باب 1- جوامع المكارم و آفاتها و ما يوجب الفلاح و الهدى

الآيات البقرة الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ و قال تعالى يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَ إِيَّايَ فَارْهَبُونِ وَ آمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَ لا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَ لا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا وَ إِيَّايَ فَاتَّقُونِ وَ لا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَ تَكْتُمُوا الْحَقَّ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ   وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ و قال سبحانه وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَ ذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَ أَنْتُمْ مُعْرِضُونَ و قال سبحانه لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ... وَ آتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينَ وَ ابْنَ السَّبِيلِ وَ السَّائِلِينَ وَ فِي الرِّقابِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَى الزَّكاةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ آل عمران الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ قِنا عَذابَ النَّارِ الصَّابِرِينَ وَ الصَّادِقِينَ وَ الْقانِتِينَ وَ الْمُنْفِقِينَ وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ و قال تعالى مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَ هُمْ   يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَ أُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَ ما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ و قال تعالى وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ و قال إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ أُوذُوا فِي سَبِيلِي وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ اللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ النساء إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً

   و قال تعالى لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَ الْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ الْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً المائدة وَ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ مِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَ أَطَعْنا وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ إلى قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ وَ لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَ قالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَ آتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَ آمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَ عَزَّرْتُمُوهُمْ وَ أَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ لَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ و قال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ و قال تعالى لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَ آمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَ أَحْسَنُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ الأعراف قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ   و قال وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ الَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ إلى قوله سبحانه وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ و قال وَ الدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ وَ الَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ الأنفال فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ التوبة إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَى الزَّكاةَ وَ لَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ إلى قوله تعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوانٍ وَ جَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ و قال تعالى التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ هود إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ أَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَ الْأَصَمِّ   وَ الْبَصِيرِ وَ السَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا أَ فَلا تَذَكَّرُونَ الرعد الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ لا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ وَ الَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ و قال تعالى وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ النحل إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَ لَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَ هَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ مريم إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا يُظْلَمُونَ شَيْئاً طه وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى الأنبياء وَ كُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ

   و قال تعالى إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَ يَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً وَ كانُوا لَنا خاشِعِينَ الحج وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ الصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَ الْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ و قال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ النور وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَخْشَ اللَّهَ وَ يَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ الفرقان إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً وَ مَنْ تابَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً الشعراء إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ ذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَ انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا النمل هُدىً وَ بُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ   و قال تعالى إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها وَ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ وَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَ أَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ العنكبوت وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ الَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ لقمان هُدىً وَ رَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ و قال يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَ لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ وَ اقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ و قال تعالى وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَ إِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ الأحزاب إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصَّادِقِينَ وَ الصَّادِقاتِ وَ الصَّابِرِينَ وَ الصَّابِراتِ وَ الْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصَّائِمِينَ وَ الصَّائِماتِ وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَ الذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً فاطر إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ   سِرًّا وَ عَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ

الزمر قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ق وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ البلد فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ. تفسير هُدىً لِلْمُتَّقِينَ قد مر تفسير الآيات في الباب الأول من كتاب الإيمان و الكفر هذا. يا بَنِي إِسْرائِيلَ أي ولد يعقوب اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ في تفسير الإمام ع أن بعثت محمدا و أقررته في مدينتكم و لم أجشمكم الحط و الترحال إليه و أوضحت علاماته و دلائل صدقه كيلا يشتبه عليكم حاله وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي الذي أخذه على أسلافكم أنبياؤهم و أمروهم أن يؤدوه إلى أخلافهم ليؤمنن بمحمد العربي الهاشمي المبان بالآيات و المؤيد بالمعجزات الذي من آياته علي بن أبي طالب شقيقه و رفيقه عقله من عقله و علمه من علمه و حلمه من   حلمه مؤيد دينه بسيفه أُوفِ بِعَهْدِكُمْ الذي أوجبت به لكم نعيم الأبد في دار الكرامة وَ إِيَّايَ فَارْهَبُونِ في مخالفة محمد فإني القادر على صرف بلاء من يعاديكم على موافقتي و هم يقدرون على صرف انتقامي عنكم إذا آثرتم مخالفتي. و روى العياشي عن الصادق ع أنه سئل عن هذه الآية فقال أوفوا بولاية علي فرضا من الله أوف لكم بالجنة. أقول و الآية عامة في كل عهد على كل أحد و قال علي بن إبراهيم قال رجل للصادق ع يقول الله ادعوني أستجب لكم و إنا ندعو فلا يستجاب لنا فقال إنكم لا تفون لله بعهده فإنه تعالى يقول أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ و الله لو وفيتم لله سبحانه لوفى لكم. وَ آمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ على محمد من ذكر نبوته و إمامة أخيه و عترته مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ فإن مثل هذا الذكر في كتابكم وَ لا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ قيل تعريض بأن الواجب أن تكونوا أول من آمن به لأنهم كانوا أهل النظر في معجزاته و العلم بشأنه و المستفتحين به و المبشرين بزمانه. و في تفسير الإمام ع هؤلاء يهود المدينة جحدوا نبوة محمد و خانوه و قالوا نحن نعلم أن محمدا نبي و أن عليا وصيه و لكن لست أنت ذلك و لا هذا و لكن يأتيان بعد وقتنا هذا بخمسمائة سنة وَ لا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا في المجمع عن الباقر ع في هذه الآية أن حيي بن أخطب و كعب بن الأشرف و آخرين من اليهود كانت لهم مأكلة على اليهود في كل سنة فكرهوا بطلانها بأمر النبي ص فحرفوا لذلك آيات من التوراة فيها صفته و ذكره فذلك الثمن الذي أريد به في الآية وَ إِيَّايَ فَاتَّقُونِ في كتمان أمر محمد و أمر وصيه وَ لا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ لا تخلطوه به بأن تقروا به من وجه و تجحدوه من وجه وَ تَكْتُمُوا الْحَقَّ من نبوة هذا و إمامة هذا وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أنكم تكتمونه تكابرون   علومكم و عقولكم وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ المكتوبة التي جاء بها محمد ص و أقيموا أيضا الصلاة على محمد و آله الطاهرين. وَ آتُوا الزَّكاةَ من أموالكم إذا وجبت و من أبدانكم إذا لزمت و من معونتكم إذا التمست و في الأخبار الكثيرة أنها شاملة للفطرة بل نزلت فيها لأنها لما نزلت لم يكن للناس أموال و إنما كانت الفطرة وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ أي تواضعوا مع المتواضعين لعظمة الله في الانقياد لأولياء الله و قيل أي في جماعتهم للصلاة و قيل هذا فرد من أفراد ذاك أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ أي بالصدقات و أداء الأمانات وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ تتركونها وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أي التوراة الآمرة لكم بالخيرات الناهية عن المنكرات أَ فَلا تَعْقِلُونَ ما عليكم من العقاب في ذلك. وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ قال الإمام أي عن الحرام على تأدية الأمانات و عن الرئاسات الباطلة على الاعتراف بالحق و استحقاق الغفران و الرضوان و نعيم الجنان و قيل و عن سائر المعاصي و على أصناف الطاعات و أنواع المصيبات على قرب الوصول إلى الجنان و في كثير من الأخبار أن الصبر الصيام وَ الصَّلاةِ قال الإمام ع الصلوات الخمس و الصلاة على النبي و آله الطاهرين و ظاهرها يشمل كل صلاة فريضة و نافلة

 و في المجمع و العياشي عن الصادق ع ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غم من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل مسجده فيركع ركعتين فيدعو الله فيها أ ما سمعت الله يقول وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ

 وَ إِنَّها قال علي بن إبراهيم يعني الصلاة و قيل الاستعانة بهما و قال الإمام ع إن هذه الفعلة من الصلوات الخمس و الصلاة على محمد و آله مع الانقياد لأوامرهم و الإيمان بسرهم و علانيتهم و ترك معارضتهم بلم و كيف لَكَبِيرَةٌ عظيمة و قيل ثقيلة شاقة كقوله عز و جل كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ قال الإمام أي الخائفين عقاب الله في مخالفته   في أعظم فرائضه الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ في التوحيد و الإحتجاج و العياشي عن أمير المؤمنين ع يوقنون أنهم يبعثون و الظن منهم يقين و قال ع اللقاء البعث و الظن هاهنا اليقين و في تفسير الإمام ع يقدرون و يتوقعون أنهم يلقون ربهم اللقاء الذي هو أعظم كرامته لعباده وَ أَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ إلى كرامته و نعيم جناته قال و إنما قال يظنون لأنهم لا يدرون بما ذا يختم لهم لأن العاقبة مستورة عنهم لا يعلمون ذلك يقينا لأنهم لا يأمنون أي يغيروا أو يبدلوا

 قال رسول الله ص لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة و لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه و ظهور ملك الموت له

 وَ إِذْ أَخَذْنا قال الإمام أي و اذكروا إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ عهدهم المؤكد عليهم لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ لا تشبهوه بخلقه و لا تجوروه في حكمه و لا تعملوا ما يراد به وجهه تريدون به وجه غيره

 قال قال رسول الله ص من شغلته عبادة الله عن مسألته أعطاه أفضل ما يعطي السائلين

 و قال الصادق ع ما أنعم الله على عبد أجل من أن يكون في قلبه مع الله غيره

 وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً و إن تحسنوا بهما إحسانا مكافاة عن إنعامهما عليهم و إحسانهما إليهم و احتمال المكروه الغليظ فيهم لترفيههم و

 قال الإمام ع قال رسول الله ص أفضل والديكم و أحقهما بشكركم محمد و علي

 و قال علي بن أبي طالب ع سمعت رسول الله ص يقول أنا و علي أبوا هذه الأمة و لحقنا عليهم أعظم من حق أبوي ولادتهم فإنا ننقذهم إن أطاعونا من النار إلى دار القرار و نلحقهم من العبودية بخيار الأحرار

أقول و هذا أحد وجوه كون المؤمنين إخوة. وَ ذِي الْقُرْبى أي و أن تحسنوا بقراباتهما لكرامتهما و قال أيضا هم   قراباتك من أبيك و أمك قيل لك اعرف حقهم كما أخذ العهد به على بني إسرائيل و أخذ عليكم معاشر أمة محمد معرفة حق قرابات محمد الذين هم الأئمة بعده و من يليهم بعد من خيار أهل دينهم

 قال رسول الله ص من رعى حق قرابات أبويه أعطي في الجنة ألف ألف درجة

ثم فسر الدرجات ثم قال و من رعى حق قربى محمد و علي أوتي من فضائل الدرجات و زيادة المثوبات على قدر زيادة فضل محمد و علي على أبوي نسبه. وَ الْيَتامى الذين فقدوا آباءهم الكافين لهم أمورهم السائقين إليهم قوتهم و غذائهم المصلحين لهم معاشهم قال ع و أشد من يتم هذا اليتيم يتيم عن إمامه لا يقدر على الوصول إليه و لا يدري كيف حكمه فيما يبتلي به من شرائع دينه ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا و هذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره ألا فمن هداه و أرشده و علمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الأعلى حدثني بذلك أبي عن آبائه عن رسول الله ص. وَ الْمَساكِينِ قال الإمام ع هو من سكن الضر و الفقر حركته قال ألا فمن واساهم بحواشي ماله وسع الله عليه جنانه و أناله غفرانه و رضوانه ثم قال ع إن من محبي محمد مساكين مواساتهم أفضل من مواساة مساكين الفقر و هم الذين سكنت جوارحهم و ضعفت قواهم عن مقابلة أعداء الله الذين يعيرونهم بدينهم و يسفهون أحلامهم ألا فمن قواهم بفقهه و علمه حتى أزال مسكنتهم ثم سلطهم على الأعداء الظاهرين من النواصب و على الأعداء الباطنين إبليس و مردته حتى يهزموهم عن دين الله و يذودوهم عن أولياء آل رسول الله حول الله تلك المسكنة إلى شياطينهم و أعجزهم عن إضلالهم قضى الله بذلك قضاء حقا على لسان رسول الله. وَ قُولُوا لِلنَّاسِ الذين لا مئونة لهم عليكم حُسْناً عاملوهم بخلق جميل أقول و سيأتي الكلام في تفسيرها إن شاء الله وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ قال الإمام ع بإتمام ركوعها و سجودها و حفظ مواقيتها و أداء حقوقها التي إذا لم تؤد لم   يتقبلها رب الخلائق أ تدرون ما تلك الحقوق هو اتباعها بالصلاة على محمد و علي و آلهما منطويا على الاعتقاد بأنهم أفضل خيرة الله و القوام بحقوق الله و النصار لدين الله قال ع وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ على محمد و آله عند أحوال غضبكم و رضاكم و شدتكم و رخائكم و همومكم المعلقة بقلوبكم وَ آتُوا الزَّكاةَ من المال و الجاه و قوة البدن ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ أيها اليهود عن الوفاء بالعهد الذي أداه إليكم أسلافكم إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَ أَنْتُمْ مُعْرِضُونَ عن ذلك العهد تاركين له غافلين عنه لَيْسَ الْبِرَّ قال الإمام ع يعني يا محمد قل ليس البر أي الطاعة التي تنالون بها الجنان و تستحقون بها الغفران و الرضوان أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ بصلاتكم قِبَلَ الْمَشْرِقِ يا أيها النصارى وَ قبل الْمَغْرِبِ يا أيها اليهود و أنتم لأمر الله مخالفون و على ولي الله مغتاظون وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ قيل يعني البر الذي ينبغي أن يهتم به بر من آمن بالله إلى قوله وَ آتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ أي أعطى في الله تعالى المستحقين من المؤمنين على حبه للمال و شدة حاجته إليه يأمل الحياة و يخشى الفقر لأنه صحيح شحيح ذَوِي الْقُرْبى أعطى قرابة النبي ص الفقراء هدية و برا لا صدقة لأن الله أجلهم عن الصدقة و أعطى قرابة نفسه صدقة و برا وَ الْيَتامى من بني هاشم الفقراء برا لا صدقة و يتامى غيرهم صدقة و صلة وَ الْمَساكِينَ مساكين الناس وَ ابْنَ السَّبِيلِ المجتاز المنقطع به لا نفقة معه وَ السَّائِلِينَ الذين يتكففون وَ فِي الرِّقابِ و في تخليصها يعني المكاتبين يعينهم ليؤدوا حقوقهم فيعتقوا وَ أَقامَ الصَّلاةَ بحدودها وَ آتَى الزَّكاةَ الواجبة عليه لإخوانه المؤمنين وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا قيل عطف على من آمن يشمل عهد الله و الناس وَ الصَّابِرِينَ نصبه على المدح لفضل الصبر على سائر الأعمال فِي الْبَأْساءِ يعني في محاربة الأعداء و لا عدو يحاربه أعدى من إبليس و مردته يهتف به و يدفعه و إياهم بالصلاة على محمد و آله الطيبين وَ الضَّرَّاءِ

   الفقر و الشدة وَ حِينَ الْبَأْسِ عند شدة القتال يذكر الله و يصلي على رسول الله و على علي ولي الله يوالي بقلبه و لسانه أولياء الله و يعادي كذلك أعداءه أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا في إيمانهم و صدقوا أقاويلهم بأفاعيلهم وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ لما أمروا باتقائه. قيل الآية كما ترى جامعة للكلمات الإنسانية بأسرها دالة عليها صريحا أو ضمنا فإنها بكثرتها و تشعبها منحصرة في ثلاثة أشياء صحته الاعتقاد و حسن المعاشرة و تهذيب النفس و قد أشير إلى الأول بقوله مَنْ آمَنَ إلى وَ النَّبِيِّينَ و إلى الثاني بقوله وَ آتَى الْمالَ إلى وَ فِي الرِّقابِ و إلى الثالث بقوله وَ أَقامَ الصَّلاةَ إلى آخرها و لذلك وصف المستجمع لها بالصدق نظرا إلى إيمانه و اعتقاده و بالتقوى اعتبارا بمعاشرته للخلق و معاملته مع الحق و إليه أشار النبي ص بقوله من عمل بهذه الآية فقد استكمل الإيمان. و أقول ما لم ننسب إلى تفسير مخصوص و لم نصدر بقيل فهو من تفسير الإمام ع. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هاجَرُوا قيل نزلت في قصة ابن جحش و أصحابه و قتلهم ابن الحضرمي في رجب حين ظن قوم أنهم إن سلموا من الإثم فليس لهم أجر. وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ قيل عطفهما على ما يعمهما لا نافتهما على سائر الأعمال الصالحة وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ من آت وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ على فائت. الَّذِينَ يَقُولُونَ إلى قوله بِالْأَسْحارِ قيل حصر لمقامات السالك على أحسن ترتيب فإن معاملته مع الله إما توسل و إما طلب و التوسل إما بالنفس و هو منعها عن الرذائل و حبسها على الفضائل و الصبر يشملهما و إما بالبدن و هو إما قولي   و هو الصدق و إما فعلي و هو القنوت الذي هو ملازمة الطاعة و أما بالمال و هو الإنفاق في سبيل الخير و أما الطلب فالاستغفار لأن المغفرة أعظم المطالب بل الجامع لها و توسيط الواو بينها للدلالة على استقلال كل واحدة و كمالهم فيها أو لتغاير الموصوفين بها و تخصيص الأسحار لأن الدعاء فيها أقرب إلى الإجابة لأن العبادة حينئذ أشق و النفس أصفى و الروع أجمع سيما للمتهجدين قيل إنهم كانوا يصلون إلى السحر ثم يستغفرون و يدعون و في المجمع عن الصادق ع هم المصلون وقت السحر و قال من استغفر سبعين مرة في وقت السحر فهو من أهل هذه الآية و ستأتي الأخبار في ذلك في محله إن شاء الله. أُمَّةٌ قائِمَةٌ أي على الحق و هم الذين أسلموا منهم يَتْلُونَ إلخ أي يتلونها في تهجدهم يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وصفهم بصفات ليست في اليهود فإنهم منحرفون عن الحق غير متعبدين بالليل مشركون بالله ملحدون في صفاته واصفون اليوم الآخر بخلاف صفته مداهنون في الاحتساب متباطئون عن الخيرات فَلَنْ يُكْفَرُوهُ أي فلن يضيع و لا ينقص ثوابه و لا ينافي ذلك ما سيأتي في الخبر أن المؤمن مكفر فإن المراد به أنه لا يشكره الناس وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ قيل بشارة لهم و إشعار بأن التقوى مبدأ الخير و حسن العمل. وَ سارِعُوا أي بادروا إِلى مَغْفِرَةٍ أي إلى أسباب المغفرة و في المجمع عن أمير المؤمنين ع إلى أداء الفرائض وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ عن الصادق ع إذا وضعوهما كذا و بسط يديه إحداهما مع الأخرى أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ في الخصال عن أمير المؤمنين ع فإنكم لن تنالوها إلا بالتقوى الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ أي في حالتي الرخاء و الشدة يعني ينفقون في أحوالهم كلها ما تيسر لهم من قليل أو كثير وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ الممسكين عليه الكافين عن إمضائه

   مع القدرة وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ التاركين عقوبة من استحق مؤاخذته وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ قيل يحتمل الجنس و يدخل تحته هؤلاء و العهد فتكون الإشارة إليهم في المجمع روي أن جارية لعلي بن الحسين ع جعلت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة فسقط الإبريق من يدها فشجه فرفع رأسه إليها فقالت له الجارية إن الله يقول وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ فقال لها كظمت غيظي قالت وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ قال عفى الله عنك قالت وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ قال اذهبي فأنت حرة لوجه الله. وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أي سيئة بالغة في القبح كالزنا أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ قيل بأن أذنبوا أي ذنب كان و قيل الفاحشة الكبيرة و ظلم النفس الصغيرة و قيل الفاحشة ما يتعدى و ظلم النفس ما ليس كذلك و قيل أَوْ ظَلَمُوا أي أذنبوا ذنبا أعظم من الزنا فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ بالندم و التوبة وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ استفهام بمعنى النفي معترض بين المعطوفين و المراد به وصفه تعالى بسعة الرحمة و عموم المغفرة و الحث على الاستغفار و الوعد بقبول التوبة وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا أي و لم يقيموا على ذنوبهم غير مستغفرين و سيأتي معنى الإصرار في بابه إن شاء الله وَ هُمْ يَعْلَمُونَ أي و لم يصروا على قبيح فعلهم عالمين به وَ نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ أي المغفرة و الجنات و في المجالس عن الصادق ع قال لما نزلت هذه الآية صعد إبليس جبلا فصرخ بأعلا صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه فقالوا يا سيدنا لما دعوتنا قال نزلت هذه الآية فمن لها فقام عفريت من الشياطين فقال أنا لها بكذا و كذا قال لست لها فقام آخر فقال مثل ذلك فقال لست لها فقال الوسواس الخناس أنا لها قال بما ذا قال أعدهم و أمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار فقال أنت لها فوكله بها إلى يوم القيامة و سيأتي قصة بهلول النباش في ذلك عند ذكر قصص الخائفين لَآياتٍ لِأُولِي   الْأَلْبابِ أي لدلائل واضحة على التوحيد و كمال علمه سبحانه و حكمته و نفاذ قدرته و مشيته لذوي العقول الخالصة عن شوائب الحس و الوهم الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ في جميع الأحوال و على جميع الهيئات

 و عن الصادق ع عن النبي ص من أكثر ذكر الله أحبه الله

و عن الباقر ع قِياماً الصحيح يصلي قائما وَ قُعُوداً المريض يصلي جالسا و عَلى جُنُوبِهِمْ الذي يكون أضعف من المريض الذي يصلي جالسا و عنه ع لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله قائما أو جالسا أو مضطجعا إن الله يقول الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ. وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ و يعتبرون بهما و ستأتي الأخبار في فضل التفكر رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا الخلق باطِلًا عبثا ضائعا من غير حكمة يعني يقولون ذلك سُبْحانَكَ تنزيها لك من العبث و خلق الباطل و هو اعتراض فَقِنا عَذابَ النَّارِ للإخلال بالنظر فيه و القيام بما يقتضيه وَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ وضع المظهر موضع المضمر للدلالة على أن ظلمهم صار سببا لإدخالهم النار و انقطاع النصرة عنهم في الخلاص و روى العياشي عن الباقر ع ما لهم من أئمة يسمونهم بأسمائهم رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً هو الرسول ص و قيل القرآن فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا قيل أي كبائرنا فإنها ذات تبعات و أذناب وَ كَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا فإنها مستقبحة و لكنها مكفرة عن مجتنب الكبائر وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ مخصوصين بصحبتهم معدودين في زمرتهم عَلى رُسُلِكَ أي على ألسنتهم و إنما سألوا ما وعدوا مع أنه لا يخلف الله وعده تعبدا و استكانة و مخافة أن يكونوا مقصرين في الأمثال وَ لا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ بأن تعصمنا عما يقتضي الخزي إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ بإثابة المؤمن و إجابة الداعي و تكرير ربنا للمبالغة   في الابتهال و الدلالة على استقلال المطالب و علو شأنها و في المجمع عن النبي ص لما نزلت هذه الآية قال ويل لمن لاكها بين فكيه و لم يتأمل ما فيها. فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ إلى طلبتهم أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ إلى قوله بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ لأن الذكر من الأنثى و الأنثى من الذكر أو لأنهما من أصل واحد أو لفرط الاتصال و الاتحاد و لاتفاقهم في الدين و الطاعة و هو اعتراض فَالَّذِينَ هاجَرُوا الأوطان و العشائر في الدين وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ أُوذُوا فِي سَبِيلِي بسبب إيمانهم بالله و من أجله وَ قاتَلُوا الكفار وَ قُتِلُوا في الجهاد. في مجالس الصدوق أن أمير المؤمنين ع لما هاجر من مكة إلى المدينة ليلحق بالنبي و قد قارع الفرسان من قريش و معه فاطمة بنت أسد و فاطمة بنت رسول الله ص و فاطمة بنت الزبير فسار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان فلزم بها يوما و ليلة و لحق به نفر من ضعفاء المؤمنين و فيهم أم أيمن مولاة رسول الله ص و كان يصلي ليلته تلك هو و الفواطم و يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم فلن يزالوا كذلك حتى طلع الفجر فصلى ع بهم صلاة الفجر ثم سار لوجهه فجعل و هن يصنعون ذلك منزلا بعد منزل يعبدون الله و يرغبون إليه كذلك حتى قدم المدينة و قد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ الآيات قوله مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى الذكر علي و الأنثى الفواطم بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ يعني علي من فاطمة أو قال الفواطم و هن من علي و أقول ظاهر الآية يشمل كل من اتصف بهذه الصفات. إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أي تظهروه أَوْ تَعْفُوا عن سوء مع قدرتكم على   الانتقام و هو المقصود ذكره و ما قبله تمهيد له و لذا رتب عليه قوله فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً لم يزل يكثر العفو عن العصاة مع كمال قدرته على الانتقام. لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ قالوا أي من اليهود كعبد الله بن سلام و أصحابه وَ الْمُؤْمِنُونَ أي منهم أو من المهاجرين و الأنصار يُؤْمِنُونَ خبر المبتدإ وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ قيل نصب على المدح أو عطف على بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ و المراد بهم الأنبياء و قرئ بالرفع عطفا على الراسخون أو الضمير في يُؤْمِنُونَ أو على أنه مبتدأ و الخبر أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً لجمعهم بين الإيمان الصحيح و العمل الصالح. وَ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ بالإسلام ليذكركم المنعم و يرغبكم في شكره وَ مِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ قيل يعني عند إسلامكم بأن تطيعوا الله فيما يفرضه عليكم سركم أو ساءكم

 و في المجمع عن الباقر ع أن المراد بالميثاق ما بين لهم في حجة الوداع من تحريم المحرمات و كيفية الطهارة و فرض الولاية و غير ذلك

أقول و هذا داخل في ذاك إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَ أَطَعْنا قال علي بن إبراهيم لما أخذ رسول الله ص الميثاق عليهم بالولاية قالوا سمعنا و أطعنا ثم نقضوا ميثاقه وَ اتَّقُوا اللَّهَ في إنساء نعمته و نقض ميثاقه إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ بخفياتها فضلا عن جليات أعمالكم قَوَّامِينَ أي بالحق لِلَّهِ خالصا له شُهَداءَ بِالْقِسْطِ أي العدل وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ أي و لا يحملنكم شَنَآنُ قَوْمٍ أي شدة عداوتهم و بغضهم عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا فتعتدوا عليهم بارتكاب ما لا يحل كمثلة و قذف و قتل نساء و صبية و نقض عهد تشفيا مما في قلوبكم اعْدِلُوا في أوليائكم و أعدائكم إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ فمجازيكم. أَنْ يَبْسُطُوا أي يبطشوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ بالقتل و الإهلاك فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ   عَنْكُمْ منعها أن تمد إليكم و رد مضرتها عنكم قال علي بن إبراهيم يعني أهل مكة من قبل فتحها فكف أيديهم بالصلح يوم الحديبية وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ فإنه الكافي لإيصال الخير و دفع الشر اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً كفيلا أمينا شاهدا من كل سبط ينقب عن أحوال قومه و يفتش عنها و يعرف مناقبهم إِنِّي مَعَكُمْ بالنصرة وَ آمَنْتُمْ بِرُسُلِي أي صدقتموهم وَ عَزَّرْتُمُوهُمْ أي نصرتموهم و قويتموهم وَ أَقْرَضْتُمُ اللَّهَ بالإنفاق في سبيله لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ لأغطينها. مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ جوابه محذوف يعني فلن يضر دين الله شيئا فإن الله لا يخلي دينه من أنصار يحمونه و قال علي بن إبراهيم هو مخاطبة لأصحاب رسول الله ص الذين غصبوا آل محمد حقهم و ارتدوا عن دين الله يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ يحبهم الله و يحبون الله أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ رحماء عليهم من الذل بالكسر الذي هو اللين لا من الذل بالضم الذي هو الهوان أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ غلاظ شداد عليهم من عزه إذا غلبه يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بالقتال لإعلاء كلمة الله و إعزاز دينه وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ فيما يأتون من الجهاد و الطاعة في المجمع عن الباقر و الصادق ع هم أمير المؤمنين ع و أصحابه حين قاتل من قاتله من الناكثين و القاسطين و المارقين ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ أي محبتهم لله سبحانه و لين جانبهم للمؤمنين و شدتهم على الكافرين تفضل من الله و توفيق و لطف منه و منة من جهته يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ يعطيه من يعلم أنه محل له وَ اللَّهُ واسِعٌ جواد لا يخاف نفاد ما عنده عَلِيمٌ بموضع جوده و عطائه و لا ريب في نزول آية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ في أمير المؤمنين ع و قد مرت الأخبار في ذلك في المجلد التاسع. فِيما طَعِمُوا أي من المستلذات أكلا كان أو شربا فإن الطعم يعمهما   و في المجمع في تفسير أهل البيت ع فيما طعموا من الحلال إِذا مَا اتَّقَوْا إلى الْمُحْسِنِينَ قال علي بن إبراهيم لما نزل تحريم الخمر و الميسر و التشديد في أمرهما قال الناس من المهاجرين و الأنصار يا رسول الله قتل أصحابنا و هم يشربون الخمر و قد سماه الله رجسا و جعلها من عمل الشيطان و قد قلت ما قلت أ فيضر أصحابنا ذلك شيئا بعد ما ماتوا فأنزل الله هذه الآية فهذا لمن مات أو قتل قبل تحريم الخمر و الجناح هو الإثم و هو على من شربها بعد التحريم و قيل فِيما طَعِمُوا أي مما لم يحرم عليهم إِذا مَا اتَّقَوْا أي المحرم وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أي ثبتوا على الإيمان و الأعمال الصالحة ثُمَّ اتَّقَوْا أي ما حرم عليهم بعد كالخمر وَ آمَنُوا بتحريمه ثُمَّ اتَّقَوْا أي استمروا و ثبتوا على اتقاء المعاصي وَ أَحْسَنُوا أي و تحروا الأعمال الجميلة فاشتغلوا بها. قيل لما كان لكل من الإيمان و التقوى درجات و منازل كما ورد عنهم ع لم يبعد أن يكون تكريرهما في الآية إشارة إلى تلك الدرجات و المنازل فإن أوائل درجات الإيمان تصديقات مشوبة بالشبه و الشكوك على اختلاف مراتبها و يمكن معها الشرك كما قال سبحانه وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ و يعبر عنها بالإسلام كما قال الله عز و جل قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ و التقوى المتقدمة عليها هي تقوى العام و أواسطها تصديقات لا يشوبها شك و لا شبهة كما قال الله عز و جل الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا و أكثر إطلاق الإيمان عليها خاصة كما قال إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ و التقوى المتقدمة عليها هي تقوى

   الخاص و أواخرها تصديقات كذلك مع شهود و عيان و محبة كاملة لله عز و جل كما قال يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ و يعبر عنها تارة بالإحسان كما ورد في الحديث النبوي ص الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه و أخرى بالإيقان كما قال وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ و التقوى المتقدمة عليها هي تقوى خاص الخاص و إنما قدمت التقوى على الإيمان لأن الإيمان إنما يتحصل و يتقوى بالتقوى لأنها كلما ازدادت ازداد الإيمان بحسب ازديادها و هذا لا ينافي تقدم أصل الإيمان على التقوى بل ازديادها بحسب ازدياده أيضا لأن الدرجة المتقدمة لكل منها غير الدرجة المتأخرة و مثل ذلك مثل من يمشي بسراج في ظلمة فكلما أضاء له من الطريق قطعة مشى فيها فيصير ذلك المشي سببا لإضاءة قطعة أخرى منه و هكذا. وَ اصْبِرُوا أي على أذية فرعون و تهديده إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ الآية وعد لهم منه بالنصرة و تذكير لما كان وعدهم من إهلاك القبط و توريثهم ديارهم و في الأخبار أن الآية في الأئمة ع يورثهم الله الأرض في زمن القائم ع و هم المتقون و العاقبة لهم و تدل الآية على فضل الاستعانة بالله و الصبر و التقوى وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ قيل أي في الدنيا المؤمن و الكافر بل المكلف و غيره أو في الدنيا و الآخرة إلا أن قوما لم يدخلوها لضلالهم. فَسَأَكْتُبُها فسأثبتها و أوجبها في الآخرة لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ الشرك و المعاصي وَ الَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ فلا يكفرون بشي‏ء منها يَهْدُونَ بِالْحَقِّ أي بكلمة الحق وَ بِهِ أي و بالحق يَعْدِلُونَ بينهم في الحكم. خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ محارم الله مما يأخذ هؤلاء أَ فَلا تَعْقِلُونَ   فيعلمون ذلك وَ الَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ إلى قوله أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ إما عطف على الذين يتقون و ما بينهما اعتراض و إما استئناف و وضع الظاهر موضع المضمر لأنه في معناه و للتنبيه على أن الإصلاح مانع من الإضاعة و عن الباقر ع نزلت في آل محمد و أشياعهم. فَاتَّقُوا اللَّهَ قيل أي في الاختلاف و المشاجرة وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ أي الحال التي بينكم بالمواساة و المساعدة فيما رزقكم الله و تسليم أمره إلى الله و الرسول وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فيه إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فإن الإيمان يقتضي ذلك. إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ قيل أي إنما يستقيم عمارتها لهؤلاء الجامعين للكمالات العلمية و العملية وَ لَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ يعني في أبواب الدين بأن لا يختار على رضا الله رضا غيره فَعَسى ذكره بصيغة التوقع قطعا لأطماع المشركين في الاهتداء و الانتفاع بأعمالهم أَعْظَمُ دَرَجَةً أي ممن لم يستجمع هذه الصفات وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ المختصون بالفوز و نيل الحسنى عند الله مُقِيمٌ أي دائم. التَّائِبُونَ رفع على المدح و في قراءة أهل البيت التائبين إلى قوله و الحافظين و في الكافي عن الصادق ع لما نزلت هذه الآية إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قام رجل إلى النبي ص فقال يا نبي الله أ رأيتك الرجل يأخذ سيفه فيقاتل حتى يقتل إلا أنه يقترف من هذه المحارم أ شهيد هو فأنزل الله على رسوله التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الآية فبشر النبي ص المجاهدين من المؤمنين الذين هذه صفتهم و حليتهم بالشهادة و الجنة و قال التَّائِبُونَ من الذنوب الْعابِدُونَ الذين لا يعبدون إلا الله و لا يشركون به شيئا الْحامِدُونَ الذين

   يحمدون الله على كل حال في الشدة و الرخاء السَّائِحُونَ الصائمون الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الذين يواظبون على الصلوات الخمس الحافظون لها و المحافظون عليها بركوعها و سجودها و الخشوع فيها و في أوقاتها الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ بعد ذلك و العاملون به وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ و المنتهون عنه قال فبشر من قتل و هو قائم بهذه الشروط بالشهادة و الجنة الخبر. و أقول إنما فسر السياحة بالصيام لقول النبي ص سياحة أمتي الصيام شبه بها لأنه يعوق عن الشهوات أو لأنه رياضة نفسانية يتوصل بها إلى الاطلاع على خفايا الملك و الملكوت و قيل السائحون للجهاد أو لطلب العلم و قيل في قوله وَ النَّاهُونَ العاطف فيه للدلالة على أنه بما عطف عليه في حكم خصلة واحدة كأنه قال الجامعون بين الوصفين و في قوله وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ أي فيما بينه و عينه من الحقائق و الشرائع للتنبيه على أن ما قبله مفصل الفضائل و هذا مجملها و قيل إنه للإيذان بأن التعداد قد تم بالسابع من حيث إن السبعة هو العدد التام و الثامن ابتداء تعداد آخر معطوف عليه و لذلك سمي واو الثمانية. وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ قيل يعني به هؤلاء الموصوفين بتلك الفضائل و وضع المؤمنين موضع ضميرهم للتنبيه على أن إيمانهم دعاهم إلى ذلك و أن المؤمن الكامل من كان كذلك و حذف المبشر به للتعظيم كأنه قيل و بشرهم بما يجل عن إحاطة الأفهام و تعبير الكلام إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا أي في الشدة على الضراء إيمانا بالله و استسلاما لقضائه وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ في الرخاء شكرا لآلائه سابقها و لاحقها وَ أَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أي اطمأنوا إليه و خشعوا له مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ أي الكافر و المؤمن    كَالْأَعْمى وَ الْأَصَمِّ وَ الْبَصِيرِ وَ السَّمِيعِ قيل يجوز أن يراد به تشبيه الكافر بالأعمى لتعاميه عن آيات الله و بالأصم لتعاميه عن استماع كلام الله و تأبيه عن تدبر معانيه و شبه المؤمن بالسميع و البصير لأن الأمر بالضد فيكون كل منهما مشبها باثنين باعتبار وصفين أو تشبيه الكافر بالجامع بين العمى و الصمم و المؤمن بالجامع بين ضديهما و العاطف لعطف الصفة على الصفة مَثَلًا أي تمثيلا أو صفة أو حالا أَ فَلا تَذَكَّرُونَ بضرب الأمثال و التفكر فيها. بِعَهْدِ اللَّهِ أي بما عقدوه على أنفسهم لله وَ لا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ ما وثقوه من المواثيق بينهم و بين الله و بين العباد و عن الكاظم ع أنه ميثاق الولاية في الذر ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ من الرحم و لا سيما رحم آل محمد كما في الأخبار وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ خصوصا فيحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا و عن الصادق ع أنه الاستقصاء و المداقة

 و قال ع الاستقصاء أن تحسب عليهم السيئات و لهم الحسنات

 وَ الَّذِينَ صَبَرُوا على القيام بأوامر الله و مشاق التكاليف و عن المصائب في النفوس و الأموال و عن معاصي الله ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ أي طلبا لرضاه وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أي يدفعونها بها فيجازون الإساءة بالإحسان و يتبعون الحسنة السيئة فتمحوها

 و روى علي بن إبراهيم عن الصادق ع قال قال رسول الله ص لعلي يا علي ما من دار فيها فرحة إلا تبعها مرحة و ما من هم إلا و له فرج إلا هم أهل النار إذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمحها سريعا و عليك بصنائع الخير فإنها تدفع مصارع السوء

أقول الخطاب إليه ع لتعليم غيره عُقْبَى الدَّارِ أي عاقبة الدنيا و ما ينبغي أن يكون مال أهلها و هي الجنة و العدن الإقامة أي جنات يقيمون فيها وَ مَنْ صَلَحَ أي يلحق بهم من صلح منهم و من لم يبلغ مبلغ فضلهم تبعا لهم و تعظيما لشأنهم و ليكونوا مسرورين بهم آنسين   بصحبتهم مِنْ كُلِّ بابٍ من أبواب غرفهم و قصورهم بِما صَبَرْتُمْ أي هذا بسبب صبركم و قال علي بن إبراهيم نزلت في الأئمة ع و شيعتهم الذين صبروا. مَنْ أَنابَ أي أقبل إلى الحق و رجع عن الفساد وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أي تسكن أنسا به و اعتمادا عليه و رجاء منه و روى العياشي عن الصادق ع بمحمد تطمئن و هو ذكر الله و حجابه و قال علي بن إبراهيم الَّذِينَ آمَنُوا الشيعة و ذكر الله أمير المؤمنين ع و الأئمة ع و قيل طوبى كبشرى و زلفى مصدر من الطيب و في الأخبار أنه اسم شجرة في الجنة كما مر و سيأتي و المآب المرجع قانِتاً عن الباقر ع القانت المطيع و الحنيف المسلم شاكِراً لِأَنْعُمِهِ أي لأنعم الله معترفا بها روي أنه كان لا يتغدى إلا مع ضيفه وَ لا يُظْلَمُونَ شَيْئاً أي و لا ينقصون شيئا من جزاء أعمالهم و يجوز أن ينتصب شيئا على المصدر لِمَنْ تابَ أي من الشرك وَ آمَنَ بما يجب الإيمان به ثُمَّ اهْتَدى إلى ولاية أهل البيت ع كما ورد في الأخبار الكثيرة. وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يقتدى بهم يَهْدُونَ الناس إلى الحق بِأَمْرِنا وَ إِقامَ الصَّلاةِ من عطف الخاص على العام وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ موحدين مخلصين في العبادة و لذا قدم الصلة إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ أي يبادرون إلى أبواب الخير وَ يَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً قال علي بن إبراهيم راغبين راهبين و قيل   لعل المراد الرغبة في الطاعة لا في الثواب و الرهبة من المعصية لا من العقاب لارتفاع مقام الأنبياء عن ذلك و قد يقال إن أولياء الله قد يعملون بعض الأعمال للجنة و صرف النار لأن حبيبهم يحب ذلك أو يقال إن جنة الأولياء لقاء الله و قربه و نارهم فراقه و بعده

 و في الكافي عن الصادق ع الرغبة أن تستقبل ببطن كفيك إلى السماء و الرهبة أن تجعل ظهر كفيك إلى السماء

 وَ كانُوا لَنا خاشِعِينَ أي مخبتين أو دائمين الوجل. وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ قال علي بن إبراهيم أي العابدين وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ هيبة منه لإشراق أشعة جلاله عليها عَلى ما أَصابَهُمْ من المصائب وَ الْمُقِيمِي الصَّلاةِ في أوقاتها يُنْفِقُونَ في وجوه الخير وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ بسائر ما تعبدكم به وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ أي و تحروا ما هو خير و أصلح فيما تأتون و تذرون كنوافل الطاعات و صلة الأرحام و مكارم الأخلاق وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ الأعداء الظاهرة و الباطنة هُوَ اجْتَباكُمْ أي اختاركم لدينه و لنصرته و عن الباقر ع إيانا عنى و نحن المجتبون مِنْ قَبْلُ أي في الكتب التي مضت وَ فِي هذا أي القرآن وَ اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ أي وثقوا به في مجامع أموركم هُوَ مَوْلاكُمْ أي ناصركم و متولي أموركم فَنِعْمَ الْمَوْلى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ هو إذ لا مثل له في الولاية و النصرة بل لا مولى و لا نصير سواه في الحقيقة. وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فيما يأمرانه أو في الفرائض و السنن وَ يَخْشَ اللَّهَ فيما صدر عنه من الذنوب وَ يَتَّقْهِ فيما بقي من عمره و قرأ حفص بسكون القاف فشبه تقه بكتف فخفف فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ بالنعيم المقيم فَأُوْلئِكَ   يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ قد ورد في أخبار كثيرة مضى بعضها و سيأتي بعضها أن تبديل السيئات حسنات في ديوان أعمالهم يوم القيامة و قال الباقر ع هي في المذنبين من شيعتنا خاصة فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ أي يرجع إلى الله وَ انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا قيل هي استثناء للشعراء المؤمنين الصالحين الذين يكثرون ذكر الله و يكون أكثر أشعارهم في التوحيد و الثناء على الله تعالى و الحث على طاعته و لو قالوا هجوا أرادوا به الانتصار ممن هجاهم من الكفار و مكافاة هجاة المسلمين كحسان و أضرابه و سيأتي الكلام فيه إن شاء الله تعالى. هذِهِ الْبَلْدَةِ قال علي بن إبراهيم يعني مكة شرفها الله وَ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ أي خلقا و ملكا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أي المنقادين وَ أَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ قيل أي و أن أواظب على تلاوته لتنكشف لي حقائقه في تلاوته شيئا فشيئا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ أي لننزلنهم الَّذِينَ صَبَرُوا على المحن و المشاق و لا يتوكلون إلا على الله الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ بيان لإحسانهم أو تخصيص لهذه الثلاثة من شعبه لفضل اعتداد بها وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ لاستجماعهم العقيدة الحقة و العمل الصالح أَقِمِ الصَّلاةَ تكميلا لنفسك وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ تكميلا لغيرك وَ اصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ من الشدائد و في المجمع عن علي ع من المشقة و الأذى في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر إِنَّ ذلِكَ إشارة إلى الصبر أو إلى كل ما أمره مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ أي مما عزمه الله من الأمور أي قطعه قطع إيجاب و إلزام و منه الحديث أن الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه وَ لا تُصَعِّرْ   خَدَّكَ لِلنَّاسِ أي لا تمله عنهم و لا تولهم صفحة خدك كما يفعله المتكبرون و قال علي بن إبراهيم أي لا تذل للناس طمعا فيما عندهم وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً أي فرحا مصدر وقع موقع الحال أو تمرح مرحا أو لأجل المرح و هو البطر و روى علي بن إبراهيم عن الباقر ع يقول بالعظمة إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ قال الطبرسي أي كل متكبر فخور على الناس و أقول يطلق الاختيال غالبا على التكبر في المشي

 و روي في الفقيه عن النبي ص أنه نهى أن يختال الرجل في مشيته و قال من لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به من شفير جهنم و كان قرين قارون لأنه أول من اختال فخسف به و بداره الأرض و من اختال فقد نازع الله في جبروته

 وَ اقْصِدْ فِي مَشْيِكَ أي توسط فيه بين الدبيب و الإسراع و قال علي بن إبراهيم أي لا تعجل وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ أي اقصر منه و قال علي بن إبراهيم أي لا ترفعه إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ أي أوحشها و في الكافي عن الصادق ع أنه سئل عنه فقال العطسة القبيحة و في المجمع عنه ع قال هي العطسة المرتفعة القبيحة و الرجل يرفع صوته بالحديث رفعا قبيحا إلا أن يكون داعيا أو يقرأ القرآن. وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ بأن فوض أمره إليه و أقبل بشراشره عليه وَ هُوَ مُحْسِنٌ في عمله فَقَدِ اسْتَمْسَكَ أي تعلق بأوثق ما يتعلق به و قال علي بن إبراهيم بالولاية وَ إِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ إذ الكل صائر إليه. إِنَّ الْمُسْلِمِينَ أي الداخلين في السلم المنقادين لحكم الله وَ الْمُؤْمِنِينَ أي المصدقين بما يجب أن يصدق به وَ الْقانِتِينَ أي المداومين على الطاعة وَ الصَّادِقِينَ في القول و العمل وَ الصَّابِرِينَ على الطاعات و المعاصي و البلايا    وَ الْخاشِعِينَ أي المتواضعين لله بقلوبهم و جوارحهم وَ الْمُتَصَدِّقِينَ من أموالهم ابتغاء مرضاة الله وَ الصَّائِمِينَ لله بنية صادقة وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ عن الحرام وَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً بقلوبهم و ألسنتهم مَغْفِرَةً لذنوبهم وَ أَجْراً عَظِيماً على طاعتهم. إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ قيل أي يداومون قراءته أو متابعة ما فيه حتى صارت سمة لهم و عنوانا سِرًّا وَ عَلانِيَةً كيف اتفق من غير قصد إليهما و قيل السر في المسنونة و العلانية في المفروضة يَرْجُونَ تِجارَةً تحصيل ثواب بالطاعة و هو خبر إن لَنْ تَبُورَ لن تكسد و لن تهلك بالخسران صفة للتجارة لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ علة لمدلوله أو لمدلول ما عد من امتثالهم أو عاقبة ليرجون وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ على ما يقابل أعمالهم إِنَّهُ غَفُورٌ لفرطاتهم شَكُورٌ لطاعاتهم أي مجازيهم عليها و هو علة للتوفية و الزيادة أو خبر إن و يَرْجُونَ حال من واو وَ أَنْفَقُوا. اتَّقُوا رَبَّكُمْ أي بلزوم طاعته لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ الظرف إما متعلق بأحسنوا أو بحسنة و على الأول تشمل الحسنة حسنة الدارين و على الثاني لا ينافي نيل حسنة الآخرة أيضا و الحسنة في الدنيا كالصحة و العافية

 و في مجالس الصدوق عن أمير المؤمنين ع أن المؤمن يعمل لثلاث من الثواب إما لخير فإن الله يثيبه بعمله في دنياه ثم تلا هذه الآية ثم قال فمن أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم في الآخرة

 وَ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ فمن تعسر عليه التوفر على الإحسان في وطنه فليهاجر إلى حيث يتمكن منه إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ على مشاق الطاعة من احتمال البلاء و مهاجرة الأوطان لها أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ

 و في الكافي عن الصادق ع إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيضربونه فيقال لهم من أنتم فيقولون نحن أهل الصبر فيقال لهم على ما صبرتم فيقولون كنا نصبر على طاعة الله و نصبر عن معاصي الله فيقول الله   عز و جل صدقوا أدخلوهم الجنة و هو قول الله عز و جل إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ

 وَ أُزْلِفَتِ أي قربت غَيْرَ بَعِيدٍ أي مكانا غير بعيد و قال علي بن إبراهيم أُزْلِفَتِ أي زينت غَيْرَ بَعِيدٍ قال بسرعة هذا ما تُوعَدُونَ على إضمار القول لِكُلِّ أَوَّابٍ أي رجاع إلى الله بدل من المتقين بإعادة الجار حَفِيظٍ حافظ لحدوده مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ قيل بدل بعد بدل أو بدل من موصوف أواب أو مبتدأ خبره ادْخُلُوها على تأويل يقال لهم ادْخُلُوها فإن من بمعنى الجمع و بِالْغَيْبِ حال من الفاعل أو المفعول أو صفة لمصدر أي خشية متلبسة بالغيب حيث خشي عقابه و هو غائب أو العقاب بعد غيب أو هو غائب عن الأعين لا يراه أحد و تخصيص الرحمن به للإشعار بأنهم رجوا رحمته و خافوا عذابه أو بأنهم يخشون مع علمهم بسعة رحمته و وصف القلب بالإنابة إذ الاعتبار برجوعه إلى الله فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ أي فلم يشكر تلك الأيادي باقتحام العقبة و هو الدخول في أمر شديد قيل العقبة الطريق في الجبل استعارها لما فسرها به من الفك و الإطعام ذِي مَسْغَبَةٍ أي مجاعة ذا مَقْرَبَةٍ أي قرابة ذا مَتْرَبَةٍ أي ذا فقر و قال علي بن إبراهيم لا يقيه من التراب شي‏ء

 و في الكافي عن الرضا ع كان إذا أكل أتي بصحفة فتوضع قرب مائدته فيعمد إلى أطيب الطعام مما يؤتى به فيأخذ من كل شي‏ء شيئا فيضع في تلك الصحفة ثم يأمر بها للمساكين ثم يتلو هذه الآية فَلَا اقْتَحَمَ ثم يقول علم الله أنه ليس كل إنسان يقدر على عتق رقبة فجعل لهم السبيل إلى الجنة

و ستأتي الأخبار في ذلك

 و عن الصادق ع قال من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز   العقبة و نحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجا ثم قال الناس كلهم عبيد النار غيرك و أصحابك فإن الله فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت و قال ع بنا تفك الرقاب و بمعرفتنا و نحن المطعمون في يوم الجوع و هو المسغبة

 وَ تَواصَوْا أي أوصى بعضهم بعضا بِالصَّبْرِ على طاعة الله بِالْمَرْحَمَةِ أي بالرحمة على عبادة أو بموجبات رحمة الله أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ أي اليمين أو اليمن وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا قيل أي بما نصبناه دليلا على الحق من كتاب و حجة أو بالقرآن هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ أي الشمال أو الشؤم عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ أي مطبقة من أوصدت الباب إذا أطبقته و أغلقته و قال علي بن إبراهيم أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ أصحاب أمير المؤمنين ع وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا قال الذين خالفوا أمير المؤمنين ع هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ قال المشأمة أعداء آل محمد ع نارٌ مُؤْصَدَةٌ قال أي مطبقة

1-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين علي ع إن لأهل الدين علامات يعرفون بها صدق الحديث و أداء الأمانة و وفاء بالعهد و صلة الأرحام و رحمة الضعفاء و قلة المراقبة للنساء أو قال قلة المؤاتاة للنساء و بذل المعروف و حسن الخلق و سعة الخلق و اتباع العلم و ما يقرب إلى الله عز و جل زلفى طوبى لهم و حسن مآب و طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي محمد ص و ليس من مؤمن إلا و في داره غصن منها لا يخطر على قلبه شهوة شي‏ء إلا أتاه به ذلك و لو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منه و لو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما ألا ففي هذا فارغبوا إن المؤمن من نفسه في شغل و الناس منه في راحة إذا جن عليه الليل افترش وجهه و سجد لله عز و جل بمكارم بدنه يناجي الذي   خلقه في فكاك رقبته ألا فهكذا كونوا

 بيان أن لأهل الدين أي الذين اختاروا دين الإيمان و عملوا بشرائطه و لوازمه و قلة المراقبة للنساء أي الميل إليهن و الاعتماد عليهن أو الاهتمام بشأنهن و الخوف من مخالفتهن و قيل النظر إليهن و إلى أدبارهن و هو بعيد أو قال أي الصادق ع و الترديد من أبي بصير و المؤاتاة الموافقة و المطاوعة و في المصباح رقبته أرقبه من باب قتل حفظته فأنا رقيب و رقبته و ترقبته و ارتقبته انتظرته فأنا رقيب أيضا و راقبت الله خفت عذابه و قال آتيته على الأمر بمعنى وافقته و في لغة لأهل اليمن تبدل الهمزة واوا فيقال واتيته على الأمر مواتاة و هي المشهور على ألسنة الناس و في النهاية في الحديث خير النساء المؤاتية لزوجها المواتاة حسن المطاوعة و الموافقة و أصله الهمز فخفف و كثر حتى صار يقال بالواو الخالصة و ليس بالوجه. و بذل المعروف أي الخير و هو الإحسان بالفضل من المال إلى الغير و الظاهر أن المراد هنا المال و إن كان المعروف بحسب اللغة أعم و حسن الخلق و سعة الخلق الظاهر أن الخلق بالضم في الموضعين و المراد أن حسن خلقه عام وسع كل أحد في جميع الأحوال فإن بعض الناس مع حسن الخلق قد يقع منهم الطيش العظيم كما يقال نعوذ بالله من غضب الحليم و ربما يقرأ الأول بالفتح فإن الظاهر عنوان الباطن لكن هذا ليس كليا فإن حسن الخلق قد يوجد في غير أهل الدين كما قال عز و جل في وصف المنافقين وَ إِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ و قيل المراد حسن الأعضاء الظاهرة بالأعمال الفاضلة فإنه من علامات أهل الدين و اتباع العلم أي العمل به و قيل أي عدم اتباع الظن. و ما يقربهم إلى الله زلفى أي قربة مفعول مطلق من غير لفظ الفعل قال الجوهري الزلفة و الزلفى القربة و المنزلة و منه قوله تعالى وَ ما أَمْوالُكُمْ وَ لا   أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى و هي اسم المصدر كأنه قال بالتي تقربكم عندنا ازدلافا. طوبى لهم و حسن مآب إشارة إلى قوله سبحانه الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ و قال البيضاوي طوبى فعلى من الطيب قلبت ياؤه واوا لضمة ما قبلها و يجوز فيه الرفع و النصب و لذلك قرئ و حسن مآب بالنصب أي حسن مرجع و هو الجنة و قال في النهاية طوبى اسم الجنة و قيل هي شجرة فيها و أصلها فعلى من الطيب فلما ضمت الطاء انقلبت الياء واوا و قد تكررت في الحديث و فيه طوبى للشام لأن الملائكة باسطة أجنحتها عليها المراد بها هاهنا فعلى من الطيب لا الجنة و لا الشجرة. و قال الراغب في الآية قيل هو اسم شجرة في الجنة و قيل بل إشارة إلى كل مستطاب في الجنة من بقاء بلا فناء و عز بلا ذل و غنى بلا فقر و طوبى شجرة هذا من كلام الصادق ع أو من كلام أمير المؤمنين ع و ليس من مؤمن كأنه مثال شجرة ولاية أمير المؤمنين تشعبت في صدور المؤمنين إلا أتاه به ذلك أي يتدلى و يقربه منه ليأخذه و قيل أي ينبت منه مجدا أي مسرعا صاحب جد و اهتمام في ظلها أي ما يحاذي أغصانها فإنه لا ظل في الجنة. قال في النهاية و قد يكنى بالظل عن الكنف و الناحية و منه الحديث أن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام أي في ذراها و ناحيتها انتهى و قد روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري عن النبي ص قال إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام لا يقطعها و في أخرى يسير الراكب في ظلها مائة سنة قال عياض ظلها كنفها و هو ما تستره أغصانها و قد يكون ظلها نعيمها و راحتها من قولهم عيش ظليل و احتيج إلى تأويل الظل بما ذكر هربا عن الظل في العرف لأنه ما يقي حر الشمس و لا شمس

    في الجنة و لا برد و إنما نور يتلألأ انتهى. و قال المازري المضمر بفتح الضاد و شد الميم و رواه بعضهم بكسر الميم الثانية صفة للراكب المضمر فرسه. حتى يسقط هرما إنما خص الغراب بالذكر لأنه أطول الطيور عمرا ففي هذا فارغبوا الفاء الثانية تأكيد للفاء الأولى من نفسه في شغل من بكسر الميم و قد يقرأ بالفتح اسم موصول أي مشغول بإصلاح نفسه لا يلتفت إلى عيوب غيره و لا إلى التعرض لضررهم و لذا الناس منه في راحة إذا جن عليه الليل في مجمع البيان فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ أي أظلم و ستر بظلامه كل ضياء و قال جن عليه الليل و جنه الليل و أجنه الليل إذا أظل حتى يستره بظلمته انتهى. و المكارم جمع مكرمة أي أعضاؤه الكريمة الشريفة كالوجه و الجبهة و الخدين و اليدين و الركبتين و الإبهامين في فكاك في للتعليل

2-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن الهيثم النهدي عن عبد العزيز بن عمر عن بعض أصحابه عن يحيى بن عمران الحلبي قال قلت لأبي عبد الله ع أي الخصال بالمرء أجمل فقال وقار بلا مهابة و سماح بلا طلب مكافاة و تشاغل بغير متاع الدنيا

 بيان وقار بلا مهابة الوقار الرزانة و المهابة أن يخاف الناس من سطوته و ظلمه و قيل أي من غير تكبر و في القاموس الهيبة المخافة و التقية كالمهابة و قال سمح ككرم سماحا و سماحة و سماحا ككتاب جاد بلا طلب مكافاة من عوض أو ثناء و شكر و أصله مهموز و قد يقلب ألفا بغير متاع الدنيا من ذكر الله و ما يقرب العبد إليه تعالى

3-  الشهاب، قال رسول الله ص العلم خليل المؤمن و الحلم وزيره و العقل دليله و العمل قائده و الرفق والده و البر أخوه و الصبر   أمير جنوده

4-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن علي عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن السكوني عن الصادق ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص اعمل بفرائض الله تكن أتقى الناس و ارض بقسم الله تكن أغنى الناس و كف عن محارم الله تكن أورع الناس و أحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمنا و أحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلما

 جا، ]المجالس للمفيد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن المظفر بن محمد البلخي عن محمد بن همام عن حميد بن زياد عن إبراهيم بن عبيد بن حنان عن الربيع بن سلمان عن السكوني مثله

5-  مع، ]معاني الأخبار[ ل، ]الخصال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ العطار عن أبيه عن ابن عيسى عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن الصادق ع قال إن الله تبارك و تعالى خص رسول الله ص بمكارم الأخلاق فامتحنوا أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمدوا الله عز و جل و ارغبوا إليه في الزيادة منها فذكرها عشرة اليقين و القناعة و الصبر و الشكر و الحلم و حسن الخلق و السخاء و الغيرة و الشجاعة و المروءة

6-  مع، ]معاني الأخبار[ لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان قال جاء رجل إلى الصادق جعفر بن محمد ع فقال له يا ابن رسول الله أخبرني بمكارم الأخلاق فقال العفو عمن ظلمك و صلة من قطعك و إعطاء من حرمك و قول الحق و لو على نفسك

    -7  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن الصفار عن النهدي عن عبد العزيز بن عمر عن أحمد بن عمر الحلبي قال قلت لأبي عبد الله الصادق ع أي الخصال بالمرء أجمل قال وقار بلا مهابة و سماح بلا طلب مكافاة و تشاغل بغير متاع الدنيا

 ل، ]الخصال[ العطار عن سعد عن النهدي مثله محص، ]التمحيص[ عن الحلبي عن أبي عبد الله ع مثله ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ أروي عن العالم ع و ذكر مثله

8-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن إدريس عن أبيه عن ابن هاشم عن ابن مرار عن يونس عن ابن سنان عن الصادق ع قال خمس من لم تكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع قيل و ما هن يا ابن رسول الله قال الدين و العقل و الحياء و حسن الخلق و حسن الأدب و خمس من لم تكن له فيه لم يتهن بالعيش الصحة و الأمن و الغنى و القناعة و الأنيس الموافق

9-  مع، ]معاني الأخبار[ لي، ]الأمالي للصدوق[ العطار عن سعد عن ابن عيسى عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها يسكنها من أمتي من أطاب الكلام و أطعم الطعام و أفشى السلام و صلى بالليل و الناس نيام فقال علي يا رسول الله و من يطيق هذا من أمتك فقال يا علي أ و ما تدري ما إطابة الكلام من قال إذا أصبح و أمسى سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر عشر مرات و إطعام الطعام نفقة الرجل على عياله و أما الصلاة بالليل و الناس نيام فمن صلى المغرب و العشاء الآخرة و صلاة الغداة في المسجد في جماعة فكأنما أحيا الليل كله   و إفشاء السلام أن لا يبخل بالسلام على أحد من المسلمين

10-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن السعدآبادي عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله عز و جل يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب رجل لم يدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يديه و رجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة و رجل قال الحق فيما عليه و له

11-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل عن الصادق ع أنه قال عليكم بمكارم الأخلاق فإن الله عز و جل يحبها و إياكم و مذام الأفعال فإن الله عز و جل يبغضها و عليكم بتلاوة القرآن فإن درجات الجنة على عدد آيات القرآن فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن اقرأ و ارق فكلما قرأ آية رقي درجة و عليكم بحسن الخلق فإنه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم و عليكم بحسن الجوار فإن الله عز و جل أمر بذلك و عليكم بالسواك فإنها مطهرة و سنة حسنة و عليكم بفرائض الله فأدوها و عليكم بمحارم الله فاجتنبوها

12-  لي، ]الأمالي للصدوق[ العطار عن أبيه عن محمد بن عبد الجبار عن ابن البطائني عن علي بن ميمون قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من أراد أن يدخله الله عز و جل في رحمته و يسكنه جنته فليحسن خلقه و ليعط النصفة من نفسه و ليرحم اليتيم و ليعن الضعيف و ليتواضع لله الذي خلقه

 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الغضائري عن الصدوق مثله

13-  ل، ]الخصال[ أبي عن علي عن أبيه عن ابن مرار عن يونس رفعه إلى   أبي عبد الله ع قال كان فيما أوصى به رسول الله ص عليا ع يا علي أنهاك عن ثلاث خصال عظام الحسد و الحرص و الكذب يا علي سيد الأعمال ثلاث خصال إنصافك الناس من نفسك و مواساة الأخ في الله عز و جل و ذكرك الله تبارك و تعالى على كل حال يا علي ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا لقي الإخوان و الإفطار من الصيام و التهجد من آخر الليل يا علي ثلاثة من لم تكن فيه لم يقم له عمل ورع يحجزه عن معاصي الله عز و جل و خلق يداري به الناس و حلم يرد به جهل الجاهل يا علي ثلاث من حقائق الإيمان الإنفاق من الإقتار و إنصاف الناس من نفسك و بذل العلم للمتعلم يا علي ثلاث خصال من مكارم الأخلاق تعطي من حرمك و تصل من قطعك و تعفو عمن ظلمك

14-  ل، ]الخصال[ العطار عن سعد عن البرقي عن أبيه عن يونس عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال قال رسول الله ص أربع من كن فيه كان في نور الله الأعظم من كانت عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله و أني رسول الله و من إذا أصابته مصيبة قال إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ و من إذا أصاب خيرا قال الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و من إذا أصاب خطيئة قال أستغفر الله و أتوب إليه

 سن، ]المحاسن[ أبي عن يونس عن عمرو بن جميع مثله ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن علي بن موسى عن أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن الحسن بن علي عن عبد الله بن علي عن علي بن علي اللهبي عن الصادق   عن آبائه عن النبي صلوات الله عليهم مثله

15-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن أبي عبد الله ع قال لم يقسم بين العباد أقل من خمس اليقين و القنوع و الصبر و الشكر و الذي يكمل له به هذا كله العقل

16-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ل، ]الخصال[ الطالقاني عن أحمد بن إسحاق بن بهلول عن أبيه عن علي بن يزيد عن أبي شيبة عن أنس قال قال رسول الله ص تقبلوا إلي بست خصال أتقبل لكم بالجنة إذا حدثتم فلا تكذبوا و إذا وعدتم فلا تخلفوا و إذا ائتمنتم فلا تخونوا و غضوا أبصاركم و احفظوا فروجكم و كفوا أيديكم و ألسنتكم

17-  ل، ]الخصال[ أبي عن الحميري عن الحسن بن موسى عن يزيد بن إسحاق عن الحسن بن عطية عن أبي عبد الله ع قال المكارم عشر فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنها تكون في الرجل و لا تكون في ولده و تكون في ولده و لا تكون في أبيه و تكون في العبد و لا تكون في الحر قيل و ما هن يا رسول الله قال صدق البأس و صدق اللسان و أداء الأمانة و صلة الرحم و إقرار الضيف و إطعام السائل و المكافاة على الصنائع و التذمم للجار و التذمم للصاحب و رأسهن الحياء جا، ]المجالس للمفيد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن علي بن بابويه عن علي بن إبراهيم عن ابن عيسى عن النهدي عن يزيد بن إسحاق مثله

18-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن أبيه عن النضر عن القاسم بن سليمان عن جراح المدائني قال قال لي أبو عبد الله ع أ لا أحدثك بمكارم   الأخلاق الصفح عن الناس و مواساة الرجل أخاه في ماله و ذكر الله كثيرا

19-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه رفعه إلى النبي ص قال جاء جبرئيل إلى النبي ص فقال يا رسول الله إن الله تبارك و تعالى أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحدا قبلك قال رسول الله قلت و ما هي قال الصبر و أحسن منه قلت و ما هو قال الرضا و أحسن منه قلت و ما هو قال الزهد و أحسن منه قلت و ما هو قال الإخلاص و أحسن منه قلت و ما هو قال اليقين و أحسن منه قلت و ما هو يا جبرئيل قال إن مدرجة ذلك التوكل على الله عز و جل فقلت و ما التوكل على الله عز و جل فقال العلم بأن المخلوق لا يضر و لا ينفع و لا يعطي و لا يمنع و استعمال اليأس من الخلق فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوى الله و لم يرج و لم يخف سوى الله و لم يطمع في أحد سوى الله فهذا هو التوكل قال قلت يا جبرئيل فما تفسير الصبر قال يصبر في الضراء كما يصبر في السراء و في الفاقة كما يصبر في الغناء و في البلاء كما يصبر في العافية فلا يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلاء قلت فما تفسير القناعة قال يقنع بما يصيب من الدنيا يقنع بالقليل و يشكر اليسير قلت فما تفسير الرضا قال الراضي لا يسخط على سيده أصاب من الدنيا أم لم يصب و لا يرضى لنفسه باليسير من العمل قلت يا جبرئيل فما تفسير الزهد قال الزاهد يحب من يحب خالقه و يبغض من يبغض خالقه و يتحرج من حلال الدنيا و لا يلتفت إلى حرامها فإن حلالها حساب و حرامها عقاب و يرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه   و يتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها و يتحرج عن حطام الدنيا و زينتها كما يتجنب النار أن يغشاها و أن يقصر أمله و كان بين عينيه أجله قلت يا جبرئيل فما تفسير الإخلاص قال المخلص الذي لا يسأل الناس شيئا حتى يجد و إذا وجد رضي و إذا بقي عنده شي‏ء أعطاه في الله فإن من لم يسأل المخلوق فقد أقر لله عز و جل بالعبودية و إذا وجد فرضي فهو عن الله راض و الله تبارك و تعالى عنه راض و إذا أعطى لله عز و جل فهو على حد الثقة بربه عز و جل قلت فما تفسير اليقين قال المؤمن يعمل لله كأنه يراه فإن لم يكن يرى الله فإن الله يراه و أن يعلم يقينا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما فاته لم يكن ليصيبه و هذا كله أغصان التوكل و مدرجة الزهد

20-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن المراغي عن القاسم بن محمد بن حماد عن عبيد بن قيس عن يونس بن بكير عن يحيى بن أبي حية أبي الحباب عن أبي العالية عن أبي أمامة قال قال رسول الله ص ست من عمل بواحدة منهن جادلت عنه يوم القيامة حتى يدخله الجنة يقول أي رب قد كان يعمل بي في الدنيا الصلاة و الزكاة و الحج و الصيام و أداء الأمانة و صلة الرحم جا، ]المجالس للمفيد[ المراغي مثله

21-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الحسين بن أحمد بن أبي المغيرة عن حيدر بن محمد عن الكشي عن جعفر بن أحمد عن أيوب بن نوح عن نوح بن دراج عن إبراهيم المخارقي عن أبي عبد الله ع قال اتقوا الله اتقوا الله اتقوا الله عليكم بالورع و صدق الحديث و أداء الأمانة و عفة البطن و الفرج تكونوا   معنا في الرفيق الأعلى

22-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن بكر بن صالح عن الحسين بن علي عن عبد الله بن إبراهيم عن الحسن بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال قال رسول الله ص أقربكم غدا مني في الموقف أصدقكم للحديث و أداء الأمانة و أوفاكم بالعهد و أحسنكم خلقا و أقربكم من الناس

 جا، ]المجالس للمفيد[ المراغي عن الحسن بن علي الكوفي عن جعفر بن محمد بن مروان عن أبيه عن محمد بن إسماعيل الهاشمي عن عبد المؤمن عن الباقر ع عن جابر بن عبد الله عن النبي ص مثله

23-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بالإسناد إلى أبي قتادة قال قال أبو عبد الله ع لداود بن سرحان يا داود إن خصال المكارم بعضها مقيد ببعض يقسمها الله حيث شاء يكون في الرجل و لا يكون في ابنه و يكون في العبد و لا يكون في سيده صدق الحديث و صدق البأس و إعطاء السائل و المكافاة بالصنائع و أداء الأمانة و صلة الرحم و التودد إلى الجار و الصاحب و قرى الضيف و رأسهن الحياء

24-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد العلوي عن محمد بن علي بن الحسين بن زيد عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص عليكم بمكارم الأخلاق فإن الله عز و جل بعثني بها و إن من مكارم الأخلاق أن يعفو الرجل عمن ظلمه و يعطي من حرمه و يصل من قطعه و أن يعود من لا يعوده

25-  ب، ]قرب الإسناد[ أبو البختري عن جعفر عن أبيه ع أن عليا ع قال   لرجل و هو يوصيه خذ مني خمسا لا يرجون أحدكم إلا ربه و لا يخافن إلا ذنبه و لا يستحيي أن يتعلم ما لا يعلم و لا يستحيي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم و اعلموا أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد

26-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن القاساني عن الأصبهاني عن المنقري عن سفيان بن نجيح عن أبي جعفر ع قال قال سليمان بن داود ع أوتينا ما أوتي الناس و ما لم يؤتوا و علمنا ما علم الناس و ما لم يعلموا فلم نجد شيئا أفضل من خشية الله في المغيب و المشهد و القصد في الغنى و الفقر و كلمة الحق في الرضا و الغضب و التضرع إلى الله عز و جل على كل حال

 ضه، ]روضة الواعظين[ كتاب الغايات، عن أبي جعفر ع و ذكرا مثله

27-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال علي ع خمسة لو رحلتم فيهن لم تقدروا على مثلهن لا يخاف عبد إلا ذنبه و لا يرجو إلا ربه و لا يستحيي الجاهل إذا سئل عما لا يعلم أن يتعلم و لا يستحيي أحدكم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم و الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد و لا إيمان لمن لا صبر له

 ل، ]الخصال[ أحمد بن إبراهيم عن زيد بن محمد البغدادي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن الرضا عن آبائه ع عن علي ع مثله

28-  ل، ]الخصال[ الحسن بن محمد السكوني عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن سعيد بن عمرو الأشعثي عن سفيان بن عيينة عن السري عن الشعبي قال قال علي ع خذوا عني كلمات لو ركبتم المطايا فأنضيتموها لم تصيبوا مثلهن ألا   لا يرجون أحد إلا ربه و لا يخافن إلا ذنبه و لا يستحيي إذا لم يعلم أن يتعلم و لا يستحيي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم و اعلموا أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد و لا خير في جسد لا رأس له

29-  ل، ]الخصال[ الخليل بن أحمد عن ابن منيع عن مصعب عن مالك عن أبي عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد الخدري أو عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص سبعة يظلهم الله عز و جل في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل و شاب نشأ في عبادة الله عز و جل و رجل قلبه متعلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه و رجلان كانا في طاعة الله عز و جل فاجتمعا على ذلك و تفرقا و رجل ذكر الله عز و جل خاليا ففاضت عيناه و رجل دعته امرأة ذات حسب و جمال فقال إني أخاف الله و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا يعلم شماله ما يتصدق بيمينه

30-  ل، ]الخصال[ المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن الحسين بن إشكيب عن محمد بن علي الكوفي عن أبي جميلة عن الحضرمي عن سلمة بن كهيل رفعه عن ابن عباس قال قال رسول الله ص سبعة في ظل عرش الله عز و جل يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل و شاب نشأ في عبادة الله عز و جل و رجل تصدق بيمينه فأخفاه عن شماله و رجل ذكر الله عز و جل خاليا ففاضت عيناه من خشية الله و رجل لقي أخاه المؤمن فقال إني لأحبك في الله عز و جل و رجل خرج من المسجد و في نيته أن يرجع إليه و رجل دعته امرأة ذات جمال إلى نفسها فقال إني أخاف الله رب العالمين

31-  سن، ]المحاسن[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن الثمالي قال سمعت علي بن الحسين ع   يقول ما من خطوة أحب إلى الله عز و جل من خطوتين خطوة يسد بها المؤمن صفا في الله و خطوة إلى ذي رحم قاطع و ما من جرعة أحب إلى الله عز و جل من جرعتين جرعة غيظ ردها مؤمن بحلم و جرعة مصيبة ردها مؤمن بصبر و ما من قطرة أحب إلى الله عز و جل من قطرتين قطرة دم في سبيل الله و قطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها عبد إلا الله عز و جل

 كتاب الغايات، عن أبي حمزة الثمالي و ذكر مثله ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ فضالة عن الحسين بن عثمان عن رجل عن الثمالي عن أبي جعفر ع مثله

32-  ل، ]الخصال[ الفامي عن ابن بطة عن البرقي عن أبيه عن صفوان بن يحيى رفعه إلى أبي عبد الله ع أنه قال قال إبليس خمسة ليس لي فيهن حيلة و سائر الناس في قبضتي من اعتصم بالله عن نية صادقة و اتكل عليه في جميع أموره و من كثر تسبيحه في ليله و نهاره و من رضي لأخيه المؤمن ما يرضاه لنفسه و من لم يجزع على المصيبة حتى تصيبه و من رضي بما قسم الله له و لم يهتم لرزقه

33-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن أبان عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال إن الصبر و البر و الحلم و حسن الخلق من أخلاق الأنبياء

34-  ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن أبي ولاد عن أبي عبد الله ع قال كان علي بن الحسين يقول إن المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه و قلة المراء و حلمه و صبره و حسن   خلقه

35-  ل، ]الخصال[ أبي عن محمد العطار و أحمد بن إدريس معا عن سهل عن محمد بن الحسن بن زيد عن عمرو بن عثمان عن ثابت بن دينار عن ابن طريف عن ابن نباتة قال كان أمير المؤمنين ع يقول الصدق أمانة و الكذب خيانة و الأدب رئاسة و الحزم كياسة و السرف مثواة و القصد مثراة و الحرص مفقرة و الدناءة محقرة و السخاء قربة و اللوم غربة و الدقة استكانة و العجز مهانة و الهوى ميل و الوفاء كيل و العجب هلاك و الصبر ملاك

36-  ل، ]الخصال[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن أبي الصباح الكناني عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال ثلاث من أشد ما عمل العباد إنصاف المرء من نفسه و مواساة المرء أخاه و ذكر الله على كل حال و هو أن يذكر الله عز و جل عند المعصية يهم بها فيحول ذكر الله بينه و بين تلك المعصية و هو قول الله عز و جل إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ

37-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي سعيد القماط عن المفضل قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لا يكمل إيمان العبد حتى يكون فيه أربع خصال يحسن خلقه و يستخف نفسه و يمسك الفضل من قوله و يخرج الفضل من ماله

 أقول قد مضى بعض أخبار الباب في باب صفات المؤمن    سن، ]المحاسن[ أبي عن أبي سعيد القماط مثله

38-  جا، ]المجالس للمفيد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال أربع من كن فيه كمل إسلامه و أعين على إيمانه و محصت ذنوبه و لقي ربه و هو عنه راض و لو كان فيما بين قرنه إلى قدميه ذنوب حطها الله عنه و هي الوفاء بما يجعل لله على نفسه و صدق اللسان مع الناس و الحياء مما يقبح عند الله و عند الناس و حسن الخلق مع الأهل و الناس و أربع من كن فيه من المؤمنين أسكنه الله في أعلى عليين في غرف فوق غرف في محل الشرف كل الشرف من آوى اليتيم و نظر له فكان له أبا و من رحم الضعيف و أعانه و كفاه و من أنفق على والديه و رفق بهما و برهما و لم يحزنهما و من لم يخرق بمملوكه و أعانه على ما يكلفه و لم يستسعه فيما لم يطق

 جا، ]المجالس للمفيد[ أحمد مثله

39-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المغيرة عن جده عن جده عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لأصحابه أ لا أخبركم بشي‏ء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب قالوا بلى قال الصوم يسود وجهه و الصدقة تكسر ظهره و الحب في الله و الموازرة على العمل الصالح يقطعان دابره و الاستغفار يقطع وتينه و لكل شي‏ء زكاة و زكاة الأبدان الصيام

40-  فس، ]تفسير القمي[ قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه أيها الناس طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس و تواضع من غير منقصة و جالس أهل التفقه و الرحمة و جالس أهل الذكر و المسكنة و أنفق مالا جمعه في غير معصية أيها الناس طوبى لمن   ذل في نفسه و طاب كسبه و صلحت سريرته و حسنت خليقته و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من كلامه و عدل عن الناس شره و سعته السنة و لم يتعد إلى البدعة يا أيها الناس طوبى لمن لزم بيته و أكل كسرته و بكى على خطيئته و كان من نفسه في تعب و الناس منه في راحة

41-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن محمد العطار عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص إن أقربكم مني غدا و أوجبكم علي شفاعة أصدقكم لسانا و آداكم للأمانة و أحسنكم خلقا و أقربكم من الناس

42-  ل، ]الخصال[ أبي عن السعدآبادي عن البرقي عن الحسين بن علي بن فضال عن علي بن عقبة عن الجارود بن المنذر عن أبي عبد الله ع قال أشد الأعمال ثلاثة إنصاف الناس من نفسك حتى لا ترضى لهم منها بشي‏ء إلا رضيت لهم منها بمثله و مواساتك الأخ في المال و ذكر الله على كل حال و ليس سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله فقط و لكن إذا ورد عليك شي‏ء من أمر الله أخذت به و إذا ورد عليك شي‏ء نهى الله عز و جل عنه تركته

 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم عن محمد بن وهبان عن محمد بن أحمد بن زكريا عن الحسن بن فضال مثله جا، ]المجالس للمفيد[ أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن علي بن مهزيار عن علي بن عقبة مثله

    -43  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن النضر عن درست عن ابن أبي يعفور قال قال أبو عبد الله ع ثلاث لا يطيقهن الناس الصفح عن الناس و مواساة الأخ أخاه في ماله و ذكر الله كثيرا

 ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ النضر مثله

44-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن الحسين الحلال عن الحسن بن الحسين الأنصاري عن زفر بن سليمان عن أشرس الخراساني عن أيوب السجستاني عن أبي قلابة قال قال رسول الله ص من أسر ما يرضى الله عز و جل أظهر الله له ما يسره و من أسر ما يسخط الله عز و جل أظهر الله ما يخزيه و من كسب مالا من غير حله أفقره الله عز و جل و من تواضع لله رفعه الله و من سعى في رضوان الله أرضاه الله و من أذل مؤمنا أذله الله و من عاد مريضا فإنه يخوض في الرحمة و أومأ رسول الله إلى حقويه فإذا جلس عند المريض غمرته الرحمة و من خرج من بيته يطلب علما شيعه سبعون ألف ملك يستغفرون له و من كظم غيظا ملأ الله جوفه إيمانا و من أعرض عن محرم أبدله الله به عبادة تسره و من عفا عن مظلمة أبدله الله بها عزا في الدنيا و الآخرة و من بنى مسجدا و لو مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة و من أعتق رقبة فهي فداه من النار كل عضو منها فداء عضو منه و من أعطى درهما في سبيل الله كتب الله له سبعمائة حسنة و من أماط عن طريق المسلمين ما يؤذيهم كتب الله له أجر قراءة أربع مائة آية كل حرف منها بعشر حسنات و من لقي عشرة من المسلمين فسلم عليهم كتب الله له عتق رقبة و من أطعم مؤمنا لقمة أطعمه الله من ثمار الجنة و من سقاه شربة من ماء سقاه الله من الرحيق المختوم و من كساه ثوبا كساه الله من الإستبرق و الحرير و صلى عليه الملائكة ما بقي في ذلك الثوب سلك

    -45  لي، ]الأمالي للصدوق[ جعفر بن الحسين عن محمد بن جعفر عن البرقي عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله ع قال أتي النبي ص بأسارى فأمر بقتلهم خلا رجل من بينهم فقال الرجل بأبي أنت و أمي يا محمد كيف أطلقت عني من بينهم فقال أخبرني جبرئيل عن الله عز و جل أن فيك خمس خصال يحبه الله عز و جل و رسوله الغيرة الشديدة على حرمك و السخاء و حسن الخلق و صدق اللسان و الشجاعة فلما سمعها الرجل أسلم و حسن إسلامه و قاتل مع رسول الله ص قتالا شديدا حتى استشهد

 ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن البرقي مثله ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن أبيه عن سعد عن البرقي مثله

46-  لي، ]الأمالي للصدوق[ علي بن أحمد عن الأسدي عن سهل عن عبد العظيم الحسني عن أبي الحسن الثالث ع قال لما كلم الله عز و جل موسى بن عمران ع قال موسى إلهي ما جزاء من شهد أني رسولك و نبيك و أنك كلمتني قال يا موسى تأتيه ملائكتي فتبشره بجنتي قال موسى إلهي فما جزاء من قام بين يديك يصلي قال يا موسى أباهي به ملائكتي راكعا و ساجدا و قائما و قاعدا و من باهيت به ملائكتي لم أعذبه قال موسى إلهي فما جزاء من أطعم مسكينا ابتغاء وجهك قال يا موسى آمر مناديا ينادي يوم القيامة على رءوس الخلائق أن فلان بن فلان من عتقاء الله من النار قال موسى إلهي فما جزاء من وصل رحمه قال يا موسى أنسئ له أجله و أهون عليه سكرات الموت و يناديه خزنة الجنة هلم إلينا فادخل من أي أبوابها شئت قال موسى إلهي فما جزاء من ذكرك بلسانه و قلبه قال يا موسى أظله   يوم القيامة بظل عرشي و أجعله في كنفي قال إلهي فما جزاء من تلا حكمتك سرا و جهرا قال يا موسى يمر على الصراط كالبرق قال إلهي فما جزاء من صبر على أذى الناس و شتمهم فيك قال أعينه على أهوال يوم القيامة قال إلهي فما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك قال يا موسى أقي وجهه من حر النار و أؤمنه يوم الفزع الأكبر قال إلهي فما جزاء من ترك الخيانة حياء منك قال يا موسى له الأمان يوم القيامة قال إلهي فما جزاء من أحب أهل طاعتك قال يا موسى أحرمه على ناري قال إلهي فما جزاء من قتل مؤمنا متعمدا قال لا أنظر إليه يوم القيامة و لا أقيل عثرته قال إلهي فما جزاء من دعي نفسا كافرة إلى الإسلام قال يا موسى آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد قال إلهي فما جزاء من صلى الصلوات لوقتها قال أعطيه سؤله و أبيحه جنتي قال إلهي فما جزاء من أتم الوضوء من خشيتك قال أبعثه يوم القيامة و له نور بين عينيه يتلألأ قال إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسبا قال يا موسى أقيمه يوم القيامة مقاما لا يخاف فيه قال إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس قال يا موسى ثوابه كثواب من لم يصمه

46-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن إدريس عن أبيه عن الأشعري عن محمد بن آدم عن   الحسن بن علي الخزاز عن الحسين بن أبي العلاء عن الصادق جعفر بن محمد ع قال سمعته يقول أحب العباد إلى الله عز و جل رجل صدوق في حديثه محافظ على صلواته و ما افترض الله عليه مع أداء الأمانة ثم قال ع من اؤتمن على أمانة فأداها فقد حل ألف عقدة من عنقه من عقد النار فبادروا بأداء الأمانة فإن من اؤتمن على أمانة وكل به إبليس مائة شيطان من مردة أعوانه ليضلوه و يوسوسوا إليه حتى يهلكوه إلا من عصم الله عز و جل

47-  ل، ]الخصال[ أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن عبد الله بن محمد الرازي عن بكر بن صالح عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال من صدق لسانه زكا عمله و من حسنت نيته زاد الله في رزقه و من حسن بره بأهله زاد الله في عمره

48-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن الكليني عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي الوليد عن الحسن بن زياد الصيقل عن أبي عبد الله ع مثله و فيه بأهل بيته

48-  ل، ]الخصال[ ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال قال علي بن الحسين ع أربع من كن فيه كمل إسلامه و محصت ذنوبه و لقي ربه عز و جل و هو عنه راض من وفى لله عز و جل بما يجعل على نفسه للناس و صدق لسانه مع الناس و استحيا من كل قبيح عند الله و عند الناس و حسن خلقه مع أهله

 سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن محبوب مثله    ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسى عن محمد بن عبد الجبار عن ابن محبوب مثله

49-  ل، ]الخصال[ سليمان بن أحمد اللخمي عن عبد الوهاب بن خواجة عن أبي كريب عن علي بن جعفر العبسي عن الحسن بن الحسين عن أبيه الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب ع عن النبي ص قال ثلاث من لم تكن فيه فليس مني و لا من الله عز و جل قيل يا رسول الله و ما هن قال حلم يرد به جهل الجاهل و حسن خلق يعيش به في الناس و ورع يحجزه عن معاصي الله عز و جل

50-  ل، ]الخصال[ أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم رضي الله عنه عن أبيه عن جده عن عبد الله بن ميمون عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال قال رسول الله ص أربع من كن فيه نشر الله عليه كنفه و أدخله الجنة في رحمته حسن خلق يعيش به في الناس و رفق بالمكروب و شفقة على الوالدين و إحسان إلى المملوك

51-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن البطائني عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال أفضل ما توسل به المتوسلون الإيمان بالله و رسوله و الجهاد في سبيل الله و كلمة الإخلاص فإنها الفطرة و إقامة الصلاة فإنها الملة و إيتاء الزكاة فإنها من فرائض الله و صوم شهر رمضان فإنه جنة من عذاب الله و حج البيت فإنه ميقات للدين و مدحضة للذنب و صلة الرحم فإنه مثراة للمال منساة للأجل و الصدقة في السر فإنها تذهب الخطيئة و تطفئ غضب الرب و صنائع المعروف فإنها تدفع ميتة السوء و تقي مصارع الهوان ألا فاصدقوا فإن الله مع من صدق و جانبوا الكذب فإن   الكذب مجانب الإيمان ألا و إن الصادق على شفا منجاة و كرامة ألا و إن الكاذب على شفا مخزاة و هلكة ألا و قولوا خيرا تعرفوا به و اعملوا به تكونوا من أهله و أدوا الأمانة إلى من ائتمنكم و صلوا من قطعكم و عودوا بالفضل عليهم

 ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر رفعه إلى علي بن أبي طالب ع مثله سن، ]المحاسن[ أبي عن حماد عن إبراهيم بن عمر مثله و سيأتي في أبواب المواعظ

52-  ل، ]الخصال[ أبي عن محمد العطار عن الأشعري عن أبي عبد الله الرازي عن سجادة عن درست عن أبي خالد السجستاني عن أبي عبد الله ع قال خمس خصال من لم تكن فيه خصلة منها فليس فيه كثير مستمتع أولها الوفاء و الثانية التدبير و الثالثة الحياء و الرابعة حسن الخلق و الخامسة و هي تجمع هذه الخصال الحرية

53-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن يزيد عن إسماعيل بن قتيبة البصري عن أبي خالد العجمي عن أبي عبد الله ع قال خمس من لم يكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع الدين و العقل و الأدب و الحرية و حسن الخلق

54-  ل، ]الخصال[ في خبر الأعمش قال الصادق ع بعد ذكر الأئمة ع و دينهم الورع و العفة و الصدق و الصلاح و الاجتهاد و أداء الأمانة إلى البر و الفاجر و طول السجود و قيام الليل و اجتناب المحارم و انتظار الفرج بالصبر و حسن الصحبة و حسن الجوار

    -55  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله ع ثلاث من كن فيه زوجه الله من الحور العين كيف شاء كظم الغيظ و الصبر على السيوف لله عز و جل و رجل أشرف على مال حرام فتركه لله عز و جل

56-  ل، ]الخصال[ عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رحمة الله عليه قال أوصاني رسول الله ص بسبع أوصاني أن أنظر إلى من هو دوني و لا أنظر إلى من هو فوقي و أوصاني بحب المساكين و الدنو منهم و أوصاني أن أقول الحق و إن كان مرا و أوصاني أن أصل رحمي و إن أدبرت و أوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم و أوصاني أن أستكثر من قول و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنها من كنوز الجنة

 أقول سيأتي بأسانيده في أبواب المواعظ

57-  ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن هاشم عن القداح عن الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال قال عيسى ابن مريم ع طوبى لمن كان صمته فكرا و نظره عبرا و وسعه بيته و بكى على خطيئته و سلم الناس من يده و لسانه

58-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن إسحاق بن محمد عن مروان عن أبيه عن يحيى بن سالم الفراء عن حماد بن عثمان عن جعفر بن محمد عن آبائه ع عن علي ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من ياقوت أحمر يرى باطنه من ظاهره لضيائه و نوره و فيه قبتان من در و زبرجد فقلت يا جبرئيل لمن هذا القصر قال   هو لمن أطاب الكلام و أدام الصيام و أطعم الطعام و تهجد بالليل و الناس نيام قال علي ع فقلت يا رسول الله و في أمتك من يطيق هذا فقال أ تدري ما إطابة الكلام فقلت الله و رسوله أعلم قال من صام شهر الصبر شهر رمضان و لم يفطر منه يوما أ تدري ما إطعام الطعام قلت الله و رسوله أعلم قال من طلب لعياله ما يكف به وجوههم عن الناس أ تدري ما التهجد بالليل و الناس نيام قلت الله و رسوله أعلم قال من لم ينم حتى يصلي العشاء الآخرة و الناس من اليهود و النصارى و غيرهم من المشركين نيام بينهما

59-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد و الحميري جميعا عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن آبائه ع قال قال رسول الله ص آفة الحديث الكذب و آفة العلم النسيان و آفة الحلم السفه و آفة العبادة الفترة و آفة الظرف الصلف و آفة الشجاعة البغي و آفة السخاء المن و آفة الجمال الخيلاء و آفة الحسب الفخر

60-  سن، ]المحاسن[ أبي عن محمد بن سنان عن خضر عمن سمع أبا عبد الله ع يقول قال رسول الله ص ثلاث من كن فيه أو واحدة منهن كان في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله رجل أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم لها و رجل لم يقدم رجلا حتى يعلم أن ذلك لله رضا أو يحبس و رجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب عن نفسه فإنه لا ينتفي عنه عيب إلا بدا له عيب و كفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس

    -61  سن، ]المحاسن[ أبي عن محمد بن سنان عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ع قال من يضمن لي أربعة أضمن له بأربعة أبيات في الجنة أنفق و لا تخف فقرا و أنصف الناس من نفسك و أفش السلام في العالم و اترك المراء و إن كنت محقا

62-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن سنان عن ابن وهب عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من يضمن لي أربعا بأربعة أبيات الخبر

63-  سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن يزيد عن إسماعيل بن عتيبة البصري عن أبي خالد الجهني عن أبي عبد الله ع قال خمس من لم يكن له لم يتهنأ بالعيش الصحة و الأمن و الغناء و القناعة و الأنيس الموافق

64-  سن، ]المحاسن[ أبي عن جعفر بن محمد عن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال قال أمير المؤمنين ع لأصحابه أ لا أخبركم بخمس لو ركبتم فيهن المطي حتى تنضوها لم تأتوا بمثلهن لا يخشى أحدا إلا الله و عمله و لا يرجو إلا ربه و لا يستحيي العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا علم لي و لا يستحيي الجاهل إذا لم يعلم أن يتعلم و الصبر في الأمور بمنزلة الرأس من الجسد فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد فإذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور

65-  سن، ]المحاسن[ أبي عن محمد بن علي عن عبد الرحمن بن محمد الأسدي عن حريب الغزال عن صدقة القتاب عن الحسن البصري قال كنت مع أبي جعفر ع بمنى و قد مات رجل من قريش فقال يا با سعيد قم إلى جنازته فلما دخلنا المقابر قال أ لا أخبركم بخمس خصال هن من البر و البر يدعو إلى الجنة قلت بلى قال إخفاء المصيبة و كتمانها و الصدقة تعطيها بيمينك لا تعلم بها شمالك و بر الوالدين فإن برهما لله رضى و الإكثار من قول لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنه من كنوز الجنة و الحب لمحمد و آل محمد صلى الله   عليه و آله أجمعين

66-  سن، ]المحاسن[ أبي عن جعفر بن محمد عن القداح عن أبي عبد الله ع قال قال الله تبارك و تعالى إنما أقبل الصلاة لمن تواضع لعظمتي و يكف نفسه عن الشهوات من أجلي و يقطع نهاره بذكري و لا يتعاظم على خلقي و يطعم الجائع و يكسو العاري و يرحم المصاب و يؤوي الغريب فذلك يشرق نوره مثل الشمس أجعل في الظلمات نورا و في الجهالة علما أكلؤه بعزتي و أستحفظه بملائكتي يدعوني فألبيه و يسألني فأعطيه فمثل ذلك عندي كمثل جنات الفردوس لا ييبس ثمارها و لا تتغير عن حالها

67-  سن، ]المحاسن[ بهذا الإسناد عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده علي بن الحسين ع قال قال موسى بن عمران ع يا رب من أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك قال فأوحى الله إليه الطاهرة قلوبهم و التربة أيديهم الذين يذكرون جلالي إذا ذكروا ربهم الذين يكتفون بطاعتي كما يكتفي الصبي الصغير باللبن الذين يأوون إلى مساجدي كما تأوي النسور إلى أوكارها و الذين يغضبون لمحارمي إذا استحلت مثل النمر إذا حرد

68-  سن، ]المحاسن[ أبي عن محمد بن إسماعيل رفعه إلى أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص أوصيك يا علي في نفسك بخصال فاحفظها اللهم أعنه الأولى الصدق فلا تخرج من فيك كذب أبدا و الثانية الورع فلا تجترئ على خيانة أبدا   و الثالثة الخوف من الله كأنك تراه و الرابعة البكاء لله يبنى لك بكل دمعة بيت في الجنة و الخامسة بذلك مالك و دمك دون دينك و السادسة الأخذ بسنتي في صلاتي و صومي و صدقتي فأما الصلاة في الليل و النهار و أما الصيام فثلاثة أيام في الشهر الخميس في أول الشهر و الأربعاء في وسط الشهر و الخميس في آخر الشهر و الصدقة بجهدك حتى تقول أسرفت و لا تسرف و عليك بصلاة الليل يكررها أربعا و عليك بصلاة الزوال و عليك برفع يديك إلى ربك و كثرة تقلبها و عليك بتلاوة القرآن على كل حال و عليك بالسواك لكل وضوء و عليك بمحاسن الأخلاق فارتكبها و عليك بمساوي الأخلاق فاجتنبها فإن لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك

69-  سن، ]المحاسن[ العباس بن الفضل عن إبراهيم بن محمد عن موسى بن سابق عن جعفر عن أبيه قال إن الله إذا أراد أن يعذب أهل الأرض بعذاب قال لو لا الذين يتحابون في جلالي و يعمرون مساجدي و يستغفرون بالأسحار لأنزلت عذابي

70-  سن، ]المحاسن[ أبي عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر ع قال قال أ لا أخبرك بالإسلام و فرعه و ذروته و سنامه قال قلت بلى جعلت فداك قال أما أصله فالصلاة و فرعه فالزكاة و ذروته و سنامه الجهاد قال إن شئت أخبرتك بأبواب الخير قلت نعم جعلت فداك قال الصوم جنة و الصدقة تذهب بالخطيئة و قيام الرجل في جوف الليل يذكر الله ثم قرأ تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ

71-  سن، ]المحاسن[ الوشاء عن مثنى عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد الله ع أي الأعمال أفضل قال الصلاة لوقتها و بر الوالدين و الجهاد   في سبيل الله

72-  سن، ]المحاسن[ أبي عن النضر عن يحيى الحلبي عن مفرق عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال إن أفضل العبادة عفة بطن و فرج و ما من شي‏ء أحب إلى الله من أن يسأل و إن أسرع الشر عقوبة البغي و إن أسرع الخير ثوابا البر و كفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه أو ينهى الناس عما لا يستطيع التحول عنه و أن يؤذي جليسه في ما لا يعنيه

 ختص، ]الإختصاص[ عن الثمالي عن الباقر و السجاد ع مثله

73-  سن، ]المحاسن[ أبي عن صفوان عن إسحاق بن عمار عمن سمع أبا عبد الله ع يقول ما ضاع مال في بر و لا بحر إلا بتضييع الزكاة فحصنوا أموالكم بالزكاة و داووا مرضاكم بالصدقة و ادفعوا نوائب البلايا بالاستغفار الصاعقة لا تصيب ذاكرا و ليس يصاد من الطير إلا ما ضيع تسبيحه

74-  سن، ]المحاسن[ عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله ع قال جمع رسول الله ص بني عبد المطلب فقال يا بني عبد المطلب أفشوا السلام و صلوا الأرحام و تهجدوا و الناس نيام و أطعموا الطعام و أطيبوا الكلام تدخلوا الجنة بسلام

75-  صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أفضل الأعمال عند الله إيمان لا شك فيه و غزو لا غلول فيه و حج مبرور و أول من يدخل الجنة شهيد و عبد مملوك أحسن عبادة ربه و نصح لسيده و رجل عفيف متعفف ذو عبادة و أول من يدخل النار أمير متسلط لم يعدل و ذو   ثروة من المال لم يعط المال حقه و فقير فخور

 جا، ]المجالس للمفيد[ عمر بن محمد عن ابن مهرويه عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه ع إلى قوله ذو عبادة

76-  صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لا تزال أمتي بخير ما تحابوا و أدوا الأمانة و اجتنبوا الحرام و قروا الضيف و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط و السنين

77-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ و نروي عن النبي ص أنه قال بعثت بمكارم الأخلاق أروي عن العالم ع أن الله جل جلاله خص رسله بمكارم الأخلاق فامتحنوا أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمدوا الله و إلا فاسألوه و ارغبوا إليه فيها فقال و ذكرها عشرة اليقين و القناعة و البصيرة و الشكر و الحلم و حسن الخلق و السخاء و الغيرة و الشجاعة و المروءة و في خبر آخر زاد فيها الحياء و الصدق و أداء الأمانة و أروي عن العالم ع قال ما نزل من السماء أجل و لا أعز من ثلاثة التسليم و البر و اليقين و أروي عن العالم ع أنه قال إن الله جل و علا أوحى إلى آدم ع أن أجمع الكلام كله في أربع كلمات فقال يا رب بينهن لي فأوحى الله إليه واحدة لي و أخرى لك و أخرى بيني و بينك و أخرى بينك و بين الناس فالتي لي تؤمن بي و لا تشرك بي شيئا و التي لك فأجازيك عنها أحوج ما تكون إلى المجازاة و التي بينك و بيني فعليك الدعاء و على الإجابة و التي بينك و بين الناس فإن ترضى لهم ما ترضى لنفسك و تكره لهم ما تكرهه لنفسك   و أروي أنه سئل العالم ع عن خيار العباد فقال الذين إذا أحسنوا استبشروا و إذا أساءوا استغفروا و إذا أعطوا شكروا و إذا ابتلوا صبروا و إذا غضبوا عفوا

78-  ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن الهيثم الخفاف عن رجل من أصحابنا عن عبد الملك بن هشام عن علي الأشعري رفعه قال قال رسول الله ص ما عبد الله بمثل العقل و ما تم عقل امرئ حتى يكون فيه عشر خصال الخير منه مأمول و الشر منه مأمون يستقل كثير الخير من عنده و يستكثر قليل الخير من غيره و لا يتبرم بطلاب الحوائج و لا يسأم من طلب العلم طول عمره الفقر أحب إليه من الغنى و الذل أحب إليه من العز نصيبه من الدنيا القوت و العاشرة و ما العاشرة لا يرى أحدا إلا قال هو خير مني و أتقى إنما الناس رجلان فرجل هو خير منه و أتقى و آخر هو شر منه و أدنى فإذا رأى من هو خير منه و أتقى تواضع له ليلحق به و إذا التقى الذي هو شر منه و أدنى قال عسى أن يكون خير هذا باطنا و شره ظاهرا و عسى أن يختم له بخير فإذا فعل ذلك فقد علا مجده و ساد أهل زمانه

79-  سر، ]السرائر[ ابن محبوب عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن موسى ع قال لبعض ولده يا بني إياك أن يراك الله تعالى في معصية نهاك عنها و إياك أن يفقدك الله تعالى عن طاعة أمرك بها و عليك بالجد و لا تخرجن نفسك عن التقصير في عبادة الله تعالى و طاعته فإن الله تعالى لا يعبد حق عبادته و إياك و المزاح فإنه يذهب بنور إيمانك و يستخف مروتك و إياك و الضجر و الكسل فإنهما يمنعانك حظ الدنيا و الآخرة

80-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال يا با محمد عليكم بالورع و الاجتهاد و أداء الأمانة و صدق الحديث و حسن الصحابة لمن صحبكم و طول   السجود فإن ذلك من سنن الأوابين قال أبو بصير الأوابون التوابون

81-  جا، ]المجالس للمفيد[ أحمد بن الوليد عن أبيه عن ابن أبان عن ابن أورمة عن إسماعيل بن أبان عن الربيع بن بدر عن أبي حاتم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص يا أنس أكثر من الطهور يزيد الله في عمرك و إن استطعت أن تكون بالليل و النهار على طهارة فافعل فإنك تكون إذا مت على طهارة شهيدا و صل صلاة الزوال فإنها صلاة الأوابين و أكثر من التطوع تحبك الحفظة و سلم على من لقيت يزيد الله في حسناتك و سلم في بيتك يزيد الله في بركتك و وقر كبير المسلمين و ارحم صغيرهم أجي‏ء أنا و أنت يوم القيامة كهاتين و جمع بين الوسطى و المسبحة

82-  جا، ]المجالس للمفيد[ الجعابي عن عبد الله بن بريد العجلي عن محمد بن أيوب عن محمد بن علي بن جعفر عن أبيه عن أخيه موسى بن جعفر عن آبائه صلوات الله عليهم قال قال رسول الله ص أربع من كن فيه كتبه الله من أهل الجنة من كان عصمته شهادة أن لا إله إلا الله و أني محمد رسول الله و من إذا أنعم الله عليه بنعمة قال الحمد لله و من إذا أصاب ذنبا قال أستغفر الله و من إذا أصابته مصيبة قال إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ

83-  جا، ]المجالس للمفيد[ الصدوق عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن اليقطيني عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي الحسن موسى ع قال سمعته يقول لا تستكثروا كثير الخير و لا تستقلوا قليل الذنوب فإن قليل الذنوب تجتمع حتى تكون كثيرا و خافوا الله عز و جل في السر حتى تعطوا من أنفسكم النصف و سارعوا إلى طاعة الله و اصدقوا الحديث و أدوا الأمانة فإنما ذلك لكم و لا تدخلوا فيما لا يحل فإنما ذلك عليكم

    ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ عثمان بن عيسى مثله

84-  جا، ]المجالس للمفيد[ أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن ابن أبي عمير عن النضر عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص في خطبة أ لا أخبركم بخير خلائق الدنيا و الآخرة العفو عمن ظلمك و أن تصل من قطعك و الإحسان إلى من أساء إليك و إعطاء من حرمك و في التباغض الحالقة لا أعني حالقة الشعر و لكن حالقة الدين

 ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير مثله

85-  جا، ]المجالس للمفيد[ بهذا الإسناد عن ابن مهزيار عن فضالة عن عجلان أبي صالح قال قال أبو عبد الله ع أنصف الناس من نفسك و أسهمهم في مالك و ارض لهم بما ترضى لنفسك و اذكر الله كثيرا و إياك و الكسل و الضجر فإن أبي بذلك كان يوصيني و بذلك كان يوصيه أبوه و كذلك في صلاة الليل إنك إذا كسلت لم تؤد إلى الله حقه و إن ضجرت لم تؤد إلى أحد حقا و عليك بالصدق و الورع و أداء الأمانة و إذا وعدت فلا تخلف

86-  جا، ]المجالس للمفيد[ بهذا الإسناد عن ابن مهزيار عن جعفر بن محمد عن إسماعيل بن عباد عن بكير عن أبي عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليهم أنه قال لنحب من شيعتنا من كان عاقلا فهما فقيها حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا ثم قال إن الله تبارك و تعالى خص الأنبياء ع بمكارم الأخلاق فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك و من لم تكن فيه فليتضرع إلى الله و ليسأله قال قلت جعلت فداك و ما هي قال الورع و القنوع و الصبر و الشكر و الحلم و الحياء و السخاء و الشجاعة و الغيرة و البر و صدق الحديث و أداء الأمانة

 محص، ]التمحيص[ عن بكير مثله

    -87  جا، ]المجالس للمفيد[ بالإسناد عن علي بن مهزيار عن علي بن عقبة عن أبي كهمس عن عمر بن سعيد بن هلال قال قلت لأبي عبد الله أوصني قال أوصيك بتقوى الله و الورع و الاجتهاد و اعلم أنه لا ينفع اجتهاد بلا ورع و انظر إلى ما هو دونك و لا تنظر إلى من فوقك فلكثير ما قال الله تعالى لرسوله ص فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ و قال لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا و إن نازعتك نفسك إلى شي‏ء من ذلك فاعلم أن رسول الله ص كان قوته الشعير و حلواؤه التمر إذا وجده و وقوده السعف و إذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله ص فإن الناس لن يصابوا بمثله أبدا

88-  جا، ]المجالس للمفيد[ بالإسناد عن ابن مهزيار قال أخبرني ابن إسحاق الخراساني صاحب كان لنا قال كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يقول لا ترتابوا فتشكوا فتكفروا و لا ترخصوا لأنفسكم فتذهبوا و لا تداهنوا في الحق فتخسروا إن الحزم أن تتفقهوا و من الفقه أن لا تغتروا و إن أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه و إن أغشكم أعصاكم لربه من يطع الله يأمن و يرشد و من يعصه يخب و يندم و اسألوا الله اليقين و ارغبوا إليه في العاقبة و خير ما دار في القلب اليقين أيها الناس إياكم و الكذب فإن كل راج طالب و كل خائف هارب

89-  جا، ]المجالس للمفيد[ الحسن بن حمزة عن أحمد بن عبد الله عن جده البرقي عن أبيه عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن الحذاء عن أبي عبد الله ع قال قال أ لا أخبركم بأشد ما افترض الله على خلقه إنصاف الناس من نفسهم و مواساة الإخوان في الله عز و جل و ذكر الله على كل حال فإن عرضت له طاعة لله عمل بها و إن عرضت له معصية تركها

    -90  ضه، ]روضة الواعظين[ قال سلمان الفارسي رحمة الله عليه أوصاني خليلي رسول الله ص بسبع خصال لا أدعهن على كل حال أوصاني أن أنظر إلى من هو دوني و لا أنظر إلى من هو فوقي و أن أحب الفقراء و الدنو منهم و أن أقول الحق و إن كان مرا و أن أصل إلى رحمي و إن كانت مدبرة و أن لا أسأل الناس شيئا و أوصاني أن أقول لا حول و لا قوة إلا بالله فإنها من كنوز الجنة

91-  جع، ]جامع الأخبار[ قال أمير المؤمنين ع طلبت القدر و المنزلة فما وجدت إلا بالعلم تعلموا يعظم قدركم في الدارين و طلبت الكرامة فما وجدت إلا بالتقوى اتقوا لتكرموا و طلبت الغنى فما وجدت إلا بالقناعة عليكم بالقناعة تستغنوا و طلبت الراحة فما وجدت إلا بترك مخالطة الناس لقوام عيش الدنيا اتركوا الدنيا و مخالطة الناس تستريحوا في الدارين و تأمنوا من العذاب و طلبت السلامة فما وجدت إلا بطاعة الله أطيعوا الله تسلموا و طلبت الخضوع فما وجدت إلا بقبول الحق اقبلوا الحق فإن قبول الحق يبعد من الكبر و طلبت العيش فما وجدت إلا بترك الهوى فاتركوا الهوى ليطيب عيشكم و طلبت المدح فما وجدت إلا بالسخاوة كونوا الأسخياء تمدحوا و طلبت نعيم الدنيا و الآخرة فما وجدت إلا بهذه الخصال التي ذكرناها

92-  بشا، ]بشارة المصطفى[ محمد بن عبد الوهاب الرازي عن محمد بن أحمد بن الحسين عن محمد بن محمد المقري عن يحيى بن الحسين بن هارون عن أبي أحمد بن محمد بن علي العبدي عن محمد بن جعفر عن البرقي عن ابن محبوب عن صفوان قال قال جعفر بن محمد ع من اعتصم بالله عز و جل هدي و من توكل على الله عز و جل كفي و من قنع بما رزقه الله عز و جل أغني و من اتقى الله عز و جل نجا فاتقوا الله عباد الله بما استطعتم و أطيعوا و سلموا الأمر لأهله تفلحوا وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ الآية لا   يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ

93-  ختص، ]الإختصاص[ عن هشام بن سالم قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لحمران بن أعين يا حمران انظر إلى من هو دونك في المقدرة و لا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة فإن ذلك أقنع لك بما قسم لك و أحرى أن تستوجب الزيادة من ربك عز و جل و اعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله عز و جل من العمل الكثير على غير يقين و اعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله عز و جل و الكف عن أذى المؤمنين و اغتيابهم و لا عيش أهنأ من حسن الخلق و لا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي و لا جهل أضر من العجب

94-  ختص، ]الإختصاص[ كان رسول الله ص إذا خطب قال في آخر خطبته طوبى لمن طاب خلقه و طهرت سجيته و صلحت سريرته و حسنت علانيته و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من كلامه و أنصف الناس من نفسه

95-  كتاب الإمامة و التبصرة، عن القاسم بن علي العلوي عن محمد بن أبي عبد الله عن سهل بن زياد عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص مثله إلا أن فيه و أمسك الفضل من قوله و منه بهذا الإسناد طوبى لمن طال عمره و حسن عمله فحسن منقلبه إذ رضي عنه ربه و ويل لمن طال عمره و ساء عمله و ساء منقلبه إذ سخط عليه ربه

96-  ختص، ]الإختصاص[ عن النوفلي عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن آبائه ع عن رسول الله ص من أسبغ وضوءه و أحسن صلاته و أدى زكاة ماله   و كف غضبه و سجن لسانه و استغفر لذنبه و أدى النصيحة لأهل بيته فقد استكمل حقائق الإيمان و أبواب الجنة مفتحة له

97-  مشكاة الأنوار، نقلا عن المحاسن مثله

98-  ختص، ]الإختصاص[ قال أمير المؤمنين ع لا خير في القول إلا مع العمل و لا في المنظر إلا مع المخبر و لا في المال إلا مع الجود و لا في الصدق إلا مع الوفاء و لا في الفقه إلا مع الورع و لا في الصدقة إلا مع النية و لا في الحياة إلا مع الصحة و لا في الوطن إلا مع الأمن و المسرة

99-  كتاب صفات الشيعة، للصدوق رحمه الله عن أبيه عن سعد رفعه عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قلت جعلت فداك صف لي شيعتك قال شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه و لا شحناؤه بدنه و لا يطرح كله على غيره و لا يسأل غير إخوانه و لو مات جوعا شيعتنا من لا يهر هرير الكلب و لا يطمع طمع الغراب شيعتنا الخفية عيشهم المنتقلة ديارهم شيعتنا الذين في أموالهم حق معلوم و يتواسون و عند الموت لا يجزعون و في قبورهم يتزاورون قال جعلت فداك فأين أطلب هؤلاء قال في أطراف الأرض و بين الأسواق كما قال الله عز و جل في كتابه أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ

100-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ فضالة عن عبد الله بن يزيد عن علي بن يعقوب قال قال لي أبو عبد الله ع لا يغرنك الناس من نفسك فإن الأجر يصل إليك دونهم و لا تقطع عنك النهار بكذا و كذا فإن معك من يحفظ عليك و لا تستقل قليل الخير فإنك تراه غدا بحيث يسرك و لا تستقل قليل الشر فإنك تراه غدا بحيث يسوؤك و أحسن فإني لم أر شيئا أشد طلبا و لا أسرع دركا من حسنة محدثة لذنب قديم إن الله   تبارك و تعالى يقول إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ

 ختص، ]الإختصاص[ عنه ع مرسلا مثله

101-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن محبوب عن الثمالي قال سمعت علي بن الحسين ع يقول من عمل بما افترض الله عليه فهو من خير الناس و من اجتنب ما حرم الله عليه فهو من أعبد الناس و من قنع بما أقسم الله له فهو من أغنى الناس

102-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ علي بن النعمان عن ابن مسكان عن داود بن فرقد عن أبي شيبة الزهري عن أحدهما ع أنه قال ويل لمن لا يدين الله بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر قال و من قال لا إله إلا الله فلن يلج ملكوت السماء حتى يتم قوله بعمل صالح و لا دين لمن دان الله بغير إمام عادل و لا دين لمن دان الله بطاعة ظالم قال و كل قوم ألهاهم التكاثر حتى زاروا المقابر قال و من أحسن و لم يسئ خير ممن أحسن و أساء و من أحسن و أساء خير ممن أساء و لم يحسن و قال و الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة

103-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ النضر عن عبد الله بن سنان عن رجل من بني هاشم قال سمعته يقول أربع من كن فيه كمل إسلامه و لو كان ما بين قرنه و قدمه خطايا لم ينتقصه ذلك الصدق و الحياء و حسن الخلق و الشكر

104-  محص، ]التمحيص[ عن مهزم الأسدي عن أبي عبد الله ع قال إن شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه و لا شحمة أذنه و لا يمتدح بنا معلنا و لا يواصل لنا مبغضا و لا يخاصم لنا وليا و لا يجالس لنا عائبا قال قلت فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة قال فيهم التمحيص و فيهم التمييز و فيهم التبديل تأتي عليهم سنون تفنيهم و طاعون يقتلهم و اختلاف يبددهم شيعتنا من لا يهر هرير الكلب و لا يطمع طمع الغراب و لا يسأل و إن مات جوعا قلت فأين أطلب هؤلاء قال اطلبهم في أطراف الأرض أولئك الخفيض عيشهم المنتقلة ديارهم الذين إذا شهدوا لم يعرفوا و إذا غابوا لم   يفتقدوا و إن مرضوا لم يعاودوا و إن خطبوا لم يزوجوا و إن رأوا منكرا ينكروا و إن يخاطبهم الجاهل سلموا و إن لجأ إليهم ذو حاجة منهم رحموا و عند الموت هم لا يحزنون و في القبور يتزاورون لم تختلف قلوبهم و إن رأيتهم اختلف بهم البلدان

105-  نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص سر سنتين بر والديك سر سنة صل رحمك سر ميلا عد مريضا سر ميلين شيع جنازة سر ثلاثة أميال أغث ملهوفا و عليك بالاستغفار فإنه المنجاة

 و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص السابقون إلى ظل العرش طوبى لهم قيل يا رسول الله و من هم فقال الذين يقبلون الحق إذا سمعوه و يبذلونه إذا سألوه و يحكمون للناس كحكمهم لأنفسهم هم السابقون إلى ظل العرش

 و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص أعطينا أهل البيت سبعا لم يعطهن أحد كان قبلنا و لا يعطاهن أحد بعدنا الصباحة و الفصاحة و السماحة و الشجاعة و العلم و العمل و المحبة في النساء

 و بهذا الإسناد عن علي ع قال قيل لرسول الله ص ما الذي يباعد الشيطان منا قال الصوم لله يسود وجهه و الصدقة تكسر ظهره و الحب في الله تعالى و المواظبة على العمل الصالح يقطع دابره و الاستغفار يقطع وتينه

 و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص أوصي أمتي بخمس بالسمع و الطاعة   و الهجرة و الجهاد و الجماعة و من دعا بدعاء الجاهلية فله جثوة من جثى جهنم

106-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن عبد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي عن إبراهيم بن أحمد العلوي عن عمه الحسن بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم عن أبيه إسماعيل عن أبيه إبراهيم بن الحسن بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص من أعطي أربع خصال في الدنيا فقد أعطي خير الدنيا و الآخرة و فاز بحظه منهما ورع يعصمه عن محارم الله و حسن خلق يعيش به في الناس و حلم يدفع به جهل الجاهل و زوجة صالحة تعينه على أمر الدنيا و الآخرة

107-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد الحسني عن أحمد بن عبد المنعم عن محمد بن جعفر عن أبيه الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص سيد الأعمال ثلاثة إنصاف الناس من نفسك و مواساة الأخ في الله و ذكر الله على كل حال

108-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن حنظلة بن زكريا عن محمد بن علي بن حمزة العلوي عن أبيه عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لا حسب إلا بالتواضع و لا كرم إلا بالتقوى و لا عمل إلا بالنية قال و قال رسول الله ص حسب المرء ماله و مروته عقله و حلمه شرفه و كرمه تقواه

109-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن عبد الرحيم عن إسماعيل بن محمد العلوي عن أبيه عن جده إسحاق بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر قال سمعت أبي جعفر بن محمد ع يقول أحسن من الصدق قائله و خير من الخير فاعله   ثم قال حدثني أبي محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي ع قال سمعت النبي ص يقول بعثت بمكارم الأخلاق و محاسنها و سمعته ص يقول استتمام المعروف أفضل من ابتدائه

110-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن عبيد الله الغضائري عن التلعكبري عن محمد بن علي بن معمر عن محمد بن صدقة عن الكاظم عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لا تزال أمتي بخير ما تحابوا و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و قروا الضيف فإن لم يفعلوا ابتلوا بالسنين و الجدب

111-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن علي الزعفراني عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله ع قال قال لي أ لا أخبرك بأشد ما فرض الله على خلقه قال نعم قال إن من أشد ما فرض الله على خلقه إنصافك الناس من نفسك و مواساتك أخاك المسلم في مالك و ذكر الله كثيرا أما إني لا أعني سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و إن كان منه لكن ذكر الله عند ما أحل و ما حرم فإن كان طاعة عمل بها و إن كان معصية تركها

112-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين عن ابن وهبان عن علي بن حبشي عن العباس بن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن الحسين بن أبي غندر عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال كمال المؤمن في ثلاث خصال تفقه في دينه و الصبر على النائبة و التقدير في المعيشة

113-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بهذا الإسناد عن أبي وهبان عن محمد بن أحمد بن زكريا عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن عقبة عن أبي كهمس عن أبي عبد الله ع   قال قلت له أي الأعمال هو أفضل بعد المعرفة قال ما من شي‏ء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة و لا بعد المعرفة و الصلاة شي‏ء تعدل الزكاة و لا بعد ذلك شي‏ء يعدل الصوم و لا بعد ذلك شي‏ء يعدل الحج و فاتحة ذلك كله معرفتنا و خاتمته معرفتنا و لا شي‏ء بعد ذلك كبر الإخوان و المواساة ببذل الدينار و الدرهم فإنهما حجران ممسوخان بهما امتحن الله خلقه بعد الذي عددت لك و ما رأيت شيئا أسرع غنا و لا أنفى للفقر من إدمان حج هذا البيت و صلاة فريضة تعدل عند الله ألف حجة و ألف عمرة مبرورات متقبلات و الحجة عنده خير من بيت مملو ذهبا لا بل خير من مل‏ء الدنيا ذهبا و فضة ينفقه في سبيل الله عز و جل و الذي بعث محمدا بالحق بشيرا و نذيرا لقضاء حاجة امرئ مسلم و تنفيس كربته أفضل من حجة و طواف و حجة و طواف حتى عقد عشرة ثم خلا يده و قال اتقوا الله و لا تملوا من الخير و لا تكسلوا فإن الله عز و جل و رسوله ص غنيان عنكم و عن أعمالكم و أنتم الفقراء إلى الله عز و جل و إنما أراد الله عز و جل بلطفه سببا يدخلكم به الجنة

 و رواه عن جماعة عن أبي المفضل عن حميد عن القاسم بن إسماعيل عن زريق عنه ع مثله

114-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بإسناده عن إبراهيم بن مهزيار عن جعفر بن بشير عن سيف عن أبي عبد الله ع قال من أخرجه الله من ذل المعاصي إلى عز التقوى أغناه الله بلا مال و أعزه بلا عشيرة و آنسه بلا بشر و من خاف الله أخاف الله منه كل شي‏ء و من لم يخف الله أخافه الله من كل شي‏ء و من رضي باليسير من المعاش رضي الله منه باليسير من العمل و من لم يستحي من طلب الحلال خفت مئونته و نعم أهله و من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه و أطلق بها لسانه و بصره عيوب الدنيا داءها و دواءها و أخرجه الله من الدنيا سالما إلى دار السلام

    -115  الدرة الباهرة، قال أبو محمد العسكري ع إن للسخاء مقدارا فإن زاد عليه فهو سرف و للحزم مقدارا فإن زاد عليه فهو جبن و للاقتصاد مقدارا فإن زاد عليه فهو بخل و للشجاعة مقدارا فإن زاد عليه فهو تهور و قال ع كفاك أدبا تجنبك ما تكره من غيرك و قال ع من كان الورع سجيته و الإفضال حليته انتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه و تحصن بالذكر الجميل من وصول نقص إليه

116-  و نقل من خط الشهيد ره بإسناد المعافا إلى نصر بن كثير قال دخلت على جعفر بن محمد ع أنا و سفيان الثوري منذ ستين سنة أو سبعين سنة فقلت له إني أريد البيت الحرام فعلمني شيئا أدعو به قال إذا بلغت البيت الحرام فضع يدك على حائط البيت ثم قل يا سابق الفوت و يا سامع الصوت و يا كاسي العظام كما بعد الموت ثم ادع بعده بما شئت فقال له سفيان شيئا لم أفهمه فقال يا سفيان أو يا أبا عبد الله إذا جاءك ما تحب فأكثر من الحمد لله و إذا جاءك ما تكره فأكثر من لا حول و لا قوة إلا بالله و إذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار قال المعافا حكي لي عن أبي جعفر الطبري أنه ذكر له هذا الدعاء عن جعفر بن محمد ع فاستدعا محبرة و صحيفة فكتبه و كان قبل موته بساعة فقيل له في هذه الحال فقال ينبغي الإنسان أن لا يدع اقتباس العلم حتى يموت

117-  دعوات الراوندي، عن ربيعة بن كعب قال قال لي ذات يوم رسول الله ص يا ربيعة خدمتني سبع سنين أ فلا تسألني حاجة فقلت يا رسول الله أمهلني حتى أفكر فلما أصبحت و دخلت عليه قال لي يا ربيعة هات حاجتك فقلت تسأل الله أن يدخلني معك الجنة فقال لي من علمك هذا فقلت يا رسول الله ما علمني أحد لكني فكرت في نفسي و قلت إن سألته مالا كان إلى نفاد و إن سألته عمرا طويلا و أولادا كان عاقبتهم الموت قال ربيعة فنكس ص رأسه ساعة ثم قال أفعل ذلك فأعني بكثرة السجود   قال ربيعة و سمعته يقول ما من عبد يقول كل يوم سبع مرات أسأل الله الجنة و أعوذ به من النار إلا قالت النار يا رب أعذه مني و سمعته يقول من أعطي له خمسا لم يكن له عذر في ترك عمل الآخرة زوجة صالحة تعينه على أمر دنياه و آخرته و بنون أبرار و معيشة في بلده و حسن خلق يداري به الناس و حب أهل بيتي قال و سمعته يقول عليك باليأس مما في أيدي الناس فإنه الغنى الحاضر و إياك و الطمع في الناس فإنه فقر حاضر و إذا صليت فصل صلاة مودع و إياك و ما يعتذر منه و سمعته يقول ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالتزموا علي بن أبي طالب ع الخبر بتمامه و قال الصادق ع من صدق لسانه زكى عمله و من حسنت نيته زيد في عمره و من حسن بره أهل بيته زيد في رزقه

118-  كنز الكراجكي، جاء في الحديث عن الإمام الصادق ع أنه قال تكلم أمير المؤمنين ع بأربع و عشرين كلمة قيمة كل كلمة منها وزن السماوات و الأرض قال رحم الله امرأ سمع حكما فوعى و دعي إلى رشاد فدنا و أخذ بحجزة هاد فنجا راقب ربه و خاف ذنبه قدم خالصا و عمل صالحا اكتسب مذخورا و اجتنب محذورا رمى غرضا و أخذ عوضا كابر هواه و كذب مناه حذر أملا و رتب عملا جعل الصبر رغبة حياته و التقى عدة وفاته يظهر دون ما يكتم و يكتفي بأقل مما يعلم لزم الطريقة الغراء و المحجة البيضاء اغتنم المهل و بادر الأجل و تزود من العمل

119-  مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عن أبي عبد الله ع قال لم ينزل من السماء شي‏ء أقل و لا أعز من ثلاثة أشياء التسليم و البر و اليقين

120-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب و لا ضرع فيحلب   و قال ع الصبر شجاعة و الزهد ثروة و الورع جنة و نعم القرين الرضا و العلم وراثة كريمة و الآداب حلل مجددة و الفكر مرآة صافية و صدر العاقل صندوق سره و البشاشة حبالة المودة و الاحتمال قبر العيوب و في رواية أخرى و المسالمة خب‏ء العيوب و الصدقة دواء منجح و أعمال العباد في عاجلهم نصب أعينهم في آجلهم

121-  نهج، ]نهج البلاغة[ سئل ع عن الخير ما هو فقال ليس الخير أن يكثر مالك و ولدك و لكن الخير أن يكثر علمك و عملك و أن يعظم حلمك و أن تباهي الناس بعبادة ربك فإن أحسنت حمدت الله و إن أسأت استغفرت الله و لا خير في الدنيا إلا لرجلين رجل أذنب ذنبا فهو يتداركها بالتوبة و رجل يسارع في الخيرات و لا يقل عمل مع التقوى و كيف يقل ما يتقبل

122-  و قال ع لا مال أعود من العقل و لا وحدة أوحش من العجب و لا عقل كالتدبير و لا كرم كالتقوى و لا قرين كحسن الخلق و لا ميراث كالأدب و لا قائد كالتوفيق و لا تجارة كالعمل الصالح و لا ربح كالثواب و لا ورع كالوقوف عند الشبهة و لا زهد كالزهد في الحرام و لا علم كالتفكر و لا عبادة كأداء الفرائض و لا إيمان كالحياء و الصبر و لا حسب كالتواضع و لا شرف كالعلم و لا مظاهرة أوثق من المشاورة

123-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع طوبى لمن ذل في نفسه و طاب كسبه و صلحت سريرته و حسنت خليقته و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من لسانه و عزل عن الناس شره و وسعته السنة و لم ينتسب إلى البدعة

124-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع من أعطي أربعا لم يحرم أربعا من أعطي الدعاء   لم يحرم الإجابة و من أعطي التوبة لم يحرم القبول و من أعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة و من أعطي الشكر لم يحرم الزيادة و تصديق ذلك في كتاب الله سبحانه قال الله عز و جل في الدعاء ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ و قال في الاستغفار وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً و قال في الشكر لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ و قال في التوبة إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً

125-  و قال ع الجود حارس الأعراض و الحلم فدام السفيه و العفو زكاة الظفر و السلو عوضك ممن قدر و الاستشارة عين الهداية و قد خاطر من استغنى برأيه و الصبر يناضل الحدثان و الجزع من أعوان الزمان و أشرف الغنى ترك المنى و كم عن عقل أسير تحت هوى أمير و من التوفيق حفظ التجربة و المودة قرابة مستفادة و لا تأمنن ملولا

126-  و قال ع بكثرة الصمت تكون الهيبة و بالنصفة يكثر الواصلون و بالإفضال تعظم الأقدار و بالتواضع تتم النعمة و باحتمال المؤن يجب السؤدد و بالسيرة العادلة يقهر المناوي و بالحلم عن السفيه يكثر الأنصار عليه

127-  و قال ع المؤمن بشره في وجهه و حزنه في قلبه أوسع شي‏ء صدرا و أذل شي‏ء نفسا يكره الرفعة و يشنأ السمعة طويل غمه بعيد همه كثير   صمته مشغول وقته شكور صبور مغمور بفكرته ضنين بخلته سهل الخليقة لين العريكة نفسه أصلب من الصلد و هو أذل من العبد

128-  و قال ع لا شرف أعلى من الإسلام و لا عز أعز من التقوى و لا معقل أحسن من الورع و لا شفيع أنجح من التوبة و لا كنز أغنى من القناعة و لا مال أذهب للفاقة من الرضا بالقوت و من اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة و تبوأ خفض الدعة و الرغبة مفتاح النصب و مطية التعب و الحرص و الكبر و الحسد دواع إلى التقحم في الذنوب و الشر جامع لمساوي العيوب

129-  و قال ع إذا كان في الرجل خلة رائعة فانتظر أخواتها

130-  في القاصعة، فتعصبوا لخلال الحمد من الحفظ للجوار و الوفاء بالذمام و الطاعة للبر و المعصية للكبر و الأخذ بالفضل و الكف عن البغي و الإعظام للقتل و الإنصاف للخلق و الكظم للغيظ و اجتناب الفساد في الأرض و احذروا ما نزل بالأمم قبلكم من المثلات بسوء الأفعال و ذميم الأعمال فتذكروا في الخير و الشر أحوالهم و احذروا أن تكونوا أمثالهم فإذا تفكرتم في تفاوت حاليهم فالزموا كل أمر لزمت العزة به شأنهم و زاحت الأعداء له عنهم و مدت العافية عليهم و انقادت النعمة له معهم و وصلت الكرامة عليه حبلهم من الاجتناب للفرقة و اللزوم للألفة و التحاض عليها و التواصي بها و اجتنبوا كل أمر كسر فقرتهم و أوهن منتهم من تضاغن القلوب و تشاحن الصدور و تدابر النفوس و تخاذل الأيدي إلى آخر ما مر في المجلد الخامس

131-  كتاب فضائل الأشهر الثلاثة، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن محمد بن علي القرشي عن   محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع قال لما كلم الله عز و جل موسى بن عمران ع قال موسى إلهي ما جزاء من شهد أني رسولك و نبيك و أنك كلمتني قال يا موسى تأتيه ملائكتي فتبشره بجنتي قال موسى إلهي فما جزاء من قام بين يديك فصلى فقال يا موسى أباهي به ملائكتي راكعا و ساجدا و قائما و قاعدا و من باهيت به ملائكتي لا أعذبه قال موسى إلهي فما جزاء من أطعم مسكينا ابتغاء وجهك قال يا موسى آمر مناديا ينادي يوم القيامة على رءوس الخلائق أن فلان بن فلان من عتقاء الله من النار قال موسى إلهي فما جزاء من وصل رحمه قال يا موسى أنسئ في عمره و أهون عليه سكرات الموت و يناديه خزنة الجنة هلم إلينا فادخل من أي أبوابها شئت قال موسى إلهي فما جزاء من كف أذاه عن الناس و بذل معروفه قال يا موسى يناجيه النار يوم القيامة لا سبيل لي إليك قال موسى إلهي ما جزاء من ذكرك بلسانه و قلبه قال يا موسى أظله يوم القيامة بظل عرشي و أجعله في كنفي قال إلهي فما جزاء من تلا حكمتك سرا و جهرا قال يا موسى يمر على الصراط كالبرق قال موسى فما جزاء من صبر على أذى الناس و شتمهم قال أعينه على أهوال يوم القيامة قال إلهي فما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك قال يا موسى آمن وجهه من حر النار و أؤمنه يوم الفزع الأكبر قال إلهي فما جزاء من صبر عند مصيبته و أنفذ أمرك قال يا موسى له بكل نفس يتنفسه درجة في الجنة و الدرجة خير من الدنيا و ما فيها   قال إلهي فما جزاء من صبر على فرائضك قال يا موسى له بكل فريضة يؤديها درجة من درجات العلى قال إلهي فما جزاء من مشى في ظلمة الليل إلى طاعتك قال أوجب له النور الدائم يوم القيامة و يكتب له من الحسنات بعدد كل شي‏ء مر عليه سواد الليل و ضوء القمر و نور الكواكب قال إلهي فما جزاء من لم يكف عن معاصيك قال يا موسى أعطيه كتابه بشماله من وراء ظهره قال إلهي فما جزاء من زنى فرجه قال يدخن يوم القيامة بدخان أنتن من ريح الجيف و يرفع فوق الناس قال إلهي فما جزاء من أحب أهل طاعتك لحبك قال يا موسى أحرمه على ناري قال إلهي فما جزاء من لم يصر لسانه عن ذكرك و التضرع و الاستكانة لك في الدنيا قال يا موسى أعينه على شدائد الآخرة قال إلهي فما جزاء من قتل مؤمنا متعمدا قال لا أنظر إليه يوم القيامة و لا أقيله عثرته قال إلهي فما جزاء من دعا نفسا كافرة إلى الإسلام قال يا موسى آذن له يوم القيامة في الشفاعة لمن يريد قال إلهي فما جزاء من دعا نفسا مسلمة إلى طاعتك و نهاها عن معصيتك قال يا موسى أحشره يوم القيامة في زمرة المتقين قال إلهي فما جزاء من صلى الصلاة لوقتها لم يشغله عن وقتها دنيا قال يا موسى أعطيه سؤله و أبيحه جنتي قال إلهي فما جزاء من كفل اليتيم قال أظله يوم القيامة في ظل عرشي   قال فما جزاء من أتم الوضوء من خشيتك قال يا موسى أبعثه يوم القيامة له نور يتلألأ بين عينيه قال إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس قال يا موسى ثوابه كثواب من لم يصمه قال إلهي فما جزاء من صام في بياض النهار يلتمس بذلك رضاك قال يا موسى له جنتي و له الأمان من كل خوف و العتق من النار

132-  كتاب الإمامة و التبصرة، لعلي بن بابويه عن سهل بن أحمد عن محمد بن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص الرفق كرم و الحلم زين و الصبر خير مركب