باب 23- الأدعية و الأذكار عند الصباح و المساء

 الآيات آل عمران مخاطبا لزكريا ع وَ سَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكارِ الأنعام وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ الأعراف وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِيفَةً وَ دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ وَ لا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ الكهف وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مريم فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا طه وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِها وَ مِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى النور يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ   الروم فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ الأحزاب وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا المؤمن وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكارِ الفتح وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ وَ تُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا ق وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ وَ مِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبارَ السُّجُودِ الدهر وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا تفسير وَ سَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكارِ يدل على فضل التسبيح في أول النهار و آخره كما هو ظاهر اللفظ و إن فسر بالصلاة أيضا كما مر. بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يدل في الموضعين على فضل الدعاء في الوقتين كما روي و إن فسر بصلاة الصبح و العصر أيضا. وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ أي في القلب أو بالإخفات و يشتمل التفكر في صفات الله تبارك و تعالى و أمثاله مما يذكر الرب تعالى به و روى زرارة عن أحدهما ع قال معناه إذا كنت خلف إمام تأتم به فأنصت و سبح في نفسك يعني   فيما لا يجهر الإمام فيه بالقراءة تَضَرُّعاً وَ خِيفَةً يعني بتضرع و خوف وَ دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ أي باللسان خفيا إذا حمل السابق على ذكر القلب أو جهرا لا يبلغ حد العلو و الإفراط إذا حمل الأول على الذكر اللساني الخفي أو الأعم منه و من الذكر القلبي. قال في مجمع البيان معناه ارفعوا أصواتكم قليلا فلا تجهروا بها جهارا بليغا حتى يكون عدلا بين ذلك و قيل إنه أمر للإمام أن يرفع صوته في الصلاة بالقراءة مقدار ما يسمع من خلفه. بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ هو جمع أصيل و هو الوقت بعد العصر إلى المغرب فالآية تدل على استحباب الذكر في الوقتين و آدابه و أن الإسرار في الذكر و الدعاء أفضل من الإجهار و أنه ينبغي أن يكون مع التضرع و الخوف و حضور القلب و سيأتي تمام القول في ذلك كله و سيأتي خبر العياشي في تفسيره بالتهليل و كذا قوله تعالى أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا و قوله سبحانه وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ يدلان على فضل التسبيح و التحميد في تلك الأوقات و قد مر و سيأتي في الخبر تفسيره بالتهليل المخصوص و كذا آية النور تحض على التسبيح بالغدو و الآصال. و كذا آية الروم تحض على التسبيح و التحميد للحي القيوم عند الصباح و المساء و العشي و كذا آية الأحزاب حيث خص سبحانه البكرة و الأصيل بعد الأمر   بالذكر الكثير مطلقا تدل على مزيد اختصاص للوقتين بالذكر و التسبيح و كذا آية المؤمن تأمر بالتسبيح و التحميد في الوقتين بل الاستغفار أيضا على أحد الاحتمالين و كذا آية الفتح و آية ق تدل على تأكد استحباب التسبيح و التحميد قبل الطلوع و قبل الغروب و التعقيب في أدبار الصلوات.

 و روى في مجمع البيان عن الصادق ع أنه سئل عن هذه الآية فقال تقول حين تصبح و حين تمسي عشر مرات لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شي‏ء قدير

و لذا قال بعض المحدثين بوجوب هذا التهليل في هذين الوقتين لكون الأصل في أوامر القرآن المجيد الوجوب عندهم كما دل عليه بعض الأخبار و آية الدهر تدل على فضل مطلق الذكر في الوقتين. و بالجملة الآيات متظافرة و الأخبار متواترة في فضل الدعاء و الذكر في هذين الوقتين شكرا لنعمة ما مضى من اليوم و ما تيسر له فيه من نعم الله الكاملة و تمهيدا لما يستقبله من الليل و استعاذة من طوارقه و استجلابا لبركاته و فوائده و التوفيق فيه لطاعة ربه و كذا العكس و لأن في الوقتين الفراغ للعبادة و الدعاء أكثر و في الصباح لم يشتغل بأعمال اليوم بعد و في المساء قد فرغ منها. و أيضا فيهما تظهر قدرة الله الجليلة من إذهاب الليل و الإتيان بالنهار و بالعكس مع ما فيهما من المنافع العظيمة الدالة على كمال لطفه و حكمته سبحانه فيستحق بذلك ثناء طريفا و شكرا جديدا. و أيضا في الوقتين يظهر ظهورا بينا أن جميع الممكنات في معرض التبدل و التغير و الفناء و الانقضاء و هو سبحانه باق على حال لا يعتريه الزوال و لا يخاف عليه الأهوال و لا تتبدل عليه الأحوال فيتنبه العارف المتدبر في الأرض و السماء أنه سبحانه المستحق للتسبيح و التمجيد و التحميد و الثناء العتيد و بعبارة أخرى في هاتين الساعتين تنادي جميع المخلوقات في الأرضين و السماوات   بأنها مخلوقة مربوبة مفتقرة في وجودها و بقائها و سائر صفاتها إلى صانع حكيم منزه عن صفات الحدوث و الإمكان و سمات العجز و النقصان كما قال سبحانه وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ فلما سمع العارف تسبيحهم بسمع اليقين و الإيمان ينبغي أن يوافقهم و يرافقهم بالقلب و اللسان بل نقول بتعدي روحه و نفسه و جسده و أعضائه بشراشرها جميع ذلك بلسان الحال فيجب أن يصدقها بالمقال في جميع الأحوال لا سيما في هاتين الحالتين اللتين ظهور ذلك فيهما أكثر من سائر الأحوال. و أيضا ينبغي للإنسان أن يحاسب نفسه كل يوم و ليلة كما مر في الأخبار فعند المساء ينظر و يتفكر فيما عمل به في اليوم و ساعاته و ما قصر فيه من طاعاته و ما أتى به من سيئاته فيستغفر الله و يحمده استدراكا لما فات منه من الحسنات و استمحاء لما أثبت في دفاتر أعماله من السيئات و في الصبح يتفكر لما جرى في ليله من الغفلات و فات منه من الطاعات فيتلافى ذلك بالذكر و الدعاء و الاستغفار و يتوب إلى ربه العالم بالخفايا و الأسرار. و النكات في ذلك كثيرة ليس هذا مقام إيرادها و بما نبهنا عليه لعل العارف الخبير يطلع عليها أو على بعضها و سيأتي في الأخبار نبذ منها و الله الموفق للخير و الصواب

1-  جامع الأخبار، قال رسول الله ص ما من حافظين يرفعان إلى الله تعالى ما حفظا فيرى الله تبارك و تعالى في أول الصحيفة خيرا و في آخرها خيرا إلا قال لملائكته اشهدوا أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة

2-  الكافي، بسنده عن غالب بن عبد الله عن أبي عبد الله ع في قول الله تبارك و تعالى وَ ظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ قال هو الدعاء قبل طلوع الشمس و قبل غروبها   و هي ساعة إجابة

 و منه بسنده عن جابر عن أبي جعفر ع قال إن إبليس عليه لعائن الله يبث جنود الليل من حين تغيب الشمس و تطلع فأكثروا ذكر الله عز و جل في هاتين الساعتين و تعوذوا بالله من شر إبليس و جنوده و عوذوا صغاركم في هاتين الساعتين فإنهما ساعتا غفلة

 بيان ربما يقال إن قوله فإنهما ساعتا غفلة إشارة إلى قوله تعالى بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ وَ لا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ و قوله ع في الخبر الأول و هي ساعة إجابة الضمير راجع إلى كل واحد و التأنيث باعتبار الخبر و الظاهر أنه ع فسر السجود بالدعاء على معناه اللغوي و هو الخضوع. قال البيضاوي وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً يحتمل أن يكون السجود على حقيقته فإنه يسجد له الملائكة و المؤمنون من الثقلين طَوْعاً حالتي الشدة و الرخاء و الكفرة له كَرْهاً حال الشدة و الضرورة وَ ظِلالُهُمْ بالعرش و أن يراد به انقيادهم لإحداث ما أراده فيهم شاءوا أو كرهوا و انقياد ظلالهم لتصريفه إياها و التقليص. و قوله بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ ظرف ليسجد و المراد بها الدوام أو حال من الظلام و تخصيص الوقتين لأن الامتداد و التقليص أظهر فيهما انتهى و قد مر تفصيل القول فيه في محله

3-  الكافي، بإسناده عن شهاب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إذا تغيرت الشمس فاذكر الله عز و جل و إن كنت مع قوم يشغلونك فقم و ادع

4-  مجالس المفيد، عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن   أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد البرقي عن ابن حماد عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر الباقر عن أبيه ع قال إن الموكل بالعبد يكتب في صحيفة أعماله فأملوا في أولها خيرا و آخرها خيرا يغفر لكم ما بين ذلك

5-  مجالس الصدوق، عن جعفر بن علي بن الحسن الكوفي عن جده الحسن بن علي عن جده عبد الله بن المغيرة عن الحسن بن علي بن يوسف عن عمرو بن جميع عن الصادق عن آبائه قال قال رسول الله ص من سره أن يلقى الله عز و جل يوم القيامة و في صحيفته شهادة أن لا إله إلا الله و أني رسول الله و تفتح له أبواب الجنة الثمانية و يقال له يا ولي الله ادخل من أيها شئت فليقل إذا أصبح الحمد لله الذي ذهب بالليل بقدرته و جاء بالنهار برحمته خلقا جديدا مرحبا بالحافظين و حياكما الله من كاتبين و يلتفت عن يمينه ثم يلتفت عن شماله و يقول اكتبا بسم الله الرحمن الرحيم إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أشهد أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ على ذلك أحيا و عليه أموت و على ذلك أبعث إن شاء الله اللهم أقرئ محمدا و آله مني السلام

 عدة الداعي، عن الباقر ع عن النبي ص مثله و زاد في آخره الحمد لله الذي ذهب بالليل بقدرته و جاء بالنهار برحمته خلقا جديدا مرحبا بالحافظين و يلتفت عن يمينه حياكما الله من كاتبين و يلتفت عن شماله

6-  مجالس الصدوق، عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه قال كان النبي ص يقف عند طلوع كل فجر على باب علي و فاطمة يقول الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل الذي بنعمته تتم الصالحات سمع سامع بحمد الله و نعمته و حسن بلائه عندنا نعوذ بالله من النار نعوذ بالله من صباح النار نعوذ بالله من مساء النار الصلاة يا أهل البيت إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ   عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

 بيان سمع سامع أي ليسمع كل من يتأتى منه السماع أنا نحمد الله و نظهر نعمته علينا قال في النهاية فيه سمع سامع بحمد الله و حسن بلائه علينا أي ليسمع السامع و ليشهد الشاهد حمد الله تعالى على ما أحسن إلينا و أولانا من نعمه و حسن البلاء النعمة و الاختبار بالخير ليتبين الشكر و بالشر ليظهر الصبر انتهى. و قال النووي هذا معنى سمع بكسر الميم و روي بفتحها مشددة بمعنى بلغ سامع قولي هذا لغيره تنبيها على الذكر و الدعاء في السحر و قال غيره أي من كان له سمع فقد سمع بحمدنا لله و إفضاله علينا فإن كليهما قد اشتهر و استفاض حتى لا يكاد يخفى على ذي سمع

7-  مجالس الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن عن العباس بن المعروف عن علي بن مهزيار عن عمرو بن عثمان عن المفضل عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إن الملك ينزل بصحيفته أول النهار و آخر النهار فيكتب فيها عمل ابن آدم فأملوا في أولها خيرا و في آخرها خيرا فإن الله عز و جل يغفر لكم فيما بين ذلك إن شاء الله و إن الله عز و جل يقول فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ و يقول جل جلاله وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ

 ثواب الأعمال، عن أبيه عن عبد الله الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي مثله العياشي، عن جابر مثله

    -8  تفسير علي بن إبراهيم، عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال كان نوح إذا أمسى و أصبح يقول أمسيت أشهد أنه ما أمسى بي من نعمة في دين أو دنيا فإنها من الله وحده لا شريك له له الحمد بها علي و الشكر كثيرا فأنزل الله إنه كان عبدا شكورا فهذا كان شكره

 العياشي عن جابر مثله

9-  تفسير علي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال قال النبي ص لما أسري بي علمتني الملائكة قولا أقوله إذا أصبحت و أمسيت اللهم إن ظلمي أصبح مستجيرا بعفوك و ذنبي أصبح مستجيرا بمغفرتك و ذلي أصبح مستجيرا بعزتك و فقري أصبح مستجيرا بغناك و وجهي البالي الفاني أصبح مستجيرا بوجهك الدائم الباقي الذي لا يفنى و أقول ذلك إذا أمسيت

10-  مجالس المفيد و مجالس الشيخ، عن المفيد عن علي بن خالد المراغي عن محمد بن مدرك عن زكريا بن الحكم عن خلف بن تميم عن بكر بن حبيش عن أبي شيبة عن عبد الملك بن عمير عن أبي قرة عن سلمان الفارسي ره قال قال لي النبي ص يا سلمان إذا أصبحت فقل اللهم أنت ربي لا شريك لك أصبحنا و أصبح الملك لله قلها ثلاثا و إذا أمسيت فقل مثل ذلك فإنهن يكفرن ما بينهن من خطيئة

    -11  الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع من قرأ قل هو الله أحد من قبل أن تطلع الشمس إحدى عشرة مرة و مثلها إنا أنزلناه و مثلها آية الكرسي منع ما له مما يخاف و من قرأ قل هو الله أحد و إنا أنزلناه قبل أن تطلع الشمس لم يصبه في ذلك اليوم ذنب و إن جهد إبليس و قال ع اطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فإنه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض و هي الساعة التي يقسم الله فيها الرزق بين عباده

12-  مجالس ابن الشيخ، عن أبيه عن هلال بن محمد الحفار عن إسماعيل الدعبلي عن أبيه علي بن علي أخي دعبل الخزاعي عن الرضا عن آبائه عن الباقر ع قال إذا أصبحت فقل اللهم اجعل لي سهما وافرا في كل حسنة أنزلتها من السماء إلى الأرض في هذا اليوم و اصرف عني كل مصيبة أنزلتها من السماء إلى الأرض في هذا اليوم و عافني من طلب ما لم تقدر لي من رزق و ما قدرت لي من رزق فسقه إلي في يسر منك و عافية آمين ثلاث مرات

 بيان الظاهر أن المراد قراءة جميع الدعاء ثلاثا و يحتمل كون المراد آمين فقط

13-  مجالس ابن الشيخ، بالإسناد المتقدم عن أخي دعبل عن الرضا عن أبيه ع قال سمعت الصادق ع يقول أمسينا و أمسى الملك لله الواحد القهار و الحمد لله رب العالمين الذي ذهب بالنهار و جاء بالليل و نحن في عافية منه اللهم   هذا خلق جديد قد غشانا فما علمت فيه من خير فسهله و قيضه و اكتبه أضعافا مضاعفة و ما علمت فيه من شر فتجاوز عنه برحمتك أمسيت لا أملك ما أرجو و لا أدفع شر ما أخشى أمسى الأمر لغيري و أمسيت مرتهنا بكسبي و أمسيت لا فقير أفقر مني فسع لفقري من سعتك مما كتبت على نفسك و أسألك التقوى ما أبقيتني و الكرامة إذا توفيتني و الصبر على ما أبليتني و البركة فيما رزقتني و العزم على طاعتك فيما بقي من عمري و الشكر لك فيما أنعمت به علي

 بيان غشانا على بناء التفعيل أي غطانا و قيضه أي سببه و قدره

14-  مجالس ابن الشيخ، عن أحمد بن هارون بن الصلت عن ابن عقدة عن القاسم بن جعفر بن أحمد عن عباد بن أحمد القزويني عن عمه عن أبي المجالد عن زيد بن وهب عن أبي المنذر الجهني قال قلت يا نبي الله علمني أفضل الكلام قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير مائة مرة في كل يوم فأنت يومئذ أفضل الناس عملا إلا من قال مثل ما قلت و أكثر من سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله و لا تنسين الاستغفار في صلاتك فإنها ممحاة للخطايا بإذن الله

15-  الخصال، عن أحمد بن الحسن القطان عن أحمد بن يحيى بن زكريا عن بكر بن عبد الله بن حبيب عن تميم بن بهلول عن أبيه عن إسماعيل بن الفضل قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِها فقال فريضة على كل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس   عشر مرات و قبل غروبها عشر مرات لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير قال فقلت لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيى فقال يا هذا لا شك في أن الله يحيي و يميت و يميت و يحيي و لكن قل كما أقول

 بيان حمل الفرض على التقدير و التعيين أو على تأكد الاستحباب لعدم القول بالوجوب و ضعف السند و الأحوط عدم الترك

16-  العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إن نوحا إنما سمي عبدا شكورا لأنه كان يقول إذا أصبح و أمسى اللهم إني أشهدك أنه ما أمسى و أصبح بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد و لك الشكر بها علي حتى ترضى إلهنا

 بيان ما أمسى و أصبح أي دخل في المساء و الصباح متلبسا بي أو معي و في بعض الروايات أصبحت رعاية لمعنى الموصول فإنه فسر بالنعمة فمنك قال الطيبي الفاء جواب للشرط كما في قوله تعالى وَ ما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ و من شرط الجزاء أن يكون مبنيا على الشرط و لا يستقيم هذا في الآية إلا بتقدير الإخبار و التنبيه و هو أنهم كانوا لا يقومون بشكر نعم الله تعالى الله بل يكفرونها بالمعاصي فقيل لهم إن ما تلبس بكم من نعم الله و أنتم لا تشكرونها سبب لأن أخبرتكم بأنها من الله حتى تقوموا بشكرها. و الحديث بعكسه أي إني أقر و أعترف بأن كل النعم الحاصلة من ابتداء خلق العالم إلى انتهاء دخول الجنة فمنك وحدك فأوزعني أن أقوم بشكرها   و لا أشكر غيرك. و قوله وحدك حال من المتصل في قوله فمنك أي فحاصل منك منفردا و قوله فلك الحمد تقرير للمعطوف و لذلك قدم الخبر على المبتدإ ليفيد الحصر يعني إذا كانت النعمة مختصة منك فها أنا أتقدم إليك و أخص الحمد و الشكر بك قائلا لك الحمد لا لغيرك و لك الشكر لا لأحد سواك

17-  مجالس الصدوق، عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن الصادق عن آبائه ع قال من كبر الله تبارك و تعالى عند المساء مائة تكبيره كان كمن أعتق مائة نسمة

 ثواب الأعمال، عن أبيه عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد الأشعري عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن علي بن نعمان عن يحيى بن زكريا عن محمد بن عبد الله بن رباط عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين ع مثله

18-  مجالس الصدوق، و معاني الأخبار، عن أحمد بن محمد بن يحيى عن سعيد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة البطائني عن أبي بصير عن الصادق عن أبيه عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها يسكنها من أمتي من أطاب الكلام و أطعم الطعام و أفشى السلام و صلى بالليل و الناس نيام ثم قال ص يا علي أ و تدري ما إطابة الكلام من قال إذا أصبح و أمسى سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر عشر مرات

    أقول قد سبق تمامه مرارا بأسانيد

19-  مجالس الصدوق، عن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن ناتانة عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور عن علي ع قال من قال حين يمسي ثلاث مرات فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ لم يفته خير يكون في تلك الليلة و صرف عنه جميع شرها و من قال مثلك ذلك حين يصبح لم يفته خير يكون في ذلك اليوم و صرف عنه جميع شره

 ثواب الأعمال، عن أبيه عن علي بن موسى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابن أبي عمير مثله

20-  العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل وَ إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى قال إنه كان يقول إذا أصبح و أمسى أصبحت و ربي محمود أصبحت لا أشرك بالله شيئا و لا أدعو مع الله إلها آخر و لا أتخذ من دونه وليا فسمي بذلك عبدا شكورا

21-  الكافي، عن علي بن محمد عن بعض أصحابه عن محمد بن سنان عن أبي سعيد المكاري عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع مثله إلا أن فيه ثلاثا قال فأنزل الله عز و جل في كتابه وَ إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى قلت فما عنى بقوله في نوح إِنَّهُ   كانَ عَبْداً شَكُوراً قال كلمات بالغ فيهن قلت و ما هن قال كان إذا أصبح قال أصبحت أشهدك ما أصبحت بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فإنها منك وحدك لا شريك لك فلك الحمد على ذلك و لك الشكر كثيرا كان يقولها إذا أصبح ثلاثا و إذا أمسى ثلاثا

 بيان في رواية الكليني و لا أدعو معه إلها و ليس فيه آخر و يظهر منه سقط أو تصحيف في آخر رواية العلل فتأمل

22-  العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن أحمد بن الحسن الميثمي عن يعقوب بن شعيب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قال رسول الله ص إن في بني آدم ثلاثمائة و ستين عرقا ثمانين و مائة متحركة و ثمانين و مائة ساكنة فلو سكن المتحرك لم ينم أو يتحرك الساكن لم ينم فكان رسول الله ص إذا أصبح قال الحمد لله رب العالمين كثيرا على كل حال ثلاثمائة و ستين مرة و إذا أمسى قال مثل ذلك

23-  الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه و حميد بن زياد عن الحسن بن محمد جميعا عن الميثمي مثله

24-  ثواب الأعمال، عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد البرقي عن منصور بن العباس عن سعيد بن جناح عن أبي مسعر عن أبي عبد الله ع قال من قال أربع مرات إذا أصبح الحمد لله رب العالمين فقد أدى شكر يومه و من قالها إذا أمسى فقد أدى شكر ليلته

    الكافي، عن العدة عن البرقي مثله بيان يخطر بالبال لخصوص هذا العدد أن أصول النعم إما دنيوية أو أخروية ظاهرة أو باطنة كما قال سبحانه وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً فتصير أربعا أو يقال النعم إما إفاضة رحمة أو دفع بلية و كل منهما إما في دين أو دنيا و يزيده ما ورد في الدعاء الآخر اللهم ما أصبحت بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك

25-  المحاسن، عن أبيه و عمرو بن عثمان و أيوب بن نوح جميعا عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن مسكان عن ليث المرادي عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من قال عشر مرات قبل أن تطلع الشمس و قبل غروبها لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير كانت كفارة لذنبه في ذلك اليوم

 الكافي، بسند صحيح أيضا عن عبد الكريم مثله إلا أن فيه يحيي و يميت و يميت و يحيي

بيان لعل المراد باليوم اليوم مع ليلته فيكون ما قاله قبل طلوع الشمس كفارة لذنوب الليل و ما قاله قبل غروبها كفارة لذنوب اليوم و لو كان المراد اليوم فقط كان ناظرا إلى قوله قبل غروبها و أحال الأول على الظهور

    -26  البلد الأمين رأيت بخط الشهيد ره سئل عطاء ما معنى قول النبي ص خير الدعاء دعائي و دعاء الأنبياء قبلي و هو لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلى آخر ما مر و ليس هذا دعاء و هو تقديس و تحميد فقال عطاء هذا كما قال أمية بن أبي الصلت

أ أذكر حاجتي أم قد كفاني حباؤك إن شيمتك الحباءإذا أثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرضه الثناء

أ فيعلم ابن جدعان ما يراد منه بالثناء عليه و لا يعلم الله تعالى ما يراد منه بالثناء عليه

    -27  المحاسن، عن الحسن بن ظريف عن عبد الله بن المغيرة عن حماد بن عثمان عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول من كبر الله مائة تكبيرة قبل طلوع الشمس و قبل غروبها كتب الله له من الأجر كأجر من أعتق مائة رقبة و من قال سبحان الله و بحمده كتب الله له عشر حسنات و إن زاد زاده الله

 و منه عن علي بن سيف عن أخيه الحسين عن مالك بن عطية عن ضريس الكناسي عن أبي جعفر ع قال قال إن رسول الله ص مر برجل يغرس غرسا في حائط له فوقف عليه فقال له أ لا أدلك على شي‏ء أثبت أصلا و أسرع ينعا و أطيب ثمرا و أبقى قال بلى يا رسول الله قال إذا أصبحت و أمسيت فقل سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر فإن لك بكل تسبيحة شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة و هي الباقيات الصالحات

 و منه عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم عن أبي الحسن ع قال من قال بسم الله الرحمن الرحيم لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ثلاث مرات حين يصبح و ثلاث مرات حين يمسي لم يخف شيطانا و لا سلطانا و لا جذاما و لا برصا قال أبو الحسن ع و أنا أقولها مائة مرة

 و منه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال فقد النبي ص رجلا من الأنصار فقال له ما غيبك عنا فقال الفقر يا رسول الله و طول السقم فقال له رسول الله ص أ لا أعلمك كلاما إذا قلته ذهب عنك الفقر و السقم قال بلى قال إذا أصبحت و أمسيت فقل لا حول و لا قوة إلا بالله توكلت على الحي الذي لا يموت و الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا   قال الرجل فو الله ما قلته إلا ثلاثة أيام حتى ذهب عني الفقر و السقم

 و منه عن أبي يوسف عن ابن أبي عمير عن الأنماطي عن كليمة صاحب الكلل قال قال أبو عبد الله ع من قال هذا القول إذا أصبح فمات في ذلك اليوم دخل الجنة فإن قال إذا أمسى فمات من ليلته دخل الجنة اللهم إني أشهدك و أشهد ملائكتك المقربين و حملة العرش المصطفين إنك أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم و أن محمدا عبدك و رسولك و فلان و فلان حتى ينتهي إليه أئمتي و أوليائي على ذلك أحيا و عليه أموت و عليه أبعث يوم القيامة و أبرأ من فلان و فلان و فلان أربعة فإن مات في يومه أو ليلته دخل الجنة

 الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن أبي عمير عن الحسن بن عطية عن رزين صاحب الأنماط عن أحدهما ع قال من قال اللهم إلى قوله و رسولك و أن فلان بن فلان إمامي و وليي و أن آباءه رسول الله و عليا و الحسن و الحسين و فلانا و فلانا حتى ينتهي إليه أئمتي إلى قوله من فلان و فلان و فلان فإن مات في ليلته دخل الجنة

28-  المحاسن، عن أبي يوسف عن علي بن حسان عن رجل عن أبي عبد الله ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول من قال إذا أصبح هذا القول لم يصبه سوء حتى يمسي و من قال حين يمسي لم يصبه سوء حتى يصبح يقول سبحان الله مع كل شي‏ء حتى لا يكون شي‏ء بعدد كل شي‏ء وحده و عدد جميع الأشياء و أضعافها منتهى رضا الله و الحمد لله كذلك و لا إله إلا الله مثل ذلك و الله أكبر مثل ذلك

    و منه عن أبيه عن هارون بن جهم عن ثوير بن أبي فاختة عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع و حدثنا بكر بن صالح عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري عن أبي الحسن ع قال إذا أمسيت فنظرت إلى الشمس في غروب و إدبار فقل بسم الله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ و الحمد لله الذي يصف و لا يوصف و يعلم و لا يعلم يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ و أعوذ بوجه الله الكريم و بسم الله العظيم من شر ما ذرأ و برأ و من شر ما تحت الثرى و من شر ما ظهر و ما بطن و من شر ما في الليل و النهار و من شر أبي قترة و ما ولد و من شر ما وصفت و ما لم أصف و الحمد لله رب العالمين قال و ذكر أنها أمان من كل سبع و من شر الشيطان الرجيم و ذريته و من كل ما عض و لسع و لا يخاف صاحبها إذا تكلم بها لصا و لا غولا

 الكافي، عن العدة عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن حماد عن الجعفري مثله فلاح السائل، مرسلا مثله إيضاح ما ذرأ و برأ يمكن أن يكون الذرء و البرء كلاهما عاما لجميع المخلوقات تأكيدا و أن يكون البرء مخصوصا بالحيوان و الآخر عاما أو بالعكس قال في النهاية في أسماء البارئ هو الذي خلق الخلق لا عن مثال و لهذه اللفظة من الاختصاص بخلق الحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات فيقال برأ الله النسمة و خلق السماوات و الأرض و قال ذرأ الله الخلق يذرؤهم ذرءا إذا خلقهم و قال الذرء مختص بخلق الذرية.   قوله و شر أبي قترة أقول في النسخ اختلاف كثير في أكثر نسخ الكافي أبي مرة و هو أظهر و هو بضم الميم و تشديد الراء كنية إبليس لعنه الله ذكره الجوهري و غيره و في أكثر نسخ المحاسن أبي قترة و قال الفيروزآبادي أبو قترة إبليس لعنه الله أو قترة علم للشيطان و في بعض النسخ قترة بدون ذكر أبي قال في النهاية فيه تعوذوا بالله من قترة و ما ولد هو بكسر القاف و سكون التاء اسم إبليس انتهى و كل الوجوه صحيح موافق للاستعمال و اللغة و ربما يقرأ ابن قترة بكسر القاف و سكون التاء لما ذكره الجوهري حيث قال ابن قترة حية خبيثة إلى الصغر ما هي و لا يخفى ما فيه من التكلف لفظا و معنى. قال السيد في فلاح السائل قال صاحب الصحاح ابن قترة بكسر القاف حية خبيثة فيمكن أن يكون المراد إبليس و ذريته و شبهه بالحية المذكورة و في بعض النسخ أبي مرة و هو أقرب إلى الصواب لأن هذا الدعاء عوذة من الشيطان و ذريته و لأنه ما يقال أبو قترة إنما يقال ابن قترة. و أما قوله من شر الرسيس فقال صاحب الصحاح رس الميت أي قبر و الرس الإصلاح بين الناس و الإفساد و قد رسست بينهم و هو من الأضداد و لعله تعوذ من الفساد و من الموت و من كل ما يتعلق بمعناه انتهى. و أقول الأظهر أن المراد بالرسيس العشق الباطل أو الحمى قال الفيروزآبادي الرسيس الشي‏ء الثابت و الفطن العاقل و خبر لم يصح و ابتداء الحب و الحمى انتهى و في بعض النسخ في هذه الكلمة أيضا اختلافات لم نتعرض لها. و العض الإمساك بالأسنان و اللسع بالإبرة كالعقرب و الزنبور

29-  تفسير الإمام ع، عن النبي ص أنه قال لرجل من أصحابه إذا أردت أن لا يصيبك شر الأعادي فقل إذا أصبحت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإن   الله يعيذك من شرهم و إذا أردت أن يؤمنك بعد ذلك من الغرق و الحرق و السرق فقل إذا أصبحت بسم الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله بسم الله ما شاء الله ما يكون من نعمة فمن الله بسم الله ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم بسم الله ما شاء الله صلى الله على محمد و آله الطيبين فإن من قالها ثلاثا إذا أصبح أمن من الحرق و الغرق و السرق حتى يمسي و من قالها ثلاثا إذا أمسى أمن من الحرق و الغرق و السرق حتى يصبح و إن الخضر و إلياس ع يلتقيان في كل موسم فإذا تفرقا تفرقا عن هذه الكلمات و إن ذلك شعار شيعتي و به يمتاز أعدائي من أوليائي يوم خروج قائمهم صلوات الله عليه

 أقول تمامه في باب سد الأبواب و فتح باب علي ع

30-  العياشي، عن الحسين بن المختار عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِيفَةً وَ دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ قال تقول عند المساء لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شي‏ء قدير قلت بيده الخير قال بيده الخير لكن قل كما أقول لك عشر مرات و أعوذ بالله السميع العليم مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ إن الله هو السميع العليم عشر مرات حين تطلع الشمس و عشر مرات حين تغرب

 الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حسين بن المختار   عن العلاء بن كامل عنه ع مثله لكن اكتفى في الاستعاذة بقوله أعوذ بالله السميع العليم

بيان الاختلاف الوارد في هذا التهليل و الاستعاذة محمول على التخيير و لعل النهي عن قوله بيده الخير مع وجوده في سائر الأخبار لتعليم الراوي أن لا يجترئ على الإمام و يعمل بما يسمع أو لكون المناسب له هذا النوع أو للتقية فيه أو في سائر الأخبار و الإتيان بالجميع أحوط و أولى

31-  العياشي، عن محمد بن مروان عن بعض أصحابه قال قال جعفر بن محمد قل أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم و أعوذ بالله أن يحضرون إن الله هو السميع العليم و قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي و هو على كل شي‏ء قدير فقال له رجل مفروض هو قال نعم مفروض هو محدود تقوله قبل طلوع الشمس و قبل الغروب عشر مرات فإن فاتك شي‏ء منها فاقضه من الليل و النهار

 الكافي، عن العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن محمد بن مروان مثله

32-  العياشي، عن حفص البختري عن أبي عبد الله ع قال إنما سمي نوح عبدا شكورا لأنه كان يقول إذا أصبح و أمسى اللهم إنه ما أصبح و أمسى بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا منك وحدك لا شريك لك لك الحمد و لك الشكر به علي يا رب حتى ترضى و بعد الرضا يقولها إذا أصبح عشرا و إذا أمسى عشرا

 و منه عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال قلت له ما عنى الله   بقوله لنوح إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً فقال كلمات بالغ فيهن و قال كان إذا أصبح و أمسى قال اللهم إني أصبحت أشهدك أنه ما أصبح بي من نعمة في دين أو دنيا فإنه منك وحدك لا شريك لك فلك الشكر به علي يا رب حتى ترضى و بعد الرضا فسمي بذلك عبدا شكورا

33-  مجالس المفيد، عن أحمد بن محمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله ع قال من قال إذا أصبح قبل أن تطلع الشمس و إذا أمسى قبل أن تغرب الشمس أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و أن الدين كما شرع و الإسلام كما وصف و القول كما حدث و الكتاب كما أنزل أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ذكر الله محمدا و آل محمد بالسلام فتح الله له ثمانية أبواب الجنة و قيل له ادخل من أي أبوابها شئت

34-  المكارم كان الصادق ع يقول إذا أصبح بسم الله و بالله و إلى الله و من الله و في سبيل الله و على ملة رسول الله ص اللهم إليك أسلمت نفسي و إليك فوضت أمري و إليك وجهت وجهي و عليك توكلت يا رب العالمين اللهم احفظني بحفظ الإيمان من بين يدي و من خلفي و عن يميني و عن شمالي و من فوقي و من تحتي لا إله إلا الله لا قوة إلا بالله أسأل الله العفو و العافية من كل سوء في الدنيا و الآخرة اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر و من ضيق القبر و من ضغطة القبر و أعوذ بك من سطوات الليل و النهار اللهم رب الشهر الحرام و رب البيت الحرام و رب البلد الحرام و رب الحل و الحرام أبلغ محمدا و آله عني السلام اللهم إني أعوذ   بدرعك الحصينة و أعوذ بجمعك أن تميتني غرقا أو حرقا أو قودا أو صبرا أو هضما أو ترديا في بئر أو أكيل السبع أو موت الفجأة أو بشي‏ء من ميتة السوء و لكن أمتني على فراشي في طاعتك و طاعة رسولك صلوات عليه و آله مصيبا للحق غير مخطئ أو في الصف الذي نعت أهله في كتابك فقلت كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ مصيبا للحق غير مخطئ أعيذ نفسي و ديني و أهلي و مالي و ولدي و ما رزقني ربي بالله الواحد الأحد الصمد الذي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أعيذ نفسي و أهلي و مالي و ولدي و ما رزقني ربي بِرَبِّ الْفَلَقِ إلى آخره أعيذ نفسي و أهلي و مالي و ولدي و ما رزقني ربي بِرَبِّ النَّاسِ إلى آخره و قل الحمد لله عدد ما خلق الله و الحمد لله مثل ما خلق الله و الحمد لله مداد كلماته و الحمد لله زنة عرشه و الحمد لله رضا نفسه لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم اللهم إني أعوذ بك من درك الشقاء و أعوذ بك من شماتة الأعداء و أعوذ بك من الفقر و الوقر و أعوذ بك من سوء المنظر في الأهل و المال و الولد و صل على النبي و آله عشر مرات

 الكافي، بسند موثق عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال كان أبي صلوات الله عليه يقول إذا أصبح و ذكر مثله

 مصباح الشيخ، في أدعية الصباح و المساء دعاء آخر بسم الله و بالله إلى آخر الدعاء

و بين الكتب اختلاف يسير اخترنا منها ما هو أجمع و أصح توضيح بسم الله أي أستعين في جميع أموري باسمه سبحانه و بذاته الأقدس و إلى الله أي التجائي أو مرجعي إليه و من الله أي أنا و جميع الأشياء   منه أو أستمد التوفيق منه تعالى و في سبيل الله أي جعلت نفسي و أعمالي و إرادتي كلها في سبيل الله حتى تكون خالصة له و أنا في سبيل الله و متلبس بطاعته و على ملة رسول الله ص أي أنا مقيم عليها أو أجعل أعمالي موافقة لها. إليك أسلمت نفسي إشارة إلى أن جوارحه منقادة لله تعالى في أوامره و نواهيه و قوله إليك فوضت أمري إلى أن أموره الخارجة مفوضة إليه لا مدبر لها غيره بحفظ الإيمان أي بأن تحفظ إيماني أو مع حفظه أو بما تحفظ به أهل الإيمان أو بحفظ تؤمنني به من مخاوف الدنيا و الآخرة فإن المؤمن من أسمائه سبحانه من بين يدي استوعب الجهات الستة بحذافيرها لأن ما يلحق الإنسان من بلية أو فتنة فإنما يلحقه و يصل إليه من إحدى هذه الجهات الست إذا كان من غيره ثم قال و من قبلي ليشمل الشرور التي تصل إليه من قبل نفسه و قيل الجهات الأربع الأول المراد منها ما يصيبه من قبل الخلق و الباقيتان من قبل الله و سطوات الله عقوباته النازلة بالليل و النهار و السطوة القهر و البطش و الدرع الحصينة كناية عن حفظه و حراسته. و أعوذ بجمعك أي بجامعيتك للكمالات أو بجيشك من الملائكة و الأنبياء و الأوصياء ع و في النهاية الجمع الجيش أو بجمعك للأشياء و حفظك لها و في النهاية شرق بذلك غص به و منه الحديث الحرق و الشرق شهادة هو الذي يشرق بالماء فيموت انتهى و الحاصل أن الشرق هو أن يعترض شي‏ء في حلقه و لا يندفع إلى أن يموت و القود بالتحريك القصاص و القتل صبرا هو أن يؤخذ و يحبس للقتل ثم يقتل و هذا أشد أنواع القتل و الهضم الكسر و هضمه حقه ظلمه و في أكثر نسخ الكافي مكانه مسما فيكون بفتح الميم مصدرا ميميا أو بضمها من أسمه أي سقاه سما و إن لم يذكر في اللغة بناء الإفعال بهذا المعنى أو بضم الميم و كسر السين و تشديد الميم أي يوم ذي سموم في القاموس سم يومنا بالضم فهو مسموم و سام و مسم و في بعض النسخ سما و هو أظهر و البنيان الحائط و الرص إلصاق الشي‏ء بعضه   ببعض و الوقر ثقل السمع كما في النهاية أو كل ثقل من الديون و الذنوب و غيرهما

35-  المكارم، عن علي ع قال قال رسول الله ص في ابن آدم ثلاثمائة و ستون عرقا متحركة و ساكنة فلو سكن المتحرك لم يبق الإنسان و لو تحرك الساكن لهلك الإنسان قال و كان النبي ص في كل يوم إذا أصبح و طلعت الشمس يقول الحمد لله رب العالمين كثيرا طيبا على كل حال يقولها ثلاثمائة و ستين مرة شكرا

 أعلام الدين، مثله و فيه حمدا كثيرا

36-  جامع الأخبار، من سر آل محمد ص في الصلاة على النبي و آله اللهم صل على محمد و آل محمد في الأولين و صل على محمد و آل محمد في الآخرين و صل على محمد و آل محمد في الملإ الأعلى و صل على محمد و آل محمد في المرسلين اللهم أعط محمدا الوسيلة و الشرف و الفضيلة و الدرجة الكبيرة اللهم إني آمنت بمحمد و آله و لم أره فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته و ارزقني صحبته و توفني على ملته و اسقني من حوضه مشربا رويا سائغا هنيئا لا أظمأ بعده أبدا إنك على كل شي‏ء قدير اللهم كما آمنت بمحمد و لم أره فعرفني في الجنان وجهه اللهم بلغ روح محمد عني تحية كثيرة و سلاما فإن من صلى على النبي بهذه الصلوات هدمت ذنوبه و غفرت خطاياه و دام سروره و استجيب دعاؤه و أعطي أمله و بسط له في رزقه و أعين على عدوه و هيئ له سبب أنواع الخير و يجعل من رفقاء نبيه بين يديه في الجنان الأعلى يقولهن ثلاث مرات غدوة و ثلاثا عشية

37-  فلاح السائل، من العمل عند تغير الشمس للغروب أن تعمل و تقول كما   رويناه بإسنادنا إلى الربيع بن محمد بن عمر المسلي و مسلية قبيلة من مذحج بإسناده في كتاب أصله عن سلام بن أبي عمرة عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص إذا احمرت الشمس على قلة الجبل هملت عيناه دموعا ثم قال أمسى ظلمي مستجيرا بعفوك و أمست ذنوبي مستجيرة بمغفرتك و أمسى خوفي مستجيرا بأمنك و أمسى ذلي مستجيرا بعزك و أمسى فقري مستجيرا بغناك و أمسى وجهي البالي الفاني مستجيرا بوجهك الباقي الكريم اللهم ألبسني عافيتك و جللني كرامتك و غشني رحمتك و قني شر خلقك من الجن و الإنس يا الله يا رحمان يا رحيم

 رسالة محاسبة النفس، للسيد بن طاوس مثله بيان قال الجوهري هملت عينه فاضت

38-  فلاح السائل، أقول و يسبح و يهلل عند الغروب و بعد الفجر كما رويناه عن محمد بن الأشعث المشهود بثقته بإسناده إلى الصادق ع أن عليا ع كان إذا أصبح يقول مرحبا بكما من ملكين حفيظين كريمين أملي عليكما ما تحبان إن شاء الله فلا يزال في التسبيح و التهليل حتى تطلع الشمس و كذلك بعد العصر حتى تغرب الشمس و يقول ما رواه أحمد بن عثمان بن أحمد الجباني قال حدثني أبي عن علي بن محمد عن الحسين بن علي بن سفيان البزوفري عن علي بن مخلد عن همام بن نهيك عن أحمد بن هليل عن ابن أبي عمير عن أمية بن علي قال قال لي أبو عبد الله ع من قال عند غروب الشمس في كل يوم يا من ختم النبوة بمحمد ص اختم لي في يومي هذا بخير و سنتي بخير و عمري بخير فمات في تلك الليلة أو في تلك الجمعة أو في ذلك الشهر أو في تلك السنة دخل الجنة   أقول و يكبر الله جل جلاله مائة تكبيرة قبل الغروب فقد روينا بإسنادنا إلى جعفر بن سليمان و هو من أصحابنا الثقات في كتاب ثواب الأعمال قال علي بن الحسين ع من قال مائة مرة الله أكبر قبل مغيب الشمس كان أفضل من عتق مائة رقبة و روينا أيضا عن سعد بن عبد الله من كتاب فضل الدعاء عن الباقر ع أن من كبر الله مائة تكبيرة قبل طلوع الشمس و قبل غروبها كتب له من الأجر كأجر من أعتق مائة رقبة و رويناه عن سعد بن عبد الله بإسناده إلى علي بن الحسين ع بلفظ رواية جعفر بن سليمان و يقول أيضا ما رواه أبو محمد هارون بن موسى ره عن محمد بن همام عن الحسين بن هارون بن حمدون المدائني عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن أبي داود المسترق عن محسن عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع قال ما على أحدكم أن يقول إذا أصبح و أمسى ثلاث مرات اللهم مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلبي على دينك و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني و هب لي من لدنك رحمة إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ و أجرني من النار برحمتك اللهم امدد لي في عمري و أوسع علي من رزقي و انشر علي من رحمتك و إن كنت عندك في أم الكتاب شقيا فاجعلني سعيدا فإنك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب و يقول أيضا ما رواه علي بن مهزيار عن محمد بن علي عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع قال الدعاء قبل طلوع الشمس و قبل غروبها سنة واجبة مع طلوع الشمس و المغرب يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي و هو حي لا يموت بيده الخير و هو   على كل شي‏ء قدير عشر مرات و يقول أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين 97  -3-  و أعوذ بالله أن يحضرون إن الله هو السميع العليم عشر مرات

 الكافي، عن العدة عن أحمد بن محمد عن محمد بن علي مثله إلا أنه زاد في آخره قبل طلوع الشمس و قبل الغروب فإن نسيت قضيت كما تقضي الصلاة إذا نسيتها

بيان مع طلوع الشمس لعل المراد بالمعية القرب أو الغرض التخيير بتقدير كلمة أو أو متعلق بقوله واجبة فقط أي يلزم و يتضيق و يتعين عندهما و في بعض نسخ فلاح السائل بين طلوع الشمس فيحتمل الأخير أي إن فاتك قبل الطلوع فلا بد من الإتيان به إلى وقت المغرب و يمكن أن يكون بيانا لقبل الغروب و في أكثر نسخ الكافي مع طلوع الفجر فالمراد بيان ابتداء و انتهاء الثاني و قيل في الأول إعلام بأن فيه سعة و امتدادا و في الثاني إعلام بأن فيه ضيقا لأن قوله مع المغرب المراد به إشرافها على الغروب و يميت و يحيي يمكن أن يكون التكرار لبيان تكرر صدور الفعلين منه تعالى و استمرارهما و المراد بالإحياء أولا الإحياء في الدنيا و بالإماتة أولا الإماتة في الدنيا و بها ثانيا الإماتة في القبر ففيه الإشارة إلى إحياء القبر ضمنا و بالإحياء ثانيا الإحياء عند النشور

39-  فلاح السائل، و يقول أيضا ما رواه علي بن مهزيار عن محمد بن علي عن الحسن بن علي بن بقاع عن عبد السلام بن سالم البجلي عن عامر بن عذافر عن أبي عبد الله ع قال إذا أصبحت و أمسيت فضع يدك على رأسك ثم أمررها على وجهك ثم خذ بمجامع لحيتك و قل أحطت على نفسي و أهلي و مالي و ولدي من غائب و شاهد بالله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ   ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يُحِيطُونَ بِشَيْ‏ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ فإذا قلتها بالغداة حفظت في نفسك و أهلك و مالك و ولدك حتى تمسي و إذا قلتها بالليل حفظت حتى تصبح و يقول أيضا ما رواه صفوان بن يحيى يرفعه في كتابه عن أبي عبد الله ع قال إنما سمي نوح عبدا شكورا لأنه كان ع يقول هذا عند كل صباح و مساء اللهم إني أشهدك أنه ما أمسى و أصبح بي من عافية أو نعمة في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد و لك الشكر على كل حال و زاد جدي أبو جعفر الطوسي في روايته بعد قوله لك الحمد و لك الشكر حتى ترضى و بعد الرضا أقول و مما رويناه عن جدي أبي جعفر الطوسي فيما يرويه عن محمد بن علي بن محبوب شيخ القميين في زمانه و وجدته بخط جدي أبي جعفر الطوسي رضوان الله جل جلاله عليه قال عن أيوب بن نوح عن عباس بن عامر عن ربيع بن محمد المسلي عن أبي سعيد عن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص من قال سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم مرة إذا أصبح و مرة إذا أمسى بعث الله ملكا إلى الجنة معه مكساح من الفضة يكسح له من طين الجنة و هو مسك أذفر ثم يغرس له غرسا ثم يحيط عليه حائطا ثم يبوب عليه بابا ثم يغلقه ثم يكتب على الباب هذا بستان فلان بن فلان أقول و رأيته قد رواه أيضا الربيع بن محمد المسلي في كتاب أصله بإسناده إلى محمد بن طلحة عن أبي عبد الله ع قال من قال سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم من غير عجب محا الله عنه ألف سيئة و أثبت له ألف حسنة و كتب له ألف   شفاعة و رفع له ألف درجة و خلق له من تلك الكلمة طائرا أبيض يقول سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم إلى يوم القيامة و يكتب لقائلها

 بيان قال الجوهري كسحت البيت كنسته و المكسحة ما يكنس به الثلج و غيره

40-  فلاح السائل، أقول روينا بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي رضوان الله جل جلاله عليه في أدعية المغرب دعاء العشرات فقال و يستحب أن يدعو بدعاء العشرات عند الصباح و عند المساء و أفضله بعد العصر يوم الجمعة و هو بسم الله الرحمن الرحيم سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحان الله آناءِ اللَّيْلِ وَ أَطْرافَ النَّهارِ سبحان الله بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ سبحان الله بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكارِ سبحان الله حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ سبحان ذي الملك و الملكوت سبحان ذي العزة و الجبروت سبحان ذي الكبرياء و العظمة الملك الحق المبين المهيمن القدوس سبحان الله الملك الحي الذي لا يموت سبحان الله الملك الحي القدوس سبحان القائم الدائم سبحان الدائم القائم سبحان ربي العظيم سبحان ربي الأعلى سبحان الحي القيوم سبحان العلي   الأعلى سبحانه و تعالى سبوح قدوس ربنا و رب الملائكة و الروح سبحان الدائم غير الغافل سبحان العالم بغير تعليم سبحان خالق ما يرى و ما لا يرى سبحان الذي يدرك الأبصار و لا تدركه الأبصار و هو اللطيف الخبير اللهم إني أصبحت منك في نعمة و خير و بركة و عافية فصل على محمد و آله و أتمم علي نعمتك و خيرك و بركاتك و عافيتك بنجاة من النار و ارزقني شكرك و عافيتك و فضلك و كرامتك أبدا ما أبقيتني اللهم بنورك اهتديت و بفضلك استغنيت و بنعمتك أصبحت و أمسيت اللهم إني أشهدك و كفى بك شهيدا و أشهد ملائكتك و أنبياءك و رسلك و حملة عرشك و سكان سماواتك و أرضك و جميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمدا عبدك و رسولك و أنك على كل شي‏ء قدير تحيي و تميت و تميت و تحيي و أشهد أن الجنة حق و النار حق و السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ و أشهد أن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين حقا حقا و أن الأئمة من ولده هم الأئمة الهداة المهديون غير الضالين و لا المضلين و أنهم أولياؤك المصطفون و حزبك الغالبون و صفوتك و خيرتك من خلقك و نجباؤك الذين انتجبتهم لدينك و اختصصتهم من خلقك و اصطفيتهم على عبادك و جعلتهم حجة على العالمين صلواتك عليهم أجمعين و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اللهم اكتب لي هذه الشهادة عندك حتى تلقنيها و أنت عني راض إنك على ما تشاء قدير اللهم لك الحمد حمدا يصعد أوله و لا ينفد آخره اللهم لك الحمد حمدا تضع لك السماء كنفيها و تسبح لك الأرض و من عليها اللهم لك الحمد حمدا سرمدا أبدا لا انقطاع له و لا نفاد و لك ينبغي و إليك ينتهي في و علي و لدي و معي و قبلي و بعدي و أمامي و فوقي و تحتي و إذا مت و بقيت فردا وحيدا و لك الحمد إذا نشرت و بعثت يا مولاي اللهم و لك الحمد و لك الشكر بجميع محامدك كلها على جميع نعمائك كلها حتى ينتهي الحمد إلى ما تحب ربنا

   و ترضى اللهم لك الحمد على كل أكلة و شربة و بطشة و قبضة و في كل موضع شعرة اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك و لك الحمد حمدا لا أمد له دون مشيتك و لك الحمد حمدا لا أجر لقائله إلا رضاك و لك الحمد على حلمك بعد علمك و لك الحمد على عفوك بعد قدرتك و لك الحمد باعث الحمد و لك الحمد وارث الحمد و لك الحمد بديع الحمد و لك الحمد منتهى الحمد و لك الحمد مبتدع الحمد و لك الحمد مشتري الحمد و لك الحمد ولي الحمد و لك الحمد قديم الحمد و لك الحمد صادق الوعد وفي العهد عزيز الجند قائم المجد و لك الحمد رفيع الدرجات مجيب الدعوات منزل الآيات من فوق سبع سماوات العظيم البركات مخرج النور من الظلمات و مخرج من في الظلمات إلى النور مبدل السيئات حسنات و جاعل الحسنات درجات اللهم لك الحمد غافر الذنب و قابل التوب شديد العقاب ذا الطول لا إله إلا أنت إليك المصير اللهم لك الحمد في اللَّيْلِ إِذا يَغْشى و لك الحمد في النَّهارِ إِذا تَجَلَّى و لك الحمد في الآخرة و الأولى و لك الحمد عدد كل نجم و ملك في السماء و لك الحمد عدد الثرى و الحصى و النوى و لك الحمد عدد ما في جوف الأرض و لك الحمد عدد أوزان مياه البحار و لك الحمد عدد أوراق الأشجار و لك الحمد عدد ما على وجه الأرض و لك الحمد عدد ما أحصى كتابك و لك الحمد عدد ما أحاط به علمك و لك الحمد عدد الإنس و الجن و الهوام و الطير و البهائم و السباع حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما تحب ربنا و ترضى و كما ينبغي لكرم وجهك و عز جلالك ثم تقول عشرا لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو اللطيف الخبير و تقول عشرا لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير و تقول عشرا أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه   و تقول عشرا يا الله يا الله و تقول عشرا يا رحمان يا رحمان و تقول عشرا يا رحيم يا رحيم و تقول عشرا يا بديع السماوات و الأرض و تقول عشرا يا ذا الجلال و الإكرام و تقول عشرا يا حنان يا منان و تقول عشرا يا حي يا قيوم و تقول عشرا يا الله لا إله إلا أنت و تقول عشرا بسم الله الرحمن الرحيم و تقول عشرا اللهم صل على محمد و آل محمد و تقول عشرا اللهم افعل بي ما أنت أهله و تقول عشرا آمين آمين و تقول عشرا قل هو الله أحد و تقول بعد ذلك اللهم اصنع بي ما أنت أهله و لا تصنع بي ما أنا أهله فإنك أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ و أنا أهل الذنوب و الخطايا فارحمني يا مولاي و أنت أرحم الراحمين و تقول عشرا لا حول و لا قوة إلا بالله توكلت على الحي الذي لا يموت الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً و هذا آخر دعاء العشرات

 بيان لهذا الدعاء أسانيد جمة و فيه اختلاف كثير بحسب اختلاف الروايات و لذا أوردناه في مواضع و قد أورده السيد في جمال الأسبوع بسنده إلى الشيخ بإسناده إلى ابن عقدة بثلاث أسانيد إلى أبي جعفر ع و هو مشتمل على أجر جزيل و ثواب عظيم لقراءته غدوة و عشية و في عصر يوم الجمعة و سيأتي في أعمال يوم الجمعة. و رواه في كتاب مهج الدعوات من كتاب الدعاء لسعد بن عبد الله بإسناده عن معاوية بن وهب عن الصادق ع و بسند آخر عن الحسين صلوات الله عليه و سنوردهما في كتاب الدعاء. و وجدته أيضا في كتاب عتيق من أصول أصحابنا أظنه من كتب محمد بن هارون   التلعكبري بسنده عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع أن أمير المؤمنين ع علمه الحسين ع و ما نقلناه هنا موافق لما رواه الشيخ ره في المصباح. قوله ع تضع لك السماء كنفيها أي تستحق الحمد من جميع الخلق حتى من السماء بأن تحمدك و تضع جانبيها عندك تذللا أو هو كناية عن حمد الملائكة في أطرافها و كذا تسبيح الأرض يحتمل الوجهين و على الثاني يخص من عليها بغير الملائكة و إن كان بعيدا و قال الكفعمي في الأولى يحتاج هنا إلى عائد إلى لفظ حمدا إلا أن يكون الحمد مصدر حمدت أو أحمدك حمدا و انقطع الكلام ثم ابتدأ فقال تضع انتهى. في و علي أي تستحق الحمد في جميع أموري و هو لازم علي و ما بعده كذلك لا منتهى له دون علمك أي دون عدد معلوماتك أي لا ينتهي إلى حد و دون الحمد الذي تعلم أنك تستحقه و الثاني في الفقرة الثانية لعله أظهر باعث الحمد أي يكون بتوفيقك وارث الحمد أي يصل إليك و أنت تستحقه أي تبقى بعد فناء الحامدين و حمدهم مشتري الحمد أي طلبت الحمد و وعدت عليه الجزاء فكأنك اشتريته. ولي الحمد أي أولى و أحق بالحمد أو متولي بمعنى أن ما يحمدك غيرك ليس بحمد تستحقه بل أنت كما أثنيت على نفسك أو أنت تلهم العباد حمدك و توفقهم لذلك رفيع الدرجات أي درجات كماله رفيعة لا تصل إليها العقول و قيل الدرجات مراتب المخلوقات أو مصاعد الملائكة إلى العرش أو السماوات أو درجات الثواب. مبدل السيئات حسنات إشارة إلى قوله سبحانه فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ   حَسَناتٍ و فسر بأن يمحو سوابق معاصيهم بالتوبة و يثبت مكانها لواحق طاعاتهم أو يبدل ملكة المعصية في النفس بملكة الطاعة و قيل بأن يوفقه لأضداد ما سلف منه أو بأن يثبت له بدل كل عقاب ثوابا. و جاعل الحسنات درجات أي في الجنان أو درجات مختلفة بحسب اختلاف الأشخاص و الأعمال و الطول الفضل إذا يغشى أي يغشى الشمس أو النهار أو كل ما يواريه بظلامه إذا تجلى أي يظهر بزوال ظلمة الليل أو تبين بطلوع الشمس و اللطيف في أسمائه تعالى هو الذي اجتمع له الرفق في الفعل و العلم بدقائق المصالح و إيصالها إلى ما قدرها له من خلقه و قد يقال هو العالم بخفايا الأمور الصانع لدقائق الأشياء و قد مر في كتاب التوحيد و الخبير أيضا العالم بخفايا الأمور أو بما كان و ما يكون من خبرت الأمر إذا عرفته على حقيقته و آمين بالمد و القصر اسم فعل بمعنى اللهم استجب لي و قيل معناه كذلك فليكن و هو مبني على الفتح

41-  فلاح السائل، و أمان الأخطار، أقول و يقول أيضا ما قال مولانا أمير المؤمنين ع عند مبيته على فراش النبي ص يقيه بمهجته من الأعداء فإنه من مهمات الدعاء عند الصباح و المساء وجدناه مرويا عن مولانا جعفر بن محمد الصادق ع أنه لما قدم إلى العراق حيث طلبه المنصور اجتمع إليه الناس فقالوا يا مولانا تربة قبر الحسين صلوات الله عليه شفاء من كل داء فهل من أمان من كل خوف فقال نعم إذا أراد أحدكم أن تكون أمانا من كل خوف فليأخذ السبحة من تربته و يدعو بدعاء المبيت على فراشه ثلاث مرات و هو أمسيت اللهم معتصما بذمامك و جوارك المنيع الذي لا يطاول و لا يحاول من شر كل غاشم و طارق من سائر من خلقت و ما خلقت من خلقك الصامت و الناطق من كل مخوف بلباس سابغة حصينة ولاء أهل بيت نبيك ع محتجبا من كل قاصد لي إلى أذية بجدار حصين الإخلاص في الاعتراف بحقهم و التمسك بحبلهم موقنا أن الحق لهم و معهم و فيهم و بهم أوالي من والوا و أجانب من جانبوا و أعادي من عادوا   فصل على محمد و آله و أعذني اللهم بهم من شر كل ما أتقيه يا عظيم حجزت الأعادي عني ببديع السماوات و الأرض إنا جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ثم يقبل السبحة و يضعها على عينيه و يقول اللهم إني أسألك بحق هذه التربة و بحق صاحبها و بحق جده و أبيه و بحق أمه و بحق أخيه و بحق ولده الطاهرين اجعلها شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف و حفظا من كل سوء ثم يضعها في جبينه فإن فعل ذلك في الغداة فلا يزال في أمان الله حتى العشاء و إن فعل ذلك في العشاء لا يزال في أمان الله حتى الغداة و يقول أيضا ما ذكره جدي أبو جعفر محمد بن الحسين الطوسي عند الغروب اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أسألك خير ليلتي هذه و خير ما فيها و أعوذ بك من شر ليلتي هذه و شر ما فيها اللهم إني أعوذ بك أن تكتب علي خطيئة أو إثما اللهم صل على محمد و آل محمد و اكفني خطيئتها و إثمها و أعطني يمنها و بركاتها و عونها و نورها اللهم نفسي خلقتها و بيدك حياتها و موتها اللهم فإن أمسكتها فإلى رضوانك و الجنة و إن أرسلتها فصل على محمد و آله و اغفر لها و ارحمها أقول و يقول أيضا ربي الله حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لا حول و لا قوة إلا بالله ما شاء الله كان أشهد و أعلم أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عِلْماً و أَحْصى كُلَّ شَيْ‏ءٍ عَدَداً اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي و من شر كل دابة ربي آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ اللهم أمسى خوفي مستجيرا بأمانك فصل على محمد و آله و آمني فإنك لا تخذل من آمنته اللهم أمسى جهلي مستجيرا بحلمك فصل على محمد و آله و عد علي بحلمك و فضلك إلهي أمسى فقري مستجيرا بغناك فصل على محمد و آله و ارزقني من فضلك

   الواسع الهني‏ء المري‏ء اللهم أمسى ذنبي مستجيرا بمغفرتك فصل على محمد و آله و اغفر لي مغفرة عزما جزما لا تغادر ذنبا و لا أرتكب بعدها محرما إلهي أمسى ذلي مستجيرا بعزك فصل على محمد و آله و أعزني عزا لا أذل بعده أبدا إلهي أمسى ضعفي مستجيرا بقوتك فصل على محمد و آله و قو في رضاك ضعفي إلهي أمسى وجهي البالي الفاني مستجيرا بوجهك الدائم الباقي الذي لا يبلى و لا يفنى فصل على محمد و آله و أجرني من عذاب النار و من شر الدنيا و الآخرة اللهم فصل على محمد و آله و افتح لي باب الأمر الذي فيه اليسر و العافية و النجاح و الرزق الكثير الطيب الحلال الواسع اللهم بصرني سبيله و هيئ لي مخرجه و من قدرت له من خلقك علي مقدرة بسوء فصل على محمد و آله و خذه عني من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته و الجم لسانه و قصر يده و أحرج صدره و امنعه من أن يصل إلي أو إلى أحد من أهلي و من يعنيني أمره أو شي‏ء مما خولتني و رزقتني و أنعمت به علي من قليل أو كثير بسوء يا من هو أقرب إلي مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ يا من يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ يا من هو بالمنظر الأعلى يا من لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت أعتقني من النار يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت تفضل علي بقضاء حوائجي في دنياي و آخرتي إنك على كل شي‏ء قدير

 أقول هذه الدعوات مذكورة في مصابيح الشيخ و الكفعمي و ابن الباقي و غيرهم بغير سند

ثم قال السيد في فلاح السائل و يقول ما روي أن زين العابدين ع قال ما أبالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي الإنس و الجن و هي بسم الله و بالله و من الله   و إلى الله و في سبيل الله اللهم إليك أسلمت نفسي و إليك وجهت وجهي و إليك فوضت أمري و إليك ألجأت ظهري فاحفظني بحفظ الإيمان من بين يدي و من خلفي و عن يميني و عن شمالي و من فوقي و من تحتي و ما قبلي و ادفع عني بحولك و قوتك فإنه لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و يقول أيضا ما روي في أدعية السر يا محمد و من أراد من أمتك حفظي و كلاءتي و معونتي فليقل عند صباحه و مسائه و نومه آمنت بربي إلى آخر ما مر في أدعية تعقيب صلاة الفجر و هو بهذا الموضع أنسب و إنما ذكرناه هناك تبعا للقوم ثم قال السيد ثم يقول ما روي في أدعية السر يا محمد قل للذين يريدون التقرب إلي اعلموا علما يقينا أن هذا الكلام أفضل ما أنتم متقربون به إلي بعد الفرائض و ذلك أن يقول اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا و لا له أدوم كرامة و لا عليه أبين فضلا و لا به أشد ترفقا و لا عليه أشد حيطة و لا عليه أشد تعطفا منك علي و إن كان جميع المخلوقين يعددون من ذلك مثل تعديدي فاشهد يا كافي الشهادة بأني أشهدك بنية صدق بأن لك الفضل و الطول في إنعامك علي و قلة شكري لك فيها يا فاعل كل إرادة صل على محمد و آله و طوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر و أوجب لي زيادة من إتمام النعمة بسعة الرحمة و المغفرة أنظرني خيرك و لا تقايسني بسوء سريرتي و امتحن قلبي لرضاك و اجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا و لا تجعله للزوم شبهة و لا فخر و لا رئاء يا كريم فإنه إذا قال ذلك أحبه أهل سماواتي و سموه الشكور و يقول أيضا اللهم ما قصرت عنه مسألتي و عجزت عنه قوتي و لم تبلغه فطنتي فيه صلاح أمر آخرتي و دنياي فصل على محمد و آله و افعله بي يا لا إله إلا أنت بحق   لا إله إلا أنت برحمتك في عافية سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

 أقول تلك الأدعية أوردها الشيخ و غيره في كتبهم و إن لم يكن لبعضها اختصاص بهذا الموضع

ثم قال السيد ره و إذا ذهبت الحمرة من أفق المشرق مع ارتفاع موانع مشاهدتها أو غلب الظن بزوالها عند الموانع الحائلة بين العبد و بين معرفتها و كان وقت حضور ملكي الليل بمقتضى المنقول من الروايات إذا كنت لا تعرف ذلك من طريق المراحم الربانيات فسلم عليهما مثل سلامك عند إقبال النهار و أشهد الله جل جلاله و أشهدهما بما أشهدت ملكي النهار فقد روى محمد بن يعقوب الكليني بإسناده في كتاب الكافي قال كان علي ع إذا أمسى قال مرحبا بالليل الجديد و الكتاب الشهيد اكتبا بسم الله ثم يذكر الله جل جلاله و إن شئت تأخير السلام عليهما إلى بعد صلاة المغرب فقد روي ذلك في بعض الأخبار أقول و رأيت في كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم عن أبي لبابة قال كان يقول إذا أمسى الحمد لله الذي ذهب بالنهار و جاء بالليل سكنا نعمة منه و فضلا اللهم اجعلنا من الشاكرين الحمد لله الذي عافاني في ليلي هذا فرب مبتلى قد ابتلي فيما مضى اللهم عافني فيما بقي منه و في الآخرة و قني عذاب النار و إذا أصبح قال مثل ذلك إلا أنه يقول و جاء بالنهار و رأيت في كتاب مسعدة بن زياد الربعي من أصول الشيعة ما هذا لفظه و عنه   عن جعفر بن محمد عن أبيه قال إن الليل إذا أقبل نادى بصوت يسمعه الخلائق إلا الثقلين يا ابن آدم إني خلق جديد إني على ما في شهيد فخذ مني فإني لو قد طلعت الشمس لم أرجع إلى الدنيا أبدا ثم لم تزدد في حسنه و لم تستعتب في من سيئة و كذلك يقول النهار إذا أدبر الليل

42-  نقل من خط الشهيد قدس سره قال روي عن أمير المؤمنين ع قال سألت النبي ص عن تفسير المقاليد فقال يا علي لقد سألت عظيما المقاليد هو أن تقول عشرا إذا أصبحت و عشرا إذا أمسيت لا إله إلا الله و الله أكبر سبحان الله و الحمد لله أستغفر الله لا حول و لا قوة إلا بالله هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل قدير من قالها عشرا إذا أصبح و عشرا إذا أمسى أعطاه الله خصالا ستا أولهن يحرسه من إبليس و جنوده فلا يكون لهم عليه سلطان و الثانية يعطى قنطارا في الجنة أثقل في ميزانه من جبل أحد و الثالثة يرفع الله له درجة لا ينالها إلا الأبرار و الرابعة يزوجه الله من الحور العين و الخامسة يشهده اثني عشر ملكا يكتبونها فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ يشهدون لها بها يوم القيامة و السادسة كان كمن قرأ التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان و كمن حج و اعتمر فقبل الله حجته و عمرته و إن مات من يومه أو ليلته أو شهره طبع بطابع الشهداء فهذا تفسير المقاليد

43-  البلد الأمين، عنه ع مثله

44-  بخط الشهيد ره روي عن ابن عباس قال قال رسول الله ص من قال إذا أصبح سبحان الله و بحمده ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله و كان آخر يومه عتيقا من النار

 و عن أبي أمامة الباهلي قال كان رسول الله ص إذا أصبح و أمسى دعا بهذه الدعوات اللهم أنت أحق من ذكر و أحق من عبد و أبصر من ابتغى و أرأف من ملك   و أجود من سئل و أوسع من أعطى أنت الملك لا شريك لك و الفرد لا ند لك كل شي‏ء هالك إلا وجهك و لن تطاع إلا بإذنك و لم تعص إلا بعلمك تطاع فتشكر و تعصى فتغفر أقرب شهيد و أدنى حفيظ حلت دون القلوب و أخذت بالنواصي و أثبت الآثار و فسخت الآجال القلوب لك مفضية و السر عندك علانية الحلال ما حللت و الحرام ما حرمت و الدين ما شرعت و الأمر ما قضيت و الخلق خلقك و العبد عبدك و أنت الله الرءوف الرحيم و أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات و الأرض و بكل حق هو لك و بحق السائلين عليك أن تقبلني في هذه الغداة أو في هذه العشية و أن تجيرني من النار بقدرتك

 بيان القلوب لك مفضية أي تبدي أسرارها لديك من قولهم أفضيت إلى فلان سري

45-  دعوات الراوندي، عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص من أصبح و لا يذكر أربعة أخاف عليه زوال النعمة أولها الحمد لله الذي عرفني نفسه و لم يتركني عميان القلب و الثاني يقول الحمد لله الذي جعلني من أمة محمد ص و الثالث يقول الحمد لله الذي جعل رزقي في يديه و لم يجعل رزقي في أيدي الناس و الرابع يقول الحمد لله الذي ستر ذنوبي و لم يفضحني بين الخلائق

 و كان زين العابدين ع يقول إذا أصبح عشر مرات أقدم بين يدي نسياني و عجلتي بسم الله و ما شاء الله على ما أستقبل في يومي هذا ذكرته أو نسيته و كذلك إذا أمسى

 و عن النبي ص قال دفع إلي جبرئيل ع عن الله تعالى هذه المناجاة في الاستعاذة اللهم إني أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء و أهوال عزائم الضراء فأعذني رب من صرعة البأساء و احجبني عن سطوات البلاء و نجني من مفاجاة النقم و   احرسني من زوال النعم و من زلل القدم و اجعلني اللهم في حمى عزك و حياطة حرزك من مباغتة الدوائر و معاجلة البوائر اللهم و أرض البلاء فاخسفها و جبال السوء فانسفها و كرب الدهر فاكشفها و علائق الأمور فاصرفها و أوردني حياض السلامة و احملني على مطايا الكرامة و اصحبني إقالة العثرة و اشملني ستر العورة و جد علي رب بآلائك و كشف بلائك و دفع ضرائك و ادفع عني كلاكل عذابك و اصرف عني أليم عقابك و أعذني من بوائق الدهور و أنقذني من سوء عواقب الأمور و احرسني من جميع المحذور و اصدع صفاة البلاء عن أمري و أشلل يده عني مدى عمري إنك الرب المجيد المبدئ المعيد الفعال لما يريد

 و قال الصادق ع لا تدع في كل صباح و مساء بسم الله و بالله فإن في ذلك صرف كل سوء و يقول ثلاثا عند كل صباح و مساء اللهم إني أصبحت في نعمة منك و عافية و ستر فصل على محمد و آل محمد و أتمم علي نعمتك و عافيتك و سترك و كان داود ع إذا أمسى قال ثلاثا اللهم خلصني من كل مصيبة نزلت الليلة من السماء و إذا أصبح قالها ثلاثا

46-  البلد الأمين، من أمالي سعد بن نصر عن سلمان الفارسي رض ما من عبد يقول حين يصبح ثلاثا الحمد لله رب العالمين الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه إلا صرف الله عنه سبعين نوعا من البلاء أدناها الهم

 و منه قال كان أمير المؤمنين ع يقول إذا أصبح سبحان الملك القدوس ثلاثا اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك و من تحويل عافيتك و من فجاءة نقمتك و من درك الشقاء و من شر ما سبق في الكتاب اللهم إني أسألك بعزة ملكك و شدة قوتك و بعظم سلطانك و بقدرتك على خلقك أن تصلي على محمد و آل محمد ثم تسأل حاجتك تقضى إن شاء الله تعالى

    الكافي، بسنده الموثق عن أبي عبد الله ع مثله إلى قوله و بعظم سلطانك و بقدرتك على خلقك ثم سل حاجتك

بيان أقول رواه في الكافي في موضعين في أحدهما ما سبق في الكتاب و هو أظهر و في الآخر ما سبق في الليل أي قدر في الليل من البلايا النازلة في النهار أو ما سبق مني في الليل بلا تدبر و تفكر في عاقبته و قيل أي البلايا النازلة فيه الطالبة لأملها و قوله ثم سل كأنه معطوف على المفهوم من السابق فإن النقل عن أمير المؤمنين ع متضمن لأمر المخاطب بقوله مثله فكأنه قال فقل هذا ثم سل حاجتك

 و منه بسنده عن العلاء بن كامل قال قال أبو عبد الله ع إن من الدعاء ما ينبغي لصاحبه إذا نسيه أن يقضيه يقول بعد الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد بيده الخير كله و هو على كل شي‏ء قدير عشر مرات و يقول أعوذ بالله السميع العليم عشر مرات فإذا نسي من ذلك شيئا كان عليه قضاؤه

47-  الكتاب العتيق، قال أخبرني السيد الأجل عبد الحميد بن فخار بن معد العلوي الحسيني الحائري في سنة ست و سبعين و ستمائة قال أخبرني والدي عن تاج الدين الحسن بن علي بن الدربي عن محمد بن عبد الله البحراني الشيباني عن أبي محمد الحسن بن علي عن علي بن إسماعيل عن يحيى بن كثير عن محمد بن علي القرشي عن أحمد بن سعيد عن علي بن الحكم عن الربيع بن محمد المسلي قال قرأت على عبد الله بن سلمى قال سمعت سيدنا الإمام جعفر بن محمد الصادق ع يقول من دعا إلى الله أربعين صباحا بهذا العهد كان من أنصار قائمنا ع و إن مات أخرجه الله إليه من قبره و أعطاه الله بكل كلمة ألف حسنة و محا عنه ألف سيئة و هو هذا العهد   اللهم رب النور العظيم و رب الكرسي الرفيع و رب البحر المسجور و منزل التوراة و الإنجيل و الزبور و رب الظل و الحرور و منزل الفرقان العظيم و رب الملائكة المقربين و رب الأنبياء و المرسلين اللهم إني أسألك باسمك الكريم و بنور وجهك المنير و ملكك القديم يا حي يا قيوم و أسألك باسمك الذي أشرقت به السماوات و الأرضون يا حيا قبل كل حي يا حيا بعد كل حي يا حيا لا إله إلا أنت اللهم بلغ مولانا الإمام المهدي القائم بأمر الله صلى الله عليه و على آبائه الطاهرين عن جميع المؤمنين و المؤمنات في مشارق الأرض و مغاربها و سهلها و جبلها و برها و بحرها و عني و عن والدي و ولدي و إخواني من الصلوات زنة عرش الله و مداد كلماته و ما أحصاه كتابه و أحاط به علمه اللهم إني أجدد له في صبيحة هذا اليوم و ما عشت به في أيامي عهدا و عقدا و بيعة له في عنقي لا أحول عنها و لا أزول اللهم اجعلني من أنصاره و أعوانه و الذابين عنه و المسارعين في حوائجه و الممتثلين لأوامره و المحامين عنه و المستشهدين بين يديه اللهم فإن حال بيني و بينه الموت الذي جعلته على عبادك حتما فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي مجردا قناتي ملبيا دعوة الداعي في الحاضر و البادي اللهم أرني الطلعة الرشيدة و الغرة الحميدة و اكحل مرهي بنظرة مني إليه و عجل فرجه و أوسع منهجه و اسلك بي محجته و أنفذ أمره و اشدد أزره و قو ظهره و اعمر اللهم به بلادك و أحي به عبادك فإنك قلت و قولك الحق ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ فأظهر اللهم وليك و ابن وليك و ابن بنت نبيك المسمى باسم رسولك صلواتك عليه و آله في الدنيا و الآخرة حتى لا يظفر بشي‏ء من الباطل إلا مزقه و يحق الله به الحق و يحققه اللهم و اجعله مفزعا للمظلوم من عبادك و ناصرا لمن لا يجد ناصرا غيرك و مجددا لما عطل من أحكام كتابك و مشيدا لما ورد من أعلام دينك و سنن نبيك ص و اجعله اللهم ممن حصنته من بأس المعتدين اللهم و سر نبيك محمدا ص برؤيته   و من تبعه على دعوته و ارحم استكانتنا من بعده اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الأمة بحضوره و عجل اللهم ظهوره إنهم يرونه بعيدا و نراه قريبا برحمتك يا أرحم الراحمين ثم تضرب على فخذك الأيمن بيدك ثلاثا و تقول العجل العجل العجل يا مولاي يا صاحب الزمان

 الجنة، ]جنة الأمان[ و البلد الأمين، و مصباح الزائر، عنه ع مثله بيان قال الجوهري مرهت العين مرها إذا فسدت لترك الكحل انتهى و إسناد الكحل إليه مجازي أو أطلق المره على العين المرهاء مجازا في الدنيا و الآخرة الظرف متعلق بالصلوات و التمزيق التخريق و التقطيع لما ورد كذا في ما وجدنا من النسخ و لعل الأفصح لما هد أو درس

48-  الفقيه، في الموثق عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله ع قال تقول إذا أصبحت و أمسيت أصبحنا و الملك و الحمد و العظمة و الكبرياء و الجبروت و الحكمة و الحلم و العلم و الجلال و الكمال و البهاء و القدرة و التقديس و التعظيم و التسبيح و التكبير و التهليل و التمجيد و السماح و الجود و الكرم و المجد و المن و الخير و الفضل و السعة و الحول و السلطان و القوة و العزة و القدرة و الفتق و الرتق و الليل و النهار و الظلمات و النور و الدنيا و الآخرة و الخلق جميعا و الأمر كله و ما سميت و ما لم أسم و ما علمت منه و ما لم أعلم و ما كان و ما هو كائن لله رب العالمين الحمد لله الذي أذهب بالليل و جاء بالنهار و أنا في نعمة منه و عافية و فضل عظيم الحمد لله الذي لَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ و الحمد لله الذي    يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ يُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ و يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ هُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ اللهم بك نمسي و بك نصبح و بك نحيا و بك نموت و إليك المصير أعوذ بك أن أذل أو أذل أو أضل أو أضل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك و طاعة رسولك اللهم لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني و هب لي من لدنك رحمة إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ثم تقول اللهم إن الليل و النهار خلقان من خلقك فلا تبتلني فيهما بجرأة على معاصيك و لا ركوب لمحارمك و ارزقني فيهما عملا متقبلا و سعيا مشكورا و تِجارَةً لَنْ تَبُورَ

 بيان و الملك أي و الحال أن الملك و جميع ما ذكر لله أو أصبح الملك و جميع ذلك لله و البهاء الحسن و يقال مجده أي أعظمه و أثنى عليه و السماح الجود و من عليه منا أنعم و الفضل الزيادة في الكمال أو الإحسان أذهب بالليل كذا في أكثر النسخ و الظاهر ذهب بالليل أو أذهب الليل كما في سائر الأدعية و قال بعض الأفاضل لم يقل ذهب بالليل لإيهامه ذهابه تعالى و يرد عليه أنه على هذا كان يكفي أن يقول أذهب بالليل و أيضا كان ينبغي أن يقول أيضا أجاء بالنهار للعلة المذكور و في التنزيل لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ و قد ذكر المحققون أن مع باء التعدية لا يفهم إلا ما يفهم من الفعل المتعدي و لا فرق بين قولنا ذهب به أو أذهبه و قيل زيدت الباء هنا لتأكيد التعدية و الصواب أنه من خطإ الكتاب و كان ذهب بالليل فزيدت الهمزة كما في بعض النسخ هنا و سائر الأدعية خلقان من خلقك المضبوط في النسخ و المسموع من المشايخ بالقاف و السيد الداماد قدس سره زيف هذه النسخة و شنع على من قرأ بها و قال إنه بالفاء و كسر الخاء لقوله تعالى وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ   خِلْفَةً و هو تصحيف لطيف مخالف للنسخ المعتبرة و اتباع المنقول أولى

49-  الكافي، بسنده عن يزيد بن كلثمة عن أبي عبد الله ع عن أبي جعفر ع قال تقول إذا أصبحت أصبحت بالله مؤمنا على دين محمد و سنته و دين الأوصياء و سنتهم آمنت بسرهم و علانيتهم و شاهدهم و غائبهم و أعوذ بالله مما استعاذ منه رسول الله ص و علي ع و الأوصياء ع و أرغب إلى الله فيما رغبوا إليه و لا حول و لا قوة إلا بالله

 منه بسنده الصحيح عن محمد بن مسلم قال قال أبو عبد الله ع إن علي بن الحسين ع كان إذا أصبح قال أبتدئ يومي هذا بين يدي نسياني و عجلتي بسم الله و ما شاء الله فإذا فعل ذلك العبد أجزأه مما نسي في يومه

 بيان أبتدئ في يومي هذا أي أفتتح يومي أو أبتدئ في يومي هذا باسمه تعالى أو يقال بسم الله و ما شاء الله عطف على بسم الله أو على اسم الله و قيل على أبتدئ و هو بعيد فالكلام يحتمل وجوها نذكر منها اثنين الأول أن يكون المعنى أنه لما لزم في مقام العبودية و التخلي عن المراد و الإرادة أن يفوض جميع أموره إلى ربه و يعلم أنه مالك نفعه و ضره و لا يستعين إلا به و بأسمائه فلا بد أن يكون جميع أفعاله مقرونة بالتسمية و المشيئة لفظا و معنا و لسانا و قلبا و قد يغفل عن ذلك للنظر إلى الأسباب الظاهرة و الغفلة عن مسبب الأسباب و قد ينسى التسمية التي لا بد من ذكرها و تذكرها عند كل فعل و أيضا قد يترك قول ما شاء الله عند تجدد نعم الله و تذكر أنها من قبل الله كما قال سبحانه لَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ و تركهما إما للغفلة أو للتعجيل في الأمر فيذكر في أول يومه هذين القولين و يتذكر   هاتين العقيدتين ليكون كل أفعاله في هذا اليوم مقرونة بهما و إن تحققت الفاصلة بينهما و هذا من فضل الله تعالى عليه و إنما ذكر النسيان فقط لأن العجلة تصير سببا للنسيان فهو من قبيل عطف السبب على المسبب و هذا مما خطر بالبال و هو أحسن الوجوه و له مزيدات في سائر الأدعية. الثاني ما ذكره بعض الأفاضل و هو أن يكون المعنى أبتدئ قبل كل عمل قبل أن أنسى الله سبحانه و أعجل عن ذكره إلى غيره و قوله إذا فعل ذلك الظاهر أنه من كلام الصادق ع

50-  الكافي، بإسناده عن أبي عبد الله ع قال إذا أمسيت قل اللهم إني أسألك عند إقبال ليلك و إدبار نهارك و حضور صلاتك و أصوات دعاتك أن تصلي على محمد و آل محمد و ادع بما أحببت

51-  الكافي، بإسناده عن الفضل بن أبي قرة عن أبي عبد الله ع قال ثلاث تناسخها الأنبياء من آدم ع حتى وصلن إلى رسول الله ص كان إذا أصبح يقول اللهم إني أسألك إيمانا تباشر به قلبي و يقينا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي و رضني بما قسمت لي و رواه بعض أصحابنا و زاد فيه حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا و صلى الله على محمد و آله

 و روي عن أبي عبد الله ع الحمد لله الذي أصبحنا و الملك له و أصبحت عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك في قبضتك اللهم ارزقني من فضلك رزقا من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب و احفظني من حيث أحتفظ و من حيث لا أحتفظ اللهم ارزقني من فضلك و لا تجعل لي حاجة إلى أحد من خلقك اللهم ألبسني العافية و ارزقني   عليها الشكر يا واحد يا أحد يا صمد يا الله الذي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ يا الله يا رحمان يا رحيم يا مالك الملك و رب الأرباب و يا سيد السادات يا الله و يا لا إله إلا أنت اشفني بشفائك من كل داء و سقم فإني عبدك و ابن عبدك أتقلب في قبضتك

 بيان كأن المراد بالتناسخ الانتساخ و نسخ بعضهم عن بعض أو من تناسخ الميراث أي التداول في القاموس نسخ الكتاب كمنع كتبه عن معارضة كاستنسخه و انتسخه و التناسخ و المناسخة في الميراث موت ورثة بعد ورثة و أصل الميراث قائم لم يقسم و تناسخ الأزمنة تداولها. تباشر به قلبي أي تجده في قلبي فكأنك حين وجدانك إياه في قلبي باشرته أو تكون بسبب ذلك مباشرا لقلبي أي محبتك و معرفتك أو يكون ممتدا في قلبي إلى يوم ألقاك عند الموت أو في القيامة إيمانا كاملا تكون بسبه مالكا لأزمة نفسي مدبرا لأمور قلبي أو يكون الباء للتعدية أي تجعله مباشرا لقلبي أو على سبيل القلب أي إيمانا يقينيا يباشرك به قلبي و يراك

 كما قال ص اعبد الله كأنك تراه

و أكثر الوجوه مما خطر بالبال و الأول أظهر و قال الفيروزآبادي وكل إليه الأمر وكلا و وكولا سلمه و تركه قوله في قبضتك كناية عن استيلائه و تسلطه عليه فإن ما كان في كف الإنسان يقدر على التصرف فيه كيف شاء و منه قوله تعالى وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ. من حيث أحتسب أي أظن و أتوقع و الاحتفاظ بمعنى التحفظ و التحرز و في النهاية السيد يطلق على الرب و المالك و الشريف و الفاضل و الكريم و الحليم و المقدم و لعل الداء الأمراض الروحانية و السقم العلل الجسمانية أتقلب في قبضتك في بعض نسخ الدعاء أتقلب في   قبضتك بقدرتك أي أتصرف في الأمور حال كوني في قبضتك و قضائك و قدرك إشارة إلى الأمر بين الأمرين

52-  الكافي، بإسناده عن محمد بن علي رفعه إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه كان يقول اللهم إني و هذا النهار خلقان من خلقك اللهم لا تبتلني به و لا تبتله بي اللهم و لا تره مني جرأة على معاصيك و لا ركوبا لمحارمك اللهم اصرف عني الأزل و اللأواء و البلوى و سوء القضاء و شماتة الأعداء و منظر السوء في نفسي و مالي قال و ما من عبد يقول حين يمسي و يصبح رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد ص نبيا و بالقرآن بلاغا و بعلي إماما ثلاثا إلا كان حقا على الله عز و جل أن يرضيه يوم القيامة قال و كان يقول ع إذا أمسى أصبحنا لله شاكرين و أمسينا لله حامدين فلك الحمد كما أمسينا لك مسلمين سالمين قال و إذا أصبح قال أمسينا لله شاكرين و أصبحنا لله حامدين و الحمد لله كما أصبحنا لك مسلمين سالمين

 بيان ابتلاء الإنسان باليوم الابتلاء بالبلايا و المصائب فيه فكأن اليوم أوقعه فيها فالإسناد مجازي و يحتمل أن يكون الباء بمعنى في و ابتلاء اليوم بالإنسان أن يوقع فيه الكفر أو المعاصي الأزل الضيق و الشدة و اللأواء الشدة و ضيق المعيشة و منظر السوء المنظر ما نظرت إليه فأعجبك أو ساءك و الإضافة بيانية أو هو مصدر ميمي و السوء بالفتح و الضم و الأول هنا أصح و أفصح أي النظر إلى أمر يسوؤه في نفسه أو ماله و بالقرآن بلاغا أي كفاية أو تبليغا لرسالات الله و قد   وصفه الله تعالى في مواضع كثيرة منه

53-  الكافي، بسنده الصحيح و الحسن عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال ما من عبد يقول إذا أصبح قبل طلوع الشمس الله أكبر الله أكبر كبيرا و سبحان الله بكرة و أصيلا و الحمد لله رب العالمين كثيرا لا شريك له و صلى الله على محمد و آله إلا ابتدرهن ملك و جعلهن في جوف جناحه و صعد بهن إلى السماء الدنيا فتقول الملائكة ما معك فيقول معي كلمات قالهن رجل من المؤمنين و هي كذا و كذا فيقولون رحم الله من قال هؤلاء الكلمات و غفر له و قال كلما مر بسماء قال لأهلها مثل ذلك فيقولون رحم الله من قال هؤلاء الكلمات و غفر له حتى ينتهي بها إلى حملة العرش فيقول لهم إن معي كلمات تكلم بهن رجل من المؤمنين و هي كذا و كذا فيقولون رحم الله هذا العبد و غفر له انطلق بهن إلى حفظة كنوز مقالة المؤمنين فإن هؤلاء كلمات الكنوز حتى يكتبهن في ديوان الكنوز

 و منه بسنده الموثق عن أبي عبد الله ع قال إذا أصبحت فقل اللهم إني أعوذ بك من شر ما خلقت و ذرأت و برأت في بلادك لعبادك اللهم إني أسألك بجلالك و جمالك و حلمك و كرمك كذا و كذا

 بيان من شر ما خلقت الأفعال الثلاثة متقاربة في المعنى و قد يطلق الخلق على التقدير أو الإيجاد بعد التقدير و الذرء بخلق الذرية كالبرء بخلق الحيوانات كما روي كثيرا و برأ النسمة و يمكن التعميم في الجميع فالتكرار للتأكيد و يمكن أن يراد بالخلق التقدير و بالذر خلق الإنسان أو خلق الإنس و الجن و بالبرء خلق سائر الأشياء أو بالأول ما ليس فيه روح و بالثاني الإنس و الجن و بالثالث سائر الحيوانات. و قوله و عبادك عطف على بلادك أي شر ما خلقت بين عبادك أو ما خلقت   فيهم من أعضائهم و قواهم و مكايدهم أو عطف على الموصول تخصيصا بعد التعميم و الجلال عظمة الذات أو الصفات السلبية و الجمال حسن الصفات أو الصفات الثبوتية و الحلم و الكرم يرجعان إلى حسن الأفعال

54-  الكافي، بسنده الحسن كالصحيح عن زرارة عن أبي جعفر ع قال يقول بعد الصبح الحمد لرب الصباح الحمد لفالق الإصباح ثلاث مرات اللهم افتح لي باب الأمر الذي فيه اليسر و العافية اللهم هيئ لي سبيله و بصرني مخرجه اللهم إن كنت قضيت لأحد من خلقك على مقدرة بالشر فخذه من يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من تحت قدميه و من فوق رأسه و اكفنيه بما شئت و من حيث شئت و كيف شئت

 إيضاح قال الجوهري يقال ما لي عليك مقدرة و مقدرة و مقدرة أي قدرة قوله ع من بين يديه أي سد عليه باب الحيلة و الفرج من جميع الجهات و قال البيضاوي في قوله سبحانه ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ أي من جميع الجهات الأربع مثل قصده إياهم بالتسويل و الإضلال من أي وجه يمكنه بإتيان العدو من الجهات الأربع و لذلك لم يقل من فوقهم و من تحت أرجلهم. و قيل لم يقل من فوقهم لأن الرحمة تنزل منه و لم يقل من تحتهم لأن الإتيان منه يوحش و عن ابن عباس من بين أيديهم من قبل الآخرة و من خلفهم من قبل الدنيا وَ عَنْ أَيْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ من جهة حسناتهم و سيئاتهم. و يحتمل أن يقال مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ من حيث يعلمون و يقدرون التحرز عنه وَ مِنْ خَلْفِهِمْ من حيث لا يعلمون و لا يقدرون وَ عَنْ أَيْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ من جهة يتيسر   لهم أن يعلموا و يتحرزوا و لكن لم يفعلوا لعدم تيقظهم و احتياطهم. و إنما عدي الفعل في الأولين بحرف الابتداء لأنه منها متوجه إليهم و في الآخرين بحرف المجاوزة لأن الآتي منهما كالمنحرف عنهم المار على عرضهم و نظيره جلست عن يمينه

55-  الكافي، بسنده عن أبي جعفر ع قال من قال إذا أصبح اللهم إني أصبحت في ذمتك و جوارك اللهم إني أستودعك ديني و نفسي و دنياي و آخرتي و أهلي و مالي و أعوذ بك يا عظيم من شر خلقك جميعا و أعوذ بك من شر ما يبلى به إبليس و جنوده إذا قال هذا الكلام لم يضره يومه ذلك شي‏ء و إذا أمسى فقال لم يضره تلك الليلة شي‏ء إن شاء الله تعالى

 بيان ما يبلس به إبليس كذا في أكثر النسخ و في بعضها ما يلبس من التلبيس و هو ظاهر و أما الأول فقال الفيروزآبادي البلس محركة من لا خير عنده أو عنده إبلاس و شر و أبلس يئس و تحير و منه سمي إبليس. و قال الجزري فيه فتأشب أصحابه حوله و أبلسوا حتى ما أوضحوا بضاحكة أبلسوا أي سكتوا و المبلس الساكت من الحزن أو الخوف و الإبلاس الحيرة و منه الحديث أ لم تر الجن و إبلاسها أي تحيرها أو دهشتها انتهى فالمعنى من شر الذنوب التي صارت سببا ليأس إبليس من رحمة الله أو ما يسكت فيه حيلة و مكرا ليتم إضلاله و يمكن أن يكون استعمل بأحد المعاني السابقة متعديا و إن لم يرد في اللغة أو يكون اشتقاقا جعليا أي ما يعمل فيه شيطنته

56-  الكافي، بسنده الحسن كالصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع اللهم لك الحمد أحمدك و أستعينك و أنت ربي و أنا عبدك أصبحت على عهدك و وعدك و أومن بوعدك و أوفى بعهدك ما استطعت و لا حول و لا قوة   إلا بالله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أصبحت على فطرة الإسلام و كلمة الإخلاص و ملة إبراهيم و دين محمد على ذلك أحيا و عليه أموت إن شاء الله أحيني ما أحييتني و أمتني إذا أمتني على ذلك و ابعثني إذا بعثتني على ذلك أبتغي بذلك رضوانك و اتباع سبيلك إليك ألجأت ظهري و إليك فوضت أمري آل محمد أئمتي ليس لي أئمة غيرهم بهم آتم و إياهم أتولى و بهم أقتدي اللهم اجعلهم أوليائي في الدنيا و الآخرة و اجعلني أوالي أولياءهم و أعادي أعداءهم في الدنيا و الآخرة و ألحقني بالصالحين و آبائي معهم

 و منه بسند لا يقصر عن الصحيح عن أبي عبد الله ع قال قلت له علمني شيئا أقوله إذا أصبحت و إذا أمسيت فقال قل الحمد لله الذي يفعل ما يشاء و لا يفعل ما يشاء غيره الحمد لله كما يحب الله أن يحمد الحمد لله كما هو أهله اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا و آل محمد و أخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا و آل محمد صلى الله على محمد و آل محمد

 و منه بسنده المعتبر عندي عن أبي عبيدة الحذاء قال قال أبو جعفر ع من قال حين يطلع الفجر لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير عشر مرات و صلى الله على محمد و آله عشر مرات و سبح خمسا و ثلاثين مرة و هلل خمسا و ثلاثين مرة و حمد الله خمسا و ثلاثين مرة لم يكتب في ذلك الصباح من الغافلين و إذا قالها في المساء لم يكتب في تلك الليلة من الغافلين

 بيان كان النكتة في التعبير في الأول بالصباح و في الثاني بالليلة إن في اليوم غالبا متيقظ مشتغل بالأعمال فيمكن أن يكون في سائر اليوم غافلا بخلاف الليل   فإن في أكثره نائم غالبا فيتفضل الله عليه بأن يكتبه في جميع الليل ذاكرا لافتتاحه بالذكر كما أنه إذا نام متطهرا يكتب كذلك إلى أن ينتبه مع أنه يمكن أن يكون المراد بالصباح جميع اليوم أو بالليلة أولها. و قوله ع لم يكتب من الغافلين إشارة إلى قوله تعالى وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِيفَةً وَ دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ وَ لا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ و إلى أنه يكفي هذا الذكر لإطاعة الأمر الوارد في تلك الآية وَ لا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ

57-  الكافي، بسنده عن داود الرقي عن أبي عبد الله قال لا تدع أن تدعو بهذا الدعاء ثلاث مرات إذا أصبحت و ثلاث مرات إذا أمسيت اللهم اجعلني في درعك الحصينة التي تجعل فيها من تريد فإن أبي ع كان يقول هذا من الدعاء المخزون

 و منه بسنده عن أحدهما ع قال من قال اللهم إني أشهدك و أشهد ملائكتك المقربين و حملة عرشك المصطفين إنك أنت الله لا إله إلا هو الرحمن الرحيم و أن محمدا عبدك و رسولك و أن فلان بن فلان إمامي و وليي و أن أباه رسول الله ص و عليا و الحسن و الحسين و فلانا و فلانا حتى ينتهي إليه أئمتي و أوليائي و على ذلك أحيا و عليه أموت و عليه أبعث يوم القيامة و أبرأ من فلان و فلان فإن مات في ليلته دخل الجنة

 و منه بإسناده عن أبي عبد الله ع قال من قال هذا حين يمسي حف بجناح من الجنحة جبرئيل ع حتى يصبح أستودع الله العلي الأعلى الجليل العظيم نفسي و من يعنيني أمره أستودع الله نفسي المرهوب المخوف المتضعضع لعظمته كل شي‏ء   ثلاث مرات

 بيان و من يعنيني أمره أي يشغلني و يهمني قوله نفسي المرهوب كذا في النسخ و الظاهر تأخير نفسي عن كل شي‏ء مع قوله و من يعنيني أمره بل يزيد فيها نفسي و أهلي و مالي و ولدي كما مر في تعقيب كل صلاة و على أي حال المرهوب صفة للجلالة و في القاموس تضعضع خضع و ذل و افتقر

58-  عدة الداعي، قال رسول الله ص قال الله يا ابن آدم اذكرني بعد الصبح ساعة و بعد العصر ساعة أكفك ما أهمك

 و قال الباقر ع إن إبليس عليه لعائن الله يبث جنود الليل من حين تغيب الشمس و حين تطلع فأكثروا ذكر الله في هاتين الساعتين و تعوذوا بالله من شر إبليس و جنوده و عوذوا صغاركم في تينك الساعتين فإنهما ساعتا غفلة

 و قال الصادق ع في قول الله تبارك و تعالى وَ ظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ قال هو الدعاء قبل طلوع الشمس و قبل غروبها و هي ساعة إجابة

 و عن الصادق ع قال كان رسول الله ص يستغفر الله غداة كل يوم سبعين مرة و يتوب إلى الله سبعين مرة قال قلت و كيف كان يقول أستغفر الله و أتوب إليه فقال كان يقول أستغفر الله سبعين مرة و يقول أتوب إلى الله سبعين مرة

 و روي عن الصادق ع أملوا أول صحائفكم خيرا و آخرها خيرا يغفر لكم ما بينهما

 و روي عن أبي الدرداء أنه قيل له ذات يوم احترقت دارك فقال لم تحترق فجاء مخبر آخر فقال احترقت دارك فقال لم تحترق فجاء ثالث فأجابه بذلك ثم انكشف الأمر عن احتراق جميع ما حولها سواها فقيل له بم علمت بذلك قال سمعت النبي ص يقول من قال هذه الكلمات صبيحة يومه لم يصبه سوء فيه و من قالها   في مساء ليلته لم يصبه سوء فيها و قد قلتها و هي اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت و أنت رب العرش العظيم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن أعلم أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عِلْماً اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي و من شر كل دابة أنت آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ

59-  البلد الأمين، في كتاب الأنوار للتميمي عن النبي ص من قرأ حين يصبح سبعا فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ حفظه الله عز و جل يومه ذلك

 و منه عن الصادق ع من قال في صبيحة يومه ثلاثا بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي‏ء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم لم يصبه بلاء حتى يمسي و كذا من قالها مساء ثلاثا

 دعوات الراوندي، عن النبي ص مثله

60-  المهج، ]مهج الدعوات[ روي أن الخضر و إلياس يجتمعان في كل موسم فيفترقان عن هذا الدعاء و هو بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله ما شاء الله كل نعمة من الله ما شاء الله الخير كله بيد الله عز و جل ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله قال فمن قالها حين يصبح ثلاث مرات أمن من الحرق و السرق و الخرق

61-  معاني الأخبار، عن علي بن أحمد الطبري عن الحسين بن علي بن زكريا عن خراش مولى أنس عن أنس قال قال رسول الله ص لذكر الله بالغدو و الآصال خير من حطم السيوف في سبيل الله عز و جل يعني لمن ذكر الله عز و جل بالغدو و يذكر ما كان منه في ليله من سوء عمله و استغفر الله و تاب إليه فإذا انتشر في ابتغاء ما قسم الله له انتشر و قد حطت عنه سيئاته و غفرت له ذنوبه   و إذا ذكر الله عز و جل بالآصال و هي العشيات راجع نفسه فيما كان منه يومه ذلك من سرف على نفسه و إضاعة لأمر ربه و إذا ذكر الله عز و جل و استغفر الله تعالى و أناب راح إلى أهله و قد غفرت له ذنوب يومه و إنما تحمد الشهادة أيضا إذا كان من تائب إلى الله مستغفر من معصية الله عز و جل

 بيان حطم السيوف كسرها أي يقاتل حتى يحطم سيفه أو يحطم سيوف الكفار و على التقديرين كناية عن شدة القتال و كثرة الضراب

62-  المهج، ]مهج الدعوات[ حرز للإمام جعفر بن محمد الصادق ع علي بن عبد الصمد عن عم والده محمد بن علي بن عبد الصمد عن جعفر بن محمد الدوريستي عن والده عن الصدوق محمد بن بابويه قال و حدثني جدي عن أبيه علي بن عبد الصمد عن محمد بن إبراهيم القاشي المجاور بالمشهد الرضوي عن الصدوق عن أبيه عن شيوخه عن محمد بن عبد الله الإسكندري قال كنت من ندماء أبي جعفر المنصور و خواصه و كنت صاحب سره فبينا أنا إذ دخلت عليه ذات يوم فرأيته مغتما فقلت له ما هذا الفكر يا أمير المؤمنين قال فقال لي يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة مائة أو يزيدون و قد بقي سيدهم و إمامهم فقلت له من ذلك يا أمير المؤمنين قال جعفر بن محمد رأس الروافض و سيدهم فقلت له يا أمير المؤمنين إنه رجل قد شغلته العبادة عن طلب الملك و الخلافة فقال لي قد علمت أنك تقول به و بإمامته و لكن الملك عقيم قد آليت على نفسي أن لا أمسي عشيتي حتى أفرغ منه ثم دعا بسياف و قال له إذا أنا أحضرت أبا عبد الله و شغلته بالحديث و وضعت قلنسوتي فهو العلامة بيني و بينك فاضرب عنقه فأمر بإحضار الصادق ع فأحضر في تلك الساعة و لحقته في الدار و هو يحرك شفتيه فلم أدر ما الذي قرأ إلا أنني رأيت القصر يموج كأنه سفينة فرأيت أبا جعفر   المنصور يمشي بين يديه كما يمشي العبد بين يدي سيده حافي القدمين مكشوف الرأس يحمر ساعة و يصفر أخرى و أخذ بعضد الصادق ع و أجلسه على سرير ملكه في مكانه و جثا بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه ثم قال ما الذي جاء بك إلينا هذه الساعة يا ابن رسول الله قال دعوتني فأجبتك قال ما دعوتك إنما الغلط من الرسول ثم قال له سل حاجتك يا ابن رسول الله قال أسألك أن لا تدعوني لغير شغل قال لك ذلك و انصرف أبو عبد الله ع فلما انصرف نام أبو جعفر و لم ينتبه إلى نصف الليل فلما انتبه كنت جالسا عند رأسه قال لا تبرح يا محمد من عندي حتى أقضي ما فاتني من صلاتي و أحدثك بحديث قلت سمعا و طاعة يا أمير المؤمنين فلما قضى صلاته قال اعلم أني لما أحضرت سيدك أبا عبد الله و هممت بما هممت به من سوء رأيت تنينا قد حوى بذنبه جميع داري و قصري و قد وضع شفته العليا في أعلاها و السفلى في أسفلها و هو يكلمني بلسان طلق ذلق عربي مبين يا منصور إن الله تعالى بعثني إليك و أمرني إن أنت أحدثت في عبدي الصالح الصادق حدثا ابتلعتك و من في الدار جميعا فطاش عقلي و ارتعدت فرائصي و اصطكت أسناني قال محمد قلت ليس هذا بعجيب فإن أبا عبد الله ع وارث علم النبي ص و جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و عنده من الأسماء و الدعوات التي لو قرأها على الليل المظلم لأنار و على النهار المضي‏ء لأظلم فقال محمد بن عبد الله فلما مضى ع استأذنت من أبي جعفر لزيارة مولانا الصادق ع فأجاب و لم يأب فدخلت عليه و سلمت و قلت له أسألك يا مولاي بحق جدك رسول الله أن تعلمني الدعاء الذي قرأته عند دخولك على أبي جعفر في ذلك اليوم قال لك ذلك فأملاه علي ثم قال هذا حرز جليل و دعاء عظيم نبيل من قرأه صباحا كان في أمان الله إلى العشاء و من قرأه عشاء كان في حفظ الله تعالى إلى الصباح و قد علمنيه أبي باقر علوم الأولين و الآخرين عن أبيه سيد العابدين عن أبيه سيد الشهداء

   عن أخيه سيد الأصفياء عن أبيه سيد الأوصياء عن محمد سيد الأنبياء صلى الله عليهم استخرجه من كتاب الله العزيز الذي لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ و هو بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هداني للإسلام و أكرمني بالإيمان و عرفني الحق الذي عنه يؤفكون و النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ و سبحان الله الذي رفع السماء بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها و أنشأ جنات المأوى بلا أمد تلقونها و لا إله إلا الله السابغ النعمة الدافع النقمة الواسع الرحمة و الله أكبر ذو السلطان المنيع و الإنشاء البديع و الشأن الرفيع و الحساب السريع اللهم صل على محمد عبدك و رسولك و نبيك و أمينك و شهيدك التقي النقي البشير النذير السراج المنير و آله الطيبين الأخيار ما شاء الله تقربا إلى الله ما شاء الله توجها إلى الله ما شاء الله تلطفا بالله و ما شاء الله ما يكن من نعمة فمن الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله أعيذ نفسي و شعري و بشري و أهلي و مالي و ولدي و ذريتي و ديني و دنياي و ما رزقني ربي و ما أغلقت عليه أبوابي و أحاطت به جدراني و ما أتقلب فيه من نعمه و إحسانه و جميع إخواني و أقربائي و قراباتي من المؤمنين و المؤمنات بالله العظيم و بأسمائه التامة العامة الكاملة الشافية الفاضلة المباركة المنيفة المتعالية الزاكية الشريفة الكريمة الطاهرة العظيمة المخزونة المكنونة التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر و بأم الكتاب و فاتحته و خاتمته و ما بينهما من سورة شريفة و آية محكمة و شفاء و رحمة و عوذة و بركة و بالتوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان و بصحف إبراهيم و موسى و بكل كتاب أنزله الله و بكل رسول أرسله الله و بكل حجة أقامها الله و بكل برهان أظهره الله و بكل آلاء الله و عزة الله و عظمة الله و قدرة الله و سلطان الله و جلال الله و منعة الله و من الله و عفو الله و حلم الله و حكمة الله و غفران الله و ملائكة الله و كتب الله و برسل الله و أنبيائه و محمد رسول الله و أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و عليهم

   أجمعين من غضب الله و سخط الله و نكال الله و عقاب الله و أخذ الله و بطشه و اجتياحه و احتشائه و اصطلامه و تدميره و سطواته و نقمته و جميع مثلاته و من إعراضه و صدوده و تنكيله و توكيله و خذلانه و دمدمته و تخليته و من الكفر و النفاق و الشك و الشرك و الحيرة في دين الله و من شر يوم النشور و الحشر و الموقف و الحساب و من شر كتاب قد سبق و من زوال النعمة و تحويل العافية و حلول النقمة و موجبات الهلكة و من مواقف الخزي و الفضيحة في الدنيا و الآخرة و أعوذ بالله العظيم من هوى مرد و قرين مله و صاحب مسه و جار موذ و غنى مطغ و فقر منس و قلب لا يخشع و صلاة لا ترفع و دعاء لا يسمع و عين لا تدمع و نفس لا تقنع و بطن لا يشبع و عمل لا ينفع و استغاثة لا تجاب و غفلة و تفريط يوجبان الحسرة و الندامة و من الرياء و السمعة و الشك و العمى في دين الله و من نصب و اجتهاد يوجبان العذاب و من مرد إلى النار و من ضلع الدين و غلبة الرجال و سوء المنظر في الدين و النفس و الأهل و المال و الولد و الإخوان و عند معاينة ملك الموت و أعوذ بالله العظيم من الغرق و الحرق و الشرق و السرق و الهدم و الخسف و المسخ و الحجارة و الصيحة و الزلازل و الفتن و العين و الصواعق و البرق و القود و القرد و الجنون و الجذام و البرص و أكل السبع و ميتة السوء و جميع أنواع البلايا في الدنيا و الآخرة و أعوذ بالله العظيم من شر السامة و الهامة و اللامة و الخاصة و العامة و الحامة و من شر أحداث النهار و من شر طوارق الليل و النهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان و من درك الشقاء و سوء القضاء و جهد البلاء و شماتة الأعداء و تتابع العناء و الفقر إلى الأكفاء و سوء الممات و سوء المحيا و سوء المنقلب و أعوذ بالله العظيم من شر إبليس و جنوده و أعوانه و أتباعه و من شر الجن و الإنس و من شر الشيطان و من شر السلطان و من شر كل ذي شر و من شر ما أخاف و أحذر و من شر فسقة العرب و العجم و من شر فسقة الإنس و الجن و من

   شر ما في النور و الظلم و من شر ما هجم أو دهم و من شر كل سقم و هم و آفة و ندم و من شر الليل و النهار و البر و البحر و من شر الفساق و الدغار و الفجار و الكفار و الحساد و الجبابرة و الأشرار و من شر ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما يَعْرُجُ فِيها و من شر ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَ ما يَخْرُجُ مِنْها و من شر كل دابة ربي آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ و أعوذ بالله العظيم من شر ما استعاذ منه الملائكة المقربون و الأنبياء المرسلون و الشهداء و عبادك الصالحون محمد و علي و فاطمة و الحسن الحسين و الأئمة المهديون و الأوصياء و الحجج المطهرون عليهم السلام و رحمة الله و بركاته و أسألك أن تعطيني من خير ما سألوكه و أن تعيذني من شر ما استعاذوا بك منه و أسألك من الخير كله عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم و أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ اللهم من أرادني في يومي هذا و فيما بعده من الأيام من جميع خلقك كلهم من الجن و الإنس قريب أو بعيد ضعيف أو شديد بشر أو مكروه أو مساءة بيد أو بلسان أو بقلب فأحرج صدره و ألجم فاه و أفحم لسانه و اشدد سمعه و أقمح بصره و أرعب قلبه و اشغله بنفسه و أمته بغيظه و اكفناه بما شئت و كيف شئت و أنى شئت بحولك و قوتك إنك على كل شي‏ء قدير اللهم اكفني شر من نصب لي حده و اكفني مكر المكرة و أعني على ذلك بالسكينة و الوقار و ألبسني درعك الحصينة و أحيني ما أحييتني في سترك الواقي و أصلح حالي كله أصبحت في جوار الله ممتنعا و بعزة الله التي لا ترام محتجبا و بسلطان الله المنيع محترزا معتصما و متمسكا و بأسماء الله الحسنى كلها عائذا أصبحت في حمى الله الذي لا يستباح و في ذمة الله التي لا تخفر و في حبل الله الذي لا يجذم و في جوار الله الذي لا يستضام و في منع الله الذي لا يدرك و في ستر الله الذي لا يهتك و في عون الله الذي لا يخذل   اللهم اعطف علينا قلوب عبادك و إمائك و أوليائك برأفة منك و رحمة إنك أنت أرحم الراحمين و حسبي الله و كفى سمع الله لمن دعا ليس وراء الله منتهى و لا دون الله ملجأ من اعتصم بالله نجا كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ تحصنت بالله العظيم و اعتصمت بالله الذي لا يموت و رميت كل عدو لنا بلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين

 إيضاح طلاقة اللسان و ذلاقته حدته و فصاحته و عذوبته يقال لسان طلق ذلق و طلق ذلق و طلق ذلق و الطيش ذهاب العقل و الفريصة اللحمة التي بين جنب الدابة و كتفها لا تزال ترعد و كأنها استعيرت لسائر الأعضاء و المفاصل و اصطكاك الأسنان ضرب بعضها على بعض عند الارتعاد يؤفكون أي يصرفون بغير عمد أي أساطين جمع عماد ترونها صفة لعمد أو استئناف للاستشهاد برؤيتهم السماوات كذلك. و إضافة الجنات إلى المأوى لبيان أنها المأوى الحقيقي و الدنيا منزل ارتحال و قيل جنات المأوى نوع من الجنان بلا أمد أي غاية و نهاية زمانا أو مكانا تلقونها أي ستلقونها أنها كذلك و على الثاني يمكن أن يكون التقييد لبيان أن لها غاية بحسب المكان لكن لا يمكن للإنسان الوصول إليها و على التقادير ترونها و تلقونها في الدعاء على الخطاب العام. ما شاء الله أي كان توجها إلى الله أي أعترف بالمشية لتوجهي إلى الله و للتقرب إليه أو متوجها و متقربا أو توجهت إلى الله توجها و كذا تلطفا أي لطلب لطفه أو طالبا له و المنيف المشرف المرتفع لا يجاوزهن بر و لا فاجر أي يصل تأثيرها إليهما أو لا يمكن لهما أن يمنعا تأثيرها أو مضامينها عامة شاملة لهما كالرحمن و الرازق و الخالق.   و الاجتياح الاستيصال و كذا الاصطلام و الاجتثاث الاقتلاع و التدمير الإهلاك و المثلات العقوبات و الصدود الإعراض و نكل به تنكيلا جعله نكالا و عبرة لغيره و توكيله أن يكله إلى غيره. و قال الجوهري دمدمت الشي‏ء ألزقته بالأرض و طحطحته و دمدم الله عليهم أهلكهم و من شر كتاب قد سبق أي ألواح التقدير و فائدة الاستعاذة المحو و الإثبات. و قرين مله قال الكفعمي ره أي مشغل عن ذكر الله و صاحب مسه أي مغفل عن ذكر الله و فقر منس أي عن الله أو عن نعمه السالفة و الحاصلة و من نصب أي تعب و اجتهاد أي سعى في العبادة يوجبان العذاب لكونهما على جهة البدعة أو الرياء أو مع عدم التدين بالحق كما قال تعالى عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً و قال الكفعمي قدس الله سره ضلع الدين بفتحتين ثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء و قال الشرق الشجا و الغصة و في الحديث يؤخرون الصلاة إلى شرق الموتى أي إلى أن يبقى من الشمس مقدار ما يبقى من حياة من شرق بريقه عند الموت انتهى. و الحجارة أي استحقاقها بنزولها من السماء أو بالرجم و أمثاله و العين كذا في النسخ أي تأثير العين و لا يبعد أن يكون بالنونين قال في النهاية في حديث طهفة برئنا إليك من الوثن و العنن العنن الاعتراض كأنه قال برئنا إليك من الشرك و الظلم و قيل أراد به الخلاف و الباطل و منه حديث سطيح أو فاز فاز لم به شأو العنن يريد اعتراض الموت و سبقه أو بالغين المعجمة و الباء الموحدة محركة بمعنى الضعف و النسيان

    و الخدعة في البيع. و البرق أي البروق المحرقة و في الجنة و في بعض نسخ المهج البرد إما بسكون الراء أو بالتحريك و في بعض النسخ بالجمع بينهما البرق و البرد هو بالتحريك المراد إصابته و ضرره بالإنسان و الزروع و الأشجار و الثمار كما قال سبحانه مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ و قال الكفعمي البرد بفتحتين يجوز أن يكون معناه الموت و برد فلان أي مات و يجوز أن يكون معناه الاتخام و هي جمع بردة و في الحديث أصل كل داء البردة و هي التخمة على المعدة و سميت بردة لأنها تبرد المعدة و لا يستمرئ الطعام انتهى و لا يخفى أن ما ذكرنا أنسب بالمقام. قال قدس سره القود القصاص و يجوز أن يكون استعاذ من البخل و رجل أقود أي بخيل و قوله ع و القرد أي الذل و قرد فلان و أقرد أي سكت عن عي و ذل و في الحديث و إياكم و الأقراد قيل و ما هو قال الرجل يكون منكم أميرا فيأتيه المسكين و الأرملة فيقول لهم مكانكم حتى أنظر في حوائجكم و يأتيه الغني فيقول عجلوا في قضاء حوائجه. أقول و زاد في النهاية و يترك الآخرين مقردين يقال أقرد الرجل إذا سكت ذلا و أصله أن يقع الغراب على البعير فيلقط القردان فيقر و يسكن لما يجد من الراحة و قال أقرد أي سكن و ذل و قال الفيروزآبادي قرد الرجل كفرح سكت عيا كأقرد و قرد و أسنانه صغرت و العلك فسد طعمه و كضرب جمع و كسب و في السقاء جمع سمنا أو لبنا و بالتحريك هنات صغار تكون دون السحاب لم تلتئم و لجلجة في اللسان و قرد ذلل و ذل و خدع و خضع و أقرد سكت و سكن و ذل انتهى فيظهر منه معان أخرى لا تخفى على المتأمل و يحتمل أن يكون بكسر القاف كما في بعض النسخ أي المسخ قردة

    كما وقع في سائر الأمم. و حامة الرجل خاصته و من يقرب منه و العناء النصب و التعب و الفقر إلى الأكفاء أي الأمثال و إنما خص بهم لأن الافتقار إليهم و السؤال منهم أشد على النفس و سوء المنقلب أي الانقلاب إلى الأخوة أو أعم منه و من الانقلاب من الأسفار و الأسواق و قال الفيروزآبادي هجم عليه هجوما انتهى إليه بغتة أو دخل بغير إذن أو دخل و قال دهمك غشيك و قال ألم به نزل انتهى. وَ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ كالتقادير و ملائكة العذاب و الأمطار و الثلوج و الصواعق وَ ما يَعْرُجُ فِيها من الأعمال و الملائكة و الشياطين و الأدخنة و الأبخرة و ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ أي يدخل فيها كالغيوث و الأموات و الجن و الشياطين و الحبوب و الدفائن وَ ما يَخْرُجُ مِنْها كالحيوانات و الفلزات و النباتات و المياه. أَنْ يَحْضُرُونِ بكسر النون دليلا على الياء المحذوفة و أحرج صدره أي ضيقه و الإلجام كناية عن المنع من الكلام قال في النهاية الممسك عن الكلام يمثل بمن ألجم نفسه بلجام و الإفحام أيضا الإسكان و المنع من الكلام و الإقماح رفع الرأس و غض البصر يقال أقمحه الغل إذا ترك رأسه مرفوعا من ضيقه و منه قوله تعالى إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ. نصب لي حده أي حدته و طيشه أو حد سلاحه و في القاموس أحمى المكان جعله حمى لا يقرب و الخفر الغدر و نقض العهد و الجذم القطع

63-  المهج، ]مهج الدعوات[ الحرز الكامل لإمام الساجدين علي بن الحسين زين العابدين ع و هو يخرج من كتاب الله سبحانه و تعالى يقرأ في كل صباح و مساء و هو هذا بسم الله الرحمن الرحيم الله أكبر الله أكبر الله أكبر و أعلى و أجل و أعظم مما أخاف و أحذر أستجير بالله عز جار الله و جل ثناء الله و لا إله إلا الله وحده   لا شريك له و صلى الله على محمد و آله و سلم كثيرا اللهم بك أعيذ نفسي و ديني و أهلي و مالي و ولدي و من يعنيني أمره اللهم بك أعوذ و بك ألوذ و بك أصول و إياك أعبد و إياك أستعين و عليك أتوكل و أدرأ بك في نحر أعدائي و أستعين بك عليهم و أستكفيكهم فاكفنيهم بما شئت و كيف شئت و حيث شئت بحقك لا إله إلا أنت إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَ مَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَرى قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا اخْسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلِّمُونِ إني أخذت بسمع من يطالبني بالسوء بسمع الله و بصره و قوته بقوة الله و حبله المتين فليس لهم علينا سبيل و لا سلطان إن شاء الله سترت بيننا و بينهم بستر النبوة الذي ستر الله لأنبيائه من الفراعنة جبرائيل عن أيماننا و ميكائيل عن يسارنا و الله مطلع علينا وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ و شاهت الوجوه فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَ انْقَلَبُوا صاغِرِينَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فهم لا يبصرون وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً سبحان الله بُكْرَةً وَ أَصِيلًا حسبي الله من خلقه حسبي الله الذي يكفي و لا يكفي منه شي‏ء حسبي الله و نعم الوكيل حسبي الله الذي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أُولئِكَ   الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ

 أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام و اكنفنا بركنك الذي لا يرام و أعذنا بسلطانك الذي لا يضام و ارحمنا بقدرتك يا رحمان اللهم لا تهلكنا و أنت بنا بر يا رحمان أ تهلكنا و أنت ربنا و حصننا و رجاؤنا حسبي الرب من المربوبين حسبي الخالق من المخلوقين حسبي الرازق من المرزوقين حسبي من لم يزل حسبي حسبي الذي لا يمن على الذين يمنون حسبي الله و نعم الوكيل و صل الله على محمد و آله و سلم كثيرا اللهم أصبحت في حماك الذي لا يستباح و ذمتك التي لا تخفر و جوارك الذي لا يضام و أسألك اللهم بعزتك و قدرتك أن تجعلني في حرزك و أمنك و عياذك و عدتك و عقدك و حفظك و أمانك و منعك الذي لا يرام و عزك الذي لا يستطاع من غضبك و سوء عقابك و سوء أحداث النهار و طوارق الليل إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان اللهم يدك فوق كل يد و عزتك أعز من كل عزة و قوتك أقوى من كل قوة و سلطانك أجل و أمنع من كل سلطان أدرأ بك في نحور أعدائي و أستعين بك عليهم و أعوذ بك من شرورهم و ألجأ إليك فيما أشفقت عليه منهم فأجرني منهم يا أرحم الراحمين وَ قالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ وَ كَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَ لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً   أعيذ نفسي و أهلي و مالي و ولدي و جميع ما تلحقه عنايتي و جميع نعم الله عندي بسم الله الذي خضعت له الرقاب و بسم الله الذي خافته الصدور و بسم الله الذي وجلت منه النفوس و بسم الله الذي قال به للنار كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ وَ أَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ و بسم الله الذي ملأ الأركان كلها و بعزيمة الله التي لا تحصى و بقدرة الله المستطيلة على جميع خلقه من شر من في هذه الدنيا و من شر سلطانهم و سطواتهم و حولهم و قوتهم و غدرهم و مكرهم و أعيذ نفسي و أهلي و مالي و ولدي و ذوي عنايتي و جميع نعم الله عندي بشدة حول الله و شدة قوة الله و شدة بطش الله و شدة جبروت الله و بمواثيق الله و طاعته على الجن و الإنس بسم الله الذي يُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً و بسم الله الذي فلق البحر لبني إسرائيل و بسم الله الذي ألان لداود الحديد و بسم الله الذي الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ و من شر جميع من في هذه الدنيا و من شر جميع من خلقه و من أحاط به علمه و من شر كل ذي شر و من شر حسد كل حاسد و سعاية كل ساع و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم شأنه اللهم بك أستعين و بك أستغيث و عليك أتوكل و أنت رب العرش العظيم اللهم صل على محمد و آل محمد و احفظني و خلصني من كل معصية و مصيبة نزلت في هذا اليوم و في هذه الليلة و في جميع الليالي و الأيام من السماوات و الأرض إنك على كل شي‏ء قدير بسم الله على نفسي و مالي و أهلي و ولدي بسم الله على كل شي‏ء أعطاني ربي بسم الله خير الأسماء بسم الله رب الأرض و السماء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي‏ء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم اللهم رضني بما قضيت و عافني بما

   أمضيت حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت اللهم إني أعوذ بك من أضغاث الأحلام و أن يلعب بي الشيطان في اليقظة و المنام بسم الله تحصنت بالحي الذي لا يموت من شر ما أخاف و أحذر و رميت من يريد بي سوءا أو مكروها بين يدي و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و أعوذ بالله من شركم و شركم تحت أقدامكم و خيركم بين أعينكم و أعيذ نفسي و ما أعطاني ربي و ما ملكته يدي و ذوي عنايتي بركن الله الأشد و كل أركان ربي شداد اللهم توسلت بك إليك و تحملت بك عليك فإنه لا ينال ما عندك إلا بك أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكفيني شر ما أحذر و ما لا يبلغه حذاري إنك على كل شي‏ء قدير و هو عليك يسير جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن شمالي و إسرافيل أمامي و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم مخرج الولد من الرحم و رب الشفع و الوتر سخر لي ما أريد من دنياي و آخرتي و اكفني ما أهمني إنك على كل شي‏ء قدير اللهم إني عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل علي قضائك أسألك بكل اسم سميت به نفسك و أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل القرآن ربيع قلبي و نور بصري و شفاء صدري و جلاء حزني و ذهاب همي و قضاء ديني لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ يا حي حين لا حي يا محيي الأموات و القائم على كل نفس بما كسبت يا حي لا إله إلا أنت برحمتك التي وسعت كل شي‏ء استعنت فأعني و اجمع لي خير الدنيا و الآخرة و اصرف عني شرهما بمنك و سعة فضلك اللهم إنك مليك مقتدر و ما تشاء من أمر يكن فصل على محمد و آله و فرج عني و اكفني ما أهمني إنك على ذلك قادر يا جواد يا كريم اللهم بك أستفتح و بك أستنجح و بمحمد عبدك و رسولك إليك أتوجه اللهم   سهل لي حزونته و ذلل لي صعوبته و أعطني من الخير أكثر مما أرجو و اصرف عني من الشر أكثر مما أخاف و أحذر و ما لا أخاف و لا أحذر و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله على محمد و آله و حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ نِعْمَ الْمَوْلى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ

 بيان قال الجوهري كنفت الرجل أكنفه أي حطته و صنته و قال ركن الشي‏ء جانبه الأقوى و هو يأوي إلى ركن شديد أي عز و منعة و قال العقد العهد ملأ الأركان أي أركان الخلق من السماوات و الأرضين و العرش و الكرسي و غيرها قوله و غدرهم في بعض النسخ و جذرهم بالجيم و الذال المعجمة و هو القطع و الاستيصال و الأول أظهر و السعاية بالكسر الإفساد و النميمة. بسم الله على نفسي أي أقرأ عليها التسمية لحفظها أو أستعين باسمه تعالى لنفسي فعلى بمعنى اللام و عافني فيما أمضيت أي من الجزع و ارتكاب ما يخالف رضاك أو عافني قضاء السوء و الأول أنسب بما بعده تحت أقدامكم كناية عن نسيانهم و تركهم له و محوهم إياه قال في النهاية فيه إلا أن كل دم و مأثرة تحت قدمي هاتين أراد إخفاءها و إعدامها و إذلال أمر الجاهلية و نقص سننها و خيركم بين أعينكم أي يكون دائما منظورا لكم و مقصودكم. و في النهاية فيه تحملت بعلي على عثمان في أمري أي استشفعت به إليه

 و قال في حديث الدعاء اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي

جعله ربيعا له لأن الإنسان يرتاح قلبه في الربيع من الأزمان و يميل إليه أو كما أن الربيع زمان نمو الأشجار و ظهور الأنهار و الثمار فكذلك اجعل القرآن سببا لنمو الإيمان و اليقين و ظهور أزهار الحقائق و أنوار المعارف فيه و قال الفيروزآبادي الاستفتاح الاستنصار

64-  المهج، ]مهج الدعوات[ حرز آخر لسيد الساجدين ع يقرأ في كل صباح و مساء بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله و بالله سددت أفواه الجن و الإنس و الشياطين و السحرة و الأبالسة من الجن و الإنس و السلاطين و من يلوذ بهم بالله العزيز الأعز   و بالله الكبير الأكبر بسم الله الظاهر الباطن المكنون المخزون الذي أقام به السماوات و الأرض ثم استوى على العرش بسم الله الرحمن الرحيم وَ وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ قالَ اخْسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلِّمُونِ وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَ قَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ و صلى الله على محمد و آله الطاهرين

 بيان الظاهر الباطن صفتان للذات الأقدس و المكنون المخزون صفتان للاسم و يحتمل كون الجميع أوصافا للذات فإن كنه ذاته و صفاته سبحانه مكنون مخزون عن غيره أو كلها أوصافا للاسم فإنه ظاهر لبعض و باطن عن بعض و الهمس الصوت الخفي

65-  المهج، ]مهج الدعوات[ دعاء لمولانا الحسين بن علي ع إذا أصبح و أمسى بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله و بالله و إلى الله و في سبيل الله و على ملة رسول الله ص توكلت على الله و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إني أسلمت نفسي إليك و وجهت وجهي إليك و فوضت أمري إليك إياك أسأل العافية من كل سوء في الدنيا و الآخرة اللهم إنك تكفيني من كل أحد و لا يكفيني منك أحد فاكفني من كل أحد ما أخاف و أحذر و اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا فإنك تعلم و لا أعلم و تقدر و لا   أقدر و أنت على كل شي‏ء قدير برحمتك يا أرحم الراحمين

66-  المهج، ]مهج الدعوات[ روى أنس عن النبي ص أنه قال من استعمله كل صباح و مساء وكل الله عز و جل به أربعة أملاك يحفظونه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و كان في أمان الله عز و جل لو اجتهد الخلائق عن الجن و الإنس أن يضاروه ما قدروا و هو بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله خير الأسماء بسم الله رب الأرض و السماء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه سم و لا داء بسم الله أصبحت و على الله توكلت بسم الله على قلبي و نفسي بسم الله على عقلي و ديني بسم الله على أهلي و مالي بسم الله على ما أعطاني ربي بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي‏ء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم الله ربي لا أشرك به شيئا الله أكبر الله أكبر الله أعز و أجل مما أخاف و أحذر عز جارك و جل ثناؤك و لا إله غيرك اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي و من شر كل سلطان شديد و من شر كل شيطان مريد و من شر كل جبار عنيد و من شر قضاء السوء و من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إنك على صراط مستقيم و أنت الله على كل شي‏ء قدير إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

67-  مجموع الدعوات، لمحمد بن هارون التلعكبري دعاء لجعفر بن محمد الصادق ع عند الصباح اللهم يا مدرك الهاربين و يا ملجأ الخائفين و يا غياث المستغيثين و يا منتهى رغبة السائلين و يا مجيب دعوة المضطرين يا حق يا مبين يا ذا الكيد المتين   و يا منصف المظلومين من الظالمين يا مؤمن أوليائه من عذاب مهين يا من يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ و خفيات لحظ الجفون و سرائر القلب المكنون و ما كان و ما يكون يا رب السماوات و الأرضين و الملائكة المقربين و الأنبياء المرسلين يا شاهدا لا يغيب يا غالبا غير مغلوب يا من هو على كل قدير و على كل أمر حسيب و من كل عبد قريب يا إله الماضين و الغابرين و رب المقرين و الجاحدين و إله الصامتين و الناطقين و رب الأحياء و الميتين يا الله يا رباه يا عزيز يا حليم يا غفور يا رحيم يا أول يا قديم يا شكور يا عليم يا سميع يا بصير يا لطيف يا خبير يا قاهر يا غفار يا جبار يا خالق يا رازق يا فاتق يا راتق يا صادق يا واجد يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد يا حي يا موجود يا معبود يا طالب يا غالب يا مدرك يا مهلك يا جليل يا جميل يا كريم يا متفضل يا جواد يا سمح يا فارج الهم يا كاشف الغم يا منزل الحق يا قابل الصدق يا بديع السماوات و الأرضين يا نورهما يا عمادهما يا فاطرهما يا ممسكهما يا ذا البلاء الجميل و الطول الجليل يا ذا السلطان الذي لا يرام و العز الذي لا يضام يا ذا الآلاء و الامتنان يا معروفا بالإحسان يا ظاهرا بلا مشافهة يا باطنا بلا ملامسة يا سابق الأشياء بنفسه يا أولا بلا غاية يا آخرا بلا نهاية يا فاعلا بلا انتصاب يا عالما بلا اكتساب يا ذا الأسماء الحسنى و الصفات المثلى و المثل الأعلى يا من قصرت عن وصفه ألسن الواصفين و انقطعت عنه أفكار المتفكرين و علا و تكبر عن صفات الملحدين و جل و عز عن عبث العابثين و تبارك و تعالى عن كذب الكاذبين و أباطيل المبطلين و أقاويل العادلين يا من بطن فخبر و ظهر فقدر و أعطى فشكر و علا فقهر يا رب العين و الأثر و الجن و البشر و الأنثى و الذكر و البحث و النظر و الغيم و المطر و الشمس و القمر يا شاهد النجوى يا كاشف الغم يا دافع البلوى يا غاية كل ذي شكوى

   يا نعم النصير و المولى يا من على العرش استوى يا من له ما في السماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى يا منعم يا محسن يا مجمل يا مفضل يا كافي يا شافي يا مغيث يا مقيت يا محيي يا مميت يا من يرى و لا يرى و لم يستعن بساطع الضياء لإحصاء عدد الأشياء يا عالي الجد يا غالب الجند يا من له على كل شي‏ء أيد و في كل شي‏ء كيد يا من لا يشغله كبير عن صغير و لا خطير عن حقير و لا عسير عن يسير يا فعالا بغير مباشرة و علاما بغير معاشرة و قادرا بغير مكاثرة يا من بدأ بالنعمة قبل استحقاقها و الزيادة قبل استيهالها و الفضيلة قبل استيجابها يا من أنعم على المؤمن و الكافر و استصلح الصالح و الفاسد عليه و رد المعاند و الشارد عنه إليه يا من أهلك بعد البينة و أخذ بعد قطع المعذرة و أقام الحجة و درأ عن القلوب الشبهة و أقام الدلالة و قاد إلى معاينة الآية يا بارئ الجسد و موسع البلد و مجري القوت و منزل الغيث و سامع الصوت و سابق الفوت و منشر العظم بعد الموت يا رب المعجزات مطر و نبات و آباء و أمهات و بنين و بنات و ذاهب و آت و ليل داج و سماء ذات أبراج و أرض ذات فجاج و بحر عجاج و نجوم منورة و رياح تدور و مياه تفور و مهاد موضوع و سقف مرفوع و بلاء مدفوع و كلام مسموع و يقظة و منام و سباع و أنعام و دواب و عوام و غمام و ركام و أمور ذات نظام و من شتاء و مصيف و ربيع و خريف و يانع و قطيف و ماض و خليف أنت خلقت هذا فأحسنت و سويت فأحكمت و نبهت على الطاعة فأنعمت فلم يبق إلا شكري و الانقياد لطاعتك و ذكر محامدك فإن عصيتك فلك الحجة و إن أطعتك فلك المنة يا من يمهل و لا يعجل و يعلم و لا يجهل و يعطي و لا يبخل يا أحق من حمد و عبد و سئل و رجي و اعتمد أسألك بكل اسم مقدس مطهر مكنون اخترته لنفسك   و بكل ثناء عال رفيع كريم رضيت به مدحة لك و أتوجه إليك بجودك و كرمك و عزك و جلالك و عفوك و امتنانك و بحقك الذي هو أعظم من حقوق خلقك يا الله يا رباه يا الله يا رباه يا الله يا رباه و أرغب إليك أولا و آخرا و خاصا و عاما بحق محمد الأمي رسولك سيد المرسلين و نبيك إمام المتقين و بالرسالة التي أداها و العبادة التي اجتهد فيها و المحنة التي صبر عليها و الديانة التي حض على العمل بها منذ وقت خلقك إياه إلى أن توفيته و ما بين ذلك من أقواله الحكيمة و أفعاله الكريمة و مقاماته المشهودة و ساعاته المحمودة أن تصلي عليه كما وعدته من نفسك و تعطيه أفضل ما أمل من ثوابك و تزلف لديك منزلته و تعلم عندك درجته و تبعثه المقام المحمود الذي وعدته و تورده حوض الكرم و الجود و تبارك عليه بركة عامة تامة نامية سامية زاكية عالية فاضلة طيبة مباركة لا انقطاع لدوامها و لا نقيصة في كمالها و لا مزيد إلا في قدرتك عليها و أن تزيده بعد ذلك مما أنت أعلم به و أوسع له و تريني ذلك حتى أزداد في الإيمان به بصيرة و في محبته ثباتا و حجة و على آله الطيبين الأخيار المنتجبين الأصفياء الأتقياء الأبرار اللهم إني أصبحت لا أملك لنفسي ضرا و لا نفعا و لا حياة و لا موتا و لا نشورا قد ذل مصرعي و استكان مضجعي و ظهر ضري و انقطع عذري و قل ناصري و أسلمني أهلي و والدي و ولدي بعد قيام حجتك علي و ظهور براهينك عندي و وضوح أدلتك لي اللهم و قد أكدى الطلب و أعيت الحيل و تغلقت الطرق و ضاقت المذاهب و درست الآمال إلا منك و انقطع الرجاء إلا من جهتك و أخلفت العدات إلا عدتك اللهم و إن مناهل الرجاء لك مترعة و أبواب الدعاء لمن دعاك مفتحة و الاستغاثة لمن استغاث بك مباحة و أنت لداعيك بموضع إجابة و للقاصد إليك

   قريب المسافة و للصارخ إليك ولي الإغاثة اللهم و إن في موعدك عوضا عن منع الباخلين و مندوحة عما في أيدي المستأثرين و دركا من حيل المؤاربين و الراحل نحوك يا رب قريب منك لأنك لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الأعمال السيئة دونك و إني لنفسي لظلوم و بعذري لجهول إلا أن ترحمني و تعود بحلمك علي و تدرأ عقابك و تلحظني بالعين التي هديتني بها من حيرة الشك و رفعتني بها من هوة الجهل و نعشتني بها من فتنة الضلالة اللهم و قد علمت أن أفضل زاد الراحل إليك عزم إرادة و إخلاص نية و صادق طوية و ها أنا مسكينك بائسك أسيرك سائلك منيخ بفنائك قارع باب رجائك اللهم و أنت آنس الآنسين لأوليائك و أحرى بكفاية المتوكلين عليك و أولى بنصر الواثق بك سري إليك مكشوف و أنا في سؤالك ملهوف لأنني عاجز و أنت قدير و أنا صغير و أنت كبير و أنت غني و أنا فقير إذا أوحشتني الغربة آنسني ذكرك و إذا أضبت علي الأمور استجرت بك و إذا تلاحكت علي الشدائد أملتك و أين تذهب بي عنك يا مولاي و أنت أقرب من وريدي و أحضر من عديدي و أوجد في معقولي و أصح في مكاني و أزمة الأمور كلها بيدك صادرة عن قضائك مذعنة بالخضوع لقدرتك ذات فاقة إلى عفوك فقيرة إلى رحمتك اللهم و قد شملتني الخصاصة و علتني الحاجة و توسمت بالذلة و غلبتني المسكنة و هذا الوقت الذي وعدت أولياءك فيه الإجابة اللهم فامسح ما بي بيمينك الشافية و انظر إلي بعينك الراحمة و أقبل علي بوجهك ذي الجلال و الإكرام فإنك إذا أقبلت به على أسير فككته و على ضال هديته و على حائر آويته و على ضعيف قويته و على فقير أغنيته   اللهم لا تخلني من يدك و لا تتركني لقا لعدوك و لا توحشني من لطائفك الخفية و كفايتك الجميلة و إن شردت عليك فارددني إليك فإنك ترد الشارد و تصلح الفاسد و أنت على كل شي‏ء قدير اللهم تولني ولاية تغنيني بها عما سواها و أعطني عطية لا أحتاج إلى أحد معها فإنها ليست بنكر من عطيتك و لا ببدع من ولايتك اللهم ارفع بفضلك سقطتي و نجني من ورطتي و أقلني عثرتي يا منتهى رغبتي و غياثي في كربتي و صاحبي عند شدتي و رحماني و رحيمي في دنياي و آخرتي صل على محمد و آل محمد و استجب دعائي و لا تقطع رجائي بجودك و كرمك يا أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين إنك على كل شي‏ء قدير

 توضيح الفتق الشق و الرتق ضده و هما كنايتان عن إبرام الأمور و نقضها و الظاهر هو الذي ظهر فوق كل شي‏ء و علا عليه و قيل هو الذي عرف بطرق الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أفعاله و أوصافه و الباطن هو المحتجب عن أبصار الخلائق و أوهامهم و قيل هو العالم بما بطن يقال بطنت الأمر إذا عرفت باطنه و المعنيان الثانيان هما أنسب. يا سابق الأشياء بنفسه أي سبقهم بنفسه لا بزمان يقارنه فيكون قديما معه أو هو علة لها بلا استعانة غيره أو سبقهم بذاته فلا يمكن للخلق إدراكه أو لا يمكنهم أن يصلوا إليه بضر أو سوء و المثلى الفضلى و له المثل الأعلى أي الصفة الأعلى و هو الوجوب الذاتي و الغناء المطلق و النزاهة عن صفات المخلوقين و قيل المراد به المثل المضروب بالحق لقوله سبحانه و تعالى مَثَلُ نُورِهِ الآية و أمثاله   و أقوال العادلين أي الذين يعدلون بالله غيره يقال عدلوا بالله أي أشركوا به و جعلوا له مثلا. يا رب العين و الأثر أي الجواهر و الأعراض أو الأعمال أيضا باعتبار التوفيق و الخذلان كما ينبغي أن يقال في البحث و النظر و في النهاية المقيت هو الحفيظ و قيل المقتدر و قيل الذي يعطي أقوات الخلائق و هو من أقاته يقيته إذا أعطاه قوته و هو لغة في قاته يقوته و أقاته أيضا إذا حفظه بغير مكاثرة أي من الجنود و الأعوان و يقال شرد البعير نفر و هو شارد و الدرء الدفع و الداجي المظلم و الأبراج جمع البرج بالتحريك و هو المضي‏ء البين المعلوم أو جمع البرج بالضم من بروج السماء و الأول أظهر. و الفج الطريق الواسع بين الجبلين و نجوم منورة و في بعض النسخ تمور أي تموج و تضطرب و المهاد الأرض و الموضوع خلاف المرفوع و الركام بالضم تل الرمل المتراكم بعضه فوق بعض و السحاب المتراكم و مصيف هو الموضع الذي يقام فيه في الصيف و لعله أطلق على زمان الصيف توسعا و في بعض النسخ و صيف و هو أظهر. و اليانع الذي حان قطافه و القطيف المقطوف و الماضي الذي مات و الخليف من خلفه و قام مقامه التي حض عليها أي بالغ في شأنها و حث على الاتصاف بها و تزلف أي تقرب و قد أكدى الطلب أي تعسر أو تعذر و انقطع و أعيت الحيل أي أتعبت و لم تنفع و درست على بناء المعلوم أو المجهول قال الجوهري درس الشي‏ء يدرس دروسا أي عفا و درسته الريح يتعدى و لا يتعدى و المنهل عين الماء ترده الإبل في المراعي و أترعت الإناء ملأته ذكرهما الجوهري و قال لي عن هذا الأمر مندوحة أي سعة و قال استأثر فلان بالشي‏ء استبد به و دركا أي تداركا. من حيل المؤاربين أي المخادعين و المواربة المخاتلة و المداهاة و يجوز

    فيه الهمز و عدمه و العين كناية عن اللطف و العناية و الهوة الوهدة العميقة و الطوية الضمير منيخ أي مقيم و الفناء بالكسر الفضاء حول الدار و في الكلام استعارة. و إذا أضبت الأصوب أنه بالضاد المعجمة و الباء الموحدة المشددة قال الجزري في الحديث فلما أضبوا عليه أي أكثروا يقال أضبوا إذا تكلموا متتابعا و إذا نهضوا في الأمر جميعا انتهى و في أكثر نسخ الدعاء صبت بالمهملة على المجهول من الصب كناية عن الكثرة و ما ذكرنا أنسب معنا و وجدناه كذلك في النسخ القديمة. و إذا تلاحكت أي تداخلت و التصقت بي قال الكفعمي أي التصقت بي و اشتدت علي و اللحك مداخلة الشي‏ء في الشي‏ء و التصاقه به. و أحضر من عديدي أي ممن أعده من أنصاري أو ممن يعد من عشيرتي و رهطي أو تحضر قبل حضور قرني و عدوي قال الفيروزآبادي العد الإحصاء و الاسم العدد و العديد الند و القرن و من القوم من يعد فيهم انتهى و قال في المصباح المنير هو عديد بني فلان أي يعد فيهم. و أوجد في معقولي في سائر كتب الدعاء و أوجد في مكاني و أصح في معقولي و هو أوجه و أنسب أي أجدك في كل مكان و لا أجد غيرك إلا في الأحيان و التوسل بك في العقل أصح من الاستعانة بغيرك لكمال قدرتك و وفور رحمتك و كرمك و الخصاصة الحاجة. و توسمت بالذلة على بناء المعلوم من الوسم بمعنى الكي أي ضربت علي علامة العبودية و الذلة و المعهود فيه اتسمت أو على بناء المجهول من التوسم يقال توسمت فيه الخير أي تفرست و قال الشيخ البهائي رحمه الله أي صرت موسوما بها و لعله بالأول أنسب فامسح ما بي أي أذهب و أزل و لا تخلني بالتشديد من التخلية و قيل يمكن أن يراد باليد النعمة و أن يقرأ لا تخلني بتخفيف اللام أي لا   تجعلني خاليا من نعمتك و لا يخفى بعده. و لا تتركني لقا أي شيئا ملقى متروكا لعدوك أي الشيطان يتصرف فيه كيف يشاء قال الجوهري اللقا بالفتح الشي‏ء الملقى لهوانه و في النهاية اللقا الملقى على الأرض و منه حديث حكيم بن حزام و أخذت ثيابها فجعلت لقا أي مرماة ملقاة و قيل أصل اللقا أنهم كانوا إذا طافوا خلعوا ثيابهم و قالوا لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها فيلقونها عنهم و يسمون ذلك الثوب لقا فإذا قضوا نسكهم لم يأخذوها و تركوها بحالها ملقاة و قرأ الكفعمي رحمه الله لفا بالفاء حيث قال قوله و لا تتركني لفاء أي حقيرا و هو مثل تقول العرب قد رضي من الوفاء باللفاء يقصر و يمد قاله شارح الدريدية و من قرأ لقي أراد ملقى مهانا انتهى و قال الجوهري اللفاء الخسيس من الشي‏ء و كل يسير حقير فهو لفا. أقول المضبوط في أكثر النسخ بالقاف و هو أصوب. إنها ليست بنكر أي منكر و مستبعد و لا ببدع المراد أن العطية التي لا يحتاج معها إلى أحد ليست أمرا بديعا غريبا لم يعهد مثله من ولايتك قال الشيخ البهائي رحمه الله بفتح الواو أي من إمدادك و إعانتك اللهم ارفع بفضلك سقطتي أي ارفعني من سقطتي أي سقوطي على الأرض و الإسناد على المجاز. أقول سيأتي هذا الدعاء أبسط من ذلك في كتاب الدعاء لكن لا اختصاص له بالصباح و المساء و أورده شيخنا البهائي رحمه الله في مفتاح الفلاح على وجه آخر مباين للروايتين في كثير من الفقرات و أورده في تعقيب صلاة الفجر و لم أطلع بعد على روايته و كذا أورد دعاء الاعتقاد أيضا في هذا الموضع و لم أر فيما عندنا من الروايات تخصيصه بالتعقيب و لا بالصباح و المساء و لذا لم نورده هاهنا

68-  المهج، ]مهج الدعوات[ علي بن محمد بن عبد الصمد عن جده عن الفقيه أبي الحسن عن السيد أبي البركات علي بن الحسين الحسيني عن الصدوق محمد بن بابويه عن الحسن بن محمد بن سعيد عن فرات بن إبراهيم عن جعفر بن محمد بن القطان عن محمد بن   إدريس الأنصاري عن داود بن رشيد و الوليد بن شجاع عن عاصم عن عبد الله بن سلمان الفارسي عن أبيه رضي الله عنه قال في حديث طويل أعطتني فاطمة ع رطبا لا عجم له و قالت هو من نخل غرسه الله لي في دار السلام بكلام علمنيه أبي محمد ص كنت أقوله غدوة و عشية قال سلمان قلت علميني الكلام يا سيدتي فقالت إن سرك أن لا يمسك أذى الحمى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه ثم قال سلمان فقلت علميني هذا الحرز فقالت بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله النور بسم الله نور النور بسم الله نور على نور بسم الله الذي هو مدبر الأمور بسم الله الذي خلق النور من النور و أنزل النور على الطور في كِتابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ بقدر مقدور على نبي محبور الحمد لله الذي هو بالعز مذكور و بالفخر مشكور و على السراء و الضراء مشكور و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين قال سلمان فتعلمتهن فو الله لقد علمتهن أكثر من ألف نفس من أهل المدينة و مكة ممن بهم علل الحمى فكل برأ من مرضه بإذن الله تعالى

69-  المهج، ]مهج الدعوات[ روى عيسى بن محمد عن وهب بن إسماعيل عن محمد بن علي ع عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ص ما من عبد دعا بهذا الدعاء في كل غدوة إلا كان في حرز الله إلى وقته و كفى كل هم و غم و حزن و كرب و هو للدخول على السلطان و حرز من الشيطان فادعوا به عند الشدائد فإن دعا به محزون فرج عنه و إن دعا به محبوس فرج عنه و به تقضى الحوائج و إياك أن تدعو به على أحد فإنه أسرع من السهم النافذ و هو بسم الله الرحمن الرحيم اللهم يا صريخ المكروبين يا مجيب دعوة المضطرين يا كاشف الكرب العظيم يا أرحم الراحمين اكشف كربي و همي فإنه   لا يكشف الكرب العظيم إلا أنت فقد تعرف حالي و حاجتي و فقري و فاقتي فاكفني ما أهمني من أمر الدنيا و الآخرة بجودك و كرمك اللهم بنورك اهتديت و بفضلك استغنيت و في نعمتك أصبحت و أمسيت ذنوبي بين يديك أستغفرك و أتوب إليك اللهم إني أسألك من حلمك لجهلي و من فضلك لفاقتي و من مغفرتك لخطاياي اللهم إني أسألك الصبر عند البلاء و الشكر عند الرخاء اللهم اجعلني أخشاك إلى يوم ألقاك حتى كأنني أراك اللهم أوزعني أن أذكرك لا أنساك ليلا و لا نهارا و لا صباحا و لا مساء آمين رب العالمين اللهم إني عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضائك مجزل في فضلك و عطاؤك اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل القرآن ربيع قلبي و نور بصري و جلاء حزني و ذهاب همي اللهم إني أسألك يا أكبر من كل كبير يا من لا شريك له و لا وزير يا خالق الشمس و القمر المنير يا عصمة الخائفين يا جار المستجيرين يا مغيث المظلوم الحقير يا رازق الطفل الصغير و يا مغني البائس الفقير و يا جابر العظم الكسير يا مطلق المكبل الأسير يا قاصم كل جبار عنيد اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا و يسرا و ارزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب إنك سميع الدعاء يا ذا الجلال و الإكرام اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني اللهم إنك محسن فأحسن إلي اللهم إنك رحيم تحب الرحمة فارحمني اللهم إنك لطيف تحب اللطف فالطف بي يا مقيل عثرتي و يا راحم عبرتي و يا مجيب دعوتي أسألك الخير كله و أعوذ بك من الشر كله ما أحاط به علمك يا غياث من لا غياث له يا ذخر من لا ذخر له يا سند من لا سند له اغفر لي علمك في و شهادتك علي فإنك تسميت لسعة

   رحمتك الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك الثبات في الأمر و العزيمة على الرشد و أسألك شكر نعمتك و أسألك حسن عبادتك و أسألك قلبا سليما و لسانا صادقا و أسألك من خير ما أعلم و من خير ما لا أعلم إنك تعلم و لا أعلم و أنت علام الغيوب اللهم بك أصبحنا و بك أمسينا و بك نصبح و بك نمسي و بك نحيا و بك نموت و عليك أتوكل و إليك النشور و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و أشهد أن لا إله إلا الله أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة و لا ولدا أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ اللهم اطمس على أبصار أعدائنا كلهم من الجن و الإنس و اجعل على بصره غشاوة و اختم على قلبه و أخرج ذكري من قلبه و اجعل بيني و بين عدوي حجابا و حصنا منيعا لا يرومه سلطان و لا شيطان و لا إنس و لا جن اللهم إني أدرأ بك في نحره و أستعيذ بك من شره و أستعين بك عليه فاكفنيه كيف شئت و أنى شئت اللهم لك الحمد و أنت المستعان و بك المستغاث و إليك المشتكى و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم اجعل صدر يومي هذا فلاحا و أوسطه صلاحا و آخره نجاحا اللهم اجعل لي في صدر جميع بني آدم و حواء و الجن و الإنس و الشياطين و المردة رأفة و رحمة خيرهم بين أعينهم و شرهم تحت أقدامهم و بالله أستعين عليهم أن يفرط على أحد منهم أو أن يطغى عز جارك و جل ثناؤك و لا إله غيرك وحدك لا شريك لك صل على محمد و آل محمد و ارزقني الخير كله ما أحاط به علمك يا حنان يا منان يا ذا الجلال و الإكرام و الحمد لله على آلائه و أحمده على نعمائه و أشكره على آلائه و أومن بقضائه الذي لا هادي لمن أضل و لا خاذل لمن نصر و أشهد أن لا إله إلا الله وحده   لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله المصطفى و أمينه المرتضى انتجبه و حباه و اختاره و ارتضاه ص اللهم إني أسألك إيمانا صادقا ليس بعده كفر و رحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا و الآخرة تباركت ربنا و تعاليت تم نورك ربي فهديت و عظم حلمك ربي فعفوت فلك الحمد وجهك أكرم الوجوه و جاهك أفضل الجاه و عطيتك أرفع العطايا و أهنؤها تطاع ربنا فتشكر و تعصى ربنا فتغفر لمن تشاء تجيب دعوة المضطر إذا دعاك و تكشف الضر و تشفي السقيم و تغفر الذنب العظيم لا يحصي نعماءك أحد ربنا فلك الحمد حمدا أبدا لا يحصى عدده و لا يضمحل سرمده حمدا كما حمدك الحامدون من عبادك الأولين و الآخرين اللهم إني أسألك النصيب الأوفر من الجنة و أسألك الهدى و التقى و العافية و البشرى عند انقطاع الدنيا اللهم إني أسألك تقوى لا تنفد و فرجا لا ينقطع و توفيق الحمد و لباس التقوى و زينة الإيمان و مرافقة نبيك محمد ص في أعلى جنة الخلد يا بارئ لا بدء له يا دائم لا نفاد له يا حي يا محيي الموتى يا قائم على كل نفس بما كسبت أسألك الهدى و التقى و العافية و الغنى و التوفيق لما تحب و ترضى يا أرحم الراحمين اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شي‏ء و بعزتك التي قهرت بها كل شي‏ء و بعظمتك التي ذل لها كل شي‏ء و بقوتك التي لا يقوم لها شي‏ء و بسلطانك الذي علا كل شي‏ء و بعلمك الذي أحاط بكل شي‏ء و باسمك الذي يبيد له كل شي‏ء و بوجهك الباقي بعد فناء كل شي‏ء و بنور وجهك الذي أضاء له كل شي‏ء أن تغفر لي كل ذنب و تمحو عني كل خطيئة و أن توفقني لما تحب و ترضى و أن تكفيني ما همني و ما غمني من الدنيا و الآخرة و أن ترزقني عمل الخير كله ما أحاط به علمك آمين رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد رسوله و آله الطاهرين

    بيان في القاموس أوزعني الله ألهمني من أن يفرط أي يعجل علي بالعقوبة من فرط إذا تقدم و منه الفارط أو أن يطغى أي يزداد طغيانا عز جارك أي من أمنته فهو عزيز غالب و جل ثناؤك عن أن يأتي به أحد كما تستحقه و حباه أي أعطاه ما أعطاه من النبوة و الكمالات و الانتجاب و الاختيار و الارتضاء متقاربة المعاني. تباركت أي تكاثر خيرك من البركة و هو كثرة الخير أو تزايدت عن كل شي‏ء و تعاليت عنه في صفاتك و أفعالك فإن البركة تتضمن معنى الزيادة أو دمت من بروك الطير على الماء و منه البركة لدوام الماء فيها و لباس التقوى أي اللباس الذي به يتقى من عذاب الله إشارة إلى قوله سبحانه وَ لِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ و فسر بخشية الله أو الإيمان و قيل السمت الحسن و يحتمل هنا أن يكون الإضافة للبيان كما في تاليه و يحتمل أن يكون المراد فيه زينة الإيمان بالأعمال الصالحة يا قائم على كل نفس أي الرقيب عليهم بما كسبت من خير أو شر لا يخفى عليه شي‏ء من أعمالهم و لا يفوت عنده شي‏ء من جزائهم و لا يقوم لها شي‏ء أي لا يقدر على معارضتها و لا يقاومها شي‏ء و في القاموس همه الأمر حزنه كأهمه

70-  مجموع الدعوات، و المهج، ]مهج الدعوات[ دعاء الاحتراز من الأعداء و التحصن عن الأسواء بعزائم الله تبارك و تعالى يقال ذلك بعد طلوع الشمس و عند غروبها لمولانا سيد العابدين ع بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله و بالله و لا قوة إلا بالله و لا غالب إلا الله غالب كل شي‏ء و به يغلب الغالبون و منه يطلب الراغبون و عليه يتوكل المتوكلون و به يعتصم المعتصمون و يثق الواثقون و يلتجئ الملتجئون و هم حسبهم و نعم الوكيل   احترزت بالله و احترست بالله و لجأت إلى الله و استجرت بالله و استعنت بالله و امتنعت بالله و اعتززت بالله و قهرت بالله و غلبت بالله و اعتمدت على الله و استترت بالله و حفظت بالله و استحفظت بالله خير الحافظين و تكهفت بالله و حطت نفسي و أهلي و مالي و إخواني و كل من يعنيني أمره بالله الحافظ اللطيف و اكتلأت بالله و صحبت حافظ الصاحبين و حافظ الأصحاب الحافظين و فوضت أمري إلى الله الذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ و اعتصمت بالله الذي من اعتصم به نجا من كل خوف و توكلت على الله العزيز الجبار و حسبي الله و نعم الوكيل وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ما شاء الله لا قوة إلا بالله لا إله إلا الله محمد رسول الله و صلى الله على محمد و آله الطاهرين و سلم تسليما عليهم أجمعين و تقول اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ إلى آخر الآية و تقول وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَ لَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَ دَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ أَ لَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ وَ إِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَ تَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَ هُمْ لا يُبْصِرُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى وَ أَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما   صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَ لا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ قالَ أَ وَ لَوْ جِئْتُكَ بِشَيْ‏ءٍ مُبِينٍ قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ وَ نَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ قالَ كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ يا مُوسى أَقْبِلْ وَ لا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَ مَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ وَ لَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَ هارُونَ وَ نَجَّيْناهُما وَ قَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ وَ نَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَ لِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَ لا تَحْزَنَ وَ قَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَ فَتَنَّاكَ فُتُوناً وَ حَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَ هُمْ لَهُ ناصِحُونَ فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَ لا تَحْزَنَ وَ لِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَ قالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَ رَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ

 إيضاح تكهفت أي تحفظت و جعلت لنفسي و اتخذت ملجأ قال الفيروزآبادي الكهف كالبيت المنقور في الجبل و الوزر و الملجأ و تكهف الجبل صار فيه   كهوف انتهى و في القرآن بعد قوله سبحانه يَسْمَعُونَ بِها قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ فإما أن يكون ع أسقطها أو الكتاب أسقطوها و لا يبعد كون قراءته أولى و كذا قوله لا إله إلا الله في المصاحف اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

71-  المهج، ]مهج الدعوات[ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن غالب قال حدثنا عبد الله بن أبي حبيبة و خليل بن سالم عن الحارث بن عمير عن جعفر بن محمد الصادق ع عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه و على ذريته الطاهرين الطيبين المنتجبين و سلم كثيرا قال علمني رسول الله صلى الله عليه و على أهل بيته هذا الدعاء و أمرني أن أحتفظ به في كل ساعة لكل شدة و رخاء و أن أعلمه خليفتي من بعدي و أمرني أن لا أفارقه طول عمري حتى ألقى الله عز و جل بهذا الدعاء و قال لي تقول حين تصبح و تمسي هذا الدعاء فإنه كنز من كنوز العرش قلت و ما أقول قال قل هذا الدعاء الذي أنا ذاكره بعد تفسير ثوابه فلما فرغ النبي ص قال له أبي بن كعب الأنصاري فما لمن دعا بهذا الدعاء من الأجر و الثواب يا رسول الله فقال له اسكن يا أبي بن كعب الأنصاري فما يقطع منطق قول العلماء عما لصاحب هذا الدعاء عند الله عز و جل قال بأبي أنت و أمي بين لنا و حدثنا ما ثواب هذا الدعاء فضحك رسول الله ص و قال إن ابن آدم يحرص على ما يمنع سأخبرك ببعض ثواب هذا الدعاء أما صاحبه حين يدعو الله عز و جل يتناثر عليه البر من مفرق رأسه من أعنان السماء إلى الأرض و ينزل الله عز و جل عليه السكينة و تغشاه الرحمة و لا   يكون لهذا الدعاء منتهى دون عرش رب العالمين له دوي حول العرش كدوي النحل ينظر الله عز و جل إلى من دعا بهذا الدعاء و من دعا به ثلاث مرات لا يسأل الله عز و جل اسمه شيئا من الخير في الدنيا و الآخرة إلا أعطاه الله سؤله بهذا الدعاء و منحه إياه بابن آدم و ينجيه الله عز و جل من عذاب القبر و يصرف الله عز و جل عنه ضيق الصدر فإذا كان يوم القيامة وافى صاحب هذا الدعاء على نجيبة من درة بيضاء فيقوم بين يدي رب العالمين و يأمر الله عز و جل له بالكرامة كلها و يقول الله تبارك و تعالى عبدي تبوأ من الجنة حيث تشاء مع ما له عند الله عز و جل من المزيد و الكرامة ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلوب المخلوقين و لا ألسنة الواصفين فقال له سلمان الفارسي رحمه الله زدنا من ثواب هذا الدعاء جعلني الله فداك قال النبي صلى الله عليه و آله الطاهرين و سلم تسليما يا أبا عبد الله و الذي بعثني بالحق نبيا لو دعي بهذا الدعاء على مجنون لأفاق من جنونه من ساعته و لو دعي به عند امرأة قد عسر عليها الولد لسهل الله عليها خروج ولدها أسرع من طرفة عين نعم يا سلمان و الذي بعثني بالحق نبيا ما من عبد دعا الله عز و جل بهذا الدعاء أربعين ليلة من ليالي الجمع خالصة إلا غفر الله عز و جل له ما كان بينه و بين الآدميين و ما بينه و بين ربه و الذي بعثني بالحق يا سلمان ما من أحد دعا الله عز و جل بهذا الدعاء إلا أخرج الله عن قلبه غموم الدنيا و همومها و أمراضها نعم يا سلمان من دعا الله عز و جل بهذا الدعاء أحسنه أم لم يحسنه ثم نام في فراشه و هو ينوي رجاء ثوابه بعث الله عز و جل بكل حرف من هذا الدعاء ألف ملك من الكروبيين وجوههم أحسن من الشمس و القمر ليلة البدر

   فقال له سلمان أ يعطي الله عز و جل هذا العبد بهذا الدعاء كل هذا الثواب فقال لا تخبرن به الناس حتى أخبرك بأعظم مما أخبرتك به فقال له سلمان يا رسول الله و لم تأمرني بكتمان ذلك قال رسول الله ص أخشى أن يدعو العمل و يتكلوا على الدعاء فقال سلمان أخبرني يا رسول الله ص قال نعم أخبرك به يا سلمان إنه من دعا بهذا الدعاء و كان في حياته قد ارتكب الكبائر ثم مات من ليلته أو من يومه بعد ما دعا الله عز و جل بهذا الدعاء مات شهيدا و إن مات يا سليمان على غير توبة غفر الله ذنوبه بكرمه و عفوه و هو هذا الدعاء تقول بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي لا إله إلا هو الملك الحق المبين المدبر بلا وزير و لا خلق من عباده يستشير الأول غير موصوف و الباقي بعد فناء الخلق العظيم الربوبية نور السماوات و الأرضين و فاطرهما و مبتدعهما بغير عمد خلقهما فاستقرت الأرضون بأوتادها فوق الماء ثم علا ربنا في السَّماواتِ الْعُلى الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى فأنا أشهد بأنك أنت الله لا رافع لما وضعت و لا واضع لما رفعت و لا معز لمن أذللت و لا مذل لمن أعززت و لا مانع لما أعطيت و لا معطي لما منعت و أنت الله لا إله إلا أنت كنت إذ لم تكن سماء مبنية و لا أرض مدحية و لا شمس مضيئة و لا ليل مظلم و لا نهار مضي‏ء و لا بحر لجي و لا جبل رأس و لا نجم سار و لا قمر منير و لا ريح تهب و لا سحاب يسكب و لا برق يلمع و لا روح يتنفس و لا طائر يطير و لا نار تتوقد و لا ماء يطرد كنت قبل كل شي‏ء و كونت كل شي‏ء و قدرت على كل شي‏ء و ابتدعت كل شي‏ء و أغنيت و أفقرت و أمت و أحييت و أضحكت و أبكيت و على العرش استويت فتباركت يا الله و تعاليت أنت الله الذي لا إله إلا أنت الخلاق العليم أمرك غالب و علمك نافذ و كيدك   غريب و وعدك صادق و حكمك عدل و كلامك هدى و وحيك نور و رحمتك واسعة و عفوك عظيم و فضلك كثير و عطاؤك جزيل و حبلك متين و إمكانك عتيد و جارك عزيز و بأسك شديد و مكرك مكيد موضع كل شكوى و حاضر كل ملإ و منتهى كل حاجة و فرج كل حزين و غنى كل مسكين و حصن كل هارب و أمان كل خائف حرز الضعفاء كنز الفقراء مفرج الغماء معين الصالحين ذلك الله ربنا لا إله إلا هو تكفى من توكل عليك و أنت جار من لاذ بك و تضرع إليك عصمة من اعتصم بك من عبادك ناصر من انتصر بك تغفر الذنوب لمن استغفرك جبار الجبابرة عظيم العظماء كبير الكبراء سيد السادات مولى الموالي صريخ المستصرخين منفس عن المكروبين مجيب دعوة المضطرين أسمع السامعين أبصر الناظرين أحكم الحاكمين أسرع الحاسبين أرحم الراحمين خير الغافرين قاضي حوائج المؤمنين مغيث الصالحين أنت الله لا إله إلا أنت رب العالمين أنت الخالق و أنا المخلوق و أنت المالك و أنا المملوك و أنت الرب و أنا العبد و أنت الرازق و أنا المرزوق و أنت المعطي و أنا السائل و أنت الجواد و أنا البخيل و أنت القوي و أنا الضعيف و أنت العزيز و أنا الذليل و أنت الغني و أنا الفقير و أنت السيد و أنا العبد و أنت الغافر و أنا المسي‏ء و أنت العالم و أنا الجاهل و أنت الحليم و أنا العجول و أنت الرحمن و أنا المرحوم و أنت المعافي و أنا المبتلى و أنت المجيب و أنا المضطر و أنا أشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت المعطي عبادك بلا سؤال و أشهد بأنك أنت الله الواحد الفرد و إليك المصير و صلى الله على محمد و أهل بيته الطيبين الطاهرين و اغفر لي ذنوبي و استر علي عيوبي و افتح لي من لدنك رحمة و رزقا واسعا يا أرحم الراحمين و الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ   و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

 بيان لجة الماء بالضم معظمه و منه بَحْرٍ لُجِّيٍّ و الراسي الثابت و السكب الصب و الروح يذكر و يؤنث و الاطراد الجريان و إمكانك أي إقدارك الخلق على ما تريد قال الجوهري مكنه الله من الأمر و أمكنه منه بمعنى عتيد أي حاضر مهيا و مكرك مكيد أي مقيم ثابت فعيل من مكد بمعنى أقام و الماكد الدائم الذي لا ينقطع كما ذكره الفيروزآبادي أو مفعل اسم مكان من الكيد أي مكرك محل للكيد العظيم و الأول أظهر. و الكيد و المكر فيه سبحانه مجاز و المراد به استدراجه تعالى بالنعم و أخذه بالعقوبات بغتة كما عرفت مرارا و الملأ بالهمزة الجماعة و الغماء بفتح الغين و تشديد الميم ممدودا الغم و يطلق على ستر السحاب الهلال في الليلة الأولى يقال صمنا للغماء و للغمى بالضم و الفتح في الثاني و تنفيس الكرب تفريجه

72-  البلد الأمين، هذا الدعاء رفيع الشأن عظيم المنزلة كان أمير المؤمنين ع يدعو به عقيب الفجر و في المهمات و كذا الأئمة ع و من قرأه يوم الجمعة قبل الصلاة غفر الله له ذنوبه و لو كانت حشو ما بين السماء و الأرض و دخل الجنة بغير حساب و كان في جوار الأنبياء ع و من كتبه و حمله كان آمنا من كل شر و بالجملة ففضله لا يحصى و لا يحد و هو اللهم إني أسألك يا مدرك الهاربين و يا ملجأ الخائفين و يا غياث المستغيثين اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك و منتهى الرحمة من كتابك و باسمك العظيم الكبير الأكبر الطاهر المطهر القدوس المبارك وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ يا الله عشرا يا رباه عشرا يا مولاه يا غاية رغبتاه يا هو يا هو يا من لا يعلم ما هو إلا هو و لا كيف هو إلا هو يا ذا الجلال و الإكرام و الإفضال و الإنعام   يا ذا الملك و الملكوت يا ذا العز و الكبرياء و العظمة و الجبروت يا حي لا يموت يا من علا فقهر يا من ملك فقدر يا من عبد فشكر يا من عصى فستر يا من بطن فخبر يا من لا تحيط به الفكر يا رازق البشر يا مقدر القدر يا محصي قطر المطر يا دائم الثبات يا مخرج النبات يا قاضي الحاجات يا منجح الطلبات يا جاعل البركات يا محيي الأموات يا رافع الدرجات يا راحم العبرات يا مقيل العثرات يا كاشف الكربات يا نور الأرض و السماوات يا صاحب كل غريب يا شاهدا لا يغيب يا مونس كل وحيد يا ملجأ كل طريد يا راحم الشيخ الكبير يا عصمة الخائف المستجير يا مغني البائس الفقير يا فاك العاني الأسير يا من لا يحتاج إلى التفسير يا من هو بكل شي‏ء خبير يا من هو على كل شي‏ء قدير يا عالي المكان يا شديد الأركان يا من ليس له ترجمان يا نعم المستعان يا قديم الإحسان يا من هو كل يوم في شأن يا من لا يخلو منه مكان يا أجود الأجودين يا أكرم الأكرمين يا أسمع السامعين يا أبصر الناظرين يا أسرع الحاسبين يا ولي المؤمنين يا يد الواثقين يا ظهر اللاجين يا غياث المستغيثين يا جار المستجيرين يا رب الأرباب و يا مسبب الأسباب و يا مفتح الأبواب يا معتق الرقاب يا بارئ النسم يا جامع الأمم يا ذا الجود و الكرم يا عماد من لا عماد له يا سند من لا سند له يا عز من لا عز له يا حرز من لا حرز له يا غياث من لا غياث له يا حسن البلايا يا جزيل العطايا يا جميل الثنايا يا حليما لا يعجل يا جوادا لا يبخل يا قريبا لا يغفل يا صاحبي في وحدتي يا عدتي في شدتي يا كهفي حين تعييني المذاهب و تخذلني الأقارب و يسلمني كل صاحب   يا رجائي في المضيق يا ركني الوثيق يا إلهي بالتحقيق يا رب البيت العتيق يا شفيق يا رفيق اكفني ما أطيق و ما لا أطيق و فكني من حلق المضيق إلى فرجك القريب و اكفني ما أهمني و ما لم يهمني من أمر دنياي و آخرتي برحمتك يا أرحم الراحمين

 توضيح بمعاقد العز من عرشك قال في النهاية أي بالخصال التي استحق بها العرش العز و بمواضع انعقادها منه و حقيقة معناه بعز عرشك انتهى و منتهى الرحمة من كتابك أي أسألك بحق نهاية رحمتك التي أثبتها في كتابك أي اللوح أو القرآن و يحتمل أن تكون من بيانية وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ أي لو كان شجر الأرض أقلاما و كان البحر المحيط مدادا و يمده سبعة أبحر مثله أي تزيده بمائها فكتب بتلك الأقلام و البحور انكسرت تلك الأقلام و نفد ماء البحور و ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ أي علومه أو تقديراته أو فضائل حججه الكرام ع. يا من علا بالذات فقهر الخلائق بإيجادهم من العدم أو بإماتتهم و تعذيبهم أو الأعم يا من ملك الخلائق فقدر فصار قادرا على كل ما يريد منهم فشكر أي أثابهم. يا من بطن أي نفذ علما في بواطن الأمور أو خفي عن الحواس أو العقول فخبر فعلم بواطن الأمور إذ التجرد علة للعلم بكل شي‏ء كما قيل في قوله سبحانه أَ لا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ. يا مقدر القدر أي التقدير و كل مقدور أو قدرة الخلائق و القطر بالفتح جمع القطرة و البائس الشديد الحاجة و العاني الأسير و المحبوس و الخاضع يا شديد الأركان أي أركان خلقه من سماواته و عرشه و أركان سلطنته المعنوية كناية عن وجوب وجوده و امتناع طريان الزوال و الاختلال في ملكه فالِقُ الْإِصْباحِ قال البيضاوي أي شاق عمود الصبح عن ظلمة الليل أو عن   بياض النهار أو شاق ظلمة الإصباح و هو الغبش الذي يليه و الإصباح في الأصل مصدر أصبح إذا دخل في الصبح فسمي به الصبح و قرئ بفتح الهمزة على الجمع و النسم بالتحريك جمع النسمة و هو الإنسان يا جامع الأمم أي في القيامة. و قال الجوهري العماد الأبنية الرفيعة و عمدت الشي‏ء أي أقمته بعماد و قال السند ما قابلك من الجبل و علا عن السفح و فلان سند أي معتمد و قال الحرز الموضع الحصين و قال الحلقة بالتسكين الدرع و كذلك حلقة الباب و حلقة القوم و الجمع الحلقة على غير قياس و قال الأصمعي حلق كبدرة و بدر

73-  وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي رحمة الله عليه قال وجدت بخط الشهيد قدس الله روحه روي عن مولانا أمير المؤمنين ع قال من قرأ هذه الآيات الست في كل غداة كفاه الله تعالى من كل سوء و لو ألقى نفسه إلى التهلكة و هي قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَ إِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَ إِيَّاكُمْ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ قُلْ أَ فَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ و أمتنع بحول الله و قوته من حولهم و قوتهم و أستشفع بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ و أعوذ بما شاء الله لا قوة إلا بالله العلي العظيم

 و بخطه أيضا عن داود الرقي قال دخلت على أبي عبد الله ع فقال لي يا داود أ لا أعلمك كلمات إن أنت قلتهن كل يوم صباحا و مساء ثلاث مرات آمنك الله   مما تخاف قلت نعم يا ابن رسول الله قال قل أصبحت بذمة الله و ذمم رسله و ذمة محمد ص و ذمم الأوصياء ع آمنت بسرهم و علانيتهم و شاهدهم و غائبهم و أشهد أنهم في علم الله و طاعته كمحمد صلى الله عليه و آله و السلام عليهم قال داود فما دعوت إلا فلجت على حاجتي