باب 4- من ينبغي مجالسته و مصاحبته و مصادقته و فضل الأنيس الموافق و القرين الصالح و حب الصالحين

الآيات الأنعام وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ وَ ما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ الكهف وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَ اتَّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً عبس عَبَسَ وَ تَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى وَ ما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى   أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَ ما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى وَ أَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى وَ هُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى

1-  ج، ]الإحتجاج[ بالإسناد إلى أبي محمد العسكري عن آبائه ع قال قال علي بن الحسين ع إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته و هديه و تماوت في منطقه و تخاضع في حركاته فرويدا لا يغركم فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا و ركوب الحرام منها لضعف بنيته و مهانته و جبن قلبه فنصب الدين فخا لها فهو لا يزال يختل الناس بظاهره فإن تمكن من حرام اقتحمه   و إذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويدا لا يغركم فإن شهوات الخلق مختلفة فما أكثر من ينبو عن المال الحرام و إن كثر و يحمل نفسه على شوهاء قبيحة فيأتي منها محرما فإذا وجدتموه يعف عن ذلك فرويدا لا يغركم حتى تنظروا ما عقدة عقله فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثم لا يرجع إلى عقل متين فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله فإذا وجدتم عقله متينا فرويدا لا يغركم حتى تنظروا أ مع هواه يكون على عقله أو يكون مع عقله على هواه فكيف محبته للرئاسات الباطلة و زهده فيها فإن في الناس من خسر الدنيا و الآخرة يترك الدنيا للدنيا و يرى أن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الأموال و النعم المباحة المحللة فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة حتى إِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ فهو يخبط خبط عشواء يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة و يمده ربه بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه فهو يحل ما حرم الله و يحرم ما أحل الله لا يبالي بما فات من دينه إذا سلمت له رئاسته التي قد شقي من أجلها فأولئك الذين غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ لَعَنَهُمْ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً و لكن الرجل كل الرجل نعم الرجل الذي جعل هواه تبعا لأمر الله و قواه مبذولة في رضى الله يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الأبد مع العز في الباطل و يعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعم في دار لا تبيد و لا تنفد و أن كثير ما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له و لا يزول فذلكم الرجل نعم الرجل فبه فتمسكوا و بسنته فاقتدوا و إلى ربكم به فتوسلوا فإنه لا ترد له دعوة و لا تخيب له طلبة

2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ عن الصادق ع قال قال رسول الله ص أسعد الناس من خالط   كرام الناس

3-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن المظفر البزاز عن الحسن بن رجاء عن عبد الله بن سليمان عن محمد بن علي العطار عن هارون بن أبي بردة عن عبيد الله بن موسى عن المبارك بن حسان عن عطية عن ابن عباس قال قيل يا رسول الله أي الجلساء خير قال من ذكركم بالله رؤيته و زادكم في علمكم منطقه و ذكركم بالآخرة عمله

4-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن البرقي عن بعض أصحابنا رفعه قال قال لقمان لابنه يا بني كن عبدا للأخيار و لا تكن ولدا للأشرار

5-  ل، ]الخصال[ أبي عن محمد العطار عن الأشعري عن أبي عبد الله الرازي عن سجادة عن درست عن أبي خالد السجستاني عن أبي عبد الله ع قال خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل ناقص العيش زائل العقل مشغول القلب فأولها صحة البدن و الثانية الأمن و الثالثة السعة في الرزق و الرابعة الأنيس الموافق قلت و ما الأنيس الموافق قال الزوجة الصالحة و الولد الصالح و الخليط الصالح و الخامسة و هي تجمع هذه الخصال الدعة

6-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن إدريس عن أبيه عن ابن هاشم عن ابن مرار عن يونس عن ابن سنان عن الصادق ع قال خمس من لم تكن فيه لم يتهن بالعيش الصحة و الأمن و الغنى و القناعة و الأنيس الموافق

7-  لي، ]الأمالي للصدوق[ العطار عن أبيه عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر الباقر ع عن أبيه عن جده ع قال قال   أمير المؤمنين ع من وقف نفسه موقف التهمة فلا يلومن من أساء به الظن و من كتم سره كانت الخيرة بيده و كل حديث جاوز اثنين فشا و ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك و لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا و أنت تجد لها في الخير محملا و عليك بإخوان الصدق فأكثر من اكتسابهم فإنهم عدة عند الرخاء و جنة عند البلاء و شاور في حديثك الذين يخافون الله و أحبب الإخوان على قدر التقوى و اتقوا أشرار النساء و كونوا من خيارهن على حذر إن أمرنكم بالمعروف فخالفوهن كيلا يطمعن منكم في المنكر

8-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل عن الصادق ع قال من لم يكن له واعظ من قلبه و زاجر من نفسه و لم يكن له قرين مرشد استمكن عدوه من عنقه

9-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالإسناد إلى دارم عن الرضا عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص اطلبوا الخير عند حسان الوجوه فإن فعالهم أحرى أن تكون حسنا

10-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن هاشم عن ابن المغيرة عن السكوني عن الصادق عن أبيه ع قال لا تقطع أوداء أبيك فيطفأ نورك

11-  سن، ]المحاسن[ علي بن محمد القاساني عمن ذكره عن عبد الله بن القاسم الجعفري قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من وضع حبه في غير موضعه فقد تعرض للقطيعة

12-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ روي إن كنت تحب أن تستتب لك النعمة و تكمل لك المروة و تصلح لك المعيشة فلا تشرك العبيد و السفلة في أمرك فإنك إن ائتمنتهم خانوك   و إن حدثوك كذبوك و إن نكبت خذلوك و لا عليك أن تصحب ذا العقل فإن لم تحمد كرمه انتفعت بعقله و احترز من سيئ الأخلاق و لا تدع صحبة الكريم و إن لم تحمد عقله و لكن تنتفع بكرمه بعقلك و فر الفرار كله من الأحمق اللئيم

13-  سر، ]السرائر[ من كتاب أبي القاسم بن قولويه عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إذا رأيتم روضة من رياض الجنة فارتعوا فيها قيل يا رسول الله و ما روضة الجنة قال مجالس المؤمنين

14-  نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص سائلوا العلماء و خالطوا الحكماء و جالسوا الفقراء

15-  الدرة الباهرة، قال أبو محمد العسكري ع خير إخوانك من نسب ذنبك إليه

16-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع في وصيته للحسن ع قارن أهل الخير تكن منهم و باين أهل الشر تبن عنهم

17-  كنز الكراجكي، روي أن سليمان ع قال لا تحكموا على رجل بشي‏ء حتى تنظروا إلى من يصاحب فإنما يعرف الرجل بأشكاله و أقرانه و ينسب إلى أصحابه و أخدانه

 و روي في الكامل أن عبد الله بن جعفر افتقد صديقا له من مجلسه ثم جاءه فقال أين كانت غيبتك قال خرجت إلى عرض من أعراض المدينة مع صديق لي فقال له إن لم تجد من صحبة الرجال بدا فعليك بصحبة من إن صحبته زانك و إن تغيبت عنه صانك و إن احتجت إليه أعانك و إن رأى منك خلة سدها أو حسنة عدها أو وعدك لم يحرمك و إن كثرت عليه لم يرفضك و إن سألته أعطاك و إن أمسكت عنه ابتدأك

18-  أعلام الدين، روى جابر بن عبد الله عن النبي ص قال لا تجلسوا إلا   عند كل عالم يدعوكم من خمس إلى خمس من الشك إلى اليقين و من الرياء إلى الإخلاص و من الرغبة إلى الرهبة و من الكبر إلى التواضع و من الغش إلى النصيحة

 و قال الحواريون لعيسى ع لمن نجالس فقال من يذكركم الله رؤيته و يرغبكم في الآخرة عمله و يزيد في منطقكم علمه و قال لهم تقربوا إلى الله بالبعد من أهل المعاصي و تحببوا إليه ببغضهم و التمسوا رضاه بسخطهم

 و قال لقمان لابنه يا بني صاحب العلماء و اقرب منهم و جالسهم و زرهم في بيوتهم فلعلك تشبههم فتكون معهم و اجلس مع صلحائهم فربما أصابهم الله برحمة فتدخل فيها فيصيبك و إن كنت صالحا فأبعد من الأشرار و السفهاء فربما أصابهم الله بعذاب فيصيبك معهم فقد أفصح الله سبحانه و تعالى بقوله فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ و بقوله تعالى أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَ يُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ يعني في الإثم و قال سبحانه وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ

 و قال النبي ص إذا اجتمع قوم يذكرون الله تعالى اعتزل الشيطان و الدنيا عنهم فيقول الشيطان للدنيا أ لا ترين ما يصنعون فتقول الدنيا دعهم فلو قد تفرقوا أخذت بأعناقهم

 و قال النبي ص المجالس ثلاثة غانم و سالم و شاحب فأما الغانم فالذي يذكر الله تعالى فيه و أما السالم فالساكت و أما الشاحب فالذي يخوض في الباطل

 و قال ص الجليس الصالح خير من الوحدة و الوحدة خير من جليس السوء