باب 31- وصية المفضل بن عمر لجماعة الشيعة

1-  ف، ]تحف العقول[ أوصيكم بتقوى الله وحده لا شريك له و شهادة أن لا إله إلا الله   و أن محمدا عبده و رسوله اتقوا الله و قولوا قولا معروفا و ابتغوا رضوان الله و اخشوا سخطه و حافظوا على سنة الله و لا تتعدوا حدود الله و راقبوا الله في جميع أموركم و ارضوا بقضائه فيما لكم و عليكم ألا و عليكم بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ألا و من أحسن إليكم فزيدوه إحسانا و اعفوا عمن أساء إليكم و افعلوا بالناس ما تحبون أن يفعلوه بكم ألا و خالطوهم بأحسن ما تقدرون عليه و إنكم أحرى أن لا تجعلوا عليكم سبيلا عليكم بالفقه في دين الله و الورع عن محارمه و حسن الصحابة لمن صحبكم برا كان أو فاجرا ألا و عليكم بالورع الشديد فإن ملاك الدين الورع صلوا الصلوات لمواقيتها و أدوا الفرائض على حدودها ألا و لا تقصروا فيما فرض الله عليكم و بما يرضى عنكم فإني سمعت أبا عبد الله ع يقول تفقهوا في دين الله و لا تكونوا أعرابا فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة و عليكم بالقصد في الغنى و الفقر و استعينوا ببعض الدنيا على الآخرة فإني سمعت أبا عبد الله ع يقول استعينوا ببعض هذه على هذه و لا تكونوا كلا على الناس عليكم بالبر بجميع من خالطتموه و حسن الصنيع إليه ألا و إياكم و البغي فإن أبا عبد الله ع كان يقول إن أسرع الشر عقوبة البغي أدوا ما افترض الله عليكم من الصلاة و الصوم و سائر فرائض الله و أدوا الزكاة المفروضة إلى أهلها فإن أبا عبد الله ع قال يا مفضل قل لأصحابك يضعون الزكاة في أهلها و إني ضامن لما ذهب لهم عليكم بولاية آل محمد ص أَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً تزاوروا و تحابوا و ليحسن بعضكم إلى بعض و تلاقوا و تحدثوا و لا يبطنن بعضكم عن بعض و إياكم و التصارم   و إياكم و الهجران فإني سمعت أبا عبد الله ع يقول و الله لا يفترق رجلان من شيعتنا على الهجران إلا برئت من أحدهما و لعنته و أكثر ما أفعل ذلك بكليهما فقال له معتب جعلت فداك هذا الظالم فما بال المظلوم قال لأنه لا يدعو أخاه إلى صلته سمعت أبي و هو يقول إذا تنازع اثنان من شيعتنا ففارق أحدهما الآخر فليرجع المظلوم إلى صاحبه حتى يقول له يا أخي أنا الظالم حتى ينقطع الهجران فيما بينهما إن الله تبارك و تعالى حكم عدل يأخذ للمظلوم من الظالم لا تحقروا و لا تجفوا فقراء شيعة آل محمد ع و ألطفوهم و أعطوهم من الحق الذي جعله الله لهم في أموالكم و أحسنوا إليهم لا تأكلوا الناس بآل محمد فإني سمعت أبا عبد الله ع يقول افترق الناس فينا على ثلاث فرق فرقة أحبونا انتظار قائمنا ليصيبوا من دنيانا فقالوا و حفظوا كلامنا و قصروا عن فعلنا فسيحشرهم الله إلى النار و فرقة أحبونا و سمعوا كلامنا و لم يقصروا عن فعلنا ليستأكلوا الناس بنا فيملأ الله بطونهم نارا يسلط عليهم الجوع و العطش و فرقة أحبونا و حفظوا قولنا و أطاعوا أمرنا و لم يخالفوا فعلنا فأولئك منا و نحن منهم و لا تدعوا صلة آل محمد ع من أموالكم من كان غنيا فبقدر غناه و من كان فقيرا فبقدر فقره فمن أراد أن يقضي الله له أهم الحوائج إليه فليصل آل محمد و شيعتهم بأحوج ما يكون إليه من ماله لا تغضبوا من الحق إذا قيل لكم و لا تبغضوا أهل الحق إذا صدعوكم به فإن المؤمن لا يغضب من الحق إذا صدع به و قال أبو عبد الله ع مرة و أنا معه يا مفضل كم أصحابك فقلت و قليل فلما انصرفت إلى الكوفة أقبلت على الشيعة فمزقوني كل ممزق يأكلون لحمي و يشمون عرضي حتى أن بعضهم استقبلني فوثب في وجهي و بعضهم قعد لي في

   سكك الكوفة يريد ضربي و رموني بكل بهتان حتى بلغ ذلك أبا عبد الله ع فلما رجعت إليه في السنة الثانية كان أول ما استقبلني به بعد تسليمه علي أن قال يا مفضل ما هذا الذي بلغني أن هؤلاء يقولون لك و فيك قلت و ما علي من قولهم قال أجل بل ذلك عليهم أ يغضبون بؤس لهم إنك قلت إن أصحابك قليل لا و الله ما هم لنا شيعة و لو كانوا شيعة ما غضبوا من قولك و ما اشمأزوا منه لقد وصف الله شيعتنا بغير ما هم عليه و ما شيعة جعفر إلا من كف لسانه و عمل لخالقه و رجا سيده و خاف الله حق خيفته ويحهم أ فيهم من قد صار كالحنايا من كثرة الصلاة أو قد صار كالتائه من شدة الخوف أو كالضرير من الخشوع أو كالضنى من الصيام أو كالأخرس من طول الصمت و السكوت أو هل فيهم من قد أدأب ليلة من طول القيام و أدأب نهاره من الصيام أو منع نفسه لذات الدنيا و نعيمها خوفا من الله و شوقا إلينا أهل البيت أنى يكونون لنا شيعة و إنهم ليخاصمون عدونا فينا حتى يزيدوهم عداوة و إنهم ليهرون هرير الكلب و يطمعون طمع الغراب أما إني لو لا أنني أتخوف عليهم أن أغريهم بك لأمرتك أن تدخل بيتك و تغلق بابك ثم لا تنظر إليهم ما بقيت و لكن إن جاءوك فاقبل منهم فإن الله قد جعلهم حجة على أنفسهم و احتج بهم على غيرهم لا تغرنكم الدنيا و ما ترون فيها من نعيمها و زهرتها و بهجتها و ملكها فإنها لا تصلح لكم فو الله ما صلحت لأهلها