باب 2- الدعاء عند دخول شهر رمضان و سائر أعماله و آدابه و ما يناسب ذلك

أقول قد أوردنا شطرا من أدعيته في أبواب أعمال شهر رمضان من كتاب الصيام و غيره أيضا فتذكر و اعلم أنه قد مضت أعمال مطلق أول كل شهر في أول باب هذا الجزء فلا تغفل

    -1  قل، ]إقبال الأعمال[ روينا بإسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري بإسناده إلى أبي عبد الله ع قال تقول عند حضور شهر رمضان اللهم هذا شهر رمضان المبارك الذي أنزلت فيه القرآن و جعلته هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقانِ قد حضر فسلمنا فيه و سلمه لنا و تسلمه منا في يسر منك و عافية و أسألك اللهم أن تغفر لي في شهري هذا و ترحمني فيه و تعتق رقبتي من النار   و تعطيني فيه خير ما أعطيت أحدا من خلقك و خير ما أنت معطيه و لا تجعله آخر شهر رمضان صمته لك منذ أسكنتني أرضك إلى يومي هذا اجعله علي أتمه نعمة و أعمه عافية و أوسعه رزقا و أجزله و أهنأه اللهم إني أعوذ بك و بوجهك الكريم و ملكك العظيم أن تغرب الشمس من يومي هذا أو ينقضي بقية هذا اليوم أو يطلع الفجر من ليلتي هذه أو يخرج هذا الشهر و لك قبلي معه تبعة أو ذنب أو خطيئة تريد أن تقابلني بذلك أو تؤاخذني به أو تقفني به موقف خزي في الدنيا و الآخرة أو تعذبني به يوم ألقاك يا أرحم الراحمين اللهم إني أدعوك لهم لا يفرجه غيرك و لرحمة لا تنال إلا بك و لكرب لا يكشفه إلا أنت و لرغبة لا تبلغ إلا بك و لحاجة لا تقضى دونك اللهم فكما كان من شأنك ما أردتني به من مسألتك و رحمتني به من ذكرك فليكن من شأنك سيدي الإجابة لي فيما دعوتك و النجاة لي فيما قد فزعت إليك منه اللهم صل على محمد و آل محمد و افتح لي من خزائن رحمتك رحمة لا تعذبني بعدها أبدا في الدنيا و الآخرة و ارزقني من فضلك الواسع رزقا واسعا حلالا طيبا لا تفقرني بعده إلى أحد سواك أبدا تزيدني بذلك لك شكرا و إليك فاقة و فقرا و بك عمن سواك غنى و تعففا اللهم إني أعوذ بك أن يكون جزاء إحسانك الإساءة مني اللهم إني أعوذ بك أن أصلح عملي فيما بيني و بين الناس و أفسده فيما بيني و بينك اللهم إني أعوذ بك أن تحول سريرتي بيني و بينك أو تكون مخالفة لطاعتك اللهم إني أعوذ بك أن يكون شي‏ء من الأشياء آثر عندي من طاعتك اللهم إني أعوذ بك أن أعمل من طاعتك قليلا أو كثيرا أريد به أحدا غيرك أو أعمل عملا يخالطه رئاء اللهم إني أعوذ بك من هوى يردي من يركبه اللهم إني أعوذ بك أن أجعل شيئا من شكري فيما أنعمت به علي لغيرك أطلب به رضا خلقك اللهم إني أعوذ بك أن أتعدى حدا من حدودك أتزين بذلك للناس و أركن به إلى الدنيا اللهم إني أعوذ بعفوك من عقوبتك و أعوذ برضاك من سخطك

   و أعوذ بطاعتك من معصيتك و أعوذ بك منك جل ثناء وجهك لا أحصي الثناء عليك و لو حرصت و أنت كما أثنيت على نفسك سبحانك و بحمدك اللهم إني أستغفرك و أتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك عندي فأيما عبد من عبادك أو أمة من إمائك كانت له قبلي مظلمة ظلمته إياها في ماله أو بدنه أو عرضه لا أستطيع أداء ذلك إليه و لا تحللها منه فصل على محمد و آل محمد و أرضه أنت عني بما شئت و كيف شئت و هبها لي و ما تصنع يا سيدي بعذابي و قد وسعت رحمتك كل شي‏ء و ما عليك يا رب أن تكرمني برحمتك و لا تهينني بعذابك و لا ينقصك يا رب أن تفعل بي ما سألتك فأنت واجد لكل شي‏ء اللهم إني أستغفرك و أتوب إليك من كل ذنب تبت إليك منه ثم عدت فيه و مما ضيعت من فرائضك و أداء حقك من الصلاة و الزكاة و الصيام و الجهاد و الحج و العمرة أو إسباغ الوضوء و الغسل من الجنابة و قيام الليل و كثرة الذكر و كفارة اليمين و الاسترجاع في المعصية و الصدود من كل شي‏ء قصرت فيه من فريضة أو سنة فإني أستغفرك و أتوب إليك منه و مما ركبت من الكبائر و أتيت من المعاصي و عملت من الذنوب و اجترحت من السيئات و أصبت من الشهوات و باشرت من الخطايا مما عملته من ذلك عمدا أو خطأ سرا أو علانية فإني أتوب إليك منه و من سفك الدم و عقوق الوالدين و قطيعة الرحم و الفرار من الزحف و قذف المحصنات و أكل أموال اليتامى ظلما و شهادة الزور و كتمان الشهادة و أن أشتري بعهدك في نفسي ثمنا قليلا و أكل الربا و الغلول و السحت و السحر و الاكتهان و الطيرة و الشرك و الرياء و السرقة و شرب الخمر و نقص المكيال و بخس الميزان و الشقاق و النفاق و نقض العهد و الفرية و الخيانة و الغدر و إخفار الذمة و الحلف و الغيبة و النميمة و البهتان و الهمز و اللمز و التنابز بالألقاب و أذى الجار و دخول بيت بغير إذن و الفخر و الكبر و الإشراك و الإصرار و الاستكبار و المشي

   في الأرض مرحا و الجور في الحكم و الاعتداء في الغضب و ركوب الحمية و تعضد الظالم و عون على الإثم و العدوان و قلة العدد في الأهل و المال و الولد و ركوب الظن و اتباع الهوى و العمل بالشهوة و الأمر بالمنكر و النهي عن المعروف و فساد في الأرض و جحود الحق و الأدلاء إلى الحكام بغير حق و المكر و الخديعة و البخل و قول فيما لا أعلم و أكل الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل لغير الله به و الحسد و البغي و الدعاء إلى الفاحشة و التمني بما فضل الله و الإعجاب بالنفس و المن بالعطية و الارتكاب إلى الظلم و جحود الفرقان و قهر اليتيم و انتهار السائل و الحنث في الأيمان و كل يمين كاذبة فاجرة و ظلم أحد من خلقك في أموالهم و أشعارهم و أبشارهم و أعراضهم و ما رآه بصري و سمعه سمعي و نطق به لساني و بسطت إليه يدي و نقلت إليه قدمي و باشره جلدي و حدثت به نفسي مما هو لك معصية و كل يمين زور و من كل فاحشة و ذنب و خطيئة عملتها في سواد الليل و بياض النهار في ملاء أو خلاء مما علمته أو لم أعلمه ذكرته أو لم أذكره سمعته أو لم أسمعه عصيتك فيه ربي طرفة عين و فيما سواها من حل أو حرام تعديت فيه أو قصرت عنه منذ يوم خلقني إلى يوم جلست مجلسي هذا فإني أتوب إليك منه و أنت يا كريم تواب رحيم اللهم يا ذا المن و الفضل و المحامد التي لا تحصى صل على محمد و آل محمد و اقبل توبتي و لا تردها لكثرة ذنوبي و ما أسرفت على نفسي حتى أرجع في ذنب تبت إليك منه فاجعلها يا عزيز توبة نصوحا صادقة مبرورة لديك مقبولة مرفوعة عندك في خزائنك التي ذخرتها لأوليائك حين قبلتها منهم و رضيت بها عنهم اللهم إن هذه النفس نفس عبدك و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تحصنها من الذنوب و تمنعها من الخطايا و تحرزها من السيئات و تجعلها في حصن حصين منيع لا يصل إليها ذنب و لا خطيئة و لا يفسدها عيب و لا معصية حتى ألقاك يوم القيامة و أنت عني راض و أنا مسرور تغبطني ملائكتك و أنبياؤك و رسلك و جميع خلقك و قد قبلتني و جعلتني تائبا طاهرا   زاكيا عندك من الصادقين اللهم إني أعترف لك بذنوبي فصل على محمد و آله و اجعلها ذنوبا لا تظهرها لأحد من خلقك يا غفار الذنوب يا أرحم الراحمين سبحانك اللهم و بحمدك عملت سوءا و ظلمت نفسي فصل على محمد و آل محمد و اغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم اللهم إن كان من عطائك و منك و فضلك و في علمك و قضائك أن ترزقني التوبة فصل على محمد و آله و اعصمني بقية عمري و أحسن معونتي في الجد و الاجتهاد و المسارعة إلى ما تحب و ترضى و النشاط و الفرح و الصحة حتى أبلغ في عبادتك و طاعتك التي يحق لك على رضاك و أن ترزقني برحمتك ما أقيم به حدود دينك و حتى أعمل في ذلك بسنن نبيك صلواتك عليه و آله و افعل ذلك بجميع المؤمنين و المؤمنات في مشارق الأرض و مغاربها اللهم إنك تشكر اليسير و تغفر الكثير و أنت الغفور الرحيم تقولها ثلاثا ثم تقول اللهم اقسم لي كلما تطفئ به عني نائرة كل جاهل و تخمد عني شعلة كل قائل و أعطني هدى من كل ضلالة و غنى من كل فقر و قوة من كل ضعف و عزا من كل ذل و رفعة من كل ضعة و أمنا من كل خوف و عافية من كل بلاء اللهم ارزقني عملا يفتح لي باب كل يقين و يقينا يسد عني باب كل شبهة و دعاء تبسط لي به الإجابة و خوفا تيسر لي به كل رحمة و عصمة تحول بيني و بين الذنوب برحمتك يا أرحم الراحمين و تتضرع إلى ربك و تقول يا من نهاني عن المعصية فعصيته فلم يهتك ستري عند معصيته يا من ألبسني عافيته فعصيته فلم يسلبني عند ذلك عافيته يا من أكرمني و أسبغ علي نعمه فعصيته فلم يزل عني نعمته يا من نصح لي فتركت نصيحته فلم يستدرجني عند تركي نصيحته يا من أوصاني بوصايا كثيرة لا تحصى إشفاقا منه علي و رحمة منه لي فتركت وصيته يا من

   كتم سيئتي و أظهر محاسني حتى كأني لم أزل أعمل بطاعته يا من أرضيت عباده بسخطه فلم يكلني إليهم و رزقني من سعته يا من دعاني إلى جنته فاخترت النار فلم يمنعه ذلك أن فتح لي باب توبته يا من أقالني عظيم العثرات و أمرني بالدعاء و ضمن لي إجابته يا من أعصيه فيستر علي و يغضب لي إن عيرت بمعصيته يا من نهى خلقه عن انتهاك محارمي و أنا مقيم على انتهاك محارمه يا من أفنيت ما أعطاني في معصيته فلم يحبس عني عطيته يا من قويت على المعاصي بكفايته فلم يخذلني و لم يخرجني من كفايته يا من بارزته بالخطايا فلم يمثل بي عند جرأتي على مبارزته يا من أمهلني حتى استغنيت من لذاتي ثم وعدني على تركها مغفرته يا من أدعوه و أنا على معصيته فيجيبني و يقضي حاجتي بقدرته يا من عصيته بالليل و النهار و قد وكل بالاستغفار لي ملائكته يا من عصيته في الشباب و المشيب و هو يتأنى بي و يفتح لي باب رحمته يا من يشكر اليسير من عملي و ينسى الكثير من كرامته يا من خلصني بقدرته و نجاني بلطفه يا من استدرجني حتى جانبت محبته يا من فرض الكثير لي من إجابته على طول إساءتي و تضييعي فريضته يا من يغفر ظلمنا و حوبنا و جرأتنا و هو لا يجور علينا في قضيته يا من نتظالم فلا يؤاخذنا بعلمه و يمهل حتى يحضر المظلوم بينته يا من يشرك به عبده و هو خلقه فلا يتعاظمه أن يغفر له جريرته يا من من علي بتوحيده و أحصى علي الذنوب و أرجو أن يغفرها لي بمشيته يا من أعذر و أنذر ثم عدت بعد الإعذار و الإنذار في معصيته يا من يعلم أن حسناتي لا تكون ثمنا لأصغر نعمه يا من أفنيت عمري في معصيته فلم يغلق عني باب توبته يا ويلي ما أقل حيائي و يا سبحان هذا الرب ما أعظم هيبته و يا ويلي ما أقطع لساني بعد الإعذار و ما عذري و قد ظهرت علي حجته ها أنا ذا بائح بجرمي مقر بذنبي لربي ليرحمني و يتغمدني بمغفرته يا   من الأرضون و السماوات جميعا في قبضته يا من استحققت عقوبته ها أنا ذا مقر بذنبي يا من وسع كل شي‏ء برحمته ها أنا ذا عبدك الحسير الخاطئ اغفر له خطيئته يا من يجيرني في محياي و مماتي يا من هو عدتي لظلمة القبر و وحشته يا من هو ثقتي و رجائي و عدتي لعذاب القبر و ضغطته يا من هو غياثي و مفزعي و عدتي للحساب و دقته يا من عظم عفوه و كرم صفحه و اشتدت نقمته إلهي لا تخذلني يوم القيامة فإنك عدتي للميزان و خفته ها أنا ذا بائح بجرمي مقر بذنبي معترف بخطيئتي إلهي و خالقي و مولاي صل على محمد و آل محمد و اختم لي بالشهادة و الرحمة اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك يحق عليك فيه إجابة الدعاء إذا دعيت به و أسألك بحق كل ذي حق عليك و بحقك على جميع من دونك أن تصلي على محمد عبدك و رسولك و آل محمد عبيدك النجباء الميامين و من أرادني فخذ بسمعه و بصره و من بين يديه و من خلفه و امنعه عني بحولك و قوتك إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام و أهله و تذل بها النفاق و أهله و تجعلنا فيها من الدعاة على طاعتك و القادة إلى سبيلك و ترزقنا بها كرامة الدنيا و الآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا و كثرة عدونا و قلة عددنا و شدة الفتن بنا و تظاهر الزمان علينا فصل على محمد و آل محمد و أعنا على ذلك يا رب بفتح منك تعجله و نصر تعزه و سلطان حق تظهره و رحمة منك تجللناها و عافيتك فألبسناها برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم إني لم أعمل الحسنة حتى أعطيتنيها و لم أعمل السيئة إلا بعد أن زينها لي الشيطان الرجيم اللهم فصل على محمد و آله و عد علي بعطائك و داو دائي بدوائك فإن دائي الذنوب القبيحة و دواءك وعد عفوك و حلاوة رحمتك اللهم لا تهتك ستري و لا تبد عورتي و آمن روعتي و أقلني عثرتي و نفس كربتي

   و اقض عني ديني و أمانتي و أخز عدوك و عدو آل محمد و عدوي و عدو المؤمنين من الجن و الإنس في مشارق الأرض و مغاربها اللهم حاجتي حاجتي حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني و إن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني و هي فكاك رقبتي من النار فصل على محمد و آل محمد و ارض عني و ارض عني و ارض عني حتى ينقطع النفس اللهم إليك تعمدت بحاجتي و بك أنزلت مسكنتي فلتسعني رحمتك يا وهاب الجنة يا وهاب المغفرة لا حول و لا قوة إلا بك أين أطلبك يا موجودا في كل مكان في الفيافي مرة و في القفار أخرى لعلك تسمع مني النداء فقد عظم جرمي و قل حيائي مع تقلقل قلبي و بعد مطلبي و كثرة أهوالي رب أي أهوالي أتذكر و أيها أنسى فلو لم يكن إلا الموت لكفى فكيف و ما بعد الموت أعظم و أدهى يا ثقلي و دماري و سوء سلفي و قلة نظري لنفسي حتى متى و إلى متى أقول لك العتبى مرة بعد أخرى ثم لا تجد عندي صدقا و لا وفاء أسألك بحق الذي كنت له أنيسا في الظلمات و بحق الذي لم يرضوا بصيام النهار و بمكابدة الليل حتى مضوا على الأسنة قدما فخضبوا اللحى بالدماء و رملوا الوجوه بالثرى إلا عفوت عمن ظلم و أساء يا غوثاه يا الله يا رباه أعوذ بك من هوى قد غلبني و من عدو قد استكلب علي و من دنيا قد تزينت لي و من نفس أمارة بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي فإن كنت سيدي قد رحمت مثلي فارحمني و إن كنت سيدي قد قبلت مثلي فاقبلني يا من قبل السحرة فاقبلني يا من يغذيني بالنعم صباحا و مساء قد تراني فريدا وحيدا شاخصا بصري مقلدا عملي قد تبرأ جميع الخلق مني نعم و أبي و أمي و من كان له كدي و سعيي إلهي و من يقبلني و يسمع ندائي و من يونس وحشتي و من ينطق لساني إذا غيبت في الثرى وحدي ثم سألتني بما أنت أعلم به مني فإن قلت قد فعلت   فأين المهرب من عذابك و إن قلت لم أفعل قلت أ لم أكن أشاهدك و أراك يا الله يا كريم العفو من لي غيرك إن سألت غيرك لم يعطني و إن دعوت غيرك لم يجبني رضاك يا رب قبل لقائك رضاك يا رب قبل نزول النيران رضاك يا رب قبل أن تغل الأيدي إلى الأعناق رضاك يا رب قبل أن أنادي فلا أجاب النداء يا أحق من تجاوز و عفا و عزتك لا أقطع منك الرجاء و إن عظم جرمي و قل حيائي فقد لزق بالقلب داء ليس له دواء يا من لم يلذ اللائذون بمثله يا من لم يتعرض المتعرضون لأكرم منه و يا من لم يشد الرحال إلى مثله صل على محمد و آل محمد و اشغل قلبي بعظيم شأنك و أرسل محبتك إليه حتى ألقاك و أوداجي تشخب دما يا واحد يا أجود المنعمين المتكبر المتعال صل على محمد و آل محمد و افكك رقبتي من النار يا أرحم الراحمين إلهي قل شكري سيدي فلم تحرمني و عظمت خطيئتي سيدي فلم تفضحني و رأيتني على المعاصي سيدي فلم تمنعني و لم تهتك ستري و أمرتني سيدي بالطاعة فضيعت ما به أمرتني فأي فقير أفقر مني سيدي إن لم تغنني فأي شقي أشقى مني إن لم ترحمني فنعم الرب أنت يا سيدي و نعم المولى و بئس العبد أنا يا سيدي وجدتني أي رباه ها أنا ذا بين يديك معترف بذنوبي مقر بالإساءة و الظلم على نفسي من أنا يا رب فتقصد لعذابي أم من يدخل في مساءلتك إن أنت رحمتني اللهم إني أسألك من الدنيا ما أسد به لساني و أحصن به فرجي و أؤدي به عني أمانتي و أصل به رحمي و أتجر به لآخرتي و يكون لي عونا على الحج و العمرة فإنه لا حول و لا قوة إلا بك و عزتك يا كريم لألحن عليك و لأطلبن إليك و لأتضرعن إليك و لأبسطنها إليك مع ما اقترفنا من الآثام يا سيدي فبمن أعوذ و بمن ألوذ كل من أتيته في حاجة و سألته فائدة فإليك يرشدني و عليك يدلني و فيما عندك يرغبني فأسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي

   بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجة القائم بالحق صلواتك يا رب عليهم أجمعين و بالشأن الذي لهم عندك فإن لهم عندك شأنا من الشأن أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا و تسأل حوائجك للدنيا و الآخرة فإنها تقضى إن شاء الله ثم تقول اللهم ربنا و رب كل شي‏ء منزل التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان العظيم فالق الحب و النوى أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها أنت الأول فليس قبلك شي‏ء و أنت الآخر فليس بعدك شي‏ء و أنت الظاهر فليس دونك شي‏ء فصل على محمد و آله و اقض عني الدين و أغنني من الفقر يا خير من عبد و يا أشكر من حمد و يا أحلم من قهر و يا أكرم من قدر و يا أسمع من نودي و يا أقرب من نوجي و يا آمن من استجير و يا أرأف من استغيث و يا أكرم من سئل و يا أجود من أعطى و يا أرحم من استرحم صل على محمد و آل محمد و ارحم قلة حيلتي و امنن علي بالجنة طولا منك و فك رقبتي من النار تفضلا اللهم إني أطعتك في أحب الأشياء إليك و هو التوحيد و لم أعصك في أكره الأشياء إليك و هو الشرك فصل على محمد و آل محمد و اكفني أمر عدوي اللهم إن لك عدوا لا يألوني خبالا بصيرا بعيوبي حريصا على غوايتي يراني هو و قبيله من حيث لا أراهم اللهم فصل على محمد و آل محمد و أعذ من شر شياطين الجن و الإنس أنفسنا و أموالنا و أهالينا و أولادنا و ما أغلقت عليه أبوابنا و ما أحاطت به عوراتنا اللهم و حرمني عليه كما حرمت عليه الجنة و باعد بيني و بينه كما باعدت بين السماء و الأرض و أبعد من ذلك اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم و من رجسه و نصبه و همزه و لمزه و نفخه و كيده و مكره و سحره و نزعه و فتنته و غوائله اللهم إني أعوذ بك

   منهم في الدنيا و الآخرة و في المحيا و الممات يا مسمي نفسه بالاسم الذي قضى أن حاجة من يدعوه به مقضية أسألك به إذ لا شفيع لي عندك أوثق منه أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا و تسأل حاجتك فإنها تقضى إن شاء الله ثم تقول اللهم إن أدخلتني الجنة فأنت محمود و إن عذبتني فأنت محمود يا من هو محمود في كل خصاله صل على محمد و آل محمد و افعل بي ما تشاء فأنت محمود إلهي أ تراك معذبي و قد عفرت لك في التراب خدي أ تراك معذبي و حبك في قلبي أما إنك إن فعلت ذلك بي جمعت بيني و بين قوم طال ما عاديتهم فيك اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك يحق عليك فيه الإجابة للدعاء إذا دعيت به و أسألك بحق كل ذي حق عليك و بحقك على جميع من هو دونك أن تصلي على محمد عبدك و رسولك و آله الطاهرين و من أرادني أو أراد أحدا من إخواني بسوء فخذ بسمعه و بصره و من بين يديه و من خلفه و امنعني منه بحولك و قوتك اللهم ما غاب عني من أمري أو حضرني و لم ينطق له لساني و لم تبلغه مسألتي أنت أعلم به مني فصل على محمد و آل محمد و أصلحه لي و سهله يا رب العالمين رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ ما ذا عليك يا رب لو أرضيت عني كل من له قبلي تبعة و أدخلتني الجنة برحمتك و غفرت لي ذنوبي فإن مغفرتك للخاطئين و أنا منهم فاغفر لي خطائي يا رب العالمين اللهم إنك تحلم عن المذنبين و تعفو عن الخاطئين و أنا عبدك الخاطي المذنب الحسير الشقي الذي قد أفزعتني ذنوبي و أوبقتني خطاياي و لم أجد لها سادا و لا غافرا غيرك يا ذا الجلال و الإكرام   إلهي استعبدتني الدنيا و استخدمتني فصرت حيران بين أطباقها فيا من أحصى القليل فشكره و تجاوز عن الكثير فغفره بعد أن ستره ضاعف لي القليل في طاعتك و تقبله و تجاوز عن الكثير في معصيتك فاغفره فإنه لا يغفر العظيم إلا العظيم يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد و آل محمد و أعني على صلاة الليل و صيام النهار و ارزقني من الورع ما يحجزني عن معاصيك و اجعل عبادتي لك أيام حياتي و استعملني أيام عمري بعمل ترضى به عني و زودني من الدنيا التقوى و اجعل لي في لقائك خلفا من جميع الدنيا و اجعل ما بقي من عمري دركا لما مضى من أجلي أيقنت أنك أنت أرحم الراحمين في موضع العفو و الرحمة و أشد المعاقبين في موضع النكال و النقمة و أعظم المتجبرين في موضع الكبرياء و العظمة فاسمع يا سميع مدحتي و أجب يا رحيم دعوتي و أقل يا غفور عثرتي فكم يا إلهي من كربة قد فرجتها و غمرة قد كشفتها و عثرة قد أقلتها و رحمة قد نشرتها و حلقة بلاء قد فككتها الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ اللهم و إني أشهدك و كفى بك شهيدا فاشهد لي بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت ربي و أن محمدا رسولك نبيي و أن الدين الذي شرعت له ديني و أن الكتاب الذي أنزلت عليه كتابي و أن علي بن أبي طالب إمامي و أن الأئمة من آل محمد صلواتك عليهم أئمتي اللهم إني أشهدك و كفى بك شهيدا فاشهد لي بأنك أنت الله المنعم علي لا غيرك لك الحمد بنعمتك تتم الصالحات لا إله إلا الله و الله أكبر و سبحان الله و بحمده و تبارك الله و تعالى و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و لا ملجأ و لا منجى من الله إلا إليه عدد الشفع و الوتر و عدد كلمات ربي الطيبات المباركات صدق الله و بلغ المرسلون و نحن على ذلك من الشاهدين اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعل النور في بصري و النصيحة في صدري

   و ذكرك بالليل و النهار على لساني و من طيب رزقك الحلال غير ممنون و لا محظور فارزقني اللهم إني أسألك خير المعيشة معيشة أقوى بها على جميع حاجاتي و أتوصل بها في الحياة إلى آخرتي من غير أن تترفني فيها فأشقى و أوسع علي من حلال رزقك و أفض علي من سيب فضلك نعمة منك سابغة و عطاء غير ممنون و لا تشغلني فيها عن شكر نعمتك علي بإكثار منها فتلهيني عجائب بهجته و تفتنني زهرات زينته و لا بإقلال منها فيقصر بعملي كده و يملأ صدري همه بل أعطني من ذلك غنى من شرار خلقك و بلاغا أنال به رضوانك يا أرحم الراحمين اللهم إني أعوذ بك من شر الدنيا و شر أهلها و شر ما فيها و لا تجعل الدنيا علي سجنا و لا تجعل فراقها لي حزنا أجرني من فتنها و اجعل عملي فيها مقبولا و سعيي فيها مشكورا حتى أصل بذلك إلى دار الحيوان و مساكن الأخيار اللهم إني أعوذ بك من أزلها و زلزالها و سطوات سلطانها و من شر شياطينها و بغي من بغى علي فيها فصل على محمد و آله و اعصمني بالسكينة و ألبسني درعك الحصينة و أجنني في سترك الواقي و أصلح لي حالي و بارك لي في أهلي و ولدي و مالي اللهم صل على محمد و آله و طهر قلبي و جسدي و زك عملي و اقبل سعيي و اجعل ما عندك خيرا لي سيدي أنا من حبك جائع لا أشبع أنا من حبك ظمآن لا أروى وا شوقاه إلى من يراني و لا أراه يا حبيب من تحبب إليه يا قرة عين من لاذ به و انقطع إليه قد ترى وحدتي من الآدميين و وحشتي فصل على محمد و آله و اغفر لي و آنس وحشتي و ارحم وحدتي و غربتي اللهم إنك عالم بحوائجي غير معلم واسع لها غير متكلف فصل على محمد و آله و افعل بي ما أنت أعلم به مني من أمر دنياي و آخرتي اللهم عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك يا أهل التقوى و أهل المغفرة   اللهم إن عفوك عن ذنبي و تجاوزك عن خطيئتي و صفحك عن ظلمي و سترك على قبيح عملي و حلمك عن كثير جرمي عند ما كان من خطئي و عمدي أطمعني في أن أسألك ما لا أستوجبه منك الذي رزقتني من رحمتك و أريتني من قدرتك و عرفتني من إجابتك فصرت أدعوك آمنا و أسألك مستأنسا لا خائفا و لا وجلا مدلا عليك فيما قصدت فيه إليك فإن أبطأ عني عتبت عليك بجهلي و لعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور فلم أر مولا كريما أصبر على عبد لئيم منك علي يا رب إنك تدعوني فأولي عنك و تتحبب إلي فأتبغض إليك و تتودد إلي فلا أقبل منك كأن لي التطول عليك و لم يمنعك ذلك من الرحمة بي و الإحسان إلي و التفضل علي بجودك و كرمك فصل على محمد و آله و ارحم عبدك الجاهل و جد عليه بفضل إحسانك إنك جواد كريم أي جواد أي كريم ثم تقول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بسم الله بسم الله بسم عالم الغيب بسم من ليس في وحدانيته شك و لا ريب بسم من لا فوت عليه و لا رغبة إلا إليه بسم المعلوم غير المحدود و المعروف غير الموصوف بسم من أمات و أحيا بسم من له الآخرة و الأولى بسم العزيز الأعز بسم الجليل الأجل بسم المحمود غير المحدود المستحق له على السراء و الضراء بسم المذكور في الشدة و الرخاء بسم المهيمن الجبار بسم الحنان و المنان بسم العزيز من غير تعزز و القدير من غير تقدر بسم من لم يزل و لا يزول بسم الله الذي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الذي لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ ثم تقول اللهم صل على محمد و آله و أصلحني قبل الموت و ارحمني عند الموت و اغفر لي بعد الموت اللهم صل على محمد و آله و احطط عنا أوزارنا بالرحمة

   و ارجع بمسيئنا إلى التوبة اللهم إن ذنوبي قد كثرت و جلت عن الصفة و إنها صغيرة في جنب عفوك فصل على محمد و آله و اعف عني اللهم إن كنت ابتليتني فصبرني و العافية أحب إلي اللهم صل على محمد و آله و حسن ظني بك و حققه و بصرني فعلي و أعطني من عفوك بمقدار أملي و لا تجازني بسوء عملي فتهلكني فإن كرمك يجل عن مجازاة من أذنب و قصر و عاند و أتاك عائذا بفضلك هاربا منك إليك مستجيرا بما وعدت من الصفح عمن أحسن بك ظنا اللهم صل على محمد و آله و اغفر لي و الجلد بارد و النفس دائرة و اللسان منطلق و الصحف منتشرة و الأقلام جارية و التوبة مقبولة و التضرع مرجو قبل أن لا أقدر على استغفارك حين يفنى الأجل و ينقطع العمل اللهم صل على محمد و آله و تولنا و لا تولنا غيرك أستغفر الله استغفارا لا يقدر قدره و لا ينظر أمده إلا الله المستغفر به و لا يدري ما وراءه و لا وراء ما وراءه و المراد به أحد سواه اللهم إني أستغفرك لما وعدتك من نفسي ثم أخلفتك و أستغفرك لما تبت إليك منه ثم عدت فيه و أستغفرك لكل خير أردت به وجهك ثم خالطني فيه ما ليس لك و أستغفرك لكل نعمة أنعمت بها علي ثم قويت بها على معصيتك

 دعاء آخر عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص إذا دخل شهر رمضان يقول اللهم إنه قد دخل شهر رمضان اللهم رب شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن و جعلته بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقانِ اللهم فبارك لنا في شهر رمضان و أعنا على صيامه و صلاته و تقبله منا

2-  قل، ]إقبال الأعمال[ أدعية دخول شهر رمضان رويت هذا الدعاء بعدة طرق و إنما أذكر   منها لفظ ابن بابويه من كتاب من لا يحضره الفقيه فقال ما هذا لفظه و روي عن العبد الصالح موسى بن جعفر ع قال ادع بهذا الدعاء في شهر رمضان مستقبل دخول السنة و ذكر أن من دعا به محتسبا مخلصا لم تصبه في تلك السنة فتنة و لا آفة في دينه و دنياه و بدنه و وقاه الله شر ما يأتي به في تلك السنة اللهم إني أسألك باسمك الذي دان له كل شي‏ء و برحمتك التي وسعت كل شي‏ء و بعزتك التي قهرت بها كل شي‏ء و بعظمتك التي تواضع لها كل شي‏ء و بقوتك التي خضع لها كل شي‏ء و بجبروتك التي غلبت كل شي‏ء و بعلمك الذي أحاط بكل شي‏ء يا نور يا قدوس يا أول قبل كل شي‏ء و يا باقي بعد كل شي‏ء يا الله يا رحمان صل على محمد و آل محمد و اغفر لي الذنوب التي تغير النعم و اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم و اغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء و اغفر لي الذنوب التي تديل الأعداء و اغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء و اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء و اغفر لي الذنوب التي تحبس غيث السماء و اغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء و اغفر لي الذنوب التي تعجل الفناء و اغفر لي الذنوب التي تورث الندم و اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم و ألبسني درعك الحصينة التي لا ترام و عافني من شر ما أخاف بالليل و النهار في مستقبل سنتي هذه اللهم رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و رب العرش العظيم و رب السبع المثاني و القرآن العظيم و رب إسرافيل و ميكائيل و جبرئيل و رب محمد خاتم النبيين و سيد المرسلين أسألك بك و بما تسميت به يا عظيم أنت الذي تمن بالعظيم و تدفع كل محذور و تعطي كل جزيل و تضاعف من الحسنات الكثير بالقليل و تفعل ما تشاء يا قدير يا الله يا رحمان صل على محمد و آل محمد و ألبسني في مستقبل سنتي هذه سترك و أضئ وجهي بنورك و أحبني بمحبتك و بلغ بي رضوانك و شريف كرائمك و جزيل عطائك من

   خير ما عندك و من خير ما أنت معطيه أحدا من خلقك سوى من لا يعدله عندك أحد في الدنيا و الآخرة و ألبسني مع ذلك عافيتك يا موضع كل شكوى و يا شاهد كل نجوى و يا عالم كل خفية و يا دافع ما تشاء من بلية يا كريم العفو يا حسن التجاوز توفني على ملة إبراهيم و فطرته و على دين محمد ص و سنته و على خير الوفاة فتوفني مواليا لأوليائك معاديا لأعدائك اللهم و امنعني من كل عمل أو فعل أو قول يباعدني منك و اجلبني إلى كل عمل أو فعل أو قول يقربني منك في هذه السنة يا أرحم الراحمين و امنعني من كل عمل أو فعل قول يكون مني أخاف سوء عاقبته و أخاف مقتك إياي عليه حذار أن تصرف وجهك الكريم عني فأستوجب به نقصا من حظ لي عندك يا رءوف يا رحيم اللهم اجعلني في مستقبل هذه السنة في حفظك و جوارك و كنفك و جللني عافيتك و هب لي كرامتك عز جارك و جل ثناؤك و لا إله غيرك اللهم اجعلني تابعا لصالحي من مضى من أوليائك و ألحقني بهم و اجعلني مسلما لمن قال بالصدق عليك منهم و أعوذ بك يا إلهي أن تحيط بي خطيئتي و ظلمي و إسرافي على نفسي و اتباعي لهواي و استعمال شهواتي و اشتغالي بشهواتي فيحول ذلك بيني و بين رحمتك و رضوانك فأكون منسيا عندك متعرضا لسخطك و نقمتك اللهم وفقني لكل عمل صالح ترضى به عني و قربني إليك زلفى اللهم كما كفيت نبيك محمدا ص هول عدوه و فرجت همه و كشفت كربه و صدقته وعدك و أنجزت له عهدك اللهم فبذلك فاكفني هول هذه السنة و آفاتها و أسقامها و فتنتها و شرورها و أحزانها و ضيق المعاش فيها و بلغني برحمتك كمال العافية بتمام دوام النعمة عندي إلى منتهى أجلي أسألك سؤال من أساء و ظلم و استكان و اعترف أن تغفر لي ما مضى من الذنوب التي حصرتها حفظتك و أحصتها كرام ملائكتك علي و أن تعصمني اللهم من الذنوب فيما بقي من عمري إلى منتهى أجلي يا الله يا رحمان صل على محمد و أهل بيت محمد و   آتني كل ما سألتك و رغبت فيه إليك فإنك أمرتني بالدعاء و تكفلت بالإجابة يا أرحم الراحمين

 دعاء آخر وجدناه في كتاب ذكر أنه خط الرضي الموسوي رحمه الله فيه أدعية يقول فيه و يقول عند دخول شهر رمضان اللهم إن هذا شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقانِ قد حضر يا رب أعوذ بك فيه من الشيطان الرجيم و من مكره و حيله و خداعه و جنوده و خيله و رجله و حبائله و وساوسه و من الضلال بعد الهدى و من الكفر بعد الإيمان و من النفاق و الرياء و الجنايات و مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ اللهم و ارزقني صيامه و قيامه و العمل فيه بطاعتك و طاعة رسولك و أولي الأمر عليه و عليهم السلام و ما قرب منك و جنبني معاصيك و ارزقني فيه التوبة و الإنابة و الإجابة و أعذني فيه من الغيبة و الكسل و الفشل و استجب لي فيه الدعاء و أصح لي فيه جسمي و عقدي و فرغني فيه لطاعتك و ما قرب منك يا كريم يا جواد يا كريم صل على محمد و على أهل بيت محمد عليه و عليهم السلام و كذلك فافعل بنا يا أرحم الراحمين

فصل فيما نذكره من فضل السحور في شهر رمضان

3-  قل، ]إقبال الأعمال[ فمن ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى محمد بن يعقوب الكليني و إلى أبي جعفر بن بابويه رحمهما الله بإسنادهما إلى جعفر بن محمد عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لا تدع أمتي السحور و لو على حشفة تمرة

 و من ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه قال و روي عن أمير المؤمنين ع عن النبي ص أنه قال إن الله تبارك و تعالى و   ملائكته يصلون على المستغفرين و المتسحرين بالأسحار فليتسحر أحدكم و لو بشربة من ماء و أفضل السحور السويق و التمر و مطلق لك الطعام و الشراب إلى أن تستيقن الطلوع

 و من ذلك ما رواه علي بن فضال في كتاب الصيام بإسناده إلى عمرو بن جميع عن أبي عبد الله ع عن أبيه قال قال رسول الله ص تسحروا و لو بجرع الماء ألا صلوات الله على المتسحرين

فصل فيما نذكره مما يقرأ و يعمل من آداب السحور

 فمن ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى محمد بن يعقوب بإسناده إلى أبي يحيى الصنعاني عن أبي عبد الله ع قال ما من مؤمن صام فقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر عند سحوره و عند إفطاره إلا كان فيما بينهما كالمتشحط بدمه في سبيل الله

 و أما آداب السحور. فمنها أن يكون لك حال مع الله جل جلاله تعرف بها أنه يريد أنك تتسحر و بما ذا تتسحر و مقدار ما تتسحر به فذلك يكون من أعظم سعادتك حيث نقلك الله جل جلاله برحمته عن معاملة شهوتك و طبيعتك إلى تدبيره جل جلاله في إرادتك. و منها أن لا يكون لك معرفة بهذه الحال و لا تصدق بها حتى تطلبها من باب الكرم و الإفضال فلا تتسحر سحورا يثقلك عن تمام وظائف الأسحار و عن لطائف الطاعات في إقبال النهار

فصل فيما نذكره من قصد الصيام بالسحور.

 أقول فأما قصد الصيام في السحور فإن يكون مراده بذلك امتثال أمر الله جل جلاله بسحوره و شكرا له على ما جعله أهلا له من تدبيره و أن يتقوى بذلك الطعام على مهام الصيام و أن يعبد الله جل جلاله فإنه أهل للعبادات.

فصل فيما نذكره من النية

أول ليلة من شهر رمضان لصوم الشهر كله أو   تعريف تجديد النية لكل ليلة أقول إنني وجدت في بعض الأخبار أن النية تكون أوائل ]أول[ ليلة من شهر رمضان و إذ كان الصوم نهارا فإن مقتضى الاستظهار أن تكون النية قبل ابتداء النهار ليكون في وجه الصوم و قبل أن يدخل بين النية و بين الدخول في الصوم شواغل الغفلة و سوء معاملات الأسرار و يكون القصد بنية الصوم أنك تعبد الله جل جلاله بصومك واجبا لأنه أهل للعبادة و تعتقد أنه من أعظم المنة عليك حيث جعلك الله أهلا لهذه السعادة سواء قصدت بالنية الواحدة صوم الشهر كله أو جددت كل يوم نية لصوم ذلك اليوم ليكون أبلغ في الظفر بفضله و إن تهيأ أن تكون نيتك أن تصوم عن كل ما شغل عن الله فذلك الصوم الذي تنافس المخلصون في مثله. أقول و اعلم أن الداخلين في الصيام على عدة أصناف و أقسام. فصنف دخلوا في الصوم بمجرد ترك الأكل و الشرب بالنهار و ما يقتضي الإفطار في ظاهر الأخبار و ما صامت جارحة من جوارحه عن سوء آدابهم و فضائحهم فهؤلاء يكون صومهم على قدر هذه الحال صوم أهل الإهمال. و صنف دخلوا في الصوم و حفظوا بعض جوارحهم من سوء الآداب على مالك يوم الحساب فكانوا في ذلك النهار مترددين بين الصوم بما حفظوه و الإفطار بما ضيعوه. و صنف دخلوا في الصوم بزيادة النوافل و الدعوات التي يعملونها بمقتضى العادات و هي سقيمة لسقم النيات فحال أعمالهم على قدر إهمالهم. و صنف دخلوا دار ضيافة الله جل جلاله في شهر الصيام و القلوب غافلة و الهمم متكاسلة و الجوارح متثاقلة فحالهم كحال من حمل هدايا إلى ملك ليعرض عليها و هو كاره لحملها إليه و فيه عيوب تمنع من قبولها و الإقبال عليه. و صنف دخلوا في الصوم و أصلحوا ما يتعلق بالجوارح و لكن لم يحفظوا القلب من الخطرات الشاغلة من العمل الصالح فهم كعامل دخل على سلطانه و قد أصلح رعيته بلسانه و أهمل ما يتعلق بإصلاح شأنه فهو مسئول عن تقديم   إصلاح الرعية على إصلاح ذاته و كيف أخر مقدما و قدم مؤخرا و خاطر مع المطلع على إرادته. و صنف دخلوا في الصيام بطهارة العقول و القلوب على أقدام المراقبة لعلام الغيوب حافظين ما استحفظهم إياه فحالهم حال عبد تشرف برضا مولاه. و صنف ما قنعوا لله جل جلاله بحفظ العقول و القلوب و الجوارح عن الذنوب و العيوب و القبائح حتى شغلوها بما وفقهم له من عمل راجح صالح فهؤلاء أصحاب التجارة المربحة و المطالب المنجحة. أقول و قد يدخل في نيات أهل الصيام أخطار بعضها يفسد حال الصيام و بعضها ينقصه عن التمام و بعضها يدنيه من باب القبول و بعضها يكمل له الشرف المأمول و هم أصناف صنف منهم الذين يقصدون بالصوم طلب الثواب و لولاه ما صاموا و لا عاملوا به رب الأرباب فهؤلاء معدودون من عبيد سوء الذين أعرضوا عما سبق لمولاهم من الإنعام عليهم و عما حضر من إحسانه إليهم و كأنهم إنما يعبدون الثواب المطلوب و ليسوا في الحقيقة عابدين لعلام الغيوب و قد كان العقل قاضيا أن يبذلوا ما يقدرون عليه من الوسائل حتى يصلحوا للخدمة لمالك النعم الجلائل و صنف قصدوا بالصوم السلامة من العقاب و لو لا التهديد و الوعيد بالنار و أهوال يوم الحساب ما صاموا فهؤلاء من لئام العبيد حيث لم ينقادوا بالكرامة و لا رأوا مواليهم أهلا للخدمة فيسلكون معه سبل الاستقامة و لو لم يعرفوا أهوال عذابه ما وقفوا على مقدس بابه فكأنهم في الحقيقة عابدون لذاتهم ليخلصوها من خطر عقوباتهم. و صنف صاموا خوفا من الكفارات و ما يقتضيه الإفطار من الغرامات و لو لا ذلك ما رأوا مولاهم أهلا للطاعات و لا محلا للعبادات فهؤلاء متعرضون لرد صومهم عليهم و مفارقون في ذلك مراد الله و مراد المرسل إليهم. و صنف صاموا عادة لا عبادة و هم كالساهين في صومهم عما يراد الصوم لأجله و خارجون عن مراد مولاهم و مقدس ظله فحالهم كحال الساهي و اللاهي و المعرض عن القبول و التناهي.

   و صنف صاموا خوفا من أهل الإسلام و جزعا من العار بترك الصيام إما للشك أو الجحود أو طلب الراحة في خدمة المعبود فهؤلاء أموات المعنى أحياء الصورة و كالصم الذين لا يسمعون داعي صاحب النعم الكثيرة و كالعميان الذين لا يرون أن نفوسهم بيد مولاهم ذليلة مأسورة و قد قاربوا أن يكونوا كالدواب بل زادوا عليها لأنها تعرف من يقوم بمصالحها و بما يحتاج إليه من الأسباب. و صنف صاموا لأجل أنهم سمعوا أن الصوم واجب في الشريعة المحمدية ص فكان صومهم بمجرد هذه النية من غير معرفة بسبب الإيجاب و لا ما عليهم لله جل جلاله من المنة في تعريضهم لسعادة الدنيا و يوم الحساب فلا يستبعد أن يكونوا متعرضين للعتاب. و صنف صاموا و قصدوا بصومهم أن يعبدوا الله كما قدمناه لأنه أهل للعبادة فحالهم حال أهل السعادة. و صنف صاموا معتقدين أن المنة لله جل جلاله عليهم في صيامهم و ثبوت أقدامهم عارفين بما في طاعته من إكرامهم و بلوغ مرامهم فهؤلاء أهل الظفر بكمال العنايات و جلال السعادات. أقول و اعلم أن لأهل الصيام مراقبة مع استمرار الساعات و اختلاف الحركات و السكنات في أنهم ذاكرون أنهم بين يدي الله و أنه مطلع عليهم و ما يلزمهم لذلك من إقبالهم عليه و معرفة حق إحسانه إليهم فحالهم في الدرجات على قدر استمرار المراقبات فهم بين متصل الإقبال مكاشف بذلك الجلال و بين متعثر بأذيال الإهمال و ناهز من تعثره بإمساك يد الرحمة له و الإفضال و لا يعلم تفصيل مقدار مراقباتهم و تكميل حالاتهم إلا المطلع على اختلاف إراداتهم فارحم روحك أيها العبد الضعيف الذي قد أحاط به التهديد و التخويف و عرض عليه التعظيم و التبجيل و التشريف.

فصل فيما نذكره من فضل الخلوة بالنساء لمن قدر على ذلك أول ليلة من شهر رمضان و نية ذلك

    اعلم أن الخلوة بالنساء في أول شهر الصيام من جملة العبادات فلا تخرجها بطاعة الطبع عن العبادة إلى عبادة الشهوات و لا تشغلك الخلوة بالنساء تلك الليلة عن مقامات السعادات و إن قصرت بك ضعف الإرادات فاستعن بالله القادر على تقوية الضعيف و تأهيلك لمقام التشريف.

 فمن الرواية في ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر محمد بن بابويه رحمه الله من كتاب من لا يحضره الفقيه فقال ما هذا لفظه و قال أمير المؤمنين ع يستحب للرجل أن يأتي أهله أول ليلة من شهر رمضان

أقول و لعل مراد صاحب الآداب من هذه الحال و تخصيص الإلمام بالنساء قبل الدخول في الصيام ليكون خاطر الإنسان في ابتداء شهر رمضان موفرا على الإخلاص و مقام الاختصاص و طاهرا من وساوس الشيطان و لعل ذلك لأجل أنه كان محرما في صدر الإسلام فيراد من العبد إظهار تحليله و نسخ تحريمه أو لعل المراد إحياء سنة رسول الله ص بالنكاح في أول ليلة من شهر الصيام و يمكن ذكر وجوه غير هذه الأقسام لكن هذا الذي ذكرناه ربما كان أقرب إلى الأفهام.

فصل فيما نذكره مما يختم به كل ليلة من شهر رمضان

 اعلم أن حديث كل ضيف مع صاحب ضيافته و كل مستخفر بخفيره فحديثه مع المقصود بخفارته و إذا كان الإنسان في شهر رمضان قد اتخذ خفيرا و حاميا كما تقدم التنبيه عليه فينبغي كل ليلة عند فراغ عمله أن يقصد بقلبه خفيره و مضيفه و يعرض عمله عليه و يتوجه إلى الله جل جلاله بالحامي و الخفير و المضيف و بكل من يعز عليه و بكل وسيلة إليه في أن يبلغ الحامي أنه متوجه بالله جل جلاله و بكل وسيلة إليه في أن يكون هو المتولي لتكميل عمله من النقصان و الوسيط بينه و بين الله جل جلاله في تسليم العمل إليه من باب قبول أهل الإخلاص و الأمان. أقول و من وظائف كل ليلة أن يبدأ العبد في كل دعاء مبرور و يختم في كل عمل مشكور بذكر من يعتقد أنه نائب الله جل جلاله في عباده و بلاده   فإنه القيم بما يحتاج إليه هذا الصائم من طعامه و شرابه و غير ذلك من مراده من سائر الأسباب التي هي متعلقة بالنائب عن رب الأرباب و أن يدعو له هذا الصائم بما يليق أن يدعى به لمثله و يعتقد أن المنة لله جل حلاله و لنائبه كيف أهلاه لذلك و رفعاه في منزلته و محله.

 فمن الرواية في الدعاء لمن أشرنا إليه صلوات الله عليه ما ذكره جماعة من أصحابنا و قد اخترنا ما ذكره ابن أبي قرة في كتابه فقال بإسناده إلى علي بن حسن بن علي بن فضال عن محمد بن عيسى بن عبيد بإسناده عن الصالحين ع قال و كرر في ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان قائما و قاعدا و على كل حال و الشهر كله و كيف أمكنك و متى حضرك في دهرك تقول بعد تمجيد الله تعالى و الصلاة على النبي و آله ع اللهم كن لوليك القائم بأمرك محمد بن الحسن المهدي عليه و على آبائه أفضل الصلاة و السلام في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و مؤيدا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طولا و عرضا و تجعله و ذريته من الأئمة الوارثين اللهم انصره و انتصر به و اجعل النصر منك على يده و اجعل النصر له و الفتح على وجهه و لا توجه الأمر إلى غيره اللهم أظهر به دينك و سنة نبيك حتى لا يستخفي بشي‏ء من الحق مخافة أحد من الخلق اللهم إني أرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام و أهله و تذل بها النفاق و أهله و تجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك و القادة إلى سبيلك و آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ و اجمع لنا خير الدارين و اقض عنا جميع ما تحب فيهما و اجعل لنا في ذلك الخيرة برحمتك و منك في عافية آمين رب العالمين و زدنا من فضلك و يدك الملأى فإن كل معط ينقص من ملكه و عطاؤك يزيد في ملكك

الباب الخامس فيما نذكره من سياقة عمل الصائم في نهاره و فيه فصول   

فصل فيما نذكره في أول يوم من الشهر من الرواية بالغسل فيه

 و هو ما رويناه بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أنه قال من اغتسل أول يوم من السنة في ماء جار و صب على رأسه ثلاثين غرفة كان دواء لسنته و إن أول كل سنة أول يوم من شهر رمضان

 و رويت من كتاب جعفر بن سليمان عن أبي عبد الله ع أن من ضرب وجهه بكف ماء ورد أمن ذلك اليوم من المذلة و الفقر و من وضع على رأسه من ماء ورد أمن تلك السنة من السرسام البرسام فلا تدعوا ما نوصيكم به

 أقول لعل خاطر بعض من يقف على هذه الرواية يستبعد ما تضمنته من العناية و يقول كيف يقتضي ثلاثون غرفة من الماء استمرار العافية طول سنته و زوال أخطار الأدواء فاعلم أن كل مسلم فإنه يعتقد أن الله جل جلاله يعطي على الحسنة الواحدة في دار البقاء من الخلود و دوام العافية و كمال النعماء ما يحتمل أن يقدم لهذا العبد المغتسل في دار الفناء بعض ذلك العطاء و هو ما ذكره من العافية و الشفاء.

فصل فيما نذكره من صوم الإخلاص و حال أهل الاختصاص من طريق الاعتبار.

 اعلم أن أصل الأعمال و الذي عليه مدار الأفعال ينبغي أن يكون هو محل التنزيه عن الشوائب و النقصان و لما كان صوم شهر رمضان مداره على معاملة العقول و القلوب لعلام الغيوب وجب أن يكون اهتمام خاصته جل جلاله و خالصته بصيام العقل و القلب عن كل ما يشغل عن الرب. فإن تعذر استمرار هذه المراقبة في سائر الأوقات لكثرة الشواغل و الغفلات فلا أقل أن يكون الإنسان طالبا من الله جل جلاله أن يقويه على هذه الحال و يبلغه صفات أهل الكمال و أن يكون خائفا من التخلف عن درجات أهل السباق   مع علمه بإمكان اللحاق فإنه قد عرف أن جماعة كانوا مثله من الرعية ففازوا للسياسة العظيمة النبوية و بلغوا غايات من المقام العاليات و فيهم من كان غلاما يخدم أولياء الله جل جلاله في الأبواب و ما كان جليسا و لا نديما لهم و لا ملازما في جميع الأسباب فما الذي يقتضي أن يرضى من جاء بعدهم بالدون و بصفقة المغبون و أقل مراتب المراد منه أن يجري الله جل جلاله و رسوله صلوات عليه مجرى صديق يحب القرب منه و يستحي منه و هو حاذر من الإعراض فإذا قال العبد ما أقدر على هذا التوفيق و هو يقدر عليه مع الصديق فهو يعلم من نفسه ما كفاه الرضا بالنقصان و الخسران حتى صار يتلقى الله جل جلاله و رسوله ص بالبهتان و الكذب و العدوان.

فصل فيما نذكره من صفات كمال الصوم من طريق الأخبار.

 رويت ذلك عن جماعة من الشيوخ المعتبرين إلى جماعة من العلماء الماضين و أنا أذكر لفظ محمد بن يعقوب الكليني رضي الله عنه و عنهم أجمعين فقال بإسناده في كتاب الصوم من كتاب الكافي إلى محمد بن مسلم قال قال أبو عبد الله ع إذا صمت فليصم سمعك و بصرك و شعرك و جلدك و عدد أشياء غير هذا و قال لا يكون يوم صومك كيوم فطرك

 و بإسناد محمد بن يعقوب في كتابه إلى جراح المدائني عن أبي عبد الله ع قال إن الصيام ليس من الطعام و الشراب وحده ثم قال قالت مريم إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً أي صمتا فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم و غضوا أبصاركم و لا تنازعوا و لا تحاسدوا قال و سمع رسول الله ص امرأة تسب جارية لها و هي صائمة فدعا رسول الله ص بطعام فقال كلي فقالت إني صائمة فقال كيف تكونين صائمة و قد سببت جاريتك إن الصوم ليس من الطعام و الشراب

 قال و قال أبو عبد الله ع إذا صمت فليصم سمعك و بصرك من الحرام   و القبيح و دع المراء و أذى الخادم و ليكن عليك وقار الصيام و لا تجعل يوم صومك يوم فطرك

 و رأيت في أصل من كتب أصحابنا قال و سمعت أبا جعفر ع يقول إن الكذبة ليفطر الصيام و النظرة بعد النظرة و الظلم كله قليله و كثيره

 و من كتاب علي بن عبد الواحد النهدي رحمه الله بإسناده إلى عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ليس الصيام من الطعام و الشراب أن لا يأكل الإنسان و لا يشرب فقط و لكن إذا صمت فليصم سمعك و بصرك و لسانك و بطنك و فرجك و احفظ يدك و فرجك و أكثر السكوت إلا من خير و ارفق بخادمك

 و من كتاب النهدي بإسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص أيسر ما افترض الله على الصائم في صيامه ترك الطعام و الشراب

 أقول فانظر قول النبي ص إن أيسر واجبات الصوم ترك المطعوم و المشروب و رأيت أهمه ترك ذلك ففارقت سبيل علام الغيوب. أقول و الأخبار كثيرة في هذا الباب فينبغي لذوي الألباب حيث قد عرفوا أن صوم الجوارح و صونها عن السيئات من جملة المهمات أن يراعوا جوارحهم مراعاة الراعي الشفيق على رعيته و أن يحفظوها من كل ما يفطرها و يخرجها من قبول عبادته و إلا فليعلم كل من كان عارفا بشروط كمال الصيام و رضي لنفسه بالإهمال أنه مستخف بصومه و مخاطر بما يتعقب فيه من الأعمال و ليكن على خاطره أن سقم الغفلة و الذنوب يطوف حول أعماله و يحاول أن يحول بينه و بين مالك إقباله فيمسي في صيامه في كثير من الأوقات و قلبه قد أفطر في الجنايات الجهالات و الغفلات و لسانه قد أفطر بالكلام بالغيبة أو بمعونة على ظلم أو تعمد إثم و بما لا يليق بالمراقبات و عينه قد أفطرت بالنظر إلى ما لا يحل عليه أو بالغفلة عن مراعاة المنعم الذي يتواصل إحسانه إليه و سمعه قد أفطر بسماع ما لا يجوز الإصغاء إليه و يده قد أفطرت باستعمالها فيما لم يخلق لأجله و قدمه   قد أفطرت بالسعي بما لا يقربه إلى مولاه و الدخول تحت ظله و هو مع هذا لا يرى إفطار جوارحه و تلف مصالحه و اشتهاره عند الله جل جلاله و عند خاصته بفضائحه فليحذر عبد عن مولاه أن ينفذه في شغل ليقضيه و نفعه عائد على العبد في دنياه و أخراه فيخون في أكثر الشغل الذي نفذ فيه و سيده ينظر إليه و هو يعلم أنه مطلع عليه و على سوء مساعيه.

فصل فيما نذكره من صلاة للسلامة في الشهر من حوادث الإنسان و صلاة أول يوم من شهر رمضان للحفظ في السنة كلها من محذور الأزمان.

 اعلم أنا قدمنا في كتاب عمل الشهر صلاة ركعتين في أول كل شهر يقرأ في الأولى منهما الحمد مرة و قل هو الله أحد ثلاثين مرة و في الثانية الحمد مرة و إنا أنزلناه ثلاثين مرة و يتصدق معها بشي‏ء من الصدقات فتكون دافعة لما في الشهر جميعه من المحذورات و نحن الآن ذاكرون لها مرة أخرى لأن أول السنة أحق بالاستظهار في دفع المخوفات بالصلوات و الدعوات.

 رويناها بإسنادنا إلى محمد بن الحسن بن الوليد قال أخبرنا محمد بن الحسن الصفار قال أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن الوشاء قال كان أبو جعفر ع إذا دخل شهر جديد يصلي أول يوم منه ركعتين يقرأ لكل يوم إلى آخره قل هو الله أحد في الركعة الأولى و في الركعة الثانية إنا أنزلناه في ليلة القدر و يتصدق بما يتسهل فيشتري به سلامة ذلك الشهر كله

و من ذلك ركعتان أخريان تدفع عن العبد أخطار السنة كلها إلى مثل ذلك الأوان

 رواها محمد بن أبي قرة في كتابه في عمل أول يوم من شهر رمضان عن العالم صلوات الله عليه أنه قال من صلى عند دخول شهر رمضان ركعتين تطوعا قرأ في أولاها أم الكتاب و إنا فتحنا لك فتحا مبينا و في الأخرى ما أحب دفع   الله تعالى عنه السوء في سنته و لم يزل في حرز الله تعالى إلى مثلها من قابل

فصل فيما نذكره من الدعاء أول يوم من شهر رمضان خاصة

 فمن ذلك ما رويته عن والدي قدس الله روحه و نور ضريحه فيما قرأته عليه من كتاب المقنعة بروايته عن شيخه الفقيه حسين بن رطبة رحمه الله عن خال والدي السعيد أبي علي الحسن بن محمد عن والده محمد بن الحسن الطوسي جد والدي من قبل أمه عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان تغمدهم الله تعالى جميعا بالرضوان و أخبرني والدي أيضا قدس الله روحه عن شيخه الفقيه علي بن محمد المدائني عن سعيد بن هبة الله الراوندي عن علي بن عبد الصمد النيسابوري عن الدوريستي عن المفيد أيضا بجميع ما تضمنه كتاب المقنعة قال إذا طلع الفجر أول يوم من شهر رمضان فادع و قل اللهم قد حضر شهر رمضان و قد افترضت علينا صيامه و أنزلت فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقانِ اللهم أعنا على صيامه و تقبله منا و تسلمه منا و سلمه لنا في يسر منك و عافية إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ

 أقول و وجدت أدعية ذكرت في أول يوم منه و هي لدخول الشهر في روايتها أنه أول السنة فذكرتها في أدعية أول ليلة لأنها وقت دخول الشهر و أول السنة و إن شئت فادع بها أول ليلة منه و أول يوم منه استظهارا للأفعال الحسنة

فصل فيما نذكره من الأدعية و التسبيح و الصلاة على النبي ص المتكررة كل يوم من شهر رمضان.

 اعلم أننا نبدأ بذكر الدعاء المشهور بعد أن ننبه على بعض ما فيه من الأمور و قد كان ينبغي البداءة بمدح الله و تعظيمه بالتسبيح ثم بتعظيم النبي و الأئمة عليه و عليهم السلام لكن وجدنا الدعاء في المصباح الكبير قبل التسبيح و الصلاة عليهم فجوزنا أن تكون الرواية اقتضت ذلك الترتيب فعملنا عليه. فنقول إن هذا الدعاء في كل يوم من الشهر يأتي فيه

إن كنت قضيت في   هذه الليلة تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها

و الظاهر فيمن عرفت اعتقاده فيها من الإمامية أن الليلة التي تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها ليلة القدر و أنها إحدى الثلاث ليال إما ليلة تسع عشرة منه أو ليلة إحدى و عشرين أو ليلة ثلاث و عشرين و ما عرفت أن أحدا من أصحابنا يعتقد جواز أن تكون ليلة القدر في كل ليلة من الشهر و خاصة الليالي المزدوجات مثل الليلة الثانية و الرابعة و السادسة و أمثالها و وجدت عمل المخالفين أيضا على أن ليلة القدر في بعض الليالي المفردات و قد قدمنا قول الطوسي رحمه الله أنها في المفردات العشر الأواخر بلا خلاف. أقول فينبغي تأويل ظاهر الدعاء إن كان يمكن إما بأن يقال لعل المراد من إطلاق اللفظ إن كنت قضيت في هذه الليلة إنزال الملائكة و الروح فيها غير ليلة القدر بأمر يختص كل ليلة أو لعل المراد بنزول الملائكة و الروح فيها في ظاهر إطلاق هذا اللفظ في كل ليلة أن يكون نزول الملائكة في كل ليلة إلى موضع خاص من معارج الملإ الأعلى و لعل المراد إظهار من يروي عنه ع هذا الدعاء إظهار أنه ما يعرف ليلة القدر تقية و لمصالح دينية أو لغير ذلك من التأويلات المرضية و قد تقدم ذكرنا أنهم عارفون ع بليلة القدر و روايات و تأويلات كافية في هذه الأمور. أقول و إن كان المراد بهذا إنزال الملائكة و الروح فيها ليلة القدر خاصة فينبغي لمن يعتقد أن ليلة القدر إحدى الثلاث ليال التي ذكرناها أن لا يقول في كل يوم من الشهر هذا اللفظ بل يقول ما معناه اللهم إن كنت قضيت أنني أبقى إلى ليلة القدر فافعل بي كذا و كذا من الدعاء المذكور و إن كنت قضيت أنني لا أبقى فأبقني إلى ليلة القدر و ارزقني فيها كذا و كذا و أن يطلق اللفظ المذكور في الدعاء يوم ثامن عشر و يوم عشرين منه و يوم اثنين و عشرين   لتجويز أن تكون كل ليلة من هذه الثلاث الليالي المستقبلة ليلة القدر ليكون الدعاء موافقا لعقيدته و مناسبا لإرادته. أقول و إن كان الداعي بهذا الدعاء ممن يعتقد جواز أن يكون ليلة القدر كل ليلة مفردة من الشهر أو في المفردات من النصف الآخر أو من العشر الأواخر فينبغي أن يقتصر في هذه الألفاظ التي يقول فيها و إن قضيت في هذه الليلة تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها على الأوقات التي يعتقد جواز ليلة القدر فيها لئلا يكون في دعائه مناقضا بين اعتقاده و بين لفظه بغير مراده. أقول و كذا قد تضمن هذا الدعاء و كثير من أدعية شهر رمضان طلب الحج فلا ينبغي أن يذكر الدعاء بالحج إلا من يريده و أما من لا يريد الحج أصلا و لو تمكن منه فإن طلبه لما لا يريده و لا يريد أن يوفق له يكون دعاؤه غلطا منه و كالمستهزئ الذي يحتاج إلى طلب العفو عنه بل يقول اللهم ارزقني ما ترزق حجاج بيتك الحرام من الإنعام و الإكرام. أقول و قد سمعت من يدعو بهذا الدعاء على إطلاقه في ليلة القدر في أول يوم من الشهر إلى آخر يوم منه و يقول في آخر يوم و هو يوم الثلاثين و إن كنت قضيت في هذه الليلة تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها و ما بقي بين يديه على اليقين ليلة واحدة من شهر رمضان بل هو مستقبل ليلة العيد و ما يعتقد أن

    ليلة العيد فيما تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها و إنما يتلو هذه الألفاظ بالغفلة من المراد بها و القصد لها و لسان حال عقله كالمتعجب منه و لا يؤمن أن يكون الله جل جلاله معرضا عنه لتهوينه بالله جل جلاله في خطابه بالمحال و مجالسته لله جل جلاله بالإهمال. أقول و ربما يطلب في هذا الشهر في الدعوات ما كان الداعون قبله يطلبونه و هو لا يطلب حقيقة ما كانوا يطلبونه و يريدونه مثل قوله و أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا و آل محمد و قد كان من جملة الخير الذي أدخلهم الله جل جلاله فيه الامتحان بالقتل و الحبوس و الاصطلام و سبي الحرم و قتل الأولاد و احتمال كثير من أذى الأنام و أنت أيها الداعي لا تريد أن تبتلي بشي‏ء منه أصلا و من جملة الخير الذي أدخلهم فيه الإمامة و أنت تعلم أنك لا ترى نفسك لطلب ذلك أهلا فليكن دعاؤك في هذه الأمور مشروطا بما يناسب حالك و لا تطلب بقلبك و لفظك ظاهر معاني اللفظ المذكور مثل أن تطلب في الدعاء القتل في سبيل المراضي الإلهية و أنت ما تريد نجاح هذا المطلوب بالكلية فليكن مطلوبك منه أن يعطيك ما يعطي من قتل في ذلك السبيل الشريف من أهل القوة و المعرفة بذلك التشريف و إن لم يكن محاربا في الله و لا مجاهدا بل بفضل الله المالك اللطيف. و مثل أن يطلب في الدعاء أن يجعل رزقه قوت يوم بيوم و يعني ما يمسك رمقه أو يشبعه و عياله و هو لا يرضى بإجابته إلى هذا المقدار و لو أجابه الله جل جلاله كان قد استعاد منه كثيرا مما في يديه من زيادة اليسار فليكن قصدك في أمثال هذه الدعوات موافقا لما يقتضيه حالك من صواب الإرادات و احذر أن تكون لاعبا و مستهزئا و غافلا في الدعوات