باب 45- من منع مؤمنا شيئا من عنده أو من عند غيره أو استعان به أخوه فلم يعنه أو لم ينصحه في قضائه

1-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى المنذر عن الحسين بن محمد عن أبيه عن إسماعيل بن أبي خلف عن صفوان بن مهران عن أبي عبد الله ع قال أيما رجل مسلم أتاه رجل مسلم في حاجة و هو يقدر على قضائها فمنعه إياها عيره الله يوم القيامة تعييرا شديدا و قال له أتاك أخوك في حاجة قد جعلت قضاها في يديك فمنعته إياها زهدا منك في ثوابها و عزتي لا أنظر إليك في حاجة معذبا كنت أو مغفورا لك

 أقول قد مر بعض الأخبار في باب المواساة

2-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن المنصوري عن عم أبيه عن أبي الحسن الثالث ع عن آبائه ع قال قال النبي ص لا تخيب راجيك فيمقتك الله و يعاديك

3-  ل، ]الخصال[ أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن سهل عن محمد بن الحسين بن زيد عن محمد بن سنان عن منذر بن يزيد عن أبي هارون المكفوف قال قال لي أبو عبد الله ع يا با هارون إن الله تبارك و تعالى آلى على نفسه أن لا يجاوره خائن قال قلت و ما الخائن قال من ادخر عن مؤمن درهما أو حبس عنه شيئا من أمر الدنيا قال قلت أعوذ بالله من غضب الله فقال إن الله تبارك و تعالى آلى على نفسه أن لا يسكن جنته أصنافا ثلاثة راد على الله عز و جل أو راد على إمام هدى أو من حبس حق امرئ مؤمن قال قلت يعطيه من فضل ما يملك قال يعطيه من نفسه و روحه فإن بخل عليه بنفسه فليس منه إنما هو   شرك شيطان

 قال الصدوق رضوان الله عليه الإعطاء من النفس و الروح إنما هو بذل الجاه له إذا احتاج إلى معاونته و هو السعي له في حوائجه

4-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن فرات ابن أحنف عن أبي عبد الله ع قال أيما مؤمن منع مؤمنا شيئا مما يحتاج إليه و هو يقدر عليه من عنده أو من عند غيره أقامه الله عز و جل يوم القيامة مسودا وجهه مزرقة عيناه مغلولة يداه إلى عنقه فيقال هذا الخائن الذي خان الله و رسوله ثم يؤمر به إلى النار

 سن، ]المحاسن[ محمد بن علي عن محمد بن سنان مثله

5-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن هارون بن الجهم عن إسماعيل بن عمار الصيرفي عن أبي عبد الله ع قال قلت له جعلت فداك المؤمن رحمة على المؤمن فقال نعم فقلت و كيف ذلك قال أيما مؤمن أتاه أخوه في حاجة فإنما ذلك رحمة من الله ساقها إليه و سيبها له فإن قضى حاجته كان قد قبل الرحمة بقبولها و إن رده عن حاجته و هو يقدر على قضائها فإنما رد عن نفسه الرحمة التي ساقها الله إليه و سيبها له و ذخرت الرحمة إلى يوم القيامة فيكون المردود عن حاجته هو الحاكم فيها إن شاء صرفها إلى نفسه و إن شاء إلى غيره يا إسماعيل فإذا كان يوم القيامة هو الحاكم في رحمة من الله عز و جل قد شرعت له فإلى من ترى يصرفها قال فقلت جعلت فداك لا أظنه يصرفها عن نفسه قال لا تظن و لكن استيقن فإنه لا يردها عن نفسه يا إسماعيل من أتاه أخوه في حاجة يقدر على قضائها فلم يقضها له سلط الله عليه شجاعا ينهش إبهامه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذبا

6-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي رحمه الله عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن أبي جميلة   قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من مشى في حاجة أخيه المسلم و لم يناصحه فيها كان كمن خان الله و رسوله و كان الله عز و جل خصمه

 سن، ]المحاسن[ محمد بن علي عن أبي جميلة مثله

7-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن إدريس بن الحسن عن مصبح بن هلقام عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أيما رجل من أصحابنا استعان به رجل من إخوانه في حاجة فلم يبالغ فيها بكل جهده فقد خان الله و رسوله و المؤمنين قال أبو بصير قلت لأبي عبد الله ع ما تعني بقولك و المؤمنين قال من لدن أمير المؤمنين ع إلى آخرهم

 سن، ]المحاسن[ إدريس مثله

8-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي رحمه الله عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن مرار عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال أيما رجل من شيعتنا أتاه رجل من إخواننا فاستعان به في حاجة فلم يعنه و هو يقدر ابتلاه الله عز و جل بأن يقضي حوائج عدو من أعدائنا يعذبه الله عليه يوم القيامة

 سن، ]المحاسن[ إدريس بن الحسن عن يونس مثله

9-  ثو، ]ثواب الأعمال[ محمد بن الوليد عن الصفار عن العباس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن الحسين بن أبان عن جعفر ع قال من بخل بمعونة أخيه المسلم و القيام له في حاجته ابتلي بمعونة من يأثم عليه و لا يؤجر

 سن، ]المحاسن[ سعدان بن مسلم عن الحسين بن أنس عن أبي جعفر ع مثله

10-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن أبي إسحاق الخراساني عن وهب بن منبه قال رووا أن   رجلا من بني إسرائيل بنى قصرا فجوده و شيده ثم صنع طعاما فدعا الأغنياء و ترك الفقراء فكان إذا جاء الفقير قيل لكل واحد منهم إن هذا طعام لم يصنع لك و لا لأشباهك قال فبعث الله ملكين في زي الفقراء فقيل لهما مثل ذلك ثم أمرهما الله تعالى بأن يأتيا في زي الأغنياء فأدخلا و أكرما و أجلسا في الصدر فأمرهما الله تعالى أن يخسفا المدينة و من فيها

11-  ختص، ]الإختصاص[ عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع قال سمعته يقول من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله تبارك و تعالى ساقها إليه فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا و هو موصول بولاية الله تبارك و تعالى و إن رده عن حاجته و هو يقدر على قضائها سلط الله تبارك و تعالى عليه شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذبا فإن عذره الطالب كان أسوأ حالا

12-  كتاب قضاء الحقوق للصوري، قال الصادق ع المؤمن المحتاج رسول الله تعالى إلى الغني القوي فإذا خرج الرسول بغير حاجته غفرت للرسول ذنوبه و سلط الله على الغني القوي شياطين تنهشه قال يخلى بينه و بين أصحاب الدنيا فلا يرضون بما عنده حتى يتكلف لهم يدخل عليهم الشاعر فيسمعه فيعطيه ما شاء فلا يؤجر عليه فهذه الشياطين التي تنهشه

 و عنه ع أنه قال لرفاعة بن موسى و قد دخل عليه يا رفاعة أ لا أخبرك بأكثر الناس وزرا قلت بلى جعلت فداك قال من أعان على مؤمن بفضل كلمة ثم قال أ لا أخبركم بأقلهم أجرا قلت بلى جعلت فداك قال من ادخر عن أخيه شيئا مما يحتاج إليه في أمر آخرته و دنياه ثم قال أ لا أخبركم بأوفرهم نصيبا من الإثم قلت بلى جعلت فداك قال من عاب عليه شيئا من قوله و فعله أو رد عليه احتقارا له و تكبرا عليه ثم قال أزيدك حرفا آخر يا رفاعة ما آمن بالله و لا بمحمد و لا بعلي من إذا أتاه أخوه المؤمن في حاجة لم يضحك في وجهه فإن   كانت حاجته عنده سارع إلى قضائها و إن لم يكن عنده تكلف من عند غيره حتى يقضيها له فإذا كان بخلاف ما وصفته فلا ولاية بيننا و بينه

13-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم عن الحسين بن علي الزعفراني عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال أيما مؤمن سأل أخاه المؤمن حاجة و هو يقدر على قضائها فرده عنها سلط الله عليه شجاعا في قبره ينهش من أصابعه

14-  دعوات الراوندي، قال الصادق ع من أتاه أخوه المسلم يسأله عن فضل ما عنده فمنعه مثله الله له في قبره شجاعا ينهش لحمه إلى يوم القيامة

15-  عدة الداعي، عن إسماعيل بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع المؤمن رحمة قال نعم و أيما مؤمن أتاه أخوه في حاجته فإنما ذلك رحمة ساقها الله إليه و سيبها له فإن قضاها كان قد قبل الرحمة بقبولها و إن رده و هو يقدر على قضائها فإنما رد عن نفسه الرحمة التي ساقها الله إليه و سيبها له و ذخرت الرحمة للمردود عن حاجته و من مشى في حاجة أخيه و لم يناصحه بكل جهده فقد خان الله و رسوله و المؤمنين و أيما رجل من شيعتنا أتاه رجل من إخوانه و استعان به في حاجته فلم يعنه و هو يقدر ابتلاه الله تعالى بقضاء حوائج أعدائنا ليعذبه بها و من حقر مؤمنا فقيرا و استخف به و احتقره لقلة ذات يده و فقره شهره الله يوم القيامة على رءوس الخلائق و حقره و لا يزال ماقتا له و من اغتيب عنده أخوه المؤمن فنصره و أعانه نصره الله في الدنيا و الآخرة و من لم ينصره و لم يدفع عنه و هو يقدر خذله الله و حقره في الدنيا و الآخرة

16-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد و أبي علي الأشعري عن محمد بن حسان جميعا عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن فرات بن أحنف عن أبي عبد الله ع قال أيما مؤمن منع مؤمنا شيئا مما يحتاج إليه و هو يقدر عليه   من عنده أو من عند غيره أقامه الله عز و جل يوم القيامة مسودا وجهه مزرقة عيناه مغلولة يداه إلى عنقه فيقال هذا الخائن الذي خان الله و رسوله ثم يؤمر به إلى النار

 بيان مزرقة عيناه بضم الميم و سكون الزاي و تشديد القاف من باب الافعلال من الزرقة و كأنه إشارة إلى قوله تعالى وَ نَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً و قال البيضاوي أي زرق العيون وصفوا بذلك لأن الزرقة أسوأ ألوان العين و أبغضها إلى العرب لأن الروم كانوا أعدى أعدائهم و هم زرق و لذلك قالوا في صفة العدو أسود الكبد أصهب السبال أزرق العين أو عميا فإن حدقة الأعمى تزراق انتهى و قال في غريب القرآن يَوْمَئِذٍ زُرْقاً لأن أعينهم تزرق من شدة العطش و قال الطيبي فيه أسودان أزرقان أراد سوء منظرهما و زرقة أعينهما و الزرقة أبغض الألوان إلى العرب لأنها لون أعدائهم الروم و يحتمل إرادة قبح المنظر و فظاعة الصورة انتهى و قيل لشدة الدهشة و الخوف تنقلب عينه و لا يرى شيئا و إلى في قوله إلى عنقه بمعنى مع أو ضمن معنى الانضمام و يدل على وجوب قضاء حاجة المؤمن مع القدرة و ربما يحمل على ما إذا منعه لإيمانه أو استخفافا به و كأن المراد بالمؤمن المؤمن الكامل

17-  كا، ]الكافي[ عن ابن سنان عن يونس بن ظبيان قال قال أبو عبد الله ع يا يونس من حبس حق المؤمن أقامه الله عز و جل يوم القيامة خمسمائة عام على رجليه يسيل عرقه أودية و ينادي مناد من عند الله تعالى هذا الظالم الذي حبس عن الله حقه قال فيوبخ أربعين يوما ثم يؤمر به إلى النار

 بيان المراد بحق المؤمن الديون و الحقوق اللازمة أو الأعم منها و مما يلزمه أداؤه من جهة الإيمان على سياق سائر الأخبار خمسمائة عام أي مقدارها من أعوام الدنيا أودية في بعض النسخ أو دمه فالترديد من الراوي و قيل أو   للتقسيم أي إن كان ظلمه قليلا يسيل عرقه و إن كان كثيرا يسيل دمه و الموبخ المؤمنون أو الملائكة أو الأنبياء و الأوصياء ع أو الأعم و فيه دلالة على أن حق المؤمن حق الله عز و جل لكمال قربه منه أو لأمره تعالى به

18-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن سنان عن مفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله ع من كانت له دار فاحتاج مؤمن إلى سكناها فمنعه إياها قال الله عز و جل ملائكتي أ بخل عبدي بسكنى الدنيا و عزتي و جلالي لا يسكن جناني أبدا

 بيان ظاهر هذه الأخبار وجوب إعانة المؤمنين بكل ما يقدر عليه و إسكانهم و غير ذلك مما لم يقل بوجوبه أحد من الأصحاب بل ظاهرها كون تركها من الكبائر و هو حرج عظيم ينافي الشريعة السمحة و قد يئول بكون المنع من أجل الإيمان فيكون كافرا أو على ما إذا وصل اضطرار المؤمن حدا خيف عليه التلف أو الضرر العظيم الذي تجب إعانته عنده أو يراد بالجنان جنات معينة لا يدخلها إلا المقربون

19-  كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن ع يقول من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله عز و جل ساقها إليه فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا و هو موصول بولاية الله عز و جل و إن رده عن حاجته و هو يقدر على قضائها سلط الله عليه شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة مغفور له أو معذب فإن عذره الطالب كان أسوأ حالا قال و سمعته يقول من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيرا به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه فقد قطع ولاية الله تبارك و تعالى

 بيان قد مر سندا و متنا في باب قضاء حاجة المؤمن إلى قوله كان أسوأ   حالا إلا أن فيه مغفورا له أو معذبا و مضى ما بعده في الباب السابق و نقول زائدا على ما مضى إن قوله فقد وصله بولايتنا يحتمل أن يكون المراد أنه وصل ذلك الفعل بولايتنا أي جعله سببا لولايتنا و حبنا له و هو أي الفعل أو الولاية بتأويل سبب لولاية الله و يمكن أن يكون ضمير الفاعل في وصل راجعا إلى الفعل و المفعول إلى الرجل أي وصل ذلك الفعل الرجل الفاعل له بولايتنا كان أسوأ حالا أي المطلوب و الطالب كما مر و الأول أظهر فالمراد بقوله عذره قيل عذره الذي اعتذر به و لا أصل له و كون حال المطلوب حينئذ أسوأ ظاهر لأنه صدقه فيما ادعى كذبا و لم يقابله بتكذيب و إنكار ليخف وزره و أما على الثاني فقيل كونه أسوأ لتصديق الكاذب و لتركه النهي عن المنكر و الأولى أن يحمل على ما إذا فعل ذلك للطمع و ذلة النفس لا للقربة و فضل العفو

20-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد بن خالد و أبي علي الأشعري عن محمد بن حسان عن محمد بن علي عن سعدان عن حسين بن أمين عن أبي جعفر ع قال من بخل بمعونة أخيه المسلم و القيام له في حاجته إلا ابتلي بمعونة من يأثم عليه و لا يؤجر

 بيان قوله و القيام إما عطف تفسير للمعونة أو المراد بالمعونة ما كان من عند نفسه و بالقيام ما كان من غيره إلا ابتلي كذا في أكثر النسخ فكلمة إلا إما زائدة أو المستثنى منه مقدر أي ما فعل ذلك إلا ابتلي و قيل من للاستفهام الإنكاري و في بعض النسخ ابتلي بدون كلمة إلا موافقا لما في المحاسن و ثواب الأعمال و هو أظهر و ضمير عليه راجع إلى من بتقدير مضاف أي على معونته و فاعل يأثم راجع إلى من بخل و يحتمل أن يكون راجعا إلى من   في من يأثم و ضمير عليه للباخل و التعدية بعلى لتضمين معنى القهر أو على بمعنى في أي بمعونة ظالم يأخذ منه قهرا و ظلما و يعاقب على ذلك الظلم و قوله و لا يؤجر أي الباخل على ذلك الظلم لأنه عقوبة و على الأول قوله و لا يؤجر إما تأكيد أو لدفع توهم أن يكون آثما من جهة و مأجورا من أخرى

21-  كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال أيما رجل من شيعتنا أتى رجلا من إخوانه فاستعان به في حاجته فلم يعنه و هو يقدر إلا ابتلاه الله بأن يقضي حوائج عدة من أعدائنا يعذبه الله عليها يوم القيامة

 بيان الاستثناء يحتمل الوجوه الثلاثة المتقدمة و قوله يعذبه الله صفة حوائج و ضمير عليها راجع إلى الحوائج و المضاف محذوف أي على قضائها و يدل على تحريم قضاء حوائج المخالفين و يمكن حمله على النواصب أو على غير المستضعفين جمعا بين الأخبار و حمله على الإعانة في المحرم بأن يكون يعذبه الله قيدا احترازيا بعيد

22-  كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن حسان عن محمد بن أسلم عن الخطاب بن مصعب عن سدير عن أبي عبد الله ع قال لم يدع رجل معونة أخيه المسلم حتى يسعى فيها و يواسيه إلا ابتلي بمعونة من يأثم و لا يؤجر

 بيان حتى يسعى متعلق بالمعونة فهو من تتمة مفعول يدع و الضمير في يأثم راجع إلى الرجل و العائد إلى من محذوف أي على معونته

23-  كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن علي بن جعفر عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيرا به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه فقد قطع ولاية الله عز و جل

 بيان مستجيرا به أي لدفع ظلم أو لقضاء حاجة ضرورية فقد قطع   ولاية الله أي محبته لله أو محبة الله له أو نصرة الله له أو نصرته لله أو كناية عن سلب إيمانه فإن الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا و الحاصل أنه لا يتولى الله أموره و لا يهديه بالهدايات الخاصة و لا يعينه و لا ينصره

24-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن النعمان عن أبي حفص الأعشى عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول قال رسول الله ص من سعى في حاجة لأخيه فلم يناصحه فقد خان الله و رسوله

 بيان فلم يناصحه و في بعض النسخ فلم ينصحه أي لم يبذل الجهد في قضاء حاجته و لم يهتم بذلك و لم يكن غرضه حصول ذلك المطلوب قال الراغب النصح تحري قول أو فعل فيه صلاح صاحبه انتهى و أصله الخلوص و هو خلاف الغش و يدل على أن خيانة المؤمن خيانة لله و الرسول

25-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد و أبو علي الأشعري عن محمد بن حسان جميعا عن إدريس بن الحسن عن مصبح بن هلقام قال أخبرنا أبو بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أيما رجل من أصحابنا استعان به رجل من إخوانه في حاجة فلم يبالغ فيها بكل جهده فقد خان الله و رسوله و المؤمنين قال أبو بصير قلت لأبي عبد الله ع ما تعني بقولك و المؤمنين قال من لدن أمير المؤمنين إلى آخرهم

 بيان في القاموس الجهد الطاقة و يضم و المشقة و اجهد جهدك أي أبلغ غايتك و جهد كمنع جد كاجتهد قوله من لدن أمير المؤمنين يحتمل أن يكون المراد بهم الأئمة ع كما في الأخبار الكثيرة تفسير المؤمنين في الآيات بهم ع فإنهم المؤمنون حقا الذين يؤمنون على الله فيجيز أمانهم و أن يكون المراد ما يشمل سائر المؤمنين و أما خيانة الله فلأنه خالف أمره و ادعى الإيمان و لم يعمل بمقتضاه و خيانة الرسول و الأئمة ع لأنه لم يعمل بقولهم و خيانة   سائر المؤمنين لأنهم كنفس واحدة و لأنه إذا لم يكن الإيمان سببا لنصحه فقد خان الإيمان و استحقره و لم يراعه و هو مشترك بين الجميع فكأنه خانهم جميعا

26-  كا، ]الكافي[ عنهما جميعا عن محمد بن علي عن أبي جميلة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من مشى في حاجة أخيه ثم لم يناصحه فيها كان كمن خان الله و رسوله و كان الله خصمه

 بيان و كان الله خصمه أي يخاصمه من قبل المؤمن في الآخرة أو في الدنيا أيضا فينتقم له فيهما

27-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن حسين بن حازم عن حسين بن عمر بن يزيد عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال من استشار أخاه فلم يمحضه محض الرأي سلبه الله عز و جل رأيه

 بيان شرت العسل أشوره شورا من باب قال جنيته و شرت الدابة شورا عرضته للبيع و شاورته في كذا و استشرته راجعته لأرى فيه رأيه فأشار علي بكذا أراني ما عنده فيه من المصلحة فكانت إشارته حسنة و الاسم المشورة و فيه لغتان سكون الشين و فتح الواو و الثانية ضم الشين و سكون الواو وزان معونة و يقال هي من شار إذا عرضه في المشوار و يقال من أشرت العسل شبه حسن النصيحة بشري العسل و تشاور القوم و اشتوروا و الشورى اسم منه. فلم يمحضه من باب منع أو من باب الإفعال في القاموس المحض اللبن الخالص و محضه كمنعه سقاه المحض كأمحضه و أمحضه الود أخلصه كمحضه و الحديث صدقه و الأمحوضة النصيحة الخالصة و قوله محض الرأي إما مفعول مطلق أو مفعول به و في المصباح الرأي العقل و التدبير و رجل ذو رأي أي بصيرة