باب 6- حب الله تعالى

 الآيات البقرة وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ آل عمران قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ المائدة وَ قالَتِ الْيَهُودُ وَ النَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَ أَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ الآية و قال تعالى فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ التوبة قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبْناؤُكُمْ وَ إِخْوانُكُمْ وَ أَزْواجُكُمْ وَ عَشِيرَتُكُمْ وَ أَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَ تِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَ مَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ الشعراء فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَ الَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَ يَسْقِينِ وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَ الَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَ الَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ الجمعة قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ   النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ الصائغ عن محمد بن أيوب عن إبراهيم بن موسى عن هشام بن يوسف عن عبد الله بن سليمان عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله ص أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة و أحبوني لحب الله عز و جل و أحبوا أهل بيتي لحبي

 ع، ]علل الشرائع[ محمد بن الفضل عن محمد بن إسحاق المذكر عن أحمد بن العباس عن أحمد بن يحيى الكوفي عن يحيى بن معين عن هشام بن يوسف مثله ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن المنصوري عن عمر بن أبي موسى عن عيسى بن أحمد عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عن النبي ص مثله بشا، ]بشارة المصطفى[ أبو البركات عمر بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن أحمد عن علي بن عمر السكري عن أحمد بن الحسن بن عبد الحبار عن يحيى بن معين مثله

2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال كان فيما ناجى الله عز و جل به موسى بن عمران ع أن قال له يا ابن عمران كذب من زعم أنه يحبني فإذا جنه الليل نام عني أ ليس كل محب يحب خلوة حبيبه ها أنا ذا يا ابن عمران مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل حولت أبصارهم من قلوبهم و مثلت عقوبتي   بين أعينهم يخاطبوني عن المشاهدة و يكلموني عن الحضور يا ابن عمران هب لي من قلبك الخشوع و من بدنك الخضوع و من عينك الدموع في ظلم الليل و ادعني فإنك تجدني قريبا مجيبا

3-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن سمع أبا عبد الله ع يقول ما أحب الله عز و جل من عصاه ثم تمثل فقال

تعصي الإله و أنت تظهر حبه هذا محال في الفعال بديع‏لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع

4-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ل، ]الخصال[ ماجيلويه عن محمد العطار عن الأشعري عن سهل عن إبراهيم بن داود اليعقوبي عن أخيه سليمان بإسناده رفعه قال رجل للنبي ص يا رسول الله علمني شيئا إذا أنا فعلته أحبني الله من السماء و أحبني الناس من الأرض فقال له ارغب فيما عند الله عز و جل يحبك الله و ازهد فيما عند الناس يحبك الناس

5-  ل، ]الخصال[ أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن موسى بن جعفر البغدادي عن عبيد الله بن عبد الله بن عروة عن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال خمسة لا ينامون الهام بدم يسفكه و ذو مال كثير لا أمين له و القائل في الناس الزور و البهتان عن عرض من الدنيا يناله و المأخوذ بالمال   الكثير و لا مال له و المحب حبيبا يتوقع فراقه

6-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن التمار عن محمد بن القاسم الأنباري عن أبيه عن الحسين بن سليمان عن أبي جعفر الطائي عن وهب بن منبه قال قرأت في الزبور يا داود اسمع مني ما أقول و الحق أقول من أتاني و هو يحبني أدخلته الجنة الخبر

7-  ع، ]علل الشرائع[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن عبد العظيم الحسني عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن الفضل عن شيخ من أهل الكوفة عن جده من قبل أمه و اسمه سليمان بن عبد الله الهاشمي قال سمعت محمد بن علي ع يقول قال رسول الله ص للناس و هم مجتمعون عنده أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة و أحبوني لله عز و جل و أحبوا قرابتي لي

8-  ع، ]علل الشرائع[ طاهر بن محمد بن إدريس عن محمد بن عثمان الهروي عن الحسن بن مهاجر عن هشام بن خالد عن الحسن بن يحيى عن صدقة بن عبد الله عن هشام عن أنس عن النبي ص عن جبرئيل قال قال الله تبارك و تعالى من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة و ما ترددت في شي‏ء أنا فاعله ما ترددت في قبض نفس المؤمن يكره الموت و أكره مساءته و لا بد له منه و ما يتقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه و لا يزال عبدي يبتهل إلي حتى أحبه و من أحببته كنت له سمعا و بصرا و يدا و موئلا إن دعاني أجبته و إن سألني أعطيته و إن من عبادي المؤمن لمن يريد الباب من العبادة فأكفه عنه لئلا يدخله عجب و يفسده و إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالفقر و لو أغنيته لأفسده ذلك و إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالغنى و لو أفقرته لأفسده ذلك و إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالسقم و لو صحت   جسمه لأفسده ذلك و إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالصحة و لو أسقمته لأفسده ذلك إني أدبر عبادي بعلمي بقلوبهم فإني عليم خبير

 بيان قال الشهيد طاب ثراه في قواعده في حديث القدسي ما ترددت في شي‏ء أنا فاعله فإن التردد على الله محال غير أنه لما جرت العادة أن يتردد من يعظم الشخص و يكرمه في مساءته نحو الوالدين و الصديق و أن لا يتردد في مساءة من لا يكرمه و لا يعظمه كالعدو و الحية و العقرب بل إذا خطر بالبال مساءته أوقعها من غير تردد فصار التردد لا يقع إلا في موضع التعظيم و الاعتمام و عدمه لا يقع إلا في موضع الاحتقار و عدم المبالاة فحينئذ دل الحديث على تعظيم الله للمؤمن و شرف منزلته عنده فعبر باللفظ المركب عما يلزمه و ليس مذكورا في اللفظ و إنما هو بالإرادة و القصد فكان معنى الحديث حينئذ منزلة عبدي المؤمن عظيمة و مرتبته رفيعة فدل على تصرف النية في ذلك كله. و قد أجاب بعض من عاصرناه عن هذا الحديث بأن التردد إنما هو في الأسباب بمعنى أن الله يظهر للمؤمن أسبابا يغلب على ظنه دنو الوفاة بها ليصير على الاستعداد التام للآخرة ثم يظهر له أسبابا تبسط في أمله فيرجع إلى عمارة دنياه بما لا بد منه و لما كانت هذه بصورة التردد أطلق عليها ذلك استعارة و إذ كان العبد المتعلق بتلك الأسباب بصورة المتردد أسند التردد إليه تعالى من حيث إنه فاعل للتردد في العبد و قيل إنه تعالى لا يزال يورد على المؤمن سبب الموت حالا بعد حال ليؤثر المؤمن الموت فيقبضه مريدا له و إيراد تلك الأحوال المراد بها غاياتها من غير تعجيل بالغايات من القادر على التعجيل يكون ترددا بالنسبة إلى القادر من المخلوقين فهو بصورة المتردد و إن لم يكن ثم ترددا و يؤيده الخبر المروي عن إبراهيم ع لما أتاه ملك الموت ليقبض روحه و كره ذلك أخره الله إلى أن رأى شيخا هما يأكل و لعابه يسيل على لحيته فاستفظع ذلك و أحب الموت و كذلك موسى ع

9-  ع، ]علل الشرائع[ السناني عن محمد بن هارون عن عبيد الله بن موسى الحبال عن محمد   بن الحسين الخشاب عن محمد بن الحسن عن يونس بن ظبيان قال قال الصادق ع إن الناس يعبدون الله عز و جل على ثلاثة أوجه فطبقة يعبدونه رغبة إلى ثوابه فتلك عبادة الحرصاء و هو الطمع و آخرون يعبدونه خوفا من النار فتلك عبادة العبيد و هي الرهبة و لكني أعبده حبا له فتلك عبادة الكرام و هو الأمن لقوله تعالى وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ فمن أحب الله عز و جل أحبه الله و من أحبه الله عز و جل كان من الآمنين

10-  مع، ]معاني الأخبار[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن محمد بن سنان عن المفضل عن ابن ظبيان عن أبي عبد الله ع قال من أحب أن يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده الخبر

11-  ل، ]الخصال[ الأربعمائة قال أمير المؤمنين ع من أراد منكم أن يعلم كيف منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله منه عند الذنوب كذلك منزلته عند الله تبارك و تعالى

12-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر الرزاز عن أيوب بن نوح بن دراج عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أوحى عز و جل إلى نجيه موسى أحببني و حببني إلى خلقي قال رب هذا أحبك فكيف أحبك إلى خلقك قال اذكر لهم نعماي عليهم و بلائي عندهم فإنهم لا يذكرون أو لا يعرفون مني إلا كل الخير

    -13  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن اليقطيني عن زكريا المؤمن عن علي بن أبي نعيم عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال إن الله تبارك و تعالى يقول ابن آدم تطولت عليك بثلاثة سترت عليك ما لو يعلم به أهلك ما واروك و أوسعت عليك فاستقرضت منك فلم تقدم خيرا و جعلت لك نظرة عند موتك في ثلثك فلم تقدم خيرا

14-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن مخلد عن محمد بن عمرو بن البختري عن محمد بن يونس عن عون بن عمارة عن سليمان بن عمران عن أبي حازم المدني عن ابن عباس في قوله تعالى وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً قال الظاهرة الإسلام و الباطنة ستر الذنوب

15-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن الحسن بن آدم عن الفضل بن يونس عن محمد بن عكاشة عن عمرو بن هاشم عن جويبر بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم عن علي ع و الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنه قالا في قول الله تعالى وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً قال أما الظاهرة فالإسلام و ما أفضل عليكم في الرزق و أما الباطنة فما ستره عليك من مساوي عملك

16-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن علي بن إسماعيل بن يونس عن إبراهيم بن جابر عن عبد الرحيم الكرخي عن هشام بن حسان عن همام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله ص من لم يعلم فضل نعم الله عليه إلا في مطعمه و مشربه فقد قصر علمه و دنا عذابه

    -17  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن عبد الله بن الحسين العلوي عن جده إبراهيم بن علي عن أبيه علي بن عبيد الله قال حدثني شيخان بران من أهلنا سيدان عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده أبي جعفر عن أبيه ع و حدثنيه الحسين بن زيد علي ذو الدمعة عن عمه عمر بن علي عن أخيه عن أبيه عن جده الحسين صلى الله عليهم و قال أبو جعفر ع حدثني عبد الله بن العباس و جابر بن عبد الله الأنصاري و كان بدريا أحديا شجريا و ممن يحظ من أصحاب رسول الله ص في مودة المير المؤمنين ع قالوا بينا رسول الله ص في مسجده في رهط من أصحابه فيهم أبو بكر و أبو عبيدة و عمر و عثمان و عبد الرحمن و رجلان من قراء الصحابة من المهاجرين عبد الله ابن أم عبد و من الأنصار أبي بن كعب و كانا بدريين فقرأ عبد الله من السورة التي يذكر فيها لقمان حتى أتى على هذه الآية وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً الآية و قرأ أبي من السورة التي يذكر فيها إبراهيم ع وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ قالوا قال رسول الله ص أيام الله نعماؤه و بلائه و مثلاته سبحانه ثم أقبل ص على من شهده من أصحابه فقال إني لأتخولكم بالموعظة تخولا مخافة السأمة عليكم و قد أوحى إلي ربي جل و تعالى أن أذكركم بأنعمه و أنذركم بما أفيض عليكم من كتابه و تلا وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ الآية ثم قال لهم قولوا الآن قولكم ما أول نعمة رغبكم الله فيها و بلاكم بها   فخاض القوم جميعا فذكروا نعم الله التي أنعم عليهم و أحسن إليهم بها من المعاش و الرياش و الذرية و الأزواج إلى سائر ما بلاهم الله عز و جل به من أنعمه الظاهرة فلما أمسك القوم أقبل رسول الله ص على علي ع فقال يا أبا الحسن قل فقد قال أصحابك فقال و كيف لي بالقول فداك أبي و أمي و إنما هدانا الله بك قال مع ذلك فهات قل ما أول نعمة بلاك الله عز و جل و أنعم عليك بها قال أن خلقني جل ثناؤه و لم أك شيئا مذكورا قال صدقت فما الثانية قال أن أحسن بي إذ خلقني فجعلني حيا لا مواتا قال صدقت فما الثالثة قال أن أنشأني فله الحمد في أحسن صورة و أعدل تركيب قال صدقت فما الرابعة قال أن جعلني متفكرا واعيا لا بلها ساهيا قال صدقت فما الخامسة قال أن جعل لي شواعر أدرك ما ابتغيت بها و جعل لي سراجا منيرا قال صدقت فما السادسة قال أن هداني لدينه و لم يضلني عن سبيله قال صدقت فما السابعة قال أن جعل لي مردا في حياة لا انقطاع لها قال صدقت فما الثامنة قال أن جعلني ملكا مالكا لا مملوكا قال صدقت فما التاسعة قال أن سخر لي سماءه و أرضه و ما فيها و ما بينهما من خلقه قال صدقت فما العاشرة قال أن جعلنا سبحانه ذكرانا قواما على حلائلنا لا إناثا قال صدقت فما بعد هذا قال كثرت نعم الله يا نبي الله فطابت وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها فتبسم رسول الله ص و قال لتهنك الحكمة ليهنك العلم يا أبا الحسن فأنت وارث علمي و المبين لأمتي ما اختلفت فيه من بعدي من أحبك لدينك و أخذ بسبيلك فهو ممن هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ و من رغب عن هداك و أبغضك و تخلاك لقي الله يوم القيامة لا خلاق له

18-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عن عمرو بن   عثمان عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر ع قال أوحى الله تعالى إلى موسى ع أحببني و حببني إلى خلقي قال موسى يا رب إنك لتعلم أنه ليس أحد أحب إلي منك فكيف لي بقلوب العباد فأوحى الله إليه فذكرهم نعمتي و آلائي فإنهم لا يذكرون مني إلا خيرا

19-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن أبيه عن سعد عن البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر عن إسرائيل رفعه إلى النبي ص قال قال الله عز و جل لداود ع أحببني و حببني إلى خلقي قال يا رب نعم أنا أحبك فكيف أحببك إلى خلقك قال اذكر أيادي عندهم فإنك إذا ذكرت ذلك لهم أحبوني

20-  سن، ]المحاسن[ أبي رفعه قال قال أبو عبد الله ع من أراد أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده

 سن، ]المحاسن[ النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه عن النبي صلوات الله عليهم مثله

21-  سن، ]المحاسن[ عبد الرحمن بن حماد عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص قال الله ما تحبب إلي عبدي بشي‏ء أحب إلي مما افترضته عليه و إنه ليتحبب إلي بالنافلة حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و لسانه الذي ينطق به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها إذا دعاني أجبته و إذا سألني أعطيته و ما ترددت في شي‏ء أنا فاعله كترددي في موت المؤمن يكره الموت و أنا أكره مساءته

22-  مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع نجوى العارفين تدور على ثلاثة أصول الخوف و الرجاء و الحب فالخوف فرع العلم و الرجاء فرع اليقين و الحب فرع المعرفة فدليل الخوف الهرب و دليل الرجاء الطلب و دليل الحب إيثار المحبوب على ما سواه فإذا تحقق العلم في الصدر خاف فإذا كثر المرء في المعرفة خاف   و إذا صح الخوف هرب و إذا هرب نجا و إذا أشرق نور اليقين في القلب شاهد الفضل و إذا تمكن من رؤية الفضل رجا و إذا وجد حلاوة الرجاء طلب و إذا وفق للطلب وجد و إذا تجلى ضياء المعرفة في الفؤاد هاج ريح المحبة و إذا هاج ريح المحبة استأنس ظلال المحبوب و آثر المحبوب على ما سواه و باشر أوامره و اجتنب نواهيه و اختارهما على كل شي‏ء غيرهما و إذا استقام على بساط الأنس بالمحبوب مع أداء أوامره و اجتناب نواهيه وصل إلى روح المناجاة و القرب و مثال هذه الأصول الثلاثة كالحرم و المسجد و الكعبة فمن دخل الحرم أمن من الخلق و من دخل المسجد أمنت جوارحه أن يستعملها في المعصية و من دخل الكعبة أمن قلبه من أن يشغله بغير ذكر الله فانظر أيها المؤمن فإن كانت حالتك حالة ترضاها لحلول الموت فاشكر الله على توفيقه و عصمته و إن تكن الأخرى فانتقل عنها بصحة العزيمة و اندم على ما سلف من عمرك في الغفلة و استعن بالله على تطهير الظاهر من الذنوب و تنظيف الباطن من العيوب و اقطع زيادة الغفلة عن نفسك و أطف نار الشهوة من نفسك

23-  مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع حب الله إذا أضاء على سر عبد أخلاه عن كل شاغل و كل ذكر سوى الله عند ظلمة و المحب أخلص الناس سرا لله و أصدقهم قولا و أوفاهم عهدا و أزكاهم عملا و أصفاهم ذكرا و أعبدهم نفسا تتباهى الملائكة عند مناجاته و تفتخر برؤيته و به يعمر الله تعالى بلاده و بكرامته يكرم عباده يعطيهم إذا سألوا بحقه و يدفع عنهم البلايا برحمته فلو علم الخلق ما محله عند الله و منزلته لديه ما تقربوا إلى الله إلا بتراب قدميه

 قال أمير المؤمنين ع حب الله نار لا يمر على شي‏ء إلا احترق و نور الله لا يطلع على شي‏ء إلا أضاء و سحاب الله ما يظهر من تحته شي‏ء إلا غطاه و ريح الله ما تهب في شي‏ء إلا حركته و ماء الله يحيا به كل شي‏ء و أرض الله   ينبت منها كل شي‏ء فمن أحب الله أعطاه كل شي‏ء من المال و الملك

 قال النبي ص إذا أحب الله عبدا من أمتي قذف في قلوب أصفيائه و أرواح ملائكته و سكان عرشه محبته ليحبوه فذلك المحب حقا طوبى له ثم طوبى له و له عند الله شفاعة يوم القيامة

24-  مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع المشتاق لا يشتهي طعاما و لا يلتذ بشراب و لا يستطيب رقادا و لا يأنس حميما و لا يأوي دارا و لا يسكن عمرانا و لا يلبس لينا و لا يقر قرارا و يعبد الله ليلا و نهارا راجيا أن يصير إلى ما اشتاق إليه و يناجيه بلسان شوقه معبرا عما في سريرته كما أخبر الله عز و جل عن موسى ع في ميعاد ربه بقوله وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى و فسر النبي ص عن حاله أنه لا أكل و لا شرب و لا نام و لا اشتهى شيئا من ذلك في ذهابه و مجيئه أربعين يوما شوقا إلى الله عز و جل فإذا دخلت ميدان الشوق فكبر على نفسك و مرادك من الدنيا و ودع جميع المألوفات و أحرم عن سوى معشوقك قد ولت بين حياتك و موتك لبيك اللهم لبيك أعظم الله أجرك و مثل المشتاق مثل الغريق ليس له همة إلا خلاصه و قد نسي كل شي‏ء دونه

25-  تم، ]فلاح السائل[ روى الحسين بن سيف صاحب الصادق ع في كتاب أصله الذي   أسنده إليه قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لا يمحض رجل الإيمان بالله حتى يكون الله أحب إليه من نفسه و أبيه و أمه و ولده و أهله و ماله و من الناس كلهم

26-  نص، ]كفاية الأثر[ علي بن الحسين عن هارون بن موسى عن محمد بن همام عن الحميري عن عمر بن علي العبدي عن داود الرقي عن ابن ظبيان عن الصادق ع قال إن أولي الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله فإن حب الله إذا ورثه القلب و استضاء به أسرع إليه اللطف فإذا نزل اللطف صار من أهل الفوائد فإذا صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة و إذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة فإذا نزل منزلة الفطنة عمل في القدرة فإذا عمل في القدرة عرف الأطباق السبعة فإذا بلغ هذه المنزلة صار يتقلب في فكر بلطف و حكمة و بيان فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته و محبته في خالقه فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى فعاين ربه في قلبه و ورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء و ورث العلم بغير ما ورثه العلماء و ورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون إن الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت و إن العلماء ورثوا العلم بالطلب و إن الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع و طول العبادة فمن أخذه بهذه المسيرة إما أن يسفل و إما أن يرفع و أكثرهم الذي يسفل و لا يرفع إذا لم يرع حق الله و لم يعمل بما أمر به فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته و لم يحبه حق محبته فلا يغرنك صلاتهم و صيامهم و رواياتهم و علومهم فإنهم حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ

 أقول تمامه في أبواب النصوص على الأئمة ع

27-  جع، ]جامع الأخبار[ قال علي ع من أحب أن يعلم كيف منزلته عند الله فلينظر كيف منزلته عنده فإن كل من خير له أمران أمر الدنيا و أمر الآخرة فاختار أمر الآخرة على الدنيا فذلك الذي يحب الله و من اختار أمر الدنيا فذلك الذي لا منزلة لله عنده

 و قال الصادق ع القلب حرم الله فلا تسكن حرم الله غير الله

    -28  مسكن الفؤاد، للشهيد الثاني رفع الله مقامه في أخبار داود ع يا داود أبلغ أهل أرضي أني حبيب من أحبني و جليس من جالسني و مونس لمن أنس بذكري و صاحب لمن صاحبني و مختار لمن اختارني و مطيع لمن أطاعني ما أحبني أحد أعلم ذلك يقينا من قلبه إلا قبلته لنفسي و أحببته حبا لا يتقدمه أحد من خلقي من طلبني بالحق وجدني و من طلب غيري لم يجدني فارفضوا يا أهل الأرض ما أنتم عليه من غرورها و هلموا إلى كرامتي و مصاحبتي و مجالستي و مؤانستي و آنسوني أؤانسكم و أسارع إلى محبتكم و أوحى الله إلى بعض الصديقين أن لي عبادا من عبيدي يحبوني و أحبهم و يشتاقون إلي و أشتاق إليهم و يذكروني و أذكرهم فإن أخذت طريقهم أحببتك و إن عدلت عنهم مقتك قال يا رب و ما علامتهم قال يراعون الظلال بالنهار كما يراعي الشفيق غنمه و يحنون إلى غروب الشمس كما تحن الطير إلى أوكارها عند الغروب فإذا جنهم الليل و اختلط الظلام و فرشت الفرش و نصبت الأسرة و خلا كل حبيب بحبيبه نصبوا إلى أقدامهم و افترشوا إلي وجوههم و ناجوني بكلامي و تملقوني بإنعامي ما بين صارخ و باك و بين متأوه و شاك و بين قائم و قاعد و بين راكع و ساجد بعيني ما يتحملون من أجلي و بسمعي ما يشكون من حبي أول ما أعطيهم ثلاثا الأول أقذف من نوري في قلوبهم فيخبرون عني كما أخبر عنهم و الثاني لو كانت السماوات و الأرضون و ما فيهما من مواريثهم لاستقللتها لهم و الثالث أقبل بوجهي عليهم أ فترى من أقبلت عليه بوجهي يعلم أحد ما أريد أن أعطيه

29-  أعلام الدين للديلمي، روي أن موسى ع قال يا رب أخبرني عن آية رضاك عن عبدك فأوحى الله تعالى إليه إذا رأيتني أهيئ عبدي لطاعتي و أصرفه عن معصيتي فذلك آية رضاي

    و في رواية أخرى إذا رأيت نفسك تحب المساكين و تبغض الجبارين فذلك آية رضاي