باب 7- ما جمع من مفردات كلمات الرسول ص و جوامع كلمه

 أقول قد أورد القاضي القضاعي من العامة شطرا من كلماته ص في كتاب الشهاب ثم جمع بينها و بين كلمات علي ع الشيخ أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر الأصفهاني من أصحابنا في كتاب مجمع البحرين و مطلع السعادتين أيضا و أوردها أيضا جماعة أخرى أيضا من الخاصة و العامة في مطاوي الكتب المؤلفة في ذكر جوامع كلماتهما و كلمات سائر السادة المعصومين كما سيجي‏ء الإشارة إليه في باب ما جمع من جوامع كلم أمير المؤمنين ع

1-  ف، ]تحف العقول[ قال النبي ص كفى بالموت واعظا و كفى بالتقى غنى و كفى بالعبادة شغلا و كفى بالقيامة موئلا و بالله مجازيا

 2-  و قال ص خصلتان ليس فوقهما من البر شي‏ء الإيمان بالله و النفع لعباد الله و خصلتان ليس فوقهما من الشر شي‏ء الشرك بالله و الضر لعباد الله

 3-  و قال له رجل أوصني بشي‏ء ينفعني الله به فقال أكثر ذكر الموت   يسلك عن الدنيا و عليك بالشكر يزيد في النعمة و أكثر من الدعاء فإنك لا تدري متى يستجاب لك و إياك و البغي فإن الله قضى أنه مَنْ... بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ و قال أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ و إياك و المكر فإن الله قضى وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ

 4-  و قال ص ستحرصون على الإمارة تكون حسرة و ندامة فنعمت المرضعة و بئست الفاطمة

 5-  و قال ص لن يفلح قوم أسدوا أمرهم إلى امرأة

 6-  و قيل له ع أي الأصحاب أفضل قال إذا ذكرت أعانك و إذا نسيت ذكرك

 7-  و قيل أي الناس شر قال ص العلماء إذا فسدوا

 8-  و قال ص أوصاني ربي بتسع أوصاني بالإخلاص في السر و العلانية و العدل في الرضا و الغضب و القصد في الفقر و الغنى و أن أعفو عمن ظلمني و أعطي   من حرمني و أصل من قطعني و أن يكون صمتي فكرا و منطقي ذكرا و نظري عبرا

 9-  و قال ص قيدوا العلم بالكتاب

 10-  و قال ص إذا ساد القوم فاسقهم و كان زعيم القوم أذلهم و أكرم الرجل الفاسق فلينتظر البلاء

 11-  و قال ص سرعة المشي يذهب ببهاء المؤمن

 12-  و قال ص لا يزول المسروق منه في تهمة من هو بري‏ء حتى يكون أعظم جرما من السارق

 13-  و قال ص إن الله يحب الجواد في حقه

 14-  و قال ص إذا كان أمراؤكم خياركم و أغنياؤكم سمحاءكم و أمركم شورى بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها و إذا كان أمراؤكم شراركم و أغنياؤكم بخلاءكم و أموركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها

 15-  و قال ص من أصبح و أمسى و عنده ثلاث فقد تمت عليه النعمة في الدنيا من أصبح و أمسى معافا في بدنه آمنا في سربه عنده قوت يومه فإن كانت عنده   الرابعة فقد تمت عليه النعمة في الدنيا و الآخرة و هو الإيمان

 16-  و قال ص ارحموا عزيزا ذل و غنيا افتقر و عالما ضاع في زمان جهال

 17-  و قال ص خلتان كثير من الناس فيهما مفتون الصحة و الفراغ

 18-  و قال ص جبلت القلوب على حب من أحسن إليها و بغض من أساء إليها

 19-  و قال ص إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم

 20-  و قال ص ملعون من ألقى كله على الناس

 21-  و قال ص العبادة سبعة أجزاء أفضلها طلب الحلال

 22-  و قال ص إن الله لا يطاع جبرا و لا يعصى مغلوبا و لم يهمل العباد من المملكة و لكنه القادر على ما أقدرهم عليه و المالك لما ملكهم إياه فإن العباد إن استمروا بطاعة الله لم يكن منها مانع و لا عنها صاد و إن عملوا بمعصية فشاء أن يحول بينهم و بينها فعل و ليس من إن شاء أن يحول بينك و بين شي‏ء فعل و لم يفعله فأتاه الذي فعله كان هو الذي أدخله فيه

 23-  و قال ص لابنه إبراهيم و هو يجود بنفسه لو لا أن الماضي فرط الباقي و أن الآخر لاحق بالأول لحزنا عليك يا إبراهيم ثم دمعت عينه و قال تدمع العين و يحزن القلب و لا نقول إلا ما يرضى الرب و إنا بك يا إبراهيم لمحزونون

    -24  و قال ص الجمال في اللسان

 25-  و قال ص لا يقبض العلم انتزاعا من الناس و لكنه يقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا استفتوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا

 26-  و قال ص أفضل جهاد أمتي انتظار الفرج

 27-  و قال ص مروتنا أهل البيت العفو عمن ظلمنا و إعطاء من حرمنا

 28-  و قال ص أغبط أوليائي عندي من أمتي رجل خفيف الحال ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه في الغيب و كان غامضا في الناس و كان رزقه كفافا فصبر عليه إن مات قل تراثه و قل بواكيه

    -29  و قال ص ما أصاب المؤمن من نصب و لا وصب و لا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به عنه من سيئاته

 30-  و قال ص من أكل ما يشتهي و لبس ما يشتهي و ركب ما يشتهي لم ينظر الله إليه حتى ينزع أو يترك

 31-  و قال ص مثل المؤمن كمثل السنبلة تخر مرة و تستقيم مرة و مثل الكافر مثل الأرزة لا يزال مستقيما لا يشعر و سئل ص من أشد الناس بلاء في الدنيا فقال النبيون ثم الأماثل فالأماثل و يبتلى المؤمن على قدر إيمانه و حسن عمله فمن صح إيمانه و حسن عمله اشتد بلاؤه و من سخف إيمانه و ضعف عمله قل بلاؤه

 32-  و قال ص لو كانت الدنيا تعدل عند الله مثل جناح بعوضة ما أعطى   كافرا و لا منافقا منها شيئا

 33-  و قال ص الدنيا دول فما كان لك أتاك على ضعفك و ما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك و من انقطع رجاءه مما فات استراح بدنه و من رضي بما قسمه الله قرت عينه

 34-  و قال ص إنه و الله ما من عمل يقربكم من النار إلا و قد نبأتكم به و نهيتكم عنه و ما من عمل يقربكم إلى الجنة إلا و قد نبأتكم به و أمرتكم به فإن الروح الأمين نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فأجملوا في الطلب و لا يحملنكم استبطاء شي‏ء من الرزق أن يطلبوا ما عند الله بمعاصيه فإنه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته

 35-  و قال ص صوتان يبغضهما الله إعوال عند مصيبة و مزمار عند نعمة

 36-  و قال ص علامة رضا الله عن خلقه رخص أسعارهم و عدل سلطانهم   و علامة غضب الله على خلقه جور سلطانهم و غلاء أسعارهم

 37-  و قال ص أربع من كن فيه كان في نور الله الأعظم من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله و أني رسول الله و من إذا أصابته مصيبة قال إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ و من إذا أصاب خيرا قال الحمد لله و من إذا أصاب خطيئة قال أستغفر الله و أتوب إليه

 38-  و قال ص من أعطي أربعا لم يحرم أربعا من أعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة و من أعطي الشكر لم يحرم الزيادة و من أعطي التوبة لم يحرم القبول و من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة

 39-  و قال ص العلم خزائن و مفاتيحه السؤال فاسألوا رحمكم الله فإنه يؤجر أربعة السائل و المتكلم و المستمع و المحب لهم

 40-  و قال ص سائلوا العلماء و خاطبوا الحكماء و جالسوا الفقراء

 41-  و قال ص فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة و أفضل دينكم الورع

 42-  و قال ص من أفتى الناس بغير علم لعنه ملائكة السماء و الأرض

 43-  و قال ص إن عظيم البلاء يكافأ به عظيم الجزاء فإذا أحب الله عبدا ابتلاه فمن رضي قلبه فله عند الله الرضا و من سخط فله السخط

 44-  و أتاه رجل فقال يا رسول الله أوصني فقال لا تشرك بالله شيئا و إن حرقت بالنار و إن عذبت و إلا و قلبك مطمئن بالإيمان و والديك فأطعمهما و   برهما حيين أو ميتين فإن أمراك أن تخرج من أهلك و مالك فافعل فإن ذلك من الإيمان و الصلاة المفروضة فلا تدعها متعمدا فإنه من ترك صلاة فريضة متعمدا فإن ذمة الله منه بريئة و إياك و شرب الخمر و كل مسكر فإنهما مفتاحا كل شر

 45-  و أتاه رجل من بني تميم يقال له أبو أمية فقال له إلى ما تدعو الناس يا محمد فقال له رسول الله ص أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي و أدعو لي من إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك و إن استعنت به و أنت مكروب أعانك و إن سألته و أنت مقل أغناك فقال أوصني يا محمد فقال لا تغضب قال زدني قال ارض من الناس بما ترضى لهم به من نفسك فقال زدني فقال لا تسب الناس فتكتسب العداوة منهم قال زدني قال لا تزهد في المعروف عند أهله قال زدني قال تحب الناس يحبوك و الق أخاك بوجه منبسط و لا تضجر فيمنعك الضجر حظك من الآخرة و الدنيا و اتزر إلى نصف الساق و إياك و إسبال الإزار و القميص فإن ذلك من المخيلة و الله لا يحب المخيلة

 46-  و قال ص إن الله يبغض الشيخ الزان و الغني الظلوم و الفقير المختال و السائل الملحف و يحبط أجر المعطي المنان و يمقت البذخ الجري‏ء الكذاب

 47-  و قال ص من تفاقر افتقر

 48-  و قال ص مداراة الناس نصف الإيمان و الرفق بهم نصف العيش

 49-  و قال ص رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس في غير ترك حق و من سعادة المرء خفة لحيته

 50-  و قال ص ما نهيت عن شي‏ء بعد عبادة الأوثان ما نهيت عن ملاحاة الرجال

    -51  و قال ص ليس منا من غش مسلما أو ضره أو ماكره

 52-  و قام ص في مسجد الخيف فقال نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها و بلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه و رب حامل فقه إلى غير فقيه ثلاث لا يغل عليهم قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله و النصيحة لأئمة المسلمين و لزوم جماعتهم المؤمنون إخوة تتكافأ دماؤهم و هم يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم

 53-  و قال ص إذا بايع المسلم الذمي فليقل اللهم خر لي و له

 54-  و قال ص رحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو سكت عن سوء فسلم

 55-  و قال ص ثلاث من كن فيه استكمل خصال الإيمان الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل و إذا غضب لم يخرجه الغضب من الحق و إذا قدر لم يتعاط ما ليس له

 56-  و قال ص من بلغ حدا في غير حد فهو من المعتدين

 57-  و قال ص قراءة القرآن في صلاة أفضل من قراءة القرآن في غير صلاة و ذكر الله أفضل من الصدقة و الصدقة أفضل من الصوم و الصوم حسنة ثم قال لا قول إلا بعمل و لا قول و لا عمل إلا بنية و لا قول و لا عمل و لا نية إلا بإصابة السنة

    -58  و قال ص الأناة من الله و العجلة من الشيطان

 59-  و قال ص إن من تعلم العلم ليماري به السفهاء أو يباهي به العلماء أو يصرف وجوه الناس إليه ليعظموه فليتبوأ مقعده من النار فإن الرئاسة لا تصلح إلا لله و لأهلها و من وضع نفسه في غير الموضع الذي وضعه الله فيه مقته الله و من دعا إلى نفسه فقال أنا رئيسكم و ليس هو كذلك لم ينظر الله إليه حتى يرجع عما قال و يتوب إلى الله مما ادعى

 60-  و قال ص قال عيسى ابن مريم للحواريين تحببوا إلى الله و تقربوا إليه قالوا يا روح الله بما ذا نتحبب إلى الله و نتقرب قال ببغض أهل المعاصي و التمسوا رضا الله بسخطهم قالوا يا روح الله فمن نجالس إذا قال من يذكركم الله رؤيته و يزيد في عملكم منطقه و يرغبكم في الآخرة عمله

 61-  و قال ص أبعدكم بي شبها البخيل البذي الفاحش

 62-  و قال ص سوء الخلق شؤم

 63-  و قال ص إذ رأيتم الرجل لا يبالي ما قال أو ما قيل فيه فإنه لبغية أو شيطان

 64-  و قال ص إن الله حرم الجنة على كل فاحش بذي قليل الحياء   لا يبالي ما قال و ما قيل فيه أما إنه إن تنسبه لم تجده إلا لبغي أو شرك شيطان قيل يا رسول الله و في الناس شياطين قال نعم أ و ما تقرأ قول الله وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ

 65-  و قال ص من تنفعه ينفعك و من لا يعد الصبر لنوائب الدهر يعجز و من قرض الناس قرضوه و من تركهم لم يتركوه قيل فاصنع ما ذا يا رسول الله قال أقرضهم من عرضك ليوم فقرك

 66-  و قال ص أ لا أدلكم على خير أخلاق الدنيا و الآخرة تصل من قطعك و تعطي من حرمك و تعفو عمن ظلمك

 67-  و خرج ص يوما و قوم يدحون حجرا فقال أشدكم من ملك نفسه عند الغضب و أحملكم من عفا بعد المقدرة

 68-  و قال ص قال الله هذا دين أرتضيه لنفسي و لن يصلحه إلا السخاء و حسن الخلق فأكرموه بهما ما صحبتموه

 69-  و قال ص أفضلكم إيمانا أحسنكم أخلاقا

 70-  و قال ص حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم فقيل له ما أفضل ما أعطي العبد قال حسن الخلق

 71-  و قال ص حسن الخلق يثبت المودة

 72-  و قال ص حسن البشر يذهب بالسخيمة

    -73  و قال ص خياركم أحسنكم أخلاقا الذين يألفون و يؤلفون

 74-  و قال ص الأيدي ثلاثة سائلة و منفقة و ممسكة و خير الأيدي المنفقة

 75-  و قال ص الحياء حياءان حياء عقل و حياء حمق فحياء العقل العلم و حياء الحمق الجهل

 76-  و قال ص من ألقى جلباب الحياء لا غيبة له

 77-  و قال ص من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليف إذا وعد

 78-  و قال ص الأمانة تجلب الرزق و الخيانة تجلب الفقر

 79-  و قال ص نظر الولد إلى والديه حبا لهما عبادة

 80-  و قال ص جهد البلاء أن يقدم الرجل فتضرب رقبته صبرا و الأسير ما دام في وثاق العدو و الرجل يجد على بطن امرأته رجلا

 81-  و قال ص العلم خدين المؤمن و الحلم وزيره و العقل دليله و الصبر أمير جنوده و الرفق والده و البر أخوه و النسب آدم و الحسب التقوى و المروة إصلاح المال

 82-  و جاءه رجل بلبن و عسل ليشربه فقال ص شرابان يكتفى بأحدهما عن صاحبه أشربه و لا أحرمه و لكني أتواضع لله فإنه من تواضع لله رفعه الله و من تكبر يضعه الله و من اقتصد في معيشته رزقه الله و من بذر حرمه الله و من أكثر ذكر الله آجره الله

    -83  و قال ص أقربكم مني غدا في الموقف أصدقكم للحديث و آداكم للأمانة و أوفاكم بالعهد و أحسنكم خلقا و أقربكم من الناس

 84-  و قال ص إذا مدح الفاجر اهتز العرش و غضب الرب

 85-  و قال له رجل ما الحزم قال ص تشاور امرأ ذا رأي ثم تطيعه

 86-  و قال ص يوما أيها الناس ما الرقوب فيكم قالوا الرجل يموت و لم يترك ولدا فقال بل الرقوب حق الرقوب رجل مات و لم يقدم من ولده أحدا يحتسبه عند الله و إن كانوا كثيرا بعده ثم قال ما الصعلوك فيكم قالوا الرجل الذي لا مال له فقال بل الصعلوك حق الصعلوك من لم يقدم من ماله شيئا يحتسبه عند الله و إن كان كثيرا من بعده ثم قال ما الصرعة فيكم قالوا الشديد القوي الذي لا يوضع جنبه فقال بل الصرعة حق الصرعة رجل وكز الشيطان في قلبه و اشتد غضبه و ظهر دمه ثم ذكر الله فصرع بحلمه غضبه

 87-  و قال ص من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح

 88-  و قال ص الجلوس في المسجد انتظارا للصلاة عبادة ما لم يحدث قيل يا رسول الله و ما يحدث قال ص الاغتياب

 89-  و قال ص الصائم في عبادة و إن كان نائما على فراشه ما لم يغتب مسلما

 90-  و قال ص من أذاع فاحشة كان كمبدئها و من عير مؤمنا بشي‏ء لم يمت حتى يركبه

 91-  و قال ص ثلاثة و إن لم تظلمهم ظلموك السفلة و زوجتك و خادمك

    -92  و قال ص أربع من علامات الشقاء جمود العين و قسوة القلب و شدة الحرص في طلب الدنيا و الإصرار على الذنب

 93-  و قال له رجل أوصني فقال ص لا تغضب ثم أعاد عليه فقال لا تغضب ثم قال ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب

 94-  و قال ص إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا

 95-  و قال ص ما كان الرفق في شي‏ء إلا زانه و لا كان الخرق في شي‏ء إلا شأنه

 96-  و قال ص الكسوة تظهر الغنى و الإحسان إلى الخادم يكبت العدو

 97-  و قال ص أمرت بمداراة الناس كما أمرت بتبليغ الرسالة

 98-  و قال ص استعينوا على أموركم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود

 99-  و قال ص الإيمان نصفان نصف في الصبر و نصف في الشكر

 100-  و قال ص حسن العهد من الإيمان

 101-  و قال ص الأكل في السوق دناءة

 102-  و قال ص الحوائج إلى الله و أسبابها فاطلبوها إلى الله بهم فمن أعطاكموها فخذوها عن الله بصبر

 103-  و قال ص عجبا للمؤمن لا يقضي الله عليه قضاء إلا كان خيرا له سره أو ساءه إن ابتلاه كان كفارة لذنبه و إن أعطاه و أكرمه كان قد حباه

 104-  و قال ص من أصبح و أمسى و الآخرة أكبر همه جعل الله الغنى في قلبه و جمع له أمره و لم يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه و من أصبح و أمسى   و الدنيا أكبر همه جعل الله الفقر بين عينيه و شتت عليه أمره و لم ينل من الدنيا إلا ما قسم له

 105-  و قال لرجل سأله عن جماعة أمته فقال جماعة أمتي أهل الحق و إن قلوا

 106-  و قال ص من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجز له و من أوعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار

 107-  و قال ص أ لا أخبركم بأشبهكم بي أخلاقا قالوا بلى يا رسول الله فقال أحسنكم أخلاقا و أعظمكم حلما و أبركم بقرابته و أشدكم إنصافا من نفسه في الغضب و الرضا

 108-  و قال ص الطاعم الشاكر أفضل من الصائم الصامت

 109-  و قال ود المؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان و من أحب في الله و أبغض في الله و أعطى في الله و منع في الله فهو من أصفياء الله

 110-  و قال ص أحب عباد الله إلى الله جل جلاله أنفعهم لعباده و أقومهم بحقه الذين يحبب إليهم المعروف و فعاله

 111-  و قال ص من أتى إليكم معروفا فكافئوه و إن لم تجدوا فأثنوا فإن الثناء جزاء

 112-  و قال ص من حرم الرفق فقد حرم الخير كله

 113-  و قال ص لا تمار أخاك و لا تمازحه و لا تعده فتخلفه

 114-  و قال ص الحرمات التي تلزم كل مؤمن رعايتها و الوفاء بها حرمة الدين و حرمة الأدب و حرمة الطعام

    -115  و قال ص المؤمن دعب لعب و المنافق قطب و غضب

 116-  و قال ص نعم العون على تقوى الله الغنى

 117-  و قال ص أعجل الشر عقوبة البغي

 118-  و قال ص الهدية على ثلاثة وجوه هدية المكافاة و هدية مصانعة و هدية لله

 119-  و قال ص طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره

 120-  و قال ص من عد غدا من أجله فقد أساء صحبة الموت

 121-  و قال ص كيف بكم إذا فسد نساؤكم و فسق شبانكم و لم تأمروا بالمعروف و لم تنهوا عن المنكر قيل له و يكون ذلك يا رسول الله قال نعم و شر من ذلك و كيف بكم إذا أمرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر قيل يا رسول الله و يكون ذلك قال نعم و شر من ذلك و كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا و المنكر معروفا

 122-  و قال ص إذا تطيرت فامض و إذا ظننت فلا تقض و إذا حسدت فلا تبغ

 123-  و قال ص رفع عن أمتي تسع الخطاء و النسيان و ما أكرهوا عليه   و ما لا يعلمون و ما لا يطيقون و ما اضطروا إليه و الحسد و الطيرة و التفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة و لا لسان

 124-  و قال ص لا يحزن أحدكم أن ترفع عنه الرؤيا فإنه إذا رسخ في العلم رفعت عنه الرؤيا

 125-  و قال ص صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي و إذا فسدا فسدت أمتي قيل يا رسول الله و من هم قال الفقهاء و الأمراء

 126-  و قال ص أكمل الناس عقلا أخوفهم لله و أطوعهم له و أنقص الناس عقلا أخوفهم للسلطان و أطوعهم له

    -127  و قال ص ثلاثة مجالستهم تميت القلب الجلوس مع الأنذال و الحديث مع النساء و الجلوس مع الأغنياء

 128-  و قال ص إذا غضب الله على أمة لم ينزل العذاب عليهم غلت أسعارها و قصرت أعمارها و لم تربح تجارتها و لم تزك ثمارها و لم تغزر أنهارها و حبس عنها أمطارها و سلط عليها أشرارها

 129-  و قال ص إذا كثر الزنى بعدي كثر موت الفجأة و إذا طفف المكيال أخذهم الله بالسنين و النقص و إذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركاتها من الزرع و الثمار و المعادن و إذا جاروا في الحكم تعاونوا على الظلم و العدوان و إذا نقضوا العهود سلط الله عليهم عدوهم و إذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار و إذا لم يأمروا بالمعروف و لم ينهوا عن المنكر و لم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم أشرارهم فيدعو عند ذلك خيارهم فلا يستجاب لهم

 130-  و لما نزلت عليه وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ إلى آخر الآية قال من لم يتعز بعزاء الله انقطعت نفسه حسرات على   الدنيا و من مد عينيه إلى ما في أيدي الناس من دنياهم طال حزنه و من سخط ما قسم الله له من رزقه و تنغص عليه عيشه و لم ير أن لله عليه نعمة إلا في مطعم أو مشرب فقد جهل و كفر نعم الله و ضل سعيه و دنا منه عذابه

 131-  و قال ص لا يدخل الجنة إلا من كان مسلما فقال أبو ذر يا رسول الله و ما الإسلام فقال الإسلام عريان و لباسه التقوى و شعاره الهدى و دثاره الحياء و ملاكه الورع و كماله الدين و ثمرته العمل الصالح و لكل شي‏ء أساس و أساس الإسلام حبنا أهل البيت

 132-  و قال ص من طلب رضا مخلوق بسخط الخالق سلط الله عز و جل عليه ذلك المخلوق

 133-  و قال ص إن الله خلق عبيدا من خلقه لحوائج الناس يرغبون في المعروف و يعدون الجود مجدا و الله يحب مكارم الأخلاق

    -134  و قال ص إن لله عبادا يفزع إليهم الناس في حوائجهم أولئك هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة

 135-  و قال ص إن المؤمن يأخذ بأدب الله إذا أوسع الله عليه اتسع و إذا أمسك عنه أمسك

 136-  و قال يأتي على الناس زمان لا يبالي الرجل ما تلف من دينه إذا سلمت له دنياه

 137-  و قال ص إن الله جبل قلوب عباده على حب من أحسن إليها و بغض من أساء إليها

 138-  و قال ص إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء قيل يا رسول الله ما هن قال إذا أخذوا المغنم دولا و الأمانة مغنما و الزكاة مغرما و أطاع الرجل زوجته و عق أمه و بر صديقه و جفا أباه و ارتفعت الأصوات في المساجد و أكرم الرجل مخافة شره و كان زعيم القوم أرذلهم و إذا لبس الحرير و شربت الخمر و اتخذ القيان و المعازف و لعن آخر هذه الأمة أولها فليرقبوا بعد ذلك ثلاث خصال ريحا حمراء و مسخا و فسخا

 139-  و قال ص الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر

 140-  و قال ص يأتي على الناس زمان يكون الناس فيه ذئابا فمن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب

 141-  و قال ص أقل ما يكون في آخر الزمان أخ يوثق به أو درهم من حلال

    -142  و قال ص احترسوا من الناس بسوء الظن

 143-  و قال ص إنما يدرك الخير كله بالعقل و لا دين لمن لا عقل له

 144-  و أثنى قوم بحضرته على رجل حتى ذكروا جميع خصال الخير فقال رسول الله ص كيف عقل الرجل فقالوا يا رسول الله نخبرك عنه باجتهاده في العبادة و أصناف الخير تسألنا عن عقله فقال ع إن الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر و إنما يرتفع العباد غدا في الدرجات و ينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم

 145-  و قال قسم الله العقل ثلاثة أجزاء فمن كن فيه كمل عقله و من لم تكن فيه فلا عقل له حسن المعرفة لله و حسن الطاعة لله و حسن الصبر على أمر الله

 146-  و قدم المدينة رجل نصراني من أهل نجران و كان فيه بيان و له وقار و هيبة فقيل يا رسول الله ما أعقل هذا النصراني فزجر القائل و قال مه إن العاقل من وحد الله و عمل بطاعته

 147-  و قال ص العلم خليل المؤمن و الحلم وزيره و العقل دليله و العمل قيمه و الصبر أمير جنوده و الرفق والده و البر أخوه و النسب آدم و الحسب التقوى و المروة إصلاح المال

 148-  و قال ص من تقدمت إليه يد كان عليه من الحق أن يكافئ فإن لم يفعل فالثناء فإن لم يفعل فقد كفر النعمة

 149-  و قال ص تصافحوا فإن التصافح يذهب السخيمة

 150-  و قال ص يطبع المؤمن على كل خصلة و لا يطبع على الكذب و لا على الخيانة

    -151  و قال ص إن من الشعر حكما و روي حكمة و إن من البيان سحرا

 152-  و قال ص لأبي ذر أي عرى الإيمان أوثق قال الله و رسوله أعلم فقال الموالاة في الله و المعادة في الله و الحب في الله و البغض في الله

 153-  و قال ص من سعادة ابن آدم استخارته الله و رضاه بما قضى الله و من شقوة ابن آدم تركه استخارة الله و سخطه بما قضى الله

 154-  و قال ص الندم توبة

 155-  و قال ص ما آمن بالقرآن من استحل حرامه

 156-  و قال له رجل أوصني فقال له احفظ لسانك ثم قال له يا رسول الله أوصني قال احفظ لسانك ثم قال يا رسول الله أوصني فقال ويحك و هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم

 157-  و قال ص صنائع المعروف تقي مصارع السوء و الصدقة الخفية تطفئ غضب الله و صلة الرحم زيادة في العمر و كل معروف صدقة و أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة و أهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة و أول من يدخل الجنة أهل المعروف

 158-  و قال ص إن الله يحب إذا أنعم على عبده أن يرى أثر نعمته عليه و يبغض البؤس و التبؤس

    -159  و قال ص حسن المسألة نصف العلم و الرفق نصف العيش

 160-  و قال ص يهرم بن آدم و تشب منه اثنتان الحرص و الأمل

 161-  و قال ص الحياء من الإيمان

 162-  و قال ص إذا كان يوم القيامة لم تزل قدما عبد حتى يسأل عن أربع عن عمره فيم أفناه و عن شبابه فيم أبلاه و عما اكتسبه من أين اكتسبه و فيم أنفقه و عن حبنا أهل البيت

 163-  و قال ص من عامل الناس فلم يظلمهم و حدثهم فلم يكذبهم و وعدهم فلم يخلفهم فهو ممن كملت مروته و ظهرت عدالته و وجبت إخوته و حرمت غيبته

 164-  و قال ص المؤمن حرام كله عرضه و ماله و دمه

 165-  و قال ص صلوا أرحامكم و لو بالسلام

 166-  و قال ص الإيمان عقد بالقلب و قول باللسان و عمل بالأركان

 167-  و قال ص ليس الغنى من كثرة العرض و لكن الغنى غنى النفس

 168-  و قال ص ترك الشر صدقة

 169-  و قال ص أربعة تلزم كل ذي حجى و عقل من أمتي قيل يا رسول الله ما هن قال استماع العلم و حفظه و نشره و العمل به

 170-  و قال ص إن من البيان سحرا و من العلم جهلا و من القول عيا

    -171  و قال ص السنة سنتان سنة في فريضة الأخذ بعدي بها هدى و تركها ضلالة و سنة في غير فريضة الأخذ بها فضيلة و تركها غير خطيئة

 172-  و قال ص من أرضى سلطانا بما يسخط الله خرج من دين الله

 173-  و قال ص خير من الخير معطيه و شر من الشر فاعله

 174-  و قال ص من نقله الله من ذل المعاصي إلى عز الطاعة أغناه بلا مال و أعزه بلا عشيرة و آنسه بلا أنيس و من خاف الله أخاف منه كل شي‏ء و من لم يخف الله أخافه الله من كل شي‏ء و من رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه باليسير من العمل و من لم يستحي من طلب الحلال من المعيشة خفت مئونته و رخي باله و نعم عياله و من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه و أنطق بها لسانه و بصره عيوب الدنيا داءها و دواءها و أخرجه من الدنيا سالما إلى دار القرار

 175-  و قال ص أقيلوا ذوي الهنات عثراتهم

 176-  و قال ص الزهد في الدنيا قصر الأمل و شكر كل نعمة و الورع عن كل ما حرم الله

 177-  و قال ص لا تعمل شيئا من الخير رياء و لا تدعه حياء

 178-  و قال ص إنما أخاف على أمتي ثلاثا شحا مطاعا و هوى متبعا و إماما ضالا

 179-  و قال ص من كثر همه سقم بدنه و من ساء خلقه عذب نفسه و من لاحى الرجال ذهبت مروته و كرامته

 180-  و قال ص ألا إن شر أمتي الذين يكرمون مخافة شرهم ألا   و من أكرمه الناس اتقاء شره فليس مني

 181-  و قال ص من أصبح من أمتي و همته غير الله فليس من الله و من لم يهتم بأمور المؤمنين فليس منهم و من أقر بالذل طائعا فليس منا أهل البيت

 182-  و كتب ص إلى معاذ يعزيه بابنه من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل سلام عليك فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو أما بعد فقد بلغني جزعك على ولدك الذي قضى الله عليه و إنما كان ابنك من مواهب الله الهنيئة و عواريه المستودعة عندك فمتعك الله به إلى أجل و قبضه لوقت المعلوم ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ لا يحبطن جزعك أجرك و لو قدمت على ثواب مصيبتك لعلمت أن المصيبة قد قصرت لعظيم ما أعد الله عليها من الثواب لأهل التسليم و الصبر و اعلم أن الجزع لا يرد ميتا و لا يدفع قدرا فأحسن العزاء و تنجز الموعود فلا يذهبن أسفك على   ما لازم لك و لجميع الخلق نازل بقدره و السلام عليك و رحمة الله و بركاته

 183-  و قال ص من أشراط الساعة كثرة القراء و قلة الفقهاء و كثرة الأمراء و قلة الأمناء و كثرة المطر و قلة النبات

 184-  و قال ص أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه على الصراط يوم القيامة

 185-  و قال ص غريبتان كلمة حكم من سفيه فاقبلوها و كلمة سيئة من حكيم فاغفروها

 186-  و قال ص للكسلان ثلاث علامات يتوانى حتى يفرط و يفرط حتى يضيع و يضيع حتى يأثم

 187-  و قال ص من لم يستحي من الحلال نفع نفسه و خفت مئونته و نفي عنه الكبر و من رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله عنه بالقليل من العمل و من يرغب في الدنيا فطال فيها أمله أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها و من زهد فيها فقصر فيها أمله أعطاه الله علما بغير تعلم و هدى بغير هداية و أذهب عنه العمى و جعله بصيرا ألا إنه سيكون بعدي أقوام لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل و التجبر و لا يستقيم لهم الغنى إلا بالبخل و لا تستقيم لهم المحبة في الناس إلا باتباع الهوى و التيسير في الدين ألا فمن أدرك ذلك فصبر على الفقر و هو يقدر على الغنى و صبر على الذل و هو يقدر على العز و صبر على البغضاء في الناس و هو يقدر على المحبة لا يريد بذلك إلا وجه الله و الدار الآخرة أعطاه الله ثواب خمسين صديقا

    -188  و قال ص إياكم و تخشع النفاق و هو أن يرى الجسد خاشعا و القلب ليس بخاشع

 189-  و قال ص المحسن المذموم مرحوم

 190-  و قال ص اقبلوا الكرامة و أفضل الكرامة الطيب أخفه محملا و أطيبه ريحا

 191-  و قال ص إنما تكون الصنيعة إلى ذي دين أو ذي حسب و جهاد الضعفاء الحج و جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها و التودد نصف الدين و ما عال امرؤ قط على اقتصاد و استنزلوا الرزق بالصدقة أبى الله أن يجعل رزق عباده المؤمنين من حيث يحتسبون

 192-  و قال ص لا يبلغ عبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس

2-  غو، ]غوالي اللئالي[ قال النبي ص إذا أراد الله بعبد خيرا جعل له وزيرا صالحا إن نسي ذكره و إن ذكر أعانه سيروا سير أضعفكم الفرار مما لا يطاق من استوى يوماه فهو مغبون الدنيا دار محنة الدنيا ساعة فاجعلوها طاعة مع كل فرحة ترحة استعينوا على الحوائج بالكتمان لها لكل شي‏ء سنام و سنام القرآن سورة البقرة من لم يصبر على ذل التعلم ساعة بقي في ذل الجهل أبدا من سن سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها اختلاف أمتي رحمة ابدأ بنفسك شر الناس من أكل وحده   و منع رفده و جلد عبده إذا تغير السلطان تغير الزمان إذا كان الداء من السماء فقد بطل هناك الدواء الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر اختلف السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس اجتنب خمسا الحسد و الطيرة و البغي و سوء الظن و النميمة أنا عند ظن عبدي بي من فتح له باب خير فلينتهزه فإنه لا يدري متى يغلق عنه الأمور بتمامها و الأعمال بخواتمها شاوروهن و خالفوهن حبك للشي‏ء يعمي و يصم المرأة كالضلع العوجاء بلوا أرحامكم و لو بالسلام الفرار في وقته ظفر الشباب شعبة من الجنون لا خير في السرف و لا سرف في الخير إن الله يحب الفأل الحسن رأس العقل بعد الإيمان التودد إلى الناس المقدور كائن و الهم فاضل الصدقة تزيد في العمر و تستنزل الرزق و تقي مصارع السوء و تطفئ غضب الرب ترك الفرص غصص الفرص تمر مر السحاب أضيق الأمر أدناه من الفرج حسن العهد من الإيمان من تعلمت منه حرفا صرت له عبدا الظفر الجزم و الحزم إذا جاء القضاء ضاق الفضاء الدنيا سجن المؤمن طالب العلم محفوف بعناية الله الندم توبة الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له الحزم بإجالة الرأي و الرأي بتحصين الأسرار أعقل الناس محسن خائف و أجهلهم مسي‏ء آمن طالب العلم لا يموت أو يمتع جده بقدر كده المؤمنون عند شروطهم الكعبة تزار و لا تزور السكوت عند الضرورة بدعة السلطان ظل الله يأوي إليه كل مظلوم العدل جنة واقية و جنة باقية أصلح وزيرك فإنه الذي يقودك إلى الجنة و النار الجاه أحد الرفدين و الآخر المال الأمور مرهونة بأوقاتها الهدية تذهب السخيمة تصافحوا فإنه يذهب بالغل   الهدية تورث المودة و تجدر الأخوة و تذهب الضغينة و تهادوا تحابوا نعم الشي‏ء الهدية أمام الحاجة اهد لمن يهديك الهدية تفتح الباب المصمت نعم مفتاح الحاجة الهدية المرء مخبو تحت لسانه ما يصلح للمولى فعلى العبد حرام الهدايا رزق الله من أهدي إليه شي‏ء فليقبله إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فاهدوا إليها طرائف الحكم

 في حديث القدسي يا داود فرغ لي بيتا أسكنه إن لله في أيام دهركم نفحات ألا فترصدوا لها السعيد من وعظ بغيره من نظر في العواقب سلم في النوائب لا منع و لا إسراف و لا بخل و لا إتلاف خير الأمور أوسطها ما العلم إلا ما حواه الصدر الدنيا دار بلية تعمموا تزادوا حلما العمامة من المروة هذان محرمان على ذكور أمتي يعني الذهب و الحرير

3-  الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة، قال رسول الله ص العلم وديعة الله في أرضه و العلماء أمناؤه عليه فمن عمل بعلمه أدى أمانته و من لم يعمل بعلمه كتب في ديوان الله من الخائنين

 قال ص إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم

 و قال ص تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم فإنه من أقبل على الله تعالى بقلبه جعل الله قلوب العباد منقادة إليه بالود و الرحمة و كان الله إليه بكل خير أسرع

 و قال ص لا يرد القدر إلا الدعاء و لا يزيد في العمر إلا البر و إن الرجل ليحرم الرزق بالذهب يصيبه

 و قال ص حسن الظن بالله من عبادة الله

 و قال ص لا خير لك في صحبة من لا يرى لك مثل الذي يرى لنفسه

    -4  أقول وجدت بخط الشيخ الجليل محمد بن علي الجبعي رحمه الله هذه أحاديث محذوفة الأسناد كتبها الشيخ ابن مكي رحمه الله من خط سديد الدين بن مطهر رحمه الله و أجازها له شيخه السيد المرتضى النقيب المعظم النسابة العلامة مفخر العترة الطاهرة تاج الملة و الدين أبو عبد الله محمد بن السيد العلامة النقيب الزاهد جلال الدين أبي جعفر القاسم ابن السيد النقيب فخر الدين أبي القاسم الحسين ابن السيد نقيب جلال الدين أبي جعفر القاسم بن أبي منصور الحسن بن رضي الدين محمد بن أبي طالب ولي الدين الحسن بن أحمد بن محسن بن الحسين القصري بن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين الخطيب بالكوفة ابن علي المعروف بابن المعية بن الحسن بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم العمر بن الحسن المثنى ابن الإمام السبط أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب ع عن شيوخه الثقات و هم عن رسول الله ص الراحمون يرحمهم الرحمن يوم القيامة ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء

 قال رسول الله ص الصوم جنة

 قال رسول الله ص اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة إذا حدث أحدكم فلا يكذب و إذا ائتمن فلا يخن و إذا وعد فلا يخلف غضوا أبصاركم و كفوا أيديكم و احفظوا فروجكم

 قال أحمد بن أبي الحواري تمنيت أن أرى أبي سليمان الداراني في المنام فرأيته بعد سنة فقلت له يا معلم ما فعل الله بك فقال يا أحمد جئت من باب الصغير فلقيت وسق شيح فأخذت منه عودا ما أدري تخللت به أو رميت به فأنا في حسابه منذ سنة إلى هذه الغاية تم الخبر وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

 و بخطه أيضا ما صورته و على هذه الأحاديث خط السيد تاج الدين بن   معية رحمه الله ما صورته سمع هذه الأحاديث من لفظ مولانا الشيخ الإمام العالم الفاضل العامل الزاهد الورع مفخر العلماء سلالة الفضلاء شمس الملة و الحق و الدين محمد بن مكي أدام الله فضائله في يوم السبت حادي عشر شوال من سنة أربع و خمسين و سبعمائة و أجزت له روايتها عني بالسند المتقدم و غيره من طرقي مشايخ الحلة الذين رووها إلى آخر ما سيأتي في آخر مجلدات الكتاب. و بخطه أيضا في أول هذه الأحاديث إجازة أخرى من السيد تاج الدين أبي عبد الله مفخر العلماء و الفضلاء شمس الحق و الدين صحيح و كتبه محمد بن معية في حادي عشر شوال سنة أربع و خمسين و سبعمائة و الحمد لله وحده و صلى الله على محمد و آله و سلم. و بخطه نقلا من خط الشهيد رحمهما الله

 عن النبي ص أن أعمى العمى الضلالة بعد الهدى خير الغنى غنى النفس من يعص الله يعذبه عفو الملوك بقاء الملك لا يجني على المرء إلا يده و لسانه صحبة عشرين سنة قرابة خير الرزق ما يكفي الصحة و الفراغ نعمتان مكفورتان

5-  دعوات الراوندي، قال أسود بن أصرم قلت يا رسول الله أوصني فقال أ تملك يدك قلت نعم قال فتملك لسانك قلت نعم قال ص فلا تبسط يدك إلا إلى خير و لا تقل بلسانك إلا معروفا

6-  كنز الكراجكي، قال النبي ص من سرته حسنة و ساءته سيئة فهو مؤمن لا خير في عيش إلا لرجلين عالم مطاع و مستمع واع كفى بالنفس غنى و بالعبادة شغلا لا تنظروا إلى صغر الذنب و لكن انظروا إلى من اجترأتم

 قال ص آفة الحديث الكذب و آفة العلم النسيان و آفة العبادة الفترة و آفة الظرف الصلف لا حسب إلا بتواضع و لا كرم إلا بتقوى و لا عمل   إلا بنية و لا عبادة إلا بيقين

 و قال ص من أراد أن يكون أعز الناس فليتق الله عز و جل

 و قال ص من خاف الله سخت نفسه الدنيا و من رضي من الدنيا بما يكفيه كان أيسر ما فيها يكفيه

 و قال ص الدنيا خضرة حلوة و الله مستعملكم فيها فانظروا كيف تعملون

 و قال ص من ترك معصية الله مخافة من الله أرضاه الله يوم القيامة و من مشى مع ظالم ليعينه و هو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإيمان

 و قال ص دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإنك لن تجد فقد شي‏ء تركته لله عز و جل

 و قال ص باب التوبة مفتوح لمن أرادها فتوبوا إلى الله توبة نصوحا

 و قال ص بادروا بعمل الخير قبل أن تشغلوا عنه و احذروا الذنوب فإن العبد يذنب الذنب فيحبس عنه الرزق

7-  و منه، قال من كلام رسول الله ص في الخصال من واحدة إلى عشرة روي عن رسول الله ص أنه قال خصلة من لزمها أطاعته الدنيا و الآخرة و ربح الفوز في الجنة قيل و ما هي يا رسول الله قال التقوى من أراد أن يكون أعز الناس فليتق الله عز و جل ثم تلا وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ

 و قال ص المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه و بين أجل قد بقي ما الله قاض فيه

 و قال ص من وقي شر ثلاث فقد وقي الشر كله لقلقة و قبقبة و ذبذبة   فلقلقة لسانه و قبقبة بطنه و ذبذبة فرجه

 و قال ص أربع خصال من الشقاء جمود العين و قساوة القلب و الإصرار على الذنب و الحرص على الدنيا

 و قال ص خمس لا يجتمعن إلا في مؤمن حقا يوجب الله له بهن الجنة النور في القلب و الفقه في الإسلام و الورع و المودة في الناس و حسن السمت في الوجه

 و قال ص اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم و أوفوا إذا وعدتم و أدوا إذا ائتمنتم و احفظوا فروجكم و غضوا أبصاركم و كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ

 و قال ص أوصاني ربي بسبع أوصاني بالإخلاص في السر و العلانية و أن أعفو عمن ظلمني و أعطي من حرمني و أصل من قطعني و أن يكون صمتي فكرا و نظري عبرا و حفظ عنه ص ثمان قال أ لا أخبركم بأشبهكم بي خلقا قالوا بلى يا رسول الله قال أحسنكم خلقا و أعظمكم حلما و أبركم بقرابته و أشدكم حبا لإخوانه في دينه و أصبركم على الحق و أكظمكم للغيظ و أحسنكم عفوا و أشدكم من نفسه إنصافا

 و قال ص الكبائر تسع أعظمهن الإشراك بالله عز و جل و قتل النفس المؤمنة و أكل الربا و أكل مال اليتيم و قذف المحصنة و الفرار من الزحف و عقوق الوالدين و استحلال البيت الحرام و السحر فمن لقي الله عز و جل و هو بري‏ء منهن كان معي في جنة مصاريعها من ذهب

 و قال ص الإيمان في عشرة المعرفة و الطاعة و العلم و العمل و الورع و الاجتهاد و الصبر و اليقين و الرضا و التسليم فأيها فقد صاحبه بطل نظامه

    و عن النبي ص قال صل من قطعك و أحسن إلى من أساء إليك

 و قال ص قل الحق و لو على نفسك

 و قال ص اعتبروا فقد خلت المثلات فيمن كان قبلكم

 و قال ص كن لليتيم كالأب الرحيم و اعلم أنك تزرع كذلك تحصد

 و قال ص اذكر الله عند همك إذا هممت و عند لسانك إذا حكمت و عند يدك إذا قسمت

 و قال رسول الله ص أحسنوا مجاورة النعم لا تملوها و لا تنفروها فإنها قل ما نفرت من قوم فعادت إليهم

 و قال عليه الصلاة و السلام من قال قبح الله الدنيا قالت الدنيا قبح الله أعصانا للرب

 و قال ص من عف عن محارم الله كان عابدا و من رضي بقسم الله كان غنيا و من أحسن مجاورة من جاوره كان مسلما و من صاحب الناس بالذي يجب أن يصاحبوه كان عدلا

 و قال عليه و آله السلام من اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات و من أشفق من النار رجع عن المحرمات و من زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات و من ارتقب الموت سارع في الخيرات

 و قال عليه و آله السلام اجتهدوا في العمل فإن قصر بكم الضعف فكفوا عن المعاصي

    -8  أعلام الدين، قال رسول الله ص لا عيش إلا لرجلين عالم ناطق و متعلم واع

 و قال ص إن للقلوب صدأ كصدإ النحاس فاجلوها بالاستغفار و تلاوة القرآن

 و قال ص الزهد ليس بتحريم الحلال و لكن أن يكون بما في يدي الله أوثق منه بما في يديه

 و قال ص خصلتان لا تجتمعان في مؤمن البخل و سوء الظن بالرزق

 و قال رسول الله ص من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا و من كل ضيق مخرجا و رزقه من حيث لا يحتسب

 و قال ص كلمة الحكمة يسمعها المؤمن خير من عبادة سنة

 و قال ص صنائع المعروف تقي مصارع السوء و صدقة السر تطفئ غضب الرب و صلة الرحم تزيد في العمر و تدفع ميتة السوء و تنفي الفقر و تزيد في العمر و من كف غضبه و بسط رضاه و بذل معروفه و وصل رحمه و أدى أمانته أدخله الله تعالى في النور الأعظم و من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه حسرات و من لم ير أن لله عنده نعمة إلا في مطعم و مشرب قل عمله و كبر جهله و من نظر إلى ما في أيدي الناس طال حزنه و دام أسفه

 و قال ص حسن الخلق و صلة الأرحام و بر القرابة تزيد في الأعمار و تعمر الديار و لو كان القوم فجارا

 و قال ص إن الله يحب الأتقياء الأخفياء الذين إذا حضروا لم يعرفوا و إذا غابوا لم يفقدوا قلوبهم مصابيح الهدى منجون من كل غبراء مظلمة

    و قال ص الوحدة من قرين السوء و الحزم أن تستشير ذا الرأي و تطيع أمره

 و قال ص جاملوا الأشرار بأخلاقهم تسلموا من غوائلهم و باينوهم بأعمالكم كيلا تكونوا منهم

 و قال ص لو أن المؤمن أقوم من قدح لكان له من الناس عامر و اعلموا أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم

 و قال ص ما من أحد ولي شيئا من أمور المسلمين فأراد الله به خيرا إلا جعل الله له وزيرا صالحا إن نسي ذكره و إن ذكر أعانه و إن هم بشر كفه و زجره

 و قال ص إن الله يبغض البخيل في حياته السخي عند وفاته

 و قال ص ادعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة و اعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل

 و قال ص الأمل رحمة لأمتي و لو لا الأمل ما رضعت والده ولدها و لا غرس غارس شجرا

 و قال ص إذا أشار عليك العاقل الناصح فاقبل و إياك و الخلاف عليهم فإن فيه الهلاك و عاد ص رجلا من الأنصار فقال جعل الله ما مضى كفارة و أجرا و ما بقي عافية و شكرا

 و قال ص خلقان لا يجتمعان في مؤمن الشح و سوء الخلق

 و قال ص ويل للذين يجتلبون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من لين ألسنتهم كلامهم أحلى من العسل و قلوبهم قلوب الذئاب يقول الله تعالى أ بي يغترون أم علي يجترءون فو عزتي و جلالي لأبعثن عليهم فتنة تذر الحليم منهم حيران و كتب ص إلى بعض أصحابه يعزيه أما بعد فعظم الله جل اسمه لك الأجر و ألهمك الصبر و رزقنا و إياك الشكر إن أنفسنا و أموالنا و أهالينا مواهب الله الهنيئة و عواريه المستردة بها إلى أجل معدود و يقبضها لوقت معلوم و قد جعل الله تعالى علينا   الشكر إذا أعطى و الصبر إذا ابتلى و قد كان ابنك من مواهب الله تعالى في غبطة و سرور و قبضه منك بأجر مدخور إن صبرت و احتسبت فلا تجزعن أن تحبط جزعك أجرك و أن تندم غدا على ثواب مصيبتك فإنك لو قدمت على ثوابها علمت أن المصيبة قد قصرت عنها و اعلم أن الجزع لا يرد فائتا و لا يدفع حسن قضاء فليذهب أسفك ما هو نازل بك مكان ابنك و السلام

9-  كتاب الإمامة و التبصرة، عن هارون بن موسى عن محمد بن علي عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن ابن فضال عن الصادق عن أبيه عن آبائه ع عن النبي ص قال الشقي من شقي في بطن أمه

 و منه بهذا الإسناد عن النبي ص شر الرواية رواية الكذب و شر الأمور محدثاتها و شر العمى عمى القلب و شر الندامة ندامة يوم القيامة و شر الكسب كسب الربا و شر المأكل أكل مال اليتيم ظلما

 و منه بهذا الإسناد قال ص الشباب شعبة من الجنون

 و منه بهذا الإسناد قال ص الشيخ شاب على حب أنيس و طول حياة و كثرة مال

 و منه عن الحسن الحمزة العلوي عن علي بن محمد بن أبي القاسم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص صديق كل امرئ عقله و عدوه جهله

 و قال ص صديق عدو علي عدو علي

 و منه عن سهل بن أحمد عن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص العلم رائد و العقل سائق و النفس حرون

    و منه بهذا الإسناد قال ص العقل هدية

 و منه بهذا الإسناد قال ص عش ما شئت فإنك ميت و أحبب من شئت فإنك مفارقه و أعمل ما شئت فإنك ملاقيه

 و منه بهذا الإسناد العلم رأس الخير كله و الجهل رأس الشر كله

 و منه بهذا الإسناد علموا و لا تعنفوا فإن المعلم العالم خير من المعنف

 و منه عن أحمد بن علي عن محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص غريبتان غريبة كلمة حكم من سفيه فاقبلوها و كلمة سفه من حكيم فاغفروها

10-  أعلام الدين، للديلمي أربعون حديثا رواها ابن ودعان بحذف الأسناد الأول عن أنس قال خطبنا رسول الله ص على ناقته العضباء فقال أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب و كأن الحق على غيرنا وجب و كأن ما نسمع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون نبوئهم أجداثهم و نأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم قد نسينا كل واعظة و أمنا كل جائحة طوبى لمن أنفق ما اكتسبه من غير معصية و جالس أهل الفقه و الحكمة و خالط أهل الذلة و المسكنة طوبى لمن ذلت نفسه و حسنت خليقته و صلحت سريرته و عزل عن الناس شره طوبى لمن أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من قوله و وسعته السنة و لم تشتهره البدعة

 الثاني عن علقمة بن الحصين قال سمعت قيس بن عاصم المنقري يقول قدمت على رسول الله ص في وفد من جماعة من بني تميم فقال لي اغتسل بماء و سدر   ففعلت ثم عدت إليه و قلت يا رسول الله عظنا عظة ننتفع بها فقال يا قيس إن مع العز ذلا و إن مع الحياة موتا و إن مع الدنيا آخرة و إن لكل شي‏ء حسيبا و على كل شي‏ء رقيبا و إن لكل حسنة ثوابا و لكل سيئة عقابا و إن لكل أجل كتابا و إنه يا قيس لا بد لك من قرين يدفن معك و هو حي و تدفن معه و أنت ميت فإن كان كريما أكرمك و إن كان لئيما أسلمك لا يحشر إلا معك و لا تحشر إلا معه و لا تسأل إلا عنه و لا تبعث إلا معه فلا تجعله إلا صالحا فإنه إن كان صالحا لم تأنس إلا به و إن كان فاحشا لا تستوحش إلا منه و هو عملك فقال ليس قيس يا رسول الله لو نظم هذا شعر لافتخرت به على من يلينا من العرب فقال رجل من أصحابه يقال له الصلصال قد حضر فيه شي‏ء يا رسول الله أ فتأذن لي بإنشاده فقال نعم فأنشأ يقول

تخير قرينا من فعالك إنما قرين الفتى في القبر ما كان يفعل‏فلا بد للإنسان من أن يعده ليوم ينادى المرء فيه فيقبل‏فإن كنت مشغولا بشي‏ء فلا تكن بغير الذي يرضى به الله تشغل‏فما يصحب الإنسان من بعد موته و من قبله إلا الذي كان يعمل‏ألا إنما الإنسان ضيف لأهله يقيم قليلا عندهم ثم يرحل

 الثالث عن أبي الدرداء قال خطبنا رسول الله ص يوم جمعة فقال أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا و بادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشتغلوا و أصلحوا الذي بينكم و بين ربكم تسعدوا و أكثروا من الصدقة ترزقوا و أمروا بالمعروف تحصنوا و انتهوا عن المنكر تنصروا يا أيها الناس إن أكيسكم أكثركم ذكرا للموت و إن أحزمكم أحسنكم استعدادا له ألا و إن من علامات العقل التجافي عن دار الغرور و الإنابة إلى دار الخلود و التزود لسكنى القبور و التأهب ليوم النشور

    الرابع عن ابن عباس قال سمعت رسول الله ص يقول في خطبته أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم و إن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم إن المؤمن بين مخافتين يوم قد مضى لا يدري ما الله قاض فيه و يوم قد بقي لا يدري ما الله صانع به فليأخذ العبد لنفسه من نفسه و من دنياه لآخرته و من شبابه لهرمه و من صحته لسقمه و من حياته لوفاته فو الذي نفسي بيده و ما بعد الموت من مستعتب و لا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار

 الخامس عن أبي سعيد الخدري قال خطبنا رسول الله ص قال في خطبته لا عيش إلا لعالم ناطق أو مستمع واع أيها الناس إنكم في زمان هدنة و إن السير بكم سريع و قد رأيتم الليل و النهار كيف يبليان كل جديد و يقربان كل بعيد و يأتيان بكل موعود فقال له المقداد يا نبي الله و ما الهدنة فقال دار بلاء و انقطاع فإذا التبست عليكم الأمور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع و صادق مصدق و من جعله أمامه قاده إلى الجنة و من جعله خلفه ساقه إلى النار و هو أوضح دليل إلى خير سبيل من قال به صدق و من عمل به أجر و من حكم به عدل

 السادس عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله ص لا يكمل عبد الإيمان بالله حتى يكون فيه خمس خصال التوكل على الله و التفويض إلى الله و التسليم لأمر الله و الرضا بقضاء الله و الصبر على بلاء الله إنه من أحب في الله و أبغض في الله و أعطى لله و منع لله فقد استكمل الإيمان

 السابع عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله ص يقول في خطبته أيها الناس إن العبد لا يكتب من المسلمين حتى يسلم الناس من يده و لسانه و لا ينال درجة المؤمنين حتى يأمن أخوه بوائقه و جاره بوادره و لا يعد من المتقين حتى   يدع ما لا بأس به حذارا عما به البأس إنه من خاف البيات أدلج و من أدلج المسير وصل و إنما تعرفون عواقب أعمالكم لو قد طويت صحائف آجالكم أيها الناس إن نية المؤمن خير من عمله و نية الفاسق شر من عمله

 الثامن عن ابن عباس قال قال رسول الله ص من انقطع إلى الله كفاه كل مئونة و من انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها و من حاول أمرا بمعصية الله كان أبعد له مما رجا و أقرب مما اتقى و من طلب محامد الناس بمعاصي الله عاد حامده منهم ذاما و من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إليهم و من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله شرهم و من أحسن ما بينه و بين الله كفاه الله ما بينه و بين الناس و من أحسن سريرته أصلح الله علانيته و من عمل لآخرته كفى الله أمر دنياه

 التاسع عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله ص رحم الله عبدا تكلم فغنم أو سكت فسلم إن اللسان أملك شي‏ء للإنسان ألا و إن كلام العبد كله عليه إلا ذكر الله تعالى أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو إصلاح بين المؤمنين فقال له معاذ بن جبل يا رسول الله أ نؤاخذ بما نتكلم فقال و هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم فمن أراد السلامة فليحفظ ما جرى به لسانه و ليحرس ما انطوى عليه جنانه و ليحسن عمله و ليقصر أمله ثم لم يمض إلا أيام حتى نزلت هذه الآية لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ

 العاشر عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله ص لا تسبوا الدنيا فنعمت مطية المؤمن فعليها يبلغ الخير و بها ينجو من الشر إنه إذا قال العبد لعن الله الدنيا قالت الدنيا لعن الله أعصانا لربه فأخذ الشريف الرضي بهذا المعنى فنظمه بيتا

يقولون الزمان به فساد فهم فسدوا و ما فسد الزمان

    الحادي عشر عن ابن عباس قال قال رسول الله ص يرى جزاء ما قدم و قلة غنا ما خلف و لعله من حق منعه و من باطل جمعه

 الثاني عشر عن ابن عباس قال قال رسول الله ص أيها الناس إن الرزق مقسوم لن يعدو امرأ ما قسم له فأجملوا في الطلب و إن العمر محدود لن يتجاوز أحد ما قدر له فبادروا قبل نفاد الأجل و الأعمال المحصية

 الثالث عشر عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله ص يقول في بعض خطبه و مواعظه أ ما رأيتم المأخوذين على العزة و المزعجين بعد الطمأنينة الذين أقاموا على الشبهات و جنحوا إلى الشهوات حتى أتتهم رسل ربهم فلا ما كانوا أملوا أدركوا و لا إلى ما فاتهم رجعوا قدموا على ما عملوا و ندموا على ما خلفوا و لن يغني الندم و قد جف القلم فرحم الله امرأ قدم خيرا و أنفق قصدا و قال صدقا و ملك دواعي شهوته و لم تملكه و عصى أمر نفسه فلم تملكه

 الرابع عشر عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص أيها الناس لا تعطوا الحكمة غير أهلها فتظلموها و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم و لا تعاقبوا ظالما فيبطل فضلكم و لا تراءوا الناس فيحبط عملكم و لا تمنعوا الموجود فيقل خيركم أيها الناس إن الأشياء ثلاثة أمر استبان رشده فاتبعوه و أمر استبان غيه فاجتنبوه و أمر اختلف عليكم فردوه إلى الله أيها الناس أ لا أنبئكم بأمرين خفيف مئونتهما عظيم أجرهما لم يلق الله بمثلهما طول الصمت و حسن الخلق

 الخامس عشر عن ابن عمر قال خطبنا رسول الله ص خطبة ذرفت منها العيون و وجلت منها القلوب فكان مما ضبطت منها أيها الناس إن أفضل الناس عبدا من تواضع عن رفعة و زهد عن رغبة و أنصف عن قوة و حلم عن قدرة ألا و إن أفضل الناس عبد أخذ في الدنيا الكفاف و صاحب فيها العفاف و تزود للرحيل و تأهب للمسير ألا و إن أعقل الناس عبد عرف ربه فأطاعه و عرف عدوه فعصاه و عرف دار إقامته فأصلحها و عرف سرعة رحيله فتزود لها ألا و إن   خير الزاد ما صحبه التقوى و خير العمل ما تقدمته النية و أعلى الناس منزلة عند الله أخوفهم منه

 السادس عشر عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص إنما يؤتى الناس يوم القيامة عن إحدى من ثلاث إما من شبهة في الدين ارتكبوها أو شهوة للذة آثروها أو عصبية لحمة أعملوها فإذا لاحت لكم شبهة في الدين فاجلوها باليقين و إذا عرضت لكم شهوة فاقمعوها بالزهد و إذا عنت لكم غضبة فأدوها بالعفو إنه ينادي مناد يوم القيامة من كان له على الله أجر فليقم فلا يقوم إلا العافون أ لم تسمعوا قوله تعالى فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ

 السابع عشر قال عبد الله بن مسعود قال رسول الله ص قال الله تعالى يا ابن آدم تؤتى كل يوم برزقك و أنت تحزن و ينقص كل يوم من عمرك و أنت تفرح أنت فيما يكفيك و تطلب ما يطغيك لا بقليل تقنع و لا من كثير تشبع

 الثامن عشر عن أبي هريرة قال بينا رسول الله ص جالس إذا رأيناه ضاحكا حتى بدت ثناياه فقلنا يا رسول الله مما ضحكت فقال رجلان من أمتي جيئا بين يدي ربي فقال أحدهما يا رب خذ لي بمظلمتي من آخر فقال الله تعالى أعط أخاك مظلمته فقال يا رب لم يبق من حسناتي شي‏ء فقال يا رب فليحمل من أوزاري ثم فاضت عينا رسول الله ص و قال إن ذلك اليوم ليوم تحتاج الناس فيه إلى من يحمل عنهم أوزارهم ثم قال الله تعالى للطالب بحقه ارفع بصرك إلى الجنة فانظر ما ذا ترى فرفع رأسه فرأى ما أعجبه من الخير و النعمة فقال يا رب لمن هذا فقال لمن أعطاني ثمنه فقال يا رب و من يملك ثمن ذلك فقال أنت فقال كيف بذلك فقال بعفوك عن أخيك فقال قد عفوت فقال الله تعالى فخذ بيد أخيك فادخلا الجنة فقال رسول الله ص فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ

    التاسع عشر عن أنس بن مالك قال قالوا يا رسول الله من أولياء الله الذين لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ فقال الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها فاهتموا بآجلها حين اهتم الناس بعاجلها فأماتوا منها ما خشوا أن يميتهم و تركوا منها ما علموا أن سيتركهم فما عرض لهم منها عارض إلا رفصوه و لا خادعهم من رفعتها خادع إلا وضعوه خلقت الدنيا عندهم فما يجددونها و خربت بينهم فما يعمرونها و ماتت في صدورهم فما يحبونها بل يهدمونها فيبنون بها آخرتهم و يبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم نظروا إلى أهلها صرعى قد حلت بهم المثلاث فما يرون أمانا دون ما يرجون و لا خوفا دون ما يحذرون

 العشرون عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله ص يقول إنما أنتم خلف ماضين و بقية متقدمين كانوا أكبر منكم بسطة و أعظم سطوة فأزعجوا عنها أسكن ما كانوا إليها و غدرت بهم و أخرجوا منها أوثق ما كانوا بها فلم يمنعهم قوة عشيرة و لا قبل منهم بذل فدية فارحلوا أنفسكم بزاد مبلغ قبل أن تأخذوا على فجأة و قد غفلتم عن الاستعداد

 الحادي و العشرون عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر قال قال لي رسول الله ص كن في الدنيا كأنك غريب و عابر سبيل و اعدد نفسك في الموتى و إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء و إذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح و خذ من صحتك لسقمك و من شبابك لهرمك و من حياتك لوفاتك فإنك لا تدري ما اسمك غدا

 الثاني و العشرون عن ابن عباس قال قال رسول الله ص في بعض خطبه أو مواعظه أيها الناس لا يشغلنكم دنياكم عن آخرتكم فلا تؤثروا هواكم على طاعة ربكم و لا تجعلوا إيمانكم ذريعة إلى معاصيكم و حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و مهدوا لها قبل أن تعذبوا و تزودوا للرحيل قبل أن تزعجوا فإنها موقف عدل و اقتضاء حق و سؤال عن واجب و قد أبلغ في الإعذار من تقدم بالإنذار

    الثالث و العشرون عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله ص يقول عند منصرفه من أحد و الناس يحدقون به و قد أسند ظهره إلى طلحة أيها الناس أقبلوا على ما كلفتموه من إصلاح آخرتكم و أعرضوا عما ضمن لكم من دنياكم و لا تستعملوا جوارحا غذيت بنعمته في التعرض لسخطه بنقمته و اجعلوا شغلكم في التماس مغفرته و اصرفوا همتكم بالتقرب إلى طاعته إنه من بدأ بنصيبه من الدنيا فإنه نصيبه من الآخرة و لم يدرك منها ما يريد و من بدأ بنصيبه من الآخرة وصل إليه من الدنيا

 الرابع و العشرون عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص إياكم و فضول المطعم فإنه يسم القلب بالقسوة و يبطئ بالجوارح عن الطاعة و يصم الهمم عن سماع الموعظة و إياكم و فضول النظر فإنه يبدر الهوى و يولد الغفلة و إياكم و استشعار الطمع فإنه يشوب القلب شدة الحرص و يختم على القلوب بطابع حب الدنيا و هو مفتاح كل سيئة و رأس كل خطيئة و سبب إحباط كل حسنة

 الخامس و العشرون عن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله ص يقول إنما هو خير يرجى أو شر يتقى أو باطل عرف فاجتنب أو حق يتعين فطلب و آخرة أظل إقبالها فسعى لها و دنيا عرف نفادها فأعرض عنها و كيف يعمل للآخرة من لا ينقطع من الدنيا رغبته و لا تنقضي فيها شهوته إن العجب كل العجب لمن صدق بدار البقاء و هو يسعى لدار الفناء و عرف أن رضا الله في طاعته و هو يسعى في مخالفته

 السادس و العشرون عن أبي أيوب الأنصاري قال سمعت رسول الله ص يقول حلوا أنفسكم الطاعة و ألبسوها قناع المخالفة فاجعلوا آخرتكم لأنفسكم و سعيكم لمستقركم و اعلموا أنكم عن قليل راحلون و إلى الله صائرون و لا   يغني عنكم هنالك إلا صالح عمل قدمتموه و حسن ثواب أحرزتموه فإنكم إنما تقدمون على ما قدمتم و تجازون على ما أسلفتم فلا تخدعنكم زخارف دنيا دنية عن مراتب جنات علية فكان قد انكشف القناع و ارتفع الارتياب و لاقى كل امرئ مستقره و عرف مثواه و منقلبه

 السابع و العشرون عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص في خطبته لا تكونوا ممن خدعته العاجلة و غرته الأمنية فاستهوته الخدعة فركن إلى دار السوء سريعة الزوال وشيكة الانتقال إنه لم يبق من دنياكم هذه في جنب ما مضى إلا كإناخة راكب أو صر حالب فعلى ما تعرجون و ما ذا تنتظرون فكأنكم و الله و ما أصبحتم فيه من الدنيا لم يكن و ما يصيرون إليه من الآخرة لم يزل فخذوا أهبة لا زوال لنقله و أعدوا الزاد لقرب الرحلة و اعلموا أن كل امرئ على ما قدم قادم و على ما خلف نادم

 الثامن و العشرون عن عبد الله بن عباس قال سمعت رسول الله ص يقول أيها الناس بسط الأمل متقدم حلول الأجل و المعاد مضمار العمل فمغتبط بما احتقب غانم و متيسر بما فاته نادم أيها الناس إن الطمع فقر و اليأس غنى و القناعة راحة و العزلة عبادة و العمل كنز و الدنيا معدن و الله ما يساوي ما مضى   من دنياكم هذه بأهداب بردي هذا و لما بقي منها أشبه بما مضى من الماء بالماء و كل إلى بقاء وشيك و زوال قريب فبادروا العمل و أنتم في مهل الأنفاس و جدة الأحلاس قبل أن تأخذوا بالكظم فلا ينفع الندم

 التاسع و العشرون عن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله ص يقول يكون أمتي في الدنيا على ثلاثة أطباق أما الطبق الأول فلا يحبون جمع المال و ادخاره و لا يسعون في اقتنائه و احتكاره و إنما رضاهم من الدنيا سد جوعة و ستر عورة و غناهم فيها ما بلغ بهم الآخرة فأولئك الآمنون الذين لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ و أما الطبق الثاني فإنهم يحبون جمع المال من أطيب وجوهه و أحسن سبيله يصلون به أرحامهم و يبرون به إخوانهم و يواسون به فقراءهم و لعض أحدهم على الرضيف أيسر عليه من أن يكتسب درهما من غير حله أو يمنعه من حقه أن يكون له خازنا إلى حين موته فأولئك الذين إن نوقشوا عذبوا و إن عفي عنهم سلموا و أما الطبق الثالث فإنهم يحبون جمع المال مما حل و حرم و منعه مما افترض و وجب إن أنفقوه أنفقوه إسرافا و بدارا و إن أمسكوه أمسكوه بخلا و   احتكارا أولئك الذين ملكت الدنيا زمام قلوبهم حتى أوردتهم النار بذنوبهم

 الثلاثون عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله تعالى و أن تحمدهم على رزق الله تعالى و أن تذمهم على ما لم يؤتك الله إن رزق الله لا يجره حرص حريص و لا يرده كراهة كاره إن الله تبارك اسمه بحكمته جعل الروح و الفرح في الرضا و اليقين و جعل الهم و الحزن في الشك و السخط إنك إن تدع شيئا لله إلا أتاك الله خيرا منه و إن تأتي شيئا تقربا إلى الله تعالى إلا أجزل الله لك الثواب عنه فاجعلوا همتكم الآخرة لا ينفد فيها ثواب المرضي عنه و لا ينقطع فيها عقاب المسخوط عليه

 الحادي و الثلاثون عن ابن عمر قال قال رسول الله ص ليس شي‏ء تباعدكم من النار إلا و قد ذكرته لكم و لا شي‏ء يقربكم من الجنة إلا و قد دللتكم عليه إن روح القدس نفث في روعي أنه لن يموت عبد منكم حتى يستكمل رزقه فأجملوا في الطلب فلا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوا شيئا من فضل الله بمعصيته فإنه لن ينال ما عند الله إلا بطاعته ألا و إن لكل امرئ رزقا هو يأتيه لا محالة فمن رضي به بورك له فيه و وسعه و من لم يرض به لم يبارك له فيه و لم يسعه إن الرزق ليطلب الرجل كما يطلبه أجله

 الثاني و الثلاثون عن عيسى بن عمر عن معاوية قال سمعت رسول الله ص يقول في خطبة أحد العيدين الدنيا دار بلاء و منزل بلغة و عناء قد نزعت عنها نفوس السعداء و انتزعت بالكرة من أيدي الأشقياء فأسعد الناس بها أرغبهم عنها و أشغلهم بها أرغبهم فيها فهي الغاشة لمن استنصحها و المغوية لمن أطاعها و الخاترة لمن انقاد إليها و الفائز من أعرض عنها و الهالك من هوى فيها طوبى لعبد   اتقى منها ربه و قدم توبته و غلب شهوته من قبل أن تلقيه الدنيا إلى الآخرة فيصبح في بطن موحشة غبراء مدلهمة ظلماء لا يستطيع أن يزيد في حسنته و لا ينقص من سيئته ثم ينشر فيحشر إما إلى الجنة يدوم نعيمها أو إلى النار لا ينفد عذابها

 الثالث و الثلاثون عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله ص يقول يا معشر المسلمين شمروا فإن الأمر جد و تأهبوا فإن الرحيل قريب و تزودوا فإن السفر بعيد و خففوا أثقالكم فإن وراءكم عقبة كئودا و لا يقطعها إلا المخفون أيها الناس إن بين يدي الساعة أمورا شدادا و أهوالا عظاما و زمانا صعبا يتملك فيه الظلمة و يتصدر فيه الفسقة و يضام فيه الآمرون بالمعروف و يضطهد فيه الناهون عن المنكر فأعدوا لذلك الإيمان و عضوا عليه بالنواجذ و الجئوا إلى العمل الصالح و أكرهوا عليه النفوس تفضوا إلى النعيم الدائم

 الرابع و الثلاثون عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله ص يقول لرجل يعظه ارغب فيما عند الله يحبك الله و ازهد ما في أيدي الناس يحبك الناس إن الزاهد في الدنيا يريح و يريح قلبه و بدنه في الدنيا و الآخرة و الراغب فيها يتعب قلبه و بدنه في الدنيا و الآخرة ليجيئن أقوام يوم القيامة لهم حسنات كأمثال الجبال فيأمر بهم إلى النار فقيل يا نبي الله أ مصلون كانوا قال نعم كانوا يصلون و يصومون و يأخذون وهنا من الليل لكنهم إذا لاح لهم شي‏ء من أمر الدنيا وثبوا عليه

    الخامس و الثلاثون عن نافع عن ابن عمر قال سمعت رسول الله ص يقول أيها الناس هذه دار ترح لا دار فرح و دار التواء لا دار استواء فمن عرفها لم يفرح لرجاء و لم يحزن لشقاء ألا و إن الله خلق الدنيا دار بلوى و الآخرة دار عقبى فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سببا و ثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضا فيأخذ ليعطي و يبتلي ليجزي و إنها لسريعة الذهاب و وشيكة الانقلاب فاحذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها و اهجروا لذيذ عاجلها لكربة آجلها و لا تسعوا في عمارة قد قضى الله خرابها و لا تواصلوها و قد أراد الله منكم اجتنابها فتكونوا لسخطه متعرضين و لعقوبته مستحقين

 السادس و الثلاثون عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله ص يقول أيها الناس اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ و اسعوا في مرضاته و أيقنوا من الدنيا بالفناء و من الآخرة بالبقاء و اعملوا لما بعد الموت فكأنكم بالدنيا لم تكن و بالآخرة لم تزل أيها الناس إن من في الدنيا ضيف و ما في أيديهم عارية و إن الضيف مرتحل و العارية مردودة ألا و إن الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر و الفاجر و الآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك عادل قادر فرحم الله امرأ ينظر لنفسه و مهد لرمسه ما دام رسنه مرخيا و حبله على غاربه ملقيا قبل أن ينفد أجله و ينقطع عمله

 السابع و الثلاثون عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله ص لرجل و هو يوصيه أقلل من الشهوات يسهل عليك الفقر و أقلل من الذنوب يسهل عليك الموت و قدم مالك أمامك يسرك اللحاق به و اقنع بما أوتيته يخف عليك الحساب و لا تتشاغل عما فرض عليك بما قد ضمن لك فإنه ليس بفائتك ما قد قسم لك   و لست بلاحق ما قد زوي عنك فلا تك جاهدا فيما أنصح نافدا و اسع لملك لا زوال له في منزل لا انتقال عنه

 الثامن و الثلاثون عن ابن عباس قال سمعت رسول الله ص يقول إنه ما سكن حب الدنيا قلب عبد إلا التاط فيها بثلاث شغل لا ينفد عناؤه و فقر لا يدرك غناه و أمل لا ينال منتهاه ألا إن الدنيا و الآخرة طالبتان و مطلوبتان فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل رزقه و طالب الدنيا تطلبه الآخرة حتى يأخذه الموت بغتة ألا و إن السعيد من اختار باقية يدوم نعيمها على فانية لا ينفد عذابها و قدم لما تقدم عليه مما هو في يديه قبل أن يخلفه لمن يسعد بإنفاقه و قد شقي هو بجمعه

 التاسع و الثلاثون عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص ألا إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة و الآخرة قد احتملت مقبلة ألا و إنكم في يوم عمل لا حساب فيه و يوشك أن تكونوا في يوم حساب ليس فيه عمل و إن الله يعطي الدنيا من يحب و يبغض و لا يعطي الآخرة إلا لمن يحب و إن للدنيا أبناء و للآخرة أبناء فكونوا من أبناء الآخرة و لا تكونوا من أبناء الدنيا إن شر ما أتخوف عليكم اتباع الهوى و طول الأمل فاتباع الهوى يصرف قلوبكم عن الحق و طول الأمل يصرف هممكم إلى الدنيا و ما بعدهما لأحد من خير يرجاه في دنيا و لا آخرة

 الأربعون عن الزهري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص ما من بيت إلا و ملك الموت يقف على بابه كل يوم خمس مرات فإذا وجد الإنسان قد نفد أجله و انقطع أكله ألقى عليه الموت فغشيته كرباته و غمرته غمراته فمن أهل بيته الناشرة شعرها و الضاربة وجهها الصارخة بويلها الباكية بشجوها   فيقول ملك الموت ويلكم مم الجزع و فيم الفزع و الله ما أذهبت لأحد منكم مالا و لا قربت له أجلا و لا أتيته حتى أمرت و لا قبضت روحه حتى استأمرت و إن لي إليكم عودة ثم عودة حتى لا أبقى منكم أحدا ثم قال رسول الله ص و الذي نفسي بيده لو يرون مكانه و يسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم و بكوا على نفوسهم حتى إذا حمل الميت على نعشه رفرف روحه فوق النعش و هو ينادي يا أهلي و ولدي لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي جمعته من حله و من غير حله و خلفته لغيري و المهنأ له و التبعات علي فاحذروا من مثل ما نزل

11-  روى الشهيد الثاني قدس الله روحه في كتاب الغيبة بإسناده عن شيخ الطائفة عن المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن أبيه عن عبد الله بن سليمان النوفلي قال كنت عند جعفر بن محمد الصادق ع فإذا بمولى لعبد الله النجاشي قد ورد عليه فسلم و أوصل إليه كتابه ففضه و قرأه إذا أول سطر فيه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أطال الله بقاء سيدي و جعلني من كل سوء فداءه و لا أراني فيه مكروها فإنه ولي ذلك و القادر عليه اعلم سيدي و مولاي إلى أن قال إني بليت بولاية الأهواز فإن رأى سيدي و مولاي أن يحد لي حدا أو يمثل لي مثالا لأستدل به على ما يقربني إلى الله عز و جل و إلى رسوله و يلخص لي في كتابه ما يرى لي العمل به و فيما أبذله و ابتذله و أين أضع زكاتي و فيمن أصرفها و بمن آنس و إلى من أستريح و بمن أثق و آمن و ألجأ إليه بسري فعسى أن يخلصني الله بهدايتك فإنك حجة الله على خلقه و أمينه في بلاده لا زالت نعمته عليك قال عبد الله بن سليمان فأجابه أبو عبد الله ع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ جاملك الله بصنعه و لطف بك بمنه و كلأك برعايته فإنه ولي ذلك أما بعد فقد جاء إلي رسولك بكتابك فقرأته و فهمت جميع ما ذكرته و سألت عنه و زعمت أنك بليت بولاية الأهواز فسرني ذلك و ساءني و سأخبرك بما ساءني من ذلك و ما سرني إن شاء الله فأما سروري بولايتك فقلت عسى أن يغيث   الله بك ملهوفا خائفا من أولياء آل محمد ص و يعز بك ذليلهم و يكسو بك عاريهم و يقوي بك ضعيفهم و يطفي بك نار المخالفين عنهم و أما الذي ساءني من ذلك فإن أدنى ما أخاف عليك أن تعثر بولي لنا فلا تشم حظيرة القدس فإني ملخص لك جميع ما سألت عنه إن أنت عملت به و لم تجاوزه رجوت أن تسلم إن شاء الله أخبرني يا عبد الله أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب ع عن رسول الله ص أنه قال من استشاره أخوه المسلم فلم يمحضه النصيحة سلبه الله لبه و اعلم أني سأشير عليك برأي إن أنت عملت به تخلصت مما أنت متخوفه و اعلم أن خلاصك مما بك من حقن الدماء و كف الأذى عن أولياء الله و الرفق بالرعية و التأني و حسن المعاشرة مع لين في غير ضعف و شدة في غير عنف و مداراة صاحبك و من يرد عليك من رسله و ارتق فتق رعيتك بأن توفقهم على ما وافق الحق و العدل إن شاء الله إياك و السعاة و أهل النمائم فلا يلتزقن بك أحد منهم و لا يراك الله يوما و لا ليلة و أنت تقبل منهم صرفا و لا عدلا فيسخط الله عليك و يهتك سترك و احذر مكر خوز الأهواز فإن أبي أخبرني عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنه قال الإيمان لا يثبت في قلب يهودي و لا خوزي أبدا فأما من تأنس به و تستريح إليه و تلجي‏ء أمورك إليه فذلك الرجل الممتحن المستبصر الأمين الموافق لك على دينك و ميز أعوانك و جرب الفريقين فإن رأيت هناك رشدا فشأنك و إياه و إياك أن تعطي درهما أو تخلع ثوبا أو تحمل على دابة في غير ذات الله لشاعر أو مضحك أو متمزح إلا أعطيت مثله في ذات الله و لتكن جوائزك و عطاياك و خلعك

   للقواد و الرسل و الأخبار و أصحاب الرسائل و أصحاب الشرط و الأخماس و ما أردت أن تصرفه في وجوه البر و النجاح و العتق و الصدقة و الحج و المشرب و الكسوة التي تصلي فيها و تصل بها و الهدية التي تهديها إلى الله عز و جل و إلى رسوله ص من أطيب مكسبك و من طرق الهدايا يا عبد الله اجهد أن لا تكنز ذهبا و لا فضة فتكون من أهل هذه الآية وَ الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ و لا تستصغرن شيئا من حلو أو من فضل طعام و تصرفه في بطون خالية فسكن بها غضب الرب تبارك و تعالى و اعلم أني سمعت أبي يحدث عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنه سمع النبي ص يقول لأصحابه يوما ما آمن بالله و اليوم الآخر من بات شبعانا ]شبعان[ و جاره جائع فقلنا هلكنا يا رسول الله فقال من فضل طعامكم و من فضل تمركم و ورقكم و خلقكم و خرقكم تطفئون بها غضب الرب و سأنبئك بهوان الدنيا و هوان زخرفها على من مضى من السلف و التابعين ثم ذكر حديث زهد أمير المؤمنين ع في الدنيا و طلاقه لها إلى أن قال و قد وجهت إليك بمكارم الدنيا و الآخرة عن الصادق المصدق رسول الله ص فإن أنت عملت بما نصحت لك في كتابي ثم كانت عليك من الذنوب و الخطايا كمثل أوزان الجبال و أمواج البحار رجوت الله أن يتجافى عنك جل و عز بقدرته يا عبد الله إياك عن تخيف مؤمنا فإن أبي محمد بن علي حدثني عن أبيه عن جده   علي بن أبي طالب ع أنه كان يقول من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله يوم لا ظل إلا ظله و حشره في صورة الذر لحمه و جسده و جميع أعضائه حتى يورده مورده و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع عن النبي ص أنه قال من أغاث لهفانا من المؤمنين أغاثه الله يوم لا ظل إلا ظله و آمنه يوم الفزع الأكبر و آمنه من سوء المنقلب و من قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى الله له حوائج كثيرة إحداها الجنة و من كسا أخاه المؤمن من عرى كساه الله من سندس الجنة و إستبرقها و حريرها و لم يزل يخوض في رضوان الله ما دام على المكسو منه سلك و من أطعم أخاه من جوع أطعمه الله من طيبات الجنة و من سقاه من ظمإ سقاه الله من الرحيق المختوم رية و من أخدم أخاه أخدمه الله من الولدان المخلدين و أسكنه مع أوليائه الطاهرين و من حمل أخاه المؤمن على راحلة حمله الله على ناقة من نوق الجنة و باهى به الملائكة المقربين يوم القيامة و من زوج أخاه المؤمن امرأة يأنس بها و تشد عضده و يستريح إليها زوجه الله من الحور العين و آنسه بمن أحبه من الصديقين من أهل بيته و إخوانه و آنسهم به و من أعان أخاه المؤمن على سلطان جائر أعانه الله على إجازة الصراط عند زلة الأقدام و من زار أخاه المؤمن إلى منزله لا حاجة منه إليه كتب من زوار الله و كان حقيقا على الله أن يكرم زائره يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع أنه سمع رسول الله ص و هو يقول لأصحابه يوما معاشر الناس إنه ليس بمؤمن من آمن بلسانه و لم يؤمن بقلبه فلا تتبعوا عثرات المؤمنين فإنه من اتبع عثرة مؤمن اتبع الله عثراته يوم القيامة و فضحه في جوف بيته و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع أنه قال أخذ الله ميثاق المؤمن أن لا يصدق في مقالته و لا ينتصف من عدوه و على أن لا يشفي غيظه إلا بفضيحة نفسه لأن كل مؤمن ملجم و ذلك لغاية قصيرة و راحة طويلة و أخذ الله ميثاق المؤمن على

   أشياء أيسرها عليه مؤمن مثله يقول بمقالته يبغيه و يحسده و الشيطان يغويه و يضله و السلطان يقفو أثره و يتبع عثراته و كافر بالله الذي هو مؤمن به يرى سفك دمه دينا و إباحة حريمه غنما فما بقاء المؤمن بعد هذا يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع عن النبي ص قال نزل علي جبرئيل فقال يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام و يقول اشتققت للمؤمن اسما من أسمائي سميته مؤمنا فالمؤمن مني و أنا منه و من استهان مؤمنا فقد استقبلني بالمحاربة يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع عن النبي ص أنه قال يوما يا علي لا تناظر رجلا حتى تنظر إلى سريرته فإن كانت سريرته حسنة فإن الله عز و جل لم يكن ليخذل وليه و إن يكن سريرته ردية فقد يكفيه مساويه فلو جهدت أن تعمل به أكثر مما عمل في معاصي الله عز و جل ما قدرت عليه يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع عن النبي ص أنه قال أدنى الكفر أن يسمع الرجل من أخيه الكلمة فيحفظها عليه يريد أن يفضحه بها أولئك لا خلاق لهم يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع قال من قال في مؤمن ما رأت عيناه و سمعت أذناه ما يشينه و يهدم مروته فهو من الذين قال الله عز و جل إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع قال من روى عن أخيه المؤمن رواية يريد بها هدم مروته و ثلبه أوبقه الله بخطيئة حتى يأتي بمخرج مما قال و لن يأتي بالمخرج منه أبدا و من أدخل على أخيه المؤمن سرورا فقد أدخل على أهل بيت   رسول الله سرورا و من أدخل على أهل البيت سرورا فقد أدخل على رسول الله ص سرورا و من أدخل على رسول الله ص سرورا فقد سر الله و من سر الله فحقيق على الله أن يدخله جنته ثم إني أوصيك بتقوى الله و إيثار طاعته و الاعتصام بحبله فإنه من اعتصم بحبل الله فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فاتق الله و لا تؤثر أحدا على رضاه و هواه فإنه وصية الله عز و جل إلى خلقه لا يقبل منهم غيرها و لا يعظم سواها و اعلم أن الخلائق لم يوكلوا بشي‏ء أعظم من التقوى فإنه وصيتنا أهل البيت فإن استطعت أن لا تنال من الدنيا شيئا تسأل عنه غدا فافعل قال عبد الله بن سليمان فلما وصل كتاب الصادق ع إلى النجاشي نظر فيه و قال صدق و الله الذي لا إله إلا هو مولاي فما عمل أحد بما في هذا الكتاب إلا نجا فلم يزل عبد الله يعمل به أيام حياته

12-  كتاب الأربعين، في قضاء حقوق المؤمنين لابن أخ السيد عز الدين أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني عن الشريف أبي الحارث محمد بن الحسن الحسيني عن الفقيه قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي عن الشيخ محمد بن علي بن محسن الحلبي عن الشيخ الفقيه أبي الفتح محمد بن علي الكراجكي قال و أخبرني الشيخ الفقيه أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي عن الشيخين أبي محمد عبد الله بن عبد الواحد و أبي محمد عبد الله بن عمر الطرابلسي عن القاضي عبد العزيز أبي كامل الطرابلسي عن الكراجكي عن الشيخ أبي عبد الله المفيد محمد بن محمد بن النعمان عن جعفر بن محمد بن قولويه عن أبيه مثله و فيه بعد قوله و هوان زخرفها على من مضى من السلف و التابعين فقد حدثني محمد بن علي بن الحسين قال لما تجهز الحسين ع إلى الكوفة فأتاه ابن عباس فناشده الله و الرحم أن يكون المقتول باللطف فقال أنا أعرف بمصرعي منك و ما كدي من الدنيا إلا فراقها أ لا أخبرك يا ابن عباس بحديث أمير المؤمنين ع و الدنيا فقال بلى لعمري إني لأحب أن تحدثني بأمرها   فقال قال علي بن الحسين ع سمعت أبا عبد الله الحسين ع يقول حدثني أمير المؤمنين ع قال إني كنت بفدك في بعض حيطانها و قد صارت لفاطمة ع قال فإذا أنا بامرأة قد هجمت علي و في يدي مسحاة و أنا أعمل بها فلما نظرت إليها طار قلبي مما تداخلني من جمالها فشبهتها ببثينة بنت عامر الجمحي و كانت من أجمل نساء قريش فقالت يا ابن أبي طالب هل لك أن تتزوج بي فأغنيك عن هذه المسحاة و أدلك على خزائن الأرض فيكون لك الملك ما بقيت و لعقبك من بعدك فقال لها ع من أنت حتى أخطبك من أهلك قالت أنا الدنيا قال قلت لها فارجعي و اطلبي زوجا غيري فلست من شأني و أقبلت على مسحاتي و أنشأت أقول

لقد خاب من غرته دنيا دنية و ما هي أن غرت قرونا بطائل‏أتتنا على زي العزيز بثينة و زينتها في مثل تلك الشمائل‏فقلت لها غري سواي فإنني عزوف عن الدنيا و لست بجاهل‏و ما أنا و الدنيا فإن محمدا أحل صريعا بين تلك الجنادل‏و هبها أتتنا بالكنوز و درها و أموال قارون و ملك القبائل‏أ ليس جميعا للفناء مصيرنا و يطلب من خزانها بالطوائل‏فغري سواي إنني غير راغب بما فيك من عز و ملك و نائل‏فقد قنعت نفسي بما قد رزقته فشأنك يا دنيا و أهل الغوائل‏فإني أخاف الله يوم لقائه و أخشى عذابا دائما غير زائل

فخرج من الدنيا و ليس في عنقه تبعة لأحد حتى لقي الله محمودا غير ملوم و لا مذموم ثم اقتدت به الأئمة من بعده بما قد بلغكم لم يخلطوا بشي‏ء من بوائقها عليهم السلام أجمعين و أحسن مثواهم