باب 53- حسن العاقبة و إصلاح السريرة

 الآيات آل عمران قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ النساء يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَ لا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَ هُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ وَ كانَ اللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً الأنعام وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ وَ يَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ أسرى رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً   الأحزاب إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيماً السجدة وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لا أَبْصارُكُمْ وَ لا جُلُودُكُمْ وَ لكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ و قال تعالى اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ الحجرات إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ الحشر كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِي‏ءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ التغابن يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ يَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَ ما تُعْلِنُونَ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ الملك وَ أَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ أَ لا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن إدريس عن أبيه عن أيوب بن نوح عن محمد بن زياد عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد ع عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من أحسن فيما بقي من عمره لم يؤاخذ بما مضى من ذنبه و من أساء فيما بقي من عمره أخذ بالأول و الآخر

2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ عن الصادق ع قال قال رسول الله ص خير الأمور خيرها عاقبة

    -3  مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن أبيه عن وهب القرشي عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أن عليا ع قال إن حقيقة السعادة أن يختم للمرء عمله بالسعادة و إن حقيقة الشقاء أن يختم للمرء عمله بالشقاء

4-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه عن علي ع قال قال رسول الله ص من تزين للناس بما يحب الله و بارز الله في السر بما يكره الله لقي الله و هو عليه غضبان له ماقت

5-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن محمد العطار عن محمد بن الحسين عن أحمد بن سهل قال سمعت أبا فروة الأنصاري و كان من السائحين يقول قال عيسى ابن مريم يا معشر الحواريين بحق أقول لكم إن الناس يقولون إن البناء بأساسه و إني لا أقول لكم كذلك قالوا فما ذا تقول يا روح الله قال بحق أقول لكم إن آخر حجر يضعه العامل هو الأساس قال أبو فروة إنما أراد خاتمة الأمر

6-  لي، ]الأمالي للصدوق[ عن نوف البكالي قال قال أمير المؤمنين ع يا نوف إياك أن تتزين للناس و تبارز الله بالمعاصي فيفضحك الله يوم تلقاه

7-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المغيرة عن جده عن جده عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع كانت الفقهاء و الحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا بثلاث ليس معهن رابعة من كانت الآخرة همه كفاه الله همه من الدنيا و من أصلح سريرته أصلح الله علانيته و من أصلح فيما بينه و بين الله عز و جل أصلح الله له فيما بينه و بين الناس

 8-  ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني   مثله ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن علي عن أبيه مثله

9-  لي، ]الأمالي للصدوق[ العطار عن سعد عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن عيسى الفراء عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال قال أبو جعفر ع من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه

10-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن أبي قلابة قال قال رسول الله ص من أسر ما يرضي الله عز و جل أظهر الله له ما يسره و من أسر ما يسخط الله تعالى أظهر الله ما يخزيه

 أقول قد مر الخبر بتمامه في باب جوامع المكارم

11-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن رجاء بن يحيى عن يعقوب بن يزيد الأنباري عن زياد بن مروان عن جراح بن مليح أبي وكيع عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الهمداني عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص يا علي ما من عبد إلا و له جواني و براني يعني سريرة و علانية فمن أصلح جوانيه أصلح الله عز و جل برانيه و من أفسد جوانيه أفسد الله برانيه و ما من أحد إلا له صيت في أهل السماء و صيت في أهل الأرض فإذا حسن صيته في أهل السماء وضع ذلك له في أهل الأرض فإذا ساء صيته في أهل السماء وضع ذلك له في الأرض قال فسئل ع عن صيته ما هو قال ذكره

11-  فس، ]تفسير القمي[ قال أمير المؤمنين ع طوبى لمن ذل في نفسه و طاب كسبه و صلحت سريرته

    -12  سن، ]المحاسن[ أبي عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن أبيه عن علي ع قال من أصلح فيما بينه و بين الله أصلح الله فيما بينه و بين الناس

13-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ الذين يقدرون أنهم يلقون ربهم اللقاء الذي هو أعظم كراماته و إنما قال يَظُنُّونَ لأنهم لا يرون بما ذا يختم لهم و العاقبة مستورة عنهم وَ أَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ إلى كراماته و نعيم جناته لإيمانهم و خشوعهم لا يعلمون ذلك يقينا لأنهم لا يأمنون أن يغيروا و يبدلوا

 قال رسول الله ص لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه و ظهور ملك الموت له

14-  جا، ]المجالس للمفيد[ أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسى عن يونس عن محمد بن ياسين قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما ينفع العبد يظهر حسنا و يسر سيئا أ ليس إذا رجع إلى نفسه علم أنه ليس كذلك و الله تعالى يقول بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ إن السريرة إذا صلحت قويت العلانية

15-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ محمد بن خالد عن ابن المغيرة عن أبي خالد عن أبي عبد الله ع قال من أظهر للناس ما يحب الله و بارزه بما يكره لقي الله و هو له ماقت

16-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن عبد الله بن الحسين العلوي عن عبد العظيم الحسني عن أبي جعفر الجواد عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع المرض لا أجر فيه و لكنه لا يدع على العبد ذنبا إلا حطه و إنما الأجر   في القول باللسان و العمل بالجوارح و إن الله بكرمه و فضله يدخل العبد بصدق النية و السريرة الصالحة الجنة

17-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع من أصلح ما بينه و بين الله سبحانه أصلح الله ما بينه و بين الناس و من أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه و من كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ

 و قال ع لكل امرئ عاقبة حلوة أو مرة

 و قال ع من أصلح سريرته أصلح الله له علانيته و من عمل لدينه كفاه الله أمر دنياه و من أحسن فيما بينه و بين الله كفاه الله ما بينه و بين الناس

 و قال ع و اعلم أن لكل ظاهر باطنا على مثاله فما طاب ظاهره طاب باطنه و ما خبث ظاهره خبث باطنه

 و قد قال الرسول الصادق ص إن الله يحب العبد و يبغض عمله و يحب العمل و يبغض بدنه و اعلم أن لكل عمل نبات و كل نبات لا غنى به عن الماء و المياه مختلفة فما طاب سقيه طاب غرسه و حلت ثمرته و ما خبث سقيه خبث غرسه و أمرت ثمرته

 بيان لعل المراد بالظاهر و الباطن ما يظهر من الإنسان من أعماله و ما هو باطن من نياته و عقائده فقوله ع و قد قال كالاستثناء من المقدمتين و الحاصل أن الغالب مطابقة الظاهر للباطن و قد يتخلف ذلك كما يدل عليه الخبر و يحتمل أن يكون المعنى أن ما يظهر من أفعال المرء و أفعاله في آخر عمره يدل على ما كان كامنا في النفس من النيات الحسنة و العقائد الحقة و الطينات الطيبة   أو النيات الفاسدة و العقائد الردية و الطينات الخبيثة فيكون الخبر دليلا على ذلك فإن من يكون في بدو حاله فاجرا و يختم له بالحسنى إنما يحبه الله لما يعلم من حسن سريرته الذي يدل عليه خاتمة عمله و من كان بعكس ذلك يبغضه لما يعلم من سوء سريرته و هذان الوجهان مما خطر بالبال و ربما يؤيد الثاني ما ذكره بعده كما لا يخفى بعد التأمل. و قال ابن أبي الحديد هو مشتق من قوله تعالى وَ الْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ و المعنى أن لكلي حالتي الإنسان الظاهرة أمرا باطنيا يناسبها من أحواله و الحالتان الظاهرتان ميله إلى العقل و ميله إلى الهوى فالمتبع لعقله يرزق السعادة و الفوز فهذا هو الذي طاب ظاهره و طاب باطنه و المتبع لمقتضى هواه يرزق الشقاوة و العطب و هذا هو الذي خبث ظاهره و خبث باطنه و منهم من حمل الظاهر على حسن الصورة و الهيئة و قبحهما و قال هما يدلان على قبح الباطن و حسنه و حمل حب العبد مع قبح الفعل على ما إذا كان مع قبح الصورة و لا يخفى بعد الوجهين على الخبير

18-  مجمع البيان، روى العياشي بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنا و يسر سيئا أ ليس إذا رجع إلى نفسه يعلم أنه ليس كذلك و الله سبحانه يقول بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ إن السريرة إذا صلحت قويت العلانية

 و عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله ع أنه تلا هذه الآية ثم قال ما يصنع الإنسان أن يعتذر إلى الناس خلاف ما يعلم الله منه

 إن رسول الله ص كان يقول من أسر سريرة رداه الله رداءها إن خيرا فخير و إن شرا فشر

    -19  عدة الداعي، قال الصادق ع يوما للمفضل بن صالح يا مفضل إن لله عبادا عاملوه بخالص من سره فعاملهم بخالص من بره فهم الذين تم صحفهم يوم القيامة فرغا فإذا وقفوا بين يديه ملأها من سر ما أسروا إليه فقلت يا مولاي و لم ذلك فقال أجلهم أن تطلع الحفظة على ما بينه و بينهم

 و قال أمير المؤمنين ع إياك و ما تعتذر منه فإنه لا يعتذر من خير و إياك و كل عمل في السر تستحي منه في العلانية و إياك و كل عمل إذا ذكر لصاحبه أنكره

 و قال رسول الله ص إن أعلى منازل الإيمان درجة واحدة من بلغ إليها فقد فاز و ظفر و هو أن ينتهي بسريرته في الصلاح إلى أن لا يبالي لها إذا ظهرت و لا يخاف عقابها إذا استترت

20-  أسرار الصلاة، روي أن رجلا من بني إسرائيل قال و الله لأعبدن الله عبادة أذكر بها فكان أول داخل في المسجد و آخر خارج منه لا يراه أحد حين الصلاة إلا قائما يصلي و صائما لا يفطر و يجلس إلى حلق الذكر فمكث بذلك مدة طويلة و كان لا يمر بقوم إلا قالوا فعل الله بهذا المرائي و صنع فأقبل على نفسه و قال أراني في غير شي‏ء لأجعلن عملي كله لله فلم يزد على عمله الذي كان يعمل قبل ذلك إلا أنه تغيرت نيته إلى الخير فكان ذلك الرجل يمر بعد ذلك بالناس فيقولون رحم الله فلانا الآن أقبل على الخير 

 

Write a comment

Comments: 0