باب 2- نوافل الزوال و تعقيبها و أدعية الزوال

1-  قرب الإسناد، عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي ع أنه كان يقول إذا زالت الشمس عن كبد السماء فمن صلى تلك الساعة أربع ركعات فقد وافق صلاة الأوابين و ذلك بعد نصف النهار

2-  العلل، عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس عن عبد الله بن سنان عن إسحاق عن إسماعيل عن أبي جعفر ع قال أ تدري لم جعل الذراع و الذراعان قلت لا قال حتى لا يكون تطوع في وقت مكتوبة

 أقول قد مضى مثله في باب وقت الظهرين

3-  العيون، عن تميم بن عبد الله القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن رجاء بن أبي الضحاك قال كان الرضا ع في طريق خراسان إذا زالت الشمس جدد وضوءه و قام و صلى ست ركعات يقرأ في الركعة الأولى الحمد و قل يا أيها الكافرون و في الثانية الحمد و قل هو الله أحد و في الأربع في كل ركعة الحمد و قل هو الله أحد و يسلم في كل ركعتين و يقنت فيهما في الثانية قبل الركوع بعد القراءة ثم يؤذن ثم يصلي ركعتين ثم يقيم و يصلي الظهر فإذا سلم سبح الله و حمده و كبره و هلله ما شاء الله ثم سجد سجدة الشكر يقول فيها مائة مرة   شكرا لله

4-  المحاسن، عن ابن فضال عن عنبسة عن هشام عن عبد الكريم بن عمر عن الحكم بن محمد بن القاسم عن عبد الله بن عطاء قال ركبت مع أبي جعفر ع و سار و سرت حتى إذا بلغنا موضعا قلت الصلاة جعلني الله فداك قال هذا أرض وادي النمل لا نصلي فيها حتى إذا بلغنا موضعا آخر قلت له مثل ذلك فقال هذه الأرض مالحة لا نصلي فيها قال حتى نزل هو من قبل نفسه فقال لي صليت أم تصلي سبحتك قلت هذه صلاة يسميها أهل العراق الزوال فقال هؤلاء الذين يصلون هم شيعة علي بن أبي طالب ع و هي صلاة الأوابين فصلى و صليت

 العياشي، عن عبد الله بن عطاء مثله إلى قوله فنزل و نزلت فقال يا ابن عطاء أتيت العراق فرأيت القوم يصلون بين تلك السواري في مسجد الكوفة قال قلت نعم فقال أولئك شيعة أبي علي هذه صلاة الأوابين إن الله يقول فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً

أقول تمام الخبرين في باب آداب الركوب

5-  مجالس المفيد، بإسناده عن أنس قال قال رسول الله ص صل صلاة الزوال فإنها صلاة الأوابين و أكثر من التطوع يحبك الحفظة

    -6  السرائر، نقلا من نوادر أبي نصر البزنطي عن عبد الله بن عجلان قال قال أبو جعفر ع إذا كنت شاكا في الزوال فصل ركعتين فإذا استيقنت أنها قد زالت بدأت بالفريضة

 بيان محمول علي يوم الجمعة كما سيأتي الأخبار فيه

7-  فلاح السائل، وقت الزوال موضع خاص لإجابة الدعاء و الابتهال و روينا بإسنادنا إلى هارون بن موسى التلعكبري بإسناده إلى عبد الله بن حماد الأنصاري عن الصادق ع قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء و أبواب الجنان و قضيت الحوائج العظام فقلت من أي وقت إلى أي وقت فقال مقدار ما يصلي الرجل أربع ركعات مترسلا

 أقول و مما رويناه عن هارون بن موسى عن محمد بن همام عن عبد الله بن العلاء المذاري عن سهل بن زياد الأدمي عن علي بن حسان عن زياد بن النوار عن محمد بن مسلم قال سألت أبا جعفر ع عن ركود الشمس عند الزوال فقال يا محمد ما أصغر جثتك و أعضل مسألتك و إنك لأهل للجواب في حديث طويل حذفناه ثم قال يبلغ شعاعها تخوم العرش فتنادي الملائكة لا إله إلا الله و الله أكبر و سبحان الله و الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً قال فقلت جعلت فداك أحافظ على هذا الكلام عند الزوال قال نعم حافظ عليه كما تحافظ على عينيك فلا تزال الملائكة تسبح الله في ذلك الجو بهذا التسبيح حتى تغيب

    بيان رواه الصدوق في الفقيه بسنده إلى محمد بن مسلم و فيه الدعاء هكذا سبحان الله و لا إله إلا الله و الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة و لا ولدا إلى آخره و في المصباح و البلد الأمين و غيرهما كما في المتن

8-  فلاح السائل، و مما رويناه بإسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي فيما يرويه محمد بن علي بن محبوب و رأيته بخط جدي أبي جعفر الطوسي في كتاب نوادر التصنيف بإسناده عن ابن أذينة عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء و أبواب الجنان و استجيب الدعاء فطوبى لمن رفع له عمل صالح

 و رويناه أيضا بإسنادنا إلى الحسين بن سعيد من كتابه كتاب الصلاة أربعين الشهيد بإسناده إلى الشيخ عن أبي الحسين بن أحمد القمي عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عنه ع مثله

9-  فلاح السائل، و من كتاب جعفر بن مالك عن أبي جعفر ع إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء و هبت الرياح و قضي فيها الحوائج الكبار

 و قال محمد بن مروان سمعت أبا عبد الله ع يقول إذا كانت لك إلى الله حاجة فاطلبها إلى الله في هذه الساعة يعني زوال الشمس و مما يقال عند الزوال من الابتهال ما رويناه عن جدي أبي جعفر الطوسي مما ذكره في المصباح الكبير و هو من أدعية السر اللهم ربنا لك الحمد جملته و تفسيره   كما استحمدت به إلى أهله الذين خلقتهم له و ألهمتهم ذلك الحمد كله اللهم ربنا لك الحمد كما جعلت رضاك عمن بالحمد رضيت عنه ليشكر ما به من نعمتك اللهم ربنا لك الحمد كله كما رضيت به لنفسك و قضيت به على عبادك حمدا مرغوبا فيه عند أهل الخوف منك لمهابتك مرهوبا عند أهل العزة بك لسطوتك و مشكورا عند أهل الإنعام منك لإنعامك سبحانك ربنا متكبرا في منزلة تدهدهت أبصار الناظرين و تحيرت عقولهم عن بلوغ علم جلالها تباركت في العلى و تقدست في الآلاء التي أنت فيها يا أهل الكبرياء و الجود لا إله إلا أنت الكبير المتعال للفناء خلقتنا و أنت الكائن للبقاء فلا تفنى و لا نبقى و أنت العالم بنا و نحن أهل الغرة بك و الغفلة عن شأنك و أنت الذي لا تغفل و لا تأخذك سنة و لا نوم بحقك يا سيدي صل على محمد و آله و أجرني من تحويل ما أنعمت به علي في الدين و الدنيا يا كريم

 روى صاحب الحديث قال النبي ص عن الله تعالى أنه إذا قال العبد ذلك كفيته كل الذي أكفي عبادي الصالحين و صفحت له برضاي عنه و جعلته لي وليا

 بيان رواه الشيخ في المصباح و الكفعمي و ابن الباقي

 و في رواية الكفعمي يا محمد من أحب من أمتك رحمتي و بركتي و رضواني و تعطفي و قبولي و ولايتي و إجابتي فليقل و ذكر الدعاء ثم قال فإنه إذا قال ذلك كفيته كل الذي أكفي عبادي الصالحين الحامدين الشاكرين

و سيأتي بسنده في أدعية السر. و قال الجوهري دهدهت الحجر فتدهده دحرجته فتدحرج و في بعض النسخ   تذبذبت أي تحركت

10-  مصباح الشيخ و غيره، و يستحب أن يقول أيضا لا إله إلا الله و الله أكبر معظما مقدسا موقرا كبيرا و الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً الله أكبر أهل الكبرياء و العظمة و الحمد و المجد و الثناء و التصديق و لا إله إلا الله و الله أكبر لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ الله أكبر لا شريك له في تكبيري إياه بل مخلصا له الدين وجهت وجهي للكبير المتعال رب العالمين و أعوذ بالله العظيم من شر طوارق الجن و وساوسهم و حيلهم و كيدهم و حسدهم و مكرهم و باسمك اللهم لا شريك لك لك العزة و السلطان و الجلال و الإكرام صل على محمد و آل محمد و اهدني سبل الإسلام و أقبل علي بوجهك الكريم و يستحب أيضا أن يقرأ عند الزوال عشر مرات إنا أنزلناه و بعد الثماني الركعات إحدى و عشرين مرة

11-  فلاح السائل، و روى الكليني بإسناده عن مولانا علي ع قال صلاة الزوال صلاة الأوابين

 و روى الحسن بن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال الاستخارة في كل ركعة من الزوال و روينا هذه الرواية بإسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي بإسناده إلى الحسين بن سعيد فيما ذكره في كتاب الصلاة

 و بالإسناد إلى هارون بن موسى عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن عبد الله بن محمد بن عيسى عن أبيه عن أبي داود المسترق عن محسن بن أحمد عن يعقوب بن شعيب قال قال أبو عبد الله ع اقرأ في صلاة الزوال في الركعتين الأوليين   بالإخلاص و سورة الجحد و الثالثة بقل هو الله أحد و آية الكرسي و في الرابعة بقل هو الله أحد و آخر البقرة و في الخامسة بقل هو الله أحد و الآيات التي في آخر آل عمران إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ و في السادسة بقل هو الله أحد و آية السخرة و هي ثلاث آيات من الأعراف إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ و في السابعة بقل هو الله أحد و الآيات التي في الأنعام وَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَ خَلَقَهُمْ و في الثامنة بقل هو الله أحد و آخر الحشر لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ إلى آخرها فإذا فرغت فقل سبع مرات اللهم مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلبي على دينك و دين نبيك و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني و هب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب و أجرني من النار برحمتك

12-  مصباح الشيخ، قال يقرأ بعد التكبيرات الافتتاحية الحمد و سورة مما يختارها من المفصل

 و روي أنه يستحب أن يقرأ في الأولة من نوافل الزوال الحمد و قل هو الله أحد و في الثانية الحمد و قل يا أيها الكافرون و في الباقي ما شاء

 و روي في الثالثة قل هو الله أحد و آية الكرسي و في الرابعة قل هو الله أحد و آخر البقرة و في الخامسة قل هو الله أحد و الآيات التي في آخر آل عمران من قوله تعالى إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إلى قوله إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ و في السادسة قل هو الله أحد و آية السخرة و هي ثلاث آيات من الأعراف إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ إلى قوله قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ و في السابعة قل هو الله أحد و الآيات التي في الأنعام وَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ إلى قوله وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ و في الثامنة قل هو الله أحد و آخر الحشر لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ إلى آخرها

    و روي أنه يستحب أن يقرأ في كل ركعة الحمد و إنا أنزلناه و قل هو الله أحد و آية الكرسي

13-  فلاح السائل، و مما يقال قبل الشروع في نوافل الزوال ما رويناه بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي مما ذكره في مصباحه الكبير و هو اللهم إنك لست بإله استحدثناك و لا برب يبيد ذكرك و لا كان معك شركاء يقضون معك و لا كان قبلك من إله فنعبده و ندعك و لا أعانك على خلقنا أحد فنشك فيك أنت الله الديان فلا شريك لك و أنت الدائم فلا يزول ملكك أنت أول الأولين و آخر الآخرين و ديان يوم الدين يفنى كل شي‏ء و يبقى وجهك الكريم لا إله إلا أنت لم تلد فتكون في العز مشاركا و لم تولد فتكون موروثا هالكا و لم تدركك الأبصار فتقدرك شبحا ماثلا و لم يتعاورك زيادة و لا نقصان و لا توصف بأين و لا كيف و لا ثم و لا مكان و بطنت في خفيات الأمور و ظهرت في العقول بما نرى من خلقك من علامات التدبير أنت الذي سئلت الأنبياء ع عنك فلم تصفك بحد و لا ببعض بل دلت عليك من آياتك بما لا يستطيع المنكرون جحده لأن من كانت السماوات و الأرضون و ما بينهما فطرته فهو الصانع الذي بان عن الخلق فلا شي‏ء كمثله و أشهد أن السماوات و الأرضين و ما بينهما آيات دليلات عليك تؤدي عنك الحجة و تشهد لك بالربوبية موسومات ببرهان قدرتك و معالم تدبيرك فأوصلت إلى قلوب المؤمنين من معرفتك ما آنسها من وحشة الفكر و وسوسة الصدر فهي على اعترافها بك شاهدة بأنك قبل القبل بلا قبل و بعد البعد بلا بعد انقطعت الغايات دونك فسبحانك لا وزير لك سبحانك لا عدل لك سبحانك لا ضد لك سبحانك لا ند لك سبحانك لا تأخذك سنة و لا نوم سبحانك لا تغيرك الأزمان سبحانك لا تنتقل بك الأحوال سبحانك لا يعييك شي‏ء سبحانك لا يفوتك شي‏ء سُبْحانَكَ   إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَغْفِرْ لِي وَ تَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ اللهم صل على محمد و آل محمد عبدك و رسولك و نبيك و صفيك و حبيبك و خاصتك و أمينك على وحيك و خازنك على علمك الهادي إليك بإذنك الصادع بأمرك عن وحيك القائم بحجتك في عبادك الداعي إليك الموالي لأوليائك معك و المعادي أعداءك دونك السالك جدد الرشاد إليك القاصد منهج الحق نحوك اللهم صل عليه و آله أفضل و أكرم و أشرف و أعظم و أطيب و أتم و أعم و أزكى و أنمى و أوفى و أكثر ما صليت على نبي من أنبيائك و رسول من رسلك و بجميع ما صليت على جميع أنبيائك و ملائكتك و رسلك و عبادك الصالحين إنك حميد مجيد اللهم اجعل صلواتي بهم مقبولة و ذنوبي بهم مغفورة و سعيي بهم مشكورا و دعائي بهم مستجابا و رزقي بهم مبسوطا و انظر إلي في هذه الساعة بوجهك الكريم نظرة أستكمل بها الكرامة عندك ثم لا تصرفه عني أبدا برحمتك يا أرحم الراحمين ثم تدخل في نافلة الزوال

 إيضاح يبيد أي يهلك و يضمحل و الديان القهار و الحاكم و المحاسب و المجازي فتكون في العز مشاركا إذ الولد يكون من نوع الوالد و صنفه و رهطه و في الرفعة و العزة شبيهه و مثله فتكون موروثا أي هالكا يرثه غيره و يبقى بعده لحدوث كل مولود و هلاك كل حادث. فتقدرك شبحا ماثلا هذا إشارة إلى امتناع الرؤية إذ فيها يتمثل بحاسة الرائي صورة مماثلة للمرئي و موافقة له في الحقيقة و كيف يكون المتقدر المتمثل موافقا للحقيقة أو مشابها للمنزه عن الحدود و الأقدار و الماثل يكون بمعنى القائم و بمعنى المشابه و التعاور التناوب و لعل المراد بالأين الجهة و بثم المكان فالمكان تأكيد له و في بعض النسخ مكان ثم بم أي ليس له ماهية يقال في جواب ما هو.   بطنت في خفيات الأمور أي اطلع على بواطنها و نفذ علمه فيها أو أنه أخفى من خفيات الأمور لذوي العقول بما نرى على صيغة المتكلم أو الغيبة على بناء المجهول بحد أي بالتحديدات الجسمانية أو الأعم منها و من العقلانية و كذا قوله و لا ببعض نفي للأبعاض الخارجية و العقلية قبل القبل أي قبل كل ما يعرض له القبلية بلا قبل أي ليست قبليته إضافية ليمكن أن يكون قبله شي‏ء أو بلا زمان قبل ليكون الزمان موجودا معه أزلا و الأول في الثاني أظهر بل في الأول. انقطعت الغايات دونك أي كل غاية تفرض أزلا و أبدا فهو منقطع عنده و هو موجود قبله و بعده فلا يمكن أن تفرض له غاية أو هو غاية الغايات كما أنه مبدأ المبادي. الصادع بأمرك أي مظهره و المتكلم به جهارا من غير تقية عن وحيك أي كل ما أمرت به من جهة الوحي أظهره كما قال تعالى فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ الموالي أولياءك معك أي ضم موالاتهم مع موالاتك أو حال كونهم معك و المعادي أعداءك دونك أي عاداهم و لم يعادك أو حال كونهم مباينون منك و قال الجوهري الجدد الأرض الصلب و في المثل من سلك الجدد أمن العثار و قد مر شرح تلك الفقرات مفصلا في كتاب التوحيد

14-  دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمد ع أنه كان يقول في صلاة الزوال يعني السنة قبل صلاة الظهر هي صلاة الأوابين إذا زالت الشمس و هبت الريح فتحت أبواب السماء و قبل الدعاء و قضيت الحوائج العظام

15-  فقه الرضا، قال ع إذا زالت الشمس صل ثماني ركعات منها ركعتان بفاتحة الكتاب و قل هو الله أحد و الثانية بالفاتحة و قل يا أيها الكافرون   و ست ركعات بما أحببت من القرآن

16-  البلد الأمين، من كتاب طريق النجاة لابن الحداد العاملي بإسناده عن أبي جعفر الثاني من قرأ سورة القدر في كل يوم و ليلة ستا و سبعين مرة خلق الله تعالى له ألف ملك يكتبون ثوابها ستة و ثلاثين ألف عام منها إذا زالت الشمس قبل النافلة عشرا و بعد نوافل الزوال إحدى و عشرين إلى آخر الخبر

17-  فقه الرضا، قال ع إذا استقبلت القبلة في صلاة الزوال فقل سبحان الله و بحمده و اقرأ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إلى آخر البقرة و اقرأ يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ فصل اللهم على محمد و آل محمد و اجعل من شأنك قضاء حاجتي و اقض لي في شأنك حاجتي و حاجتي إليك العتق من النار و الإقبال بوجهك الكريم إلي و رضاك عني يا أرحم الراحمين اللهم إني أقدم بين يدي حاجتي إليك محمدا و أهل بيته و أتقرب بهم إليك و أتوجه إليك بهم فاجعلني بهم وجيها عندك في الدنيا و الآخرة و من المقربين و اجعل صلواتي بهم مقبولة و ذنبي بهم مغفورا و دعائي بهم مستجابا إنك أنت الغفور الرحيم ثم تصلي ثمان ركعات و هي صلاة الأوابين افتتح تكبيرة واحدة و قل في تكبيرك في هذه الصلاة الله أكبر تعظيما و تقديسا و تكبيرا و إجلالا و مهابة و تعبدا أهل الكبرياء و العظمة و المجد و الثناء و التقديس و التطهير من الأهل و الولد و لا إله غيره و لا معبود سواه و لا ربا دونه فردا خالقا وترا لم يتخذ صاحبة و لا ولدا ثم تعوذ و تسمي و تقرأ ما تيسر من القرآن و الدعاء الخالص لآل محمد ع اللهم إني أسألك بك و منك و بعبدك الذي جعلته سفيرا بينك و بين خلقك و خلقته من نورك و نفخت فيه من روحك و استودعته فيه من علمك و علمته من كتابك و أمنته على وحيك و استأثرته في علم الغيب لنفسك ثم اتخذته حبيبا و نبيا و   خليلا اللهم بك و به و به و بك إلا جعلتني ممن أتولى مع أوليائه و أتبرأ من أعدائه اللهم كما جعلتني في دولته و كونتني في كرته و أخرجتني في كوره و أظهرتني في دوره و دعوتني إلى ملته و جعلتني من أمته و جنوده فاجعلني من خاصة أوليائه و خواص أحبائه و قربني إليه منزلة و زلفة في أعلى عليين اللهم إني آمنت بك و به و أجبت داعيك ابتغاء لمرضاتك و طلبا لرضوانك و أسلمت مع محمد لله رب العالمين و أقررت بولاية وليك علي وليا و رضيت بالحسن إماما و بالحسين وصيا و بالأئمة علماء اللهم صل عليهم و على ذريتهم الخيرة

 بيان في كرته أي في دولتك التي عادت بظهوره أي في غلبته على الأعادي و كذا في كوره أي في رجوع الأمر إليه أو يكون إشارة إلى بعثه على الأرواح ثم على الأجساد

18-  فلاح السائل، و مصباح الشيخ، مما يقول الإنسان بعد كل تسليمة من نوافل الزوال اللهم إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي و خذ إلى الخير بناصيتي و اجعل الإيمان منتهى رضاي و بارك لي فيما قسمت لي و بلغني برحمتك كل الذي أرجو منك و اجعل لي ودا و سرورا للمؤمنين و عهدا عندك

 بيان خذ إلى الخير بناصيتي أي اصرف قلبي إلى عمل الخيرات و وجهني إلى القيام بوظائف الطاعات كالذي يجذب بشعر مقدم رأسه إلى عمل ففي الكلام استعارة كذا ذكره الشيخ البهائي

19-  فلاح السائل، و مما يقال أيضا في جملة تعقيب كل ركعتين من نوافل الزوال رب صل على محمد و آله و أجرني من السيئات و استعملني عملا بطاعتك و ارفع درجتي برحمتك يا الله يا رب يا رحمان يا رحيم يا حنان يا منان يا ذا   الجلال و الإكرام أسألك رضاك و جنتك و أعوذ بك من نارك و سخطك أستجير بالله من النار ترفع بها صوتك

 ذكر رواية في الدعاء عقيب كل ركعتين من نوافل الزوال قال أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عياش عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن عبد الله بن جعفر الهمداني عن محمد بن الحسن عن نصر بن مزاحم عن أبي خالد عن عبد الله بن الحسن بن الحسن عن أمها فاطمة بنت الحسن عن أبيه الحسن بن علي صلوات الله عليهما قال كان رسول الله ص يدعو بهذا الدعاء بين كل ركعتين من صلاة الزوال الركعتان الأولتان اللهم أنت أكرم مأتي و أكرم مزور و خير من طلبت إليه الحاجات و أجود من أعطى و أرحم من استرحم و أرأف من عفا و أعز من اعتمد عليه اللهم بي إليك فاقة و لي إليك حاجات و لك عندي طلبات من ذنوب أنا بها مرتهن و قد أوقرت ظهري و أوبقتني و إلا ترحمني و تغفر لي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ اللهم إني اعتمدتك فيها تائبا إليك منها فصل على محمد و آله و اغفر لي ذنوبي كلها قديمها و حديثها سرها و علانيتها و خطاها و عمدها صغيرها و كبيرها و كل ذنب أذنبته و أنا مذنبه مغفرة عزما جزما لا تغادر ذنبا واحدا و لا أكتسب بعدها محرما أبدا و اقبل مني اليسير من طاعتك و تجاوز لي عن الكثير من معصيتك يا عظيم إنه لا يغفر العظيم إلا العظيم يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ يا من هو كل يوم في شأن صل على محمد و آله و اجعل لي في شأنك شأن حاجتي و حاجتي هي فكاك رقبتي من النار و الأمان من سخطك و الفوز برضوانك و جنتك و صل   على محمد و آل محمد و امنن بذلك علي و بكل ما فيه صلاحي و أسألك بنورك الساطع في الظلمات أن تصلي على محمد و آل محمد و لا تفرق بيني و بينهم في الدنيا و الآخرة إنك على كل شي‏ء قدير اللهم و اكتب لي عتقا من النار مبتولا و اجعلني من المنيبين إليك التابعين لأمرك المخبتين إليك الذين إذا ذكرت وجلت قلوبهم و المستكملين مناسكهم و الصابرين في البلاء و الشاكرين في الرخاء و المطيعين لأمرك فيما أمرتهم به و المقيمين الصلاة و المؤتين الزكاة و المتوكلين عليك اللهم أضفني بأكرم كرامتك و أجزل من عطيتك و الفضيلة لديك و الراحة منك و الوسيلة إليك و المنزلة عندك ما تكفيني به كل هول دون الجنة و تظلني في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك و تعظم نوري و تعطيني كتابي بيميني و تخفف حسابي و تحشرني في أفضل الوافدين إليك من المتقين و تثبتني في عليين و تجعلني ممن تنظر إليه بوجهك الكريم و تتوفاني و أنت عني راض و ألحقني بعبادك الصالحين اللهم صل على محمد و آله و اقلبني بذلك كله مفلحا منجحا قد غفرت لي خطاياي و ذنوبي كلها و كفرت عني سيئاتي و حططت عني وزري و شفعتني في جميع حوائجي في الدنيا و الآخرة في يسر منك و عافية اللهم صل على محمد و آله و لا تخلط بشي‏ء من عملي و لا بما تقربت به إليك رئاء و لا سمعة و لا أشرا و لا بطرا و اجعلني من الخاشعين لك اللهم صل على محمد و آله و أعطني السعة في رزقي و الصحة في جسمي و القوة في بدني على طاعتك و عبادتك و أعطني من رحمتك و رضوانك و عافيتك ما تسلمني به من كل بلاء الدنيا و الآخرة و ارزقني الرهبة منك و الرغبة إليك و الخشوع لك و الوقار و الحياء منك و التعظيم لذكرك و التقديس لمجدك أيام حياتي حتى تتوفاني و أنت عني راض اللهم و أسألك السعة و الدعة و الأمن و الكفاية و السلامة و الصحة و القنوع و العصمة و الهدى و الرحمة و العافية و اليقين و المغفرة و الشكر و الرضا و الصبر و العلم و الصدق و البر و التقوى و الحلم و التواضع و اليسر و التوفيق

   اللهم صل على محمد و آله و اعمم بذلك أهل بيتي و قراباتي و إخواني فيك و من أحببت و أحبني أو ولدته و ولدني من جميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات و أسألك يا رب حسن الظن بك و الصدق في التوكل عليك و أعوذ بك يا رب أن تبتليني ببلية تحملني ضرورتها على التغوث بشي‏ء من معاصيك و أعوذ بك يا رب أن أكون في حال عسر أو يسر أظن أن معاصيك أنجح في طلبتي من طاعتك و أعوذ بك من تكلف ما لم تقدر لي فيه رزقا و ما قدرت لي من رزق فصل على محمد و آله و آتني به في يسر منك و عافية يا أرحم الراحمين و قل رب صل على محمد و آله و أجرني من السيئات و استعملني عملا بطاعتك و ارفع درجتي رحمتك يا الله يا رب يا رحمان يا رحيم يا حنان يا منان يا ذا الجلال و الإكرام أسألك رضاك و جنتك و أعوذ بك من نارك و سخطك أستجير بالله من النار ترفع بها صوتك ثم تخر ساجدا و تقول اللهم إني أتقرب إليك بجودك و كرمك و أتقرب إليك بمحمد عبدك و رسولك و أتقرب إليك بملائكتك المقربين و أنبيائك المرسلين أن تصلي على محمد و آله و أن تقيلني عثرتي و تستر علي ذنوبي و تغفرها لي و تقلبني اليوم بقضاء حاجتي و لا تعذبني بقبيح كان مني يا أهل التقوى و أهل المغفرة يا بر يا كريم أنت أبر بي من أبي و أمي و من نفسي و من الناس أجمعين بي إليك حاجة و فقر و فاقة و أنت عني غني فأسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن ترحم فقري و تستجيب دعائي و تكف عني أنواع البلاء فإن عفوك و جودك يسعني التسليمة الثانية اللهم إله السماء و إله الأرض و فاطر السماء و فاطر الأرض و نور السماء و نور الأرض و زين السماء و زين الأرض و عماد السماء و عماد الأرض و بديع السماء و بديع الأرض ذا الجلال و الإكرام صريخ المستصرخين و غوث المستغيثين و منتهى رغبة العابدين أنت المفرج عن المكروبين و أنت المروح عن المغمومين و   أنت أرحم الراحمين و مفرج الكرب و مجيب دعوة المضطرين و إله العالمين المنزول به كل حاجة يا عظيما يرجى لكل عظيم صل على محمد و آل محمد و افعل بي كذا و كذا و قل رب صل على محمد و آل محمد و أجرني من السيئات و استعملني عملا بطاعتك و ارفع درجتي برحمتك يا الله يا رب يا رحمان يا رحيم يا حنان يا منان يا ذا الجلال و الإكرام أسألك رضاك و جنتك و أعوذ بك من نارك و سخطك أستجير بالله من النار ترفع بها صوتك التسليمة الثالثة يا علي يا عظيم يا حي يا حليم يا غفور يا سميع يا بصير يا واحد يا أحد يا صمد يا من لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ يا رحمان يا رحيم يا نور السماوات و الأرض تم نور وجهك أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات و الأرض و باسمك العظيم الأعظم الأعظم الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت و بقدرتك على ما تشاء من خلقك فإنما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا و قل رب صل على محمد و آله و أجرني من السيئات و استعملني عملا بطاعتك و ارفع درجتي برحمتك يا الله يا رب يا رحمان يا رحيم يا حنان يا منان يا ذا الجلال و الإكرام أسألك رضاك و جنتك و أعوذ بك من نارك و سخطك أستجير بالله من النار و ترفع بها صوتك التسليمة الرابعة اللهم صل على محمد و آل محمد شجرة النبوة و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و معدن العلم و أهل بيت الوحي اللهم صل على محمد و آل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن ركبها و يغرق من تركها المتقدم لهم مارق و المتأخر عنهم زاهق و اللازم لهم لاحق اللهم صل على محمد و آل محمد الكهف الحصين و غياث

   المضطر المستكين و ملجإ الهاربين و منجي الخائفين و عصمة المعتصمين اللهم صل على محمد و آل محمد صلاة كثيرة تكون لهم رضى و لحق محمد و آل محمد صلى الله عليهم أداء و قضاء بحول منك و قوة يا رب العالمين اللهم صل على محمد و آل محمد الذين أوجبت حقهم و مودتهم و فرضت طاعتهم و ولايتهم اللهم صل على محمد و آل محمد و اعمر قلبي بطاعتك و لا تخزني بمعصيتك و ارزقني مواساة من قترت عليه من رزقك مما وسعت علي من فضلك و الحمد لله على كل نعمة و أستغفر الله من كل ذنب و لا حول و لا قوة إلا بالله من كل هول

 ذكر رواية أخرى في الدعاء عقيب كل ركعتين من نوافل الزوال رويتها بإسنادي إلى أبي جعفر الطوسي فيما ذكره قدس الله جل جلاله روحه في المصباح الكبير و قال و روي أنك تقول عقيب التسليمة الأولة اللهم إني أعوذ بعفوك من عقوبتك و أعوذ برضاك من سخطك و أعوذ برحمتك من نقمتك و أعوذ بمغفرتك من عذابك و أعوذ برأفتك من غضبك و أعوذ بك منك لا إله إلا أنت لا أبلغ مدحتك و لا الثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل حياتي زيادة في كل خير و وفاتي راحة من كل سوء و تسد فاقتي بهداك و توفيقك و تقوي ضعفي في طاعتك و ترزقني الراحة و الكرامة و قرة العين و اللذة و برد العيش من بعد الموت و نفس عني الكربة يوم المشهد العظيم و ارحمني يوم ألقاك فردا هذه نفسي سلم لك و أنا معترف بذنبي مقر بالظلم على نفسي عارف بفضلك علي فبوجهك الكريم أسألك لما صفحت عني ما سلف من ذنوبي و عصمتني فيما بقي من عمري فصل على محمد و آل محمد و افعل بي كذا و كذا و قل رب صل على محمد و آله و أجرني من السيئات و استعملني عملا بطاعتك و ارفع درجتي برحمتك يا الله يا رب يا رحمان يا رحيم يا حنان يا منان يا ذا الجلال و الإكرام أسألك رضاك و جنتك و أعوذ بك من نارك و سخطك أستجير بالله من النار ترفع بها صوتك   و تقول عقيب الرابعة اللهم مقلب القلوب و الأبصار صل على محمد و آل محمد و ثبت قلبي على دينك و دين نبيك و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني و هب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب و أجرني من النار برحمتك اللهم صل على محمد و آله و اجعلني سعيدا فإنك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب و تقول عقيب السادسة اللهم إني أتقرب إليك بجودك و كرمك و أتقرب إليك بمحمد عبدك و رسولك و أتقرب إليك بملائكتك المقربين و أنبيائك المرسلين و بك اللهم الغنى عني و بي الفاقة إليك و أنت الغني و أنا الفقير إليك أقلتني عثرتي و سترت علي ذنوبي فاقض يا الله حاجتي و لا تعذبني بقبيح ما تعلم مني فإن عفوك و جودك يسعني و تقول عقيب الثامنة يا أول الأولين و يا آخر الآخرين و يا أجود الأجودين و يا ذا القوة المتين و يا رازق المساكين و يا أرحم الراحمين صل على محمد و آل محمد الطيبين و اغفر لي جدي و هزلي و خطائي و عمدي و إسرافي على نفسي و كل ذنب أذنبته و اعصمني من اقتراف مثله إنك على ما تشاء قدير ثم تخر ساجدا و تقول يا أهل التقوى و يا أهل المغفرة يا بر يا رحيم أنت أبر بي من أبي و أمي و من جميع الخلائق أجمعين اقلبني بقضاء حاجتي مستجابا دعائي مرحوما صوتي و قد كشفت أنواع البلاء عني

 المصباح، للشيخ و الاختيار لابن الباقي مرسلا مثل الجمع توضيح قال الجوهري أوقره أي أثقله و قال أوبقه أي أهلكه إني اعتمدتك أي قصدتك أو اتكلت عليك على الحذف و الإيصال يقال عمدت الشي‏ء أي قصدته كتعمدته و اعتمدت على الشي‏ء أي اتكلت عليه لا تغادر أي لا تترك يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أي إنهم مفتقرون إليه في ذواتهم و صفاتهم و سائر ما يهمهم و يعن لهم فهم سائلون عنه بلسان الحال و المقال    كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ أي في كل يوم و وقت له شأن بديع و خلق جديد أي يحدث أشخاصا و يجدد أحوالا كما ورد في الحديث من شأنه يغفر ذنبا و يفرج كربا و يرفع قوما و يضع آخرين و هو رد لقول اليهود لعنهم الله يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ و قولهم إن الله لا يقضي يوم السبت شيئا و قول الحكماء و المنكرين للبداء كما مر تحقيقه. مبتولا أي مجزوما مقطوعا لا تزلزل و لا بداء فيه قال الجوهري بتلت الشي‏ء أبتله بالكسر بتلا إذا أبنته من غيره و منه قولهم طلقتها بتة بتلة و قال الإخبات الخشوع و قال أضفت الرجل و ضيفته إذا أنزلته بك ضيفا و قريته و في بعض النسخ و أصفني بالصاد المهملة من أصفيته أي اخترته و يقال أصفيته الود أي أخلصته له ذكره الجوهري. و قال الوسيلة ما يتقرب به إلى الغير يقال وسل فلان إلى ربه وسيلة و توسل إليه بوسيلة إذا تقرب إليه بعمل ممن تنظر إليه النظر كناية عن الرحمة و اللطف و وجه سبحانه ذاته أو توجهه المشتمل على الكرم و قد يقال وجه الله رضاه كما في قوله سبحانه وَ ما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ قالوا أي رضاه لأن الإنسان إذا رضي عن غيره أقبل بوجهه عليه و إذا كرهه أعرض بوجهه عنه فهو من قبيل إطلاق السبب على المسبب. و الفلاح الفوز و النجاة و النجاح الظفر بالحوائج و أنجح الرجل صار ذا نجح و شفعتني على بناء التفعيل أي قبلت شفاعتي و الرياء أن يري الناس عمله و السمعة أن يسمعهم بعده و الأشر و البطر بالتحريك فيهما شدة المرح و الفرح و الطغيان و الدعة السكون و الخفض سعة العيش و العصمة أي من المعاصي أو الأعم منها و من شر الأعادي نور السماء أي منورها بنور الوجود و الكمالات و الأنوار الظاهرة و بنور وجهه أي ذاته المنير أشرقت السماوات و الأرضون بتلك الأنوار. و بديع السماء أي مبدعها و الصريخ المغيث و المستصرخ المستغيث و اللجج   جمع اللجة و هي معظم الماء و في القاموس غمر الماء غمارة كثر و غمره غمرا غطاه و المارق الخارج من الدين و الزاهق الباطل و المضمحل الهالك و المؤاساة بالهمزة و قد يخفف واوا قال الفيروزآبادي آساه بماله مواساة أناله منه و جعله فيه أسوة أو لا يكون ذلك إلا من كفاف فإن كان من فضلة فليس بمواساة و برد العيش طيبه قال عيش بارد أي هني‏ء طيب

20-  دعائم الإسلام، عن علي ع أنه كان إذا صلى صلاة الزوال و انصرف منها رفع يديه ثم يقول اللهم إني أتقرب إليك بجودك و كرمك و أتقرب إليك بمحمد عبدك و رسولك و أتقرب إليك بملائكتك و أنبيائك اللهم بك الغنى عني و بي الفاقة إليك أنت الغني و أنا الفقير إليك أقلتني عثرتي و سترت علي ذنوبي فاقض لي اليوم حاجتي و لا تعذبني بقبيح ما تعلم مني فإن عفوك و جودك يسعني ثم يخر ساجدا فيقول و هو ساجد يا أهل التقوى و يا أهل المغفرة يا بر يا رحيم أنت أبر بي من أبي و أمي و من الناس أجمعين فاقلبني اليوم بقضاء حاجتي مستجابا دعائي مرحوما صوتي قد كففت أنواع البلاء عني

 تذييل اعلم أن الأصحاب اختلفوا في وقت نافلة الزوال فالأشهر و الأظهر من جهة الأخبار أنه من أول الزوال إلى أن يصير الفي‏ء قدمين و ذهب الشيخ في الجمل و المبسوط و الخلاف إلى أنه من الزوال إلى أن يبقى لصيرورة الفي‏ء مثل الشخص مقدار ما يصلي فيه فريضة الظهر. و ذهب ابن إدريس إلى امتداده إلى أن يصير ظل كل شي‏ء مثله و تبعه المحقق في المعتبر و العلامة في التذكرة و نقل المحقق في الشرائع قولا بامتداده بامتداد وقت الفريضة و الأول أقوى بمعنى أنه بعد ذهاب القدمين لا يقدم النافلة على الفريضة و يستحب إيقاعها بعده و لا نعلم كونها أداء أو قضاء و الأولى عدم التعرض لهما. و قال الشيخ و أتباعه إن خرج الوقت و لم يتلبس بالنافلة قدم الظهر ثم   قضاها بعدها و إن تلبس بركعة أتمها ثم صلى الظهر

 و استندوا في ذلك بموثقة عمار الساباطي عن أبي عبد الله ع قال لكل صلاة مكتوبة لها نافلة ركعتين   إلا العصر فإنه يقدم نافلتها فتصيران قبلها و هي الركعتان اللتان تمت بهما الثماني بعد الظهر فإذا أردت أن تقضي شيئا من الصلاة مكتوبة أو غيرها فلا تصل شيئا حتى تبدأ فتصلي قبل الفريضة التي حضرت ركعتين نافلة لها ثم اقض ما شئت و ابدأ من صلاة الليل بالآيات تقرأ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إلى إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ و يوم الجمعة تبدأ بالآيات قبل الركعتين اللتين قبل الزوال و قال ع وقت صلاة الجمعة إذا زالت الشمس شراك أو نصف و قال للرجل أن يصلي الزوال ما بين زوال الشمس إلى أن يمضي قدمان فإن كان قد بقي من الزوال ركعة واحدة أو قبل أن يمضي قدمان أتم الصلاة حتى يصلي تمام الركعات و إن مضى قدمان قبل أن يصلي ركعة بدأ بالأولى و لم يصل الزوال إلا بعد ذلك و للرجل أن يصلي من نوافل العصر ما بين الأولى إلى أن يمضي أربعة أقدام فإن مضت الأربعة أقدام و لم يصل من النوافل شيئا فلا يصلي النوافل و إن كان قد صلى ركعة فليتم النوافل حتى يفرغ منها ثم يصلي العصر و قال ع للرجل أن يصلي إن بقي عليه شي‏ء من صلاة الزوال إلى أن يمضي بعد حضور الأولى نصف قدم و للرجل إذا كان قد صلى من نوافل الأولى شيئا قبل أن يحضر العصر فله أن يتم نوافل الأولى إلى أن يمضي بعد حضور العصر قدم و قال القدم بعد حضور العصر مثل نصف قدم بعد حضور الأولى في الوقت سواء

و لنوضح الخبر ليمكن الاستدلال به فإنه في غاية التشويش و الاضطراب و قل خبر من أخبار عمار يخلو من ذلك و لذا لم نعتمد على أخباره كثيرا.   قوله ع لكل صلاة مكتوبة أقول يحتمل وجوها الأول أن يكون المراد أن لكل صلاة نافلة تختص بها إلا العصر فإنه اكتفي فيها بركعتين من نافلة الظهر لقربهما منها و هذا مبني على أن الثمان الركعات قبل الظهر ليست بنافلتها بل هي نافلة الوقت و الثماني التي بعدها نافلة الظهر كما دلت عليه كثير من الأخبار و قد أومأنا إليه سابقا و يؤيده أن في تتمة هذا الخبر في أكثر النسخ مكان نوافل العصر نوافل الأولى. الثاني أن يكون المعنى أن كل صلاة بعدها نافلة و إن لم تكن متصلة بها إلا العصر فإنها قبلها و ليس بعدها إلى المغرب نافلة. الثالث أن كل فريضة لها نافلة متصلة بها قبلها أو بعدها إلا العصر فإنه يجوز الفصل بينها و بين الركعتين لاختلاف وقتيهما لا سيما على القول بالمثل و المثلين في الفريضة خاصة. الرابع أن يكون المراد أن لكل صلاة نافلة ركعتين قبلها غير النوافل المرتبة إلا العصر لكن لا يوافقه قول و لا يساعده خبر. قوله فإذا أردت أن تقضي شيئا هذا أيضا يحتمل وجوها الأول أن يكون المعنى إذا أردت قضاء فريضة أو نافلة في وقت حاضرة فصل قبل الحاضرة ركعتين نافلة ثم صل الحاضرة و تكفيك هاتان الركعتان للقضاء أيضا ثم اقض بعد الفريضة ما شئت. الثاني أن يكون المعنى إذا أردت القضاء في وقت الفريضة فقدم ركعتين من القضاء لتقوم مقام نافلة الفريضة و أخر عنها سائرها. الثالث أن يكون المراد بالفريضة التي حضرت صلاة القضاة أي يستحب لكل قضاء نافلة ركعتين.   الرابع أن يكون المراد بالقضاء الفعل و يكون المعنى إذا أردت أن تؤدي فريضة أو نافلة أداء كانت أو قضاء فالنافلة ليست لها نافلة و أما الفريضة فيستحب قبلها ركعتان فينبغي تخصيصها بغير المغرب و العيد. قوله ع شراك أو نصف المراد طول الشراك أو عرضها فعلى الثاني المراد به أنه ينبغي إيقاعها بعد مضي هذا المقدار من الظل لتحقق دخول الوقت و على الأول أيضا يحتمل أن يكون لذلك أو للخطبة و بعض الأصحاب فهموا منه التضييق و حملوه على أن المراد أن وقت الجمعة هذا المقدار و لا يخفى بعده و مخالفته لسائر الأخبار و لما نقل من الأدعية و السور الطويلة و الخطب المبسوطة و على تقديره يكون محمولا على استحباب التعجيل. قوله ع ركعة واحدة أي مقدار ركعة قوله أو قبل أن يمضي قدمان كذا في أكثر النسخ و الظاهر أن كلمة أو زيدت من النساخ و على تقديرها لعل المراد أن الأفضل إذا كان بقي من وقت نافلة الزوال مقدار ركعة الشروع في النافلة و إن كان مطلق التلبس في الوقت كافيا في جواز تقديم النافلة و لو لم يكن بركعة أيضا و منهم من حمل ركعة واحدة على حقيقته و قال بين مفهومه و مفهوم قوله قبل أن يصلي ركعة تعارض و منهم من قال الصواب مكان قد بقي قد صلى و لا يخفى ما فيهما و تقدير المقدار شائع كما قلنا. قوله ع من نوافل الأولى أي نوافل العصر كما في بعض النسخ و إنما عبر عنها بنوافل الأولى لأنها نوافل الظهر كما مر. قوله نصف قدم أي بعد التلبس بركعة ينبغي أن يأتي بها مخففة ولاء و لا يطولها و لا يفصل بينها كثيرا بالأدعية و غيرها لئلا يتجاوز عن نصف قدم فتزاحم الفريضة كثيرا و قيل مع عدم التلبس أيضا يجوز أن يفعلها إلى نصف قدم فيكون دونه في الفضل أو يكون محمولا على انتظار الجماعة كما فعله الشيخ. و لا يخفى أن الفقرة الثانية كالصريحة في المعنى الأول كما فهمه الشهيد ره

    على بعض الوجوه حيث قال في الذكرى بعد إيراد الخبر لعله أراد بحضور الأولى و العصر ما تقدم من الذراع و الذراعين و المثل و المثلين و شبهه و يكون للمتنفل أن يزاحم الظهر و العصر ما بقي من النوافل ما لم يمض القدر المذكور فيمكن أن يحمل لفظ الشي‏ء على عمومه فيشمل الركعة و ما دونها و ما فوقها فيكون فيه بعض مخالفة للتقدير بالركعة. و يمكن حمله على الركعة و ما فوقها و يكون مقيدا لها بالقدم و النصف و يجوز أن يريد بحضور الأولى مضي نفس القدمين المذكورين في الخبر و بحضور العصر الأقدام الأربع و تكون المزاحمة المذكورة مشروطة بأن لا يزيد على نصف قدم في الظهر بعد القدمين و لا على قدم في العصر بعد الأربع و هذا تنبيه حسن لم يذكره المصنفون انتهى. قوله ع في الوقت سواء أقول يحتمل وجهين الأول أن الشمس كل ما انخفضت في السماء و بعدت عن دائرة نصف النهار ازدادت حركة ظلها سرعة على ما ثبت في محله و صح بالتجربة فالقدم في وقت العصر بحسب الزمان بقدر نصف قدم في وقت الظهر تقريبا و المراد هنا على زمان إيقاع النافلة ولاء و زمانها في وقت الظهر بقدر نصف قدم و في وقت العصر بقدر قدم و لعل هذا هو السر في جعل وقت العصر أربعة أقدام و وقت الظهر قدمين. الثاني أن نصف قدم بالنسبة إلى فضيلة الظهر كقدم بالنسبة إلى فضيلة العصر لأن وقت العصر ضعف وقت الظهر و النسبة فيهما معا الربع و ما قيل من أن وقت نوافل العصر من الزوال لما كان ضعف وقت نوافل الأولى جعل مقدار توسيع وقتها ضعف مقدار توسيع وقت نوافل الأولى فلا يخفى وهنه لأن ما يخص نافلة العصر أيضا قدمان مع أن وسعة وقت النافلة لا تصلح علة لكثرة المزاحمة فتأمل. ثم إنه ذكر جماعة من الأصحاب أنه مع التلبس بركعة يتم النافلة مخففا بالاقتصار على أقل ما يجزي فيها كقراءة الحمد وحدها و الاقتصار على تسبيحة واحدة

    في الركوع و السجود حتى قال بعض المتأخرين لو تأدى التخفيف بالصلاة جالسا آثره على القيام و اعترض بعض المتأخرين عليه بأن النص الذي هو مستند الحكم خال عن هذا القيد. أقول على ما حملنا عليه الخبر يظهر منه التخفيف في الجملة و لو اقتصر على ما يظهر من الخبر على أظهر محامله كان أولى كما نبه عليه الشهيد قدس سره