باب 73- التقية و المداراة

الآيات آل عمران إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً النحل مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ المؤمن وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن القاشاني عن المنقري عن حماد بن عيسى عن الصادق ع قال كان فيما أوصى به لقمان ابنه يا بني ليكن مما تتسلح به على عدوك و تصرعه المماسحة و إعلان الرضا عنه و لا تزاوله بالمجانبة فيبدو له ما في نفسك فيتأهب لك

2-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن جعفر بن محمد ع قال قيل له إن الناس يروون أن عليا قال على منبر الكوفة أيها الناس إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني ثم تدعون إلى البراءة مني فلا تبرءوا مني فقال ما أكثر ما يكذب الناس على علي ع ثم قال إنما قال ع إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني ثم ستدعون إلى البراءة مني و إني لعلى دين محمد ص و لم يقل و تبرءوا مني فقال له السائل أ رأيت إن اختار القتل دون البراءة منه فقال و الله ما ذلك عليه و ما له إلا ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة و قلبه مطمئن بالإيمان فأنزل الله تبارك و تعالى فيه إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ فقال له النبي ص عندها يا عمار إن عادوا فعد فقد أنزل الله عز و جل عذرك في الكتاب و أمرك أن تعود إن عادوا

3-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن هاشم عن ابن معبد عن ابن خالد عن الرضا ع أنه سئل ما العقل قال التجرع للغصة و مداهنة الأعداء   و مداراة الأصدقاء

4-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن البرقي عن علي بن جعفر الجوهري عن إبراهيم بن عبد الله الكوفي عن أبي سعيد عقيصا قال سأل إبراهيم بن عبد الله الحسن بن علي بن أبي طالب ع عن العقل فقال التجرع للغصة و مداهنة الأعداء

5-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن البرقي عن العوني الجوهري عن إبراهيم الكوفي عن رجل من أصحابنا رفعه قال سئل الحسن بن علي و ذكر مثله

6-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن سعد عن الأزدي عن أبي عبد الله ع قال إن التقية ترس المؤمن و لا إيمان لمن لا تقية له فقلت له جعلت فداك أ رأيت قول الله تبارك و تعالى إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ قال و هل التقية إلا هذا

7-  ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن الحسن عن عثمان بن عيسى عن أبي الحسن الأول ع قال سمعته يقول لرجل لا تمكن الناس من قيادك فتذل

8-  ل، ]الخصال[ أبي عن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع قال قال لي يا محمد كان أبي يقول يا بني ما خلق الله شيئا أقر لعين أبيك من التقية

9-  ل، ]الخصال[ أبي عن أحمد بن إدريس عن سهل عن اللؤلؤي عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن جندب عن أبي عمر العجمي قال قال لي أبو عبد الله ع يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية و لا دين لمن لا تقية له و التقية في كل شي‏ء إلا في شرب النبيذ و المسح على الخفين

10-  ل، ]الخصال[ في خبر الأعمش عن الصادق ع استعمال التقية في دار التقية   واجب و لا حنث و لا كفارة على من حلف تقية يدفع بذلك ظلما عن نفسه

11-  ل، ]الخصال[ الأربعمائة قال أمير المؤمنين ع ليس في شرب المسكر و المسح على الخفين تقية

 و قال ع لا تمتدحوا بنا عند عدونا معلنين بإظهار حبنا فتذللوا أنفسكم عند سلطانكم

 و قال ع شيعتنا بمنزلة النحل لو يعلم الناس ما في أجوافها لأكلوها

 و قال ع لو تعلمون ما لكم في مقامكم بين عدوكم و صبركم على ما تسمعون من الأذى لقرت أعينكم

 و قال ع عليكم بالصبر و الصلاة و التقية

12-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه إنكم ستعرضون على البراءة مني فلا تتبرءوا مني فإني على دين محمد

13-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ فيما كتب الرضا ع للمأمون لا يجوز قتل أحد من الكفار و النصاب في دار التقية إلا قاتل أو ساع في فساد و ذلك إذا لم تخف على نفسك و على أصحابك و التقية في دار التقية واجبة و لا حنث على من حلف تقية يدفع بها ظلما عن نفسه

14-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن المنصوري عن عم أبيه عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عن الصادق ع قال ليس منا من لم يلزم التقية و يصوننا عن سفلة الرعية

15-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بهذا الإسناد عن الصادق ع قال عليكم بالتقية فإنه ليس منا من لم يجعله شعاره و دثاره مع من يأمنه لتكون سجيته مع من يحذره

16-  ك، ]إكمال الدين[ الهمداني عن علي عن أبيه عن ابن معبد عن الحسين بن خالد قال قال الرضا ع لا دين لمن لا ورع له و لا إيمان لمن لا تقية له   إن أكرمكم عند الله عز و جل أعملكم بالتقية قبل خروج قائمنا فمن تركها قبل خروج قائمنا فليس منا

17-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن علي بن إبراهيم عن اليقطيني عن يونس عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال ما عبد الله بشي‏ء أحب إليه من الخب‏ء قلت و ما الخب‏ء قال التقية

18-  مع، ]معاني الأخبار[ القطان عن السكوني عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه عن سفيان بن سعيد قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع و كان و الله صادقا كما سمي يقول يا سفيان عليك بالتقية فإنها سنة إبراهيم الخليل ع و إن الله عز و جل قال لموسى و هارون ع اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى يقول الله عز و جل كنياه و قولا له يا أبا مصعب و إن رسول الله ص كان إذا أراد سفرا ورى بغيره و قال ع أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض و لقد أدبه الله عز و جل بالتقية فقال ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَ ما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ يا سفيان من استعمل التقية في دين الله فقد تسنم الذروة العليا من العز إن عز المؤمن في حفظ لسانه و من لم يملك لسانه ندم الخبر

19-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن البطائني عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا فقال اصبروا على المصائب و صابروهم على التقية و رابطوا على من تقتدون به وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

20-  مع، ]معاني الأخبار[ ماجيلويه عن عمه عن الكوفي عن الحسين بن سفيان   عن سلام بن أبي عمرة عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل أنه سمع أمير المؤمنين ع يقول إن بعدي فتنا مظلمة عمياء متشككة لا يبقى فيها إلا النومة قيل و ما النومة يا أمير المؤمنين قال الذي لا يدري الناس ما في نفسه

21-  سن، ]المحاسن[ ابن أبي عمير عن حسين بن عثمان عمن أخبره عن أبي عبد الله ع قال الناطق عنا بما نكره أشد مئونة من الخديع

22-  سن، ]المحاسن[ محمد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله ع قال من أذاع علينا شيئا من أمرنا فهو كمن قتلنا عمدا و لم يقتلنا خطأ

23-  سن، ]المحاسن[ عثمان عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله وَ يَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ قال أما و الله ما قتلوهم بالسيف و لكن أذاعوا سرهم و أفشوا عليهم فقتلوا

24-  سن، ]المحاسن[ عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلان قال قال أبو عبد الله ع إن الله عير قوما بالإذاعة فقال وَ إِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ فإياكم و الإذاعة

25-  سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن أبي عمير عن يونس بن عمار عن سليمان بن خالد قال قال لي أبو عبد الله ع يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله و من أذاعه أذله الله

26-  سن، ]المحاسن[ أبي عن حماد بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال لا خير فيمن لا تقية له و لا إيمان لمن لا تقية له

27-  سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع في قول الله أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا قال بما صبروا   على التقية وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ قال الحسنة التقية و الإذاعة السيئة

28-  سن، ]المحاسن[ أبي عن حماد بن عيسى عن حريز عمن أخبره عن أبي عبد الله ع في قول الله وَ لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّيِّئَةُ قال الحسنة التقية و السيئة الإذاعة و قوله ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السيئة قال التي هي أحسن التقية فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ

29-  سن، ]المحاسن[ أبي عن النضر عن يحيى الحلبي عن حسين بن أبي العلاء عن حبيب بن بشير قال قال لي أبو عبد الله ع سمعت أبي يقول لا و الله ما على وجه الأرض شي‏ء أحب إلي من التقية يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله يا حبيب من لم يكن له تقية وضعه الله يا حبيب إنما الناس في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا

30-  سن، ]المحاسن[ أبي عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن حبيب عن أبي الحسن ع في قول الله إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ قال أشدكم تقية

31-  سن، ]المحاسن[ عدة من أصحابنا النهديان و غيرهما عن عباس بن عامر القصبي عن جابر المكفوف عن عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال اتقوا الله على دينكم و احجبوه بالتقية فإنه لا إيمان لمن لا تقية له إنما أنتم في الناس كالنحل في الطير لو أن الطير تعلم ما في جوف النحل ما بقي فيها شي‏ء إلا أكلته و لو أن الناس علموا ما في أجوافكم أنكم تحبونا أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم و لنحلوكم في السر و العلانية رحم الله عبدا منكم كان على ولايتنا

32-  سن، ]المحاسن[ ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عن محمد بن مروان قال قال أبو عبد الله ع إن أبي ع كان يقول ما من شي‏ء أقر لعين أبيك من التقية و زاد فيه الحسن بن محبوب

 عن جميل أيضا قال التقية جنة المؤمن

    -33  سن، ]المحاسن[ ابن بزيع عن ابن مسكان عن عمر بن يحيى بن سالم عن أبي جعفر ع قال التقية في كل ضرورة

 سن، ]المحاسن[ النضر عن يحيى الحلبي عن معمر مثله و ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحارث بن المغيرة مثله

34-  سن، ]المحاسن[ حماد بن عيسى عن ابن أذينة عن محمد بن مسلم و إسماعيل الجعفي و عدة قالوا سمعنا أبا جعفر ع يقول التقية في كل شي‏ء و كل شي‏ء اضطر إليه ابن آدم فقد أحله الله له

35-  سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن أبي عمير عن هشام و عن أبي عمر العجمي قال قال أبو عبد الله ع يا با عمر تسعة أعشار الدين في التقية و لا دين لمن لا تقية له و التقية في كل شي‏ء إلا في شرب النبيذ و المسح على الخفين

36-  سن، ]المحاسن[ أبي و اليقطيني عن صفوان عن شعيب الحداد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إنما جعلت التقية ليحقن بها الدماء فإذا بلغ الدم فلا تقية

37-  سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن ابن بكير عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال كلما تقارب هذا الأمر كان أشد للتقية

38-  سن، ]المحاسن[ أبي عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن ثابت مولى آل جرير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول كظم الغيظ عن العدو في دولاتهم تقية حزم لمن أخذ بها و تحرز من التعرض للبلاء في الدنيا

39-  سن، ]المحاسن[ أبي عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان قال قال لي أبو عبد الله ع إني لأحسبك إذا شتم علي بين يديك لو تستطيع أن تأكل أنف شاتمه لفعلت فقلت إي و الله جعلت فداك إني لهكذا و أهل بيتي فقال لي فلا تفعل فو الله لربما سمعت من يشتم عليا و ما بيني و بينه إلا أسطوانة فاستتر بها فإذا فرغت من صلواتي فأمر به فأسلم عليه و أصافحه

    -40  سن، ]المحاسن[ أبي عن فضالة عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال قال علقمة أخي لأبي جعفر ع إن أبا بكر قال يغالي الناس في علي فقال لي أبو جعفر إني أراك لو سمعت إنسانا يشتم عليا فاستطعت أن تقطع أنفه فعلت قلت نعم قال فلا تفعل ثم قال إني لأسمع الرجل يسب عليا و أستتر منه بالسارية و إذا فرغ أتيته فصافحته

41-  مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع اطلب السلامة أينما كنت و في أي حال كنت لدينك و لقلبك و عواقب أمورك من الله فليس من طلبها وجدها فكيف من تعرض للبلاء و سلك مسالك ضد السلامة و خالف أصولها بل رأى السلامة تلفا و التلف سلامة و السلامة قد عزت في الخلق في كل عصر خاصة في هذا الزمان و سبيل وجودها في احتمال جفاء الخلق و أذيتهم و الصبر عند الرزايا و حقيقة الموت و الفرار من أشياء تلزمك رعايتها و القناعة بالأقل من الميسور فإن لم يكن فالعزلة فإن لم تقدر فالصمت و ليس كالعزلة فإن لم تستطع فالكلام بما ينفعك و لا يضرك و ليس كالصمت فإن لم تجد السبيل إليه فالانقلاب و السفر من بلد إلى بلد و طرح النفس في بوادي التلف بسر صاف و قلب خاشع و بدن صابر قال الله عز و جل إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها و انتهز مغنم عباد الله الصالحين و لا تنافس الأشكال و لا تنازع الأضداد و من قال لك أنا فقل أنت و لا تدع في شي‏ء و إن أحاط به علمك و تحققت به معرفتك و لا تكشف سرك إلا على أشرف منك في الدين و أنى تجد الشرف فإذا فعلت ذلك أصبت السلامة و بقيت مع الله بلا علاقة

    -42  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً قال الصادق ع وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً أي للناس كلهم مؤمنهم و مخالفهم أما المؤمنون فيبسط لهم وجهه و أما المخالفون فيكلمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان فإنه بأيسر من ذلك يكف شرورهم عن نفسه و عن إخوانه المؤمنين قال الإمام ع إن مداراة أعداء الله من أفضل صدقة المرء على نفسه و إخوانه كان رسول الله ص في منزله إذا استأذن عليه عبد الله بن أبي بن سلول فقال رسول الله ص بئس أخو العشيرة ائذنوا له فلما دخل أجلسه و بشر في وجهه فلما خرج قالت له عائشة يا رسول الله ص قلت فيه ما قلت و فعلت به من البشر ما فعلت فقال رسول الله ص يا عويش يا حميراء إن شر الناس عند الله يوم القيامة من يكرم اتقاء شره

 و قال أمير المؤمنين ع إنا لنبشر في وجوه قوم و إن قلوبنا تقليهم أولئك أعداء الله نتقيهم على إخواننا لا على أنفسنا

 و قالت فاطمة ع بشر في وجه المؤمن يوجب لصاحبه الجنة و بشر في وجه المعاند المعادي يقي صاحبه عذاب النار

 و قال الحسن بن علي ع قال رسول الله ص إن الأنبياء إنما فضلهم الله على خلقه بشدة مداراتهم لأعداء دين الله و حسن تقيتهم لأجل إخوانهم في الله

 قال الزهري كان علي بن الحسين ع يقول ما عرفت له صديقا في السر و لا عدوا في العلانية لأنه لا أحد يعرفه بفضائله الباهرة إلا و لا يجد بدا من تعظيمه من شدة مداراة علي بن الحسين ع و حسن معاشرته إياه و أخذه من التقية بأحسنها و أجملها و لا أحد و إن كان يريه المودة في الظاهر إلا و هو يحسده في الباطن لتضاعف فضائله على فضائل الخلق

 و قال محمد بن علي ع من أطاب الكلام مع موافقيه ليؤنسهم و بسط وجهه لمخالفيه ليأمنهم على نفسه و إخوانه فقد حوى من الخيرات و الدرجات العالية عند الله ما لا يقادر قدره غيره   قال بعض المخالفين بحضرة الصادق ع لرجل من الشيعة ما تقول في العشرة من الصحابة قال أقول فيهم الخير الجميل الذي يحبط الله به سيئاتي و يرفع به درجاتي قال السائل الحمد لله على ما أنقذني من بغضك كنت أظنك رافضيا تبغض الصحابة فقال الرجل ألا من أبغض واحدا من الصحابة فعليه لعنة الله قال لعلك تتأول ما تقول فيمن أبغض العشرة من الصحابة فقال من أبغض العشرة فعليه لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ فوثب يقبل رأسه و قال اجعلني في حل مما قذفتك به من الرفض قبل اليوم قال أنت في حل و أنت أخي ثم انصرف السائل فقال له الصادق ع جودت لله درك لقد عجبت الملائكة في السماوات من حسن توريتك و تلطفك بما خلصك الله و لم يثلم دينك و زاد الله في مخالفينا غما إلى غم و حجب عنهم مراد منتحلي مودتنا في تقيتهم فقال بعض أصحاب الصادق ع يا ابن رسول الله ما عقلنا من الكلام إلى موافقة صاحبنا لهذا المتعنت الناصب فقال الصادق ع لئن كنتم لم تفهموا ما عنى فقد فهمنا نحن و قد شكره الله له إن الموالي لأوليائنا المعادي لأعدائنا إذا ابتلاه الله بمن يمتحنه من مخالفيه وفقه لجواب يسلم معه دينه و عرضه و يعظم الله بالتقية ثوابه إن صاحبكم هذا قال من عاب واحدا منهم فعليه لعنة الله أي من عاب واحدا منهم هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و قال في الثانية من عابهم أو شتمهم فعليه لعنة الله و قد صدق لأن من عابهم فقد عاب عليا ع لأنه أحدهم فإذا لم يعب عليا و لم يذمه فلم يعبهم و إنما عاب بعضهم و لقد كان لخربيل المؤمن مع قوم فرعون الذين وشوا به إلى فرعون مثل هذه التورية كان خربيل يدعوهم إلى توحيد الله و نبوة موسى و تفضيل محمد رسول الله ص على جميع رسل الله و خلقه و تفضيل علي بن أبي طالب ع من الأئمة على سائر أوصياء النبيين و من البراءة من ربوبية فرعون فوشى به الواشون إلى فرعون و قالوا إن خربيل يدعو إلى مخالفتك و يعين أعداءك   على مضادتك فقال لهم فرعون ابن عمي و خليفتي على ملكي و ولي عهدي إن فعل ما قلتم فقد استحق العذاب على كفره لنعمتي و إن كنتم عليه كاذبين قد استحققتم أشد العقاب لإيثاركم الدخول في مساءته فجاء بخربيل و جاء بهم فكاشفوه و قالوا أنت تكفر ربوبية فرعون الملك و تكفر نعماءه فقال خربيل أيها الملك هل جربت علي كذبا قط قال لا فسلهم من ربهم قالوا فرعون قال لهم و من خالقكم قالوا فرعون هذا قال و من رازقكم الكافل لمعايشكم و الدافع عنكم مكارهكم قالوا فرعون هذا قال خربيل أيها الملك فأشهدك و من حضرك أن ربهم هو ربي و خالقهم هو خالقي و رازقهم هو رازقي و مصلح معايشهم هو مصلح معايشي لا رب لي و لا خالق و لا رازق غير ربهم و خالقهم و رازقهم و أشهدك و من حضرك أن كل رب و خالق و رازق سوى ربهم و خالقهم و رازقهم فأنا بري‏ء منه و من ربوبيته و كافر بإلهيته يقول خربيل هذا و هو يعني أن ربهم هُوَ اللَّهُ رَبِّي و لم يقل إن الذي قالوا هم إنه ربهم هو ربي و خفي هذا المعنى على فرعون و من حضره و توهموا أنه يقول فرعون و ربي و خالقي و رازقي فقال لهم يا رجال السوء و يا طلاب الفساد في ملكي و مريدي الفتنة بيني و بين ابن عمي و هو عضدي أنتم المستحقون لعذابي لإرادتكم فساد أمري و إهلاك ابن عمي و الفت في عضدي ثم أمر بالأوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتد و في صدره وتد و أمر أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحمهم من أبدانهم فذلك ما قال الله فَوَقاهُ اللَّهُ يعني خربيل سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا لما وشوا إلى فرعون ليهلكوه وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ و هم الذين وشوا لخربيل إليه لما أوتد فيهم الأوتاد و مشط عن أبدانهم لحومهم بالأمشاط و قال رجل لموسى بن جعفر ع من خواص الشيعة و هو يرتعد بعد ما خلا به يا ابن رسول الله ما أخوفني إلا أن يكون فلان بن فلان ينافقك في إظهار

   اعتقاد وصيتك و إمامتك فقال موسى ع و كيف ذاك قال لأني حضرت معه اليوم في مجلس فلان رجل من كبار أهل بغداد فقال له صاحب المجلس أنت تزعم أن موسى بن جعفر إمام دون هذا الخليفة القاعد على سريره فقال صاحبك هذا ما أقول هذا بل أزعم أن موسى بن جعفر غير إمام و إن لم أعتقد أنه غير إمام فعلي و على من لم يعتقد ذلك لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ فقال صاحب المجلس جزاك الله خيرا و لعن الله من وشى بك قال له موسى بن جعفر ع ليس كما ظننت و لكن صاحبك أفقه منك إنما قال إن موسى غير إمام أي الذي هو عندك إمام فموسى غيره فهو إذا إمام فإنما أثبت بقوله هذا إمامتي و نفى إمامة غيري يا عبد الله متى يزول عنك هذا الذي ظننته بأخيك هذا من النفاق فتب إلى الله ففهم الرجل ما قاله و اغتم و قال يا ابن رسول الله ما لي مال فأرضيه و لكن قد وهبت له شطر عملي كله من تعبدي و من صلواتي عليكم أهل البيت و من لعنتي لأعدائكم قال موسى ع الآن خرجت من النار

 قال و كنا عند الرضا ع فدخل إليه رجل فقال يا ابن رسول الله لقد رأيت اليوم شيئا عجبت منه رجل كان معنا يظهر لنا أنه من الموالين لآل محمد المتبرين من أعدائكم و رأيته اليوم و عليه ثياب قد خلعت عليه و هو ذا يطاف به ببغداد و ينادي المنادون بين يديه معاشر الناس اسمعوا توبة هذا الرافضي ثم يقولون له قل فقال خير الناس بعد رسول الله ص أبا بكر فإذا فعل ذلك ضجوا و قالوا قد طاب و فضل أبا بكر على علي بن أبي طالب ع فقال الرضا ع إذا خلوت فأعد علي هذا الحديث فلما خلا أعاد عليه فقال إنما لم أفسر لك معنى كلام هذا الرجل بحضرة هذا الخلق المنكوس كراهة أن ينتقلوا إليه فيعرفوه و يؤذوه لم يقل الرجل خير الناس بعد رسول الله ص   أبو بكر فيكون قد فضل أبا بكر على علي بن أبي طالب ع و لكن قال خير الناس بعد رسول الله أبا بكر فجعله نداء لأبي بكر ليرضى من يمشي بين يديه من بعض هؤلاء ليتوارى من شرورهم إن الله جعل هذه التورية مما رحم به شيعتنا و محبينا

 و قال رجل لمحمد بن علي ع يا ابن رسول الله مررت اليوم بالكرخ فقالوا هذا نديم محمد بن علي إمام الرفضة فاسألوه من خير الناس بعد رسول الله فإن قال علي فاقتلوه و إن قال أبو بكر فدعوه فانثال علي منهم خلق عظيم و قالوا لي من خير الناس بعد رسول الله فقلت مجيبا أ خير الناس بعد رسول الله أبو بكر و عمر و عثمان و سكت و لم أذكر عليا فقال بعضهم قد زاد علينا نحن نقول هاهنا و علي فقلت في هذا نظر لا أقول هذا فقالوا بينهم إن هذا أشد تعصبا للسنة منا قد غلطنا عليه و نجوت بهذا منهم فهل علي يا ابن رسول الله في هذا حرج و إنما أردت أ خير الناس أي أ هو خير استفهاما لا إخبارا فقال محمد بن علي ع قد شكر الله لك بجوابك هذا لهم و كتب لك أجره و أثبته لك في الكتاب الحكيم و أوجب لك بكل حرف من حروف ألفاظك بجوابك هذا لهم ما تعجز عنه أماني المتمنين و لا يبلغه آمال الآملين

 قال و جاء رجل إلى علي بن محمد ع فقال يا ابن رسول الله بليت اليوم بقوم من عوام البلد أخذوني و قالوا أنت لا تقول بإمامة أبي بكر بن أبي قحافة فخفتهم يا ابن رسول الله و أردت أن أقول بلى أقولها للتقية فقال لي بعضهم و وضع يده علي في و قال أنت لا تتكلم إلا بمخرقة أجب عما القنك قلت قل فقال لي أ تقول إن أبا بكر بن أبي قحافة هو الإمام بعد رسول الله إمام حق عدل و لم يكن لعلي في الإمامة حق البتة فقلت نعم و أريد نعما من الأنعام الإبل و البقر و الغنم فقال لا أقنع بهذا حتى تحلف قل و الله الذي لا إله إلا هو الطالب الغالب المدرك المهلك يعلم من السر ما يعلم من العلانية فقلت نعم و أريد نعما من الأنعام فقال لا أقنع منك إلا بأن تقول أبو بكر بن أبي قحافة هو الإمام و الله الذي لا إله إلا هو و ساق اليمين فقلت أبو بكر بن أبي قحافة إمام   أي هو إمام من ائتم به و اتخذه إماما و الله الذي لا إله إلا هو و مضيت في صفات الله فقنعوا بهذا مني و جزوني خيرا و نجوت منهم فكيف حالي عند الله قال خير حال قد أوجب الله لك مرافقتنا في أعلى عليين لحسن يقينك

 قال أبو يعقوب و علي حضرنا عند الحسن بن علي أبي القائم ع فقال له بعض أصحابه جاءني رجل من إخواننا الشيعة قد امتحن بجهال العامة يمتحنونه في الإمامة و يحلفونه فقال لي كيف أصنع معهم حتى أتخلص منهم فقلت له كيف يقولون قال يقولون لي أ تقول إن فلانا هو الإمام بعد رسول الله فلا بد لي من أن أقول نعم و إلا أثخنوني ضربا فإذا قلت نعم قالوا لي قل و الله فقلت له قل نعم و أريد به نعما من الإبل و البقر و الغنم فإذا قالوا قل و الله فقل و الله و أريد به ولي في أمر كذا فإنهم لا يميزون و قد سلمت فقال لي فإن حققوا علي و قالوا قل و الله و بين الهاء فقلت قل و الله برفع الهاء فإنه لا يكون يمينا إذا لم يخفض الهاء فذهب ثم رجع إلي فقال عرضوا علي و حلفوني و قلت كما لقنتني فقال له الحسن ع أنت كما قال رسول الله ص الدال على الخير كفاعله و قد كتب الله لصاحبك بتقيته بعدد كل من استعمل التقية من شيعتنا و موالينا و محبينا حسنة و بعدد من ترك منهم التقية حسنة أدناها حسنة لو قوبل بها ذنوب مائة سنة لغفرت و لك لإرشادك إياه مثل ما له

43-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبي الجوزاء عن الحسين بن علوان عن منذر عن أبي عبد الله ع قال ذكر أن سلمان قال إن رجلا دخل الجنة في ذباب و آخر دخل النار في ذباب فقيل له و كيف ذاك يا با عبد الله قال مرا على قوم في عيد لهم و قد وضعوا أصناما لهم لا يجوز بهم أحد حتى يقرب إلى أصنامهم قربانا قل أم كثر فقالوا لهما لا تجوزا حتى تقربا كما يقرب   كل من مر فقال أحدهما ما معي شي‏ء أقربه و أخذ أحدهما ذبابا فقربه و لم يقرب الآخر فقال لا أقرب إلى غير الله جل و عز شيئا فقتلوه فدخل الجنة و دخل الآخر النار

44-  سن، ]المحاسن[ عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع التقية من دين الله قلت من دين الله قال إي و الله من دين الله و قد قال يوسف أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ و الله ما كانوا سرقوا و لقد قال إبراهيم إِنِّي سَقِيمٌ و الله ما كان سقيما

 ع، ]علل الشرائع[ المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن محمد بن نصير عن ابن عيسى عن الأهوازي عن عثمان بن عيسى مثله

45-  ع، ]علل الشرائع[ بالإسناد إلى العياشي عن إبراهيم بن علي عن إبراهيم بن إسحاق عن يونس عن البطائني عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول لا خير فيمن لا تقية له و لقد قال يوسف أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ و ما سرقوا

46-  ع، ]علل الشرائع[ بالإسناد إلى العياشي عن محمد بن أحمد عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن صالح بن سعيد عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال سألت عن قول الله عز و جل في يوسف أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ قال إنهم سرقوا يوسف من أبيه أ لا ترى أنه قال لهم حين قالوا ما ذا تَفْقِدُونَ قالوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ و لم يقل سرقتم صواع الملك إنما عنى أنكم سرقتم يوسف عن أبيه

47-  شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن مروان قال قال أبو عبد الله ع ما منع ميثم رحمه الله من التعبد فو الله لقد علم أن هذه الآية نزلت في عمار و أصحابه إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ   قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ

48-  شي، ]تفسير العياشي[ عن معمر بن يحيى بن سالم قال قلت لأبي جعفر ع إن أهل الكوفة يروون عن علي ع أنه قال ستدعون إلى سبي و البراءة مني فإن دعيتم إلى سبي فسبوني و إن دعيتم إلى البراءة مني فلا تتبرءوا مني فإني على دين محمد ص فقال أبو جعفر ع ما أكثر ما يكذبون على علي ع إنما قال إنكم ستدعون إلى سبي و البراءة مني فإن دعيتم إلى سبي فسبوني و إن دعيتم إلى البراءة مني فإني على دين محمد ص و لم يقل فلا تتبرءوا مني قال قلت جعلت فداك فإن أراد رجل يمضي على القتل و لا يتبرأ فقال لا و الله إلا على الذي مضى عليه عمار إن الله يقول إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ قال ثم كسع هذا الحديث بواحد و التقية في كل ضرورة

49-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بكر قال قلت لأبي عبد الله ع و ما الحرورية إنا قد كنا متعاسرين و هم اليوم في دورنا أ رأيت إن أخذونا بالأيمان قال فرخص لي في الحلف لهم بالعتاق و الطلاق فقال بعضنا مد الرقاب أحب إليك أم البراءة من علي ع فقال الرخصة أحب إلي أ ما سمعت قول الله في عمار إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ

50-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عمرو بن مروان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قول رسول الله ص رفعت عن أمتي أربعة خصال ما أخطئوا و ما نسوا و ما أكرهوا عليه و ما لم يطيقوا و ذلك في كتاب الله إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ مختصر

51-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الله بن عجلان عن أبي عبد الله ع قال سألته فقلت له إن الضحاك قد ظهر بالكوفة و يوشك أن ندعى إلى البراءة من علي ع فكيف نصنع قال فابرأ منه قال قلت له أي شي‏ء أحب إليك قال أن يمضوا على ما مضى   عليه عمار بن ياسر أخذ بمكة فقالوا له ابرأ من رسول الله ص فبرئ منه فأنزل الله عذره إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ

52-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ قال الإمام ع و إلهكم الذي أكرم محمدا ص و عليا ع بالفضيلة و أكرم آلهما الطيبين بالخلافة و أكرم شيعتهم بالروح و الريحان و الكرامة و الرضوان واحد لا شريك له و لا نظير و لا عديل لا إله إلا هو الخالق البارئ المصور الرازق الباسط المغني المفقر المعز المذل الرحمن الرحيم يرزق مؤمنهم و كافرهم و صالحهم و طالحهم لا يقطع عنهم مادة فضله و رزقه و إن انقطعوهم عن طاعته الرحيم بعبادة المؤمنين من شيعة آل محمد ص وسع لهم في التقية يجاهرون بإظهار موالاة أولياء الله و معاداة أعداء الله إذا قدروا و يسترونها إذا عجزوا قال رسول الله ص و لو شاء لحرم عليكم التقية و أمركم بالصبر على ما ينالكم من أعدائكم عند إظهاركم الحق ألا فأعظم فرائض الله عليكم بعد فرض موالاتنا و معاداة أعدائنا استعمال التقية على أنفسكم و إخوانكم و معارفكم و قضاء حقوق إخوانكم في الله ألا و إن الله يغفر كل ذنب بعد ذلك و لا يستقصي و أما هذان فقل من ينجو منهما إلا بعد مس عذاب شديد إلا أن يكون لهم مظالم على النواصب و الكفار فيكون عذاب هذين على أولئك الكفار و النواصب قصاصا بما لكم عليهم من الحقوق و ما لهم إليكم من الظلم فاتقوا الله و لا تتعرضوا لمقت الله بترك التقية و التقصير في حقوق إخوانكم المؤمنين

53-  جا، ]المجالس للمفيد[ المرزباني عن محمد بن الحسين عن هارون بن عبيد الله عن عثمان بن سعيد عن أبي يحيى التميمي عن كثير عن أبي مريم الخولاني عن مالك بن ضمرة قال سمعت عليا أمير المؤمنين ع يقول أما إنكم معرضون على لعني و دعائي كذابا فمن لعنني كارها مكرها يعلم الله أنه كان مكرها وردت أنا و هو   على محمد ص معا و من أمسك لسانه فلم يلعني سبقني كرمية سهم أو لمحة بالبصر و من لعنني منشرحا صدره بلعني فلا حجاب بينه و بين الله و لا حجة له عند محمد ص إلا أن محمدا ص أخذ بيدي يوما فقال من بايع هؤلاء الخمس ثم مات و هو يحبك فقد قضى نحبه و من مات و هو يبغضك مات ميتة جاهلية يحاسب بما عمل في الإسلام

54-  جا، ]المجالس للمفيد[ الجعابي عن الحسين بن محمد الكندي عن عمر بن محمد بن الحارث عن أبيه عن أبي الصباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن أبيه قال قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع لشيعته كونوا في الناس كالنحلة في الطير ليس شي‏ء من الطير إلا و هو يستخفها و لو يعلمون ما في أجوافها من البركة لم يفعلوا ذلك بها خالطوا الناس بألسنتكم و أجسادكم و زايلوهم بقلوبكم و أعمالكم لكل امرئ ما اكتسب و هو يوم القيامة مع من أحب

55-  جا، ]المجالس للمفيد[ أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن ابن أبي نجران عن الحسن بن بحر عن فرات بن أحنف عن رجل من أصحاب أمير المؤمنين ع قال سمعته يقول تبذل و لا تشهر و أخف شخصك لئلا تذكر و تعلم و اكتم و اصمت تسلم و أومأ بيده إلى صدره تسر الأبرار و تغيظ الفجار و أومأ بيده إلى العامة

56-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن فضال و فضالة عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قلت إنا نمر بهؤلاء القوم فيستحلفونا على أموالنا و قد أدينا زكاتها قال يا زرارة إذا خفت فاحلف لهم بما شاءوا فقلت جعلت فداك بطلاق و عتاق قال بما شاءوا و قال أبو عبد الله ع التقية في كل ضرورة و صاحبها أعلم بها حين تنزل به

57-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ عن معمر بن يحيى قال قلت لأبي جعفر ع إن معي بضائع   للناس و نحن نمر بها على هؤلاء العشار فيحلفونا عليها فنحلف لهم قال وددت أني أقدر أن أجيز أموال المسلمين كلها و أحلف عليها كلما خاف المؤمن على نفسه فيه ضرورة فله فيه التقية

58-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ عن سماعة قال إذا حلف الرجل بالله تقية لم يضره و بالطلاق و العتاق أيضا لا يضره إذا هو أكره و اضطر إليه و قال ليس شي‏ء مما حرم الله إلا و قد أحله لمن اضطر إليه

59-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ عن أبي بكر الحضرمي قال قلت لأبي عبد الله ع نحلف لصاحب العشار نجيز بذلك مالنا قال نعم و في الرجل يحلف تقية قال إن خشيت على دمك و مالك فاحلف ترده عنك بيمينك و إن رأيت أن يمينك لا يرد عنك شيئا فلا تحلف لهم

60-  تم، ]فلاح السائل[ الصفار عن محمد بن عيسى عن ابن أسباط عن رجل عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى فرض هذا الأمر على أهل هذه العصابة سرا و لن يقبله علانية قال صفوان قال أبو عبد الله ع إذا كان يوم القيامة نظر رضوان خازن الجنة إلى قوم لم يمروا به فيقول من أنتم و من أين دخلتم قال يقولون إياك عنا فإنا قوم عبدنا الله سرا فأدخلنا الله سرا

61-  جع، ]جامع الأخبار[ قال الصادق ع من ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا

 و قال ع التقية ديني و دين آبائي

 و قال الصادق ع من أذاع علينا شيئا من أمرنا فهو كمن قتلنا عمدا و لم يقتلنا خطأ

 و قال ع التقية في كل ضرورة و صاحبها أعلم بها حين تنزل به

 عن ابن مسكان قال قال أبو عبد الله ع إني لأحسبك إذا شتم علي بين يديك إن تستطع أن تأكل أنف شاتمه لفعلت فقلت إي و الله جعلت فداك إني لهكذا و أهل بيتي قال فلا تفعل فو الله لربما سمعت من شتم عليا و ما بيني و بينه إلا أسطوانة فاستتر بها فإذا فرغت من صلاتي أمر به فأسلم عليه و أصافحه

    من كتاب صفات الشيعة، قال أبو عبد الله ع ليس من شيعة علي من لا يتقي

 من كتاب التقية للعياشي، قال الصادق ع لا دين لمن لا تقية له و إن التقية لأوسع مما بين السماء و الأرض

 و قال ع من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يتكلم في دولة الباطل إلا بالتقية

 و عنه ع إياكم عن دين من كتمه أعزه الله و من أذاعه أذله الله

 و عنه ع لا خير فيمن لا تقية له و لا إيمان لمن لا تقية له

 عن أبي عبد الله ع قال إن أبي كان يقول ما من شي‏ء أقر لعين أبيك من التقية إن التقية لجنة للمؤمن

 قال الرضا ع لا إسلام لمن لا ورع له و لا إيمان لمن لا تقية له

 عن الباقر ع قال جعلت التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فلا تقية

 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال التقية من دين الله قلت من دين الله قال إي و الله من دين الله و لقد قال يوسف أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ و الله ما كانوا سرقوا شيئا و لقد قال إبراهيم إِنِّي سَقِيمٌ و الله ما كان سقيما

 عن أبي عبد الله ع قال إذا تقارب هذا الأمر كان أشد للتقية

 و عنه ع من أفشى سرنا أهل البيت أذاقه الله حر الحديد

 و قال النبي ص تارك التقية كتارك الصلاة

 و قال ع من صلى خلف المنافقين بتقية كان كمن صلى خلف الأئمة

62-  غو، ]غوالي اللئالي[ في الحديث أن ياسرا و ابنه عمارا و امرأته سمية قبض عليهم أهل مكة و عذبوهم بأنواع العذاب لأجل إسلامهم و قالوا لا ينجيكم منا إلا أن تنالوا محمدا و تبرءوا من دينه فأما عمار فأعطاهم بلسانه كلما أرادوا منه و أما أبواه فامتنعا فقتلا ثم أخبر رسول الله ص بذلك فقال في عمار جماعة إنه كفر فقال ص كلا إن عمارا ملي‏ء إيمانا من قرنه إلى قدمه و اختلط الإيمان بلحمه و دمه و جاء عمار و هو يبكي فقال له النبي ص ما خبرك فقال يا رسول الله ص   ما تركت حتى نلت منك و ذكرت آلهتهم بخير فصار رسول الله يمسح عينيه و يقول إن عادوا لك فعد لهم بما قلت

 و روي أن مسيلمة الكذاب أخذ رجلين من المسلمين فقال لأحدهما ما تقول في محمد قال رسول الله قال فما تقول في قال أنت أيضا فخلاه و قال للآخر ما تقول في محمد قال رسول الله قال فما تقول في قال أنا أصم فأعاد عليه ثلاثا فأعاد جوابه الأول فقتله فبلغ ذلك رسول الله ص فقال أما الأول فقد أخذ برخصة الله و أما الثاني فقد صدع بالحق فهنيئا له

63-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال الإمام ع في خبر طويل يذكر فيه ما لقي سلمان من اليهود حين جلس إليهم فضربوه بالسياط و كلفوه أن يكفر بمحمد ص و لم يفعل سلمان و سأل الله تعالى الصبر على أذاهم فقالوا أ و ليس محمد قد رخص لك أن تقول من الكفر به ما تعتقد ضده للتقية من أعدائك فما لك لا تقول ما نقترح عليك للتقية فقال سلمان إن الله قد رخص لي في ذلك و لم يفرضه علي بل أجاز لي أن لا أعطيكم ما تريدون و أحتمل مكارهكم و جعله أفضل المنزلتين و أنا لا أختار غيره

 أقول تمام الخبر في باب أحوال سلمان من المجلد السادس

64-  كتاب سليم بن قيس، قال قال أمير المؤمنين ع في كلام طويل يشكو فيه من تقدمه و الله لو ناديت في عسكري هذا بالحق الذي أنزل الله على نبينا و أظهرته و دعوت إليه و شرحته و فسرته على ما سمعت من نبي الله ص ما بقي فيه إلا أقله و أذله و أرذله و لاستوحشوا منه و لتفرقوا عني و لو لا ما عهده رسول الله ص إلي و سمعته منه و تقدم إلي فيه لفعلت و لكن رسول الله ص قد قال كلما اضطر إليه العبد فقد أحله الله له و أباحه إياه و سمعته يقول   إن التقية من دين الله و لا دين لمن لا تقية له

65-  شي، ]تفسير العياشي[ عن الحسين بن زيد عن الصادق ع عن أبيه قال كان رسول الله ص يقول لا إيمان لمن لا تقية له و يقول قال الله إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً

66-  سر، ]السرائر[ في كتاب المسائل عن داود الصرمي قال قال لي أبو الحسن ع يا داود لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا

67-  شي، ]تفسير العياشي[ عن فرات بن أحنف عن بعض أصحابه عن علي ع أنه قال ما نزل بالناس أزمة قط إلا كان شيعتي فيها أحسن حالا و هو قول الله الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً

68-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال رسول الله ص مثل مؤمن لا تقية له كمثل جسد لا رأس له و مثل مؤمن لا يرعى حقوق إخوانه المؤمنين كمثل من حواسه كلها صحيحة و هو لا يتأمل بعقله و لا يبصر بعينه و لا يسمع بإذنه و لا يعبر بلسانه عن حاجته و لا يدفع المكاره بالإدلاء بحججه فلا يبطش بشي‏ء بيديه و لا ينهض إلى شي‏ء برجليه فذلك قطعة لحم قد فاتته المنافع و صار غرضا للمكاره فكذلك المؤمن إذا جهل حقوق إخوانه فات ثواب حقوقهم فكان كالعطشان بحضرة الماء البارد فلم يشرب حتى طفا فإذا هو سليب ذي الحواس لم يستعمل شيئا منها لدفاع مكروه و لا انتفاع بمحبوب فإذا هو سليب كل نعمة مبتلى بكل آفة

 و قال أمير المؤمنين ع التقية من أفضل أعمال المؤمنين يصون بها نفسه و إخوانه عن الفاجرين و قضاء حقوق الإخوان أشرف أعمال المتقين و يستجلب مودة الملائكة المقربين و شوق الحور العين

 قال الحسن بن علي ع إن التقية يصلح الله بها أمة لصاحبها مثل ثواب أعمالهم و إن تركها ربما أهلك أمة تاركها شريك من أهلكهم و إن   معرفة حقوق الإخوان تحبب إلى الرحمن و تعظم الزلفى لدى الملك الديان و إن ترك قضاءها لمقت إلى الرحمن و تصغر الرتبة عند الكريم المنان

 و قال الحسين بن علي ع لو لا التقية ما عرف ولينا من عدونا و لو لا معرفة حقوق الإخوان ما عرف من السيئات شي‏ء إلا عوقب على جميعها لكن الله عز و جل يقول وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ

 و قال علي بن الحسين ع يغفر الله للمؤمنين كل ذنب و يطهر منه في الدنيا و الآخرة ما خلا ذنبين ترك التقية و تضييع حقوق الإخوان

 و قال محمد بن علي ع أشرف أخلاق الأئمة و الفاضلين من شيعتنا التقية و أخذ النفس بحقوق الإخوان

 و قال جعفر بن محمد ع استعمال التقية لصيانة الدين و الإخوان فإن كان هو يحمي الجانب فهو من أشرف خصال الكرم و المعرفة بحقوق الإخوان من أفضل الصدقات و الزكوات و الصلوات و الحج و المجاهدات

 و قال موسى بن جعفر ع و قد حضر فقير مؤمن يسأله سد فاقته فضحك في وجهه و قال أسألك مسألة فإن أصبتها أعطيتك عشرة أضعاف ما طلبت و إن لم تصبها أعطيتك ما طلبت و كان قد طلب منه مائة درهم يجعلها في بضاعة يتعيش بها فقال الرجل سل فقال موسى ع لو جعل إليك التمني لنفسك في الدنيا ما ذا كنت تتمنى قال كنت أتمنى أن أرزق التقية في ديني و قضاء حقوق إخواني قال و ما لك لم تسأل الولاية لنا أهل البيت قال ذلك قد أعطيته و هذا لم أعطه فأنا أشكر على ما أعطيت و أسأل ربي عز و جل ما منعت فقال أحسنت أعطوه ألفي درهم و قال اصرفها في كذا يعني في العفص فإنه متاع يابس و ستقبل بعد ما يدبر فانتظر به سنة و اختلف إلى دارنا و خذ الإجراء في كل يوم ففعل   فما تمت له سنة إذ قد زاد في ثمن العفص للواحد خمسة عشر فباع ما كان اشترى بألفي درهم بثلاثين ألف درهم و كان علي بن موسى ع بين يديه فرس صعب و هناك راضة لا يجسر أحد منهم أن يركبه و إن ركبه لم يجسر أن يسيره مخافة أن يثب به فيرميه و يدوسه بحافره و كان هناك صبي ابن سبع سنين فقال يا ابن رسول الله أ تأذن لي أن أركبه و أسيره و أذلله قال أنت قال نعم قال لما ذا قال لأني استوثقت منه قبل أن أركبه بأن صليت على محمد و آله الطيبين الطاهرين مائة مرة و جددت الولاية لكم أهل البيت فقال اركبه فركبه فقال سيره فسيره و ما زال يسيره و يعديه حتى أتعبه و كده فنادى الفرس يا ابن رسول الله فقد آلمني منذ اليوم فاعفني منه و إلا فصبرني تحته قال الصبي سل ما هو خير لك أن يصبرك تحت مؤمن قال الرضا ع صدق اللهم صبره فلان الفرس و سار فلما نزل الصبي قال سل من دواب داري و عبيدها و جواريها و من أموال خزائني ما شئت فإنك مؤمن قد شهرك الله بالإيمان في الدنيا قال الصبي يا ابن رسول الله و أسأل ما أقترح قال يا فتى اقترح فإن الله تعالى يوفقك لاقتراح الصواب فقال سل لي ربك التقية الحسنة و المعرفة بحقوق الإخوان و العمل بما أعرف من ذلك قال الرضا ع قد أعطاك الله ذلك لقد سألت أفضل شعار الصالحين و دثارهم و قيل لمحمد بن علي الرضا ع إن فلانا نقب في جواره على قوم فأخذوه بالتهمة و ضربوه خمسمائة سوط قال محمد بن علي ع ذلك أسهل من مائة ألف ألف سوط من النار نبه على التوبة حتى يكفر ذلك قيل و كيف ذلك يا ابن رسول الله قال إنه في غداة يومه الذي أصابه ما أصابه ضيع حق أخ مؤمن و جهر بشتم أبي الفضيل و أبي الدواهي و أبي الشرور و أبي الملاهي و ترك التقية و لم يستر على إخوانه و مخالفيه فاتهمهم عند المخالفين و عرضهم للعنهم و سبهم و مكروههم و تعرض هو أيضا فهم الذين بهتوا عليه البلية و قذفوه بهذه التهمة فوجهوا إليه و عرفوه ذنبه ليتوب و يتلافى ما فرط منه فإن لم يفعل فليوطن   نفسه على ضرب خمسمائة سوط أو حبس في مطبق لا يفرق بين الليل و النهار فوجه إليه و تاب و قضى حق الأخ الذي كان قصر فيه فما فرغ من ذلك حتى عثر باللص و أخذ منه المال و خلى عنه و جاءه الوشاة يعتذرون إليه

 و قيل لعلي بن محمد ع من أكمل الناس في خصال الخير قال أعملهم بالتقية و أقضاهم لحقوق إخوانه

69-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن داود بن الهيثم عن جده إسحاق بن بهلول عن أبي بهلول بن حسان عن طلحة بن زيد عن الوصين بن عطا عن عمير بن هانئ العبسي عن جنادة بن أبي أمية عن عباد بن الصامت عن النبي ص قال ستكون فتن لا يستطيع المؤمن أن يغير فيها بيد و لا لسان فقال علي بن أبي طالب ع و فيهم يومئذ مؤمنون قال نعم قال فينقص ذلك من إيمانهم شيئا قال لا إلا كما ينقص القطر من الصفا إنهم يكرهونه بقلوبهم

70-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن الكليني عن علي عن أبيه عن اليقطيني عن يونس عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر قال اكتموا أسرارنا و لا تحملوا الناس على أعناقنا الخبر

71-  ل، ]الخصال[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن سهل عن الحارث بن الدلهاث مولى الرضا ع قال سمعت أبا الحسن ع يقول لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال سنة من ربه و سنة من نبيه و سنة من وليه فالسنة من ربه كتمان سره قال الله عز و جل عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ و أما السنة من نبيه   فمداراة الناس فإن الله عز و جل أمر نبيه ص بمداراة الناس قال خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ و أما السنة من وليه فالصبر على البأساء و الضراء فإن الله عز و جل يقول وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ

 مع، ]معاني الأخبار[ علي بن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل عن مبارك مولى الرضا ع عنه ع مثله و زاد في آخره وَ حِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ

72-  ج، ]الإحتجاج[ بالإسناد إلى أبي محمد العسكري ع عن آبائه ع أنه قال أمير المؤمنين ع لليوناني الذي أراه المعجزات الباهرات بعد ما أسلم و آمرك أن تصون دينك و علمنا الذي أودعناك و أسرارنا الذي حملناك فلا تبد علومنا لمن يقابلها بالعناد و يقابلك من أجلها بالشتم و اللعن و التناول من العرض و البدن و لا تفش سرنا إلى من يشنع علينا عند الجاهلين بأحوالنا و يعرض أولياءنا لبوادر الجهال و آمرك أن تستعمل التقية في دينك فإن الله يقول لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْ‏ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً و قد أذنت لك في تفضيل أعدائنا إن ألجأك الخوف إليه و في إظهار البراءة منا إن حملك الوجل عليه و في ترك الصلوات المكتوبات إذا خشيت على حشاشتك الآفات و العاهات فإن تفضيلك أعداءنا علينا عند خوفك لا ينفعهم و لا يضرنا و إن إظهارك براءتنا منا عند تقيتك لا تقدح فينا و لا تنقصنا و إن أنت تبرأ منا بلسانك و أنت موال لنا بجنانك لتبقي على نفسك روحها التي بها قوامها   و مالها الذي به قيامها و جاهها الذي به تماسكها و تصون من عرف بذلك و عرفت به من أوليائنا و إخواننا و أخواتنا من بعد ذلك بشهور أو سنين إلى أن تتفرج تلك الكربة و تزول به تلك النقمة فإن ذلك أفضل من أن تتعرض للهلاك و تنقطع به عن العمل في الدين و صلاح إخوانك المؤمنين و إياك ثم إياك أن تتعرض للهلاك أو أن تترك التقية التي أمرتك بها فإنك شائط بدمك و دماء إخوانك معرض لنعمك و نعمهم للزوال مذل لهم في أيدي أعداء دين الله و قد أمرك الله بإعزازهم فإنك إن خالفت وصيتي كان ضررك على نفسك و إخوانك أشد من ضرر الناصب لنا الكافر بنا

73-  ل، ]الخصال[ أبي عن محمد العطار عن سهل عن اللؤلؤي عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن قوما من قريش قلت مداراتهم للناس فنفوا من قريش و ايم الله ما كان بأحسابهم بأس و إن قوما من غيرهم حسنت مداراتهم فألحقوا بالبيت الرفيع قال ثم قال من كف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يدا واحدة و يكفون عنهم أيادي كثيرة

74-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله ع قال إن قابيل أتى هبة الله ع فقال إن أبي قد أعطاك العلم الذي كان عنده و أنا كنت أكبر منك و أحق به منك و لكن قتلت ابنه فغضب علي فآثرك بذلك العلم علي و إنك و الله إن ذكرت شيئا مما عندك من العلم الذي ورثك أبوك لتتكبر به علي و تفتخر علي لأقتلنك كما قتلت أخاك فاستخفى هبة الله بما عنده من العلم لينقضي دولة قابيل و لذلك يسعنا في قومنا التقية لأن لنا في ابن آدم أسوة

75-  سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أوصيكم بتقوى الله و لا تحملوا الناس على أكتافكم فتذلوا   إن الله تبارك و تعالى يقول في كتابه وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً عودوا مرضاهم و اشهدوا جنائزهم و اشهدوا لهم و عليهم و صلوا معهم في مساجدهم ثم قال أي شي‏ء أشد على قوم يزعمون أنهم يأتمون بقوم فيأمرونهم و ينهونهم فلا يقبلون منهم و يذيعون حديثهم عند عدوهم فيأتي عدوهم إلينا فيقولون لنا إن قوما يقولون و يروون عنكم كذا و كذا فنحن نقول إنا براء ممن يقول هذا فيقع عليهم البراءة

76-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن ماجيلويه عن عمه عن الكوفي عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار قال كنت عند أبي عبد الله ع فتلا قول الله تعالى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ يَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ فقال أما و الله ما ضربوهم بأيديهم و لا قتلوهم بأسيافهم و لكن سمعوا أحاديثهم فأذاعوها عليهم فأخذوا و قتلوا فصار اعتداء و معصية

77-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن علي الزعفراني عن أحمد البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ قال أعملكم بالتقية

 قال ابن أبي الحديد روى صاحب كتاب الغارات عن يوسف بن كليب عن يحيى بن سليمان عن أبي مريم الأنصاري عن محمد بن علي الباقر ع قال خطب علي ع على منبر الكوفة فقال سيعرض عليكم سبي و ستذبحون عليه فإن عرض عليكم سبي فسبوني و إن عرض عليكم البراءة مني فإني على دين محمد ص و لم يقل فلا تبرءوا مني

 و عن أحمد بن المفضل عن الحسن بن صالح عن جعفر بن محمد ع قال قال علي ع لتذبحن على سبي و أشار بيده إلى حلقه ثم قال فإن أمروكم بسبي فسبوني و إن أمروكم أن تبرءوا مني فإني   على دين محمد و لم ينههم عن إظهار البراءة

78-  نهج، ]نهج البلاغة[ من كلام له ع لأصحابه أما إنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم مندحق البطن يأكل ما يجد و يطلب ما لا يجد فاقتلوه و لن تقتلوه ألا و إنه سيأمركم بسبي و البراءة مني فأما السب فسبوني فإنه لي زكاة و لكم نجاة و أما البراءة فلا تتبرءوا مني فإني ولدت على الفطرة و سبقت إلى الإيمان و الهجرة

79-  الهداية، التقية فريضة واجبة علينا في دولة الظالمين فمن تركها فقد خالف دين الإمامية و فارقه

 و قال الصادق ع لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا و التقية في كل شي‏ء حتى يبلغ الدم فإذا بلغ الدم فلا تقية و قد أطلق الله جل اسمه إظهار موالاة الكافرين في حال التقية فقال جل من قائل لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْ‏ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً

 و روي عن الصادق ع أنه سئل عن قول الله عز و جل إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ قال أعملكم بالتقية

 و قال ع خالطوا الناس بالبرانية و خالفوهم بالجوانية ما دامت الإمرة صبيانية

 و قال ع رحم الله امرأ حببنا إلى الناس و لم يبغضنا إليهم

 و قال ع من صلى معهم في الصف الأول فكأنما صلى مع رسول الله ص في الصف الأول

 و قال ع الرياء مع المنافق في داره عبادة و مع المؤمن شرك و التقية واجبة لا يجوز تركها إلى أن يخرج القائم فمن تركها فقد دخل في نهي الله عز و جل و نهي رسول الله ص و الأئمة صلوات الله عليهم

80-  مشكاة الأنوار، نقلا من كتاب المحاسن عن معلى بن خنيس قال قال أبو عبد الله ع يا معلى اكتم أمرنا و لا تذعه فإن من كتم أمرنا و لم يذعه   أعزه الله في الدنيا و جعله نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة يا معلى من أذاع أمرنا و لم يكتمه أذله الله في الدنيا و الآخرة و نزع النور من بين عينيه في الآخرة و جعله ظلمة تقوده إلى النار يا معلى إن التقية ديني و دين آبائي و لا دين لمن لا تقية له إن الله يحب أن يعبد في السر كما يحب أن يعبد في العلانية يا معلى إن المذيع لأمرنا كالجاحد له

 و منه عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع ما لنا من يخبرنا بما يكون كما كان علي يخبر أصحابه فقال ع بلى و الله و لكن هات حديثا واحدا حدثتك فكتمته فقال أبو بصير فو الله ما وجدت حديثا واحدا كتمته

 و عن الباقر ع قال جعلت التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فلا تقية

 و عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن حديث كثير فقال هل كتمت علي شيئا قط فبقيت أذكر فلما رأى ما بي قال أما ما حدثت به أصحابك فلا بأس به إنما الإذاعة أن تحدث به غير أصحابك

 و عن أبي عبد الله ع قال كظم الغيظ عن العدو في دولاتهم تقية و حرز لمن أخذ بها و تحرز من التعريض للبلاء في الدنيا

81-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم و غيره عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا قال بما صبروا على التقية وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ قال الحسنة التقية و السيئة الإذاعة

 بيان أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ الآية في سورة القصص هكذا الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ قال الطبرسي رحمه الله مِنْ قَبْلِهِ أي من قبل محمد هُمْ بِهِ أي بمحمد يُؤْمِنُونَ لأنه وجدوا صفته في التوراة و قيل من قبله أي من قبل القرآن هم بالقرآن يصدقون و المراد بالكتاب التوراة   و الإنجيل وَ إِذا يُتْلى أي القرآن عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ثم أثنى الله سبحانه عليهم فقال أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا قال رحمه الله مرة بتمسكهم بدينهم حتى أدركوا محمدا ص فآمنوا به و مرة بإيمانهم به و قيل بما صبروا على الكتاب الأول و على الكتاب الثاني و إيمانهم بما فيهما و قيل بما صبروا على دينهم و على أذى الكفار لهم و تحمل المشاق وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أي يدفعون بالحسن من الكلام القبيح من الكلام الذي يسمعونه من الكفار و قيل يدفعون بالمعروف المنكر و قيل يدفعون بالحلم جهل الجاهل و قيل يدفعون بالمداراة مع الناس أذاهم عن أنفسهم و روي مثل ذلك عن أبي عبد الله ع. و أقول على ما في الخبر كأنها منزلة على جماعة من مؤمني أهل الكتاب آمنوا بمحمد ص باطنا و أخفوا إيمانهم عن قومهم تقية فآتاهم أجرهم مرتين مرة لإيمانهم و مرة للعمل بالتقية و المراد بالإذاعة الإشاعة و إفشاء ما أمروا ع بكتمانه عند خوف الضرر عليهم

82-  كا، ]الكافي[ بالإسناد المتقدم عن هشام بن سالم عن أبي عمر الأعجمي قال قال لي أبو عبد الله ع يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية و لا دين لمن لا تقية له و التقية في كل شي‏ء إلا في النبيذ و المسح على الخفين

 تبيان إن تسعة أعشار الدين في التقية كان المعنى أن ثواب التقية في زماننا تسعة أضعاف سائر الأعمال و بعبارة أخرى إيمان العاملين بالتقية عشرة أمثال من لم يعمل بها و قيل لقلة الحق و أهله و كثرة الباطل و أهله حتى أن الحق عشر و الباطل تسعة أعشار و لا بد لأهل الحق من المماشاة مع أهل الباطل فيها حال ظهور دولتهم ليسلموا من بطشهم و لا يخفى ما فيه و لا دين أي كاملا إلا في النبيذ. أقول سيأتي في كتاب الطهارة في حديث زرارة ثلاثة لا أتقي فيهن أحدا   شرب المسكر و مسح الخفين و متعة الحج و هذا مخالف للمشهور من كون التقية في كل شي‏ء إلا في الدماء و اختلف في توجيهه على وجوه الأول ما ذكره زرارة في تتمة الخبر السابق حيث قال و لم يقل الواجب عليكم أن لا تتقوا فيهن أحدا أي عدم التقية فيهن مختص بهم ع إما لأنهم يعلمون أنه لا يلحقهم الضرر بذلك و أن الله يحفظهم أو لأنها كانت مشهورة من مذهبهم ع فكان لا ينفعهم التقية الثاني ما ذكره الشيخ قدس سره في التهذيب و هو أنه لا تقية فيها لأجل مشقة يسيرة لا تبلغ إلى الخوف على النفس أو المال و إن بلغت أحدهما جازت الثالث أنه لا تقية فيها لظهور الخلاف فيها بين المخالفين فلا حاجة إلى التقية الرابع لعدم الحاجة إلى التقية فيها لجهات أخرى أما في النبيذ فلإمكان التعلل في ترك شربه بغير الحرمة كالتضرر به و نحو ذلك و أما في المسح فلأن الغسل أولى منه و هم لا يقولون بتعين المسح على الخفين و أما في متعة الحج فلأنهم يأتون بالطواف و السعي للقدوم استحبابا فلا يكون الاختلاف إلا في النية و هي أمر قلبي لا يطلع عليه أحد و التقصير و إخفاؤه في غاية السهولة قال في الذكرى يمكن أن يقال هذه الثلاث لا تقية فيها من العامة غالبا لأنهم لا ينكرون متعة الحج و أكثرهم يحرم المسكر و من خلع خفه و غسل رجليه فلا إنكار عليه و الغسل أولى منه عند انحصار الحال فيهما و على هذا تكون نسبته إلى غيره كنسبته إلى نفسه في أنه تنتفي التقية فيه و إذا قدر خوف ضرر نادر جازت التقية انتهى. و أقول على ما ذكرنا في الوجه الرابع يظهر علة عدم ذكر متعة الحج في هذا الخبر لعدم الحاجة إلى التقية فيه أصلا غالبا و أما عدم التعرض لنفي التقية في القتل فلظهوره أو لكون المراد التقية من المخالفين و لا اختصاص لتقية القتل بهم

    -83  كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع التقية من دين الله قلت من دين الله قال إي و الله من دين الله و لقد قال يوسف أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ و الله ما كانوا سرقوا شيئا و لقد قال إبراهيم إِنِّي سَقِيمٌ و الله ما كان سقيما

 تبيين من دين الله أي من دين الله الذي أمر عباده بالتمسك به في كل ملة لأن أكثر الخلق في كل عصر لما كانوا من أهل البدع شرع الله التقية في الأقوال و الأفعال و السكوت عن الحق لخلص عباده عند الخوف حفظا لنفوسهم و دمائهم و أعراضهم و أموالهم و إبقاء لدينه الحق و لو لا التقية بطل دينه بالكلية و انقرض أهله لاستيلاء أهل الجور و التقية إنما هي في الأعمال لا العقائد لأنها من الأسرار التي لا يعلمها إلا علام الغيوب. و استشهد ع لجواز التقية بالآية الكريمة حيث قال و لقد قال يوسف نسب القوم إلى يوسف باعتبار أنه أمر به و الفعل ينسب إلى الآمر كما ينسب إلى الفاعل و العير بالكسر القافلة مؤنثة و هذا القول مع أنهم لم يسرقوا السقاية ليس بكذب لأنه كان لمصلحة و هي حبس أخيه عنده بأمر الله تعالى مع عدم علم القوم بأنه ع أخوهم مع ما فيه من التورية المجوزة عند المصلحة التي خرج بها عن الكذب باعتبار أن صورتهم و حالتهم شبيهة بحال السراق بعد ظهور السقاية عندهم أو بإرادة أنهم سرقوا يوسف من أبيه كما ورد في الخبر. و كذا قول إبراهيم ع إِنِّي سَقِيمٌ و لم يكن سقيما لمصلحة فإنه أراد التخلف عن القوم لكسر الأصنام فتعلل بذلك و أراد أنه سقيم القلب بما يرى من القوم من عبادة الأصنام أو لما علم من شهادة الحسين ع كما مر أو أراد أنه في معرض السقم و البلايا و كان الاستشهاد بالآيتين على التنظير لرفع الاستبعاد   عن جواز التقية بأنه إذا جاز ما ظاهره الكذب لبعض المصالح التي لم تصل إلى حد الضرورة فجواز إظهار خلاف الواقع قولا و فعلا عند خوف الضرر العظيم أولى أو المراد بالتقية ما يشمل تلك الأمور أيضا

84-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد و الحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن حسين بن أبي العلاء عن حبيب بن بشر قال قال أبو عبد الله ع سمعت أبي يقول لا و الله ما على وجه الأرض شي‏ء أحب إلي من التقية يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله يا حبيب من لم يكن له تقية وضعه الله يا حبيب إن الناس إنما هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا

 بيان في النهاية الهدنة السكون و الصلح و الموادعة بين المسلمين و الكفار و بين كل متحاربين انتهى و المراد بالناس إما المخالفون أي هم في دعة و استراحة لأنا لم نؤمر بعد لمحاربتهم و منازعتهم و إنما أمرنا بالتقية منهم و مسالمتهم أو الشيعة أي أمروا بالموادعة و المداراة مع المخالفين أو الأعم منهما و لعله أظهر فلو قد كان ذلك أي ظهور القائم ع و الأمر بالجهاد معهم و معارضتهم كان هذا أي ترك التقية الذي هو محبوبكم و مطلوبكم و قيل يعني أن مخالفينا اليوم في هدنة و صلح و مسالمة معنا لا يريدون قتالنا و الحرب معنا و لهذا نعمل معهم بالتقية فلو قد كان ذلك يعني لو كان في زمن أمير المؤمنين و الحسن بن علي صلوات الله عليهما أيضا الهدنة لكانت التقية فإن التقية واجبة ما أمكنت فإذا لم تمكن جاز تركها لمكان الضرورة انتهى و ما ذكرنا أظهر

85-  كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن العباس بن عامر عن جابر المكفوف عن عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال اتقوا على دينكم و احجبوه بالتقية فإنه لا إيمان لمن لا تقية له إنما أنتم في الناس كالنحل في الطير لو أن الطير يعلم ما في أجواف النحل ما بقي منها شي‏ء   إلا أكلته و لو أن الناس علموا ما في أجوافكم أنكم تحبونا أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم و لنحلوكم في السر و العلانية رحم الله عبدا منكم كان على ولايتنا

 تبيان اتقوا على دينكم أي احذروا المخالفين بكتمان دينكم إشفاقا و إبقاء عليه لئلا يسلبوه منكم أو احذروهم كائنين على دينكم إشعارا بأن التقية لا ينافي كونكم على الدين أو اتقوهم ما لم يصر سببا لذهاب دينكم و يحتمل أن تكون على بمعنى في و الأول أظهر إنما أنتم في الناس كالنحل. أقول كأنه لذلك لقب أمير المؤمنين ع بأمير النحل و يعسوب المؤمنين و تشبيه الشيعة بالنحل لوجوه الأول أن العسل الذي في أجوافها ألذ الأشياء المدركة بالحس و الذي في قلوب الشيعة من دين الحق و الولاية ألذ المشتهيات العقلانية الثاني أن العسل شفاء من الأمراض الجسمانية لقوله تعالى فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ و ما في جوف الشيعة شفاء من جميع الأدواء الروحانية الثالث ضعف النحل بالنسبة إلى الطيور و ضعف الشيعة في زمان التقية بالنسبة إلى المخالفين الرابع شدة إطاعة النحل لرئيسهم كشدة انقياد الشيعة ليعسوبهم صلوات الله عليه الخامس ما ذكر في الخبر من أنهم بين بني آدم كالنحل بين سائر الطيور في أنها إذا علمت ما في أجوافها لأكلتها رغبة فيما في أجوافها للذتها كما أن المخالفين لو علموا ما في قلوب الشيعة من دين الحق لقتلوهم عنادا و قيل لأن الطير لو كان بينها حسد كبني آدم و علمت أن في أجوافها العسل و هو سبب عزتها عند بني آدم لقتلها حسدا كما أن المخالفين لو علموا أن في أجواف الشيعة ما يكون سببا لعزتهم عند الله لأفنوهم باللسان فكيف باليد و السنان حسدا و ما ذكرنا أظهر و أقل تكلفا. و في القاموس نحله القول كمنعه نسبه إليه و فلانا سابه و جسمه كمنع و علم و نصر و كرم نحولا ذهب من مرض أو سفر و أنحله الهم و في بعض النسخ   بالجيم في القاموس نجل فلانا ضربه بمقدم رجله و تناجلوا تنازعوا

86-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن حماد عن حريز عمن أخبره عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل وَ لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّيِّئَةُ قال الحسنة التقية و السيئة الإذاعة و قوله عز و جل ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ قال التي هي أحسن التقية فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ

 بيان كأن الجمع بين أجزاء الآيات المختلفة من قبيل النقل بالمعنى و إرجاع بعضها إلى بعض فإن في سورة حم السجدة هكذا وَ لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ و في سورة المؤمنون هكذا ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ فإلحاق السيئة في الآية الأولى لتوضيح المعنى أو لبيان أن دفع السيئة في الآية الأخرى أيضا بمعنى التقية مع أنه يحتمل أن يكون في مصحفهم ع كذلك قال الطبرسي رحمه الله ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أي السيئة أي ادفع بحقك باطلهم و بحلمك جهلهم و بعفوك إساءتهم فإذا فعلت ذلك صار عدوك الذي يعاديك في الدين بصورة وليك القريب فكأنه وليك في الدين و حميمك في النسب

87-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عمرو الكناني قال قال لي أبو عبد الله ع يا أبا عمرو أ رأيتك لو حدثتك بحديث أو أفتيتك بفتيا ثم جئتني بعد ذلك فسألتني عنه فأخبرتك بخلاف ما كنت أخبرتك أو أفتيتك بخلاف ذلك بأيهما كنت تأخذ قلت بأحدثهما و أدع الآخر فقال قد أصبت يا أبا عمرو أبى الله إلا أن يعبد سرا أما و الله لئن فعلتم ذلك إنه خير لي و لكم و أبى الله عز و جل لنا و لكم في دينه إلا التقية

    بيان قال الوالد قدس سره أبو عمرو هو عبد الله بن سعيد الثقة و في المصباح الفتوى بالواو فتفتح الفاء و بالياء فتضم و هو اسم من أفتى العالم إذا بين الحكم و استفتيته سألته أن يفتي و الجمع الفتاوي بكسر الواو على الأصل و قيل يجوز الفتح للتخفيف انتهى و قوله بأحدثهما إما على سبيل الاستفتاء و السؤال أو كان عالما بهذا الحكم قبل ذلك من جهتهم ع و إلا فكيف يجوز ع فتواه من جهة الظن مع تيسر العلم و لما كان الاختلاف للتقية قال ع أبى الله إلا أن يعبد سرا أي في دولة الباطل و العبادة في السر هي الاعتقاد بالحق قلبا أو العمل بالحكم الأصلي سرا و إظهار خلاف كل منهما علانية و هذا و إن كان عبادة أيضا و ثوابه أكثر لكن الأول هو الأصل فلذا عبر هكذا

88-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن درست الواسطي قال قال أبو عبد الله ع ما بلغت تقية أحد تقية أصحاب الكهف إن كانوا ليشهدون الأعياد و يشدون الزنانير فأعطاهم الله أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ

 بيان ما بلغت أي في الأمم السابقة أو في هذه الأمة أيضا لأن أعظم التقية في هذه الأمة مع أهل الإسلام المشاركين لهم في كثير من الأحكام و لا تبلغ التقية منهم إلى حد إظهار الشرك و الزنانير جمع الزنار وزان التفاح و هو ما على وسط النصارى و المجوس و تزنروا شدوا الزنار على وسطهم

89-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن حماد بن واقد اللحام قال استقبلت أبا عبد الله ع في طريق فأعرضت عنه بوجهي و مضيت فدخلت عليه بعد ذلك فقلت جعلت فداك إني لألقاك فأصرف وجهي كراهة أن أشق عليك فقال لي رحمك الله لكن رجل لقيني أمس في موضع كذا و كذا فقال عليك السلام يا أبا عبد الله ما أحسن و لا أجمل

 بيان في القاموس شق عليه الأمر شقا و مشقة صعب و عليه أوقعه في المشقة ما أحسن ما نافية أي لم يفعل الحسن حيث ترك التقية و سلم علي على وجه   المعرفة و الإكرام بمحضر المخالفين و لا أجمل أي و لا فعل الجميل و قيل أي ما أجمل حيث قدم الظرف على السلام و هو يدل على الحصر و عبر بالكنية و كل منهما يدل على التعظيم

90-  كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال قيل لأبي عبد الله ع إن الناس يروون أن عليا ع قال على منبر الكوفة أيها الناس إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني ثم ستدعون إلى البراءة مني فلا تبرءوا مني فقال ما أكثر ما يكذب الناس على علي ع ثم قال إنما قال إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني ثم ستدعون إلى البراءة مني و إني لعلى دين محمد و لم يقل و لا تبرءوا مني فقال له السائل أ رأيت إن اختار القتل دون البراءة فقال و الله ما ذلك عليه و ما له إلا ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة و قلبه مطمئن بالإيمان فأنزل الله عز و جل فيه إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ فقال له النبي ص عندها يا عمار إن عادوا فعد فقد أنزل الله عز و جل عذرك و أمرك أن تعود إن عادوا

 بيان إنكم ستدعون هذا من معجزاته صلوات الله عليه فإنه أخبر بما سيقع و قد وقع لأن بني أمية لعنهم الله أمروا الناس بسبه ع و كتبوا إلى عمالهم في البلاد أن يأمروهم بذلك و شاع ذلك حتى أنهم سبوه ع على المنابر و ما له إلا ما مضى عليه عمار بن ياسر

 روى العامة و الخاصة أن قريشا أكرهوا عمارا و أبويه ياسرا و سمية على الارتداد فلم يقبله أبواه فقتلوهما و أعطاهما عمار بلسانه ما أرادوا مكرها فقيل يا رسول الله إن عمارا كفر فقال كلا إن عمارا ملي‏ء إيمانا من قرنه إلى قدمه و اختلط الإيمان بلحمه و دمه فأتى رسول الله ص عمار و هو يبكي فجعل رسول الله ص يمسح عينيه فقال ما لك إن عادوا فعد لهم بما قلت لهم

قوله ع و أمرك يمكن أن يكون على صيغة الماضي الغائب   بإرجاع المستتر إلى الله و بصيغة المضارع المتكلم

91-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن هشام الكندي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إياكم أن تعملوا عملا نعير به فإن ولد السوء يعير والده بعمله كونوا لمن انقطعتم إليه زينا و لا تكونوا عليه شينا صلوا في عشائرهم و عودوا مرضاهم و اشهدوا جنائزهم و لا يسبقونكم إلى شي‏ء من الخير فأنتم أولى به منهم و الله ما عبد الله بشي‏ء أحب إليه من الخب‏ء فقلت و ما الخب‏ء قال التقية

 بيان قوله ع فإن ولد السوء بفتح السين من إضافة الموصوف إلى الصفة و هذا على التنظير أو هو مبني على ما مر مرارا من أن الإمام بمنزلة الوالد لرعيته و الوالدان في بطن القرآن النبي ص و الإمام ع و قد اشتهر أيضا أن المعلم والد روحاني و الشين العيب صلوا في عشائرهم يمكن أن يقرأ صلوا بالتشديد من الصلاة و بالتخفيف من الصلة أي صلوا المخالفين مع عشائرهم أي كما يصلهم عشائرهم و قيل أي إذا كانوا عشائركم و الضمائر للمخالفين بقرينة المقام و في بعض النسخ عشائركم و لا يسبقونكم خبر في معنى الأمر و الخب‏ء الإخفاء و الستر تقول خبأت الشي‏ء خبأ من باب منع إذا أخفيته و سترته و المراد به هنا التقية لأن فيها إخفاء الحق و ستره

92-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال سألت أبا الحسن ع عن القيام للولاة فقال قال أبو جعفر ع التقية من ديني و دين آبائي و لا إيمان لمن لا تقية له

 بيان عن القيام للولاة أي القيام عندهم أو لتعظيمهم عند حضورهم أو مرورهم و يفهم منه عدم جواز القيام لهم عند عدم التقية و على جوازه للمؤمنين بطريق أولى و فيه نظر و قيل المراد القيام بأمورهم و الائتمار بأمرهم و لا يخفى بعده

    -93  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن حماد عن ربعي عن زرارة عن أبي جعفر ع قال التقية في كل ضرورة و صاحبها أعلم بها حين تنزل به

 بيان يدل على وجوب التقية في كل ما يضطر إليه الإنسان إلا ما خرج بدليل و على أن الضرورة منوطة بعلم المكلف و ظنه و هو أعلم بنفسه كما قال تعالى بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ و الله يعلم من نفسه أنه مداهنة أو تقيه

94-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع قال كان أبي يقول و أي شي‏ء أقر لعيني من التقية إن التقية جنة المؤمن

 بيان جنة المؤمن أي من ضرر المخالفين

95-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن محمد بن مروان قال قال لي أبو عبد الله ع ما منع ميثم رحمه الله من التقية فو الله لقد علم أن هذه الآية نزلت في عمار و أصحابه إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ

 تبيان ما منع ميثم كأنه كان ميثما فصحف و يمكن أن يقرأ منع على بناء المجهول أي لم يكن ميثم ممنوعا من التقية في هذا الأمر فلم لم يتق فيكون الكلام مسوقا للإشفاق لا الذم و الاعتراض كما هو الظاهر على تقدير النصب و يحتمل أن يكون على الرفع مدحا له بأنه مع جواز التقية تركه لشدة حبه لأمير المؤمنين ع و يحتمل أن يكون المعنى لم يمنع من التقية و لم يتركها   لكن لم تنفعه و إنما تركها لعدم الانتفاع بها و عدم تحقق شرط التقية فيه و يمكن أن يقرأ منع على بناء المعلوم أي ليس فعله مانعا للغير عن التقية لأنه اختار أحد الفردين المخير فيهما أو لاختصاص الترك به لما ذكر أو فعلها و لم تنفعه. و بالجملة يبعد عن مثل ميثم و رشيد و قنبر و أضرابهم رفع الله درجاتهم بعد إخباره صلوات الله عليه إياهم بما يجري عليهم و أمرهم بالتقية تركهم أمره ع و مخالفتهم له و عدم بيانه ع لهم ما يجب عليهم حينئذ أبعد فالظاهر أنهم كانوا مخيرين في ذلك فاختاروا ما كان أشق عليهم

 و يؤيده ما رواه الكشي رحمه الله عن ميثم رضي الله عنه قال دعاني أمير المؤمنين ع و قال لي كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعي بني أمية عبيد الله بن زياد إلى البراءة مني فقلت يا أمير المؤمنين أنا و الله لا أبرأ منك قال إذا و الله يقتلك و يصلبك فقلت أصبر فذاك في الله قليل فقال يا ميثم إذا تكون معي في درجتي

 و روي أيضا عن قنوا بنت رشيد الهجري قالت سمعت أبي يقول أخبرني أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل إليك دعي بني أمية فقطع يديك و رجليك و لسانك قلت يا أمير المؤمنين آخر ذلك إلى الجنة فقال يا رشيد أنت معي في الدنيا و الآخرة قالت و الله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه عبيد الله بن زياد الدعي فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين ع فأبى أن يتبرأ منه و قال له الدعي فبأي ميتة قال لك تموت فقال له أخبرني خليلي أنك تدعوني إلى البراءة فلا أبرأ منه فتقدمني فتقطع يدي و رجلي و لساني فقال و الله لأكذبن قوله قال فقدموه فقطعوا يديه و رجليه و تركوا لسانه فحملت أطرافه يديه و رجليه فقلت يا أبت هل تجد ألما لما أصابك فقال لا يا بنية إلا كالزحام بين الناس فلما احتملناه و أخرجناه من القصر اجتمع الناس حوله فقال ائتوني بصحيفة و دواة أكتب لكم ما يكون إلى يوم القيامة فأرسل إليه الحجام حتى قطع لسانه فمات رحمة الله عليه في ليلته

   و أقول قصة عمار و أبويه رضي الله عنهم تشهد بذلك أيضا إذ مدح عمارا على التقية و قال سبق أبواه إلى الجنة و إن أمكن أن يكون ذلك لجهلهما بالتقية

 و روي في غوالي اللآلي أن مسيلمة لعنه الله أخذ رجلين من المسلمين فقال لأحدهما ما تقول في محمد ص قال رسول الله قال فما تقول في قال أنت أيضا فخلاه فقال للآخر ما تقول في محمد قال رسول الله قال فما تقول في قال أنا أصم فأعاد عليه ثلاثا و أعاد جوابه الأول فقتله فبلغ ذلك رسول الله ص فقال أما الأول فقد أخذ برخصة الله و أما الثاني فقد صدع بالحق فهنيئا له

96-  كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن شعيب الحداد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فليس تقية

 بيان قوله ع إنما جعلت التقية أي إنما قررت لئلا ينتهي آخرا إلى إراقة الدم و إن كان في أول الحال يجوز التقية لغيرها أو المعنى أن العمدة في مصلحة التقية حفظ النفس فلا ينافي جواز التقية لغيره أيضا كحفظ المال أو العرض فليس تقية أي ليس هناك تقية أو ليس ما يفعلونه تقية و لا خلاف في أنه لا تقية في قتل معصوم الدم و إن ظن أنه يقتل إن لم يفعل و المشهور أنه إن أكرهه على الجراح الذي لا يسري إلى فوات النفس يجوز فعله إن ظن أنه يقتل إن لم يفعل و إن شمل قولهم لا تقية في الدماء ذلك و قد يحمل الخبر على أن المعنى أن التقية لحفظ الدم فإذا علم أنه يقتل على كل حال فلا تقية

97-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال كلما تقارب هذا الأمر كان أشد للتقية

 بيان كلما تقارب هذا الأمر أي خروج القائم ع

    -98  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن إسماعيل الجعفي و معمر بن يحيى بن سام و محمد بن مسلم و زرارة قالوا سمعنا أبا جعفر ع يقول التقية في كل شي‏ء يضطر إليه ابن آدم فقد أحله الله له

 بيان قيل الفاء في قوله فقد أحله الله للبيان و أقول يدل أيضا على عموم التقية في كل ضرورة و قال الشهيد رفع الله درجته في قواعده التقية مجاملة الناس بما يعرفون و ترك ما ينكرون و قد دل عليها الكتاب و السنة قال الله تعالى لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْ‏ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً و قال تعالى إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ثم ذكر الأخبار في ذلك ثم قال رحمه الله التقية تنقسم بانقسام الأحكام الخمسة فالواجب إذا علم أو ظن نزول الضرر بتركها به أو ببعض المؤمنين و المستحب إذا كان لا يخاف ضررا عاجلا أو يخاف ضررا سهلا أو كان تقية في المستحب كالترتيب في تسبيح الزهراء ع و ترك بعض فصول الأذان و المكروه التقية في المستحب حيث لا ضرر عاجلا و لا آجلا و يخاف منه الالتباس على عوام المذهب و الحرام التقية حيث يؤمن الضرر عاجلا و آجلا أو في قتل مسلم و المباح التقية في بعض المباحات التي ترجحها العامة و لا يصل بتركها ضرر

99-  كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن حريز عن أبي عبد الله ع قال قال التقية ترس الله بينه و بين خلقه

 بيان قوله ع ترس الله أي ترس يمنع الخلق من عذاب الله أو من البلايا النازلة من عنده أو المراد بقوله بينه و بين أوليائه على حذف المضاف فالمراد بخلقه أعداؤه

    -100  كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن أحمد بن حمزة عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال قال أبو جعفر ع خالطوهم بالبرانية و خالفوهم بالجوانية إذا كانت الإمرة صبيانية

 إيضاح قال في النهاية في حديث سلمان من أصلح جوانيه أصلح الله برانيه أراد بالبراني العلانية و الألف و النون من زيادات النسب كما قالوا في صنعاء صنعاني و أصله من قولهم خرج فلان برا أي خرج إلى البر و الصحراء و ليس من قديم الكلام و فصيحه و قال أيضا في حديث سلمان إن لكل امرئ جوانيا و برانيا أي باطنا و ظاهرا و سرا و علانية و هو منسوب إلى جو البيت و هو داخله و زيادة الألف و النون للتأكيد انتهى. و الإمرة بالكسر الإمارة و المراد بكونها صبيانية كون الأمير صبيا أو مثله في قلة العقل و السفاهة أو المعنى أنه لم تكن بناء الإمارة على أمر حق بل كانت مبنية على الأهواء الباطلة كلعب الأطفال و النسبة إلى الجمع تكون على وجهين أحدهما أن يكون المراد النسبة إلى الجنس فيرد إلى المفرد و الثاني أن تكون الجمعية ملحوظة فلا يرد و هذا من الثاني إذ المراد التشبيه بأمارة يجتمع عليها الصبيان

101-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن عيسى عن زكريا المؤمن عن عبد الله بن أسد عن عبد الله بن عطا قال قلت لأبي جعفر ع رجلان من أهل الكوفة أخذا فقيل لهما ابرأا من أمير المؤمنين ع فبرئ واحد منهما و أبى الآخر فخلي سبيل الذي برئ و قتل الآخر فقال أما الذي برئ فرجل فقيه في دينه و أما الذي لم يبرأ فرجل تعجل إلى الجنة

 بيان يدل على أن تارك التقية جهلا مأجور و لا ينافي جواز الترك كما مر

    -102  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح قال قال أبو عبد الله ع احذروا عواقب العثرات

 بيان احذروا عواقب العثرات أي في ترك التقية أو الأعم فيشمل تركها و على الوجهين فالمعنى أن كل ما تقولونه أو تفعلونه فانظروا أولا في عاقبته و ما له عاجلا و آجلا ثم قولوه أو افعلوه فإن العثرة قلما تفارق القول و الفعل و لا سيما إذا كثرا أو المراد أنه كلما عثرتم عثرة في قول أو فعل فاشتغلوا بإصلاحها و تداركها كيلا يؤدي في العاقبة إلى فساد لا يقبل الإصلاح

103-  كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن عبد الله بن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله عليه الصلاة و السلام يقول التقية ترس المؤمن و التقية حرز المؤمن و لا إيمان لمن لا تقية له إن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيدين الله عز و جل فيما بينه و بينه فيكون له عزا في الدنيا و نورا في الآخرة و إن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيذيعه فيكون له ذلا في الدنيا و ينزع الله عز و جل ذلك النور منه

 بيان لمن لا تقية له أي مع العلم بوجوبها أو فيما يجب فيه التقية حتما فيدين الله عز و جل به أي يعبد الله بقبوله و العمل به فيما بينه أي بين الله و بينه فيكون أي الحديث أو التدين به له أي لهذا العبد عزا في الدنيا بسبب التقية و نورا في الآخرة بسبب عبادته الصحيحة من حديثنا أي المختص بنا المخالف لأحاديث العامة فيكون له ذلا أي بسبب ترك التقية و ينزع الله لبطلان عبادته التي لم يتق فيها

104-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل ورع يحجزه عن معاصي الله و خلق يداري به الناس و حلم يرد به جهل الجاهل

    بيان ثلاث أي ثلاث خصال لم يتم له عمل أي لم يكمل و لم يقبل منه عمل من العبادات أو الأعم منها و من أمور المعاش و معاشرة الخلق فتأثير الورع في قبول الطاعات و كمالها ظاهر لأنه إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ و كذا الأخيران لأن تركهما قد ينتهي إلى ارتكاب المعاصي و يحتمل أن يكونا لأمور المعاش بناء على تعميم العمل و كان الفرق بين الخلق و الحلم أن الخلق وجودي و هو فعل ما يوجب تطييب قلوب الناس و رضاهم و الحلم عدمي و هو ترك المعارضة و الانتقام في الإساءة و قال في النهاية فيه رأس العقل بعد الإيمان مداراة الناس المداراة غير مهموزة ملاينة الناس و حسن صحبتهم و احتمالهم لئلا ينفروا عنك و قد تهمز

105-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن الحسين بن الحسن قال سمعت جعفرا ع يقول جاء جبرئيل ع إلى النبي ص فقال يا محمد ربك يقرئك السلام و يقول لك دار خلقي

 بيان المداراة إما مخصوصة بالمؤمنين أو تعم المشركين أيضا مع عدم الاضطرار إلى المقابلة و المحاربة كما كان دأبه ص فإنه كان يداريهم ما أمكن فإذا لم يكن ينفع الوعظ و المداراة كان يقاتلهم ليسلموا و بعد الظفر عليهم أيضا كان يعفو و يصفح و لا ينتقم منهم و يحتمل أن يكون ذلك قبل أن يؤمر ص بالجهاد

106-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر ع قال في التوراة مكتوب فيما ناجى الله عز و جل به موسى بن عمران ع يا موسى اكتم مكتوم سري في سريرتك و أظهر في علانيتك المداراة عني لعدوي و عدوك من خلقي و لا تستسب لي عندهم بإظهار مكتوم سري فتشرك عدوك و عدوي في سبي

    تبيان فيما ناجى الله يقال ناجاه مناجاة و نجاء ساره و المراد هنا وحيه إليه بلا توسط ملك و إضافة المكتوم إلى السر من إضافة الصفة إلى الموصوف للمبالغة فإن السر هو الحديث المكتوم في النفس و كأن المراد بالسريرة هنا القلب لأنه محل السر تسمية للمحل باسم الحال قال الجوهري السر الذي يكتم و الجمع الأسرار و السريرة مثله و الجمع السرائر انتهى و يحتمل أن يكون بمعناه أي في جملة ما تسره و تكتمه من أسرارك و كأن المراد بالسر هنا ما أمر بإخفائه عنهم من العلوم التي ألقاه إليه من عدم إيمانهم مثلا و انتهاء أمرهم إلى الهلاك و الغرق أو الحكم بكون أسلافهم في النار كما أن فرعون لما سأله ع عن أحوالهم من السعادة و الشقاوة بقوله فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى لم يحكم بشقاوتهم و كونهم في النار بل أجمل و قال عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَ لا يَنْسى على بعض الوجوه المذكورة في الآية أو بعض الأسرار التي لم يكونوا قابلين لفهمها. و أظهر في علانيتك المداراة عني كأن التعدية بعن لتضمين معنى الدفع أو يكون مهموزا من الدرء بمعنى الدفع أو لأن أصله لما كان من الدرء بمعنى الدفع عدي بها و النسبة إلى المتكلم لبيان أن الضرر الواصل إليك كأنه واصل إلي فالمراد المداراة عنك و يحتمل أن يكون عني متعلقا بأظهر أي أظهر من قبلي المداراة كما قال تعالى فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً و لا تستسب لي عندهم أي لا تظهر عندهم من مكتوم سري ما يصير سببا لسبهم و شتمهم لي أو لك فيكون بمنزلة سبي كما ورد هذا في قوله تعالى وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ

 فقد روى العياشي عن الصادق ع أنه سئل عن هذه الآية فقال أ رأيت أحدا يسب الله فقيل لا و كيف قال من سب ولي الله فقد سب الله

 و في غيره عنه ع قال لا تسبوهم فإنهم   يسبونكم و من سب ولي الله فقد سب الله

فتشرك عدوك يدل على أن السبب للفعل كالفاعل له

107-  كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن بزيع عن حمزة بن بزيع عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض

 بيان بأداء الفرائض أي الصلوات الخمس أو كلما أمر به في القرآن

108-  كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص مداراة الناس نصف الإيمان و الرفق بهم نصف العيش ثم قال أبو عبد الله ع خالطوا الأبرار سرا و خالطوا الفجار جهارا و لا تميلوا عليهم فيظلموكم فإنه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين إلا من ظنوا أنه أبله و صبر نفسه على أن يقال أنه أبله لا عقل له

 تبيين كأن المراد بالمداراة هنا التغافل و الحلم عنهم و عدم معارضتهم و بالرفق الإحسان إليهم و حسن معاشرتهم و يحتمل أن يكون مرجعهما إلى أمر واحد و يكون تفننا في العبارة فالغرض بيان أن المداراة و الرفق بالعباد لهما مدخل عظيم في صلاح أمور الدين و تعيش الدنيا و الثاني ظاهر و الأول لأنه إطاعة لأمر الشارع حيث أمر به و موجب لهداية الخلق و إرشادهم بأحسن الوجوه كما قال تعالى ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ و العيش الحياة و المراد هنا التعيش الحسن برفاهية خالطوا الأبرار سرا أي أحبوهم بقلوبكم و أفشوا إليهم أسراركم بخلاف الفجار فإنه إنما يحسن مخالطتهم في الظاهر للتقية و المداراة و لا يجوز مودتهم قلبا من حيث فسقهم و ليسوا محالا لأسرار المؤمنين و بين ع ذلك   بقوله و لا تميلوا عليهم على بناء المجرد و التعدية بعلى للضرر أي لا تعارضوهم إرادة للغلبة قال في المصباح مال الحاكم في حكمه ميلا جار و ظلم فهو مائل و مال عليهم الدهر أصابهم بجوائحه و في النهاية فيه لا يهلك أمتي حتى يكون بينهم التمايل و التمايز أي لا يكون لهم سلطان يكف الناس عن التظالم فيميل بعضهم على بعض بالأذى و الحيف انتهى. و قيل هو على بناء الإفعال أو التفعيل أي لا تعارضوهم لتميلوهم من مذهب إلى مذهب آخر و هو تكلف و إن كان أنسب بما بعده و في القاموس رجل أبله بين البله و البلاهة غافل أو عن الشر أو أحمق لا تمييز له و الميت الداء أي من شره ميت و الحسن الخلق القليل الفطنة لمداق الأمور أو من غلبته سلامة الصدر و في المصباح صبرت صبرا من باب ضرب حبست النفس عن الجزع و صبرت زيدا يستعمل لازما و متعديا و صبرته بالتثقيل حملته على الصبر بوعد الأجر أو قلت له اصبر انتهى و الحاصل أنه لفساد الزمان و غلبة أهل الباطل يختار العزلة و الخمول و لا يعارض الناس و لا يتعرض لهم و يتحمل منهم أنواع الأذى حتى يظن الناس أن ذلك لبلاهته و قلة عقله

109-  كا، ]الكافي[ عن علي عن بعض أصحابه ذكره عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن قوما من الناس قلت مداراتهم للناس فأنفوا من قريش و ايم الله ما كان بأحسابهم بأس و إن قوما من غير قريش حسنت مداراتهم فألحقوا بالبيت الرفيع قال ثم قال من كف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يدا واحدة و يكفون عنه أيدي كثيرة

 بيان قوله ع فأنفوا من قريش كذا في أكثر النسخ و كأنه على بناء الإفعال مشتقا من النفي بمعنى الانتفاء فإن النفي يكون لازما و متعديا لكن هذا البناء لم يأت في اللغة أو هو على بناء المفعول من أنف من قولهم أنفه يأنفه و يأنفه ضرب أنفه فيدل على النفي مع مبالغة فيه و هو أظهر   و أبلغ و قيل كأنه صيغة مجهول من الأنفة بمعنى الاستنكاف إذ لم يأت الإنفاء بمعنى النفي انتهى. و أقول هذا أيضا لا يستقيم لأن الفساد مشترك إذ لم يأت أنف بهذا المعنى على بناء المجهول فإنه يقال أنف منه كفرح أنفا كفرح أنفا و أنفة أي استنكف و في كثير من النسخ فألقوا أي أخرجوا و أطرحوا منهم و في الخصال فنفوا و هو أظهر ثم أشار ع مؤكدا بالقسم إلى أن ذلك الإلقاء كان باعتبار سوء معاشرتهم و فوات حسب أنفسهم و مآثرهم لا باعتبار قدح في نسبهم أو في حسب آبائهم و مآثر أسلافهم بقوله و ايم الله ما كان بأحسابهم بأس. قال الجوهري اليمين القسم و الجمع أيمن و أيمان ثم قال و ايمن الله اسم وضع للقسم هكذا بضم الميم و النون و ألفه ألف وصل عند أكثر النحويين و لم يجئ في الأسماء ألف الوصل مفتوحة غيرها و قد تدخل عليه اللام لتأكيد الابتداء تقول ليمن الله فتذهب الألف في الوصل و هو مرفوع بالابتداء و خبره محذوف و التقدير ليمن الله قسمي و ليمن الله ما أقسم به و إذا خاطبت قلت ليمنك و ربما حذفوا منه النون قالوا ايم الله و ايم الله بكسر الهمزة و ربما حذفوا منه الياء قالوا أم الله و ربما أبقوا الميم وحدها مضمومة قالوا م الله ثم يكسرونها لأنها صارت حرفا واحدا فيشبهونها بالباء فيقولون م الله و ربما قالوا من الله بضم الميم و النون و من الله بفتحهما و من الله بكسرهما قال أبو عبيد و كانوا يحلفون باليمين يقولون يمين الله لا أفعل ثم يجمع اليمين على أيمن ثم حلفوا به فقالوا أيمن الله لأفعلن كذا قال فهذا هو الأصل في أيمن الله ثم كثر هذا في كلامهم و خف على ألسنتهم حتى حذفوا منه النون كما حذفوا في قوله لم يكن فقالوا لم يك قال و فيها لغات كثيرة سوى هذه و إلى هذا ذهب ابن كيسان و ابن درستويه فقالا ألف أيمن ألف قطع و هو جمع يمين و إنما خففت همزتها و طرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها. و قال الحسب ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه و يقال حسبه دينه و يقال   ماله و الرجل حسيب قال ابن السكيت الحسب و الكرام يكونان في الرجل و إن لم يكن له آباء لهم شرف قال و الشرف و المجد لا يكونان إلا بالآباء انتهى. و الحاصل أن الكلام يحتمل وجهين أحدهما أنه لا بد من حسن المعاشرة و المداراة مع المخالفين في دولاتهم مع المخالفة لهم باطنا في أديانهم و أعمالهم فإن قوما قلت مداراتهم للمخالفين فنفاهم خلفاء الجور و الضلالة من قبيلة قريش و ضيعوا أنسابهم و أحسابهم مع أنه لم يكن في أحساب أنفسهم شي‏ء إلا ترك المداراة و التقية أو لم يكن في شرف آبائهم نقص و إن قوما من قريش لم يكن فيهم حسب أو في آبائهم شرف فألحقهم خلفاء الضلالة و قضاة الجور في الشرف و العطاء و الكرم بالبيت الرفيع من قريش و هم بنو هاشم. و ثانيهما أن المعنى أن القوم الأول بتركهم متابعة الأئمة ع في أوامرهم التي منها المداراة مع المخالفين في دولاتهم و مع سائر الناس نفاهم الأئمة ع عن أنفسهم فذهب فضلهم و كأنهم خرجوا من قريش و لم ينفعهم شرف آبائهم و إن قوما من غير قريش بسبب متابعة الأئمة ع ألحقوا بالبيت الرفيع و هم أهل البيت ع كقوله ص سلمان منا أهل البيت و كأصحاب سائر الأئمة ع من الموالي فإنهم كانوا أقرب إلى الأئمة من كثير من بني هاشم بل من كثير من أولاد الأئمة ع. و المراد بالبيت هنا الشرف و الكرامة قال في المصباح بيت العرب شرفها يقال بيت تميم في حنظلة أي شرفها أو المراد أهل البيت الرفيع و هم آل النبي ص. من كف يده هذا مثل ما قال أمير المؤمنين ع و من يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم يدا واحدة و يقبض منهم عنه أيدي كثيرة كما سيأتي في باب صلة الرحم