تقدر و لا أقدر و تعلم و لا أعلم و أنت علام الغيوب يا أرحم الراحمين ثم تسجد سجدة و تقول فيها أستخير الله خيرة في عافية مائة مرة ثم   ترفع رأسك و تتوقع البنادق فإذا خرجت الرقعة من الماء فاعمل بمقتضاها إن شاء الله تعالى

6-  الفتح، ]فتح الأبواب[ قال وجدت عن الكراجكي رحمه الله قال و قد جاءت رواية أن تجعل رقاع الاستخارة اثنتين في إحداهما افعل و في الأخرى لا تفعل و تسترهما عن عينك و تصلي صلواتك و تسأل الله الخيرة في أمرك ثم تأخذ منهما واحدة فتعمل بما فيها

 

الاستخارة و التفؤل بالقرآن المجيد

 

1-  الفتح، ]فتح الأبواب[ ذكر الشيخ الإمام الخطيب المستغفري بسمرقند في دعواته إذا أردت أن تتفأل بكتاب الله عز و جل فاقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات ثم صل على النبي و آله ثلاثا ثم قل اللهم تفألت بكتابك و توكلت عليك فأرني من كتابك ما هو مكتوم من سرك المكنون في غيبك ثم افتح الجامع و خذا الفال من الخط الأول في الجانب الأول من غير أن تعد الأوراق و الخطوط كذا أورد مسندا إلى رسول الله ص

 بيان الجامع القرآن التام لجميع السور و الآيات

2-  الفتح، ]فتح الأبواب[ وجدت في بعض كتب أصحابنا صفة القرعة في المصحف يصلي صلاة جعفر فإذا فرغ منها دعا بدعائها ثم يأخذ المصحف ثم ينوي فرج آل محمد بدءا و عودا ثم يقول اللهم إن كان في قضائك و قدرك أن تفرج عن وليك و حجتك في خلقك في عامنا هذا أو في شهرنا هذا فأخرج لنا رأس آية من كتابك نستدل بها على ذلك ثم يعد سبع ورقات و يعد عشر أسطر من ظهر الورقة السابعة و ينظر ما يأتيه في الحادي عشر من السطور ثم يعيد الفعل ثانيا لنفسه فإنه يبين حاجته إن شاء الله تعالى

3-  المكارم، صلاة للقرعة في المصحف يصلي صلاة جعفر إلى آخر الخبر

 بيان بدءا و عودا لعل المعنى في الحال و في الرجعة أو ينوي ذلك مكررا   و قيل أي أول مرة و فيما يفعل ثانيا و هو بعيد و فيه دلالة ما على جواز التفؤل بالمصحف لاستعلام الأحوال

4-  الفتح، ]فتح الأبواب[ قال حدثني بدر بن يعقوب المقري الأعجمي رضوان الله عليه بمشهد الكاظم ع في صفة الفال في المصحف بثلاث روايات من غير صلاة فقال تأخذ المصحف و تدعو بما معناه فتقول اللهم إن كان في قضائك و قدرك أن تمن على أمة نبيك بظهور وليك و ابن بنت نبيك فعجل ذلك و سهله و يسره و تحمله و أخرج لي آية أستدل بها على أمر فآتمر أو نهي فأنتهي أو ما تريد الفال فيه في عافية ثم تعد سبع أوراق ثم تعد في الوجهة الثانية من الورقة السابعة ستة أسطر و تفأل بما يكون في السطر السابع

 و قال في رواية أخرى أنه يدعو بالدعاء ثم يفتح المصحف الشريف و يعد سبع قوائم و يعد ما في الوجهة الثانية من الورقة السابعة و ما في الوجهة الأولة من الورقة الثامنة من لفظ اسم الله جل جلاله ثم يعد قوائم بعدد اسم الله ثم يعد من الوجهة الثانية من القائمة التي ينتهي العدد إليها و من غيرها مما يأتي بعددها سطورا بعدد اسم لفظ الله جل جلاله و يتفأل بآخر سطر من ذلك

 و قال في الرواية الثالثة أنه إذا دعا بالدعاء عد ثماني قوائم ثم يعد في الوجهة الأولى من الورقة الثامنة أحد عشر سطرا و يتفأل بما في السطر الحادي عشر و هذا ما سمعناه في الفال بالمصحف الشريف قد نقلناه كما حكيناه

 أقول وجدت في بعض الكتب أنه نسب إلى السيد ره الرواية الثانية لكنه قال يقرأ الحمد و آية الكرسي و قوله تعالى وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ إلى آخر الآية ثم يدعو بالدعاء المذكور و يعمل بما في الرواية. و وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي ره أنه وجد بخط الشيخ قدس سره رواية حسنة في التفؤل بالمصحف

 و ذكر الرواية الثالثة من كتاب أبي القاسم بن قولويه قال روى بعض أصحابنا قال كنت عند علي بن الحسين ع فكان إذا صلى الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس فجاءوه يوم ولد فيه زيد فبشروه به بعد صلاة الفجر   قال فالتفت إلى أصحابه فقال أي شي‏ء ترون أن أسمي هذا المولود قال فقال كل رجل سمه كذا سمه كذا قال فقال يا غلام علي بالمصحف قال فجاءوا بالمصحف فوضعه على حجره قال ثم فتحه فنظر إلى أول حرف من الورقة و إذا فيه وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً قال ثم طبقه ثم فتحه ثلاثا فنظر فإذا في أول الورقة إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ثم قال هو و الله زيد هو و الله زيد فسمى زيدا

بيان لعله ع لما كان علم أن الشهيد من أولاده في الجهاد اسمه زيد و الآيتان دلتا على أنه يقاتل و يستشهد فسماه زيدا و فيه أيضا إيماء بجواز استعلام الأحوال من القرآن

5-  كتاب الغايات، لجعفر القمي صاحب كتاب العروس و المكارم عن أبي علي اليسع بن عبد الله القمي قال قلت لأبي عبد الله ع إني أريد الشي‏ء فأستخير الله فيه فلا يفي و لي فيه الرأي أفعله أو أدعه فقال انظر إذا قمت إلى الصلاة فإن الشيطان أبعد ما يكون من الإنسان إذا قام إلى الصلاة أي شي‏ء يقع في قلبك فخذ به و افتح المصحف فانظر إلى أول ما ترى فيه فخذ به إن شاء الله

 بيان رواه في التهذيب بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن الحسن بن فضال عن أبيه عن الحسن بن الجهم عن أبي علي اليسع القمي مثله و اليسع مجهول فأستخير الله فيه أي أطلب من الله أن يوقع في قلبي ما هو خير لي و يصح عزمي عليه فلا يقوى عزمي على الفعل أو الترك و هو المراد بعدم الوفاء و في التهذيب و المكارم فلا يوفق فيه الرأي و هو أصوب.   و الظاهر أن الواو في قوله ع و افتح المصحف بمعنى أو كما لا يخفى على المتأمل و أول ما ترى لعل المراد به أول الصفحة اليمنى لوقوع النظر غالبا عليه ابتداء و يؤيد أن أصل الاستخارة بالمصحف بهذا النحو الرواية السابقة و الذي مر في أول الباب و في كتاب الغايات فانظر ما ترى فخذ به

 و لا ينافيه ما رواه الكليني بسند فيه ضعف و إرسال عن أبي عبد الله ع قال لا تتفأل بالقرآن

إذ يمكن أن يكون المراد به النهي عن استنباط وقوع الأمور في المستقبل و استخراج الأمور المخفية و المغيبة كما يفعله بعض الناس لا الاستخارة و إن مر إشعار بعض الأخبار بجواز الأول أيضا و يحتمل أن يكون المعنى التفؤل عند سماع آية أو قراءتها كما هو دأب العرب في التفؤل و التطير بالأمور بل هو المتبادر من لفظ التفؤل و لا يبعد أن يكون السر فيه أنه يصير سببا لسوء عقيدتهم في القرآن إن لم يظهر بعده أثر و هذا الوجه مما خطر بالبال و هو عندي أظهر و الأول هو المسموع من المشايخ رضوان الله عليهم.

 أقول و روى لي بعض الثقات عن الشيخ الفاضل الشيخ جعفر البحريني رحمه الله أنه رأى في بعض مؤلفات أصحابنا الإمامية أنه روى مرسلا عن الصادق ع قال ما لأحدكم إذا ضاق بالأمر ذرعا أن لا يتناول المصحف بيده عازما على أمر يقتضيه من عند الله ثم يقرأ فاتحة الكتاب ثلاثا و الإخلاص ثلاثا و آية الكرسي ثلاثا و عنده مفاتح الغيب ثلاثا و القدر ثلاثا و الجحد ثلاثا و المعوذتين ثلاثا ثلاثا و يتوجه بالقرآن قائلا اللهم إني أتوجه إليك بالقرآن العظيم من فاتحته إلى خاتمته و فيه اسمك الأكبر و كلماتك التامات يا سامع كل صوت و يا جامع كل فوت و يا بارئ النفوس بعد الموت يا من لا تغشاه الظلمات و لا تشتبه عليه الأصوات أسألك أن تخير لي بما أشكل علي به فإنك عالم بكل معلوم غير معلم بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد الباقر و جعفر الصادق و موسى الكاظم و علي الرضا و محمد الجواد و علي الهادي و الحسن العسكري و الخلف   الحجة من آل محمد عليه و عليهم السلام ثم تفتح المصحف و تعد الجلالات التي في الصفحة اليمنى ثم تعد بقدرها أوراقا ثم تعد بعددها أسطرا من الصفحة اليسرى ثم تنظر آخر سطر تجده كالوحي فيما تريد إن شاء الله تعالى

 و وجدت بخط جد شيخنا البهائي الشيخ شمس الدين محمد بن علي بن الحسن الجباعي قدس الله أرواحهم نقلا من خط الشهيد نور الله ضريحه نقلا من خط محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن زياد قال أخبرنا الشيخ الأوحد محمد بن الحسن الطوسي إجازة عن الحسين بن عبيد الله عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن محمد بن همام بن سهيل عن محمد بن جعفر المؤدب عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن عثمان بن عيسى عن سيف عن المفضل بن عمر قال بينما نحن عند أبي عبد الله ع إذ تذاكرنا أم الكتاب فقال رجل من القوم جعلني الله فداك إنا ربما هممنا بالحاجة فنتناول المصحف فنتفكر في الحاجة التي نريدها ثم نفتح في أول الوقت فنستدل بذلك على حاجتنا فقال أبو عبد الله ع و تحسنون و الله ما تحسنون قلت جعلت فداك و كيف نصنع قال إذا كان لأحدكم حاجة و هم بها فليصل صلاة جعفر و ليدع بدعائها فإذا فرغ من ذلك فليأخذ المصحف ثم ينو فرج آل محمد بدءا و عودا ثم يقول اللهم إن كان في قضائك و قدرك أن تفرج عن وليك و حجتك في خلقك في عامنا هذا أو في شهرنا هذا فأخرج لنا آية من كتابك نستدل بها على ذلك ثم يعد سبع ورقات و يعد عشرة أسطر من خلف الورقة السابعة و ينظر ما يأتيه في الأحد عشر من السطور فإنه يبين لك حاجتك ثم تعيد الفعل ثانية لنفسك

بيان قوله ع و ليدع بدعائها أقول لا يبعد أن يكون إشارة إلى الدعاء الذي قدمناه في كيفية صلاة جعفر برواية المفضل بن عمر لاتحاد الراوي فيهما و أقول وجدت في بعض مؤلفات أصحابنا أنه قال مما نقل من خط الشيخ يوسف بن الحسين القطيفي ره ما هذا صورته نقلت من خط الشيخ العلامة جمال الدين الحسن   بن المطهر طاب ثراه.

 روي عن الصادق ع قال إذا أردت الاستخارة من الكتاب العزيز فقل بعد البسملة إن كان في قضائك و قدرك أن تمن على شيعة آل محمد بفرج وليك و حجتك على خلقك فأخرج إلينا آية من كتابك نستدل بها على ذلك ثم تفتح المصحف و تعد ست ورقات و من السابعة ستة أسطر و تنظر ما فيه

بيان الظاهر أنه سقط منه ثم تعيد الفعل لنفسك

 

الاستخارة بالسبحة و الحصا

 

1-  الفتح، ]فتح الأبواب[ وجدت بخط أخي الصالح الرضي الآوي محمد بن محمد بن محمد الحسيني ضاعف الله سعادته و شرف خاتمته ما هذا لفظه عن الصادق ع من أراد أن يستخير الله قال فليقرأ الحمد عشر مرات ثم يقول اللهم إني أستخيرك لعلمك بعاقبة الأمور و أستشيرك لحسن ظني بك في المأمول و المحذور اللهم إن كان أمري هذا مما نيطت بالبركة أعجازه و بواديه و حفت بالكرامة أيامه و لياليه فخر لي فيه بخيرة ترد شموسه ذلولا و تقعض أيامه سرورا يا الله فإما أمر فآتمر و إما نهي فأنتهي اللهم خر لي برحمتك خيرة في عافية ثلاث مرات ثم يأخذ كفا من الحصى أو سبحته

 قال السيد ره هذا لفظ الحديث كما ذكرناه و لعل المراد بأخذ الحصى أو سبحته أن يكون قد قصد بقلبه أنه إن خرج عدد الحصى أو السبحة فردا كان افعل و إن خرج مزدوجا كان لا تفعل أو لعله يجعل نفسه و الحصى أو السبحة بمنزلة اثنين يقترعان فيجعل الصدر في القرعة منه أو من الحصى أو السبحة فيخرج عن نفسه عددا معلوما ثم يأخذ من الحصى شيئا أو من السبحة شيئا و يكون قد قصد بقلبه أنه إن وقعت القرعة عليه مثلا فيفعل و إذا وقعت على الحصى أو السبحة فلا يفعل فيعمل بذلك. ثم قال و حدثني بعض أصحابنا مرسلا في صفة القرعة أنه يقرأ الحمد مرة واحدة و إنا أنزلناه إحدى عشرة مرة ثم يدعو بالدعاء الذي ذكرناه عن الصادق ع في الرواية التي قبل هذه ثم يقرع هو و آخر و يقصد بقلبه أنه متى وقع عليه أو على رفيقه يفعل بحسب ما يقصد في نيته و يعمل بذلك مع توكله   و إخلاص طويته

2-  منهاج الصلاح، نوع آخر من الاستخارة رويته عن والدي الفقيه سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر رحمه الله تعالى عن السيد رضي الدين محمد الآوي عن صاحب الزمان ع و هو أن يقرأ فاتحة الكتاب عشر مرات و أقل منه ثلاث مرات و الأدون منه مرة ثم يقرأ إنا أنزلناه عشر مرات ثم يقول هذا الدعاء ثلاث مرات اللهم إني أستخيرك و ساق الدعاء كما مر إلى قوله اللهم إن كان الأمر الفلاني مما قد نيطت إلى قوله فخر لي فيه خيرة إلى قوله مسرورا اللهم إما أمر فآتمر أو نهي فأنتهي اللهم إني أستخيرك برحمتك خيرة في عافية ثم يقبض على قطعة من السبحة و يضمر حاجته و يخرج إن كان عدد تلك القطعة زوجا فهو افعل و إن كان فردا لا تفعل أو بالعكس

3-  و رويت عن السيد السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس و كان أعبد من رأيناه من أهل زمانه ما ذكره في كتاب الاستخارات قال وجدت بخط أخي الصالح الرضي إلى قوله عشر مرات ثم يقول و ذكر الدعاء إلا أنه قال فيه عقيب و المحذور اللهم إن كان أمري هذا مما قد نيطت و عقبت سرورا يا الله إما أمر إلى قوله من الحصا أو سبحته

 أقول يظهر منه أن نسخته ره من كتاب السيد كانت مخالفة لما عندنا من النسخ فإنها متفقة على ما أثبتنا و كانت نسخة الشيخ الشهيد محمد بن مكي نور الله ضريحه أيضا موافقة لنسخة العلامة ره حيث قال في الذكرى و منها الاستخارة بالعدد و لم تكن هذه مشهورة في العصر الماضية قبل زمان السيد الكبير العابد رضي الدين محمد بن محمد الآوي الحسيني المجاور بالمشهد المقدس الغروي رضي الله عنه و قد رويناها عنه و جميع مروياته عن عدة من مشايخنا عن الشيخ الكبير الفاضل جمال الدين بن المطهر عن والده رضي الله عنه عن السيد رضي الدين عن صاحب الأمر ع ثم ذكر مثل ما أورده العلامة عن والده و عن السيد نور الله مراقدهم.   بيان قال الكفعمي رحمة الله عليه نيطت أي تعلقت و ناط الشي‏ء تعلق و هذا منوط بك أي متعلق و الأنواط المعاليق و نيط فلان بكذا أي علق و قال الشاعر.

و أنت زنيم نيط في آل هاشم كما نيط خلف الراكب القدح الفرد

. و أعجاز الشي‏ء آخره و بواديه أوله و مفتتح الأمر و مبتدأه و مقتبله و عنفوانه و أوائله و موارده و بدائهه و بواديه نظائر و شوافعه و تواليه و أعقابه و مصادره و رواجعه و مصائره و عواقبه و أعجازه نظائر. و قوله شموسه أي صعوبته و رجل شموس أي صعب الخلق و لا تقل شموص بالصاد و شمس الفرس منع ظهره و الذلول ضد الصعوبة و تقعض أي ترد و تعطف و قعضت العود عطفته و تقعص بالصاد تصحيف و العين مفتوحة لأنه إذا كانت عين الفعل أو لامه أحد حروف الحلق كان الأغلب فتحها في المضارع انتهى. و أقول كان الأولى أن يقول أعجاز الشي‏ء أواخره و بواديه أوائله و كذا كان الأولى شموسه أي صعبة و الذلول ضد الصعب و أما القعض بالمعنى الذي ذكره فقد ذكره الجوهري قال قعضت العود عطفته كما تعطف عروش الكرم و الهودج و لم يورد الفيروزآبادي هذا البناء أصلا و هو غريب و في كثير من النسخ بالصاد المهملة و لعله مبالغة في السرور و هذا شائع في عرف العرب و العجم يقال لمن أصابه سرور عظيم مات سرورا أو يكون المراد به الانقضاء أي تنقضي بالسرور و التعبير به لأن أيام السرور سريعة الانقضاء فإن القعص الموت سريعا فعلى هذا يمكن أن يقرأ على بناء المعلوم و المجهول و أيامه بالرفع و النصب معا. و قال الفيروزآبادي القعص الموت الوحي و مات قعصا أصابته ضربة أو رمية فمات مكانه و قعصه كمنعه قتله مكانه كقعصه و انقعص مات و الشي‏ء انثنى انتهى فعلى ما ذكرناه يمكن أن يكون بالمهملة بالمعنى الذي ذكره في المعجمة و لا يبعد أن يكون في الأصل تقيض فصحف و لعل الأولى   العمل بالرواية التي ليست فيها هذه الكلمة. و اعلم أن الظاهر من الرواية أخذ كف من السبحة بأن يأخذ قطعة من السبحة المنظومة أو المنثورة في كفه لا أن يقبض على جزء من السبحة و إن أمكن حمله عليه. و اعلم أن ما أورده السيد أولا و اختاره العلامة ره أظهر و أما ما ذكره السيد أخيرا فهو بعيد و لعل مراده أنه ينوي بقلبه عددا خاصا إما نوعا كالزوج أو الفرد أو شخصا كعشرة مثلا فيقصد إن كان موافقا لما نواه يعمل به و إلا فلا أو بالعكس و الرواية التي أوردها أخيرا أيضا في غاية الإجمال و الإغلاق. و يحتمل أن يكون المراد بها القرعة المعروفة عند المخاصمات فيكتب اسم المتخاصمين في رقعتين فيخرج إحداهما و أن يكون المراد الاستخارة المعروفة فيحصل رفيقا و يقول له أنا أقول افعل و أنت تقول لا تفعل أو بالعكس فيكتب الاسمين في رقعتين و يخرج إحداهما و يعمل بمقتضاه و يمكن أن يكون هذا مخصوصا بما إذا كان له رفيق يأمره بما لا يريده أو ينهاه عما يريده

4-  أقول سمعت والدي ره يروي عن شيخه البهائي نور الله ضريحه أنه كان يقول سمعنا مذاكرة عن مشايخنا عن القائم صلوات الله عليه في الاستخارة بالسبحة أنه يأخذها و يصلي على النبي و آله صلوات الله عليه و عليهم ثلاث مرات و يقبض على السبحة و يعد اثنتين اثنتين فإن بقيت واحدة فهو افعل و إن بقيت اثنتان فهو لا تفعل

5-  و وجدت في مؤلفات أصحابنا نقلا من كتاب السعادات مرويا عن الصادق ع قال يقرأ الحمد مرة و الإخلاص ثلاثا و يصلي على محمد و آل محمد خمس عشرة مرة ثم يقول اللهم إني أسألك بحق الحسين و جده و أبيه و أمه و أخيه و الأئمة من ذريته أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل لي الخيرة في هذه السبحة و أن تريني ما هو الأصلح لي في الدين و الدنيا اللهم إن كان الأصلح في ديني و دنياي و عاجل أمري و آجله فعل ما أنا عازم عليه فأمرني و إلا فانهني إنك على كل   شي‏ء قدير ثم يقبض قبضة من السبحة و يعدها و يقول سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله إلى آخر القبضة فإن كانت الأخيرة سبحان الله فهو مخير بين الفعل و الترك و إن كان الحمد لله فهو أمر و إن كان لا إله إلا الله فهو نهي

6-  و روي أيضا عن الشيخ يوسف بن الحسين أنه وجد بخط الشهيد السعيد محمد بن مكي قدس الله روحه قال تقرأ إنا أنزلناه عشر مرات ثم تدعو بهذا الدعاء اللهم إني أستخيرك لعلمك بعاقبة الأمور و أستشيرك لحسن ظني بك في المأمول و المحذور اللهم إن كان الأمر الذي عزمت عليه مما قد نيطت البركة بإعجازه و بواديه و حفت بالكرامة أيامه و لياليه فأسألك بمحمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و الحجة القائم ع أن تصلي على محمد و عليهم أجمعين و أن تخير لي خيرة ترد شموسه ذلولا و تقيض أيامه سرورا اللهم إن كان أمرا فاجعله في قبضة الفرد و إن كان نهيا فاجعله في قبضة الزوج ثم تقبض على السبحة و تعمل على ما يخرج

7-  أقول و وجدت بخط الشيخ الجليل محمد بن علي الجباعي جد شيخنا البهائي قدس الله روحهما أنه نقل من خط السعيد الشهيد محمد بن مكي نور الله ضريحه هكذا طريق الاستخارة الصلاة على محمد و آله سبع مرات و بعده يا أسمع السامعين و يا أبصر الناظرين و يا أسرع الحاسبين و يا أرحم الراحمين و يا أحكم الحاكمين صل على محمد و آل محمد ثم الزوج و الفرد

 

الاستخارة بالاستشارة

 

1-  المقنعة، و الفتح، ]فتح الأبواب[ نقلا منه عن الصادق ع قال إذا أراد أحدكم أمرا فلا يشاور فيه أحدا حتى يبدأ فيشاور الله عز و جل فقيل له ما مشاورة الله عز و جل قال يستخير الله فيه أولا ثم يشاور فيه فإنه إذا بدأ بالله أجرى الله له الخير على لسان من شاء من الخلق

2-  الفتح، ]فتح الأبواب[ بإسناده عن جده شيخ الطائفة ره بإسناده عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله ع قال إذا أراد أحدكم أمرا فلا يستأمر أحدا حتى يشاور الله تبارك و تعالى فيه قلنا و كيف يشاور قال يستخير الله فيه أولا ثم يشاور فيه فإذا بدأ بالله أجرى الله الخيرة على لسان من أحب من الخلق

 معاني الأخبار، عن أبيه عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن عثمان بن عيسى عن هارون بن خارجة مثله المحاسن، عن أبيه عن عثمان مثله

3-  الفتح، ]فتح الأبواب[ روى سعد بن عبد الله في كتاب الدعاء عن الحسين بن علي عن أحمد بن هلال عن عثمان بن عيسى عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله ع إذا أراد أحدكم أن يشتري أو يبيع أو يدخل في أمر فليبتدئ بالله و يسأله قال قلت فما يقول قال يقول اللهم إني أريد كذا و كذا فإن كان خيرا لي في ديني و دنياي و آخرتي و عاجل   أمري و آجله فيسره لي و إن كان شرا في ديني و دنياي فاصرفه عني رب اعزم لي على رشدي و إن كرهته و أبته نفسي ثم يستشير عشرة من المؤمنين فإن لم يقدر على عشرة و لم يصب إلا خمسة فيستشير خمسة مرتين فإن لم يصب إلا رجلين فليستشرهما خمس مرات فإن لم يصب إلا رجلا واحدا فليستشره عشر مرات

4-  المكارم، قال الصادق ع إذا أردت أمرا فلا تشاور فيه أحدا حتى تشاور ربك قال قلت و كيف أشاور ربي قال تقول أستخير الله مائة مرة ثم تشاور الناس فإن الله يجري لك الخيرة على لسان من أحب

 و منه نقلا من كتاب المحاسن عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال إن المشورة لا تكون إلا بحدودها الأربعة فمن عرفها بحدودها و إلا كانت مضرتها على المستشير أكثر من منفعتها فأولها أن يكون الذي تشاوره عاقلا و الثانية أن يكون حرا متدينا و الثالثة أن يكون صديقا مواخيا و الرابعة أن تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك ثم يسر ذلك و يكتمه فإنه إذا كان عاقلا انتفعت بمشورته و إذا كان حرا متدينا أجهد نفسه في النصيحة لك و إذا كان صديقا مواخيا كتم سرك إذا أطلعته عليه و إذا أطلعته على سرك فكان علمه كعلمك تمت المشورة و كملت النصيحة

 و منه عن يحيى بن عمران الحلبي قال قال أبو عبد الله ع إن المشورة محدودة فمن لم يعرفها بحدودها كان ضررها عليه أكثر من نفعها و ساق الحديث نحوا مما مر إلى قوله و إذا أطلعته على سرك فكان علمه به كعلمك به أجهد نفسه في النصيحة و كملت المشورة

 بيان عد صاحب درة الغواص المشورة بفتح الميم و سكون الشين و فتح الواو من أوهام الخواص و قال بل الصحيح فتح الميم و ضم الشين و سكون الواو و قال الفيروزآبادي المشورة مفعلة لا مفعولة و استشاره طلب منه المشورة   و قال الجوهري المشورة الشورى و كذا المشورة بضم الشين تقول منه شاورته في الأمر و استشرته بمعنى

5-  المكارم، عن الصادق ع قال استشر العاقل من الرجال الورع فإنه لا يأمر إلا بخير و إياك و الخلاف فإن خلاف الورع العاقل مفسدة في الدين و الدنيا

 و عنه ع قال قال رسول الله ص مشاورة العاقل الناصح يمن و رشد و توفيق من الله عز و جل فإذا أشار عليك الناصح العاقل فإياك و الخلاف فإن في ذلك العطب

 و عن الحسن بن الجهم قال كنا عند الرضا ع و ذكرنا أباه فقال كان عقله لا يوازى به العقول و ربما شاور الأسود من سودانه فقيل له تشاور مثل هذا فقال إن الله تعالى ربما فتح على لسانه قال فكانوا ربما أشاروا عليه بالشي‏ء فيعمل به من الضيعة و البستان

 و عن الصادق ع قال قيل لرسول الله ص ما الحزم قال مشاورة ذوي الرأي و اتباعهم

 و عنه ع و فيما أوصى ص به عليا ع قال لا مظاهرة أوثق من المشاورة و لا عقل كالتدبير

 و عنه ع قال إظهار الشي‏ء قبل أن يستحكم مفسدة له

6-  العيون، بثلاثة أسانيد عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص ما من قوم كانت له مشورة فحضر معهم من اسمه محمد أو حامد أو محمود أو أحمد فأدخلوه معهم في مشورتهم إلا خير لهم

 أقول قد مضت أخبار المشورة في كتاب العشرة و قد وردت أخبار كثيرة   في النهي عن مشاورة النساء

 و قد روى الصادق ع إياكم و مشاورة النساء فإن فيهن الضعف و الوهن و العجز و كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إذا أراد الحرب دعا نساءه فاستشارهن ثم خالفهن

 و قال أمير المؤمنين ع في كلام له اتقوا شرار النساء و كونوا من خيارهن على حذر و إن أمرنكم بالمعروف فخالفوهن لكيلا يطمعن منكم في المنكر

 

الاستخارة بالدعاء فقط من غير استعمال عمل يظهر به الخير أو استشارة أحد ثم العمل بما يقع في قلبه أو انتظار ما يرد عليه من الله عز و جل

 

1-  الفتح، ]فتح الأبواب[ عن محمد بن نما و أسعد بن عبد القاهر بإسنادهما إلى شيخ الطائفة بإسناده إلى الحسن بن محبوب عن أبي أيوب الخزاز عن ابن مسكان عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول في الاستخارة تعظم الله و تمجده و تحمده و تصلي على النبي و آله ص ثم تقول اللهم إني أسألك بأنك عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم و أنت علام الغيوب أستخير الله برحمته ثم قال أبو عبد الله ع إن كان الأمر شديدا تخاف فيه قلته مائة مرة و إن كان غير ذلك فثلاث مرات

 و منه بالإسناد إلى الشيخ بإسناده إلى هارون بن خارجة عن أبي عبد الله ع قال من استخار الله مرة واحدة و هو راض به خار الله له حتما

 و منه قال روى سعد بن عبد الله في كتاب الدعاء عن الحسين عن عثمان بن عيسى عن هارون بن خارجة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من استخار الله تبارك و تعالى مرة واحدة و هو راض بما صنع الله به خار الله تبارك و تعالى له حتما

 المحاسن، عن أبيه عن عثمان مثله

    -2  الفتح، ]فتح الأبواب[ نقلا من كتاب الدعاء لسعد بن عبد الله عن محمد بن إسماعيل بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن محمد الطيار قال قلت لأبي عبد الله ع بلغني أنك قلت ما استخار الله عبد في أمره مائة مرة إلا قذفه بخير الأمرين فقال ما من عبد مؤمن يستخير الله في أمر يريده مرة واحدة إلا قذفه بخير الأمرين

 و منه قال وجدت في أصل عتيق من أصول أصحابنا ما هذا لفظه و جاء بالاستخارة في الأمر الذي تهوى أن تفعله اللهم وفق لي كذا و كذا و اجعل لي فيه الخيرة في عافية تقول ما شئت من مرة و إذا كان مما تحب أن يعزم لك على أصلحه قلت اللهم وفق لي فيه الخيرة في عافية فإن في قول من يقول بعلمك أن في علم الله الخير و الشر

 و منه عن محمد بن نما و أسعد بن عبد القاهر بإسنادهما إلى ابن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال الاستخارة في كل ركعة من الزوال

 و منه عن محمد بن نما و أسعد بإسنادهما إلى شيخ الطائفة عن ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد في كتاب الصلاة عن صفوان و فضالة عن العلاء عن محمد عن أحدهما ع مثله قال السيد أخذت الحديثين من أصلي بن محبوب و الحسين بن سعيد من نسختين عتيقتين و كان أصل الحسين بخط جدي أبي جعفر رحمه الله

3-  المكارم، روى حماد بن عثمان عن الصادق ع أنه قال في الاستخارة أن يستخير الله الرجل في آخر سجدة مائة مرة و مرة و يحمد الله و يصلي على النبي و آله ثم يستخير الله خمسين مرة ثم يحمد الله تعالى و يصلي على النبي و آله صلى الله عليه و عليهم و يتم المائة و الواحدة أيضا

4-  الفتح، ]فتح الأبواب[ بإسناده إلى جده شيخ الطائفة بإسناده عن حماد بن عثمان   قال سألت أبا عبد الله ع عن الاستخارة فقال استخر الله مائة مرة و مرة في آخر سجدة من ركعتي الفجر تحمد الله و تمجده و تثني على النبي و على أهل بيته ثم تستخير الله تمام المائة مرة و مرة

 أقول لعله سقط منه شي‏ء كما يظهر من المكارم

5-  المكارم، و كان أمير المؤمنين ع يصلي ركعتين و يقول في دبرهما أستخير الله مائة مرة ثم يقول اللهم إني قد هممت بأمر قد علمته فإن كنت تعلم أنه خير لي في ديني و دنياي و آخرتي فيسره لي و إن كنت تعلم أنه شر لي في ديني و دنياي و آخرتي فاصرفه عني كرهت نفسي ذلك أم أحبت فإنك تعلم و لا أعلم و أنت علام الغيوب ثم يعزم

 و روي أن رجلا جاء إلى أبي عبد الله ع فقال له جعلت فداك إني ربما ركبت الحاجة فأندم فقال له أين أنت عن الاستخارة فقال الرجل جعلت فداك فكيف الاستخارة فقال إذا صليت صلاة الفجر فقل بعد أن ترفع يديك حذاء وجهك اللهم إنك تعلم و لا أعلم و أنت علام الغيوب فصل على محمد و آل محمد و خر لي في جميع ما عزمت به من أموري خيار بركة و عافية

6-  الفتح، ]فتح الأبواب[ نقلا من أصل كتاب الحسين بن سعيد عن فضالة عن معاوية بن وهب عن زرارة عن أبي عبد الله ع في الأمر يطلبه الطالب من ربه قال يتصدق في يومه على ستين مسكينا على كل مسكين صاع بصاع النبي ص فإذا كان الليل فليغتسل في ثلث الليل الباقي و يلبس أدنى ما يلبس من يعول من الثياب إلا أن عليه في تلك الثياب إزارا ثم يصلي ركعتين فإذا وضع جبهته في الركعة الأخيرة للسجود هلل الله و عظمه و مجده و ذكر ذنوبه فأقر بما يعرف منها و يسمي ثم يرفع رأسه فإذا وضع رأسه في السجدة الثانية استخار الله مائة مرة يقول اللهم إني أستخيرك ثم يدعو الله عز و جل بما يشاء و يسأله إياه و كلما سجد فليفض بركبتيه إلى الأرض يرفع الإزار حتى يكشفهما و يجعل الإزار من خلفه بين أليتيه   و باطن ساقيه

 بيان الظاهر أنه يلبس الإزار عوضا عن السراويل ليمكنه الإفضاء بركبتيه إلى الأرض قوله و يجعل الإزار أي ما تأخر منه فقط أو ما تقدم منه أيضا

7-  المكارم، عن أبي جعفر ع قال كان علي بن الحسين ع إذا عزم بحج أو عمرة أو عتق أو شرى أو بيع تطهر و صلى ركعتي الاستخارة و قرأ فيهما سورة الرحمن و سورة الحشر فإذا فرغ من الركعتين استخار الله مأتي مرة ثم قرأ قل هو الله أحد و المعوذتين ثم قال اللهم إني قد هممت بأمر قد علمته فإن كنت تعلم أنه خير لي في ديني و دنياي و آخرتي فاقدره لي و إن كنت تعلم أنه شر لي في ديني و دنياي و آخرتي فاصرفه عني رب اعزم لي على رشدي و إن كرهت أو أحبت ذلك نفسي ببسم الله الرحمن الرحيم ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله حسبي الله و نعم الوكيل ثم يمضي و يعزم

 الفتح، ]فتح الأبواب[ نقلا من كتاب بعض المخالفين عنه ع مثله إلا أنه ليس فيه قراءة قل هو الله و المعوذتين

8-  تفسير علي بن إبراهيم، عن أبيه عن علي بن أسباط قال دخلت على الرضا ع و قلت قد أردت مصرا فأركب بحرا أو برا فقال لا عليك أن تأتي مسجد رسول الله ص و تصلي ركعتين و تستخير الله مائة مرة و مرة فإذا عزمت على شي‏ء و ركبت البر فإذا استويت على راحلتك فقل سُبْحانَ الله الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ

9-  قرب الإسناد، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أسباط مثله إلا أن فيه فتصلي ركعتين في غير وقت فريضة ثم تستخير الله مائة مرة فإن خرج لك على البحر   فقل الخبر

 و منه عن السندي بن محمد عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع قال ما استخار الله عز و جل عبد في أمر قط مائة مرة يقف عند رأس الحسين ع فيحمد الله و يهلله و يسبحه و يمجده و يثني عليه بما هو أهله إلا رماه الله تبارك و تعالى بخير الأمرين

 قال و سمعته يقول في الاستخارة اللهم إني أسألك بعلمك و أستخيرك بعزتك و أسألك من فضلك العظيم و أنت أعلم بعواقب الأمور إن كان هذا الأمر خيرا لي في ديني و دنياي و آخرتي فيسره لي و بارك لي فيه و إن كان شرا فاصرفه عني و اقض لي الخير حيث كان و رضني به حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت

 الفتح، ]فتح الأبواب[ روى سعد بن عبد الله المجمع على الاعتماد عليه في كتاب الأدعية عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن صفوان الجمال و ذكر مثله إلا أن فيه يقف عند رأس الحسين إلى قوله إلا رماه الله بخير الأمرين قال يقول في الاستخارة اللهم إني أستخيرك بعزتك إلى قوله و بارك لي فيه و أعني عليه إلى قوله و اقض لي بالخير حيث ما كان إلى آخر الدعاء

 بيان يؤيد نسخة قرب الإسناد ما سيأتي في رواية أخرى عن صفوان و يؤيد رواية الفتح ما مر في رواية حماد نقلا عن المكارم

10-  قرب الإسناد، بإسناده عن علي بن جعفر عن أخيه قال أتاه رجل فقال له جعلت فداك أريد وجه كذا و كذا فعلمني استخارة إن كان ذلك الوجه خيرة أن ييسره الله لي و إن كان شرا صرفه الله عني فقال له و تحب أن تخرج في ذلك الوجه قال له الرجل نعم قال قل اللهم قدر لي كذا و كذا و اجعله   خيرا لي فإنك تقدر على ذلك

11-  مجالس الشيخ و ولده، عن أبي محمد الفحام عن محمد بن أحمد الهاشمي عن عيسى بن أحمد المنصوري عن عم أبيه عن أبي الحسن العسكري ع عن آبائه عن الصادق ع قال إذا عرضت لأحدكم حاجة فليستشر الله ربه فإن أشار عليه اتبع و إن لم يشر عليه توقف قال فقال يا سيدي و كيف أعلم ذلك قال تسجد عقيب المكتوبة و تقول اللهم خر لي مائة مرة ثم تتوسل بنا و تصلي علينا و تستشفع بنا ثم تنظر ما يلهمك تفعله و هو الذي أشار عليك به

12-  و منهما، بهذا الإسناد عن الصادق ع قال استخارة الباقر ع اللهم إن خيرتك تنيل الرغائب و تجزل المواهب و تغنم المطالب و تطيب المكاسب و تهدي إلى أحمد العواقب و تقي محذور النوائب اللهم يا مالك الملوك أستخيرك فيما عزم رأيي عليه و قادني يا مولاي إليه فسهل من ذلك ما توعر و يسر منه ما تعسر و اكفني في استخارتي المهم و ادفع عني كل ملم و اجعل عاقبة أمري غنما و محذوره سلما و بعده قربا و جدبه خصبا أعطني يا رب لواء الظفر فيما استخرتك فيه و قرر الإنعام فيما دعوتك له و من علي بالإفضال فيما رجوتك فإنك تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر و أنت علام الغيوب

13-  فقه الرضا، قال ع إذا أردت أمرا فصل ركعتين و استخر الله مائة مرة و مرة و ما عزم لك فافعل و قل في دعائك لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم رب بحق محمد و علي خر لي في أمر كذا و كذا للدنيا و الآخرة خيرة من عندك ما لك فيه رضا و لي فيه صلاح في خير و عافية يا ذا المن و الطول

    -14  المحاسن، عن النوفلي بإسناده قال قال رسول الله ص من استخار الله تعالى فليوتر

 و منه عن علي بن الحكم عن أبان الأحمر عن شهاب بن عبد ربه عن أبي عبد الله ع قال كان أبي إذا أراد الاستخارة في الأمر توضأ و صلى ركعتين و إن كانت الخادمة لتكلمه فيقول سبحان الله و لا يتكلم حتى يفرغ

 و منه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال سمعت جعفر بن محمد ع يقول ليجعل أحدكم مكان قوله اللهم إني أستخيرك بعلمك و أستقدرك بقدرتك اللهم إني أستخيرك برحمتك و أستقدرك الخير بقدرتك عليه و ذلك لأن في قولك اللهم إني أستخيرك بعلمك و أستقدرك بقدرتك الخير و الشر فإذا اشترطت في قولك كان لك شرطك إن استجيب لك و لكن قل اللهم إني أستخيرك برحمتك و أستقدرك الخير بقدرتك عليه لأنك عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم فأسألك أن تصلي على محمد النبي و آله كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم إن كان هذا الأمر الذي أريده خيرا لي في ديني و دنياي و آخرتي فيسره لي و إن كان غير ذلك فاصرفه عني و اصرفني عنه

 و منه بهذا الإسناد عن جعفر بن محمد ع قال كان بعض آبائي ع يقول اللهم لك الحمد و بيدك الخير كله اللهم إني أستخيرك برحمتك و أستقدرك الخير بقدرتك عليه لأنك تقدر و لا أقدر و تعلم و لا أعلم و أنت علام الغيوب اللهم فما كان من أمر هو أقرب من طاعتك و أبعد من معصيتك و أرضى لنفسك و أقضى لحقك فيسره لي و يسرني له و ما كان من غير ذلك فاصرفه عني و اصرفني عنه فإنك لطيف لذلك و القادر عليه

 المكارم، عن سعد مثل الخبرين

    -15  المحاسن، عن عثمان بن عيسى عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال كان علي بن الحسين ع إذا هم بأمر حج أو عمرة أو بيع أو شراء أو عتق تطهر ثم صلى ركعتين للاستخارة فقرأ فيها سورة الحشر و الرحمن و المعوذتين و قل هو الله أحد ثم قال اللهم إن كان كذا و كذا خيرا لي في ديني و خيرا لي في دنياي و آخرتي و عاجل أمري و آجله فيسره لي رب اعزم على رشدي و إن كرهت ذلك و أبته نفسي

 الفتح، ]فتح الأبواب[ بالإسناد إلى شيخ الطائفة عن المفيد عن ابن قولويه عن الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى مثله

 و بالإسناد إلى الشيخ عن ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى مثله إلا أنه لم يقل فيه إنه يقرأ قل هو الله أحد

16-  المحاسن، عن عدة من أصحابنا عن علي بن أسباط عمن قال له أبو جعفر ع إني إذا أردت الاستخارة في الأمر العظيم استخرت الله مائة مرة و إن كان شرى رأس أو شبهه استخرته ثلاث مرات في مقعد أقول اللهم إني أسألك بأنك عالم الغيب و الشهادة إن كنت تعلم أن كذا و كذا خير لي فخره لي و يسره و إن كنت تعلم أنه شر لي في ديني و دنياي و آخرتي فاصرفه عني إلى ما هو خير لي و رضني في ذلك بقضائك فإنك تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر و تقضي و لا أقضي إنك علام الغيوب

 و منه عن عدة من أصحابنا عن علي بن أسباط رفعه إلى أبي عبد الله ع قال تقول في الاستخارة أستخير الله و أستقدر الله و أتوكل على الله و لا حول و لا قوة إلا بالله أردت أمرا فأسأل إلهي إن كان ذلك له رضا أن يقضي لي حاجتي و إن كان له سخطا أن يصرفني عنه و أن يوفقني لرضاه

    -17  الفتح، ]فتح الأبواب[ بإسناده عن شيخ الطائفة عن ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن علي بن أسباط قال دخلت على أبي الحسن الرضا ع فسألته عن الخروج في البر و البحر إلى مصر فقال لي ائت مسجد رسول الله ص في غير وقت صلاة فصل ركعتين و استخر الله مائة مرة و مرة فانظر ما ذا يقضي الله

 و منه نقلا من كتاب سعد بن عبد الله في الأدعية عن علي بن مهزيار قال كتب أبو جعفر الثاني ع إلى إبراهيم بن شيبة فهمت ما استأمرت فيه من ضيعتك التي تعرض لك السلطان فيها فاستخر الله مائة مرة خيرة في عافية فإن احلولى بقلبك بعد الاستخارة بيعها فبعها و استبدل غيرها إن شاء الله تعالى و لا تتكلم بين أضعاف الاستخارة حتى تتم المائة إن شاء الله

 بيان فإن احلولى من الحلاوة يقال حلي و احلولى

18-  الفتح، ]فتح الأبواب[ بإسناده الصحيح إلى محمد بن يعقوب الكليني فيما صنفه من كتاب رسائل الأئمة صلوات الله عليهم فيما يختص بمولانا الجواد ع فقال و من كتاب إلى علي بن أسباط بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و فهمت ما ذكرت من أمر بناتك و أنك لا تجد أحدا مثلك فلا تفكر في ذلك رحمك الله فإن رسول الله ص قال إذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه فزوجوه و إن لا تفعلوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَ فَسادٌ كَبِيرٌ و فهمت ما استأمرت فيه من أمر ضيعتيك اللتين تعرض لك السلطان فيهما فاستخر الله مائة مرة خيرة في عافية فإذا احلولى في قلبك بعد الاستخارة فبعهما و استبدل غيرهما إن شاء الله و لتكن الاستخارة بعد صلاتك ركعتين و لا تكلم أحدا بين أضعاف الاستخارة حتى تتم مائة مرة

 أقول قال السيد قدس سره بعد إيراد رواية عبد الله بن ميمون القداح التي أوردناها في الباب الأول و فسرنا منها قوله على أي طرفي وقعت ما هذا لفظه رأيت بعد هذا الحديث المذكور في الأصل الذي رويته منه و هو أصل عتيق مأثور دعاء و ما أعلم هل هو متصل بالحديث و أنه منه أو هو زيادة عليه   و خارج عنه و ها هو على لفظه و معناه اللهم إني أستخيرك بعلمك و أستعينك بقدرك و أسألك باسمك العظيم إن كان كذا و كذا خيرا لي في ديني و دنياي و آخرتي و عاجل أمري و آجله فقدره لي و يسره لي و إن كان شرا فاصرفه عني برحمتك فإنك تقدر و لا أقدر و تعلم و لا أعلم و أنت علام الغيوب

 الفتح، ]فتح الأبواب[ قال قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين روي عن جابر بن عبد الله قال كان النبي ص يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السور من القرآن يقول إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك و أستقدرك بقدرتك و أسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر و لا أقدر و تعلم و لا أعلم و أنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا خير لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري أو قال عاجل أمري و آجله فاقدره لي و يسره لي ثم بارك لي فيه اللهم و إن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري أو قال عاجل أمري فاصرفه عني و اصرفني عنه و اقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به قال و يسمي حاجته

 المكارم، عن جابر مثله

19-  الفتح، ]فتح الأبواب[ نقلا من فردوس الأخبار أن النبي ص قال يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخيرة فيه يعني افعل ذلك

 و منه نقلا عن كتاب بعض المخالفين في وصايا النبي ص لعلي ع يا علي إذا أردت فاستخر ربك ثم ارض ما يخير لك تسعد في الدنيا و الآخرة

 منه نقلا عن كتاب بعض المخالفين أنه قال بلغني عن بعض العلماء قال من أراد أمرا فلا يشاور أحدا حتى يشاور الله فيه بأن يستخير الله أولا ثم   يشاور فيه فإنه إذا بدأ بالله أجرى له الخيرة على لسان من شاء من الخلق ثم ليصل ركعتين بقل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد ثم ليحمد الله و ليثن عليه و ليصل على النبي و آله ص و يقول اللهم إن كان هذا الأمر خيرا لي في ديني و دنياي فيسره لي و قدره لي و إن كان غير ذلك فاصرفه عني فإذا فعل هكذا استجاب الله دعاءه

 قال و رأيت أيضا أنه يقول في آخر ركعة من صلاة الليل و هو ساجد مائة مرة أستخير الله برحمته و قيل بل يستخيره في آخره سجدة من ركعتي الفجر مائة مرة و يحمد الله و يثني عليه و يصلي على النبي ص و يتم المائة و الواحدة و يقول اللهم يا أبصر الناظرين و يا أسمع السامعين و يا أسرع الحاسبين و يا أرحم الراحمين صل على محمد و آل محمد و خر لي في كذا و قل أيضا لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم رب بحرمة محمد و آله صل على محمد و آله و خر لي في كذا في الدنيا و الآخرة خيرة في عافية

 و منه بالإسناد إلى شيخ الطائفة عن المفيد عن ابن قولويه عن الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عمرو بن حريث قال قال أبو عبد الله ع صل ركعتين و استخر الله فو الله ما استخار الله مسلم إلا خار الله له البتة

 قال السيد و رويت هذا الحديث بألفاظه بإسنادي إلى جدي فيما رواه في كتاب تهذيب الأحكام و كتاب المصباح الكبير المتهجد، عن يحيى الحلبي مثله

20-  الفتح، ]فتح الأبواب[ بالإسناد إلى الشيخ عن ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن أبي نجران عن المفضل بن صالح عن جابر قال و رواه حميد بن زياد عن إبراهيم بن سليمان عن جابر عن الإمام الباقر ع   أنه قال كان علي بن الحسين زين العابدين ع إذا هم بحج أو عمرة أو بيع أو شراء أو عتق أو غير ذلك تطهر ثم صلى ركعتين للاستخارة يقرأ فيهما بعد الفاتحة سورة الحشر و الرحمن ثم يقرأ بعدها المعوذتين و قل هو الله أحد يفعل هذا في كل ركعة فإذا فرغ منها قال بعد التسليم و هو جالس اللهم إن كان كذا و كذا خيرا لي في ديني و دنياي و آخرتي و عاجل أمري و آجله فيسره لي على أحسن الوجوه و أكملها اللهم و إن كان شرا لي في ديني و دنياي و عاجل أمري و آجله فاصرفه عني رب اعزم لي على رشدي و إن كرهته نفسي

 المتهجد، روى جابر عن أبي جعفر ع قال كان علي بن الحسين ع إذا هم بأمر حج إلى قوله ثم يقرأ المعوذتين ثم يقول اللهم إلى قوله و دنياي و آخرتي في الموضعين و أجلها مكان أكملها و في آخره و إن كرهت ذلك و أبته نفسي

21-  الفتح، ]فتح الأبواب[ عن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان عن أحمد بن يعقوب الأصفهاني عن أحمد بن علي الأصفهاني عن إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي عن أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليماني عن محمد بن إبراهيم الأصبحي و سليمان بن عمر الأصبحي قالا حدثنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع عن علي بن الحسين ع قال قال علي ع إنه كان لرسول الله ص سر قل ما عثر عليه و كان يقول و أنا أقول لعنة الله و ملائكته و أنبيائه و رسله و صالحي خلقه على مفشي سر رسول الله ص إلى غير ثقة فاكتموا سر رسول الله ص سمعته يقول يا علي بن أبي طالب إني و الله ما أحدثك إلا على ما سمعته أذناي و وعى قلبي و نظر بصري إن لم يكن من الله فمن رسوله يعني جبرئيل ع فإياك يا علي أن تضيع سري فإني قد دعوت الله أن يذيق من أضاع سري هذا حر جهنم ثم قال يا علي إن كثيرا من الناس و إن قل تعبدهم إذا عملوا ما أقول كانوا في أشد العناء و أفضل الاجتهاد و لو لا طغاة هذه الأمة لبينت هذا السر و   لكني علمت أن الدين إذا يضيع فأحببت أن لا ينتهي ذلك إلا إلى ثقة إني لما أسري بي إلى السماء السابعة فتح لي بصري إلى فرجة في العرش تفور كما يفور القدر فلما أردت الانصراف أقعدت عند تلك الفرجة ثم نوديت يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام و يقول لك إنك أكرم خلقه عليه و عنده علم قد زواه يعني خزنه عن جميع الأنبياء و جميع أممهم غيرك و غير أمتك لمن ارتضيت لله منهم أن ينشره لمن بعده لمن ارتضى الله منهم إنه لا يصيبهم بعد ما يقولونه ذنب كان قبله و لا مخافة ما يأتي من بعده و لذلك آمرك بكتمانه لئلا يقول العاملون حسبنا هذا من الطاعة يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس ثم ذكر في جملة أسرار هذا الدعاء ما هذا لفظه يا محمد و من هم بأمرين فأحب أن أختار له أرضاهما لي فألزمه إياه فليقل حين يريد ذلك اللهم اختر لي بعلمك و وفقني بعلمك لرضاك و محبتك اللهم اختر لي بقدرتك و جنبني بقدرتك مقتك و سخطك اللهم اختر لي فيما أريد من هذين الأمرين و تسميهما أسرهما إلي و أحبهما إليك و أقربهما منك و أرضاهما لك اللهم إني أسألك بالقدرة التي زويت بها علم الأشياء كلها عن جميع خلقك فإنك عالم بهواي و سريرتي و علانيتي فصل على محمد و آله و اسفع بناصيتي إلى ما تراه لك رضا فيما استخرتك فيه حتى تلزمني من ذلك أمرا أرضى فيه بحكمك و أتكل فيه على قضائك و أكتفي فيه بقدرتك و لا تقلبني و هواي لهواك مخالفا و لا بما أريد لما تريد مجانبا اغلب بقدرتك التي تقضي بها ما أحببت على من أحببت بهواك هواي و يسرني لليسرى التي ترضى بها عن صاحبها و لا تخذلني بعد تفويضي إليك أمري برحمتك التي وسعت كل شي‏ء اللهم أوقع خيرتك في قلبي و افتح قلبي للزومها يا كريم آمين رب العالمين فإنه إذا قال ذلك اخترت له منافعه في العاجل و الآجل

    بيان و اسفع بناصيتي أي خذها جاذبا و موصلا إلى ما تراه لك رضا قال الجوهري سفعت بناصيتي أي أخذت و منه قوله تعالى لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ. بقدرتك أي بقوتك أو بتقديرك بهواك هواي قال الكفعمي أي بإرادتك إرادتي و المعنى طلب رضاه به و أقول هذا الدعاء من أدعية السر و أورده الكفعمي و غيره و سيأتي في كتاب الدعاء بسندها إن شاء الله تعالى

22-  الفتح، ]فتح الأبواب[ عن محمد بن نما و الشيخ أسعد بن عبد القاهر بإسنادهما إلى أبي جعفر الطوسي عن التلعكبري عن الحسن بن محمد بن يحيى العلوي عن محمد بن المظفر عن أبيه عن محمد بن شلقان المصري عن علي بن النعمان الأعلم عن عمير بن المتوكل بن هارون البلخي عن أبيه عن يحيى بن زيد و عن مولانا جعفر بن محمد الصادق ع فيما روياه من أدعية الصحيفة عن زين العابدين ع من نسخة تاريخ كتابتها سنة خمس عشرة و أربع مائة قال و كان من دعائه ع في الاستخارة اللهم إني أستخيرك بعلمك فصل على محمد و آل محمد و اقض لي بالخيرة و ألهمنا معرفة الاختيار و اجعل لنا ذريعة إلى الرضا بما قضيت و التسليم لما حكمت و أزح عنا ريب أهل الارتياب و أيدنا بيقين المخلصين و لا تسمنا عجز المعرفة عما تخيرت فنغمط قدرك و نكره مواضع قضائك و نجنح إلى التي هي أبعد من حسن العاقبة و أقرب من ضرر العافية حبب إلينا ما نكره من قضائك و سهل علينا ما تستصعب من حكمك و ألهمنا الانقياد لما أوردت علينا من مشيتك فلا نكره ما أحببت و لا نتخير ما كرهت و اختم لنا بالتي هي أحسن و أحمد عاقبة و أكرم مصيرا إنك تفيد الكريمة و تعطي الحسنة و تفعل ما تريد

 بيان هذا الدعاء من أدعية الصحيفة الشريفة و إنما أوردته هنا للاختلاف بينه و بين النسخة المشهورة سندا و متنا و الإزاحة الإبعاد أي أبعد عنا شك الذين   يشكون و يرتابون في حسن ما يقضي الله على عباده و حكمته و لا تسمنا بضم السين أي لا تورد علينا و في بعض النسخ بالكسر قال الكفعمي رحمه الله أي لا تجعله سمة و علامة لنا و الأولى أن يقال أنه برفع السين أي لا تولنا أي تجعلنا ضعفاء المعرفة و منه قوله تعالى يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ أي يولونكم فنغمط قدرك أي نحتقره ما نستصعب أي نعده صعبا و قال الكفعمي الكريمة كل شي‏ء يكرم و كرائم المال خيارها و الجسيمة العظيمة و جسم الشي‏ء أي عظم

23-  الفتح، ]فتح الأبواب[ ذكر الشيخ الفاضل محمد بن علي بن محمد في كتاب له في العمل ما هذا لفظه دعاء الاستخارة عن الصادق ع تقوله بعد فراغك من صلاة الاستخارة تقول اللهم إنك خلقت أقواما يلجئون إلى مطالع النجوم لأوقات حركاتهم و سكونهم و تصرفهم و عقدهم و حلهم و خلقتني أبرأ إليك من اللجإ إليها و من طلب الاختيارات بها و أتيقن أنك لم تطلع أحدا على غيبك في مواقعها و لم تسهل له السبيل إلى تحصيل أفاعيلها و أنك قادر على نقلها في مداراتها في مسيرها عن السعود العامة و الخاصة إلى النحوس و من النحوس الشاملة و المفردة إلى السعود لأنك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب و لأنها خلق من خلقك و صنعة من صنيعك و ما أسعدت من اعتمد على مخلوق مثله و استمد الاختيار لنفسه و هم أولئك و لا أشقيت من اعتمد على الخالق الذي أنت هو لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أسألك بما تملكه و تقدر عليه و أنت به ملي و عنه غني و إليه غير محتاج و به غير مكترث من الخيرة الجامعة للسلامة و العافية و الغنيمة لعبدك من حدث الدنيا التي إليك فيها ضرورته لمعاشه و من خيرات الآخرة التي عليك فيها معوله و أنا هو عبدك اللهم فتول يا مولاي اختيار خير الأوقات لحركتي و سكوني و نقضي و إبرامي   و سيري و حلولي و عقدي و حلي و اشدد بتوفيقك عزمي و سدد فيه رأيي و اقذفه في فؤادي حتى لا يتأخر و لا يتقدم وقته عني و أبرم من قدرتك كل نحس يعرض بحاجز حتم من قضائك يحول بيني و بينه و يباعده مني و يباعدني منه في ديني و نفسي و مالي و ولدي و إخواني و أعذني به من الأولاد و الأموال و البهائم و الأعراض و ما أحضره و ما أغيب عنه و ما أستصحبه و ما أخلفه و حصني من كل ذلك بعياذك من الآفات و العاهات و البليات و من التغيير و التبديل و النقمات و المثلات و من كلمتك الحالقة و من جميع المخلوقات و من سوء القضاء و من درك الشقاء و من شماتة الأعداء و من الخطايا و الزلل في قولي و فعلي و ملكني الصواب فيهما بلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم بلا حول و لا قوة إلا بالله الحليم الكريم بلا حول و لا قوة إلا بالله العزيز العظيم بلا حول و لا قوة إلا بالله حرزي و عسكري بلا حول و لا قوة إلا بالله سلطاني و مقدرتي بلا حول و لا قوة إلا بالله عزي و منعتي اللهم أنت العالم بجوائل فكري و جوائس صدري و ما يترجح في الإقدام عليه و الإحجام عنه مكنون ضميري و سري و أنا فيه بين حالين خير أرجوه و شر أتقيه و سهو يحيط بي و دين أحوطه فإن أصابني الخيرة التي أنت خالقها لتهبها لي لا حاجة بك إليها بل بجود منك علي بها غنمت و سلمت و إن أخطأتني حسرت و عطبت اللهم فأرشدني منه إلى مرضاتك و طاعتك و أسعدني فيه بتوفيقك و عصمتك و اقض بالخير و العافية و السلامة التامات الشاملة الدائمة فيه حتم أقضيتك و نافذ عزمك و مشيتك و إنني أبرأ إليك من العلم بالأوفق من مباديه و عواقبه و فواتحه و مسالمه و معاطبه و من القدرة عليه و أقر أنه لا عالم و لا قادر على سداده سواك فأنا أستهديك و أستعينك و أستقضيك و أستكفيك و أدعوك و أرجوك و ما تاه من استهداك و لا ضل من استفتاك و لا دهي من استكفاك و لا حال من دعاك و لا

   أخفق من رجاك فكن لي عند أحسن ظنوني و آمالي فيك يا ذا الجلال و الإكرام إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ و استنهضت لمهمي هذا و لكل مهم أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و تقرأ و تقول الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ وَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ و تقرأ سورة تبارك الذي بيده الملك إلى آخرها ثم قل وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَ نَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَ لا تَخْشى لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَرى و استنهضت لمهمي هذا و لكل مهم أسماء الله العظام و كلماته التوام و فواتح سور القرآن و خواتيمها و محكماتها و قوارعها و كل عوذة تعوذ بها نبي   أو صديق حم شاهت الوجوه وجوه أعدائي فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ و حسبي الله ثقة و عدة و نعم الوكيل وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و صلواته على سيدنا محمد رسوله و آله الطاهرين

 بيان في مواقعها الضمير فيه و فيما بعده راجع إلى النجوم أي لم تطلع أحدا على ما هو مغيب من حواس الخلق من أحوالها المتعلقة بها في مواقعها و منازلها و أوضاعها إلى تحصيل أفاعيلها أي إلى أن يحصل فعلا من أفعالها بالنسبة إليه و هذا لا يدل على أن لها تأثيرا إذ يمكن أن يكون النفي باعتبار عدم قدرتها و تأثيرها لكن يدل ما بعده على أنه جعل الله فيها سعادة و نحوسة لكنهما تتبدلان بالدعاء و الصدقات و الحسنات و السيئات و بالتوكل على مالك الشرور و الخيرات و قد مر الكلام فيه في كتاب السماء و العالم. و السعود العامة ما يعم جميع الناس و الخاصة ما يخص شخصا أو صنفا و كذا النحوس الشاملة و المفردة هما المراد بها و قال الجوهري ملأ الرجل صار مليا أي ثقة فهو غني ملي بين الملاءة و الملاءة و قال الجزري الملأ بالهمز الثقة الغني و قد ملئ فهو ملي بين الملاءة و الملاءة بالمد و قد أولع الناس فيه بترك الهمز و تشديد الياء انتهى و في أكثر نسخ الدعاء و في سائر المواضع بالتشديد و يقال ما أكترث به أي ما أبالي فيه بما تملكه الباء صلة للسؤال أي ما تملكه كقوله تعالى سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ أو الباء للسببية و قوله من الخيرة هو المسئول أي شيئا من الخيرة و الظاهر سألك لا أسألك كما في النسخ و لا يخفى بعد التأمل ظهوره و قوله من حدث متعلق بالسلامة و العافية و يمكن تعلقه بالغنيمة أيضا بتضمين فقوله ع من خيرات معطوف على قوله من الخيرة و يحتمل تعلق من الحدث بالغنيمة فقط و المراد به الخيرات و إنما عبر كذلك لأنها في جنب خيرات الآخرة كأنها ليست بخيرات و لا يبعد أن يكون تصحيف من خيرات و على هذا قوله من خيرات الآخرة معطوف على قوله من خيرات الدنيا.   كل نحس أي دفعه بحاجز متعلق بأبرم و لا يبعد أن يكون و ادرأ أو يكون بالثاء المثلثة و الراء المهملة بمعنى القطع و أعذني به أي بالحاجز أو بحتم القضاء من الأولاد أي من بلية الأولاد أو من بمعنى في كما قيل في قوله تعالى ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ و قوله سبحانه إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ أو للتعليل و الأعراض جمع عرض بالتحريك و هو الحال و المتاع و الغنيمة. و من كلمتك الحالقة أي حكمك بالعقوبة المستأصلة قال في النهاية فيه دب إليكم داء الأمم البغضاء و هي الحالقة الحالقة الخصلة التي من شأنها أن تحلق أي تهلك و تستأصل الدين كما يستأصل الموسى الشعر انتهى و ملكني الصواب فيهما أي في قولي و فعلي بجوائل فكري أي أفكاري الجائلة المترددة في ضميري و جوائس صدري أي ما يتخلل في صدري من الوساوس و الخيالات أو ما يتردد من ظنون صدري في المخلوقات قال الجوهري الجوس مصدر قولك جاسوا خلال الديار أي تخللوها فطلبوا ما فيها كما يجوس الرجل الأخبار أي يطلبها و كذلك الاجتياس و الجوسان بالتحريك الطوفان بالليل. و الإحجام الكف أنت خالقها أي مقدرها لتهبها علة للخلق و إن أخطأتني أي تجاوزت عني و لم تصبني فأرشدني منه الضمير راجع إلى الأمر الذي أراد الخيرة فيه بقرينة المقام أو إلى الخيرة بتأويل مع أنه مصدر و الأول أظهر حتم أقضيتك مفعول اقض أو قائم مقام المصدر أي قضاء حتما. و إنني أبرأ إليك أي أعترف بأني جاهل بما هو أوفق لي و أصلح لحالي و ما تاه أي ما تحير و ما دهي على المجهول أي لم تصبه دواهي الدهر و لا حال أي لا يتغير عن النعمة أو لا يتغير لونه خيبة و في بعض النسخ خاب و هو أصوب.   و في الصحاح أخفق الرجل إذا غزا و لم يغنم و الصائد إذا رجع و لم يصطد و طلب حاجة فأخفق و قال استنهضته لأمر كذا إذا أمرته بالنهوض له انتهى و أقول هنا كناية عن الاستعانة و التوسل بالسور الكريمة و الأسماء العظيمة و الآيات الجسيمة مستورا أي ذا ستر أو مستورا عن الحس أو بحجاب آخر. أَكِنَّةً أي أغطية واحدها كنان و هو الغطاء أَنْ يَفْقَهُوهُ كراهة أن يفقهوه و قوارعها أي التي تقرع القلوب بالفزع أو تقرع الشياطين و الكفرة و الظلمة و تدفعهم و تهلكهم و العوذة بالضم التعويذ شاهت الوجوه أي قبحت وجوه أعدائي بيان للوجوه

24-  الفتح، ]فتح الأبواب[ بإسناده عن محمد بن هارون التلعكبري عن هبة الله بن سلامة المقري عن إبراهيم بن أحمد البزوري قال أخبرنا علي بن موسى الرضا ع قال سمعت أبي موسى بن جعفر قال سمعت أبي جعفر بن محمد الصادق ع يقول من دعا بهذا الدعاء لم ير في عاقبة أمره إلا ما يحب و هو اللهم إن خيرتك تنيل الرغائب و تجزل المواهب و تطيب المكاسب و تغنم المطالب و تهدي إلى أحمد العواقب و تقي من محذور النوائب اللهم إني أستخيرك فيما عقد عليه رأيي و قادني إليه هواي فأسألك يا رب أن تسهل لي من ذلك ما تعسر و أن تعجل من ذلك ما تيسر و أن تعطيني يا رب الظفر فيما استخرتك فيه و عونا بالإنعام فيما دعوتك و أن تجعل يا رب بعده قربا و خوفه أمنا و محذوره سلما فإنك تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر و أنت علام الغيوب اللهم إن يكن هذا الأمر خيرا لي في عاجل الدنيا و آجل الآخرة فسهله لي و يسره علي و إن لم يكن فاصرفه عني و اقدر لي فيه الخيرة إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ يا أرحم الراحمين

25-  الفتح، ]فتح الأبواب[ دعاء مولانا المهدي صلوات الله عليه و على آبائه الطاهرين في الاستخارات و هو آخر ما خرج من مقدس حضرته أيام الوكالات روى محمد بن علي بن محمد في كتاب جامع له ما هذا لفظه استخارة الأسماء التي عليها العمل و يدعو   بها في صلاة الحاجة و غيرها ذكر أبو دلف محمد بن المظفر رحمه الله أنها آخر ما خرج بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللهم إني أسألك باسمك الذي عزمت به على السماوات و الأرض فقلت لهما ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ و باسمك الذي عزمت به على عصا موسى فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ و أسألك باسمك الذي صرفت به قلوب السحرة إليك حتى قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ رَبِّ مُوسى وَ هارُونَ أنت الله رب العالمين و أسألك بالقدرة التي تبلى بها كل جديد و تجدد بها كل بال و أسألك بكل حق هو لك و بكل حق جعلته عليك إن كان هذا الأمر خيرا لي في ديني و دنياي و آخرتي أن تصلي على محمد و آل محمد و تسلم عليهم تسليما و تهنيه و تسهله علي و تلطف لي فيه برحمتك يا أرحم الراحمين و إن كان شرا لي في ديني و دنياي و آخرتي أن تصلي على محمد و آل محمد و تسلم عليهم تسليما و أن تصرفه عني بما شئت و كيف شئت و ترضيني بقضائك و تبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل شي‏ء أخرته و لا تأخير شي‏ء عجلته فإنه لا حول و لا قوة إلا بالله يا علي يا عظيم يا ذا الجلال و الإكرام

 و منه بالإسناد إلى الشيخ الطوسي عن المفيد و الحسين بن عبيد الله الغضائري معا عن الصدوق عن والده فيما كتب في رسالته إلى ولده قال إذا أردت أمرا فصل ركعتين و استخر الله مائة مرة و مرة فما عزم لك فافعل و قل في دعائك لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم رب بحق محمد و آل محمد صل على محمد و آله و خر لي في كذا و كذا للدنيا و الآخرة خيرة منك في عافية

 المقنعة، مثله إلا أنه قال فإذا سلمت سجدت و قلت أستخير الله مائة مرة ثم ذكر الدعاء

26-  الفتح، ]فتح الأبواب[ بالإسناد عن الكليني عن علي بن محمد عن سهل بن زياد   عن محمد بن عيسى عن عمرو بن إبراهيم عن خلف بن حماد عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال قلت له ربما أردت الأمر يفرق مني فريقان أحدهما يأمرني و الآخر ينهاني قال فقال إذا كنت كذلك فصل ركعتين و استخر الله مائة مرة و مرة ثم انظر أحزم الأمرين لك فافعله فإن الخيرة فيه إن شاء الله تعالى و لتكن استخارتك في عافية فإنه ربما خير للرجل في قطع يده و موت ولده و ذهاب ماله قال و روى جدي أبو جعفر الطوسي هذه الرواية بهذا الإسناد في تهذيب الأحكام عن الكليني

 المتهجد، عن إسحاق مثله المحاسن، عن محمد بن عيسى عن خلف بن حماد مثله إلا أن فيه ففرق نفسي على فرقتين إحداهما تأمرني و الأخرى تنهاني إلى قوله ثم انظر أحزم الأمرين

بيان يفرق مني فريقان أي يسنح في نفسي رأيان متعارضان أو أستشير فتحصل فرقتان إحداهما تأمرني و لا يتفق رأيهم لأعمل به و لعله أظهر

27-  الفتح، ]فتح الأبواب[ رأيت في كتاب أصل الشيخ محمد بن أبي عمير المجمع على علمه و صلاحه عن محمد بن خالد القسري قال سألت أبا عبد الله ع عن الاستخارة قال فقال استخر الله عز و جل في آخر ركعة من صلاة الليل و أنت ساجد مائة مرة و مرة قال قلت كيف أقول قال تقول أستخير الله برحمته أستخير الله برحمته

 و منه بإسناده إلى جده عن أبي جعفر عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه عن أحمد بن أبي عبد الله البزاز عن جعفر بن محمد   بن خلف القشيري قال سألت أبا عبد الله ع عن الاستخارة فقال استخر الله تعالى في آخر ركعة من صلاة الليل و أنت ساجد مائة مرة قال قلت كيف أقول قال تقول أستخير الله برحمته أستخير الله برحمته

 المكارم، عن القسري مرسلا مثله

28-  الفتح، ]فتح الأبواب[ بإسناده إلى جده إلى الحسن بن محبوب و ابن أبي عمير معا عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال كان أبو جعفر ع يقول ما استخار الله عبد قط مائة مرة إلا رمي بخير الأمرين يقول اللهم عالم الغيب و الشهادة إن كان أمر كذا و كذا خيرا لأمر دنياي و آخرتي و عاجل أمري و آجله فيسره لي و افتح لي بابه و رضني فيه بقضائك

 و منه بالإسناد إلى جده بإسناده إلى الحسن بن علي بن فضال عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال قلت لأبي جعفر ع إذا أردت الأمر و أردت أن أستخير ربي كيف أقول قال إذا أردت ذلك فصم الثلاثاء و الأربعاء و الخميس ثم صل يوم الجمعة في مكان نظيف فتشهد ثم قل و أنت تنظر إلى السماء اللهم إني أسألك بأنك عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم أنت عالم الغيب إن كان هذا الأمر خيرا لي فيما أحاط به علمك فيسره لي و بارك فيه و افتح لي به و إن كان ذلك شرا لي فيما أحاط به علمك فاصرفه عني بما تعلم فإنك تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر و تقضي و لا أقضي و أنت علام الغيوب يقولها مائة مرة

 و منه بإسناده إلى الصدوق في كتاب عيون أخبار الرضا بإسناده عن الصادق ع أنه يسجد عقيب المكتوبة و يقول اللهم خر لي مائة مرة ثم يتوسل بالنبي و الأئمة ع و يصلي عليهم و يستشفع بهم و ينظر ما يلهمه الله فيفعل فإن ذلك من الله تعالى

    و منه قال قدس سره و مما ينبه على أن حديث الاستخارة قد كان مشهورا معروفا و بين الشيعة مألوفا ما رويناه بإسنادنا المتقدم في طرقنا إلى ما رواه جدي أبو جعفر الطوسي رضي الله عنه عن أبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري فيما رواه في كتاب الدلائل عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سهل بن اليسع قال كنت مجاورا بمكة فصرت إلى المدينة فدخلت على أبي جعفر ع فأردت أن أسأله عن كسوة يكسونيها فلم يقض لي أن أسأله حتى ودعته و أردت الخروج فقلت أكتب إليه و أسأله قال فكتبت الكتاب و صرت إلى مسجد الرسول ص على أن أصلي ركعتين و أستخير الله مائة مرة فإن وقع في قلبي أن أبعث إليه بالكتاب بعثته و إلا خرقته قال فوقع في قلبي أن لا أبعث فيه فخرقت الكتاب و خرجت من المدينة فبينا أنا كذلك إذ رأيت رسولا معه ثياب في منديل يتخلل القطرات و يسأل عن محمد بن سهل القمي حتى انتهى إلي و قال مولاك بعث إليك بهذا و إذا ملاءتان قال أحمد بن محمد بن عيسى فقضى أني غسلته حين مات و كفنته فيهما

 بيان الملاءة بالضم و المد الثوب اللين الرقيق

29-  الفتح، ]فتح الأبواب[ بإسناده إلى جده الشيخ أبي جعفر بإسناده إلى الحسن بن علي بن فضال عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع قال ما استخار الله عبد قط في أمر مائة مرة عند رأس الحسين ع فيحمد الله و يثني عليه إلا رماه الله بخير الأمرين

 و منه قال رضي الله عنه قال جدي في كتاب المبسوط إذا أراد أمرا من الأمور لدينه أو دنياه يستحب له أن يصلي ركعتين يقرأ فيهما ما شاء و يقنت في الثانية فإذا سلم دعا بما أراد و يسجد و يستخير الله في سجوده مائة مرة و يقول أستخير الله في جميع أموري ثم يمضي في حاجته

    و مثله قال في النهاية و نحوه قال في كتاب الاقتصاد و زاد فيه الغسل و قال فيقول في سجوده أستخير الله في جميع أموري كلها خيرة في عافية ثم يفعل ما يقع في قلبه و كذا قال في كتاب هداية المسترشد و كذا قال الشيخ محمد بن إدريس ره و ذكر عبد العزيز بن البراج استخارة بمائة مرة في كتاب المهذب و ذكرها أبو الصلاح الحلبي في كتاب مختصر الفرائض الشرعية و غيره

30-  المتهجد، روى الحسن بن علي بن فضال قال سأل الحسن بن جهم أبا الحسن ع لابن أسباط فقال له ما ترى له و ابن أسباط حاضر و نحن جميعا يركب البحر أو البر إلى مصر و أخبره بخبر طريق البر فقال فأت المسجد في غير وقت صلاة فريضة فصل ركعتين و استخر الله مائة مرة ثم انظر أي شي‏ء يقع في قلبك فاعمل به فقال له الحسن بن الجهم البر أحب إلي له قال ع و إلي

 المكارم، سأل الحسن بن جهم و ذكر مثله

 بيان و نحن جميعا أي حاضرون يركب البحر أي ابن أسباط بخبر طريق البر أي من الخوف و الفساد كما يدل عليه خبر آخر

31-  المكارم، و الفقيه، عن ناجية عن أبي عبد الله ع أنه كان إذا أراد شرى شي‏ء من العبد و الدابة أو الحاجة الخفيفة أو الشي‏ء اليسير استخار الله عز و جل فيه سبع مرات فإن كان أمرا جسيما استخار الله فيه مائة مرة

 الفتح، ]فتح الأبواب[ نقلا من كتاب الدعاء لسعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن ناجية قال كان أبو عبد الله ع إذا أراد و ذكر مثله

32-  البلد الأمين، روي عن الرضا ع و هو من أدعية الوسائل إلى   المسائل اللهم إن خيرتك فيما أستخيرك فيه تنيل الرغائب و تجزل المواهب و تغنم المطالب و تطيب المكاسب و تهدي إلى أجمل المذاهب و تسوق إلى أحمد العواقب و تقي مخوف النوائب اللهم إني أستخيرك فيما عزم رأيي عليه و قادني عقلي إليه فسهل اللهم منه ما توعر و يسر منه ما تعسر و اكفني فيه المهم و ادفع عني كل ملم و اجعل رب عواقبه غنما و خوفه سلما و بعده قربا و جدبه خصبا و أرسل اللهم إجابتي و أنجح طلبتي و اقض حاجتي و اقطع عوائقها و امنع بوائقها و أعطني اللهم لواء الظفر فيما استخرتك و وفور الغنم فيما دعوتك و عوائد الإفضال فيما رجوتك و اقرنه اللهم بالنجاح و حطة بالصلاح و أرني أسباب الخيرة واضحة و أعلام غنمها لائحة و اشدد خناق تعسرها و انعش صريع تيسرها و بين اللهم ملتبسها و أطلق محتبسها و مكن أسها حتى تكون خيرة مقبلة بالغنم مزيلة للغرم عاجلة النفع باقية الصنع إنك ولي المزيد مبتدئ بالجود

 بيان الرغائب جمع الرغيبة و هي العطاء الكثير و في القاموس الغنم بالضم الفي‏ء غنم بالكسر غنما بالضم و بالفتح و التحريك و غنيمة و غنماتا بالضم الفوز بالشي‏ء بلا مشقة و غنمه كذا تغنيما نفله إياه و في أكثر النسخ على بناء الإفعال و في القاموس الوعر ضد السهل و توعر صار وعرا و توعر الأمر تعسر و قال الملم الشديد من كل شي‏ء و قال البائقة الداهية و الجمع البوائق. و اشدد خناق تعسرها أي اقتل التعسر بالخناق كناية عن إزالته شبه التعسر بحيوان و أثبت له الخناق و هو ككتاب الحبل يخنق به و كغراب داء يمتنع معه نفوذ النفس إلى الرية و القلب و يقال أيضا أخذ بخناقه بالكسر و الضم و مخنقه أي بحلقه كل ذلك ذكره الفيروزآبادي و في أكثر النسخ بفتح الخاء فيكون مصدرا و إن لم يرد في اللغة. و انعش أي ارفع صريع تيسرها أي تيسرها المصروع الساقط على الأرض   و الاستعارة فيه كالسابق و الصنع بالضم المعروف و الإحسان و أطلق محتبسها على بناء الفاعل أو المفعول لأن احتبس لازم متعد

33-  الفتح، ]فتح الأبواب[ نقلا من كتاب سعد بن عبد الله الثقة عن الحسين عن محمد بن خالد عن أبي الجهم عن معاوية بن ميسرة قال قال أبو عبد الله ع ما استخار الله عبد سبعين مرة بهذه الاستخارة إلا رماه الله بالخير يقول يا أبصر الناظرين و يا أسمع السامعين و يا أسرع الحاسبين و يا أرحم الراحمين صل على محمد و على أهل بيته و خر لي في كذا و كذا

 المتهجد، و الفقيه، و التهذيب، عن معاوية بن ميسرة مثله و زادوا بعد الراحمين و يا أحكم الحاكمين و فيها و أهل بيته

 المكارم، عن معاوية مثل الأخير و زاد في آخره ثم اسجد سجدة تقول فيها مائة مرة أستخير الله برحمته أستقدر الله في عافية بقدرته ثم ائت حاجتك فإنها خيرة لك على كل حال و لا تتهم ربك فيما تتصرف فيه

34-  الفتح، ]فتح الأبواب[ عن شيخيه الفقيهين محمد بن نما و أسعد بن عبد القاهر بإسنادهما المتقدم إلى شيخ الطائفة بإسناده إلى الحسن بن محبوب عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال كنا أمرنا بالخروج إلى الشام فقلت اللهم إن كان هذا الوجه الذي هممت به خيرا لي في ديني و دنياي و عاقبة أمري و لجميع المسلمين فيسره لي و بارك لي فيه و إن كان ذلك شرا لي فاصرفه عني إلى ما هو خير لي فإنك تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر و أنت علام الغيوب أستخير الله و يقول ذلك مائة مرة قال و أخذت حصاة و وضعتها على نعلي حتى أتممتها فقلت أ ليس إنما يقول هذا الدعاء مرة واحدة و يقول مائة مرة أستخير الله قال هكذا قلت مائة مرة و مرة هذا الدعاء قال فصرف ذلك الوجه عني و خرجت بذلك الجهاز إلى مكة و يقولها في الأمر العظيم مائة مرة و مرة و في   الأمر الدون عشر مرات

 بيان لعل وضع الحصاة على النعل لضبط العدد تعليما للغير و يحتمل أن يكون وضع الحصاة الواحدة فقط فيكون جزءا للعمل لكنه بعيد

35-  المتهجد، و المكارم، و الجنة، ]جنة الأمان[ روى مرازم قال قال أبو عبد الله ع إذا أراد أحدكم شيئا فليصل ركعتين و ليحمد الله و ليثن عليه و يصلي على محمد و آله و يقول اللهم إن كان هذا الأمر خيرا لي في ديني و دنياي و آخرتي فيسره لي و قدره و إن كان على غير ذلك فاصرفه عني فسألته عن أي شي‏ء أقرأ فيهما فقال ع اقرأ فيهما ما شئت و إن شئت قرأت قل هو الله أحد و قل يا أيها الكافرون

 أقول و قال الكفعمي في البلد الأمين في بعض نسخ مختصر المصباح هكذا و إن قرأت قل هو الله أحد و قل يا أيها الكافرون كان أفضل أقول و النسخ التي عندنا موافق لما مر و ليس فيها ذكر الأفضلية و إن كان يومي إليها

36-  المكارم، عن عمر بن حريث قال قال أبو عبد الله ع صل ركعتين و استخر الله فو الله ما استخار الله تعالى مسلم إلا خار الله له البتة

37-  المهذب، لابن البراج صلاة الاستخارة ركعتان يصليهما من أراد صلاتهما كما يصلي غيرهما من النوافل فإذا فرغ من القراءة في الركعة الثانية قنت قبل الركوع ثم يركع و يقول في سجوده أستخير الله مائة مرة فإذا أكمل المائة قال لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم رب بحق محمد و آل محمد صل على محمد و آل محمد و خر لي في كذا و كذا و يذكر حاجته التي قصد هذه الصلاة لأجلها و قد ورد في صلاة الاستخارة وجوه غير ما ذكرناه و الوجه الذي ذكرناه هاهنا من أحسنها

    -38  أقول و رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا نقلا من كتاب روضة النفس في العبادات الخمس أنه قال فصل في الاستخارات ثم قال و قد ورد في العمل بها وجوه مختلفة من أحسنها أن تغتسل ثم تصلي ركعتين تقرأ فيهما ما أحببت فإذا فرغت منهما قلت اللهم إني أستخيرك بعلمك و أستخيرك بعزتك و أستخيرك بقدرتك و أسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر و لا أقدر و تعلم و لا أعلم و أنت علام الغيوب إن كان هذا الأمر الذي أريده خيرا في ديني و دنياي و آخرتي و خيرا لي فيما ينبغي فيه خير و أنت أعلم بعواقبه مني فيسره لي و بارك لي فيه و أعني عليه و إن كان شرا لي فاصرفه عني و قيض لي الخير حيث كان و أرضني به حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت

39-  مصباح ابن الباقي، روي عن أمير المؤمنين ع ما شاء الله كان اللهم إني أستخيرك خيار من فوض إليك أمره و أسلم إليك نفسه و استسلم إليك في أمره و خلا لك وجهه و توكل عليك فيما نزل به اللهم خر لي و لا تخر علي و كن لي و لا تكن علي و انصرني و لا تنصر علي و أعني و لا تعن علي و أمكني و لا تمكن مني و اهدني إلى الخير و لا تضلني و أرضني بقضائك و بارك لي في قدرك إنك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد و أنت على كل شي‏ء قدير اللهم إن كان الخيرة في أمري هذا في ديني و دنياي و عاقبة أمري فسهله لي و إن كان غير ذلك فاصرفه عني يا أرحم الراحمين إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ و حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ

 

النوادر

 

1-  الفتح، ]فتح الأبواب[ قال قدس سره اعلم أني ما وجدت حديثا صريحا أن الإنسان يستخيره لسواه لكن وجدت أحاديث كثيرة تتضمن الحث على قضائه حوائج الإخوان من الله جل جلاله بالدعوات و سائر التوسلات حتى رأيت في الأخبار من فوائد الدعاء للإخوان ما لا أحتاج إلى ذكره الآن لظهوره بين الأعيان و الاستخارات على سائر الروايات هي من جملة الحاجات و من جملة الدعوات و استخارة الإنسان عن غيره داخلة في عموم الأخبار الواردة بما ذكرناه لأن الإنسان إذا كلفه غيره من الإخوان الاستخارة في بعض الحاجات فقد صارت الحاجة للذي يباشر الاستخارات فيستخير لنفسه و للذي يكلفه الاستخارة أما استخارته لنفسه بأنه هل المصلحة للذي يباشر الاستخارة في القول لمن يكلفه الاستخارة و هل المصلحة للذي يكلفه الاستخارة في الفعل أو الترك و هذا مما يدخل تحت عموم الروايات بالاستخارات و بقضاء الحاجات و ما يتوقف هذا على شي‏ء يختص به في الروايات

 بيان ما ذكره السيد من جواز الاستخارة للغير لا يخلو من قوة للعمومات لا سيما إذا قصد النائب لنفسه أن يقول للمستخير أفعل أم لا كما أومأ إليه السيد و هو حيلة لدخولها تحت الأخبار الخاصة لكن الأولى و الأحوط أن يستخير صاحب الحاجة لنفسه لأنا لم نر خبرا ورد فيه التوكيل في ذلك و لو كان ذلك جائزا أو راجحا لكان الأصحاب يلتمسون من الأئمة ع ذلك و لو كان ذلك لكان منقولا لا أقل في رواية مع أن المضطر أولى بالإجابة و دعاؤه أقرب إلى الخلوص عن نية.   أقول وجدت بخط الشيخ الشهيد قدس الله روحه إذا أهم أحدا أمر و تحير فيه فلا يدري ما يفعل فليتبادر إلى العمل بهذا الخبر. و وجدت في كتاب الفرج بعد الشدة للقاضي التنوخي ما هذه صورته و ما أعجب هذا الخبر فإني وجدته في عدة كتب بأسانيد و غير أسانيد على اختلاف في الألفاظ و المعنى قريب و أنا أذكر أصحها عندي. وجدت في كتاب محمد بن جرير الطبري الذي سماه كتاب الآداب الحميدة نقلته بحذف الإسناد عن روح بن الحارث عن أبيه عن جده أنه قال لبنيه يا بني إذا دهمكم أمر أو أهمكم فلا يبيتن أحدكم إلا و هو طاهر على فراش و لحاف طاهرين و لا يبيتن و معه امرأة ثم ليقرأ و الشمس و ضحيها سبعا و الليل سبعا ثم ليقل اللهم اجعل لي من أمري هذا فرجا فإنه يأتيه آت في أول ليلة أو في الثالثة أو في الخامسة و أظنه قال أو في السابعة يقول له المخرج مما أنت فيه كذا. قال أنس فأصابني وجع لم أدر كيف آتي له ففعلت أول ليلة فأتاني اثنان فجلس أحدهما عند رأسي و الآخر عند رجلي ثم قال أحدهما للآخر حسه فلمس جسدي كله فلما انتهى إلى موضع من رأسي قال احتجم هاهنا و لا تحلق و لكن اطله بغراء ثم التفت إلي أحدهما أو كلاهما فقال لي فكيف لو ضممت إليهما التين و الزيتون قال فاحتجمت فبرأت و أنا فلست أحدث أحدا به إلا و حصل له الشفاء قال آخر و جربته فصح. بيان قال في القاموس الغري ما طلي به أو لصق به أو شي‏ء يستخرج من السمك كالغراء ككساء

   فذلكة

 أظن أنه قد اتضح لك مما قرع سمعك و مر عليه نظرك في الأبواب السابقة أن الأصل في الاستخارة الذي يدل عليه أكثر الأخبار المعتبرة هو أن لا يكون الإنسان مستبدا برأيه معتمدا على نظره و عقله بل يتوسل بربه تعالى و يتوكل عليه في جميع أموره و يقر عنده بجهله بمصالحه و يفوض جميع ذلك إليه و يطلب منه أن يأتي بما هو خير له في أخراه و أولاه كما هو شأن العبد الجاهل العاجز مع مولاه العالم القادر فيدعو بأحد الوجوه المتقدمة مع الصلاة أو بدونها بل بما يخطر بباله من الدعاء إن لم يحضره شي‏ء من ذلك للأخبار العامة ثم يأخذ فيما يريد ثم يرضى بكل ما يترتب على فعله من نفع أو ضر. و بعد ذلك الاستخارة من الله سبحانه ثم العمل بما يقع في قلبه و يغلب على ظنه أنه أصلح له و بعده الاستخارة بالاستشارة بالمؤمنين و بعده الاستخارة بالرقاع أو البنادق أو القرعة بالسبحة و الحصا أو التفؤل بالقرآن الكريم. و الظاهر جواز جميع ذلك كما اختاره أكثر أصحابنا و أوردوها في كتبهم الفقهية و الدعوات و غيرها و قد اطلعت هاهنا على بعضها و أنكر ابن إدريس الشقوق الأخيرة و قال إنها من أضعف أخبار الآحاد و شواذ الأخبار لأن رواتها فطحية ملعونون مثل زرعة و سماعة و غيرهما فلا يلتفت إلى ما اختصا بروايته و لا يعرج عليه قال و المحصلون من أصحابنا ما يختارون في كتب الفقه إلا ما اخترناه و لا يذكرون البنادق و الرقاع و القرعة إلا في كتب العبادات دون كتب الفقه و ذكر أن الشيخين و ابن البراج لم يذكروها في كتبهم الفقهية و وافقه المحقق فقال و أما الرقاع و ما يتضمن افعل و لا تفعل ففي حيز الشذوذ فلا عبرة بهما. و أصل هذا الكلام من المفيد رحمة الله عليه في المقنعة حيث أورد أولا أخبار الاستخارة بالدعاء و الاستشارة و غيرهما مما ذكرنا أولا ثم أورد استخارة ذات الرقاع   و كيفيتها ثم قال قال الشيخ و هذه الرواية شاذة ليست كالذي تقدم لكنا أوردناها للرخصة دون تحقيق العمل بها انتهى و لعله مما ألحقه أخيرا في الهامش فأدرجوه في المتن. و قال السيد بن طاوس ره عندي من المقنعة نسخة عتيقة جليلة كتبت في حياة المفيد رضي الله عنه و ليست فيه هذه الزيادة و لعلها قد كانت من كلام غير المفيد على حاشية المقنعة فنقلها بعض الناسخين فصارت في الأصل ثم أولها على تقدير كونها من الشيخ بتأويلات كثيرة و أجاب عن كلام المحقق و ابن إدريس ره بوجوه شتى لم نتعرض لها لقلة الجدوى. و قال الشهيد رفع الله درجته في الذكرى و إنكار ابن إدريس الاستخارة بالرقاع لا مأخذ له مع اشتهارها بين الأصحاب و عدم راد لها سواه و من أخذ مأخذه كالشيخ نجم الدين قال و كيف تكون شاذة و قد دونها المحدثون في كتبهم و المصنفون في مصنفاتهم و قد صنف السيد العالم العابد صاحب الكرامات الظاهرة و المآثر الباهرة رضي الدين أبو الحسن علي بن طاوس الحسني ره كتابا ضخما في الاستخارات و اعتمد فيه على رواية الرقاع و ذكر من آثارها عجائب و غرائب أراه الله تعالى إياها و قال إذا توالى الأمر في الرقاع فهو خير محض و إن توالى النهي فذلك الأمر شر محض و إن تفرقت كان الخير و الشر موزعا بحسب تفرقها على أزمنة ذلك الأمر بحسب ترتبها