باب 49- ذي اللسانين و ذي الوجهين

1-  مع، ]معاني الأخبار[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن محمد العطار عن ابن أبي الخطاب عن ابن فضال عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن داود بن فرقد عن أبي شيبة الزهري عن الباقر ع قال بئس العبد عبد يكون ذا وجهين و ذا لسانين يطري   أخاه شاهدا و يأكله غائبا إن أعطي حسده و إن ابتلي خذله

 ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن علي بن النعمان مثله ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان مثله

2-  ثو، ]ثواب الأعمال[ بهذا الإسناد عن أبي شيبة عن أبي جعفر ع قال بئس العبد عبد همزة لمزة يقبل بوجه و يدبر بآخر

3-  مع، ]معاني الأخبار[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن موسى بن عمر عن ابن سنان عن عون بن معين عن ابن أبي يعفور عن الصادق ع من لقي الناس بوجه و عابهم بوجه جاء يوم القيامة و له لسانان من نار

4-  ل، ]الخصال[ أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري مثله و فيه المؤمنين بدل الناس و أتى بدل جاء

5-  ل، ]الخصال[ أبي عن محمد العطار عن الأشعري عن البرقي عن أبي الجوزاء عن ابن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه ع قال قال رسول الله ص يجي‏ء يوم القيامة ذو الوجهين دالعا لسانه في قفاه و آخر من قدامه يلتهبان نارا حتى يلهبا جسده ثم يقال هذا الذي كان في الدنيا ذا وجهين و ذا لسانين يعرف بذلك يوم القيامة

 ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن أبي الجوزاء مثله

6-  ل، ]الخصال[ الخليل عن ابن منيع عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي معاوية   عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص من شر الناس عند الله عز و جل يوم القيامة ذو الوجهين

7-  ل، ]الخصال[ الخليل عن ابن منيع عن أبي بكر بن أبي شيبة عن شريك عن الركين عن نعيم بن حنطب عن عمار قال قال رسول الله ص من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار

8-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عون القلانسي عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال من لقي المسلمين بوجهين و لسانين جاء يوم القيامة و له لسانان من نار

9-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن عدة من أصحابنا عن ابن أسباط عن عبد الرحمن بن أبي حماد رفعه قال قال الله عز و جل لعيسى ابن مريم يا عيسى ليكن لسانك في السر و العلانية لسانا واحدا و كذلك قلبك إني أحذرك نفسك و كفى بي خبيرا لا يصلح لسانان في فم واحد و لا سيفان في غمد واحد و لا قلبان في صدر واحد و كذلك الأذهان

10-  نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص بئس العبد عبد له وجهان يقبل بوجه و يدبر بوجه إن أوتي أخوه المسلم خيرا حسده و إن ابتلي خذله

11-  نهج، ]نهج البلاغة[ ما أضمر أحد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه و صفحات وجهه

12-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عون القلانسي عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال من لقي المسلمين بوجهين و لسانين جاء يوم القيامة و له لسانان من نار

 بيان قال بعض المحققين ذو اللسانين هو الذي يأتي هؤلاء بوجه و هؤلاء بوجه   و يتردد بين المتعاديين و يكلم كل واحد بكلام يوافقه و قلما يخلو عنه من يشاهد متعاديين و ذلك عين النفاق و قال بعضهم اتفقوا على أن ملاقاة الاثنين بوجهين نفاق و للنفاق علامات كثيرة و هذه من جملتها. فإن قلت فبما ذا يصير الرجل ذا اللسانين و ما حد ذلك. فأقول إذا دخل على متعاديين و جامع كل واحد منهما و كان صادقا فيه لم يكن منافقا و لا ذا اللسانين فإن الواحد قد يصادق متعاديين و لكن صداقة ضعيفة لا تنتهي إلى حد الأخوة إذ لو تحققت الصداقة لاقتضت معاداة الأعداء نعم لو نقل كلام كل واحد إلى الآخر فهو ذو لسانين و ذلك شر من النميمة إذ يصير نماما بأن ينقل من أحد الجانبين فإن نقل من الجانبين فهو شر من النميمة و إن لم ينقل كلاما و لكن حسن لكل واحد منهما ما هو عليه من المعاداة مع صاحبه فهذا ذو لسانين و كذلك إذا وعد كل واحد منهما أنه ينصره و كذلك إذا أثنى على كل واحد منهما في معاداته و كذلك إذا أثنى على أحدهما و كان إذا خرج من عنده يذمه فهو ذو لسانين بل ينبغي أن يسكت أو يثني على المحق من المتعاديين و يثني في حضوره و في غيبته و بين يدي عدوه. قيل لبعض الصحابة إنا ندخل على أمرائنا فنقول القول فإذا خرجنا قلنا غيره فقال كنا نعد ذلك نفاقا على عهد رسول الله ص و هذا نفاق مهما كان مستغنيا عن الدخول على الأمير و عن الثناء عليه فلو استغنى عن الدخول و لكن إذا دخل يخاف إن لم يثن فهو نفاق لأنه الذي أحوج نفسه إليه و إن كان يستغني عن الدخول لو قنع بالقليل و ترك المال و الجاه فلو دخل لضرورة الجاه و الغنى و أثنى فهو منافق و هذا معنى قوله ص حب المال و الجاه ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل لأنه يحوج إلى الأمراء و مراعاتهم و مراءاتهم فأما إذا ابتلي به لضرورة و خاف إن لم يثن فهو معذور فإن اتقاء الشر جائز. و قال أبو الدرداء إنا لنشكر في وجوه أقوام و إن قلوبنا لتبغضهم

 و قالت عائشة استأذن رجل على رسول الله ص فقال ائذنوا له فبئس رجل العشيرة هو فلما دخل   أقبل عليه و ألان له القول فلما خرج قالت عائشة قد قلت بئس رجل العشيرة ثم ألنت له القول فقال يا عائشة إن شر الناس الذي يكرم اتقاء لشره

و لكن هذا ورد في الإقبال و في الكشر و التبسم و أما الثناء فهو كذب صريح فلا يجوز إلا لضرورة أو إكراه يباح الكذب لمثلهما بل لا يجوز الثناء و لا التصديق و تحريك الرأس في معرض التقرير على كل كلام باطل فإن فعل ذلك فهو منافق بل ينبغي أن ينكر بلسانه و بقلبه فإن لم يقدر فليسكت بلسانه و لينكر بقلبه. و أقول قال الشهيد الثاني قدس الله روحه كونه ذا اللسانين و ذا الوجهين من الكبائر للتوعد عليه بخصوصه ثم ذكر في تفصيله و تحقيقه نحوا مما مر و لا ريب أن في مقام التقية و الضرورة يجوز مثل ذلك و أما مع عدمهما فهو من علامات النفاق و أخس ذمائم الأخلاق

13-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن أبي شيبة عن الزهري عن أبي جعفر ع قال بئس العبد عبد يكون ذا وجهين و ذا لسانين يطري أخاه شاهدا و يأكله غائبا إن أعطي حسده و إن ابتلي خذله

 بيان يطري على بناء الإفعال بالهمز و غيره في القاموس في باب الهمز أطرأه بالغ في مدحه و في باب المعتل أطراه أحسن الثناء عليه و في النهاية في المعتل الإطراء مجاوزة الحد في المدح و الكذب فيه و الجوهري ذكره في المعتل فقط و قال أطراه أي مدحه و يأكله أي يغتابه كما قال تعالى أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً. إن أعطي على المجهول أي الأخ و الخذلان ترك النصرة

14-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن علي بن أسباط عن عبد الرحمن بن حماد رفعه قال قال الله تبارك و تعالى لعيسى ليكن لسانك في السر و العلانية لسانا واحدا و كذلك قلبك إني أحذرك نفسك و كفى بي خبيرا لا يصلح لسانان في فم واحد و لا سيفان في غمد واحد و لا قلبان في صدر واحد و كذلك   الأذهان

 بيان لسانا واحدا أي لا تقول في الأحوال المختلفة شيئين مختلفين للأغراض الباطلة فيشمل الرئاء و الفتاوي المختلفة و ما مر ذكره و كذلك قلبك أي ليكن باطن قلبك موافقا لظاهره إذ ربما يكون الشي‏ء كامنا في القلب يغفل عنه نفسه كحب الدنيا فينخدع و يظن أنه لا يحبها و أشباه ذلك ثم يظهر له ذلك في الآخرة بعد كشف الحجب الظلمانية النفسانية أو في الدنيا أيضا بعد المجاهدة و التفكر في خدع النفس و تسويلاتها و لذا قال سبحانه بعده إني أحذرك نفسك و قد قال تعالى بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ. و يحتمل أن يكون المعنى و كذلك ينبغي أن يكون قلبك موافقا للسانك فلا تقول ما ليس فيه أو المعنى أنه كما يجب أن يكون اعتقاد القلب واحدا واصلا إلى حد اليقين و يطمئن قلبه بالحق و لا يتزلزل بالشبهات فيعتقد اليوم شيئا و غدا نقيضه أو يجب أن تكون عقائد القلب متوافقة متناسبة لا كقلوب أهل الضلال و الجهال فإنهم يعتقدون الضدين و النقيضين لتشعب أهوائهم و تفرق آرائهم من حيث لا يشعرون كاعتقادهم بأفضلية أمير المؤمنين و تقديمهم الجهال عليه و اعتقادهم بعدله تعالى و حكمهم بأن الكفر و جميع المعاصي من فعله و يعذبهم عليها و اعتقادهم بوجوب طاعة من جوزوا فسقه و كفره و أمثال ذلك كثيرة. أو المعنى أن المقصود الحقيقي و الغرض الأصلي للقلب لا يكون إلا واحدا و لا تجتمع فيه محبتان متضادتان كحب الدنيا و الآخرة و حب الله و حب معاصيه و الشهوات التي نهى عنها فمن اعتقد أنه يحب الله تعالى و يتبع الهوى و يحب الدنيا فهو كذي اللسانين الجامع بين مؤالفة المتباغضين فإن الدنيا و الآخرة كضرتين و طاعة الله و طاعة الهوى كالمتباغضين فقلبه منافق   ذو لسانين لسان منه مع الله و الآخر مع ما سواه فهذا أولى بالذم من ذي اللسانين و تحقيقه أن بدن الإنسان بمنزلة مدينة كبيرة لها حصن منيع هو القلب بل هو العالم الصغير من جهة و العالم الكبير من جهة أخرى و الله سبحانه هو سلطان القلب و مدبره بل القلب عرشه و حصنه بالعقل و الملائكة و نوره بالأنوار الملكوتية و استخدمه القوى الظاهرة و الباطنة و الجوارح و الأعضاء الكثيرة و لهذا الحصن أعداء كثيرة من النفس الأمارة و الشياطين الغدارة و أصناف الشهوات النفسانية و الشبهات الشيطانية فإذا مال العبد بتأييده سبحانه إلى عالم الملكوت و صفي قلبه بالطاعات و الرياضات عن شوك الشكوك و الشبهات و قذارة الميل إلى الشهوات استولى عليه حبه تعالى و منعه عن حب غيره فصارت القوى و المشاعر و جميع الآلات البدنية مطيعة للحق منقادة له و لا يأتي شي‏ء منها بما ينافي رضاه و إذا غلبت عليه الشقوة و سقط في مهاوي الطبيعة استولى الشيطان على قلبه و جعله مستقر ملكه و نفرت عنه الملائكة و أحاطت به الشياطين و صارت أعماله كلها للدنيا و إراداته كلها للهوى فيدعي أنه يعبد الله و قد نسي الرحمن و هو يعبد النفس و الشيطان. فظهر أنه لا يجتمع حب الله و حب الدنيا و متابعة الله و متابعة الهوى في قلب واحد و ليس للإنسان قلبان حتى يحب بأحدهما الرب تعالى و يقصده بأعماله و يحب بالآخرة الدنيا و شهواتها و يقصدها في أفعاله كما قال سبحانه ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ و مثل سبحانه لذلك باللسان و السيف فكما لا يكون في فم لسانان و لا في غمد سيفان فكذلك لا يكون في صدر قلبان و يحتمل أن يكون اللسان لما مر في ذي اللسانين. و أما قوله فكذلك الأذهان فالفرق بينها و بين القلب مشكل و يمكن أن يكون القلب للحب و العزم و الذهن للاعتقاد الجزم أي لا يجتمع في القلب حب الله و حب ما ينافي حبه سبحانه من حب الدنيا و غيره و كذلك لا يجتمع

    الجزم بوجوده تعالى و صفاته المقدسة و سائر العقائد الحقة مع ما ينافيه من العقائد الباطلة و الشكوك و الشبهات في ذهن واحد كما أشرنا إليه سابقا و قيل يعني كما أن الظاهر من هذه الأجسام لا يصلح تعددها في محل واحد كذلك باطن الإنسان الذي هو ذهنه و حقيقته لا يصلح أن يكون ذا قولين مختلفين أو عقيدتين متضادتين و قيل الذهن الذكاء و الفطنة و لعل المراد هنا التفكر في الأمور الحقة النافعة و مباديها و كيفية الوصول إليها و بالجملة أمره بأن يكون لسانه واحدا و قلبه واحدا و ذهنه واحدا و مطلبه واحدا و لما كان سبب التعدد و الاختلاف أمرين أحدهما تسويل النفس و الآخرة الغفلة عن عقوبة الله عقبه بتحذيرها و ربما يقرأ بالدال المهملة من المداهنة في الدين كما قال تعالى أَ فَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ و قال وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ و هذا تصحيف و تحريف مخالف للنسخ المضبوطة