باب 2- العدالة و الخصال التي من كانت فيه ظهرت عدالته و وجبت أخوته و حرمت غيبته

1-  ل، ]الخصال[ أحمد بن إبراهيم بن بكر عن زيد بن محمد البغدادي عن عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من عامل الناس فلم يظلمهم و حدثهم فلم يكذبهم و وعدهم فلم يخلفهم فهو ممن كملت مروته و ظهرت عدالته و وجبت أخوته و حرمت غيبته

 ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة مثله صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه ع مثله

2-  ل، ]الخصال[ أبي عن الكمنداني عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال ثلاث من كن فيه أوجبن له أربعا على الناس من إذا حدثهم لم يكذبهم و إذا خالطهم لم يظلمهم و إذا وعدهم لم يخلفهم   وجب أن يظهر في الناس عدالته و يظهر فيهم مروته و أن تحرم عليهم غيبته و أن تجب عليهم أخوته

3-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن الأزدي عن إبراهيم بن زياد الكرخي عن الصادق ع قال من صلى خمس صلوات في اليوم و الليلة في جماعة فظنوا به خيرا و أجيزوا شهادته

4-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن ابن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن نوح بن شعيب عن محمد بن إسماعيل عن صالح عن علقمة قال قال الصادق جعفر بن محمد ع و قد قلت له يا ابن رسول الله أخبرني عمن تقبل شهادته و من لا تقبل فقال يا علقمة كل من كان على فطرة الإسلام جازت شهادته قال فقلت له تقبل شهادة مقترف بالذنوب فقال يا علقمة لو لم يقبل شهادة المقترفين للذنوب لما قبلت إلا شهادات الأنبياء و الأوصياء صلوات الله عليهم لأنهم هم المعصومون دون سائر الخلق فمن لم تره بعينك يرتكب ذنبا أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان فهو من أهل العدالة و الستر و شهادته مقبولة و إن كان في نفسه مذنبا و من اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية الله عز و جل داخل في ولاية الشيطان و لقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه ع أن رسول الله ص قال من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع الله بينهما في الجنة أبدا و من اغتاب مؤمنا بما ليس فيه انقطعت العصمة بينهما و كان المغتاب في النار خالِداً فِيها وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ قال علقمة فقلت للصادق ع يا ابن رسول الله إن الناس ينسبوننا إلى عظائم الأمور و قد ضاقت بذلك صدورنا فقال ع يا علقمة إن رضا الناس لا يملك و ألسنتهم لا تضبط و كيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله و رسله و حجج الله ع أ لم ينسبوا يوسف ع إلى أنه هم بالزنا أ لم ينسبوا أيوب ع إلى أنه ابتلي بذنوبه أ لم ينسبوا داود ع إلى أنه تبع الطير حتى   نظر إلى امرأة أوريا فهواها و أنه قدم زوجها أمام التابوت حتى قتل ثم تزوج بها أ لم ينسبوا موسى ع إلى أنه عنين و آذوه حتى برأه الله مما قالوا و كان عند الله وجيها أ لم ينسبوا جميع أنبياء الله إلى أنهم سحرة طلبة الدنيا أ لم ينسبوا مريم بنت عمران ع إلى أنها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف أ لم ينسبوا نبينا محمدا ص إلى أنه شاعر مجنون أ لم ينسبوا إلى أنه هوى امرأة زيد بن حارثة فلم يزل بها حتى استخلصها لنفسه أ لم ينسبوه يوم بدر إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء حتى أظهره الله عز و جل على القطيفة و برأ نبيه ع من الخيانة و أنزل بذلك في كتابه وَ ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ أ لم ينسبوه إلى أنه ع ينطق عن الهوى في ابن عمه علي ع حتى كذبهم الله عز و جل فقال سبحانه وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى أ لم ينسبوه إلى الكذب في قوله إنه رسول من الله إليهم حتى أنزل الله عز و جل عليه وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَ أُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا و لقد قال يوما عرج بي البارحة إلى السماء فقيل و الله ما فارق فراشه طول ليلته و ما قالوا في الأوصياء أكثر من ذلك أ لم ينسبوا سيد الأوصياء ع إلى أنه كان يطلب الدنيا و الملك و أنه كان يؤثر الفتنة على السكون و أنه يسفك دماء المسلمين بغير حلها و أنه لو كان فيه خير ما أمر خالد بن الوليد بضرب عنقه أ لم ينسبوه إلى أنه ع أراد أن يتزوج ابنة أبي جهل على فاطمة ع و أن رسول الله ص شكاه على المنبر إلى المسلمين فقال إن عليا يريد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة نبي الله ألا إن فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني و من سرها فقد سرني و من غاظها فقد غاظني

   ثم قال الصادق ع يا علقمة ما أعجب أقاويل الناس في علي ع كم بين من يقول إنه رب معبود و بين من يقول إنه عبد عاص للمعبود و لقد كان قول من ينسبه إلى العصيان أهون عليه من قول من ينسبه إلى الربوبية يا علقمة أ لم يقولوا في الله عز و جل إنه ثالث ثلاثة أ لم يشبهوه بخلقه أ لم يقولوا إنه الدهر أ لم يقولوا إنه الفلك أ لم يقولوا إنه جسم أ لم يقولوا إنه صورة تعالى عن ذلك علوا كبيرا يا علقمة إن الألسنة التي يتناول ذات الله تعالى ذكره بما لا يليق بذاته كيف تحبس عن تناولكم بما تكرهونه ف اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ فإن بني إسرائيل قالوا لموسى أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَ مِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا فقال الله عز و جل قل لهم يا موسى عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَ يَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ