باب 43- النهي عن التعيير بالذنب أو العيب و الأمر بالهجرة عن بلاد أهل المعاصي

الآيات النساء إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها العنكبوت يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ الزمر أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ

1-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حسين بن عثمان عن رجل عن أبي عبد الله ع قال من أنب مؤمنا أنبه الله في الدنيا و الآخرة

 بيان قال الجوهري أنبه تأنيبا عنفه و لامه و تأنيبه عز و جل إما على الحقيقة ففي الآخرة ظاهر و في الدنيا و إن لم يستمع لكن يفتضح عند الملإ الأعلى و يعلمه بإخبار المخبر الصادق و أمثال ذلك من نداء الله تعالى مع عدم سماعه كثيرة و الكل محمول على ذلك. و إما المراد به إفشاء عيوبه و ابتلاؤه بمثله في الدنيا و عقابه على التأنيب في الآخرة على المشاكلة أو تسمية المسبب باسم السبب

2-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إسماعيل بن عمار عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من أذاع فاحشة كان كمبتدئها و من عير مؤمنا بشي‏ء لم يمت حتى يركبه

 بيان الفاحشة كل ما نهى الله عز و جل عنه و ربما يخص بما يشتد قبحه من الذنوب كان كمبتدئها أي فاعلها و إنما عبر عنه بالمبتدئ لأن المذيع كالفاعل فهو بالنسبة إليه مبتدأ و يحتمل أن يكون المراد بالفاحشة   البدعة القبيحة و المعنى من عمل بها و أفشاها بين الناس كان عليه كوزر من ابتدعها أولا و هذا بالنظر إلى الابتداء أظهر كالأول بالنسبة إلى الإذاعة في القاموس بدأ به كمنع ابتدأ و الشي‏ء فعله ابتداء كأبدأه و ابتدأه. و قد يقال هذا الوعيد أنما هو في ذوي الهيئات الحسنة و فيمن لم يعرف بأذية و لا فساد في الأرض و أما المولعين بذلك الذين ستروا غير مرة فلم يكفوا فلا يبعد القول بكشفهم لأن الستر عليهم من المعاونة على المعاصي و ستر من يندب إلى ستره إنما هو في معصية مضت و أما في معصية هو متلبس بها فلا يبعد القول بوجوب المبادرة إلى إنكارها و المنع منها لمن قدر عليه فإن لم يقدر رفع إلى والي الأمر ما لم يؤد إلى مفسدة أشد. و أما جرح الشاهد و الراوي و الأمناء على الأوقاف و الصدقات و أموال الأيتام فيجب الجرح عند الحاجة إليه لأنه تترتب عليه أحكام شرعية و لو رفع إلى الإمام ما يندب الستر فيه لم يأثم إذا كانت نيته رفع معصية الله لا كشف ستره و جرح الشاهد إنما هو عند طلب ذلك منه أو يرى حاكما يحكم بشهادته و قد علم منه ما يبطلها فلا يبعد القول بحسن رفعه

3-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن ابن فضال عن حسين بن عمر بن سليمان عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال من لقي أخاه بما يؤنبه أنبه الله في الدنيا و الآخرة

 بيان بما يؤنبه كأن كلمة ما مصدرية فالمستتر في يؤنبه راجع إلى من و يحتمل أن تكون موصولة فيحتمل إرجاع المستتر إلى من أيضا بتقدير العائد أي بما يؤنبه به أو إلى ما نفي و الإسناد تجوز

4-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أبي غالب الزراري عن جده محمد بن سليمان عن محمد بن خالد عن ابن حميد عن الحذاء عن الباقر ع قال قال رسول الله ص كفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من   نفسه و أن يعير الناس بما لا يستطيع تركه و أن يؤذي جليسه بما لا يعنيه

 ل، ]الخصال[ العطار عن سعد عن البرقي عن بكر بن صالح عن ابن فضال عن عبد الله بن إبراهيم عن الحسين بن زيد عن أبيه عن آبائه ع عن النبي ص مثله

5-  فس، ]تفسير القمي[ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ يقول لا تطيعوا أهل الفسق من الملوك فإن خفتموهم أن يفتنوكم على دينكم فإن أرضي واسعة و هو يقول فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ فقال أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها

6-  ل، ]الخصال[ عن سعد عن الأصبهاني عن المنقري عن ابن عيينة عن الزهري عن علي بن الحسين ع قال كان آخر ما أوصى به الخضر موسى بن عمران ع أن قال له لا تعيرن أحدا بذنب و إن أحب الأمور إلى الله عز و جل ثلاثة القصد في الجدة و العفو في المقدرة و الرفق بعباد الله و ما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله عز و جل به يوم القيامة و رأس الحكم مخافة الله تبارك و تعالى

 أقول قد مضى في باب جوامع مساوي الأخلاق

 عن أبي عبد الله ع أنه قال سبعة يفسدون أعمالهم و ذكر منهم السريع إلى لائمة إخوانه

7-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ عن الصدوق عن محمد العطار عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار و عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن سدير عن أبي جعفر ع قال لما فارق موسى الخضر ع قال موسى أوصني فقال   الخضر الزم ما لا يضرك معه شي‏ء كما لا ينفعك من غيره شي‏ء إياك و اللجاجة و المشي إلى غير حاجة و الضحك في غير تعجب يا ابن عمران لا تعيرن أحدا بخطيئة و ابك على خطيئتك

8-  نهج، ]نهج البلاغة[ ليس بلد أحق بك من بلد خير البلاد ما حملك