باب 13- استحباب الاقتصاد في طلب الرّزق

21948-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن ربيع بن محمّد المسليّ عن عبد اللّه بن سليمان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ اللّه عزّ و جلّ وسّع في أرزاق الحمقى ليعتبر العقلاء و يعلموا أنّ الدّنيا ليس ينال ما فيها بعمل و لا حيلة

 و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى مثله

21949-  و عن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد رفعه قال قال أمير المؤمنين ع كم من متعب نفسه مقتر عليه و مقتصد في الطّلب قد ساعدته المقادير

21950-  و عنه عن ابن فضّال عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع قال ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيّع و دون طلب الحريص الرّاضي بدنياه المطمئنّ إليها و لكن أنزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف المتعفّف ترفع نفسك عن منزلة الواهن الضّعيف و تكسب ما لا بدّ منه إنّ الّذين أعطوا المال ثمّ لم يشكروا لا مال لهم

  و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد اللّه مثله

21951-  و عنه عن ابن جمهور عن أبيه رفعه عن أبي عبد اللّه ع قال كان أمير المؤمنين ع كثيرا ما يقول اعلموا علما يقينا أنّ اللّه جلّ و عزّ لم يجعل للعبد و إن اشتدّ جهده و عظمت حيلته و كثرت مكايده أن يسبق ما سمّى له في الذّكر الحكيم و لم يخل من العبد في ضعفه و قلّة حيلته أن يبلغ ما سمّى له في الذّكر الحكيم أيّها النّاس إنّه لن يزداد امرؤ نقيرا بحذقه و لن ينقص امرؤ نقيرا لحمقه فالعالم بهذا العامل به أعظم النّاس راحة في منفعته و العالم لهذا التّارك له أعظم النّاس شغلا في مضرّته و ربّ منعم عليه مستدرج بالإحسان إليه و ربّ مغرور في النّاس مصنوع له فأبق أيّها السّاعي عن سعيك و قصّر من عجلتك و انتبه من سنة غفلتك و تفكّر فيما جاء عن اللّه عزّ و جلّ على لسان نبيّه ص و احتفظوا بهذه الحروف السّبعة فإنّها من قول أهل الحجا و من عزائم اللّه في الذّكر الحكيم أنّه ليس لأحد أن يلقى اللّه بخلّة من هذه الخلال الشّرك باللّه فيما افترض عليه أو إشفاء غيظه بهلاك نفسه أو إقرار بأمر يفعل غيره أو يستنجح إلى مخلوق بإظهار بدعة في دينه أو يسرّه أن يحمده النّاس بما لم يفعل و المتجبّر المختال و صاحب الأبّهة و الزّهو أيّها النّاس إنّ السّباع همّتها التّعدّي و إنّ البهائم همّتها بطونها و إنّ النّساء همّتهنّ الرّجال و إنّ المؤمنين مشفقون خائفون وجلون جعلنا اللّه و إيّاكم منهم

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب نحوه

21952-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين ع في وصيّته لمحمّد بن الحنفيّة قال يا بنيّ الرّزق رزقان رزق تطلبه و رزق يطلبك فإن لم تأته أتاك فلا تحمل همّ سنتك على همّ يومك و كفاك كلّ يوم ما هو فيه فإن تكن السّنة من عمرك فإنّ اللّه عزّ و جلّ سيأتيك في كلّ غد بجديد ما قسم لك و إن لم تكن السّنة من عمرك فما تصنع بهمّ و غمّ ما ليس لك و اعلم أنّه لن يسبقك إلى رزقك طالب و لن يغلبك عليه غالب و لن يحتجب عنك ما قدّر لك فكم رأيت من طالب متعب نفسه مقتر عليه رزقه و مقتصد في الطّلب قد ساعدته المقادير و كلّ مقرون به الفناء

21953-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن محمّد بن محمّد بن النّعمان عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ عن صالح بن حمزة عن الحسين بن عبد اللّه عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة أنّ أمير المؤمنين ع قال لأصحابه اعلموا يقينا أنّ اللّه تعالى لم يجعل للعبد و إن عظمت حيلته و اشتدّ طلبه و قويت مكايده أكثر ممّا سمّى له في الذّكر الحكيم فالعارف بهذا العاقل له أعظم النّاس راحة في منفعته و التّارك له أعظم النّاس شغلا في مضرّته و الحمد للّه ربّ العالمين و ربّ منعم عليه مستدرج و ربّ مبتلى عند النّاس مصنوع له فأبق أيّها المستمع من سعيك و قصّر من عجلتك و اذكر قبرك و معادك فإنّ إلى اللّه مصيرك و كما تدين تدان

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه