باب 58- المكر و الخديعة و الغش و السعي في الفتنة

الآيات الأنفال وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ النمل وَ مَكَرُوا مَكْراً وَ مَكَرْنا مَكْراً وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَ قَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ فاطر وَ الَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَ مَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ و قال تعالى اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَ مَكْرَ السَّيِّئِ وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ المؤمن وَ ما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ   الطور أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ إلى قوله تعالى يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ نوح وَ مَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً

1-  ل، ]الخصال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ عن الصادق ع قال إن كان العرض على الله عز و جل حقا فالمكر لما ذا

2-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن علي عن أبيه عن ابن معبد عن بن خالد عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من كان مسلما فلا يمكر و لا يخدع فإني سمعت جبرئيل ع يقول إن المكر و الخديعة في النار ثم قال ع ليس منا من غش مسلما و ليس منا من خان مسلما ثم قال ع إن جبرئيل الروح الأمين نزل علي من عند رب العالمين فقال يا محمد عليك بحسن الخلق فإن سوء الخلق يذهب بخير الدنيا و الآخرة ألا و إن أشبهكم بي أحسنكم خلقا

3-  لي، ]الأمالي للصدوق[ في مناهي النبي ص أنه قال من غش مسلما في شراء أو بيع فليس منا و يحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغش الخلق للمسلمين و قال ع من بات و في قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط الله و أصبح كذلك حتى يتوب

 أقول قد مضى في باب جوامع المساوي

 عن الصادق ع أنه قال لا يطمعن ذو الكبر في الثناء الحسن و لا الخب في كثرة الصديق

 و في باب أصول الكفر أن النبي ص قال كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة و ذكر منهم الساعي في الفتنة

    -4  ل، ]الخصال[ الأربعمائة قال أمير المؤمنين ع المؤمن لا يغش أخاه و لا يخونه و لا يخذله و لا يتهمه و لا يقول له أنا منك بري‏ء

5-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال النبي ص ليس منا من غش مسلما أو ضره أو ماكره

 صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه ع مثله

6-  مع، ]معاني الأخبار[ عن النبي ص أنه قال لا خلابة يعني الخديعة

 يقال خلبته أخلبه خلابة إذا خدعته

7-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ماجيلويه عن عمه عن الكوفي عن محمد بن عقبة رفعه عن محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده ع أنه كان يقول المكر و الخديعة في النار

8-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص ليس منا من ماكر مسلما

9-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم رفعه قال قال علي ع لو لا أن المكر و الخديعة في النار لكنت أمكر العرب

10-  ثو، ]ثواب الأعمال[ العطار عن سعد عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن حبيب بن سنان عن زاذان قال سمعت عليا صلوات الله عليه يقول لو لا أني سمعت رسول الله ص يقول إن المكر و الخديعة و الخيانة في النار لكنت أمكر العرب

11-  كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن   سالم رفعه قال قال أمير المؤمنين ع لو لا أن المكر و الخديعة في النار لكنت أمكر الناس

 بيان في القاموس المكر الخديعة و قال خدعه كمنعه خدعا و يكسر ختله و أراد به المكروه من حيث لا يعلم كاختدعه فانخدع و الاسم الخديعة و قال الراغب المكر صرف الغير عما يقصده بحيلة و ذلك ضربان مكر محمود و هو أن يتحرى بذلك فعل جميل و على ذلك قال الله عز و جل وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ و مذموم و هو أن يتحرى به فعل قبيح قال تعالى وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ و قال في الأمرين وَ مَكَرُوا مَكْراً وَ مَكَرْنا مَكْراً وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ و قال بعضهم من مكر الله تعالى إمهال العبد و تمكينه من أعراض الدنيا

 و لذلك قال أمير المؤمنين ع من وسع عليه دنياه و لم يعلم أنه مكر به فهو مخدوع عن عقله

 و قال الخداع إنزال الغير عما هو بصدده بأمر يبديه على خلاف ما يخفيه

انتهى. و في المصباح خدعته خدعا فانخدع و الخدع بالكسر اسم منه و الخديعة مثله و الفاعل خدوع مثل رسول و خداع أيضا و خادع و الخدعة بالضم ما يخدع به الإنسان مثل اللعبة لما يلعب به انتهى و ربما يفرق بينهما حيث اجتمعا بأن يراد بالمكر احتيال النفس و استعمال الرأي فيما يراد فعله مما لا ينبغي و إرادة إظهار غيره و صرف الفكر في كيفيته و بالخديعة إبراز ذلك في الوجود و إجراؤه على من يريد و كأنه ع إنما قال ذلك لأن الناس كانوا ينسبون معاوية إلى الدهاء و العقل و ينسبونه ع إلى ضعف الرأي لما كانوا يرون من أصابه حيل معاوية المبنية على الكذب و الغدر و المكر فبين ع أنه أعرف بتلك الحيل منه و لكنها لما كانت مخالفة لأمر الله و نهيه فلذا لم يستعملها

 كما روى السيد رضي الله عنه في نهج البلاغة عنه صلوات الله عليه أنه قال   و لقد أصبحنا في زمان اتخذ أكثر أهله الغدر كيسا و نسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة ما لهم قاتلهم الله قد يرى الحول القلب وجه الحيلة و دونه مانع من أمر الله و نهيه فيدعها رأي العين بعد القدرة عليها و ينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين

و الحريجة التقوى و قال بعض الشراح في تفسير هذا الكلام و ذلك لجهل الفريقين بثمرة الغدر و عدم تمييزهم بينه و بين الكيس فإنه لما كان الغدر هو التفطن بوجه الحيلة و إيقاعها على المغدور به و كان الكيس هو التفطن بوجه الحيلة و المصالح فيما ينبغي كانت بينهما مشاركة في التفطن بالحيلة و استخراجها بالآراء إلا أن تفطن الغادر بالحيلة التي هو غير موافقة للقوانين الشرعية و المصالح الدينية و الكيس هو التفطن بالحيلة الموافقة لهما و لدقة الفرق بينهما يلبس الغادر غدره بالكيس و ينسبه الجاهلون إلى حسن الحيلة كما نسب ذلك إلى معاوية و عمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة و أضرابهم و لم يعلموا أن حيلة الغادر تخرجه إلى رذيلة الفجور و أنه لا حسن لحيلة جرت إلى رذيلة بخلاف حيلة الكيس و مصلحته فإنها تجر إلى العدل انتهى. و قد صرح ع بذلك في مواضع يطول ذكرها و كونه ع أعرف بتلك الأمور و أقدر عليها ظاهر لأن مدار المكر على استعمال الفكر في درك الحيل و معرفة طرق المكروهات و كيفية إيصالها إلى الغير على وجه لا يشعر به و هو ع لسعة علمه كان أعرف الناس بجميع الأمور و المراد بكونهما في النار كون المتصف بهما فيها و الإسناد على المجاز

12-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص يجي‏ء كل غادر يوم القيامة بإمام مائل شدقه حتى يدخل النار و يجي‏ء كل ناكث بيعة إمام أجذم حتى يدخل النار

    بيان في القاموس الغدر ضد الوفاء غدره و به كنصر و ضرب و سمع غدرا و أقول يطلق الغدر غالبا على نقض العهد و البيعة و إرادة إيصال السوء إلى الغير بالحيلة بسبب خفي و قوله بإمام متعلق بغادر و المراد بالإمام إمام الحق و يحتمل أن يكون الباء بمعنى مع و يكون متعلقا بالمجي‏ء فالمراد بالإمام إمام الضلالة كما قال بعض الأفاضل يجي‏ء كل غادر يعني من أصناف الغادرين على اختلافهم في أنواع الغدر بإمام يعني إمام يكون تحت لوائه كما قال الله سبحانه يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ و إمام كل صنف من الغادرين من كان كاملا في ذلك الصنف من الغدر أو باديا به و يحتمل أن يكون المراد بالغادر بإمام من غدر ببيعة إمام في الحديث الآتي خاصة و أما هذا الحديث فلا لاقتضائه التكرار و للفصل فيه بيوم القيامة و الأول أظهر لأنهما في الحقيقة حديث واحد يبين أحدهما الآخر فينبغي أن يكون معناهما واحدا انتهى. و في المصباح الشدق بالفتح و الكسر جانب الفم قاله الأزهري و جمع المفتوح شدوق مثل فلس و فلوس و جمع المكسور أشداق مثل حمل و أحمال و قيل لما كان الغادر غالبا يتشبث بسبب خفي لإخفاء غدره ذكر علي ع أنه يعاقب بضد ما فعل و هو تشهيره بهذه البلية التي تتضمن خزيه على رءوس الأشهاد ليعرفوه بقبح عمله و النكث نقض البيعة و العهد و الفعل كنصر و ضرب في المصباح نكث الرجل العهد نكثا من باب قتل نقضه و نبذه فانتكث مثل نقضه فانتقض و النكث بالكسر ما نقض ليغزل ثانية و الجمع أنكاث قوله أجذم قال الجزري فيه من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة و هو أجذم أي مقطوع اليد من الجذم القطع و منه حديث علي ع من نكث بيعته لقي الله و هو أجذم ليست له يد. قال القتيبي الأجذم هاهنا الذي ذهبت أعضاؤه كلها و ليست اليد أولى بالعقوبة من باقي الأعضاء يقال رجل أجذم و مجذوم إذا تهافتت أطرافه من الجذام و هو الداء المعروف قال الجوهري لا يقال للمجذوم أجذم و قال   ابن الأنباري ردا على ابن قتيبة لو كان العذاب لا يقع إلا بالجارحة التي باشرت المعصية لما عوقب الزاني بالجلد و الرجم في الدنيا و بالنار في الآخرة قال ابن الأنباري معنى الحديث أنه لقي الله و هو أجذم الحجة لا لسان له يتكلم و لا حجة له في يده و قول علي ع ليست له يد أي لا حجة له و قيل معناه لقيه منقطع السبب يدل عليه قوله القرآن سبب بيد الله و سبب بأيديكم فمن نسيه فقد قطع سببه و قال الخطابي معنى الحديث ما ذهب إليه ابن الأعرابي و هو أن من نسي القرآن لقي الله خالي اليد صفرها عن الثواب فكني باليد عما تحويه و تشتمل عليه من الخير قلت و في تخصيص علي ع بذكر اليد معنى ليس في حديث نسيان القرآن لأن البيعة تباشرها اليد من بين الأعضاء انتهى و أقول في حديث القرآن أيضا يحتمل أن يكون المراد بنسيانه ترك العمل بما يدل عليه من مبايعة ولي الأمر و متابعته فيرجع معناه إلى الخبر الآخر

13-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع قال سألته عن فريقين من أهل الحرب لكل واحدة منها ملك على حدة اقتتلوا ثم اصطلحوا ثم إن أحد الملكين غدر بصاحبه فجاء إلى المسلمين فصالحهم على أن يغزوا معهم تلك المدينة فقال أبو عبد الله ع لا ينبغي للمسلمين أن يغدروا و لا يأمروا بالغدر و لا يقاتلوا مع الذين غدروا و لكنهم يقاتلون المشركين حيث وجدوهم و لا يجوز عليهم ما عاهد عليه الكفار

 بيان في المصباح وحد يحد حدة من باب وعد انفرد بنفسه و كل شي‏ء على حدة أي متميز عن غيره و في الصحاح أعط كل واحد منهم على حدة أي على حياله و الهاء عوض عن الواو و في القاموس يقال جلس وحده و على وحده و على وحدهما و وحديهما و وحدهم و هذا على حدته و على وحده أي توحده على أن يغزوا بصيغة الجمع أي المسلمون معهم أي مع الملك الغادر و أصحابه   تلك المدينة أي أهل تلك المدينة المغدور بها و في بعض النسخ ملك المدينة أي الملك المغدور به أو على أن يغزو بصيغة المفرد أي الملك الغادر معهم أي مع المسلمين و الباقي كما مر و لا يأمروا بالغدر عطف على يغدروا و لا لتأكيد النفي أي لا ينبغي للمسلمين أن يأمروا بالغدر لأن الغدر عدوان و ظلم و الأمر بهما غير جائز و إن كان المغدور به كافرا و لا يقاتلوا مع الذين غدروا أي لا ينبغي لهم أن يقاتلوا مع الغادرين المغدورين و لكنهم يقاتلون المشركين حيث وجدوهم سواء كانوا من أهل هاتين القريتين أو غيرهم و فيه دلالة على جواز قتالهم في حال الغيبة و لا يجوز عليهم ما عاهد عليه الكفار و معنى لا يجوز لا ينفذ و لا يصح تقول جاز العقد و غيره إذا نفذ و مضى على الصحة يعني عهد المشركين و صلحهم معهم على غزو فريقهم غير نافذ و لا صحيح فلهم أن يقاتلوهم حيث وجدوهم أو المعنى أن الصلح الذي جرى بين الفريقين لا يكون مانعا لقتال المسلمين الفرقة التي لم يصالحوا مع المسلمين فإن الصلح مع أحد المتصالحين لا يستلزم الصلح مع الآخر أو المعنى أن ما صالحوا عليه الكفار من إعانتهم لا يلزمهم العمل به فيكون تأكيدا لما مر و الأول أظهر

14-  كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم عن أبي الحسن العبدي عن سعد بن ظريف عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع ذات يوم و هو يخطب على المنبر بالكوفة يا أيها الناس لو لا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ألا إن لكل غدرة فجرة و لكل فجرة كفرة ألا و إن الغدر و الفجور و الخيانة في النار

 بيان في القاموس الدهي و الدهاء النكر و جودة الرأي و الأدب و رجل داه و ده و داهية و الجمع دهاة و دهاه دهيا و دهاه نسبه إلى الدهاء أو عابه و تنقصه أو أصابه بداهية و هي الأمر العظيم و الدهي كغني العاقل انتهى و كأن المراد هنا طلب الدنيا بالحيلة و استعمال الرأي في غير المشروع مما يوجب الوصول   إلى المطالب الدنيوية و تحصيلها و طالبها على هذا النحو يسمى داهيا و داهية للمبالغة و هو مستلزم للغدر بمعنى نقض العهد و ترك الوفاء. ألا إن لكل غدرة فجرة أي اتساع في الشر و انبعاث في المعاصي أو كذب أو موجب للفساد أو عدول عن الحق في القاموس الفجر الانبعاث في المعاصي و الزنا كالفجور فيهما فجر فهو فجور من فجر بضمتين و فاجر من فجار و فجره و فجر فسق و كذب و عصى و خالف و أمرهم فسد و أفجر كذب و زنى و كفر و مال عن الحق انتهى و ربما يقرأ بفتح اللام للتأكيد و غدرة بالتحريك جمع غادر كفجرة و فاجر و كذا الفقرة الثانية و لا يخفى بعده و لكل فجرة كفرة بالفتح فيهما أي سترة للحق أو كفران للنعمة و ستر لها أو المراد بها الكفر الذي يطلق على أصحاب الكبائر كما مر و في القاموس الكفر ضد الإيمان و يفتح و كفر نعمة الله و بها كفورا و كفرانا جحدها و سترها و كافر جاحد لأنعم الله تعالى و الجمع كفار و كفرة و كفر الشي‏ء ستره ككفره و قال الخون أن يؤتمن الإنسان فلا ينصح خانه خونا و خيانة و قد خانه العهد و الأمانة. و أقول

 روى في نهج البلاغة عنه صلوات الله عليه و الله ما معاوية بأدهى مني و لكنه يغدر و يفجر و لو لا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس و لكن كل غدرة فجرة و كل فجرة كفرة و لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة و الله ما استغفل بالمكيدة و لا استغمز بالشديدة

و قال ابن أبي الحديد الغدرة على فعلة الكثيرة الغدر و الكفرة و الفجرة الكثير الكفر و الفجور و كلما كان على هذا البناء فهو الفاعل فإن سكنت العين تقول رجل ضحكة أي يضحك منه و قال ابن ميثم رحمه الله وجه لزوم الكفر هاهنا أن الغادر على وجه استباحة ذلك و استحلاله كما هو المشهور من حال عمرو بن العاص و معاوية في استباحة ما علم تحريمه بالضرورة من دين محمد ص و جحده هو الكفر و يحتمل أن يريد كفر نعم الله و سترها بإظهار معصيته كما هو المفهوم منه لغة و إنما وحد الكفرة لتعدد الكفر بسبب تعدد الغدر

    -15  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص ليس منا من ماكر مسلما

 بيان ليس منا أي من أهل الإسلام مبالغة أو من خواص أتباعنا و شيعتنا و كان المراد بالمماكرة المبالغة في المكر فإن ما يكون بين الطرفين يكون أشد أو فيه إشعار بأن المكر قبيح و إن كان في مقابلة المكر