باب 2- حفظ الأخوة و رعاية أوداء الأب

1-  نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر ع عن آبائه قال قال رسول الله ص لا تقطع أوداء أبيك فيطفأ نورك

 و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص ثلاث يطفين نور العبد من قطع أوداء أبيه و غير شيبته و رفع بصره في الحجرات من غير أن يؤذن له

2-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع مودة الآباء قرابة بين الأبناء

3-  كنز الكراجكي، قال أمير المؤمنين ع من كرم المرء بكاؤه على ما مضى من زمانه و حنينه إلى أوطانه و حفظه قديم إخوانه

 و روي أن داود ع قال لابنه سليمان يا بني لا تستبدلن بأخ قديم أخا مستفادا ما استقام لك و لا تستقلن أن يكون لك عدو واحد و لا تستكثرن أن يكون لك ألف صديق

4-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله ع إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ بنو أب و أم و إذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له الآخرون

 كتاب المؤمن، للحسين بن سعيد مرسلا عنه ع مثله

 تبيان إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ كما قال تعالى في كتابه العزيز أي إخوة في الدين أو ينبغي أن يكونوا بمنزلة الإخوة في التراحم و التعاطف ثم أكد   ع ذلك بقوله بنو أب و أم أي ينبغي أن يكونوا كهذا النوع من الأخوة أو نفي لهذا المعنى و بيان أن أخوتهم متأصلة بمنزلة الحقيقة لاشتراكهم في طينة الجنة و الروح المختارة المنسوبة إلى الرب الأعلى كما سيأتي أو المراد بالأب روح الله الذي نفخ منه في طينة المؤمن و بالأم الماء العذب و التربة الطيبة كما مر في أبواب الطينة لا آدم و حواء كما يتبادر إلى بعض الأذهان لعدم اختصاص الانتساب إليهما بالإيمان إلا أن يقال تباين العقائد صار مانعا من تأثير تلك الأخوة لكنه بعيد. و قد مر وجه آخر و هو اتحاد آبائهم الحقيقية الذين أحيوهم بالإيمان و العلم أو أن النبي ص أبوهم و خديجة أمهم بمقتضى الآية المتقدمة و إخراج غير المؤمنين لأنهم عقوا والديهم بترك ولاية أئمة الحق فهم خرجوا عن حكم الأولاد و انقطعت الأخوة بينهم كما أن المنافقات من أزواج النبي ص خرجن بذلك عن كونهم أمهات المؤمنين كما طلق أمير المؤمنين ع عائشة يوم البصرة ليظهر للناس خروجها عن هذا الحكم على بعض الوجوه و إن بقي تحريم نكاحها على المسلمين. و ضرب العرق حركته بقوة و المراد هنا المبالغة في قلة الأذى و تعديته هنا بعلى لتضمين معنى الغلبة كما في قوله تعالى فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ في النهاية ضرب العرق ضربا و ضربانا إذا تحرك بقوة و في القاموس سهر كفرح لم ينم ليلا انتهى و المعنى أن الناس كثيرا ما يذهب عنهم النوم في بعض الليالي من غير سبب ظاهر فهذا من وجع عرض لبعض إخوانهم و يحتمل أن يكون السهر كناية عن الحزن للزومه له غالبا

5-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان عن جابر الجعفي قال تقبضت بين يدي أبي جعفر ع فقلت جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي و صديقي فقال نعم يا جابر إن الله عز و جل خلق المؤمنين من طينة الجنان و أجرى فيهم   من ريح روحه فلذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه و أمه فإذا أصاب روحا من تلك الأرواح في بلد من البلدان حزن حزنت هذه لأنها منها

6-  كتاب المؤمن، بإسناده عن جابر عن أبي جعفر ع قال تنفست بين يديه ثم قلت يا ابن رسول الله هم يصيبني و ساق نحو ما مر إلى قوله صديقي فقال نعم يا جابر فقلت فمم ذلك يا ابن رسول الله قال ع و ما تصنع به قلت أحب أن أعلمه قال ع يا جابر إن الله عز و جل إلى آخر الخبر

 تبيين تقبضت التقبض ظهور أثر الحزن ضد الانبساط في القاموس انقبض انضم و ضد انبسط و تقبض عنه اشمأز و في المحاسن تنفست أي تأوهت و حزنت من باب علم أو على بناء المجهول من باب نصر فإنه متعد حينئذ و صديقي عطف على أهلي و ريح روحه أي من نسيم روحه الذي نفخه في الأنبياء و الأوصياء ع كما قال وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي أو من رحمة ذاته

 كما قال الصادق ع و الله شيعتنا من نور الله خلقوا و إليه يعودون

أو الإضافة بيانية شبه الروح بالريح لسريانه في البدن كما أن نسبة النفخ إليه لذلك أي من الروح الذي هو كالريح و اجتباه و اختاره

 و قد روي عن الباقر ع في تفسير قوله تعالى وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي كيف هذا النفخ فقال إن الروح متحرك كالريح و إنما سمي روحا لأنه اشتق اسمه من الريح و إنما أخرجه على لفظة الروح لأن الروح مجانس للريح و إنما أضافه إلى نفسه لأنه اصطفاه على سائر الأرواح كما اصطفى بيتا من البيوت فقال بيتي و قال لرسول من الرسل خليلي و أشباه ذلك و كل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر

و يمكن أن يقرأ بفتح الراء أي من نسيم رحمته كما ورد في خبر آخر و أجرى فيهم من روح رحمته   لأبيه و أمه الظاهر تشبيه الطينة بالأم و الروح بالأب و يحتمل العكس لا يقال على هذا الوجه يلزم أن يكون المؤمن محزونا دائما لأنا نقول يحتمل أن يكون للتأثر شرائط أخرى تفقد في بعض الأحيان كارتباط هذا الروح ببعض الأرواح أكثر من بعض كما ورد الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف. و يحتمل أن يكون الحزن الدائم للمؤمن أحد أسبابه ذلك كما أن تذكر الأخوة أيضا سبب له لكن شدته في بعض الأحيان بحيث يتبين له ذلك بحزن الأرواح المناسبة له أو بحزن الأرواح الشريفة العالية المؤثرة في العوالم لا سيما في أرواح الشيعة و قلوبهم و أبدانهم

 كما روى الصدوق في معاني الأخبار بإسناده إلى أبي بصير قال دخلت على أبي عبد الله ع و معي رجل من أصحابنا فقلت له جعلت فداك يا ابن رسول الله إني لأغتم و أحزن من غير أن أعرف لذلك سببا فقال ع إن ذلك الحزن و الفرح يصل إليكم منا لأنا إذا دخل علينا حزن أو سرور كان ذلك داخلا عليكم لأنا و إياكم من نور الله عز و جل فجعلنا و طينتنا و طينتكم واحدة و لو تركت طينتكم كما أخذت لكنا و أنتم سواء و لكن مزجت طينتكم بطينة أعدائكم فلو لا ذلك ما أذنبتم ذنبا أبدا قال قلت جعلت فداك فتعود طينتنا و نورنا كما بدا فقال إي و الله يا عبد الله أخبرني عن هذا الشعاع الزاهر من القرص إذا طلع أ هو متصل به أو بائن منه فقلت له جعلت فداك بل هو بائن منه فقال أ فليس إذا غابت الشمس و سقط القرص عاد إليه فاتصل به كما بدا منه فقلت له نعم فقال كذلك و الله شيعتنا من نور الله خلقوا و إليه يعودون و الله إنكم لملحقون بنا يوم القيامة و إنا لنشفع و نشفع و و الله إنكم لتشفعون فتشفعون و ما من رجل منكم إلا و سترفع له نار عن شماله و جنة عن يمينه فيدخل أحباءه الجنة و أعداءه النار

فتأمل و تدبر في هذا الحديث فإن فيه أسرارا غريبة

    -7  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبي عبد الله ع قال المؤمن أخو المؤمن عينه و دليله لا يخونه و لا يظلمه و لا يغشه و لا يعده عدة فيخلفه

 بيان عينه أي جاسوسه يدله على المعائب أو بمنزلة عينه الباصرة يدله على مكارمه و معايبه و هو أحد معاني قول النبي ص المؤمن مرآة المؤمن و قيل ذاته مبالغة أو بمنزلة عينه في العزة و الكرم و لا يخفى عدم مناسبته لسائر الفقرات فتفطن. و دليله أي إلى الخيرات الدنيوية و الأخروية لا يخونه في مال و لا سر و لا عرض و لا يظلمه في نفسه و ماله و أهله و سائر حقوقه و لا يغشه في النصيحة و المشورة و حفظ الغيب و الإرشاد إلى مصالحه و لا يعده عدة فيخلفه يدل على أنه مناف للأخوة الكاملة لا على الحرمة إلا إذا كان النفي بمعنى النهي و فيه أيضا كلام و بالجملة النفي في جميع الفقرات يحتمل أن يكون بمعنى النهي و أن يكون بمعناه فيدل على أنه لو أتى بالمنفي لم يتصف بالأخوة و كمال الإيمان

8-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى و عن العدة عن سهل جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إن اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في سائر جسده و أرواحهما من روح واحدة و إن روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها

 كتاب المؤمن، للحسين بن سعيد بإسناده عنه ع مثله إلا أن فيه وجد ذلك في سائر جسده لأن أرواحهم من روح الله عز و جل و إن روح المؤمن إلى آخر الخبر

 تبيان كالجسد الواحد كأنه ع ترقى عن الأخوة إلى الاتحاد أو بين   أن أخوتهم ليست مثل سائر الأخوات بل هم بمنزلة أعضاء جسد واحد تعلق بها روح واحدة فكما أنه يتألم عضو واحد يتألم و يتعطل سائر الأعضاء فكذا يتألم واحد من المؤمنين يحزن و يتألم سائرهم كما مر فقوله كالجسد الواحد تقديره كعضوي الجسد الواحد و قوله إن اشتكى الظاهر أنه بيان للمشبه به و الضمير المستتر فيه و في وجد راجعان إلى المرء أو الإنسان أو الروح الذي يدل عليه الجسد و ضمير منه راجع إلى الجسد و الضمير في أرواحهما راجع إلى شيئا و سائر الجسد و الجمعية باعتبار جمعية السائر أو من إطلاق الجمع على التثنية مجازا. و في كتاب الإختصاص للمفيد و إن روحهما من روح الله و هو أظهر و المراد بالروح الواحدة إن كان الروح الحيوانية فمن للتبعيض و إن كان النفس الناطقة فمن للتعليل فإن روحهما الروح الحيوانية هذا إذا كان قوله و أرواحهما من تتمة بيان المشبه به و يحتمل تعلقه بالمشبه فالضمير راجع إلى الأخوين المذكورين في أول الخبر و الغرض إما بيان شدة اتصال الروحين كأنهما روح واحدة أو أن روحيهما من روح واحدة هي روح الإمام و هي نور الله كما مر في الخبر السابق عن أبي بصير الذي هو كالشرح لهذا الخبر و يحتمل أن يكون إن اشتكى أيضا من بيان المشبه لإيضاح وجه الشبه و المراد بروح الله أيضا روح الإمام الذي اختارها الله كما مر في قوله وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي. و يحتمل أن يكون المراد بروح الله ذات الله سبحانه إشارة إلى شدة ارتباط المقربين بجناب الحق تعالى حيث لا يغفلون عن ربهم ساعة و يفيض عليهم منه سبحانه العلم و الكمالات و الهدايات و الإفاضات آنا فآنا و ساعة فساعة

 كما سيأتي في الحديث القدسي فإذا أحببته كنت سمعه و بصره و رجله و يده و لسانه

و سنوضح ذلك   بحسب فهمنا هناك إن شاء الله تعالى و أعرضنا عما أورده بعضهم هاهنا من تزيين العبارات التي ليس تحتها معنى محصل

9-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل عن ابن أبي نجران عن مثنى الحناط عن الحارث بن المغيرة قال قال أبو عبد الله ع المسلم أخو المسلم و هو عينه و مرآته و دليله لا يخونه و لا يظلمه و لا يخدعه و لا يكذبه و لا يغتابه

 تبيين مرآته أي يبين محاسنه ليركبها و مساويه ليجتنبها كما هو شأن المرآة أو ينظر إلى ما فيه من المعايب فيتركها فإن الإنسان في غفلة من عيوب نفسه و كذا المحاسن

 و قد روي عن النبي ص المؤمن مرآة المؤمن

و يجري فيه الوجهان المتقدمان. قال الراوندي في ضوء الشهاب المرآة الآلة التي ترى فيها صورة الأشياء و هي مفعلة من الرؤية و المعنى أن المؤمن يحكي لأخيه المؤمن جميع ما يراه فيه فإن كان حسنا زينه له ليزداد منه و إن كان قبيحا نبهه عليه لينتهي عنه انتهى. و أقول قد ذهب بعض الصوفية إلى أن المؤمن الثاني هو الله تعالى أي المؤمن مظهر لصفاته الكمالية تعالى شأنه كما ينطبع في المرآة صورة الشخص و الحديث يدل على أنه ليس بمراد من الخبر النبوي ص و قيل المراد أن كلا من المؤمنين مظهر لصفات الآخر لأن في كل منهما صفات الآخر مثل الإيمان و أركانه و لواحقه و آثاره و الأخلاق و الآداب و لا يخفى بعده. و لا يكذبه على بناء المجرد أي لا يقول له كذبا أو على بناء التفعيل أي لا ينسب الكذب إليه فيما يخبره و لا يستلزم ذلك الاعتماد عليه في كل ما يقوله   و إن كان يشعر بذلك كما ورد في خبر آخر مستدلا عليه بقوله تعالى وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ و الظاهر أن المراد بالمسلم هنا المؤمن إيذانا بأن غير المؤمن ليس بمسلم حقيقة

10-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري قال كنت عند أبي عبد الله ع و دخل عليه رجل فقال لي تحبه فقلت نعم فقال لي و لم لا تحبه و هو أخوك و شريكك في دينك و عونك على عدوك و رزقه على غيرك

 بيان لم لا تحبه ترغيب في زيادة المحبة و إدامتها و لغيره أيضا بذكر أسبابها و عدم المانع منها أخوك أي سماه الله أخا لك أو مخلوق من روحك و طينتك و يحتمل أن يكون قوله و شريكك في دينك تفسيرا للأخوة أو يكون في دينك متعلقا بهما على التنازع على عدوك من الجن و الإنس أو الأخير فقط أو الأعم منهما و من النفس الأمارة بالسوء.

 كما روي أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك

11-  كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن الحسين بن الحسن عن محمد بن أورمة عن بعض أصحابه عن محمد بن الحسين عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول المؤمن أخو المؤمن لأبيه و أمه لأن الله عز و جل خلق المؤمنين من طينة الجنان و أجرى في روحهم من ريح الجنة فلذلك هم إخوة لأب و أم

 المؤمن، بإسناده عنه ع مثله و فيه في صورهم من ريح الجنان

 إيضاح من ريح الجنة أي من الروح المأخوذة من الجنة أو المنسوبة إليها لأن مصيرها لاقتضائها العقائد أو الأعمال الحسنة إليها و قد مر مضمونه

12-  كا، ]الكافي[ ابن عيسى عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن رجل عن جميل عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول المؤمن خدم بعضهم لبعضهم قلت و كيف يكونون   خدما بعضهم لبعض قال يفيد بعضهم بعضا الحديث

 بيان الحديث أي إلى تمام الحديث إشارة إلى أنه لم يذكر تمام الخبر و فهم أكثر من نظر فيه أن الحديث مفعول يفيد فيكون حثا على رواية الحديث و هو بعيد و قال بعضهم يحتمل أن يكون المراد به الخبر و أن يكون أمرا في صورة الخبر و المعنى أن الإيمان يقتضي التعاون بأن يخدم بعض المؤمنين بعضا في أمورهم هذا يكتب لهذا و هذا يشتري لهذا و هذا يبيع لهذا إلى غير ذلك بشرط أن يكون بقصد التقرب إلى الله و لرعاية الإيمان و أما إذا كان يجر منفعة دنيوية إلى نفسه فليس من خدمة المؤمن في شي‏ء بل هو خدمة لنفسه

13-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه و محمد بن يحيى عن ابن عيسى جميعا عن ابن أبي عمير عن إسماعيل البصري عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن نفرا من المسلمين خرجوا إلى سفر لهم فضلوا الطريق فأصابهم عطش شديد فتكفنوا و لزموا أصول الشجر فجاءهم شيخ عليه ثياب بياض فقال قوموا فلا بأس عليكم فهذا الماء فقاموا و شربوا و ارتووا فقالوا من أنت يرحمك الله فقال أنا من الجن الذين بايعوا رسول الله ص إني سمعت رسول الله ص يقول المؤمن أخو المؤمن عينه و دليله فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي

 بيان فتكفنوا أي سلموا أنفسهم إلى الموت و قطعوا به فلبسوا أكفانهم أو ضموا ثيابهم على أنفسهم بمنزلة الكفن و في القاموس هم مكفنون ليس لهم ملح و لا لبن و لا إدام و في بعض النسخ فتكنفوا بتقديم النون على الفاء أي اتخذ كل منهم كنفا و ناحية و تفرقوا من الكنف بالتحريك و هو الناحية و الجانب أو اجتمعوا و أحاط بعضهم ببعض قال في النهاية في حديث الدعاء مضوا على شاكلتهم مكانفين أي يكنف بعضهم بعضا و فيه فاكتنفته أنا و صاحبي أي أحطنا به من جانبيه و في القاموس كنفه صانه و حفظه و حاطه و أعانه كأكنفه و التكنيف الإحاطة و اكتنفوا فلانا   أحاطوا به كتكنفوه. قوله أنا من الجن الجن بالكسر جمع الجني و قد ذكر الطبرسي و غيره أن سبعة من جن نصيبين أتوا رسول الله ص و بايعوه و روي أكثر من ذلك و في الصحاح حضرة الرجل قربه و فناؤه و يدل على أن الجن أجسام لطيفة يمكن تشكلهم بشكل الإنس و رؤيتهم لغير الأنبياء و الأوصياء أيضا و يشعر بجواز رواية الحديث عن الجن

14-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله و لا يغتابه و لا يخونه و لا يحرمه قال ربعي فسألني رجل من أصحابنا بالمدينة قال سمعت الفضيل يقول ذلك قال فقلت له نعم فقال إني سمعت أبا عبد الله ع يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يغشه و لا يخذله و لا يغتابه و لا يخونه و لا يحرمه

 إيضاح قال سمعت الفضيل بصيغة الخطاب بتقدير حرف الاستفهام فقال إني سمعت هذا كلام الرجل و احتمال الفضيل كما توهم بعيد و غرض الرجل أن الذي سمعت منه ع أكثر مما سمعه لا سيما على النسخة التي ليس في الأول و لا يغتابه إلخ و لعلهما سمعا في مجلس واحد و لذا استبعده و لا يحرمه أي من عطائه و ربما يقرأ و لا يظلمه على بناء التفعيل أي لا ينسبه إلى الظلم و هو تكلف و في القاموس خذله و عنه خذلا و خذلانا بالكسر ترك نصرته و الظبية و غيرها تخلفت عن صواحبها و انفردت أو تخلفت فلم تلحق و تخاذل القوم تدابروا

15-  كتاب المؤمن، بإسناده عن أحدهما ع أنه قال المؤمن أخو المؤمن كالجسد إذا سقط منه شي‏ء تداعى سائر الجسد

 بيان قال الجوهري تداعت الحيطان للخراب أي تهادمت

16-  المؤمن، بإسناده عن أبي عبد الله ع قال الأرواح جنود مجندة تلتقي فتتشام   كما تتشام الخيل فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف و لو أن مؤمنا جاء إلى مسجد فيه أناس كثير ليس فيهم إلا مؤمن واحد لمالت روحه إلى ذلك المؤمن حتى يجلس إليه

 بيان قد مضى تفسير جنود مجندة في كتاب السماء و العالم و غيره و في القاموس تشاما شم أحدهما الآخر

 و في النهاية في حديث علي ع حين أراد أن يبرز لعمرو بن عبد ود قال أخرج إليه فأشامه قبل اللقاء

أي أختبره و أنظر ما عنده يقال شاممت فلانا إذا قاربته و تعرفت ما عنده بالاختبار و الكشف و هي مفاعلة من الشم كأنك تشم ما عنده و يشم ما عندك لتعملا بمقتضى ذلك

17-  المؤمن، بإسناده عن أبي عبد الله ع قال لا و الله لا يكون المؤمن مؤمنا أبدا حتى يكون لأخيه مثل الجسد إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائر عروقه

18-  المؤمن، بإسناده عن أبي عبد الله ع قال لكل شي‏ء شي‏ء يستريح إليه و إن المؤمن ليستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى شكله

19-  المؤمن، بإسناده عن أبي عبد الله ع قال المؤمنون في تبارهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى تداعى له سائره بالسهر و الحمى