باب 20- استكثار الطاعة و العجب بالأعمال

الآيات النساء أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَ لا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا النجم هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ إِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى

1-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن أسباط عن رجل من أصحابنا من أهل خراسان من ولد إبراهيم بن يسار يرفعه عن أبي عبد الله ع قال إن الله علم أن الذنب خير للمؤمن من العجب و لو لا ذلك لما ابتلي مؤمن بذنب أبدا

 بيان العجب استعظام العمل الصالح و استكثاره و الابتهاج له و الإدلال به و أن يرى نفسه خارجا عن حد التقصير و أما السرور به مع التواضع له تعالى و الشكر له على التوفيق لذلك و طلب الاستزادة منه فهو حسن ممدوح. قال الشيخ البهائي قدس الله روحه لا ريب أن من عمل أعمالا صالحة من صيام الأيام و قيام الليالي و أمثال ذلك يحصل لنفسه ابتهاج فإن كان من حيث كونها عطية من الله له و نعمة منه تعالى عليه و كان مع ذلك خائفا من نقصها شفيقا من زوالها طالبا من الله الازدياد منها لم يكن ذلك الابتهاج عجبا و إن كان من حيث كونها صفته و قائمة به و مضافة إليه فاستعظمها و ركن إليها و رأى نفسه خارجا عن حد التقصير و صار كأنه يمن على الله سبحانه بسببها   فذلك هو العجب انتهى. و الخبر يدل على أن العجب أشد من الذنب أي من ذنوب الجوارح فإن العجب ذنب القلب و ذلك أن الذنب يزول بالتوبة و يكفر بالطاعات و العجب صفة نفسانية يشكل إزالتها و يفسد الطاعات و يهبطها عن درجة القبول و للعجب آفات كثيرة فإنه يدعو إلى الكبر كما عرفت و مفاسد الكبر ما عرفت بعضها و أيضا العجب يدعو إلى نسيان الذنوب و إهمالها فبعض ذنوبه لا يذكرها و لا يتفقدها لظنه أنه مستغن عن تفقدها فينساها و ما يتذكر منها فيستصغرها فلا يجتهد في تداركها و أما العبادات و الأعمال فإنه يستعظمها و يتبجح بها و يمن على الله بفعلها و ينسى نعمة الله عليه بالتوفيق و التمكين منها. ثم إذا أعجب بها عمي عن آفاتها و من لم يتفقد آفات الأعمال كان أكثر سعيه ضائعا فإن الأعمال الظاهرة إذا لم تكن خالصة نقية عن الشوائب قلما ينفع و إنما يتفقد من يغلب عليه الإشفاق و الخوف دون العجب و المعجب يغتر بنفسه و بربه و يأمن مكر الله و عذابه و يظن أنه عند الله بمكان و أن له على الله منة و حقا بأعماله التي هي نعمة من نعمه و عطية من عطاياه ثم إن إعجابه بنفسه و رأيه و علمه و عقله يمنعه من الاستفادة و الاستشارة و السؤال فيستنكف من سؤال من هو أعلم منه و ربما يعجب بالرأي الخطإ الذي خطر له فيصر عليه و آفات العجب أكثر من أن تحصى

2-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن نضر بن قرواش عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال أتى عالم عابدا فقال له كيف صلاتك فقال مثلي يسأل عن عبادته و أنا أعبد الله منذ كذا و كذا فقال كيف بكاؤك قال أبكي حتى تجري دموعي فقال له العالم فإن ضحكك و أنت خائف أفضل من بكائك و أنت مدل و إن المدل لا يصعد من عمله شي‏ء

    بيان القرواش بالكسر الطفيلي أو عظيم الرأس و المدل على بناء الفاعل من الإفعال المنبسط المسرور الذي لا خوف له من التقصير في العمل في النهاية فيه يمشي على الصراط مدلا أي منبسطا لا خوف عليه و هو من الإدلال و الدالة على من لك عنده منزلة و في القاموس دل المرأة و دلالها تدللها على زوجها تريه جرأة في تغنج و تشكل كأنها تخالفه و ما بها خلاف و أدل عليه انبسط كتدلل و أوثق بمحبته فأفرط عليه و الدالة ما تدل به على حميمك انتهى. و الضحك مع الخوف هو الضحك الظاهري مع الخوف القلبي كما مر في صفات المؤمن بشره في وجهه و حزنه في قلبه و الحاصل أن المدار على القلب و لا يصلح المرء إلا بإصلاح قلبه و إخراج العجب و الكبر و الرياء منه و تذليله بالخوف و الخشية و التفكر في أهوال الآخرة و شرائط الأعمال و كثرة نعم الله عليه و أمثال ذلك و يدل الخبر على أن العالم أفضل من العابد و أن العبادة بدون العلم الحقيقي لا تنفع. قال بعض المحققين اعلم أن العجب إنما يكون بوصف هو كمال لا محالة و للعالم بكمال نفسه في علم و عمل و مال و غيره حالتان إحداهما أن يكون خائفا على زواله مشفقا على تكدره أو سلبه من أصله فهذا ليس بمعجب و الأخرى أن لا يكون خائفا من زواله لكن يكون فرحا من حيث إنه نعمة من الله تعالى عليه لا من حيث إضافته إلى نفسه و هذا أيضا ليس بمعجب و له حالة ثالثة هي العجب و هو أن يكون غير خائف عليه بل يكون فرحا به مطمئنا إليه و يكون فرحه من حيث إنه كمال و نعمة و رفعة و خير لا من حيث إنه عطية من الله تعالى و نعمة منه فيكون فرحه به من حيث إنه صفته و منسوب إليه بأنه له لا من حيث إنه منسوب إلى الله بأنه منه فمهما غلب على قلبه أنه نعمة من الله مهما شاء سلبها زال العجب بذلك عن نفسه. فإذا العجب هو إعظام النعمة و الركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم   فإن انضاف إلى ذلك أن غلب على نفسه أن له عند الله حقا و أنه منه بمكان حتى توقع بعلمه كرامة له في الدنيا و استبعد أن يجري عليه مكروه استبعادا يزيد على استبعاده فيما يجري على الفساق سمي هذا إدلالا بالعمل فكأنه يرى لنفسه على الله دالة. و كذلك قد يعطي غيره شيئا فيستعظمه و يمن عليه فيكون معجبا فإن استخدمه أو اقترح عليه الاقتراحات أو استبعد تخلفه عن قضاء حقوقه كان مدلا عليه قال قتادة في قوله تعالى وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ أي لا تدل بعملك و في الخبر أن صلاة المدل لا ترتفع فوق رأسه و لأن تضحك و أنت معترف بذنبك خير من أن تبكي و أنت تدل بعملك و الإدلال وراء العجب فلا مدل إلا و هو معجب و رب معجب لا يدل إذ العجب يحصل بالاستعظام و نسيان النعمة دون توقع جزاء عليه و الإدلال لا يتم إلا مع توقع جزاء فإن توقع إجابة دعوته و استنكر ردها بباطنه و تعجب كان مدلا بعمله فإنه لا يتعجب من رد دعاء الفساق و يتعجب من رد دعاء نفسه لذلك فهذا هو العجب و الإدلال و هو من مقدمات الكبر و أسبابه

3-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن سعيد بن جناح عن أخيه أبي عامر عن رجل عن أبي عبد الله ع قال من دخله العجب هلك

 بيان المراد بالهلاك استحقاق العقاب و البعد من رحمة الله تعالى و قيل العجب يدخل الإنسان بالعبادة و تركه الذنوب و الصورة و النسب و الأفعال العادية مثل الإحسان إلى الغير و غيره و هو من أعظم المهلكات و أشد الحجب بين القلب و الرب و يتضمن الشرك بالله و سلب الإحسان و الإفضال و التوفيق عنه تعالى و ادعاء الاستقلال لنفسه و يبطل به الأعمال و الإحسان و أجرهما كما قال تعالى لا   تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى و ليس المن بالعطاء و أذى الفقير بإظهار الفضل و التعيير عليه إلا من عجبه بعطيته و عماه عن منة ربه و توفيقه

4-  كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن أحمد بن عمر الحلال عن علي بن سويد عن أبي الحسن ع قال سألته عن العجب الذي يفسد العمل فقال العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه و يحسب أنه يحسن صنعا و منها أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله عز و جل و لله عليه فيه المن

 بيان العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا إشارة إلى قوله تعالى أَ فَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فيعجبه و يحسب أنه يحسن صنعا إشارة إلى قوله تعالى قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً و أكثر الجهلة على هذه الصفة فإنهم يفعلون أعمالا قبيحة عقلا و نقلا و يواظبون عليها حتى تصير تلك الأعمال بتسويل أنفسهم و تزيين قرينهم من صفات الكمال عندهم فيذكرونها و يتفاخرون بها و يقولون إنا فعلنا كذا و كذا إعجابا بشأنهم و إظهارا لكمالهم. و منها أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله و لله عليه فيه المن إشارة إلى قوله تعالى يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ

    -5  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله ع قال إن الرجل ليذنب الذنب فيندم عليه و يعمل العمل فيسره ذلك فيتراخى عن حاله تلك فلأن يكون على حاله تلك خير له مما دخل فيه

 بيان فيندم عليه ندامته مقام عجز و اعتراف بالتقصير و هو مقام التائبين و هو محبوب لله تعالى في تلك الحالة لأنه قال سبحانه إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ و يعمل العمل فيسره ذلك المراد بالسرور هنا الإدلال بالعمل و استعظامه و إخراج نفسه عن حد التقصير كما مر فيتراخى عن حاله تلك أي تصير حاله بسبب هذا السرور و العجب أدون و أخص من حاله وقت الندامة مع كونها مقرونة بالمعصية في القاموس تراخى تقاعس أي تأخر و راخاه باعده و تراخى السماء أبطأ المطر و يدل على أن العجب يبطل فضل الأعمال السابقة. فلأن يكون على حاله تلك خير مما دخل فيه ضمير دخل راجع إلى الرجل و ضمير فيه إلى الموصول و يحتمل العكس و الفاء للتفريع و خير خبر لأن يكون أي يكون على حالة الندامة مع كونها مقرونة بالذنب خير مما دخل فيه من العجب و إن كان مقرونا بالحسنة أو ذلك الذنب لكونه مقرونا بالندامة أفضل من تلك الحسنة المقرونة بالعجب أو هاتان الحالتان معا خير من تينك الحالتين

6-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أحمد بن أبي داود عن بعض أصحابنا عن أحدهما ع قال دخل رجلان المسجد أحدهما عابد و الآخر فاسق فخرجا من المسجد و الفاسق صديق و العابد فاسق و ذلك أنه يدخل العابد المسجد مدلا بعبادته يدل بها فتكون فكرته في ذلك و تكون فكرة الفاسق في التندم على فسقه و يستغفر الله مما صنع من الذنوب

    بيان و الفاسق صديق أي مؤمن صادق في إيمانه كثير الصدق و التصديق قولا و فعلا قال الراغب الصديق من كثر منه الصدق و قيل بل يقال ذلك لمن لم يكذب قط و قيل بل لمن لا يتأتى منه الكذب لتعوده الصدق و قيل بل لمن صدق بقوله و اعتقاده و حقق صدقه بفعله

7-  كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الرحمن بن الحجاج قال قلت لأبي عبد الله ع الرجل يعمل العمل و هو خائف مشفق ثم يعمل شيئا من البر فيدخله شبه العجب به فقال هو في حاله الأولى و هو خائف أحسن حالا منه في حال عجبه

 بيان يعمل العمل أي معصية أو مكروها أو لغوا و حمله على الطاعة بأن يكون خوفه للتقصير في الشرائط كما قيل بعيد لقلة فائدة الخبر حينئذ و إنما قال شبه العجب لبيان أنه يدخله قليل من العجب يخرج به عن الخوف السابق فأشار في الجواب إلى أن هذا أيضا عجب

8-  كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص بينما موسى ع جالسا إذ أقبل عليه إبليس و عليه برنس ذو ألوان فلما دنا من موسى خلع البرنس و قام إلى موسى فسلم عليه فقال له موسى من أنت فقال أنا إبليس قال أنت فلا قرب الله دارك قال إني إنما جئت لأسلم عليك لمكانك من الله قال فقال له موسى فما هذا البرنس قال به أختطف قلوب بني آدم فقال موسى فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه قال إذا أعجبته نفسه و استكثر عمله و صغر في عينه ذنبه و قال قال الله تعالى لداود ع يا داود بشر المذنبين و أنذر الصديقين قال كيف أبشر المذنبين و أنذر الصديقين قال يا داود بشر المذنبين أني   أقبل التوبة و أعفو عن الذنب و أنذر الصديقين ألا يعجبوا بأعمالهم فإنه ليس عبد أنصبه للحساب إلا هلك

 بيان البرنس بالضم و في النهاية هو كل ثوب رأسه ملتزق به من دراعة أو جبة أو ممطر أو غيره قال الجوهري هو قلنسوة طويلة كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام و هو من البرس بكسر الباء القطن و النون زائدة و قيل إنه غير عربي قال أنت أي أنت إبليس و قيل خبر مبتدإ محذوف أي المسلم أنت و على التقديرين استفهام تعجبي. فلا قرب الله دارك أي لا قربك الله منا أو من أحد و قيل أي حيرك الله و قيل لا تكون دارك قريبة من المعمورة كناية عن تخريب داره إنما جئت لأسلم عليك أي لم أجئ لإضلالك فتبعدني لأنه لا طمع لي فيك لقربك من الله أو سلامي عليك للمنزلة التي لك عند الله. به أختطف يقال خطفه من باب علم و ضرب و اختطفه إذا استلبه و أخذه بسرعة و كان الألوان في البرنس كانت صورة شهوات الدنيا و زينتها أو الأديان المختلفة و الآراء المبتدعة أو الأعم و استحواذ الشيطان على العبد غلبته عليه و استمالته إلى ما يريده منه. أن لا يعجبوا قيل أن ناصبة و لا نافية أو أن مفسرة و لا ناهية و يعجبوا من باب الإفعال على بناء المجهول أو على بناء المعلوم نحو أغد البعير و أقول الأول أظهر أنصبه كأضربه أي أقيمه و كونه على بناء الإفعال بمعنى الإتعاب بعيد إلا هلك أي استحق العذاب إذ جميع الطاعات لا تفي بشكر نعمة واحدة من نعمه سبحانه و مع قطع النظر عن المناقشة في شرائط العبادة في غالب الناس المقاصة بالمعاصي

    -9  لو لا ذلك ما ابتلى الله مؤمنا بذنب

10-  لي، ]الأمالي للصدوق[ عن الصادق ع إن كان الممر على الصراط فالعجب لما ذا

11-  لي، ]الأمالي للصدوق[ في مناهي النبي ص لا تحقروا شيئا من الشر و إن صغر في أعينكم و لا تستكثروا الخير و إن كثر في أعينكم فإنه لا كبير مع الاستغفار و لا صغير مع الإصرار

12-  لي، ]الأمالي للصدوق[ عن الصادق ع قال قال أمير المؤمنين ع من دخله العجب هلك

13-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن أبيه عن هارون بن الجهم عن ثوير بن أبي فاختة عن أبي جميلة عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع قال ثلاث موبقات شح مطاع و هوى متبع و إعجاب المرء بنفسه

 و في خبر آخر عن النبي ص ثلاث مهلكات و ذكر مثله و كذا في وصية النبي ص إلى علي ع

14-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن عبد الحميد عن عامر بن رياح عن عمرو بن الوليد عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع قال ثلاث هن قاصمات الظهر رجل استكثر عمله و نسي ذنوبه و أعجب برأيه

    مع، ]معاني الأخبار[ عن أبيه عن سعد عن محمد بن عبد الحميد مثله

15-  ل، ]الخصال[ عن أبيه عن سعد عن البرقي عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله ع قال قال إبليس لعنه الله لجنوده إذا استمكنت من ابن آدم في ثلاث لم أبال ما عمل فإنه غير مقبول منه إذا استكثر عمله و نسي ذنبه و دخله العجب

16-  ل، ]الخصال[ عن أبيه عن علي عن أبيه عن حماد عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع في وصيته لابنه محمد بن الحنفية إياك و العجب و سوء الخلق و قلة الصبر فإنه لا يستقيم لك على هذه الخصال الثلاث صاحب و لا يزال لك عليها من الناس مجانب الخبر

17-  ل، ]الخصال[ عن ابن نباتة عن أمير المؤمنين ع قال العجب هلاك و الصبر ملاك

18-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ في وصية أمير المؤمنين ع إلى الحسن ع لا وحدة و لا وحشة أوحش من العجب

19-  ع، ]علل الشرائع[ قال عن الصادق ع لا جهل أضر من العجب

 أقول قد مضى بعض الأخبار في باب جوامع المكارم

20-  ع، ]علل الشرائع[ عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن ابن أسباط عن رجل من أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله ع قال علم الله عز و جل   أن الذنب خير للمؤمن من العجب و لو لا ذلك ما ابتلاه بذنب أبدا

21-  ع عن أبيه عن محمد العطار عن الأشعري عن أحمد بن محمد رفعه قال قال الصادق ع يدخل رجلان المسجد أحدهما عابد و الآخر فاسق فيخرجان من المسجد و الفاسق صديق و العابد فاسق و ذلك أنه يدخل العابد المسجد و هو مدل بعبادته و يكون فكره في ذلك و يكون فكرة الفاسق في التندم على فسقه فيستغفر الله من ذنوبه

22-  مع، ]معاني الأخبار[ عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن الوشاء عن علي بن ميسرة قال قال أبو عبد الله ع إياكم أن تكونوا منانين قلت جعلت فداك و كيف ذلك قال يمشي أحدكم ثم يستلقي و يرفع رجليه على الميل ثم يقول اللهم إني إنما أردت وجهك

23-  مع، ]معاني الأخبار[ عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد الله ع قال من لا يعرف لأحد الفضل فهو المعجب برأيه

24-  الدرة الباهرة، قال أبو الحسن الثالث ع قال من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه

25-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع سيئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك

 و قال ع أوحش الوحشة العجب

 و قال ع الإعجاب يمنع من الازدياد

    و قال ع عجب المرء بنفسه أحد حساد عقله

26-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن أحمد بن عمر الحلال عن علي بن سويد المديني عن أبي الحسن موسى ع قال سألته عن العجب الذي يفسد العمل فقال العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه و يحسب أنه يحسن صنعا و منها أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله تبارك و تعالى و لله تعالى عليه فيه المن

27-  ثو، ]ثواب الأعمال[ عن أبيه عن سعد عن البرقي عن محمد بن سنان عن أبي العلاء عن أبي خالد الصيقل عن أبي جعفر ع قال إن الله عز و جل فوض الأمر إلى ملك من الملائكة فخلق سبع سماوات و سبع أرضين و أشياء فلما رأى الأشياء قد انقادت له قال من مثلي فأرسل الله عز و جل نويرة من نار قلت و ما نويرة من نار قال نار بمثل أنملة قال فاستقبلها بجميع ما خلق فتحللت لذلك حتى وصلت إليه لما أن دخله العجب

28-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عمن ذكره عن درست عمن ذكره عنهم ع قال بينما موسى جالس إذ أقبل إبليس فقال له موسى أخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه قال ذلك إذا أعجبته نفسه و استكثر عمله و صغر في نفسه ذنبه تمام الخبر

29-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ عن الصدوق عن ماجيلويه عن عمه عن الكوفي عن محمد بن سنان عن النضر بن قرواش عن إسحاق بن عمار عمن سمع أبا عبد الله ع يحدث قال مر عالم بعابد و هو يصلي قال يا هذا كيف صلاتك قال مثلي يسأل عن هذا قال بلى ثم قال و كيف بكاؤك فقال إني لأبكي حتى تجري دموعي فقال له العالم تضحك و أنت خائف من ربك أفضل من بكائك و أنت مدل بعملك إن المدل بعمله ما يصعد منه شي‏ء

    و قال رسول الله ص حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج

30-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ روي أن أيوب ع لما جهده البلاء قال لأقعدن مقعد الخصم فأوحى الله إليه تكلم فجثى على الرماد فقال يا رب إنك تعلم أنه ما عرض لي أمران قط كلاهما لك رضا إلا اخترت أشدهما على بدني فنودي من غمامة بيضاء بستة آلاف ألف لغة فلمن المن فوضع الرماد على رأسه و خر ساجدا ينادي لك المن سيدي و مولاي فكشف الله ضره

31-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ نروي عن رسول الله ص أنه قال الله تبارك و تعالى أنا أعلم بما يصلح عليه دين عبادي المؤمنين إن من عبادي لمن يجتهد في عبادتي و يقوم من نومه و لذة وسادته فيجتهد لي فأضربه بالنعاس الليلة و الليلتين نظرا مني له و إبقاء عليه فينام حتى يصبح فيقوم و هو ماقت لنفسه و لو خليت بينه و بين ما يريد من عبادتي لدخله من ذلك العجب فيصيره العجب إلى الفتنة فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه ألا فلا يتكل العاملون على أعمالهم فإنهم لو اجتهدوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين كنه عبادتي فيما يطلبونه عندي و لكن برحمتي فليثقوا و بفضلي فليفرحوا و إلى حسن الظن بي فليطمئنوا فإن رحمتي   عند ذلك تدركهم فإني أنا الله الرحمن الرحيم و بذلك تسميت

 و نروي أن عالما أتى عابدا فقال كيف صلاتك فقال تسألني عن صلاتي و أنا أعبد الله منذ كذا و كذا فقال كيف بكاؤك فقال إني لأبكي حتى تجري دموعي فقال له العالم فإن ضحكك و أنت خائف من الله أفضل من بكائك و أنت مدل على الله إن المدل لا يصعد من عمله شي‏ء

32-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم عن علي بن عبد الله بن الحسين الحسيني عن علي بن القاسم بن الحسين بن زيد عن أبيه عن جده عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لو لا أن الذنب خير للمؤمن من العجب ما خلى الله بين عبده المؤمن و بين ذنب أبدا

 عدة الداعي، مثله

33-  مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع المغرور في الدنيا مسكين و في الآخرة مغبون لأنه باع الأفضل بالأدنى و لا تعجب من نفسك حيث ربما اغتررت بمالك و صحة جسمك أن لعلك تبقى و ربما اغتررت بطول عمرك و أولادك و أصحابك لعلك تنجو بهم و ربما اغتررت بحالك و منيتك و إصابتك مأمولك و هواك و ظننت أنك صادق و مصيب و ربما اغتررت إلى الخلق أو شكوت من تقصيرك في العبادة و لعل الله يعلم من قلبك بخلاف ذلك و ربما أقمت نفسك على العبادة متكلفا و الله يريد الإخلاص و ربما افتخرت بعلمك و نسبك و أنت غافل عن مضمرات ما في غيب الله و ربما توهمت أنك تدعو الله و أنت تدعو سواه و ربما حسبت أنك ناصح للخلق و أنت تريدهم لنفسك أن يميلوا إليك و ربما ذممت نفسك و أنت تمدحها على الحقيقة و اعلم أنك لن تخرج من ظلمات الغرور و التمني إلا بصدق الإنابة إلى الله و الإخبات له و معرفة عيوب أحوالك من حيث لا يوافق العقل و العلم   و لا يتحمله الدين و الشريعة و سنن النبوة و أئمة الهدى و إن كنت راضيا بما أنت فيه فما أحد أشقى بعمله منك و أضيع عمرا فأورثت حسرة يوم القيامة

34-  مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع العجب كل العجب ممن يعجب بعمله و لا يدري بما يختم له فمن أعجب بنفسه و فعله فقد ضل عن منهج الرشد و ادعى ما ليس له و المدعي من غير حق كاذب و إن خفي دعواه و طال دهره و إن أول ما يفعل بالمعجب نزع ما أعجب به ليعلم أنه عاجز حقير و يشهد على نفسه ليكون الحجة عليه أوكد كما فعل بإبليس و العجب نبات حبها الكفر و أرضها النفاق و ماؤها البغي و أغصانها الجهل و ورقها الضلالة و ثمرها اللعنة و الخلود في النار فمن اختار العجب فقد بذر الكفر و زرع النفاق و لا بد له من أن يثمر

35-  ختص، ]الإختصاص[ عن الصدوق عن ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن البزنطي عن عبد الكريم بن عمرو عن أبي الربيع الشامي قال قال أبو عبد الله ع من أعجب بنفسه هلك و من أعجب برأيه هلك و إن عيسى ابن مريم قال داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله و أبرأت الأكمه و الأبرص بإذن الله و عالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله و عالجت الأحمق فلم أقدر على إصلاحه فقيل يا روح الله و ما الأحمق قال المعجب برأيه و نفسه الذي يرى الفضل كله له لا عليه و يوجب الحق كله لنفسه و لا يوجب عليها حقا فذاك الأحمق الذي لا حيلة في مداواته

36-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن علي الزعفراني عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي   عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال قال أيوب النبي ع حين دعا ربه يا رب كيف ابتليتني بهذا البلاء الذي لم تبتل به أحدا فو عزتك إنك تعلم أنه ما عرض لي أمران قط كلاهما لك طاعة إلا عملت بأشدهما على بدني قال فنودي و من فعل ذلك بك يا أيوب قال فأخذ التراب فوضعه على رأسه ثم قال أنت يا رب

37-  عدة الداعي، قال رسول الله ص ثلاث مهلكات شح مطاع و هوى متبع و إعجاب المرء بنفسه و هو محبط للعمل و هو داعية المقت من الله سبحانه

 و قال أمير المؤمنين ع سيئة تسوؤك خير من حسنة تعجبك

 و عن الصادق ع عن النبي ص أوحى الله تعالى إلى داود ع يا داود بشر المذنبين و أنذر الصديقين قال كيف أبشر المذنبين و أنذر الصديقين قال يا داود بشر المذنبين بأني أقبل التوبة و أعفو عن الذنب و أنذر الصديقين أن يعجبوا بأعمالهم فإنه ليس عبد يعجب بالحسنات إلا هلك

 و في رواية أخرى فإنه ليس عبد ناقشته الحسنات إلا هلك

 و عن أبي جعفر ع عن النبي ص قال قال الله تعالى أنا أعلم بما يصلح به أمر عبادي و إن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادته فيقوم من رقاده و لذيذ وساده فيجتهد و يتعب نفسه في عبادتي فأضربه بالنعاس الليلة و الليلتين نظرا مني له و إبقاء عليه فينام حتى يصبح فيقوم ماقتا لنفسه زاريا عليها و لو أخلي بينه و بين ما يريد من عبادتي لدخله من ذلك العجب بأعماله فيأتيه ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله و رضاه عن نفسه حتى يظن أنه قد فاق العابدين و جاز في عبادته حد التقصير فيتباعد مني عند ذلك و هو يظن أنه تقرب إلي

 و من طريق آخر رواه صاحب الجواهر بزيادة على هذا الكلام تتمة له   فلا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها فإنهم لو اجتهدوا و أتعبوا أنفسهم و أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين ما يطلبون من كرامتي و النعيم في جناتي و رفيع درجاتي في جواري و لكن رحمتي فليبغوا و الفضل مني فليرجوا و إلى حسن الظن بي فليطمئنوا فإن رحمتي عند ذلك تداركهم و هي تبلغهم رضواني و مغفرتي و ألبسهم عفوي فإني أنا الله الرحمن الرحيم بذلك تسميت

 و عن الباقر ع قال قال سبحانه إن من عبادي المؤمنين لمن يسألني الشي‏ء من طاعتي فأصرفه عنه مخافة الإعجاب

 و قال المسيح ع يا معشر الحواريين كم من سراج أطفأته الريح و كم من عابد أفسده العجب

 روى سعد بن أبي خلف عن الصادق ع قال عليك بالجد و لا تخرجن نفسك من حد التقصير في عبادة الله تعالى و طاعته فإن الله تعالى لا يعبد حق عبادته

38-  أسرار الصلاة، روى محمد بن مسلم عن الباقر ع قال لا بأس أن تحدث أخاك إذا رجوت أن تنفعه و تحثه و إذا سألك هل قمت الليلة أو صمت فحدثه بذلك إن كنت فعلته فقل رزق الله تعالى ذلك و لا تقول لا فإن ذلك كذب