باب 23- الصدق و المواضع التي يجوز تركه فيها و لزوم أداء الأمانة

الآيات المائدة قالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ الأنعام قالَ هذا رَبِّي التوبة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ يوسف ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ الأنبياء قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ الأحزاب مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ الزمر الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَ يَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ   بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ الحشر أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ

1-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل لم يبعث نبيا إلا بصدق الحديث و أداء الأمانة إلى البر و الفاجر

 تبيين إلا بصدق الحديث أي متصفا بهما أو كان الأمر بهما في شريعته و قد مر أنه يحتمل شمول الأمانة لجميع حقوق الله و حقوق الخلق لكن الظاهر منه أداء كل حق ائتمنك عليه إنسان برا كان أو فاجرا و الظاهر أن الفاجر يشمل الكافر أيضا فيدل على عدم جواز الخيانة بل التقاص أيضا في ودائع الكفار و أماناتهم. و اختلف الأصحاب في التقاص مع تحقق شرائطه في الوديعة فذهب الشيخ في الإستبصار و أكثر المتأخرين إلى الجواز على كراهة و ذهب الشيخ في النهاية و جماعة إلى التحريم و الأخبار مختلفة و سيأتي تحقيقه في محله إن شاء الله و ستأتي الأخبار في وجوب أداء الأمانة و الوديعة إلى الكافر و إلى قاتل علي صلوات الله عليه

2-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن عثمان بن عيسى عن إسحاق بن عمار و غيره عن أبي عبد الله ع قال لا تغتروا بصلاتهم و لا بصيامهم فإن الرجل ربما لهج بالصلاة و الصوم حتى لو تركه استوحش و لكن اختبروهم عند صدق الحديث و أداء الأمانة

 بيان قال الجوهري اغتر بالشي‏ء خدع به و قال اللهج بالشي‏ء الولوع و قد لهج به بالكسر يلهج لهجا إذا أغري به فثابر عليه انتهى و حاصل الحديث أن كثرة الصلاة و الصوم ليست مما يختبر به صلاح المرء و خوفه من الله   تعالى فإنها من الأفعال الظاهرة التي لا بد للمرء من الإتيان بها خوفا أو طمعا و رياء لا سيما للمتسمين بالصلاة فيأتون بها من غير إخلاص حتى يعتادونها و لا غرض لهم في تركها غالبا و الدواعي الدنيوية في فعلها لهم كثيرة بخلاف الصدق و أداء الأمانة فإنهما من الأمور الخفية و ظهور خلافهما على الناس نادر و الدواعي الدنيوية على تركهما كثيرة فاختبروهم بهما لأن الآتي بهما غالبا من أهل الصلاح و الخوف من الله مع أنهما من الصفات الحسنة التي تدعو إلى كثير من الخيرات و بهما تحصل كمال النفس و إن لم تكونا لله و أيضا الصدق يمنع كون العمل لغير الله إن الرياء حقيقة من أقبح أنواع الكذب كما يومئ إليه الخبر الآتي

3-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل عن ابن أبي نجران عن مثنى الحناط عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال من صدق لسانه زكا عمله

 بيان زكا عمله أي يصير عمله بسببه زاكيا أي ناميا في الثواب لأنه إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ و هو من أعظم أركان التقوى أو كثيرا لأن الصدق مع الله يوجب الإتيان بما أمر الله و الصدق مع الخلق أيضا يوجب ذلك لأنه إذا سئل عن عمل هل يفعله و لم يفعله لا يمكنه ادعاء فعله فيأتي بذلك و لعله بعد ذلك يصير خالصا لله. أو يقال لما كان الصدق لازما للخوف و الخوف ملزوما لكثرة الأعمال فالصدق ملزوم لها أو المعنى طهر عمله من الرياء فإنها نوع من الكذب كما أشرنا إليه في الخبر السابق و في بعض النسخ زكي على المجهول من بناء التفعيل بمعنى القبول أي يمدح الله عمله و يقبله فيرجع إلى المعنى الأول و يؤيده

4-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام قال قال لي أبو جعفر ع في أول دخلة دخلت عليه تعلموا الصدق قبل الحديث

    بيان الدخلة مصدر كالجلسة و إن لم يذكر بخصوصه في اللغة تعلموا الصدق أي قواعده كجواز النقل بالمعنى و نسبة الحديث المأخوذ عن واحد من الأئمة إلى آبائه أو إلى رسول الله ص أو تبعيض الحديث و أمثال ذلك أو يكون تعلمه كناية عن العمل به و التمرن عليه على المشاكلة أو المراد تعلم وجوبه و لزومه و حرمة تركه. قبل الحديث أي قبل سماع الحديث منا و روايته و ضبطه و نقله و هذا يناسب أول دخوله فإنه كان مريدا لسماع الحديث منه ع و لم يسمع بعد هذا ما أفهمه و قيل فيه وجوه مبنية على أن المراد بالحديث التكلم لا الحديث بالمعنى المصطلح. الأول أن المراد التفكر في الكلام ليعرف الصدق فيما يتكلم به و مثله قول أمير المؤمنين ع لسان العاقل وراء قلبه و قلب الأحمق وراء لسانه يعني أن العاقل يعلم الصدق و الكذب أولا و يتفكر فيما يقول ثم يقول ما هو الحق و الصدق و الأحمق يتكلم و يقول من غير تأمل و تفكر فيتكلم بالكذب و الباطل كثيرا. الثاني أن لا يكون قبل متعلقا بتعلموا بل يكون بدلا من قوله في أول دخلة. الثالث أن يكون قبل متعلقا بقال أي قال ع ابتداء قبل التكلم بكلام آخر تعلموا. الرابع أن يكون المعنى تعلموا الصدق قبل تعلم آداب التكلم من القواعد العربية و الفصاحة و البلاغة و أمثالها و لا يخفى بعد الجميع لا سيما الثاني و الثالث و كون ما ذكرنا أظهر و أنسب

5-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن أبي كهمش قال قلت لأبي عبد الله ع عبد الله بن أبي يعفور يقرئك السلام قال عليك   و عليه السلام إذا أتيت عبد الله فأقرئه السلام و قل له إن جعفر بن محمد يقول لك انظر ما بلغ به علي ع عند رسول الله ص فالزمه فإن عليا ع إنما بلغ ما بلغ به عند رسول الله ص بصدق الحديث و أداء الأمانة

 بيان ما بلغ به علي ع كأن مفعول البلوغ محذوف أي انظر الشي‏ء الذي بسببه بلغ علي ع عند رسول الله ص المبلغ الذي بلغه من القرب و المنزلة و قوله بعد ذلك ما بلغ به كأنه زيدت كلمة به من النساخ و ليست في بعض النسخ و على تقديرها كان الباء زائدة فإنه يقال بلغت المنزل أو الدار و قد يقال بلغت إليه بتضمين فيمكن أن يكون الباء بمعنى إلى و يحتمل على بعد أن يكون قوله فإن عليا تعليلا للزوم و ضمير به راجعا إلى الموصول فيما بلغ به أولا و قوله بصدق الحديث كلاما مستأنفا متعلقا بفعل مقدر أي بلغ ذلك بصدق الحديث

6-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي إسماعيل البصري عن الفضيل بن يسار قال قال أبو عبد الله ع يا فضيل إن الصادق أول من يصدقه الله عز و جل يعلم أنه صادق و تصدقه نفسه تعلم أنه صادق

7-  كا، ]الكافي[ بالإسناد عن ابن أبي عمير عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ع قال إنما سمي إسماعيل صادق الوعد لأنه وعد رجلا في مكان فانتظره في ذلك المكان سنة فسماه الله عز و جل صادق الوعد ثم إن الرجل أتاه بعد ذلك فقال له إسماعيل ما زلت منتظرا لك

 بيان اختلف المفسرون في إسماعيل المذكور في هذه الآية قال الطبرسي رحمه الله هو إسماعيل بن إبراهيم و إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ إذا وعد بشي‏ء   وفى به و لم يخلف و كان مع ذلك رسولا إلى جرهم نبيا رفيع الشأن عالي القدر و قال ابن عباس إنه واعد رجلا أن ينتظره في مكان و نسي الرجل فانتظره سنة حتى أتاه الرجل و روي ذلك عن أبي عبد الله ع و قيل أقام ينتظره ثلاثة أيام عن مقاتل و قيل إن إسماعيل بن إبراهيم ع مات قبل أبيه إبراهيم و إن هذا هو إسماعيل بن حزقيل بعثه الله إلى قوم فسلخوا جلدة وجهه و فروة رأسه فخيره الله فيما شاء من عذابهم فاستعفاه و رضي بثوابه و فوض أمره إلى الله في عفوه و عقابه و رواه أصحابنا عن أبي عبد الله ع ثم قال في آخره أتاه ملك من ربه يقرئه السلام و يقول قد رأيت ما صنع بك و قد أمرني بطاعتك فمرني بما شئت فقال يكون لي بالحسين أسوة

8-  كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر الخزاز عن جده الربيع بن سعد قال قال لي أبو جعفر ع يا ربيع إن الرجل ليصدق حتى يكتبه الله صديقا

 بيان الصديق مبالغة في الصدق أو التصديق و الإيمان بالرسول قولا و فعلا قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً أي كثير التصديق في أمور الدين عن الجبائي و قيل صادقا مبالغا في الصدق فيما يخبر عن الله و قال الراغب الصدق و الكذب أصلهما في القول ماضيا كان أو مستقبلا وعدا كان أو غيره و لا يكونان بالقصد الأول إلا في القول و لا يكونان من القول إلا في الخبر دون غيره من أصناف الكلام و قد يكونان بالعرض في غيره من أنواع الكلام الاستفهام و الأمر و الدعاء و ذلك نحو قول القائل أ زيد في الدار فإن في ضمنه إخبارا بكونه جاهلا بحال زيد و كذا إذا قال واسني في ضمنه أنه محتاج إلى المواساة   و إذا قال لا تؤذني ففي ضمنه أنه يؤذيه و الصديق من كثر منه الصدق و قيل بل يقال ذلك لمن لم يكذب قط و قيل بل لمن لا يتأتى منه الكذب لتعوده الصدق و قيل بل لمن صدق بقوله و اعتقاده و حقق صدقه بفعله فالصديقون هم قوم دوين الأنبياء في الفضيلة و قد يستعمل الصدق و الكذب في كل ما يحق و يحصل في الاعتقاد نحو صدق ظني و كذب و يستعملان في أفعال الجوارح فيقال صدق في القتال إذا وفى حقه و فعل على ما يجب و كما يجب و كذب في القتال إذا كان بخلاف ذلك قال الله تعالى رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ أي حققوا العهد بما أظهروه من أفعالهم و قوله لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ أي يسأل من صدق بلسانه عن صدق فعله تنبيها على أنه لا يكفي الاعتراف بالحق دون تحريه بالفعل

7-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن العبد ليصدق حتى يكتب عند الله الصادقين و يكذب حتى يكتب عند الله من الكاذبين فإذا صدق قال الله عز و جل صدق و بر و إذا كذب قال الله عز و جل كذب و فجر

 توضيح يدل على رفعة درجة الصادقين عند الله و قال الراغب البر التوسع في فعل الخير و يستعمل في الصدق لكونه بعض الخيرات المتوسع فيه و بر العبد ربه توسع في طاعته و قال سمي الكاذب فاجرا لكون الكذب بعض الفجور

8-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن ابن محبوب عن العلا بن رزين عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال كونوا دعاة للناس بالخير بغير ألسنتكم ليروا   منكم الاجتهاد و الصدق و الورع

 بيان بغير ألسنتكم أي بجوارحكم و أعمالكم الصادرة عنها و إن كان اللسان أيضا داخلا فيها من جهة الأعمال لا من جهة الدعوة الصريحة و الاجتهاد المبالغة في الطاعات و الورع اجتناب المنهيات و الشبهات كما مر

9-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن الحكم قال قال أبو الوليد حسن بن زياد الصيقل قال أبو عبد الله ع من صدق لسانه زكا عمله و من حسنت نيته زيد في رزقه و من حسن بره بأهل بيته مد له في عمره

 إيضاح من حسنت نيته أي عزمه على الطاعات أو على إيصال النفع إلى العباد أو سريرته في معاملة الخلق بأن يكون ناصحا لهم غير مبطن لهم غشا و عداوة و خديعة أو في معاملة الله أيضا بأن يكون مخلصا و لا يكون مرائيا و لا يكون عازما على المعاصي و مبطنا خلاف ما يظهر من مخافة الله عز و جل. و المراد بأهل بيته عياله أو الأعم منهم و من أقاربه بالتوسعة عليهم و حسن المعاشرة معهم

10-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أبي طالب رفعه قال قال أبو عبد الله ع لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل و سجوده فإن ذلك شي‏ء قد اعتاده فلو تركه استوحش لذلك و لكن انظروا إلى صدق حديثه و أداء أمانته

 بيان المراد بطول الركوع و السجود حقيقته أو كناية عن كثرة الصلاة و الأول أظهر. أقول قد مضى أخبار الباب في باب جوامع المكارم و باب صفات المؤمن

11-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن أبي الحسين بن الحضرمي عن موسى بن القاسم البجلي عن جميل بن دراج عن محمد بن سعيد عن المحاربي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي ع قال قال النبي ص ثلاث يحسن فيهن الكذب المكيدة في الحرب و عدتك زوجتك   و الإصلاح بين الناس و قال ثلاث يقبح فيهن الصدق النميمة و إخبارك الرجل عن أهله بما يكرهه و تكذيبك الرجل عن الخبر و قال ثلاثة مجالستهم تميت القلب مجالسة الأنذال و الحديث مع النساء و مجالسة الأغنياء

12-  لي، ]الأمالي للصدوق[ سئل أمير المؤمنين ع أي الناس أكرم قال من صدق في المواطن و قال رسول الله ص زينة الحديث الصدق

13-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن أحمد بن علي التفليسي عن أحمد بن محمد الهمداني عن أبي جعفر الثاني عن آبائه ع عن النبي ص قال لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم و صومهم و كثرة الحج و المعروف و طنطنتهم بالليل و لكن انظروا إلى صدق الحديث و أداء الأمانة

14-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن يعقوب بن زياد عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق عن أبيه عن جده إسحاق بن جعفر عن أخيه موسى عن أبيه جعفر بن محمد ع قال أحسن من الصدق قائله و خير من الخير فاعله

15-  ل، ]الخصال[ الأربعمائة قال أمير المؤمنين ع الزموا الصدق فإنه منجاة

16-  فس، ]تفسير القمي[ هارون عن ابن صدقة عن رجل من ولد عدي بن حاتم عن   أبيه عن جده عدي بن حاتم و كان مع علي صلوات الله عليه في حروبه أن عليا ع قال ليلة الهرير بصفين حين التقى مع معاوية رافعا صوته يسمع أصحابه لأقتلن معاوية و أصحابه ثم قال في آخر قوله إن شاء الله يخفض به صوته و كنت منه قريبا فقلت يا أمير المؤمنين إنك حلفت على ما قلت ثم استثنيت فما أردت بذلك فقال ع إن الحرب خدعة و أنا عند أصحابي صدوق فأردت أن أطمع أصحابي في قولي كيلا يفشلوا و لا يفروا فافهم فإنك تنتفع بها بعد إن شاء الله

17-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ماجيلويه عن محمد العطار عن الأشعري عن اليقطيني عن عثمان بن عيسى عن عبد الله بن عجلان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن العبد إذا صدق كان أول من يصدقه الله و نفسه تعلم أنه صادق و إذا كذب كان أول من يكذبه الله و نفسه تعلم أنه كاذب

18-  مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع الصدق نور غير متشعشع إلا في عالمه كالشمس يستضي‏ء بها كل شي‏ء يغشاه من غير نقصان يقع على معناها و الصادق حقا هو الذي يصدق كل كاذب بحقيقة صدق ما لديه و هو المعنى الذي لا يسمع معه سواه أو ضده مثل آدم ع صدق إبليس في كذبه حين أقسم له كاذبا لعدم ماهية الكذب في آدم ع قال الله عز و جل وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً و لأن إبليس أبدع شيئا كان أول من أبدعه و هو غير معهود ظاهرا و باطنا فخسر هو بكذبه على معنى لم ينتفع به من صدق آدم ع على بقاء الأبد و أفاد آدم ع بتصديقه كذبه بشهادة الله عز و جل بنفي عزمه عما يضاد عهده على الحقيقة على معنى لم ينقص من اصطفائه بكذبه شيئا فالصدق صفة الصادقين و حقيقة الصدق ما يقتضي تزكية الله عز و جل لعبده   كما ذكر عن صدق عيسى ابن مريم في القيامة بسبب ما أشار إليه من صدقه مرآة الصادقين من رجال أمة محمد ص فقال عز و جل هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ الآية و قال أمير المؤمنين ع الصدق سيف الله في أرضه و سمائه أينما هوى به يقد فإذا أردت أن تعلم أ صادق أنت أم كاذب فانظر في قصد معناك و غور دعواك و عيرها بقسطاس من الله عز و جل في القيامة قال الله عز و جل وَ الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فإذا اعتدل معناك بدعواك ثبت لك الصدق و أدنى حد الصدق أن لا يخالف اللسان القلب و لا القلب اللسان و مثل الصادق الموصوف بما ذكرنا كمثل النازع روحه إن لم ينزع فما ذا يصنع

19-  ختص، ]الإختصاص[ الصدوق عن ابن الوليد عن سعد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن صالح بن سهل الهمداني قال قال الصادق ع أيما مسلم سئل عن مسلم فصدق و أدخل على ذلك المسلم مضرة كتب من الكاذبين و من سئل عن مسلم فكذب فأدخل على ذلك المسلم منفعة كتب عند الله من الصادقين

20-  ج، ]الإحتجاج[ بالإسناد إلى أبي محمد العسكري ع أنه قال قال بعض المخالفين بحضرة الصادق ع لرجل من الشيعة ما تقول في العشرة من الصحابة قال أقول فيهم الخير الجميل الذي يحط الله به سيئاتي و يرفع لي درجاتي قال السائل الحمد لله على ما أنقذني من بغضك كنت أظنك رافضيا تبغض الصحابة فقال الرجل ألا من أبغض واحدا من الصحابة فعليه لعنة الله قال لعلك تتأول   ما تقول فيمن أبغض العشرة فقال من أبغض العشرة فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين فوثب فقبل رأسه و قال اجعلني في حل مما قذفتك به من الرفض قبل اليوم قال أنت في حل و أنت أخي ثم انصرف السائل فقال له الصادق ع جودت لله درك لقد أعجبت الملائكة من حسن توريتك و تلفظك بما خلصك و لم تثلم دينك زاد الله في مخالفينا غما إلى غم و حجب عنهم مراد منتحلي مودتنا في بقيتهم فقال بعض أصحاب الصادق ع يا ابن رسول الله ما عقلنا من كلام هذا إلا موافقته لهذا المتعنت الناصب فقال الصادق ع لئن كنتم لم تفهموا ما عنى فقد فهمناه نحن و قد شكره الله له إن ولينا الموالي لأوليائنا المعادي لأعدائنا إذ ابتلاه الله بمن يمتحنه من مخالفيه وفقه لجواب يسلم معه دينه و عرضه و يعظم الله بالتقية ثوابه إن صاحبكم هذا قال من عاب واحدا منهم فعليه لعنة الله أي من عاب واحدا منهم هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و قال في الثانية من عابهم و شتمهم فعليه لعنة الله و قد صدق لأن من عابهم فقد عاب عليا ع لأنه أحدهم فإذا لم يعب عليا و لم يذمه فلم يعبهم و إنما عاب بعضهم و لقد كان لحزقيل المؤمن مع قوم فرعون الذين وشوا به إلى فرعون مثل هذه التورية كان حزقيل يدعوهم إلى توحيد الله و نبوة موسى و تفضيل محمد ص على جميع رسل الله و خلقه و تفضيل علي بن أبي طالب ع و الخيار من الأئمة على سائر أوصياء النبيين و إلى البراءة من ربوبية فرعون فوشى به واشون إلى فرعون و قالوا إن حزقيل يدعو إلى مخالفتك و يعين أعداءك على مضادتك فقال لهم فرعون ابن عمي و خليفتي على ملكي و ولي عهدي إن فعل ما قلتم فقد استحق العذاب على كفره نعمتي فإن كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشد العقاب لإيثاركم الدخول في مساءته فجاء بحزقيل و جاء بهم فكاشفوه و قالوا أنت تجحد ربوبية فرعون عن الملك و تكفر نعماءه فقال حزقيل أيها الملك هل جربت علي كذبا قط قال لا   قال فسلهم من ربهم فقالوا فرعون قال و من خالقكم قالوا فرعون هذا قال و من رازقكم الكافل لمعايشكم و الدافع عنكم مكارهكم قالوا فرعون هذا قال حزقيل أيها الملك فأشهدك و كل من حضرك أن ربهم هو ربي و خالقهم هو خالقي و رازقهم هو رازقي و مصلح معايشهم هو مصلح معايشي لا رب لي و لا خالق و لا رازق غير ربهم و خالقهم و رازقهم و أشهدك و من حضرك أن كل رب و خالق و رازق سوى ربهم و خالقهم و رازقهم فأنا بري‏ء منه و من ربوبيته و كافر بإلهيته يقول حزقيل هذا و هو يعني أن ربهم هو الله ربي و لم يقل إن الذي قالوا إن ربهم هو ربي و خفي هذا المعنى على فرعون و من حضره و توهموا أنه يقول فرعون ربي و خالقي و رازقي فقال لهم فرعون يا رجال الشر و يا طلاب الفساد في ملكي و مريدي الفتنة بيني و بين ابن عمي و هو عضدي أنتم المستحقون لعذابي لإرادتكم فساد أمري و هلاك ابن عمي و الفت في عضدي ثم أمر بالأوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتد و في صدره وتد و أمر أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من أبدانهم فذلك ما قال الله تعالى فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا لما وشوا به إلى فرعون ليهلكوه وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ و هم الذين وشوا بحزقيل إليه لما أوتد فيهم الأوتاد و مشط عن أبدانهم لحومها بالأمشاط

21-  ج، ]الإحتجاج[ معاوية بن وهب عن سعيد بن السمان قال كنت عند أبي عبد الله ع إذ دخل عليه رجلان من الزيدية فقالا له أ فيكم إمام مفترض طاعته قال فقال لا فقالا له قد أخبرنا عنك الثقات أنك تقول به و سموا قوما و قالوا هم أصحاب ورع و تشمير و هم ممن لا يكذب فغضب أبو عبد الله ع و قال ما أمرتهم بهذا فلما رأيا الغضب بوجهه خرجا الخبر

    -22  ع، ]علل الشرائع[ المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن إبراهيم بن علي عن إبراهيم بن إسحاق عن يونس عن البطائني عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول لا خير فيمن لا تقية له و لقد قال يوسف أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ و ما سرقوا

23-  ع، ]علل الشرائع[ بالإسناد عن العياشي عن محمد بن نصير عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع التقية من دين الله عز و جل قلت من دين الله قال فقال إي و الله من دين الله لقد قال يوسف أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ و الله ما كانوا سرقوا شيئا

24-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع في قول يوسف أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ قال ما سرقوا و ما كذب

25-  ع، ]علل الشرائع[ المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن محمد بن أحمد عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن صالح بن سعيد عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال سألت عن قول الله عز و جل في يوسف أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ قال إنهم سرقوا يوسف عن أبيه أ لا ترى أنه قال لهم حين قالوا ما ذا تَفْقِدُونَ قالوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ و لم يقولوا سرقتم صواع الملك إنما عنى أنكم سرقتم يوسف عن أبيه

26-  ج، ]الإحتجاج[ بالإسناد إلى أبي محمد العسكري ع قال قال رجل من خواص الشيعة لموسى بن جعفر ع و هو يرتعد بعد ما خلى به يا ابن رسول الله ص   ما أخوفني أن يكون فلان بن فلان ينافقك في إظهاره و اعتقاد وصيتك و إمامتك فقال موسى ع و كيف ذاك قال لأني حضرت معه اليوم في مجلس فلان رجل من كبار أهل بغداد فقال له صاحب المجلس أنت تزعم أن موسى بن جعفر إمام دون هذا الخليفة القاعد على سريره قال له صاحبك هذا ما أقول هذا بل أزعم أن موسى بن جعفر غير إمام و إن لم أكن أعتقد أنه غير إمام فعلي و على من لم يعتقد ذلك لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ قال له صاحب المجلس جزاك الله خيرا و لعن من وشى بك فقال له موسى بن جعفر ليس كما ظننت و لكن صاحبك أفقه منك إنما قال موسى غير إمام أي إن الذي هو غير إمام فموسى غيره فهو إذا إمام فإنما أثبت بقوله هذا إمامتي و نفى إمامة غيري يا عبد الله متى يزول عنك هذا الذي ظننته بأخيك هذا من النفاق تب إلى الله ففهم الرجل ما قاله و اغتم و قال يا ابن رسول الله ما لي مال فأرضيه به و لكن قد وهبت له شطر عملي كله من تعبدي و صلاتي عليكم أهل البيت و من لعنتي لأعدائكم قال موسى ع الآن خرجت من النار

27-  ج، ]الإحتجاج[ بهذا الإسناد قال دخل على أبي الحسن الرضا ع رجل فقال له يا ابن رسول الله لقد رأيت اليوم شيئا عجبت منه قال و ما هو قال رجل كان معنا يظهر لنا أنه من الموالين لآل محمد المتبرين من أعدائهم فرأيته اليوم و عليه ثياب قد خلعت عليه و هو ذا يطاف به ببغداد و ينادي المنادي بين يديه معاشر الناس اسمعوا توبة هذا الرافضي ثم يقولون له قل فيقول خير الناس بعد رسول الله ص أبا بكر فإذا قال ذلك ضجوا و قالوا قد تاب و فضل أبا بكر على علي بن أبي طالب ع فقال الرضا ع إذا خلوت فأعد علي هذا الحديث   فلما خلا أعاد عليه فقال له إنما لم أفسر لك معنى كلام الرجل بحضرة هذا الخلق المنكوس كراهة أن ينقل إليهم فيعرفوه و يؤذوه لم يقل الرجل خير الناس بعد رسول الله ص أبو بكر فيكون قد فضل أبا بكر على علي بن أبي طالب ع و لكن قال خير الناس بعد رسول الله أبا بكر فجعله نداء لأبي بكر ليرضى من يمشي بين يديه من بعض هؤلاء الجهلة ليتوارى من شرورهم إن الله تعالى جعل هذه التورية مما رحم بها شيعتنا و محبينا

28-  ج، ]الإحتجاج[ بهذا الإسناد قال الراويان حضرنا عند الحسن بن علي أبي القائم ع فقال له بعض أصحابه جاءني رجل من إخواننا الشيعة قد امتحن بجهال العامة يمتحنونه في الإمامة و يحلفونه فكيف يصنع حتى يتخلص منهم فقلت كيف يقولون قال يقولون لي أ تقول إن فلانا هو الإمام بعد رسول الله فلا بد لي أن أقول نعم و إلا أثخنوني ضربا فإذا قلت نعم قالوا لي قل و الله قلت فإذا قلت لهم نعم تريد به نعما من الأنعام الإبل و البقر و الغنم و قلت فإذا قالوا قل و الله فقل و الله أي وليي تريد في أمر كذا فإنهم لا يميزون و قد سلمت فقال لي فإن حققوا علي و قالوا قل و الله و بين الهاء فقلت قل و الله برفع الهاء فإنه لا يكون يمينا إذا لم تخفض فذهب ثم رجع إلي فقال عرضوا علي و حلفوني فقلت كما لقنتني فقال له الحسن ع أنت كما قال رسول الله الدال على الخير كفاعله لقد كتب الله لصاحبك بتقيته بعدد كل من استعمل التقية من شيعتنا و موالينا و محبينا حسنة و بعدد كل من ترك التقية منهم   حسنة أدناها حسنة لو قوبل بها ذنوب مائة سنة لغفرت و لك بإرشادك إياه مثل ما له

29-  سر، ]السرائر[ عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله ع في الرجل يستأذن عليه فيقول لجاريته قولي ليس هو هاهنا قال لا بأس ليس بكذب

30-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ قال كهمش قال لي جابر الجعفي دخلت على أبي جعفر ع فقال لي من أين أنت فقلت من أهل الكوفة قال ممن قلت من جعفي قال ما أقدمك إلى هاهنا قلت طلب العلم قال ممن قلت منك قال فإذا سألك أحد من أين أنت فقل من أهل المدينة قلت أ يحل لي أن أكذب قال ليس هذا كذبا من كان في مدينة فهو من أهلها حتى يخرج

31-  كش، ]رجال الكشي[ جبرئيل بن أحمد عن الشجاعي عن محمد بن الحسين عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر مثله

32-  كتاب الإمامة و التبصرة، عن محمد بن عبد الله عن محمد بن جعفر الرزاز عن خاله علي بن محمد عن عمرو بن عثمان الخزاز عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص زينة الحديث الصدق