باب 2- الجهر و الإخفات و أحكامهما

 الآيات الإسراء وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً و قال سبحانه وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا   تفسير وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً قال الطبرسي رحمه الله أي أدبروا عنك   مدبرين نافرين و المعني بذلك كفار قريش و قيل هم الشياطين عن ابن عباس و قيل معناه إذا سمعوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ولوا. وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ فيه أقوال أحدها أن معناه لا تجهر بإشاعة صلاتك عند من يؤذيك و لا تخافت بها عند من يلتمسها منك قال الطبرسي ره روي أن النبي ص كان إذا صلى جهر في صلاته حتى يسمع المشركون فشتموه و آذوه فأمره سبحانه بترك الجهر و كان ذلك بمكة في أول الأمر و روي ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و قال في الكشاف كان رسول الله ص يرفع صوته بقراءته فإذا سمعه المشركون لغوا و سبوا فأمره بأن يخفض من صوته و المعنى و لا تجهر حتى تسمع المشركين وَ لا تُخافِتْ بِها حتى لا تسمع من خلفك و ابتغ بين الجهر و المخافتة سبيلا وسطا. و ثانيها لا تجهر بصلاتك كلها و لا تخافت بها كلها وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا أي التبعيض على ما عين من السنة. و ثالثها أن المراد بالصلاة الدعاء و هو بعيد. و رابعها أن يكون خطابا لكل واحد من المكلفين أو من باب إياك أعني و اسمعي يا جارة أي لا تعلنها إعلانا يوهم الرياء و لا تسترها بحيث يظن بك تركها و التهاون بها. و خامسها لا تجهر جهرا يشتغل به من يصلي بقربك و لا تخافت حتى لا تسمع نفسك كما قال أصحابنا إن الجهر أن ترفع صوتك شديدا و المخافتة ما دون سمعك وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا أي بين الجهر الشديد و المخافتة فلا يجوز الإفراط و لا التفريط و يجب الوسط و العدل لكن قد علم من السنة الشريفة اختيار بعض أفراد هذا الوسط في بعض الصلوات كالجهر غير العالي شديدا للرجل في الصبح و أوليي   المغرب و العشاء و كالإخفات لا جدا بحيث يلحق بحديث النفس في غيرها من الفرائض و ما نسب إلى أبي جعفر ع و أبي عبد الله ع لا ينافي في ذلك. و سادسها

 ما رواه العياشي عن الباقر ع لا تَجْهَرْ بولاية علي و لا بما أكرمته به حتى آمرك بذلك وَ لا تُخافِتْ بِها يعني لا تكتمها عليا و أعلمه بما أكرمته به وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا سلني أن آذن لك أن تجهر بأمر علي بولايته فأذن له بإظهاره يوم غدير خم

أقول و هذا بطن الآية و لا ينافي العمل بظاهرها. ثم اعلم أن المشهور بين الأصحاب وجوب الجهر و الإخفات في مواضعهما في الفرائض و أنه تبطل الصلاة بتركهما عالما عامدا و نقل عليه الشيخ في الخلاف الإجماع و المنقول عن السيد المرتضى رضي الله عنه أنهما من وكيد السنن و عن ابن الجنيد أيضا القول باستحبابهما و لا يخلو من قوة كما ستعرف و لا يخفى أن الآية على الوجه الخامس الذي هو أظهر الوجوه يؤيد الاستحباب إذ التوسط الذي يظهر منها شامل لحدي الجهر و الإخفات و تخصيص بعضها ببعض خلاف الظاهر. و أما حدهما فقال في التذكرة أقل الجهر أن يسمع غيره القريب تحقيقا أو تقديرا و حد الإخفات أن يسمع نفسه أو بحيث يسمع لو كان سميعا بإجماع العلماء و قريب منه كلام المنتهى و المحقق في المعتبر و جماعة من الأصحاب و يرد عليه أن مع إسماع نفسه يسمع القريب أيضا غالبا و ضبط هذا الحد بينهما في غاية الإشكال إن أمكن ذلك و لذا قال بعض المتأخرين الجهر هو ظهور جوهر الصوت و الإخفات هو إخفاء الصوت و همسه و إن سمع القريب و منهم من أحالهما على العرف و لعله أظهر. و الظاهر أنه لا فرق بين الأداء و القضاء في الوجوب و الاستحباب كما يدل عليه كلام الأصحاب و ذهبوا إلى أن الجاهل فيهما معذور و الجهر إنما يجب على القول به في القراءة دون الأذكار و نقل في المنتهى اتفاق الأصحاب على استحباب   الإجهار في صلاة الليل و الإخفات في صلاة النهار

1-  تفسير علي بن إبراهيم، عن أبيه عن الصباح عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع في قوله وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها قال الجهر بها رفع الصوت و التخافت ما لم تسمع نفسك بإذنك و اقرأ ما بين ذلك

 و منه بهذا الإسناد عنه ع قال الإجهار رفع الصوت عاليا و المخافتة ما لم تسمع نفسك

 قال و روي أيضا عن أبي جعفر الباقر ع في هذه الآية قال الإجهار أن ترفع صوتك يسمعه من بعد عنك و الإخفات أن لا تسمع من معك إلا سرا يسيرا

 بيان يحتمل أن يكون الغرض بيان حد الجهر في الصلاة مطلقا أو للإمام و هذا وجه قريب لتفسير الآية أي ينبغي أن يقرأ فيما يجهر فيه من الصلوات بحيث لا يتجاوز الحد في العلو و لا يكون بحيث لا يسمعه من قرب منه فيكون إخفاتا أو لا يسمعه المأمومون فيكون مكروها و عليه حمل الصدوق في الفقيه الآية حيث قال و اجهر بجميع القراءة في المغرب و العشاء الآخرة و الغداة من غير أن تجهد نفسك أو ترفع صوتك شديدا و ليكن ذلك وسطا لأن الله عز و جل يقول وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ الآية و ستسمع الأخبار في ذلك

2-  العياشي، عن المفضل قال سمعته و سئل عن الإمام هل عليه أن يسمع من خلفه و إن كثروا قال يقرأ قراءة وسطا يقول الله تبارك و تعالى وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها

 و منه عن عبد الله بن سنان عنه ع مثله

 و منه عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ع في قول الله وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها قال المخافتة ما دون سمعك و الجهر أن ترفع صوتك شديدا

    و منه عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع في قوله تعالى وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ الآية قال كان رسول الله ص إذا كان بمكة جهر بصلاته فيعلم بمكانه المشركون فكانوا يؤذونه فأنزلت هذه الآية عند ذلك

 و منه عن سليمان عن أبي عبد الله ع في قول الله وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ الآية قال الجهر بها رفع الصوت و المخافتة ما لم تسمع أذناك و بين ذلك قدر ما تسمع أذنيك

 و منه عن الحلبي قال قال أبو جعفر لأبي عبد الله ع يا بني عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما قال و كيف ذلك يا أبة قال مثل قول الله وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ سيئة وَ لا تُخافِتْ بِها سيئة وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا حسنة الخبر

 و منه عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في هذه الآية قال نسختها فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ

 بيان لعل المراد نسخ بعض معانيها بالنسبة إليه ص و الظاهر من الأخبار الواردة في تفسير الآية عدم وجوب الجهر و الإخفات و أن المصلي مخير بين أقل مراتب الإخفات و أكثر مراتب الجهر في جميع الصلوات و حملها على التبعيض بعيد

3-  العياشي، عن زيد بن علي قال دخلت على أبي جعفر ع فذكر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقال تدري ما نزل في بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقلت لا فقال إن رسول الله كان أحسن الناس صوتا بالقرآن و كان يصلي بفناء الكعبة يرفع صوته و كان عتبة و شيبة ابنا ربيعة و أبو جهل و جماعة منهم يستمعون قراءته قال و كان يكثر ترداد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فيرفع بها صوته فيقولون إن   محمدا ليردد اسم ربه تردادا فيأمرون من يقوم فيستمع عليه و يقولون إذا جاز بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فأعلمنا حتى نقوم فنستمع قراءته فأنزل الله في ذلك وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً

 و منه عن زرارة عن أحدهما ع قال في بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال هو الحق فاجهر به و هي الآية التي قال الله وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً كان المشركون يتسمعون إلى قراءة النبي ص فإذا قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ نفروا و ذهبوا فإذا فرغ منه عادوا و تسمعوا

 و منه عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص إذا صلى بالناس جهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فتخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف فإذا جازها في السورة عادوا إلى مواضعهم و قال بعضهم لبعض إنه ليردد اسم ربه تردادا إنه ليحب ربه فأنزل الله وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ الآية

 و منه عن أبي حمزة الثمالي قال قال لي أبو جعفر ع يا ثمالي إن الشيطان ليأتي قرين الإمام فيسأله هل ذكر ربه فإن قال نعم اكتسع فذهب و إن قال لا ركب على كتفيه و كان إمام القوم حتى ينصرفوا قال قلت جعلت فداك و ما معنى قوله ذكر ربه قال الجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

 بيان الظاهر المراد بقرين الإمام الشيطان الذي وكله به و يحتمل الملك لكنه بعيد و قال الفيروزآبادي اكتسع الفحل خطر و ضرب فخذيه بذنبه و الكلب بذنبه استثفر و قال الجزري فلما تكسعوا فيها أي تأخروا عن جوابها و لم يردوه انتهى

4-  الذكرى، قال ابن أبي عقيل تواترت الأخبار عنهم ع أن لا تقية في الجهر بالبسملة

    -5  الخصال، عن أحمد بن محمد بن الهيثم و أحمد بن الحسن و محمد بن أحمد و الحسين بن إبراهيم و عبد الله بن محمد و علي بن عبد الله الوراق عن أحمد بن يحيى بن زكريا عن بكر بن عبد الله بن حبيب عن تميم بن بهلول عن أبي معاوية عن الأعمش عن الصادق ع قال الإجهار ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في الصلاة واجب

6-  العيون، عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان عن الرضا ع فيما كتب للمأمون قال الإجهار ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في جميع الصلوات سنة

 توضيح المشهور بين الأصحاب استحباب الجهر بالبسملة في مواضع الإخفات للإمام و المنفرد في الأوليين و الأخريين و نقل السيد و ابن إدريس عن بعض الأصحاب القول باختصاص ذلك بالإمام دون غيره و هو المنقول عن ابن الجنيد و خصه ابن إدريس بالأوليين بل قال بعدم جواز الجهر بها في الأخيرتين و نقل الإجماع على جواز الإخفات بها فيهما و أوجب أبو الصلاح الجهر بها في أوليي الظهر و العصر في ابتداء الحمد و السورة التي تليها و أوجب ابن البراج الجهر بها فيما يخافت فيه و أطلق و الظاهر رجحان الجهر في الجميع للإمام و المنفرد و الاستحباب أقوى و عدم الترك أحوط لإطلاق الوجوب في بعض الأخبار. و أما ترك التقية فيها فهو خلاف المشهور و الأخبار التي وصلت إلينا لا تدل على ذلك إلا ما سيأتي برواية صاحب الدعائم و يشكل تخصيص عمومات التقية بأمثال ذلك

7-  المصباح، للشيخ قال روي عن أبي محمد العسكري ع أنه قال علامات المؤمن خمس صلاة الإحدى و الخمسين و زيارة الأربعين و التختم باليمين و تعفير   الجبين و الجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

8-  فقه الرضا، قال ع أسمع القراءة و التسبيح أذنيك فيما لا تجهر فيه من الصلوات بالقراءة و هي الظهر و العصر و ارفع فوق ذلك فيما تجهر فيه بالقراءة قال و سألت العالم ع عن القنوت يوم الجمعة إذا صليت وحدي أربعا فقال نعم في الركعة الثانية خلف القراءة فقلت أجهر فيها بالقراءة قال نعم

9-  الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن الصادق عن أبيه عن جده ع قال قال أمير المؤمنين ع إذا صليت فأسمع نفسك القراءة و التكبير و التسبيح

10-  العياشي، عن زرارة عن أحدهما ع قال لا يكتب الملك إلا ما أسمع نفسه و قال الله وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِيفَةً قال لا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس العبد لعظمته إلا الله

 و منه عن إبراهيم بن عبد الحميد يرفعه قال قال رسول الله ص وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً يعني مستكينا وَ خِيفَةً يعني خوفا من عذابه وَ دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ يعني دون الجهر من القراءة بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ يعني بالغداة و العشي

 بيان لعل الذكر النفساني في الخبرين محمول على غير قراءة الصلاة

    -11  قرب الإسناد، عن عبد الله بن الحسن عن جده علي بن جعفر عن أخيه ع قال سألته عن رجل صلى العيدين وحده و الجمعة هل يجهر فيهما بالقراءة قال لا يجهر إلا الإمام قال و سألته عن الرجل يصلي الفريضة ما يجهر فيه بالقراءة هل عليه أن يجهر قال إن شاء جهر و إن شاء لم يفعل

 بيان هذا الخبر صريح في الاستحباب و حمله الشيخ على التقية و قال المحقق في المعتبر و هو تحكم من الشيخ ره فإن بعض الأصحاب لا يرى وجوب الجهر بل يستحبه مؤكدا انتهى و حمله بعضهم على الجهر العالي و هو بعيد.

 و روى الصدوق ره في الصحيح عن زرارة عن أبي جعفر ع في رجل جهر فيما لا ينبغي الجهر فيه أو أخفى فيما لا ينبغي الإخفات فيه فقال أي ذلك فعل متعمدا فقد نقض صلاته و عليه الإعادة و إن فعل ذلك ناسيا أو ساهيا أو لا يدري فلا شي‏ء عليه و قد تمت صلاته

و هذا مستند الوجوب و في بعض النسخ نقص بالمهملة فهو أيضا يؤيد الاستحباب و في بعضها بالمعجمة فيمكن حمله على تأكد الاستحباب و كذا الأمر بالإعادة و المسألة في غاية الإشكال و لا يترك الاحتياط فيها

12-  العلل، عن حمزة بن محمد العلوي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن محمد بن أبي حمزة قال سألت أبا عبد الله ع لأي علة يجهر في صلاة الفجر و صلاة المغرب و صلاة العشاء الآخرة و سائر الصلوات مثل الظهر و العصر لا يجهر فيها فقال لأن النبي ص لما أسري   به إلى السماء كان أول صلاة فرض الله عليه صلاة الظهر يوم الجمعة فأضاف الله إليه الملائكة يصلون خلفه فأمر نبيه ص أن يجهر بالقراءة ليتبين لهم فضله ثم فرض عليه العصر و لم يضف إليه أحدا من الملائكة فأمره أن يخفي القراءة لأنه لم يكن وراءه أحد ثم فرض عليه المغرب و أضاف إليه الملائكة فأمره بالإجهار و كذلك العشاء الآخرة فلما كان قرب الفجر نزل ففرض الله عليه الفجر و أمره بالإجهار ليبين للناس فضله كما بين للملائكة فلهذه العلة يجهر فيها

 كتاب العلل، لمحمد بن علي بن إبراهيم بإسناده عن محمد بن حمران عنه ع مثله بيان في علل محمد بن علي بن إبراهيم و في الفقيه هكذا لأي علة يجهر في صلاة الجمعة و صلاة المغرب و صلاة العشاء الآخرة و صلاة الغداة و هو الصواب كما يدل عليه الجواب و لعل المراد بالظهر صلاة الجمعة أو الأعم منه و من الظهر ليكون مطابقا للسؤال

13-  العلل، عن أبيه عن عبد الله بن جعفر عن علي بن بشار عن موسى ع أنه سأل أخاه علي بن محمد ع فيما سأل عنه يحيى بن أكثم عن صلاة الفجر لم يجهر فيها بالقراءة و هي من صلوات النهار و إنما يجهر في صلاة الليل قال لأن النبي ص كان يغلس بها لقربها من الليل

14-  مجالس الصدوق، و الخصال، عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن علي بن الحسين البرقي عن عبد الله بن جبلة عن معاوية بن عمار عن الحسن بن عبد الله عن أبيه عن جده الحسن بن علي ع قال جاء نفر من اليهود إلى رسول الله ص فسألوه عن مسائل فكان فيما سألوه أن قالوا لم يجهر في ثلاث صلوات قال لأنه يتباعد منه لهب النار مقدار   ما يبلغه صوته و يجوز على الصراط و يعطى السرور حتى يدخل الجنة

15-  العيون، عن تميم بن عبد الله القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن رجاء بن أبي الضحاك أن الرضا ع في طريق خراسان كان يجهر بالقراءة في المغرب و العشاء الآخرة و صلاة الليل و الشفع و الوتر و يخفي القراءة في الظهر و العصر و كان يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في جميع صلواته بالليل و النهار

16-  قرب الإسناد، عن عبد الصمد بن محمد و محمد بن عبد الحميد عن حنان بن سدير قال صليت خلف أبي عبد الله ع فتعوذ بإجهار ثم جهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

17-  مجالس ابن الشيخ، عن أبيه عن أبي عمر بن مهدي عن ابن عقدة عن الحسن بن علي بن عفان عن أبي حفص الصائغ قال صليت خلف جعفر بن محمد بن علي ع فجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

18-  العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن خالد عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم أنه سأل أبا عبد الله ع عن الرجل يقوم آخر الليل فيرفع صوته بالقرآن فقال ينبغي للرجل إذا صلى بالليل أن يسمع أهله لكي يقوم قائم و يتحرك المتحرك

19-  كنز الكراجكي، بإسناده عن رجاله مرفوعا إلى أبي عبد الله ع قال إذا كان يوم القيامة يقبل قوم على نجائب من نور ينادون بأعلى أصواتهم الْحَمْدُ لِلَّهِ   الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ قال فتقول الخلائق هذه زمرة الأنبياء فإذا النداء من قبل الله عز و جل هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب فهم صفوتي من عبادي و خيرتي من بريتي فتقول الخلائق إلهنا و سيدنا بما نالوا هذه الدرجة فإذا النداء من الله بتختمهم في اليمين و صلاتهم إحدى و خمسين و إطعامهم المسكين و تعفيرهم الجبين و جهرهم ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

 أعلام الدين، للديلمي من كتاب الحسين بن سعيد عن صفوان بإسناده عن أبي عبد الله ع مثله

20-  تأويل الآيات الباهرة، نقلا من تفسير محمد بن العباس بن ماهيار عن محمد بن وهبان عن محمد بن علي بن رجيم عن العباس بن محمد عن أبيه عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني عن أبيه عن أبي بصير قال سأل جابر الجعفي أبا عبد الله ع عن تفسير قوله تعالى وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ فقال ع إن الله سبحانه لما خلق إبراهيم كشف له عن بصره فنظر فرأى نورا إلى جنب العرش فقال إلهي ما هذا النور فقيل له هذا نور محمد ص صفوتي من خلقي و رأى نورا إلى جنبه فقال إلهي و ما هذا النور فقيل له هذا نور علي بن أبي طالب ع ناصر ديني و رأى إلى جنبهم ثلاثة أنوار فقال إلهي و ما هذه الأنوار فقيل له هذا نور فاطمة فطمت محبيها من النار و نور ولديها الحسن و الحسين فقال إلهي و أرى تسعة أنوار قد حفوا بهم قيل يا إبراهيم هؤلاء الأئمة من ولد علي و فاطمة فقال إلهي و سيدي أرى أنوارا قد أحدقوا بهم لا يحصي عددهم إلا أنت قيل يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقال إبراهيم و بم تعرف شيعتهم قال بصلاة الإحدى و الخمسين و الجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و القنوت قبل الركوع و التختم في اليمين فعند ذلك قال إبراهيم اللهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين قال فأخبر الله تعالى في كتابه فقال وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ   لَإِبْراهِيمَ

21-  كتاب المحتضر، للشيخ حسن بن سليمان من كتاب السيد حسن بن كبش بإسناده عن الصادق ع قال إذا كان يوم القيامة تقبل أقوام على نجائب من نور ينادون بأعلى أصواتهم الحمد لله الذي أنجزنا وعده الحمد لله الذي أورثنا أرضه نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حيث شئنا قال فتقول الخلائق هذه زمرة الأنبياء فإذا النداء من عند الله عز و جل هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب و هو صفوتي من عبادي و خيرتي فتقول الخلائق إلهنا و سيدنا بما نالوا هذه الدرجة فإذا النداء من قبل الله عز و جل نالوها بتختمهم في اليمين و صلاتهم إحدى و خمسين و إطعامهم المسكين و تعفيرهم الجبين و جهرهم في الصلاة ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

22-  دعائم الإسلام، روينا عن رسول الله ص و عن علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد ع أنهم كانوا يجهرون ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فيما يجهر فيه بالقراءة من الصلوات في أول فاتحة الكتاب و أول السورة في كل ركعة و يخافتون بها فيما يخافت فيه من السورتين جميعا قال الحسن بن علي ع اجتمعنا ولد فاطمة على ذلك و قال جعفر بن محمد ع التقية ديني و دين آبائي و لا تقية في ثلاث شرب المسكر و المسح على الخفين و ترك الجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

 بيان الإخفات بالبسملة في الإخفاتية محمول على التقية قال في التذكرة يجب الجهر بالبسملة في مواضع الجهر و يستحب في مواضع الإخفات في أول الحمد و أول السورة عند علمائنا و قال الشافعي يستحب الجهر بها قبل الحمد و قبل السورة في الجهرية و الإخفاتية و به قال عمرو بن زبير و ابن عباس و ابن عمر و أبو هريرة و عطا و طاوس و ابن جبير و مجاهد و قال الثوري و الأوزاعي و أبو حنيفة و أحمد و أبو عبيد لا يجهر بها بحال و قال النخعي الجهر بها بدعة و قال مالك المستحب أن لا يقرأ بها و قال ابن أبي ليلى و الحكم و إسحاق إن جهر فحسن و إن   أخفت فحسن

23-  السرائر، نقلا من كتاب النوادر لمحمد بن علي بن محبوب عن العباس عن حماد بن عيسى عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع الرجل لا يرى أنه صنع شيئا في الدعاء في القراءة حتى يرفع صوته فقال لا بأس إن علي بن الحسين ع كان أحسن الناس صوتا بالقرآن و كان يرفع صوته حتى يسمع أهل الدار و إن أبا جعفر ع كان أحسن صوتا بالقرآن و كان إذا قام من الليل و قرأ صوته فيمر به مار الطريق من السقاءين و غيرهم فيقومون فيستمعون إلى قراءته

 بيان يدل على جواز الجهر في القراءة و الأذكار مطلقا بل استحبابه و حمل على الجهرية و نوافل الليل و يحمل حسن الصوت على ما إذا لم يصل إلى حد الغناء بأن يكون جوهر الصوت حسنا أو يضم إليه تحزين صوت لا يظهر فيه الترجيع

24-  العياشي، عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و يرفع صوته بها فإذا سمعها المشركون ولوا مدبرين فأنزل الله وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً

25-  تفسير علي بن إبراهيم، بأسانيد جمة عن ابن أذينة قال قال أبو عبد الله ع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أحق ما جهر بها و هي الآية التي قال الله عز و جل وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً

 و منه في قوله تعالى وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ الآية قال كان رسول الله ص إذا تهجد بالقرآن تسمع قريش لحسن قراءته و كان إذا قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فروا عنه

    -26  قرب الإسناد، بسنده عن علي بن جعفر عن أخيه ع قال سألته عن المرأة تؤم النساء ما حد رفع صوتها بالقراءة قال بقدر ما تسمع قال و سألته عن النساء هل عليهن جهر بالقراءة قال لا إلا أن تكون امرأة تؤم النساء فتجهر بقدر ما تسمع قراءتها قال و سألته عن الرجل هل يصلح له أن يجهر بالتشهد و القول في الركوع و السجود و القنوت قال إن شاء جهر و إن شاء لم يجهر

 بيان يدل على عدم وجوب الجهر على النساء و نقل عليه الفاضلان و الشهيدان إجماع العلماء لكن لا بد من إسماع نفسها كما دلت عليه الرواية و لو جهرت و لم يسمعها الأجنبي فالظاهر الجواز و لو سمعها الأجنبي فالمشهور بين المتأخرين بطلانها بناء على أن صوت الأجنبي عورة و هو في محل المنع و إن كان مشهورا إذ لم يقم عليه دليل. ثم الظاهر من كلام الأكثر وجوب الإخفات عليها في موضعه و ربما أشعر بعض عباراتهم بثبوت التخيير لها مطلقا و قال الفاضل الأردبيلي قدس سره لا دليل على وجوب الإخفات على المرأة في الإخفاتية و هو كذلك إلا أن الأحوط موافقة المشهور و يدل الخبر على جهرها إذا كانت إماما و لعله على الاستحباب

27-  العيون، و العلل، عبد الواحد بن محمد بن عبدوس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان فيما رواه عن الرضا ع من العلل قال فإن قال لم جعل الجهر في بعض الصلوات و لم يجعل في بعض قيل لأن الصلوات التي لا يجهر فيها إنما هي صلوات تصلى في أوقات مظلمة فوجب أن يجهر فيهما لأن يمر المار فيعلم أن هاهنا جماعة فإن أراد أن يصلي صلى و لأنه إن لم ير جماعة تصلي سمع و علم ذلك من جهة السماع و الصلاتان اللتان لا يجهر فيهما فإنهما بالنهار و في أوقات مضيئة فهي تدرك من جهة الرؤية فلا يحتاج فيها إلى السماع

    -28  كتاب الروضة، و فضائل بن شاذان، بإسنادهما إلى عبد الله بن أبي أوفى عن النبي ص أنه قال لما خلق الله إبراهيم الخليل كشف الله عن بصره فنظر إلى جانب العرش فرأى أنوار النبي ص و الأئمة ع فقال إلهي و سيدي أرى عدة أنوار حولهم لا يحصي عدتهم إلا أنت قال يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم و محبوهم قال إلهي و بما يعرف شيعتهم و محبوهم قال بصلاة الإحدى و الخمسين و الجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و القنوت قبل الركوع و سجدة الشكر و التختم باليمين

 أقول تمامه في باب نص الله على الأئمة ع

29-  تفسير فرات بن إبراهيم، عن يحيى بن زياد رفعه عن عمرو بن شمر قال سألت جعفر بن محمد ع إني أؤم قومي فأجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال نعم حق فاجهر بها قد جهر بها رسول الله ص ثم قال إن رسول الله ص كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن فإذا قام من الليل يصلي جاء أبو جهل و المشركون يستمعون قراءته فإذا قال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وضعوا أصابعهم في آذانهم و هربوا فإذا فرغ من ذلك جاءوا فاستمعوا و كان أبو جهل يقول إن ابن أبي كبشة ليردد اسم ربه إنه ليحبه فقال جعفر صدق و إن كان كذوبا قال فأنزل الله وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً و هو بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ